Ads by Google X

رواية احببت حبيبة ابني الفصل الحادي عشر 11 - بقلم وداد جلول

الصفحة الرئيسية

   

 رواية احببت حبيبة ابني الفصل الحادي عشر 11 - بقلم وداد جلول


أحببت حبيبة ابني
          
                
نظرت له خلود بحدة لتتحدث جيداء:
"إياس لا تتحدث معها هكذا بني"



امتعض إياس بوجهه لتردف جيداء موجهة حديثها لسارة:
"حسناً مارأي سارة بالموضوع"



نظرت لها سارة بحيرة ولم تعلم بماذا تجيب، انتبهت عندما جيداء رفعت حاجبيها لها وقد فهمت سارة عليها لتقول:
"أنا أرى بأن نقيم حفل الزفاف فوراً، لما التأجيل أنا لا أفهم"



ابتسمت جيداء ابتسامة نصر عندما سمعت جواب سارة، بينما سامح أغمض عيناه محاولاً تهدأة نفسه كي لا ينهض ويلقن سارة درساً قاسياً، نظر لها بابتسامة حانقة قائلاً:



"حسناً بني أنا لا مانع لدي فلتقيموا حفل الزفاف في آخر الشهر أي بعد ثلاثة أسابيع، مبارك لكما"



ابتسم سامح باتساع بينما سارة نظرت له بحيرة وخوف، تعلم جيداً بأن وراء موافقته وهدوءه هذا مصيبة كبيرة.



بارك الجميع لإياس وسارة ماعدا خلود التي كانت تنظر لسامح بنظرة متسائلة ولكنه ابتسم لها بمكر وغمز لها، للحقيقة ارتاحت لنظرته لإنها تعلم بأنه لن يسمح لهذا الزفاف أن يتم.



انتهت سهرتهم ليصعد كل منهم إلى غرفته، وبينما سارة كانت في غرفتها عقلها ياخذها ويجلبها بالأفكار، هي خائفة وقلقة جداً من سامح وخلود، لإنها تعلم أنه سيفعل المستحيل كي لا يتم هذا الزفاف، كحالها هي فهي أيضاً ًستفعل المستحيل ليتم هذا الزفاف، وعندها ستتخلص من سامح وسيطمئن بالها، تنهدت بقوة وأغضمت عيناها محاولة تهدأة نفسها.



كيف ومتى أتتها الشجاعة لا تعلم، فهي أمسكت بهاتفها لتبعث للسيد سامح رسالة والذي كان محتواها:
"أريد أن أتحدث معك رجاءً عمي، قابلني في الحديقة"



أرسلت الرسالة وهبطت إلى الأسفل ومن ثم خرجت إلى الحديقة، تصنمت في مكانها عندما رأته أمامها معطياً لها ظهره وممسكاً بيده كأس النبيذ، نظرت له بتعجب ولم تصدق هذه السرعة التي به فهي قد أرسلت الرسالة وهبطت فوراً إلى الحديقة، جفلت عندما سمعت صوته يقول:



"علمت أنكِ ستريدين التحدث إلي وقد قرأت رسالتكِ الآن"



استدار لها بجسده ليبتسم ببرود ويقول:
"لذلك أنا هنا منذ مدة"



توترت من حديثه لتبتلع ريقها وتقول:
"في الحقيقة أنا الآن أريد أن نتحدث بهدوء دون صراخ وغضب مارأيك عمي"



ابتسم بتهكم ليقول ببرود:
"لا تقولي عمي"



تنهدت لتقول:
"حسناً ما رأيك سيد سامح"



ابتسم ابتسامة جانبية ليقول:
"سامح فقط"



امتعضت بوجهها لتهم بالتحدث ولكنه قاطعها بقوله:
"بماذا تريدين التحدث"




        
          
