رواية ارهقني عشقها الفصل الثاني عشر 12 - بقلم وداد جلول
أحبكَ جبل
"ما رأيكِ بأن نذهب اليوم إلى حفلة عيد ميلاد صديقي ، سيكون هناك الفتيات والشبان ، سنشرب وسنرقص ونمرح كثيراً"
لمعت عيناها من الحماس لتقول :
"حقاً هل سنذهب"
حرك رأسه بحماس ليقول :
"أجل بالطبع ، أووه حسناً حسناً سأذهب الآن وفي تمام الساعة التاسعة تكونين جاهزة اتفقنا"
حركت رأسها بإيجاب وحماس لتودعه وتتوجه فوراً إلى غرفتها لترى ما الذي سترتديه ولأول مرة ومنذ مدة تشعر بالحماس والسعادة هكذا ..
--------
الساعة التاسعة مساءاً
كانت ليلى تقف بدورها أمام مرآتها ، نظرت لمظهرها نظرة رضى وابتسمت ، كانت ترتدي فستان يصل لركبتها باللون الأوف وايت ، تضع القليل من مساحيق التجميل الهادئة ، ابتسمت عندما رن هاتفها معلناً عن وصول رسالة ، كانت الرسالة من مصطفى ويقول لها بأنه ينتظرها في الأسفل ، أمسكت بحقيبتها الصغيرة وهمت بالنزول ، ركبت بجانبه في السيارة وألقت التحية عليه ليبتسم لها ويتوجه بها إلى وجهته ..
في ذلك المكان الذي يعم بالضجة ، الأصوات الصاخبة والموسيقى العالية ، ضحكات الفتيات والشبان ، كان شبه مطعم ولكنه تم حجزه ليتم فيه اليوم حفلة عيد ميلاد صديق مصطفى ، دقائق ووصل مصطفى وليلى إلى ذلك المكان المزعوم ، ألقيا التحية على صديقه وهنئاه ومن ثم توجها ليجلسان سوياً ، جالت ليلى بنظرها بأرجاء المكان ، لم يعجبها المكان ولم يعجيها هذا الجو أبداً ، وأيضاً تلك المناظر التي أمامها فكل الفتيات كانت ترتدي فساتين فاضحة وغير ذلك هناك الكثير من الشبان يشربون ويثملون ، لم تتوقع بأن مصطفى سيجلبها إلى هذه الأماكن ، لا تعلم لما عند كل موقف يحدث معها برفقته فوراً تقارنه بجبل وتتذكره ، ابتسم لها مصطفى ليقول :
"ما رأيكِ بهذا المكان هل أعجبكِ حبيبتي"
ابتسمت ابتسامة مصطنعة لتقول :
"مم أجل لا بأس به"
ابتسم باتساع ليقول :
"ما رأيكِ بأن نرقص"
حركت رأسها بإيجاب لتنهض برفقته ومن ثم يبدأن بالرقص غير عالمة ليلى بجوز العيون اللتان تراقبها من بعيد وهي تبتسم بخبث على المصيبة التي ستجعلها تحل على ليلى بعد قليلٍ من الوقت ، ظلت ترقص برفقته وقد أخذت واسترسلت على هذا الجو لتضحك بسعادة وهي ترقص ، انتهيا من رقصهما ليتوجهان إلى مكانهما ويجلسان ، بدأ مصطفى يشرب ويشرب ، لم يعجبها ليلى هذا الوضع ، أرادت بأن تتدخل لتقول :
"مصطفى هذا لا ينفع لا تشرب وأنا معك أرجوك"
ضحك بصخب ليقول :
"حبيبتي لن يحدث لي شيء اطمئني"
امتعضت كثيراً ولكنها صمتت ولم تحبذ فكرة التحدث معه أكثر من ذلك ، ظلت تتابع الأجواء بصمت غير مبالية لذلك الذي يشرب إلى أن وصل إلى حد الثمالة ..
