رواية امنيات وان تحققت الفصل الحادي عشر 11 - بقلم ليلة عادل
'''~_* روايه أمنيات وإن تحققت♥️🥀
بقلمي_ليلةعادل✍️ 🌹*_~'''_~
الفصل الحادي عشر💞🥀
في مكان آخر، كان يتوقف خالد مع أحدهم وهو يضحك، وقعت عينه على منة التي وقفت تبحث عن أيتن..
نظر خالد باستغراب وهو يضيق عينيه وهو يقول بتعجب:
منة!
تحرك تجاهها حتى وقف أمامها وهو ينظر لها بتعجب قائلًا:
ــ إيه الصدفة الغريبة دي؟
نظرت منة له بتعجب:
ــ:إيه؟ إنت هنا إزاي؟
قال خالد موضحًا وهو يبتسم:
ــ أنا هنا عشان طبيعي أبقى هنا، إنتِي إللي إزاي هنا؟
منة بتوضيح:
ــ ده عيد ميلاد صاحبتي، أنت بقى تعرف مين هنا؟
صمتت لثواني، تذكرت إسم شقيقته ثم أكملت قبل أن يجيبها خالد قالت:
ــ إفتكرت! أختك إسمها أيتن، يانهار صدف، أيتن تبقى أختك!
خالد بمزاح محبب:
ــ شوفتي القدر مجمعنا، مفيش مهرب، تروحي
كده هتلاقيني، كده هتلاقيني، خلاص أنا وقعت في أربيزك يا منوش.
منة ابتسمت:
ـ دي حقيقة، بس بجد صدفة غريبة.
خالد وهو يرفع عينه للأعلى بتمني:
ــ يارب تكون حلوة، ومتقوليش عادي بقى، بلي ريقي يا شيخة.
منة تبسمت:
ــ هي غريبة.
خالد بيأس:
ـ بردو.
منة:
ــ بس متنكرش إن في تغير أحسن من عادي.
خالد:
ــ عندك حق فيه أمل.
أشار بيده برقي وهو يقول:
ــ اتفضلي.
تحركت منة بجانبه وهي تسأل:
ــ أمال فين أيتن؟
خالد وهو ينظر حوله باحثًا:
ــ أكيد هنا بس بتستقبل الضيوف.
تقدما بعض الخطوات أمام إحدى الطاولات،
وأثناء توقفهما اقتربت منهما أيتن.
أيتن بابتسامة ترحيب:
ــ أهلًا وسهلًا يا منة، مبسوطة إنك جيتي.
قامت بمعانقتها، ثمّ إبتعدت وهي تسأل:
ــ أخبارك إيه وحشتيني.
منة بابتسامة جميلة:
تمام.. كل سنة وإنتِ طيبة ياحبيبتي عقبال مائة سنة إن شاء الله سنة سعيدة عليكِ وتحققي كل شيء بتتمنيه.
أيتن:
ــ:وإنتِي طيبة ياحبيبتي.
قدمت لها منة شنطة الهدايا وهي تقول:
ــ اتفضلي، أتمنى هديتي تعجبك.
أخذتها أيتن بإبتسامة:
ــ شكرًا جدًّا، كلفتي نفسك، بس أهو تعرفتي على خالد هو ده بقى خالد أخويا إللي كنت باحكي لك عنه.
منة بمزاح وهي تنظر لخالد:
ــ:بس إنتِي قلتيلي إن أخوكي دمه خفيف، خالد دمه سخيف.
نظرت أيتن باستغراب وهي تضيق عينيها بعدم فهم، ثم قالت:
ــ إيه ده هو إنتم تعرفوا بعض؟ أصل محدش يتجرأ على خالد كده ولا هو يسمح إن حد يتجرأ عليه كده إلا لما يكون يعرفه كويس، وكمان غالي عليه.
خالد:
ــ أيوه أتكي بقى أوي يا أيتن على كلمة غالي عليه.
أيتن:
ــ إستنوا بس تعرفوا بعض إزاي؟
خالد:
ــ يا بنتي ما هي دي مهندسة منة إللي عملت لي المشروع بتاعي، بتاع المصنع الجديد.
أيتن وهي تخبط على جبينها:
ــ يا نهار أبيض! أنا إزاي راحت من دماغي؟
خالد:
ــ هي على طول رايحة منك أصلًا.
منة:
ــ عادي، يعني أكيد مش هتربط الأحداث، أكيد في آلافات إسمهم منة مهندسات ميدانيات يعني.
أيتن:
ــ شفت الناس اللي بتفهم، طب بما إنكم عارفين بعض بقى خليكم مع بعض شوية لحد ما أشوف الضيوف، نورتيني بجد يا منة، خالد خليك معها.
خالد بمزاح:
ــ ماتقلقيش أنا قتيل الترابيزة دي.
رحلت أيتن التفت خالد بجسده في زاوية منة قال:
ــ ماقولتليش يعني إنك رايحة عيد ميلادي النهارده.
منة بتعجب:
ــ المفروض أقول لك؟
خالد:
ــ إيه المشكلة، ما أنا قايلك النهارده أنا مش جاي عربية القهوة عشان عيد ميلاد أختي، كنتِ قولتلي يا محاسن الصدف ده أنا كمان عيد ميلاد صاحبتي النهاردة ومش هروح.
منة باستنكار:
ــ:أنا أصلًا مش عارفة إنت بتقول لي رايح أو مش رايح ليه؟
خالد:
ــ عادي يعني يا منة عادي، بقول لك إيه ما تيجي أعرفك على بابا وإخواتي وتسلمي على ماما بالمرة.
منة:
ــ لازم يعني؟
خالد:
ـ اممم لازم زي ما تعرفتي على أيتن وماما! بعدين إنتِ اتعرفتي عليها فين وإزاي؟
منة:
ــ لما كنت في اسكندرية آخر مرة في السفرية إللي حصل فيها مشكلة، اتعرفت عليها، أيتن كانت هتخبطني بالعربية.
خالد:
ــ:أيوه هي فعلًا قالت إن هي عملت حادثة، إتصاحبت على بنت إللي كانت هتخبطها، بس ما إتذكّرتش أسماء وأنا ما اتدخلتش معاها في التفاصيل، لأن الفترة دي حضرتك كنتِ واكلة دماغي.
منة بتعجب:
ــ:واكلة دماغك ليه؟
خالد:
ــ عشان عايزة أعرف إنتِ إتغيرتي معايا كده ليه؟
بعد ما كنتِ مختفية من غير ما تقولي.
منة باستغراب:
ــ أنا مش عارفة بصراحة ليه كل الإهتمام المبالغ فيه ده، بس ماشي أنا عايزة أتعرف على إخواتك ووالدك.
خالد وهو يشير بيده:
ــ طب إتفضلي.
تحركا معًا حتى إحدى الطاولات كانت تتوقف عليها والدة خالد -لمياء- ووالدة زين، وشقيقات خالد؛ أسمهان، ونادين، اللواتي يرتدين جميعهن ملابس مناسبة ومحجبات.
خالد:
ــ السلام عليكم ياحلوين.
رد الجميع:
ــ وعليكم السلام.
خالد وهو يشير إلى منة:
ــ أحب أعرفكم بمنة، طبعًا حضرتك يا ماما إتعرفتي على منة قبل كده، بابا دكتور زين، أسمهان أختي الكبيرة..
أحاط بذراعيه حول رقبة نادين بحب وقال:
ــ ودي أختي الصغيرة نادين، متقمصة شخصية مراتي لحد ماتجوز.
أحاطت نادين بذراعه حول الخصر وقالت:
ــ وحتى بعد ما تتجوز، هفضل كده إذا كان عاجبك.
خالد:
ــ وأنا ما قولتش حاجة يا حبيبتي ...
قبلها من خدها، ورفع يديه من عليها وأشار بيده نحو منة وهو يقول بنظرة إمتنان:
ــ مهندسة منة إللي وقفت جنبي في موضوع المشروع، وقدرت تخرجني منه من غير أي خسائر، وعلى فكرة هي دي منة صاحبة أيتن إللي كانت هتخبطها بالعربية.
لمياء باستغراب:
ــ حقيقي؟ أنا كنت فاكراكي جاية مع خالد صدفة.
أجابتها منة مسرعة بنفي لكي تصلح فكرتها:
ــ لا طبعًا أنا جاية عشان خاطر أيتن عزمتني على عيد ميلادها، أنا إتفاجئت أصلًا إن خالد أخو أيتن، مكنتش عارفة، وانبسطت أوي إني تعرفت عليكم وشفت حضرتك تاني.
أسمهان نظرت لخالد ثم نظرت لها، فشعرت أنها تلك الفتاة التي تحدث عنها.
أسمهان بخبث:
ــ خالد مش مبطل كلام عليكِي.
نظرت لها منة بابتسامة خجل..
أكملت أسمهان لكي لا تشعرها بالاحراج:
ــ وحتى أيتن كمان خلتنا متشوقين نتعرف عليكِي
وبالأخص إنك طلعتي نفس شخص.
زين:
ــ حقيقى إنتِب هايلة يا منة، إنتِي متعرفيش خالد في الفترة دي كان نفسيته متدمرة لإن ده كان حلم عمره.
منة:
ــ والله يا فندم أنا معملتش غير شغلي، أي مهندس كان هيبقى مكاني، كان هيعمل إللي عملته، هو ممكن يكون أستاذ خالد ما إخترش مهندسين شاطرين مش أكتر.
نادين بلطافة:
ــ بس فعلًا صدفة غريبة وحلوة، إنك طلعتي هي هي نفس البنت، أنا كان نفسي أتعرف عليكِ أوي من كتر كلامهم عنك، إحنا لازم ناخد أرقام بعض.
أمسكت هاتفها قائلةً: هاتي رقمك.
تبسمت منة وهي تهز رأسها بالإيجاب:
ــ ماشي.
وبالفعل أخذن يتبادلن الأرقام، والأحاديث، كانت عائلة خالد تتعامل مع منة بتودد كبير، فهم عائلة جميلة مرحة، لم تشعر بالغربة وسطهم ثم توقف الجميع حول الطاولة لإطفاء الشموع، وبعد وقت إنتهت الحفلة ورجع كل واحد إلى بيته.