                
أنهى جملته وارتشف من كأسه لتقول هي بتوتر:
"في الحقيقة أريد أن نضع حداً لهذه المهزلة التي تحدث بيني وبينك، والذي أريد أن أقوله لك هو أنني أنا بعمر ابنتك ويجب أن تراعي هذه النقطة، غير ذلك أنا خطيبة ابنك لذلك أرجو أن تدعني أعيش أنا وابنك دون أي مشاكل وتنسى هذه القصة التي تحدثني بها والتي قد فاجئتني بها بصراحة، أنا لا أريد أن أعلم ما علاقتك بوالدتي سابقاً لإنه لا يهمني، ولا شأني بمشاعرك، كل ما أريده هو أن تبتعد عني فقط"



همهم لها باستمتاع ليتقدم منها ويقف أمامها مباشرة ويقول:
"أنتِ هذا رأيكِ إذاً"



حركت رأسها موافقة ليردف لها ببساطة:
"إذا ًسأعتبر نفسي لم أسمع شيئاً"



أنهى جملته وارتشف كأسه دفعة واحدة ورماه على الأرض ليمسكها من ذراعيها ويقول بحدة وهمس:
"لما لا تفهمين أنني أعشقكِ وأريدكِ لي ها، لما لا تريدين أن تكونين معي سارة"



أغمضت عيناها بأسى لتقول:
"أرجوك عمي أرجوك إفهم أنا أحب إياس ولن أكون لغيره"



تحدث بصراخ وهو يحركها بعنف:
"لا تقولي عمي"



أعاد جملته بهمس و حدة:
"لا تقولي عمي أيتها اللعينة"



ابتلعت ريقها وصمتت لينترها من يده ويمشي عدة خطوات وهو يمسح على وجهه ليستدير بعدها ويقول بصرامة:
"اسمعيني جيداً، أنت لا تعرفين من هو سامح بعد، وأنا اعذركِ كونكِ تعصين أوامري ولا تستمعين لي لإنكِ تستخفين بي لكن.."



قطع جملته وأنهاها بتحذير وهو يرفع سبابته ويتقدم نحوها ليقول بحاجب مرفوع:
"لكن صدقيني ستندمين أشد الندم إن بقيتي على عنادكِ الذي لن ينفعكِ بشيء هل تفهمين"



نظرت له بجمود لتقول:
"وأنا لن أكون لك ولو طبقت السماء على الأرض"



عض على شفته السفلى ليقول من بين أسنانه:
"يافتاة منذ عدة ساعات كنت أحذركِ وكنت أقسو عليكِ بالضرب ألا تفهمين، فقط قولي لي كيف سأتفاهم معكِ"



تحدثت ببرود:
"ليس ضروري أن تتفاهم معي كل ما أريده منك هو أن تنسى القصة وتخرجها من رأسك لإن حبك هذا أعتبره مرض وليس حباً حقيقياً يجعلني أتشرف به"



أنهت جملتها و فرت هاربة من أمامه وهي تتنفس الصعداء، بينما هو ظل ينظر لمكان فراغها بشرود وكلماتها تتردد في عقله، ابتسم بشر وحرك رأسه بتوعد ليتمتم قائلاً:
(سأدعكِ تدفعين الثمن فقط انتظري علي قليلا ًوعندها سترين ما أنا فاعلٌ بكِ، لن يتم الزفاف إلا على جثتي سترين ياسارة)



______________________



قبل عدة ساعات
كان رامي وملاك يجلسان بمفردهما في صالة منزل ملاك، كان الصمت سيد المكان، لقد تفاجئت ملاك كثيراً بقدومه وقد علمت بأنه هو الشاب الذي يريد خطبتها، ولكنها هي تحمل في قلبها منه وتريد معاتبته بشأن فعلته، بينما رامي كان يحاول جمع كلماته المناسبة لكي يبرر لها ويعتذر عما بدر منه، أغمض عيناه محاولاً التماسك ليحمحم ويقول:




        
          
                
"ملاك اسمعيني جيداً، أريد أن أحدثكِ بأشياء كثيرة وأولها هو سبب غيابي عنكِ وتراجعي عن خطبتي لكِ ولكن لا تقاطعيني أبداً، دعيني أحدثكِ وأشرح لكِ كل شيء ومن ثم قرري اتفقنا"



