Ads by Google X

رواية ارهقني عشقها الفصل الحادي عشر 11 - بقلم وداد جلول

الصفحة الرئيسية

  

رواية ارهقني عشقها الفصل الحادي عشر 11 -  بقلم وداد جلول

 نيران الغيرة
                              
                                    
أن تتصنع السعادة والفرح وأنت عكس ذلك فهذا هو الألم والوجع بحد ذاته ، أن تحاول بأن تقنع الآخرين بأنك مقتنع بالشيء الذي يحدث معك وأنت غير قادر على إقناع نفسك فهذا شيءٌ يرهقك جداً ، وهذا ماكان حال جميلتنا في يوم خطوبتها ، كانت تبدو كالملاك بفستانها البنفسجي الفاتح والذي كان مطرز بطريقة ناعمة وبسيطة ، ومع تلك التسريحة البسيطة والمموجة جعلتها تبدو بأبهى طلة لها ، كما أنها لم تكثر من مساحيق التجميل فقد كانت تضع كحل يرسم عينيها الجميلتين وأحمر شفاه بسيط وفاتح ليجعلها أنثى رقيقة وناعمة ، كانت تنظر لنفسها عبر المرآة بشرود ، عقلها يدور ويدور وهناك صوتٌ في رأسها يقول لها بأن تنهي هذه المهزلة التي ستحدث ، ليست مقتنعة بهذه الخطبة وكل هدفها بأن تبتعد عنه لتنتهي من تحكماته التي تخنقها ، هي تعلم بأنها مخطئة بهذه الخطوة التي اتخذتها بلحظة غضب وطيش ولكنها لن تتراجع ، ستحاول أن تتقبل الوضع وتتقبل ذلك الشاب الذي ستتم خطبته عليها اليوم لعل وعسى يكون لها نصيبٌ من السعادة برفقته ..



ولكن ماذا عن بطلنا الوسيم الآن ، هو حقاً بحالة لا يمكن وصفها ، منذ الصباح وهو في غرفته لا يريد رؤية أحد ولا أن يتحدث مع أحد ، حسناً منذ أن وافقت ليلى على ذلك الشاب والنيران تشتعل في صدره ، في كل يوم يصارع ويتعذب ويموت حتى يخرج لهم ببروده المعتاد ، يناظرها كل يوم بحزن عميق وقلبٍ مشتعل ولكنها لا تأبه له ، قلبه يحترق شاعراً بأن روحه تسحب منه كلما اقترب يوم الخطبة ، وبهذا اليوم بالتحديد حقاً لا أستطيع وصف حالته ، نظر إلى نفسه عبر المرآة بحزن ، هو حزين على نفسه ، حزين على قلبه الذي أحب فتاة لا تأبه له ولا تشعر به ، عيناه حمراء تشع منها الغضب والحزن ، أغمض عيناه بقوة ليفتحهما ومن ثم أمسك بالفازة ليرميها على المرآة وتتحطم إلى أشلاء ، أصبحت وتيرة تنفسه عالية ، عيناه زائغة ، يجول في غرفته كالمجنون غير مصدق بأنه سيقدم محبوبته بنفسه على طبقٍ من ذهب لغيره ، دخل إلى الحمام ليأخذ حماماً سريعاً ومن ثم ارتدى بذلته السوداء وقميصه الأسود وقام بتسريح شعره ليبدو بأبهى طلة له ، حسناً حسناً تريدين اللعب ياليلى ، اتفقنا ولما لا سنلعب وسنرى من سيفوز أخيراً ، أجرى اتصالاً سريعاً ومن ثم خرج من غرفته ليهبط إلى الأسفل مرتدياً قناع البرود في وجهه ومخبئاً حرقة قلبه في صدره .. 



-------



بعد قليل من الوقت
بدأ المنزل يعج بالضيوف ، لم يكن هناك الكثير من الناس فقط المقربين جداً من العائلتان ، وقد قرروا إتمام الخطبة في منزل جبل ، كان جبل يقف بجمود بين الحاضرين يستقبلهم ببرود ويناظرهم بجمود ، كما أن العريس كان موجوداً أيضاً والذي يدعى بـ (مصطفى) منتظراً قدوم ليلى بفارغ الصبر ، حسناً هو رأها في حفل زفاف أخيه ومن وقتها وهو واقع لها بشدة ، أعجبه هدوئها وأخلاقها ، جمالها وبساطتها وكل شيءٍ بها ، لذلك أحب جداً بأن يتخذها زوجةً له ورفيقةً لدربه ، تعالت التصفيقات والتصفيرات عندما هبطت ليلى بكامل أنوثتها وقد كانت عمتها معها لتقدمها إلى خطيبها ، علماً بأنها طلبت من جبل بأن يقدمها هو له ولكنه أبى ذلك ورفض رفضاً قاطعاً ، كما أنه حدثها وقام بتنبيهها بشأن تلبيس الخواتم وقد طلب من والدته بأن تلبسها الخاتم هي وليس خطيبها لإنه لم يتم عقد قرانهم بعد ولن يسمح له بالاقتراب منها ولا حتى لمس يدها إلا بعد عقد القران ، هه هذا إذا تم عقد القران أصلاً ، توجهت سلمى وبرفقتها ليلى لتقدمها إلى خطيبها وقدمتها إليه ، ابتسم مصطفى باتساع حالما رأى ليلى بجمالها ورقتها ليمسك يدها ويقبلها قبل متتالية غير عالم بذلك الذي يكور قبضته بغضب والنيران تشتعل في صدره ، توترت ليلى من فعلته وابتسمت له ابتسامة مصطنعة كحال عمتها التي ما إن رأته يقبل يدها حتى وجهت نظرها لابنها لترى الموت في عينيه ، حمحمت لتبتسم بتصنع وتقول له :




                            




google-playkhamsatmostaqltradent