جلست عائلة خالد مع بعضها في هول الفيلا وهم يتحدثون في جو عائلي أسري.
ـ الهول
أيتن بعدم تصديق وهي تضحك:
ــ لا بس بجد أنا مش مصدقة إيه الصدفة دي؟ ما بتحصلش غير في الأفلام.
خالد بتعجب:
ــ أنا برده أول ما شفتها قعدت شوية كده هي مش هي، طب تعرف أيتن منين؟ جت إزاي؟ لحد ما فهمت، وقلت إيه الصدفة الغريبة دي؟ بس حلوة والله لذيذة يعني عجبتني.
أيتن:
ــ على فكرة هي حد محترم جدًّا، وطيوبة كده وغلبانة وذكية جدًّا، ما شاء الله عليها، لو اتكلمت معها في أي موضوع بتديني أفكار وحلول، عندها ثقة في نفسها جامدة.
نظرت لها أسمهان باستغراب فهي تفهمت من خالد إن منة ليس لديها ثقة بالنفس:
ــ عرفتي منين بقى كل الكلام ده اللي هي عندها ثقة بالنفس وقوية والكلام ده.
أيتن:
ــ عرفت من تعاملي معاها، واضح عليها.
خالد:
ــ شكلكم بقيتوا أصحاب أوي.
أيتن بتوضيح:
ــ مش أصحاب أوي، هي حد (فرندلي) أوي، بس تحسها كده عندها (تروما ان) حد يهتم او يتخض لو حصل لها حاجة!
أسمهان:
ــ إزاي؟
أيتن بتفسير:
ــ يعني من فترة كده كانت تعبانة، فضلت أقولها تعمل إيه وأتصل أطمن عليها وكده، حسيت إن هي اتخضت من طريقتي، إللي هو إنتِي تعرفيني عشان تخافي عليَّا كده؟ وتهتمي وتطمني عليَّا؟وتسأليني عاملة إيه؟ وروحتي للدكتور ولا لأ؟ هي مقلتهاش بلسانها، بس ردها ونبرة صوتها قالتها.
ضحك خالد:
ــ طب الحمد لله مطلعتش لوحدي.
أيتن بتعجب:
ــ بتعمل كده معاك؟
خالد:
ــ انا اتاكد انها بتعمل كده مع أي حد.
لمياء:
ــ يا جماعة، الله أعلم حصل لها إيه، وبعدين هي القعدة كلها هتبقى على منة ولا إيه؟
نادين باستهجان:
ــ مش عارفة والله، حاجة غريبة، إوعى تكون هي إللى بتروح كل يوم تقابلها الساعة ستة!
زين بتساؤل:
ــ وإيه المشكلة لما تكون دي البنت إللي شاغلة خالد الفترة دي.
نادين بضيق:
ــ لا طبعًا ماتنفعش.
نظر خالد لها باستغراب:
ــ ما تنفعش إزاي يعني؟
نادين بتأكيد وتهكم:
ــ أيوه متنفعش تتجوزها، هي نتصاحب عليها وبس، هي فعلًا حد لذيذ ومحترم، لكن حاجة ثانية متفكرش، مش بعد السنين دي كلها تاخذ واحدة زي منة، أنا انجلط فيها.
زين:
ــ على فكرة البنت محترمة جدًّا وشكلها مؤدب ومهندسة ألف شاب بيتمناها وأنا أتمنى إن خالد يتجوز واحدة زيها.
نادين بتهكم:
ــ إن شاء الله يكون مليون شاب يتمناها، بس أخويا لأ.
أسمهان:
ــ يا بنتي بطلي سطحية الشكل مش كل حاجة، أهم حاجة الأخلاق والشخصية، وإن خالد يكون مرتاح.
نادين بحدة:
ــ هو ما ينفعش يرتاح غير مع واحدة مش حلوة مينفعش يرتاح مع واحدة حلوة.
أيتن بحدة:
ــ إنتِي مالك أصلًا حياته ولا حياتك!
نادين:
ــ مش أخويا وأمره لازم يهمني، خالد لازم ياخد حد عشرة على عشرة في كل حاجة.
أسمهان بانزعاج:
ــ فعلًا دماغك صغير.
خالد بتعجب:
ــ هو في إيه يا جماعة؟ إنتم كبرتوا الموضوع كده ليه؟ إنتم ليه محسسيني إن أنا رايح أتقدملها وبناخد رأي بعض.
نادين باستغراب:
ــ مش عارفة بصراحة هما ليه بيعملوا كده؟
أيتن بشدة:
ــ عشان إنتِي غريبة ملكيش دعوة هو يختار مين، وبطلي سطحية عشان كان ممكن ربنا يخليكي زيها كده، أكيد كنتِي هتتمني تتجوزي واحد زي خالد، حطي نفسك مكان الناس يا نادين عشان خاطر الطريقة إللي بتفكري بيها دي مش لطيفة خالص.
نادين:
بقلكم إيه أنا حبتها، ما تقفلونيش منها، والله أعملها بلوك.
خالد بشدة:
ــ نادين إكبري بقى.
أسمهان:
ــ خلاص يا جماعة بقى، بقول لكم إيه؟ بما إننا كلنا متجمعين كده.. تيجوا نقضي الويك آند في السخنة؟
خالد:
ــ أنا معنديش مانع.
أيتن:
ــ ولا أنا كمان.
نادين:
ــ أهم حاجة بابا ما يكونش عنده عمليات في اليوم ده.
زين:
ــ لا يوم الجمعة ما عنديش أي حاجة هاخد أجازة ونقضي يوم مع بعض.
في أحد الكافيهات الكبرى على النيل، في السادسة مساءً:
ــ نشاهد خالد وأسمهان وفتاة أخرى يبدو أنها العروسة التي جلبتها له شقيقته أسمهان لكن يبدو على ملامح خالد الانزعاج، وكأن الأمر لا يعجبه، وبعد وقت انصرفت الفتاة.
أسمهان بعتاب:
ــ خلتني أجيبها ليه مادام إنت أصلًا مش مرحب بالفكرة؟!
خالد بضيق ممزوج:
ــ مش عارف إفتكرت إني عادي، بس لقيتني مش مبسوط، واتضايقت من نفسي عشانها وعشان..
قاطعته أسمهان وقالت:
ــ عشان منة؟
نظر لها خالد بطرف عينه وهو يهز رأسه بإيجاب:
ــ امممم.. (وأكمل بحيرة) أنا مش قادر لحد اللّحظة دي أقيم حقيقة مشاعري تجاهها، بس إللي قادر أكون متأكد منه إن في حاجة، بس مش حب، وإللي خلاني أتأكد، لما قعدنا مع العروسة، لقيتني بافكر في منة، وعمال أقارنها بالبنت، وعمال أشتم في نفسي إللي هو إزاي أبقى مشدود لواحدة وبحاول أقرب منها وسمحت لنفسي أقعد مع عروسة.
أسمهان وهي تربت على كتفه بعقلانية:
ــ بص إللي انت فيه أمر طبيعي، إنت مذبذب في مشاعرك، من رأيي، مادام في حاجة كبيرة كدة لمنة ركز مع منة، ماتشوفش أي عرايس تاني، مش هقولك تاني إوعى يا خالد تعشمها وإلا تديها أمل في حاجة وتخذلها، لازم تحسب كل خطوة بعقل.
خالد بتعجب وهو يضيق عينيه بتساؤل:
ــ إنتِي يعنى مش عارفة أخوكِ وأخلاقه؟
أسمهان بتفسير:
ــ عارفاك كويس، وعارفة إن طبعك حلو، وبتعرف تتعامل مع الستات كويس، فممكن البنت هي إللي تحبك بسبب معاملتك الطيبة، وإنت لسه بتختبر مشاعرك، فحاسب على تصرفاتك معها.
خالد تبسم:
ــ متقلقيش، هي كمان مش مدياني فرصة أقرب منها.
أسمهان:
ــ ما تتقدم لها وإقرا الفاتحة، وفي الفترة دي إفهم مشاعرك، حتى هي هتشيل شوية من الحدود إللي حطها بينكم، أكيد هي عاملة كده عشان مفيش حاجة تستدعى إنها تكلمك وتقرب منك، لإنها مش من نوعية البنات إللى بتقبل صداقة بين البنت والولد إلا في حدود العمل، عشان كده حاطة حدود.
خالد:
ــ هي فعلًا كده، وفكرت أعمل كده بس هترفض.
أسمهان بتعجب:
ــ ليه؟
خالد بتوضيح:
ــ عشان هي حكتلي على حاجات تخصها إللي فهمت منها سبب مشكلتها، لو إتقدمت دلوقت هتفكر إني بقرب منها بسبب ده، كمان خايف لما أخطبها تحبني وأنا أحس إني مش حاببها فابعد واوجعها لأني زي ما فهمتك لسه متأكدتش من حقيقة مشاعري ناحيتها.
أسمهان:
ــ والحل؟
خالد تنهد:
ــ أنا مدي لنفسي فترة شهرين تلاتة بالكتير، أتأكد من مشاعري وبعد كده يا هانسحب بهدوء يا هاخطبها.
أسمهان بتأييد:
ــ حل حلو، إنت بقالك قد إيه تعرفها؟
خالد:
ـ ثمانية شهور، من وقت ما عرفتها عشان المصنع.
أسمهان:
ـ مدة مش طويلة ولا قصيرة، فعلا شهرين تلاتة كفاية إحنا بردو هنقرب منها ونفهمها أكتر.
خالد:
ــ ياريت أنا حابب إنها تخرج من الإطار بتاعها شوية.
أسمهان:
ــ تقريبًا أيتن معاها دلوقت عشان موضوع الصدفة ده.
خالد بتنبيه:
ــ إوعى تقولها حاجة عن العروسة.
أسمهان ضحكت:
ــ متقلقش بفكر أعزمها نيجي معانا يوم الجمعة.
خالد بيقين:
ــ هترفض.