نظرت له بعتاب لتحرك رأسها موافقة وييدأ هو بالتحدث والتبرير لها، لم ينقص عليها حرفاً واحداً، حدثها بكل شيء عنه وحدثها عن سبب بعده عنها وعن تهديد أخاها له، وعن علاقته السابقة بتلك الفتاة، ظل يتحدث بينما هي تستمع له بصدمة من جهة علاقته بتلك الفتاة ومن جهة تهديد أحمد له، لم تصدق ما سمعته، تشوشت أفكارها ومن دون وعي هبطت دموعها على وجنتيها وظلت تحدق برامي بصدمة، أنهى حديثه الذي دام طويلاً وختمه بكلمات اسفه واعتذاره لها ومن ثم بكلمات حبه وعشقه لها، بينما هي ظلت تنظر له ببرود وجمود ولم تتفوه بحرف فقط تنظر له بعينان فارغة، ابتلع ريقه بصعوبة وتملكه الخوف من صمتها ونظرتها التي لا تدل على خير أبداً، مسح على وجهه وأغمض عيناه ليحاول تهدأة نفسه ليمسك يدها الصغيرة ويقول:



"صدقيني كل هذا كان في الماضي وكنت سأصارحكِ بكل شيء ولكن أحمد تدخل في الموضوع وجعلني أتخبط بنفسي وكنت خائف من المواجهة، ولكن لم أستطع التحمل لذلك تحدثت مع هجرس وقد تفهم الأمر وأعطاني العذر وأتيت لكي أصارحكِ بكل شيء وأرجو أن تعطيني العذر أنتِ أيضاً لنبدأ صفحة جديدة ما رأيكِ"



ابتلعت ريقها وسحبت يدها من يده لتشيح بوجهها عنه وتقول بجمود:
"لا يوجد شيء يشفع لك عندي، أرجو أن لا تريني وجهك بعد الآن"



نظر لها بصدمة وبدأ قلبه يقرع كالطبول، بينما هي نهضت لتتوجه إلى غرفتها ولكنها توقفت حالما رأت هجرس يدخل عليهما، أرادت أن تتخطاه وتخرج ولكنه أمسكها من معصمها وقال:



"إلى أين"



تحدثت بخفوت:
"إلى غرفتي"



تحدث بصرامة:
"عودي إلى مكانكِ"



نظرت له بعينان دامعة لتعود وتجلس بجانب رامي، جلس هجرس مقابلاً لهما ليقول:
"ها إلى ماذا توصلتما"



لم يجيب أحدهما بكلمة ليردف هجرس:
"ما بكما أجيبان"



تنهد رامي بقوة ليقول:
"لم نتوصل لأي شيء"



تحدثت ملاك بجمود متدخلة في الحديث:
"أخي هذا الموضوع منتهي بالنسبة لي لذا أنا أرفض خطبة هذا الشاب"



نظر لها رامي بحزن بينما هجرس ابتسم بسخرية ليقول:
"لماذا هل ستحاسبينه على الماضي الآن"



أجابت بانفعال و سرعة:
"ألا يحق لي"



ابتسم هجرس برضى ليقول:
"حسناً إذاً فلتتم خطبتكما ومن ثم حاسبيه وعاقبيه كما شئتي وفكري ملياً قبل أن تبدين رأيكِ"




        
          
                
عقدت حاجبيها لتقول:
"ولكنني لا أريد هذه الخطبة ولا أريد أن أعاقبه أو أعاتبه لا شأن لي به هو حر فليفعل ما يحلو له"



أغمض رامي عيناه بقوة ليتحدث هجرس بهدوء:
"خطبتكما ستتم في آخر الأسبوع"



جحظت عينان ملاك بينما رامي تهلهلت أساريره لتقول ملاك:
"أخي ما الذي تقوله أنت أنا لا أريد أن."