أسمهان:
ــ هقول لأيتن تقولها و وتجرب معاها هبعتلك واتس تقولها.
خالد:
ــ بس هترفض أنا متأكد.
أسمهان وهي تكتب رسالة على واتس قالت:
ــ إنت بقيت حفظها.
خالد توضيح:
ــ مش بشكل كبير، بس فهمت عنها حاجات كتير بقيت متوقع ردود أفعالها خصوصًا في الحاجات إللي شبه دي.
نظرت له أسمهان وقالت:
ــ أنا قولت لأيتن تجرب، عمومًا كده كده إحنا بقينا أصحاب وبنتكلم، وأختك المجنونة عملت جروب بس مش عايزة تدخلك، هههههه مصممة منة لا..
عارف يا خالد موضوعك ده لو وصل لجواز نادين هتعملك حوار، لازم تحضر نفسك.
خالد تبسم:
ــ؛عارف والله سبيها لوقتها.
أسمهان:
ــ بس والله فيروز كانت حلوة وعروسة كويسة، بس يلا مبروك على منة عسولة بردو.
خالد تبسم:
ــ مفيش نصيب، سيبك منها قوليلى عاملة إيه مع جوزك؟
في أحد المطاعم السورية في السابعة مساءً.
نشاهد أيتن ومنة يجلسان بجانب بعضهما على أحد الأريكات وهما تتناولان الطعام وتتبادلان الأحاديث.
أيتن بسعادة ممزوجة باستغراب:
ــ بس حقيقي صدفة غريبة لحد دلوقت مش مصدقة.
منة ابتسمت وهي تتناول الطعام قالت بتأييد:
ــ وأنا كمان بردو، إفتكرتها مش بتحصل غير في المسلسلات وبس، طلعت بتحصل أهو عادي في الحقيقة كمان.
أيتن:
ــ بس هي جميلة.
منة وهي تهز رأسها بإيجاب:
ــ فعلًا جميلة، (تساءلت) بس إزاي ما شفتكمش في حفلة إفتتاح المصنع؟ انتم ما كنتوش في الحفلة صح؟
أيتن هزت رأسها بتفسير:
ــ امم.. أنا كنت تعبانة جدًّا، وأسمهان ونادين قاعدين معايا، بس إوعى تعرفي خالد هو مبعرفش هو عارف إن أولادنا عندهم إمتحانات ونادين، بابا جه تقريبا لما مشيتي.
منة:
ــ ألف سلامة عليكِ.
أيتن:
ــ الله يسلمك يا قمر،
تساءلت بخبث فهي تريد أن تعرف رأيها بخالد:
ــ بس قوليلي إيه رأيك في خالد، بما إنك طلعتي عارفة زي ما كنت بأحكيلك.
منة تبسمت:
ــ بصراحة مقدرش أحكم أوي، لكن فعلًا هو شخص محترم جدًّا وطموح وبيحب شغله، عارف هو عايز إيه ودمه خفيف بس إوعي تقوليله ههه.
أيتن ضحكت بمزاح:
ــ لا سرك في بير، هقوله قالت عليك سخيف هههه.
أكملت بخبث أكبر وهي تنظر لها من طرف عينها وهي تحتسي الماء فهي تريد بشدة أن تعرف أكثر كيف ترى خالد وربما تفهم من خلال إجابتها حقيقة مشاعرها تجاهه.
أيتن بخبث أكبر:
،ــ ها، بس مفيش حاجة تاني غير إنه طموح ومحترم.
منة بتوتر:
ـ حاجة زي إيه؟
أيتن:
ـ أي حاجة تاني لفتت نظرك فيه غير الطموح.
ابتسمت منة وقالت بنبرة حالمة قليلًا:
ـ مش عارفة، بس هو في حاجة غريبة كده تخليكي تتكلمي معاه وتفضفضي بإللي في قلبك من غير ما تاخدي بالك، و بيعرف يخرج منك الكلام بسهولة، وبيعرف يهتم بشخص إللي معاه كويس، يعنى من إللي قدرت أفهمه وأعرفه، إنه هيكون مع مراته حد جميل ومحترم ومتعاون أوي، وحنين وبيقدر الست إللي معاه مراته هتعيش معاه مرتاحة مش هتشيل هم حتى في تربية أولاده يعني محستش إن كلامه لما إتكلمنا في الموضوع ده إنه كان جد وملامحه كانت باينة.
أيتن بتأييد:
ــ دي حقيقة مش عشان أخويا والله، بس خالد في جزء المشاركة وتعاون وتقديري فظيع، لعلمك البنتين إللي خالد خطبهم حبه جدًّا وكان نفسهم يكملوا، برغم إن خالد كان تنح أوي مع خطيبته الأولى مكنش مهتم بيها بس حبته كانت متمسكة بس جدت في الآخر وتعبت بس وهما بيفركشوا كانت زعلانة أوي كان نفسها يقولها خلينا نجرب تاني بس هو كان شايف إنه ظلمها معاه، لو فضل هيظلمها كتير..
يمكن التانية دي كانت مش مريحة بس لما بدأ يقفل منها كانت هتتغير، بس خلاص فرصتها إنتهت، خالد صبور أوي وبيتحمل بس لما بيقفل خلاص.
منة:
ـ وده صح هي حست بقيمته لما بدأ يبعد، كانت فين من الأول، أصل خالد حكالي.
أيتن:
ـ:هو قال كده بردو.. بقولك إيه، ما تيجي معانا السخنة يوم جمعة.
منة تبسمت بتعجب:
ـ جاي أعمل إيه إنتم عليه مع بعض؟
أيتن بلطف:
ـ متقوليش كده إنتِي بقيتي مننا.
منة بعقلانية:
ـ لا مش منكم بلاش مجاملة أوى كده، بصي روحي مع عيلتك لما ترجعي نظبط يوم نسافر سوا.
أيتن:
ـ متبقيش حساسك والله بابا وماما حبوكي جدًّا وبعدين مش إتصاحبتي على نادين وأسمهان.
منة بجدية:
ـ أنا واقعية بس ومش عشان بقينا في جروب سوا لسه معمول أول إمبارح يخليني أجي معاكم نتقرب بشكل ده بس عادي، يعنى النوعية دي من القرب بتعملي مشكله كده وبحسها غريبة!! وصدقي لو جيت هحس إني غريبة وسطكم إنتم أهل وعيلة، أنا مكاني هيبقى غلط.
نظرت لها أيتن بتعجب وقالت معلقة:
ــ تمام زي ما تحبي أنا بس كنت حابة نقرب من بعض أكتر.
منة:
ــ هنقرب، سبيها تجي خطوة خطوة، أنا الحاجة إللي بتيجي بس كده بتوترني نفسيًّا.
أيتن:
ــ لا يا حبيبتي متتوتريش الشاليه موجود نطلع سوا..
إنتي هتروحي ولا ممكن نقعد شوية، أنا ما صدقت أهرب من جوزي.
منة تبسمت:
ــ معاك لحد عشرة؟
أيتن:
ــ حلو نخلص أكل نتمشي شوية ووديني عند عربية القهوة.
منة:
ــ تمام.
محل الأقمشة الخاص بخالد في الرابعة مساءً.
ـ مظهر عام للمحل من الداخل حيث الأقمشة المرصوصة المختلفة مع حركة البيع والشراء، ثم نشاهد منة واقفة مع خالد في منتصف المحل.
منة بسعادة:
ـ مبروك.
خالد بسعادة وهو ينظر لها:
ـ مكنتش متوقع إن المحل هينجح كده.
منة بثقة:
ـ عشان تعرف لما أقولك على حاجة تسمع كلامي من غير مناقشة، عارف كمان لازم تنزل فيديوهات وتعمل دعاية قوية للمكان هتفرق معاك ولازم تفكر في موضوع مصممين الأزياء ده.
خالد بمزاح محبب:
ـ إن شاء الله، أنا خلاص هعمل كل إللي بتقولي لي عليه من غير تفكير هنفذه، لقد أثبتتي أن جميع أفكارك ناجحة..
أكملت بنظرات تحبس الأنفاس قال بامتنان:
ـ حقيقي يا منة أنا ممتن للصدفة إللي جمعتنا ببعض، وبتمنى إنتِ كمان تكوني ممتنة لنفس الصدفة.
منة تبسمت برقة من تلك النظرات وقالت:
ــ لو مكنتش ممتنة ماكنتش علاقتنا تطورت كده.
(تساءلت باهتمام) قولي بقى عملت إيه عند الدكتور، إوعى تكون ما روحتش؟
خالد بعدم تصديق ممزوج بمزاح:
ـ إيه ده؟ إيه ده؟ منة بتسال عليَّ! حد إتكهرب ولا إيه؟
منة:
ـ بطّل سخافة وجاوب.
خالد:
ـ طب تعالي نقعد على المكتب ونتكلم.
تحرك حتى مقعد المكتب..
جلس خالد ومنة على المقاعد الأمامية للمكتب أمام بعضهما.
خالد بتساؤل:
ـ تشربي إيه؟
كادت أن تنطق منة لكن سبقها خالد وقال:
ـ إوعي تقولي شاي! هنشرب عصير.
منة تبسمت:
ـ طب خليها عصير ليمون بالنعناع.
خالد:
ـ حاضر.
مدّ خالد ذراعه وقام بضغط على الجرس جاء الساعي فقال له خالد:
إثنين ليمون بالنعناع.
حرّك الساعي رأسه بإيجاب:
ــ حاضر يا فندم.
نظر خالد إلى منة وقال:
ــ رحت للدكتور وقال لي إنت عصبي أوي يا خالد ولازم تهدي نفسك شوية، وطلع عصبيتك دي في أي حاجة ثانية زي الجري مثلًا.
منة:
ــ طب إعمل كده.
خالد:
ــ ماهو أنا مش لاقي حد يعمل معايا كده!
منة بتعجب:
ــ هو لازم حد يبقى معاك!!