قاطعها بكلامه:
"ألم تقولي بأنكِ تثقين بي إذاً يجب عليكٌ أن تثقين بي أيضاً الآن بانتقاء العريس المناسب لكِ"



نظرت له بغيظ لتقول:
"وهل ترى بأن السيد رامي الذي فعل فعلته تلك هو العريس المناسب لي"



حرك هجرس رأسه موافقاً لتنهض ملاك وتتحدث بجمود وهي تكتف يديها:
"ولكنني أنا لا أريد رامي ولن أقبل بخطبتي له"



همهم لها هجرس ليقول:
"خطبتكِ ستتم في آخر الأسبوع أي بعد خمسة أيام ولا أريد نقاش أبدا ًوالآن إذهبي واصنعي لنا القهوة تحركي"



نظرت له بصدمة وغيظ لتهم بالحديث ولكن قاطعها هجرس بصرامة وصوت عالٍ نوعاً ما:
"قلت تحركي"



ضربت الأرض بقدمها لتخرج من الصالة متوجهة إلى المطبخ والغيظ يأكل بها، هي لم تنسى كلام رامي عن أخيها أحمد ولن تسكت له عن مابدر منه نهائياً ولكنها ستصمت الآن ولن تتحدث ريثما ترى هجرس إلى أين سيوصلها بقرارته المفاجئة تلك، بينما عند رامي وهجرس حالما خرجت ملاك من الصالة حتى نهض رامي وأنهض هجرس ليقبله ويحتصنه وهو يشكره كالأبله بينما هجرس يضحك عليه.



_____________________ 



في اليوم التالي
وتحديداً عند الساعة الثانية ظهراً عادت سارة إلى منزل إياس قبل موعد عودتها المعتاد فقد كانت متعبة، فتحت لها الخادمة ودخلت إلى الصالة لترى خلود وسامح جالسان في الصالة وهما يتحدثان، نظرت لهما بامتعاض وأرادت أن تخرج ولكن صوت سامح أوقفها قائلاً:



"ألم تتعلمي إلقاء السلام، يا إلهي ماهذه الفتاة التي يريد أن يتزوجها ابني حقاً ًبلهاء"



استدارت بجسدها لتنظر له بحاجب مرفوع وابتسامة ساخرة لتقول:
"معك حق وأنا أيضاً أريد أن أقول لك ماهذه الفتاة التي وقعت في حبها يازير النساء"



ضحك ضحكة رنانة وشاركته خلود بالضحك ليقول لها:
"أووه عزيزتي سارة أنا شيء وابني شيءٌ آخر و.."



قاطعته بجملتها الساخرة:
"أعلم أعلم فـ شتان بينكما، هو حبه لي بريئ ونظيف بينما أنت حبك مريض"



انتفض من مكانه ليتوجه نحوها ويحدثها بحدة:
"سارة لا تختبرين صبري، أنا أحذركِ"




        
          
                
ابتسمت بسخرية لتقول:
"أنا الآن أريد أن أعلم هل كنت جالساً برفقة تلك الرخيصة لكي تخططان لمصيبة ثانية أم أنكما تتفقان على قضاء ليلة حمراء كـ التي قضيتماها منذ عدة أيام"



نظرت لها خلود بعينان جاحظة وقد تملكها الخوف من جملتها فخلود لا تعلم بأن سارة تعرف بالحقيقة وتعرف أنها قضت ليلة ساخنة مع سامح، بينما سامح نظر لها تلك النظرة المميتة وللصراحة سارة قد تملكها الخوف ولكنها ظلت ثابتة مخفية خوفها وراء قناع الشجاعة، كز على أسنانه ليمسكها من معصمها ويتحدث بعينان زائغة:



"ما الذي أفعله بكِ يافتاة، لقد عجزت معكِ حقاً"



نترت يدها من يده وناظرته بلؤم لتهم بالحديث ولكن خلود اقتربت منهما لتقول بتوتر:
"أنتِ ما الذي كنت تقولينه قبل قليل"



ابتسمت سارة بسخرية لتقول:
"يا إلهي إنظري إلى نفسكِ كم أنكِ خائفة ومرعوبة، أتعلمين! مصيركِ في يدي فأنا أستطيع أن أفصح عن حقيقتكِ أنتِ ووالد خطيبي وبذلك سأنتهي منكما أنتما الاثنان"