أكملت بعقلانية ممزوجة بضعف:
ــ إتعود تعمل كل حاجة لوحدك، صدقني هو ده الصح، أنا كنت زيك كده زمان، مابعرفش أعمل حاجة لوحدي، ضيعت سنين من عمري وحاجات كان نفسي أعملها، بسبب موضوع إني مبعرفش أعمل حاجة لوحدي أو ما بحبش، لدرجة في مرة فضلت سنتين ما بجبش لبس عشان مش لاقية إللي يجي معايا أوقاتنا صعبة سنين تخيل!! بس بعد كده إتعلمت إني لازم أعمل كل حاجة لوحدي، ما تستناش من حد يبقى معاك ياخالد، ما حدش فاضيلك، إتعلم تبقى لوحدك، لإن هيجي وقت وهتبقى لوحدك، صدقني مش عقد نفسية، بس دي الحياة تصالح مع الواقع.
كان يستمع لها خالد بإنصات ويتفهم كل كلمة، في كل مدة خالد يكتشف عنها شيء جعلها هكذا في مقتنع بحديثها، لكنه لا يريدها أن تصل لتلك مرحلة من الوحدة والإكتفاء بالذات، يريدها أن تخرج من تلك الشرنقة..
كما إنه يريدها أن تأتي معه النادي لكي يساعدها تخس بشكل غير مباشر كما تريد..
فتحدث بتطريقة المعتادة المرحة لكي يجعلها أن توافق.
خالد باعتراض ممزوج بمزاح:
ــ أنا مش عايز أتعلم، أنا بحب الناس أنا راجل إجتماعي، وبعدين ما سألتنيش أنا محتاج مين يبقى معايا؟
منة بإستغراب وتساؤل:
ـ هو كمان إنت محتاج حد معين مش أي حد وخلاص؟
خالد هز رأسه بتأكيد:
انتي اللي هتيجي معايا.
منه:
ـ انا معلش.
خالد برفض:
ـ لأ مفيش معلش، أنا بتكلم جد، إنتِي السبب في إللي أنا فيه! ولو مجتيش معايا ذنبي ف رقبتك.
قاطعته منة وهي تنظر له بتعجب:
ــ أنا!
خالد بتأكيد:
ــ أيوه إنتِي، الدكتور قال لي قولونك العصبي متبهدل بسبب كمية القهوة إللي بتشربها والشاي وإنتِ السبب، عشان حضرتك محكمة رأيك إن إحنا منتقابلش غير عند عربية القهوة، فبقيت بأشرب قهوة كل يوم بسببك.
منة:
ـ بس إحنا ما بنتقابلش كل يوم.
خالد:
ـ ما هو أكيد مش هدب المشوار من المعادي للزمالك على أمل أشوفك، لأنك محكمة رأيك أن إحنا نتقابل صدفة ومنتقابلش وإحنا متفقين، ولا حتى عايزة تقوليلي أنا هروح النهاردة ولا مش هروح، وعشان حضرتك سايباها كده، فأنا بأضطر أروح كل يوم بعد ما أخلص شغلي، فأكيد بعد ما أجي وما القاكيش مش هروح، هقعد أرتاح شوية وأشرب لي حاجة..
فحضرتك دلوقتي ملزمة إنك تيجي تجري معايا في النادي عشان لو إنتِ مادجيتيش معايا أنا هكسل ومش هروح وذنبي هيبقى في رقبتك عشان إنتِ السبب.
منة:
ــ خلاص يعني أنا بقيت السبب، أولًا إنت مش مضطر تروح كل يوم ممكن تروح كل يومين ثلاثة، مرة في الأسبوع عادي يعني، وبعدين مش هينفع أجي معاك، شوفلك حد تاني.
خالد:
ــ لأ يا ستي أنا مضطر أروح كل يوم عشان أشوفك بعدين أهون عليكِ تسيبيني تعبان.
منة:
ــ طب ما تروح مع أصحابك ولا إخواتك، وأنا مالي.
خالد بتعجب:
ــ:مالك إزاي، ما هو أنا بأشرب قهوة كل يوم بسببك، وتعبت بسببك، وبعدين إخواتي كلهم متجوزين، وأختي الصغيرة عندها إمتحانات، وأصحابي مش فاضيين، وأنا أشعر بالوحدة ما تخليكِ جدعة، وبعدين إيه المشكلة لما نجري سوا إنتِ بتقولي إنك نفسك تجري وتلعبي رياضة صح؟
منة:
ــ بس أكيد مش معاك.
خالد:
ــ هو حد قال لك إن أنا بعض! ما تخليكي جدعة بقى، وبعدين إنتي أقرب واحدة للنادي ده وادي دجله قريب منك مش بعيد يعني.
منة بجدية:
بص يا خالد حقيقي مش هينفع وبلاش تتكلم معايا في الموضوع وتلح، عشان ما تضايقش.
نظر لها خالد فهو كان يتوقع رفضها لكنه لم ييأس فهو يريد أن يساعدها أن تفقد وزنها كما تتمنى
بطرق غير مباشرة وتحقق لأمنيتها أيضًا لكنه صمت الأن وإكتفى بهذا القدر لكي لا تنقلب عليه فهو أصبح يحفظ شخصيتها جيدًا.
خالد:
ــ طيب يا ستي هسكت بس ذنبي في رقبتك لو حصللي حاجة.
منة:
ــ ماشي.
وظل خالد أكثر من أسبوعين يحاول أن يقنع منة أن تذهب معه إلى النادي لكنها كانت ترفض.
ـ منزل شروق في السابعة مساءً.
نشاهد منة وشروق يجلسان مع بعضهما في الصالة وهما يتحدثان.
شروق بشدة:
والله العظيم إنتِي غبية حد يلاقي مكان حلو زي ده ومحترم وحد يشجعه ويقول لأ، هو إنتِ يا بنت متخلفة، هتنقطيني، هتجننيني يا شيخه حرام عليكي، أنا عندي عيال عايزة أربيهم!
منة بتهكم:
ـ أنا مش فاهماكِ ياشروق، إنتِ بجد كنتي عايزاني أوافق؟ إنتِ مجنونة.
شروق بتساؤل:
ــ:فهميني، مجنونة ليه؟ عشان بقول لك إستغلي الفرصة!
حاولت تقنعها وتغير أفكارها بعقلانية:
ــ يا بنتي هو هيوديكي نادي محترم بدل مركز شباب السلام، مش إنتِ طول عمرك يا منة يا حبيبة قلبي نفسك تجري في مكان محترم ومش لاقية، لما كنتِ بتسألي في النوادي الكبيرة كنتي بتلاقيها بأسعار مهوله، حتى الجيم ما كنتيش بتلاقي وقت عشان الدراسة زمان، دلوقتي الشغل؟ ومتنكريش إنه في نفس الوقت كسل عشان لوحدك وعشان المكان بعيد بتاع الجيم كويس، أهي الفرصة جات لك لازم تستغليها لمصلحتك إنتِ إللي محتاجة الموضوع ده مش خالد إوعي تقولي ماعنديش وقت بدل ما تروحي تشربي قهوة روحي النادي.
منة:
ــ:بس أنا ما بروحش أشرب قهوة كل يوم، هي مرتين ولا ثلاثه في الأسبوع على حسب وقتي.
شروق بعقلانية:
ــ طبيعي، كده كده ما ينفعش تجري كل يوم عشان دي أول مرة ليكِ مش هتتحملي وتزهقي في مرتين ثلاثة في الأيام إللي فاضية فيها ظبطيها وبعدين روحي مع نفسك في أيام مش أيامه.
منة بتعجب:
ــ أروح في أيام مش أيام! إزاي؟ هو يدخلني بعضويته.
شروق:
ــ:ما لما تروحي معاه أكثر من مرة الأمن هيحفظ شكلك فهيدخلوكي.
منة:
ــ:يا سلام؟ هما هبل، لا ياستي مش هروح ولو فضل مصمم، وفتح معايا موضوع ثاني هتخانق معاه وهقطع علاقتي بيه.
شروق تنهدت بتعب وهي مازالت تحاول إقنعها باي طريقة فهي تريد أن تقترب منة من خالد أكثر فهي تشعر أن خالد يحبها ويحاول الإقتراب منها:
ــ أنا والله ما شايفه فيها حاجة؟ هو هياخدك مكان مقطوع! هياخدك مكان محترم، نادي كبير عشان تجري فيه، أنا مش شايفة فيها أي حاجة، إنتي عايزة تخسي، ونفسك تشتركي في مكان كويس تجري فيه ما كنش عندك الوقت، ولا كان عندك حد يجي معاكي، ولا المكان، وادي خالد جه وجابلك المكان وهيظبط لك الوقت وهو كمان بنفسه هيشجعك، بعدين الواد مش لاقي هو كمان إللي يشجعه ومعندوش أصحاب ما لو عنده كان أخدهم مافيش راجل هيحب يجري مع بنت، أنا من رأيي روحي أنا لو مكانك أقسم بالله أروح.
منة بتردد:
ــ:أنا خايفة يا شروق يقول عليَّ إن أنا مصدقت.
شروق وهي تقلب عينيها بتعب:
ــ يا ربّ صبرني على صاحبتي الوحيدة، ده بقاله أسبوعين بيتحايل عليكِي، يفهمك غلط إزاي؟
منة بحيرة:
ـ مش عارفة لسه مترددة لسه حاسة بالخوف وبعدين إشمعنى أنا أكيد عندي أصحاب كثير يعني متقوليش معنديش، مش مقتنعة.
شروق بتعجب:
يعني هو إنتي لسه مش فاهمة بيحاول يقرب منك ليه؟ خالد بيحاول يعمل أي حاجة ويستغل أي فرصة لو صغيرة عشان يقرب منك يا منة واضح إن خالد معجب بيكي.
منة باعتراض:
بس أنا مش حاسة كده، مش عشان هو لطيف معايا وبيتكلم معايا يبقى معجب، ما هو محمد كان كده وفي الأخر طلعت موهومة.
شروق:
ـ وحتى لو مش معجب بيكي وبيتعامل معاكي كأخت وصديقة زي محمد مافيهاش مشكلة خالص لو إستغليتي الفرصة وروحتي جريتي عشانك مش عشانه هو بس عشان هتدخلي على عضويته مش أكتر، مش إنتِ بتقابليه بالصدفة وإنتِ عارفة إن هي مش صدفة عند عربية القهوة، مافرقتش بقى عربية قهوة من النادي جربي، يا ست مرة لو حسيتي إنك مش مرتاحة ومتضايقة ما تكرريهاش.
منة بحيرة:
ـ هفكر.
شروق:
ــ فكري أنا هقوم أغرفلنا ناكل جوعتيني.
منة:
ـ مش هنستنى عمرو!
شروق:
ـ لا النهارده وردية باليل.
منه:
ـ هقوم أساعدك.
ـ مصنع حرير للغزل والنسيج في الثانية عشرة مساءً.
ـ مظهر عام للمصنع من داخل حيث المكن والأقمشة المختلفة التي يخرج منها أجود أنواع الأقمشة المختلفة.. والعاملون وهم يعملون كخلية النحل
ثم نشاهد خالد وهو يتحرك في الممر وهو يتابع سير العمل، وتأكد أن كل شيء على ما يرام.. ثم وقف خالد مع أحد العاملين الذي يبدو من مظهره أنه مشرف وننتبه هنا أن خالد لديه شخصية قوية جدًّا.
خالد:
ـ عبد المقصود الطلبية لازم تتسلم في الميعاد مش هقبل باي تأخير.
عبد المقصود:
ـ ماتقلقش ياخالد بيه، أنا مشغل ثلاثة ورديات والطلبية هتتسلم في الميعاد.
خالد:
ـ لو هتشغل أربعة كمان مش مهم.
عبد المقصود:
ـ أمرك يا خالد بيه، إحنا بعتنا النهارده شغل للمحل وكل كام يوم بنبعت.
خالد بتنبيه وعملية:
ـ ماتبعتش أي شغل للمحل تاني، وأنا هكلمهم في المصنع القديم، يركزو في شغل المحلات و المصانع الصغيرة، وإنتم هنا للمصانع الكبيرة.
وأثناء ذلك رن خالد كان رقم نظر بإستغراب
ثم رفع عينه نحو عبد المقصود:
ـ روح إنت دلوقت الإجتماع مع كل مشرفين الأقسام بكرة.
عبد المقصود:
ـ أمرك.
تحرك وهو يبتعد رفع خالد هاتفه على أذنه ورد على مكالمة.
خالد:
ـ الو، السلام عليكم.
وهنا أتاه صوت أنثوي من إتجاه آخر.
الصوت:
ـ وعليكم السلام، أستاذ خالد معايا؟
خالد:،
ـ أيوه يا فندم.
الفتاة:
ـ أنا شروق صديقة منة.
صمت خالد لثواني وهو يضيق عينه باستغراب تبسم:
ـ أهلًا بحضرتك عاملة إيه؟
شروق:
ـ بخير الحمد لله، آسفة لو كلمتك.
خالد بتهذب:
ـ لا طبعًا يافندم مافيش حاجة.
شروق:
شكرًا لزوقك، أنا كنت محتاجة نتقابل، عايزة أتكلم معاك شوية، ممكن؟
تنحنح خالد فهو متوقع لماذا تتحدث معه وعن أي شيء تريد أن تتكلم معه.
خالد:
ـ أوي أوي، تحبي حضرتك إمتى؟
شروق:
ـ ينفع النهارده على ساعة اتنين.
خالد:
ـ ينفع.
شروق:
ـ خلاص أنا هبعتلك الموقع للمكان، ممكن المكالمة دي ما توصلش لمنة.
خالد:
ـكيد.
شروق:
ـ تمام، سلام.
أغلق خالد الخط بإستغراب وهو يمسح على رأسه بتفكير وهو يقول بصوت داخلي:
الموضوع شكله بيدخل في جد يا خالد لازم تفهم مشاعرك بسرعة.
♥️ــــــــــــــبقلمي ليلةعادلــــــــــــــــــ♥️
في أحد المولات.
(الكيدز اريا) في الثانية مساءً.
ـ نشاهد شروق وهي تلعب مع أبنائها وتشاهدهم وتصورهم وهم يلعبون، وبعد دقائق رنّ هاتفها، فقامت بالرد.
شروق:
ـ ألو إنت فين؟ أنا واقفة أهو عند الفناجين..
دارت بجسدها في زاوية أخرى وهي ترفع أحد ذراعيها وهي تقول:
ـ أنا رافعالك إيدي شفتني؟ أنا شفتك أنا كمان.. تمام.
وهنا نشاهد خالد وهو يقترب منها بابتسامة لطيفة مهذبة.
خالد:
ـ مساء الخير إزيك.
شروق:
ــ الحمد لله، أنا آسفه جدًّا لو كلمتك وخليتك تيجي بس ما كنش ينفع نتكلم في التليفون وآسفة لو كنت معطلاك عشان عارفة في الوقت ده إنت تقريبًا بتكون في الشغل.
خالد بتهذب هزّ راسه بنفي:
ــ لا طبعًا متقوليش كده مافيش أي أعتذار ومش معطلاني ولا حاجة.
شروق:
ــ طيب تعالى نقعد هنا عشان خاطر نعرف نتكلم.
نظرت شروق إتجاه لعبة الفناجين وهي تقول بصوت عالي قليلًا بتنبيه وتحذير:
ــ العبوا هنا ماتروحوش بعيد.
خالد وهو ينظر اتجاه نظراتها:
ــ أولادك!
هزت شروق راسها بايجاب وهي تقول:
ــ اممم، أيسل وتيام وفي منة بس في البيت عندها درس.
خالد تبسم:
ــ مسمية منة على إسم منة؟
شروق بحب:
ــ منة دي مش بس صديقتي، دي أختي صديقة الطفولة، إحنا أصلًا كمان جيران كنا مع بعض في المدرسة من كي جي واحد إتفرقنا بس في الجامعة وثانوي أنا دخلت ثانوي أدبي وهي دخلت علمي وبعدين أنا دخلت تجارة إنجليزية وهي دخلت هندسة تعال نتكلم وإحنا قاعدين.
جلسوا على أحد الطاولات القريبة من أبنائها أمام بعضها.
إقترب الجرسون وهو يقول:
ـ تطلبوا إيه؟
خالد نظر لشروق متسائلًا:
تحبي تشربي إيه؟
شروق:
ممكن عصير مانجة.
نظر خالد إلى الجرسون وقال:
ـ واحد عصير مانجة واحد إسبريسو..
نظر مرة أخرى لشروق متسائل:
ـ طب والأولاد مش هنجيبلهم حاجة؟
هزت شروق راسها بلا:
ــ أرجوك سيبهم يلعبوا عشان نعرف نتكلم براحتنا.
نظر خالد إلى الجرسون:
ــ خلاص كده.
شروق بتهذب:
ــ أنا عارفة طبعًا إن إنت أكيد بتسأل نفسك أنا ليه طلبت منك نتقابل ونتكلم وإحنا أصلًا مافيش بينا كلام.
خالد بذكاء و روقي:
ــ بصي أنا عارف إنك أكيد عايزة تكلميني في إيه، أكيد هتكلميني عن منة، التفاصيل نفسها بقى هي دي إللي محتاجة أسمعها.
نظرت له بابتسامة إعجاب وهي ترفع أحد حاجبيها لأنه كان واضحًا معها ولم يلف ويدور عدلت من جلستها وقالت.
شروق بعقلانية تسألت:
ــ طب وده جميل أنا بأحترم جدًّا الراجل الذكي، وإللي بيجيب من الأخر وميلفش ويدور، بص يا خالد بصراحة كده وعلى بلاطة ومن أبوه آخر زي مابيقولوا إنت عايز إيه من منة.
خالد بوضوح ممزوج بعقلانية:
ــ بصراحة وبوضوح أنا مشدود ليها جدًّا ومعجب بيها، حاسس إن في حاجة شداني ليها، بس أنا لسه مش متأكد من مشاعري، يعني مش متأكد هل إللي جوايا ليها ده حب وإلّا مجرد إنجذاب لواحدة شخصيتها غريبة ومختلفة ومجنناني بطريقتها دي كل شوية في بحال!! عشان كده مش عارف آخد معاها أي خطوة، وبصراحة أكتر، خايف أطلب منها أن إحنا ناخد خطوة جدية، وتكون رسمي، ونتخطب لحد لما أتاكد من مشاعري، تزعل، وتتعصب خصوصًّا في الفترة الأخيرة أنا ومنة شوية قربنا من بعض، وبدأت تتكلم معايا بأريحية أكتر، وفهمت شوية عن مأساتها.. منة بنت ذكية جدًّا ممكن تربط التوقيت ببعضه، وتفهمني غلط، وفي نفس الوقت خايف أننا نتخطب ولما نقرب من بعض أكتر أحس إني مش مرتاح أو أحس إنها كانت مجرد مشاعر إعجاب مش حب وأوجع قلبها، ودي حاجة يستحيل إني أسمح بيها، فأنا واقف في النص مش عارف أعمل إيه؟ صدقيني أنا مش مبسوط بالطريقة إللي إحنا بنتعامل بيها مع بعض، أكيد منة فهمتك إني ماليش بحوار الإرتباط، والصداقة من بنت وولد، بس أنا مش عارف أعمل إيه؟ لو إنتي عندك حل قولي لي، وهنفذه لإن حقيقي منة تهمني جدًّا.
شروق:
ـ بصراحة أنا عملت المقابلة دي عشان أسالك عن حقيقة مشاعرك من ناحية منة، بس واضح أن موضوع لسه.
خالد بعقلانية شديدة:
ــ أنا كنت صريح معاكي، مش هينفع أقولك إن في حاجة وإني متأكد منها، وهي لسه مش موجودة،
بس أعتقد لإن الموضوع مش بعيد، بصي يا شروق،
أنا ممكن أطلب إيديها وخلي الموضوع رسمي وأتاكد في شكل رسمي، وده الطبيعي، إن أي إثنين بيحصل بينهم إنجذاب أو راحة، بيتأكدو من مشاعرهم في إطار رسمي، بس قولي لي لو أنا روحت أتقدملها دلوقتي، هتوافق؟
زمت شروق شفتيها بأسف وهي تهز رأسها بايجاب:
ــ بصراحة إوعى تفكر تعمل كده، هي آخر مرة أصلًا تكلمنا في الموضوع ده قالت لي لو فكر يكلمني
هأرفضه هعرف إن هو بيعمل كده شفقة!