إلى هنا ولم يعد سامح يستطيع تحملها، ارتد وجهها للجهة الأخرى من الصفعة التي هبطت على وجنتها، وضعت يدها مكان الصفعة وناظرته بحدة لتقول:
"هكذا تعبر عن حبك، ألم أقل لك أنك مريض"



تحدث بصراخ:
"اصمتي فقط"



ابتسمت باستفزاز لتحرك رأسها بتوعد وتقول:
"صدقني سترى ما الذي سأفعله، سأفتضح أمرك وأمرها ولن يطلع عليكما صباح، ستريان"



أنهت جملتها بصراخ وتوجهت إلى غرفتها بينما سامح ظل ينظر لمكان فراغها بشرود، أما عن خلود فظلت متصنمة في مكانها والخوف متمكن منها.



----- 



في المساء كان الجميع مجتمع على مائدة العشاء بجو يشوبه التوتر من خلود فقط، بينما سامح كان ينظر لسارة ببرود وجمود وكأنه لا يفرق معه شيء فلتتحدث وتقول لهم كل شيء هو لا يفرق معه، وبدوره سيشكرها أيضاً لإنه سيكون له فرصة أن يفصح عن مشاعره تجاه سارة أمام الجميع وبهكذا يكون الجميع انصعق مرة واحدة وليس على مرات متتالية، كانت سارة تنظر لخلود بتوعد بينما خلود تناظرها بخوف ورجاء، ابتسمت سارة بمكر لتحمحم وتقول:



"أتعلم إياس لقد حدثت قصة غريبة جداً ومخجلة أيضاً"



نظر لها إياس بتعجب ليقول:
"وما هي وعن من"



أجابت بابتسامة مستمتعة:
"عن رجل كبير في السن مع فتاة شابة في أوائل العشرينات، يارجل يوجد بينهما قرابة وهما على علاقة محرمة"



جميعهم لم يعجبهم الموقف إن كان جيداء أو إياس أو ماسة، تحدثت جيداء بانزعاج ونظرة اشمئزاز:
"يا للوقاحة، حقاً أن الفتاة رخيصة والرجل لا يوجد لديه ذرة أخلاق"




        
          
                
همهمت سارة وهي تمضغ اللقمة وتنظر لسامح وخلود نظرة استمتاع، تحدثت ماسة بتلقائية وفضول:
"ومن أين علمتي بهذه القصة، وهل تعرفينهما"



ابتسمت سارة باستمتاع لتوجه نظرها إلى خلود التي بدى عليها معالم الخوف لتقول سارة:
"لا أعرفهما جيداً، الفتاة تكون قريبة شخص أنا أعرفه وأحترمه جداً والرجل أيضاً يكون قريب نفس ذلك الشخص"



همهمت لها ماسة ليقول إياس:
"لم يعد هناك أخلاق عند أحد"



حركت سارة رأسها لتقول:
"أجل وياخسارة فهما يخونان الثقة ويفتعلان المشاكل ويرسمان مخططات لأجل أن يوقعان بين امرأة وزوجها"



تحدثت جيداء بانزعاج:
"اللعنة عليهما كم أنهما رخيصان، عزيزتي سارة من أين تعرفينهما أنتِ"



ابتسمت سارة بخفة لتقول:
"أنا لا أعرفهما كثيراً ولكن أعرف ذلك الشخص الذي يحاولان إيقاعه في المشاكل مع زوجته هو زميلي وهو طبيب"



همهموا لها وصمتوا ومعالم الانزعاج بدت على وجوههم، أرادت سارة أن تلعب بأعصاب سامح الذي كانت الشياطين تتراقص حوله والنار تشتعل في صدره لتقول بتلقائية:
"عمي مارأيك في هذا الموضوع ألا ترى بأنه خطأ وعيب عليهما"



مضغ لقمته ليضرب كفيه ببعضهما ومن ثم يقول بأرق لكنة لديه قائلاً:
"معكِ حق عزيزتي سارة إنهما لعينان ومخادعان أيضاً، اا عزيزتي سنتناقش في هذا الموضوع في مكتبي فأنا أريد أن أحدثكِ بموضوع هام ومن ثم أريد أن أحدث إياس"



ابتسم لها بلطف بينما هي سقطت ابتسامتها حالما سمعت بجملته لتقول بتوتر: 
"اا عمي في الحقيقة أنا أريد."