نظر خالد لها باندهاش باتساع عينه وهو يضغط على الكلمة:
ــ شفقة؟ وفي حد بيتجوز شفقة؟
نظرت شروق له وحاولت أن توصل له كم معاناة منة بشكل لا يجرح صديقتها أو يقلل من شأنها أمامه:
ــ خالد، منة حد طيب أوي، بس هي عندها مشكلة، وأعفيني إن إحنا نخش في التفاصيل، بس صدقني، منة مش معقدة نفسيًّا بالصورة إللي ممكن تكون وصلت لك، هي كل إللي محتاجاه إنها تطمئن إن الشخص إللي معاها ده فعلًا بيحبها عشان هي ممكن تكون فاكرة إللي بتعمله معاها ده مجرد صداقة، مجرد أخوة، مجرد إنسانية، مجرد أي حاجة غير أنه إعجاب ممكن يتطور لحب، لأنها حصلت معاها قبل كده، كان في حد بيعمل معاها زي ما إنت بتعمل كده بالظبط، ممكن تكون إنت زيادة عليه شوية، وتوهمت إنه بيحبها، وفي الآخر طلع مجرد أخوة وإنسانية منه، ومن ساعتها منة بقى عندها الحالة بتاعة عدم تقبل الإهتمام أو الإطمئنان، أو أي حاجة من حد، عشان بتخاف تقع في نفس الغلطة مرة ثانية، وتفسر الإهتمام والمعاملة بشكل تاني وتنجرح، فأنت لازم تطمنها صدقني مجرد منة تطمئن خلاص.
خالد بعقلانية:
ــ صدقيني يا شروق أنا بأحاول أقرب منها أكتر عشان أتأكد من مشاعري لأني لو إتأكدت، إحنا كده هنبقى عدينا شوط كبير أوي، وساعتها هتقدم وأنا مش خايف، مسألة ترفض أو تزعل هنعرف نحلها سوا هنتخطوها حتى لو بصعوبة، بس منة مش مدياني أي فرصة إني أقرب منها مش هقول لك على الخروج والتليفونات والكلام ده، لأ طبعًا أنا مش سطحي بس أنا بأتكلم في علاقتنا سوا على طول، صداني على طول، بتديني وش صعب أوي، بس أنا دلوقتي فهمت سببه إيه، هي فاكرة إن ممكن أكون زي الشخص الأول ده.
شروق:
ــ هو إنت مش طلبت منها إنكم تجروا مع بعض؛ عشان تساعدك في موضوع المشكلة إللي عندك.
هز خالد رأسه بإيجاب أكملت شروق:
ــ:خلاص إستغل الوقت ده، وأنا هفضل وراها لحد ما أقنعها إنها توافق، بس إنت بردو إفضل إتكلم معاها..
أكملت بتوضيح أكبر عن شخصية منة لتساعده لكي يقترب منها:
ــ بص يا خالد ماتحاولش تبهر منة، يعني ماتعملهاش الحاجات إللي هي قالتلك عليها بتاعة الأمنيات، يعني منة حكيتلي كل حاجة حصلت ما بينكم، لإن مجرد ما تعملها هتحس أنك بتستغل إللي حكتهولك، عشان تقرب منها، إنت بقى حاول تتقرب بشكل تاني وما تعملش أي حاجة تخص الثمن أمنيات إزاي بقى معرفش..
خالد بعقلانية شديدة:
ــ أولًا، أنا مش محتاج أعمل أي حاجة من الثمن أمنيات عشان أقرب منها لأن الثمن أمنيات تسعة وتسعين بالمية منهم مينفعش إن أنا أحقّقهم لها، إلّا لما تبقى مراتي حتى مش خطيبتي، ثانيًا، أنا مش محتاج أبهرها، صدقيني كل حاجة بأعملها، بأعملها من قلبي، وأكون صريح معاكي أكتر يا شروق، أنا معنديش مشكلة ولا حاجة ولا دكتور طلب مني أجري، أنا بأحاول أساعد منة، أنا عرفت إن هي نفسها تخس وتقلع النظارة، وإن المشكلة دي مسببلها أزمة نفسية حبيت إني أساعدها بشكل غير مباشر، فجبتها فيا، حتى نفسي أصلحلها باقي المشاكل إللي عندها، إني أخليها تخرج برا الصندوق بتاعها وتعرف ناس كتير وتقرب منهم، وتستقبل منهم حب وإهتمام، من غير هجوم وأقنعها إنها بنظارة جميلة حتى بجسمها ده، والله جميلة وزي القمر، بس أنا ناوي آخدها خطوة خطوة، أنا كمان نفسي أتعرف على مامتها جدًّا، عشان أحسن علاقتهم سوا، وما تحاوليش تقولي مافيش حاجة، عشان أنا متأكد إن تسعين بالمية من مشاكل منة علاقتها بوالدتها بايظة.
شروق:
ــ بص، أنا هبقى صريحة معاك عشان أنا كمان عايزة منة تبقى كويسة في حياتها وإنت شكلك حد محترم ولو مكنتش حد محترم ما كنتش إتكلمت معايا بالصراحة دي، كنت لفيت ودورت، مشكلة مامة منة تأخير جوازها، مامتها عايزاها تتجوز بأي طريقة لو هتتجوز واحد (ديلر) مش مهم، أهم حاجة إنه راجل وطبعًا على طول عاملة مشاكل مع منة بسبب الموضوع ده، عايزة منة توافق على أي حد وخلاص، وبتتفه جدًّا من مواصفاتها، هتعرف بقى تحل المشكلة دي مع مامتها.
خالد بذكاء:
ــ مامتها لو إطمئنّت إن في راجل في حياة منة، صدقيني هتبطل إللي هي بتعمله معاها، لدرجة إنها ممكن تخليها تقرب مني، لإنها هتفكر إن ممكن يحصل حاجة ما بيننا، فهتحب تقربنا من بعض، بس أنا لازم أتكلم مع طنط عشان أعرف طريقة تفكيرها وخليها تبطل من أسلوبها، إزاي بقى دي مش عارف هتحصل إزاي.
نظرت له شروق وهي تضيق عينيها باستغراب تساءلت:
إنت عايز تتعرف على طنط مفيدة؟
خالد بتفسير:
ــ أنا عايز أتعرف على كل أهل منة.
شروق:
ــ خلاص هنفكر فيها ونشوف لها حل، هي مش أيتن أختك طلعت صاحبة منة؟
هزّ خالد رأسه بايجاب، أكملت شروق:
ــ ممكن تخلي أختك تعزم منة وأهلها عندها وإنت تيجي صدفة.
خالد:
ــ بصي، أنا مش عايز أوصل للمرحلة دي دلوقت، عايز أنا إللي أبقى في الصورة الأول قبل عائلتي، وأكيد خطوة العيلة دي هتيجي، بس أنا عايز أبدأ الأول.
شروق:
ــ طب سيبني أفكر وأرد عليك تتعرف إزاي على طنط..
أكملت برجاء مصحوب بشدة وتحذير:
ــ خالد بالله عليك لو ما تأكدتش من مشاعرك خلال الفترة الجاية دي، إبعد عن منة، إوعى تخلي منة تتعلق بيك أو تتعود على وجودك في حياتها، حتى لو مجرد صداقة، وفي الآخر تمشي،
عشان صدقني، أنا مش هاسمي عليك.
إبتسم خالد:
ــ صدقيني يا شروق أنا بأحترم منة، وباقدرها جدًّا، ومستحيل أأذيها ماتقلقيش، ولو يا ستي حسيتي إن ضايقتها أو إتسبب لها بأي شيء، أنا مستعد إنك تعملي فيَّ إللي إنتي عايزاه، بس صدقيني أنا عمري ما هاخذلك، ولا هاخذلها، بس ياريت تساعديني وتعقليها المجنونة دي، وتخليها تطمئن لي شوية.
شروق:
ـ ما تقلقش، سيبها عليَّا، هو إنت معرف محمد حاجة؟
هزّ خالد رأسه بالإيجاب:
ـ بصراحة مش حابب أتكلم معاه في أي حاجة غير لما أتاكد ويبقى في خطوة رسمية، عشان عيب مينفعش إني أقول له حاجة زي كده، عشان منة وسمعتها، وأنا أصلًا راجل مش بتاع كلام كتير، أنا باتكلم معاكِ عشان إنتِ صاحبتها وتخصيها لكن أي حد عندي لأ، محدش يعرف أي حاجة، حتى أهلي، بس همّا شاكين إن في حاجة.
شروق بتأييد:
ــ وكدة أفضل بردو، لأن منة لو حست إن محمد عرف أو أي حد عرف أو حاسس هتقطع علاقتها بيك فإنت بردو خد بالك من النقطة دي.
خالد إبتسم:
ــ عارف متقلقيش، شكرًا حقيقي إنك إتكلمتي معايا، أنا حقيقي كنت محتاجلك جدًّا؛ عشان أحسّن علاقتي بمنة، بس ما كنتش عارف أعمل إيه ولا أكلمك إزاي، عرفت إنك أقرب حد لمنة، بس طبعًا عشان حضرتك متجوزة فموضوع إن أنا أكلمك ده هيبقى في مشكلة كبيرة.
شروق:
ــ لأ خلاص إحنا مع بعض عشان أنا نفسي أفرح بصاحبتي، وصدقني مش عشان هي صاحبتي بس، منة أحسن حد في الدنيا دي كلها.
خالد إبتسم بجذابية:
ــ وأنا متأكد من ده.
ــ في شركة رسلان، وفي مكتب منة في الثانية مساءً.
ــ كانت منة تجلس خلف مكتبها وتقوم بالتركيز في بعض الأوراق التي أمامها.. طرق الباب سمحت له بالدخول، فدخل خالد.