قاطعتها جيداء قائلة:
"عزيزتي يجب أن تسمعين كلام عمكِ"



ابتسم سامح وحرك رأسه موافقاً لينهض ويوجه حديثه لزوجته:
"عزيزتي دعي الخادمة تعد لي القهوة أنا وسارة، وأنتِ ياسارة انتهي من طعامكِ والحقي بي إلى المكتب اتفقنا عزيزتي"



ابتسم بلطف في وجهها ومن ثم توجه إلى المكتب بينما هي ظلت تبتلع ريقها ومعالم الخوف بادية على وجهها، لعنت نفسها مئات المرات على الكلام الذي تفوهت به، تنهدت بقلق لتنظر لخلود وتجدها تنظر لها بتشفي، رفعت حاجبها سارة بلؤم لتغض خلود أنظارها وتعود لطعامها.



----



بعد وقت قصير كانت سارة تقف عند باب مكتب سامح وهي تدعو لربها أن تنجو منه، أرادت أن تفتح الباب ولكن هو من فتح الباب ليكون وجهه مقابلاً ًلوجهها ويتحدث بهمس:



"تأخرتي حبيبتي"



أمسكها من معصمها وأدخلها ليغلق الباب خلفه ويقفله، نظرت له بخوف وابتلعت ريقها وعادت بخطواتها إلى الخلف بينما هو يناظرها بابتسامة شر ويتقدم منها، حاصرها ضد الحائط ليضع كلتا يديه ويستند محاصراً إياها ليقول بشر:




        
          
                
"ماهذا الكلام الكبير الذي كنتي تتفوهين به منذ قليل عزيزتي هممم"



همهم في آخر جملته وهو يمرر شفتيه على وجنتها الطرية لتبتلع ريقها وتقول:
"عمي أنا." 



وضع سبابته على فمها ليقول:
"ششش لا تتحدثي اصمتي"



نظرت له برهبة وحركت رأسها موافقة ليردف لها بعينان زائغة:
"أعترف بحبي لكِ وعشقي بكِ، تتمردين علي وتعصين أوامري، آمركِ بشيء ولا تنفيذينه، تمسكين مستمسكات علي وتقومين باستغلالي وأنتِ وبكل سذاجة تظنينني خائف، أتحدث معكِ بروية تقومين أنتِ بدوركِ وتحدثيني بغضب وتتفوهين بكلام جارح، وأخر ما فعلتيه هو أنكِ تلمحين وتهددين على مزاجكِ وكأنه لا يوجد من يؤدبكِ أليس كذلك"



حركت رأسها رافضة ببطئ وهي تنظر لعيناه مباشرة، ابتسم بشر ليقول:
"أتعلمين شيئاً! ليس سامح من يستسلم او يخسر حرباً قد دخل بها، أنت ِدخلتي قلبي وسلبتي مني عقلي بجمالكِ وعفويتكِ وأنا بدوري سأحارب لكي أصل إليكِ وتكونين لي طوال العمر، لن أترككِ سارة إعلمي جيداً حتى وإن أردتما إقامة حفل الزفاف أنتِ وإياس هو لن يحصل عليكِ أبداً، أعدكِ بأنني سأجعلكِ تحبينني وتتعلقين بي فقط انتظري علي، وأيضاً انتظري إلى يوم غد لإنه يوجد لديكِ مفاجأة قد حضرتها لكِ"



هبطت دمعتان من عينيها وهي تنظر له بتفاجئ من تصرفاته وحديثه ولكنته المجنونة التي لم تستوعبها، فهو يتحدث بطريقة غريبة جداً، ابتلعت ريقها لتقول بتوتر:



"صدقني كل ما تفعله سيكون ضرر لي ولك صدقني عمي لننهي هذه المسألة أرجوك أنا لم."



قاطعها بكلامه وهو رافعاً حاجبيه:
"أنا لا أنتظر منكِ أي كلمة أو أي تبرير ولن أحاسبكِ على كلامكِ الجارح وتلميحاتكِ التي رميتها على مسامعنا جميعاً، أريد أن أقول لكِ شيئاً واحداً ًفقط"



ابتسم بمكر واقترب ليلصق شفاهه بشفاهها بقبلة هادئة ودون أي حركة فقط تلامس بين شفاهه وشفاهها، أغمضت عيناها بوهن وشعرت بمشاعر غريبة تجتاحها، شعرت بعدها بالفراغ بشيء ينقصها بشيء جعلها تنغاظ، لا تعلم ما هو ولكن حالما ابتعد سامح عن شفاهها حتى فتحت عيناها ونظرت له بعتاب، ابتسم لها بمكر ليكوب وجهها بين يديه ويقول:



"إعلمي جيداً حالما أختلي بكِ سأجعلكِ ملكي"



أنهى جملته ليطبع قبلة سطحية على شفتيها ويقول:
"هيا انصرفي"



ظلت واقفة بمكانها دون حراك مع العلم بأنه قد أفسح لها المجال لتمر ولكنها لم تمر، نظر لها ببرود ليمسكها من معصمها ويفتح الباب ويخرجها ومن ثم اغلق الباب وأقفله على نفسه، ظلت واقفة في مكانها تحدق بالفراغ بشرود وعقلها يردد كلمتان فقط (سأجعلكِ ملكي)، ترقرقت عيناها بالدموع لتنتهد بقوة وهي تشعر بالضياع من الذي يحدث معها ومن حب ذلك الرجل الذي لم تكن لتحسب له حساب.




        
          
                
_____________________ 



في اليوم التالي
وتحديداً عند الساعة الثالثة ظهراً خرجت سارة من صيدليتها وأغلقتها لتتوجه إلى منزل إياس فقد حان وقت الغداء، وبينما هي تمشي في الطريق وطبعاً كانت شاردة الذهن فلم تنتبه لتلك السيارة التي وقفت إلا بعد ما اعترضت طريقها، نظرت سارة للشاب الذي هبط من السيارة وعلى محياه ابتسامة واسعة، عقدت حاجبيها باستغراب وهي تحاول تذكر ملامحه لتجحظ عيناها ومن ثم ضحكت بسعادة ليبادلها الضحكة ويقول:



"سارة الجميلة ذات البشرة الرائعة والتي أعشقها كيف حالها ياترى"



ضحكت برقة على جملته فهو دائماً ماكان يتغزل بها ويحب بشرتها الحنطية أيضاً، تحدثت بحماس وهي تصافحه:
"أووه ناصر يالها من صدفة جميلة كيف حالك"



ابتسم باتساع ليقول:
"أنا بخير وبأحسن حال، أخبريني كيف حالكِ وحال عملكِ؟ هل تعملين بجد في صيدليتكِ أيتها الصغيرة"



عبست بوجهها ومن ثم ضحكت لتقول:
"أووف لا تقول لي صغيرة، أنا بخير وعملي أيضاً بخير ياذو الغمازتين الجميلتين"



ابتسم باتساع وبانت غمازتيه التي تعطيه جمال خاص وجاذبية خاصة، تنهد ناصر ليقول:
"إذاً إلى أين وجهتكِ"



همهمت لتقول:
"إلى منزل أهل خطيبي"



تحدث بحماس:
"أووه هذا رائع إذاً مؤكد بأن إياس قد أفصح عن مشاعره وتقدم لخطبتك ِأليس كذلك"



ضحكت برقة لتحرك رأسها موافقة وهو بدوره بارك لها ليقول:
"إذاً هيا تفضلي لكي أوصلكِ"



حركت رأسها موافقة لتقول:
"حسناً لا مانع سأكسب توصيلة بالمجان هيا"



ضحك على جملتها ليصعد إلى سيارته وعلى محياه ابتسامة خبيثة، حرك مقود السيارة وهو ينظر لها نظرة ذات مغزى ومن ثم انطلق بها إلى الوجهة التي يريدها.