نظرت منة بعينيها نحوه باستغراب، إقترب خالد منها وهو يقول بعتاب ومزاح:
ــ لأ، لأ، أنا زعلان.
منة باستغراب تساءلت:
ــ زعلان ليه؟
جلس خالد على المقعد الأمامي للمكتب وهو ينظر لها قال بتوضيح:
ــ يعني مبترديش عليَّ ومختفية كده، بقالك أسبوع وبروح كل يوم عند عربية القهوة من الساعة ستة الصبح للساعة سبعة، والهانم مابتجيش، ممكن أعرف ما بتجيش ليه؟
منة بتوضيح إبتسمت:
ــ هو إنت فاكر إن أنا المفروض أروح هناك كل يوم، أنا آه بحب أروح هناك جدًّا، والقعدة هناك بتريحني والمفضلة، بس مش كل يوم، أصل الأسبوع ده كله كان عندي شغل كثير جدًّا وبروح الموقع وأرجع متأخرة، بأرجع هلكانة جدًّا وبانام، بس ثانية واحدة، مختفية فين! أمال مين إللي كان بيقعد يرغي معاك على الماسنجر، تفضل تأكل دماغي عشان تقنعني أروح أجري معاك، عفريتي؟
خالد:
ــ لأ يا ستي مش عفريتك، بس ما كنتيش بترغي معايا كثير، همّا خمس دقائق: الحمد لله أنا تمام كويسة.. معلش أنا داخلة أنام.. وبعدين خلينا بجد نتفق على ميعاد نتقابل فيه عند العربية عشان بجد الفترة الجاية هابقى مشغول ومش هينفع وكل يوم أجي الساعة ستة الصبح، على أمل إني أشوفك، هي أشوفك يوم أشوفكيش، وبطلي عناد بقى.
منة:
ــ خالد إحنا إتكلمنا في الموضوع ده قبل كده أكتر من مرة، فأرجوك ما تفتحهوش تاني لإنه مش هيحصل، وأنا ما طلبتش منك تروح كل يوم.
خالد تنهد:
ــ خلاص يا ستي طيب، ها فكرتي في موضوع النادي؟
منة بتردد:
ـ مش عارفة، محتارة.
خالد باستغراب:
ـ محتارة! في إيه يا منة؟
منة بتعجب ممزوج بإستنكار:
ــ أجري معاك بصفتي إيه؟ و ماتقوليش أصحاب، مافيش حاجة إسمها صداقة بين راجل وست، هتقولي زمالة وأخوة!
وإني زيي زي محمد، هاقول لك أنا ما بجريش مع محمد ولا حتى بنخرج سوا، أنا حاسة إن الموضوع مش نافع، أنا مش هانكر إن أنا كمان محتاجة أجري وأغير من أسلوب حياتي الروتيني واللعب رياضة، بس مش بالطريقة دي، حاسة إن هي غلط متنفعش، أنا أصلًا ساعات بحس إن طريقة كلامنا مع بعض وعلاقتنا غلط وحرام.
خالد:
ـمنة هو إنتِي عمرك شفتي مني حاجة غلط، أو أنا إتخطيت حدودي معاكِ؟
منة:
ـ بص يا خالد المبدأ..
قاطعها خالد قائلًا بعقلانية:
ـ أنا عارف إن المبادئ مبتتجزأش وإن هي خطوات، زي خطوات الشيطان، معاكِ، بس إنتِ يا منة حاطة حدود وأسوار عالية أوي، وطول ما إنتِ محافظة على مبادئك وعارفة أخلاقك خلاص، أنا مش هقولك حاجة عن نفسي، المهم إنتِ عارفة نفسك إنتِ إيه.. خلينا نتكلم بعقلانية ومنطق أكتر…
حيث حاول خالد التحدث معها بطريقة ربما تجعلها أن توافق وهو يركز النظر في ملامحها:
ـ أنا واحد عندي عضوية في النادي، وإنتِي محتاجة مكان كويس تجري فيه، وأنا كسلان عايز حد يحفزني ويقولي يلا إنزل وبطّل رخامة وكسل، لإن فعلًا من يوم ما الدكتور قال لي والله أنا مانزلتش كسلان ومكبر دماغي، ومش لاقي حد يقول لي يلا إنزل، فأنتِ دلوقتي هتتعاملي معايا كانك ماجرى الأوكرانية، هتدخلي بالعضوية بتاعتي عشان خاطر تعملي الحاجة إللي إنتي عايزاها، وعشان تدخلي بالعضوية بتاعتي لازم أكون موجود فهاضطر إني لازم أنزل اليوم اللي إنتِ هتنزلي فيه، فإنتِ دلوقت مش نازلة عشان خالد، لا إنتِي نازلة عشان إنتِي عايزة النهاردة تجري، بس هتكلمي الشخص إللى معاه الكرنيه كأني مكنه زي بتاعت المترو هتعديكي،
و زي موضوع عربية القهوة إنتِ بتروحي منغير متقوليلي بتلاقيني يصدفة -سيبك بقى مدبرة والّا لأ- المهم إنتِ بتنزلي ومش ناوية إنك رايحة لخالد والا لأ، صح؟
هزت منة رأسها بإيجاب وهي تستمع له، فأكمل خالد:
فإحنا هنروح (التراك) وكل واحد مش هيشوف الثاني ولا كإنه يعرف الثاني، إنتِ هتجري مع نفسك وأنا مع نفسي، ولا كإننا نعرف بعض، بعد ما تخلصي هتروحي بالسلامة وأنا كمان أروح بالسلامة، أظن ده أفضل وأنسب حل وبس كده.
نظرت له منة بتفكير، ثم قالت معلقة:
ــ يعني وإحنا هناك مش هنتكلم مع بعض؟
خالد بتأكيد:
ــ مش هنتكلم مع بعض إلا إذا إنتِي كلمتيني أكيد هرد عليكِ.
نظرت منة له بتردد وهي تفكر وبعد ثواني تنهدت وقالت:
خلاص ماشي موافقة.
خالد تنهد خالد بتعب فأخيرًا إقتنعت:
أخيرًا؟ تعبتيني يا شيخة ده، لو بأتفق على شغل مش هتعب كده، فيه هنا طوبة.
منة:
ـ إذا كان عجبك.
خالد:
ــ عجبني، أنا أقدر أتكلم، إتفضلي بقى أطلبي لنا كوبايتين شاي عشان ريقي نشف، ونتفق على الأيام إللي إحنا هنروح فيها، لأن مش هينفع تبقى من غير مواعيد، زي ما قلت لك، أنا هبقى مشغول الفترة الجاية.
منة:
ــ أنا بردهو الفترة الجاية هبقى مشغولة عشان عندي مشروع جديد شغالة فيه، هنظبط جدولنا مع بعض ونخليها مرتين أو ثلاث أيام في الأسبوع، وبردو هتبقى على الساعة ستة لسبعة الصبح، في الحدود دي.
خالد:
ــ تمام حلو أوي، أنا بردو المواعيد دي مناسبة بالنسبة لي لإني بأخلص شغل على الساعة خمسة، فاضل بس نتفق على الأيام يبقى تمام على الأقل أحسن من عربية القهوة وشرب القهوة والشاي إللي هيجيبلنا أنا وإنتي فقر دم، لا قدّر الله.
منة بتأييد:
ــ والله عندك حقّ، أنا بأشرب شاي بكميات مهولة، بس لو إنت بتقف في الشمس زي ما أنا بقف وبتتعامل مع عمال بأشكال مختلفة وصنايعية هيجيلك تربنة لو مشربتلكش عشر كوبايات شاي على الأقل.
خالد بذهول:
ــ عشرة على الأقل! لا كثير أوي يا منة، غلط عليكِي كده حاولي تبدلي الشاي ده بأي حاجة ثانية عشان صحتك، غلط كده بتشربيه بسكر كتير.
منة:
ــ أعمل إيه طيب، والله غصب عني، تعالى كده جرب أقعد يوم في الموقع وإتكلم مع ده شوية وده شوية وركز في مقاسات وعاين الخامات مش هتقدر، أنا بأشربه بحوالي ثلاثة معالق سكر، أنا بأحب الحلويات جدًّا، نقطة ضعفي.
خالد:
ــ وأنا كمان بحب الحلويات هبقى أبعتلك موقع محل حلويات حلوة أوي في المعادي، مش هقول لك أجي معاكِي عشان عارف إنك هترفضي.
منة:
ـ حلو إتعودت.
خالد:
ــ طبعًا لازم أتعود.. وقال بتساؤل:
قوليلي صح.. إيه أصلًا خلاكي تدخلي ميداني، ليه مدخلتيش حاجة بناتي، ديكور، كمبيوتر، حاجات زي كده؟
منة بتوضيح:
ــ عشان أثبت للمجتمع الذكوري ده إللي بيهمش البنت ويشوف إن هي ملهاش أي حقوق، إن البنت تقدر تعمل أي حاجة زيها زي الولد، مش عشان خاطر هي بنت تبقى ضعيفة، بالعكس، في بنات كتير بيكونوا أحسن وأشطر وأقوى وأذكى من الأولاد، وأديني الحمد لله أثبتت ده، أنا من أشطر المهندسين إللي في الشركة عند مستر مدحت، أنا مش المهندسة الوحيدة في الشركة، في كتير وأغلبيتهم رجالة، إحنا ثلاث بنات بس مهندسين ميداني والباقي كلهم رجالة، مش بس تخصص ميداني حتى بقية التخصصات تانية نسبتهم أعلى مننا، وأنا المديرة بتاعتهم، مديرة على الكل، وفي سن صغير عرفت أوصل له.
خالد:
ــ:دي حاجة تميزك يا منة إنك في سنك ده وفي فترة العشر سنين إللي إشتغلتيهم، في شركة كبيرة زي شركة رسلان للمقاولات، وتقدري توصلي للي إنتِ وصلتيه ده كبير جدًّا، حقيقي برافو عليكِ أنا فخور بيكِ، وإن شاء الله خلال السنين الجاية تبقي المديرة مش بس في القسم الهندسي تبقي مديرة في المجموعة كلها.