طوال الطريق وهما يتحدثان ويضحكان وطبعاً سارة بدورها استرسلت معه في الحديث ولم تشعر بمسافة الطريق التي كانت طويلة وبعكس مسافة منزل إياس الذي مسافته قصيرة، وأيضاً لم تنتبه بأن وجهة الطريق لم تكن هي وجهة الطريق الذي تودي إلى منزل إياس.



دقائق وانتبهت سارة إلى الطريق المعاكس لتعقد حاجبيها وتقول:
"ناصر إلى أين تأخذني هذا ليس الطريق الصحيح"



ابتسم بخفة ليقول:
"اصمتي قليلاً سنصل إلى وجهتنا"



نظرت له بتعجب لتقول:
"أي وجهة"



تنهد ليقول:
"ستعلمين بعد قليل فقط اصمتي قليلاً"



تنهدت بقلق وابتلعت ريقها بخوف، هي تعلم بأن ناصر لن يؤذيها أبداً فهو كان صديقها وقضيا مسيرتهما الدراسية سوياً وهما مع بعضهما منذ أول سنة في الجامعة ومقربان لبعضهما جداً.



ما هي إلا ثواني حتى وصل ناصر بسارة إلى وجهته والتي كان مخطط لها أيضاً، أغمض عيناه بتأنيب ضمير لينظر لسارة ويقول ببرود:



"هيا انزلي"



رفعت حاجبها لتقول:
"إلى أين وأين نحن ولما جئت بي إلى هنا"



تحدث بنفاذ صبر:
"هذا ما طُلب مني وأنا نفذت، أنا حقاً آسف سارة اعذريني، هيا انزلي هناك من ينتظركِ في الداخل"



نظرت له بعينان جاحظة وعدم تصديق لتقول:
"ناصر ما الذي تقوله أنت أنا لا أفهم ماذا تع.."



قاطعها بكلامه الحاد:
"قلت لكِ انزلي، أنا ليس بمقدوري فعل شيء سوى التنفيذ هيا انزلي وستعلمين كل شيء في الداخل"



أرادت أن تتحدث ولكن باب السيارة لديها فتح ليمسكها الحارس من معصمها وينزلها بالغصب تحت مقاومتها وصراخها، بينما ناصر ظل يتابعها بتأنيب ضمير وحزن ليتنهد بقوة وينطلق عائداً إلى منزله والندم يأكله.



----



ببنما عند سارة أدخلها الحارس بالغصب إلى المنزل الذي كان من الأثاث الفخم ليدفعها إلى الأمام ويخرج من المنزل بأكمله مغلقاً الباب ورائه، عقدت سارة حاجبيها عندما رأت رجل واقفاً ومعطياً لها ظهره، تنهدت بقوة وهي مغمضة عينيها وهي تدعو بأن لا يكون هو الشخص الذي في بالها، ابتلعت ريقها بصعوبة لتقول بتوتر:



"من أنت"



استدار لها ليظهر أمامها بابتسامة ماكرة، جحظت عيناها عندما رأت سامح أمامها ليتوجه لها مبتسماً بمكر، وقف أمامها وقرب وجهه من وجهها وهو ينظر لعيناها مباشرة ويقول بهمس:



"والآن ها قد وقعتي بيدي" ...



"وأني أُحبُكِ إمتلاكاً وتملكاً وكمالاً 
وأغارُ عليكِ تعصُباً وتجنُناً وحناناً"



------



السلام عليكم



سامح شو رح يعمل لسارة ياترى ؟



ياترى خديجة اخت سامح رح تروح لبيت سامح ؟ وهل ياترى رح يكون ألها دور بقصة سارة وسامح ؟



سارة رح تكشف سامح وخلود ولا رح ضل ساكتة ؟



ياترى العرس رح يصير على موعدو ولا سامح رح يمنع أنو يصير هاد الزواج ؟



بتتوقعوا سامح رح يأزي سارة ياترى ؟ طيب شو ممكن يساويلها ؟



اقتراحاتكم + اقتراحاتكم 



فوت وكومنت 



دمتم بأمان الله ❤




        


google-playkhamsatmostaqltradent