منة:
ــ؛أنا أتمنى ده أنا هاطلب بقى إثنين عصير، وهطلب من أصاله تجيب لي الجدول عشان نظبط مع بعض الأيام، وإنت كلم السكريتيرة بتاعتك تبعتلك الجدول.
خالد بثقة:
لا أنا مش محتاج جدول كله هنا.
أشار إلى عقله.
هزت منة رأسها بإيجاب وضغطت على الزر لكي تطلب من أصالة ما قالته لخالد
بالفعل جاءت أصالة وقامت باعطاء منة الأوراق، وقامت منة وخالد بالتحدث مع بعضهم وإختيار الأيام وهم يشربان العصير..
وأثناء جلوسهم وضبط الجدول مع بعضهما طرق محمد الباب ثم دخل..
فور أن شاهد محمد خالد يجلس نظر بدهشة، فقال:
ــ إيه ده؟ إنت هنا؟
وقف خالد وقام بمصافحته:
ــ إيه يا حموش عامل إيه؟
محمد:
ـ تمام، إيه الأخبار؟
خالد:
ـ تمام الحمد لله.
تساءل محمد:
ـ في حاجة؟
خالد وهو يهز رأسه بنفي وهو ينظر إلى منة:
ـ لأ، مفيش أي حاجة كنت بأشكر المهندسة منة على فكرة المحل، و إن شاء الله بأفكر أفتح فرع ثاني للمحل لأنه ناجح جدًّا.
محمد:
ـ فعلًا أنا بأشوف الأخبار على السوشيال ميديا، ناس كتير بتتكلم، حقيقي مبروك يا خالد.
خالد:
ـ شكرًا.
محمد:
طب إيه؟ هتيجي تقعد معايا؟ هاستناك ما تمشيش، خلينا نتكلم مع بعض شوية.
خالد:
ـ:من غير ما تقول كنت هخلص مع باش مهندسة منة وأجي أرخم عليك شوية.
محمد نظر لمنة وهو يسأل:
ـ منة خلصتِ الأوراق والتصاميم بتاعة مشروع أكتوبر ولا لسه؟
منة:
ـ من بدري وبعتهم مع باش مهندس يسري من شوية وساعة كده وهاروح الموقع.
محمد:
ـ أنا لسه جاي من عند يسري وقال لي إنتِي ما بعتتيش أي حاجة!
نظرت له منة بتعجب وهي تضيق عينيها:
أنا ما بعتتش حاجة إزاي؟ بعتتها من شوية أنا هروح أشوف العبط بتاعه ده!
وقفت فوقعت عينيها على اللوح التي على الطاولة التي أمامها قالت وهي تشير نحوهم:
ينهار أبيض، طب أقسم بالله أنا فاكرة إن أنا بعتتهم لك! خد معاك جاهزين أهو.
أمسك محمد المسطرة من على مكتب وضربها على رأسها بمزاح وهو يقول:
فوقي بقى و ركزي ياما، إحنا سم زيادة هيودينا في داهية، إيه تركيزك منخفض الأيام دي ليه؟
فور أن قام محمد الفعل هذا الأمر مع منة، شعر خالد بالغيرة والضيق الشديد، قلب وجهه وضغط على أسنانه، ومسح على فمه لكن لم ينتبه إليه أحد.
منة بتعب:
ـ والله مش عارفة تقريبًا قلة نوم، في الفترة اللي فاتت كان شغلي جامد.
محمد بحنان:
ـ لا خدي بالك من نفسك يا منوشة، وما تتعبيش نفسك وكلي كويس.
منة:
ـ حاضر.
محمد:
ـ بقول لك إيه هنطلب أكل من المطعم إللي بتحبيه وناكل سوا، قشطة؟
منة باهتمام:
ـ خلاص ماشي، ما تنساش تاخد دواء السكر بس.
محمد:
ـ أخدته ما تقلقيش.
أخذ الأوراق واللوحة وأثناء خروجه قال:
ـ خالد، هستناك لو مجيتش هزعل.
خالد وهو يهز رأسه بايجاب:
ـوهجيلك ما تقلقش، وممكن نقعد نتغدى سوا، واللا مش عاملين حسابي؟ وإلا هبقى عزول؟
محمد:
ـ لا يا عم هنأكلك معانا، والعزومة على حسابي كمان، ماعدا منة عشان ما بتحبش حد يدفع لها حاجة بس.
منة:
ـ:رخم.
محمد:
ـ ماهو لازم أعرفه عشان يبقى عارف، عشان لما يجي يعزمك ما تحرجيهوش.
خالد بغيرة مبطنة:
ـ ما تقلقش إتحرجت.
ضحك محمد وخرج
جلس خالد وهو ينظر لمنة قائلًا:
خلاص جمعة والسبت وتلات إتفقنا.
جلست منة:
ـ تمام بس إحنا إتفقنا السبت مش أساسي الجمعة والثلاث بس هما إللي أساسي، كده كده هنبقى على التليفون مع بعض.
خالد:
ـ خلاص، تمام، ماشي.
منة بتساؤل:
ـ'إنت ليه ماقولتش لمحمد على الموضوع بتاع النادي وإنك عشان تتكلم معايا في الموضوع ده؟
خالد بتفسير:
ـ:قلت يمكن تتضايقي أو مش عايزة حد يعرف حاجة عن خصوصياتك خلاص إنتِي ممكن تكلميه، وتقولي له ده خالد قال لي كذا كذا، بعد موضوع المحل عادي بسيطة.
منة بجدية:
ــ لا أنا فعلًا مابحبش حد يعرف حاجة عني وكنت هأطلب منك ده، بس كنت بأسأل يعني عايزة أعرف دماغك كان فيها إيه لما قلت له كده؟
خالد باقتضاب:
ـ وعرفتي.
هزت منة رأسها بإيجاب، أكمل خالد بغيرة:
ـ بس شكل محمد واخد عليكِي أوي.
منة بتوضيح:
ـ محمد أخويا، أنا بأعتبره زي مهاب.
خالد:
ـ اممم، أتمنى أوصل لليفل محمد والله.
منة بجدية:
ـ'عشان بس خبطني بالمسطرة على دماغي؟ على فكرة، أنا مش هاعدي الموضوع ده بس أنا مكنتش ينفع أحرجه قصادك عشان إللي بيني وبين محمد كبير، مش شخص عادي يعني إن أنا أشد معاه قصاد حد.
خالد بتوضيح:
ـ:مش عشان بس خبطك بالمسطرة على دماغك، عشان كمان إطمنتي عليه، وسألتي أخد دوا السكر كمان، بحسك بتبقي مبسوطة وإنتِي بتتكلمي مع محمد، عكسي، باحس إنك مش طيقاني.
منة:
ـ إنت عارفة إن مفيش حد يعرف أي حاجة عن أمنياتي الثمانية غيرك إنت وشروق وحنين، حتى حنين متعرفش الأمنية الثامنة؟
خالد بمكر:
ـ يعني أفهم من كده إني بقيت أقربلك من محمد؟
منة:
ـمش قصة أقرب لي من محمد، قصة إن إنت بقيت تعرف حاجات محمد نفسه ميعرفش عنها حاجة، ودي حاجة كبيرة مش صغيرة.
خالد بمزاح محبب:
ـ أنا كنت ناوي أتقمص بس خلاص ثبتيني،
(تبسم ونهض) أنا مش هاعطلك بقى عن شغلك وهروح عند محمد وهنتغدى سوا وكل واحد هيدفع لنفسه، بس كويس طلعت أنا ومحمد مشتركين في حاجة، يلا سلام مؤقت.
منة إبتسمت:
ـ باي.
خارج خالد وهو مازال يشعر بالضيق كلما تذكر طريقة منة مع محمد لكنه لم يفهم بعد سبب شعوره بالضيق فيبدو أن خالد قد وقع في عشقها وهو لم يدر بعد.
وبالفعل ذهبت منة في اليوم التالي لشراء ملابس لكي لتذهب النادي لكي تركض مع خالد.
ـ منزل منة في الساعة الخامسة مساءً.
ـ نشاهد منة وهي ترتدي زي رياضي أنيق جدًّا مناسب لممارسة رياضة الركض أثناء إرتدائها الحذاء الرياضي، رن هاتفها كان خالد وهو في النادي يرتدي بنطال وتيشرت مناسبين للركض.
خالد بمرح:
ـ آلو منوشة، فينك؟ أنا مستنيكي في النادي.
منة:
ـ بألبس اهو.
خالد:
ـ طب أنا سبت إسمك على البوابة، بس بردو كلميني لما توصلي.
منة:
_تمام.
أغلقت هاتفها كانت توقف مفيدة تنظر لها بتعجب.
مفيدة بسخرية:
ـ رايحة فين ياختي بلبس الرجالة ده؟!
منة:
ـ رايحة النادي.
مفيدة:
نادي إيه ده ياختي.
منة:
ـ عشان أجري وأخس، مش ده إللي نفسك فيه.
نظرت لها مفيدة من أعلى لأسفل وقالت بسخرية:
ـ نادي ههههه، إبقي قابليني لو خسيتي كيلو حتى!
وقفت منة باستنكار:
ـ مش مهم، عادي لو ما خسيتش، أغير جو وأحرك نفسي شوية.
مفيدة باستهجان:
ــ طيب ياختي روحي يمكن تلاقي حد هناك يعبرك ويبصلك، حلو بردو التغيير ده.
منة بشدة:
ـ أنا مش رايحة عشان أجيب عريس؟! أنا رايحة عشان أغير من أسلوب حياتي.
مفيدة:
ـ طيب ياختي، غيري من أسلوبك، بلا نيلة والنبي مهما حصل هتفضلي قاعدة في أرابيزي ومحدش هيبصلك.
تركتها مفيدة ودخلت غرفتها.
ظلت منة واقفة باختناق وبعينين ترقرق بالدموع وهي تشعر بالوجع، وأثناء ذلك رن خالد، أمسكت الهاتف بضيق شديد وهي تجز على أسنانها..
•تابع الفصل التالي "رواية امنيات وان تحققت" اضغط على اسم الرواية