بعد قليلٍ من الوقت كان مصطفى يهذي بكلمات غير مفهومة وهو يضحك بصخب ، للصراحة خافت ليلى من منظره فهي لأول مرة ترى شاب يثمل أمامها ويتصرف هذه التصرفات الغريبة ، لم تعلم كيف تتصرف ، نهضت متوجهة إلى صديق مصطفى لتقول له ماحدث ، لم يكن صديق مصطفى بتلك الأخلاق العالية ، ابتسم بخبث ليقول :
"أووه ولماذا تريدين الذهاب أيتها الجميلة مازالت السهرة في أولها"
امتعضت بوجهها لتقول :
"يجب علي الذهاب أرجوك هل تستطيع إعادتي للمنزل وتدبر أمر مصطفى أنا لا أعرف طريق العودة"
همهم لها بابتسامة خبيثة موجهاً نظره لجوز العيون الذي يراقبه بخبث وقد أعطاه إشارة ، حرك رأسه بإيجاب ليقول غامزاً :
"ابقي هنا صدقيني سنتسلى كثيراً"
ابتلعت ريقها بصعوبة ووجدت بأنه من الصعب التفاهم مع ذلك الأحمق ، نفخت خديها بغضب لتهم بالذهاب ولكن يده منعتها من ذلك ، سحبها لترتطم في صدره ويقول :
"ستبقين هنا صدقيني لمصلحتكِ ياحلوة"
شعرت بالخوف من لكنته وجملته ، حاولت التملص من بين يديه ولكنه أحكم قبضته عليها ليجرها خلفه بصعوبة بينما هي تتخبط وتصرخ طالبة النجدة وكل من انتبه لصراخها بدأ يضحك عليها ، أدخلها إلى شبه غرفة منعزلة ليدفعها على تلك الأريكة الصغيرة ويقترب منها ليعتليها ، مزق لها ثوبها بينما هي تصرخ طالبة النجدة ولكن لا حياة لمن تنادي ، بدأت تبكي وتستنجد بأحد ولكن ما من مجيب بينما ذلك الشاب صديق مصطفى يقبلها من رقبتها بسرعة وكأنه مغيب عن الواقع ، شعرت بأحد يسحبه من فوقها ليوجه له لكمة قوية جعلته يرتد للخلف عدة خطوات ، ابتسمت بسعادة من بين دموعها عندما رأته واقف بجانبها يحميها ويساندها ، وجه له العديد من اللكمات القوية والتي جعلته يغيب عن الوعي وأكاد أقسم لكم بأن هذه اللكمات قد سببت له الكسور في أنحاء جسده ، استدار لها وعيناه حمراء كالدماء وكأنها ترى الجحيم فيهما ، خافت من نظرته الشرسة الموجهة لها ، يشد على قبضته بقوة ، عروقه بارزة وأنفاسه متسارعة ، خلع سترته ليغطي جسدها بدلاً من ثوبها الممزق وأمسكها من معصمها بطريقة آلمتها ليجرها خلفه بقوة غير عالم بجوز العيون اللتان تناظرهما بخبث ومكر ، أركبها بالسيارة بينما هي كانت تبكي من شدة خوفها ، أرادت بأن تبرر وتتحدث ولكن كيف ستبرر له وبماذا ؟ وبمن ستتحامى ؟ هه ستتحامى بذلك التافه الذي جلبها إلى ذلك المكان وقد شرب لحد الثمالة وتركها تواجه كل شيءٍ بمفردها ! هه يا للسخرية ، حقاً هي في موقف لا تحسد عليه أبداً ، ابتلعت ريقها بصعوبة لتقول بصوت متقطع :
"جبل صدقني لا ذنب لي أنا .."
قاطعها بصراخه القوي وصوته الجهوري :
"اصمتيييي"
جفلت من صوته ودب الرعب في أوصالها ، لم تتوقع بأن تسوء الأمور لهذا الحد ولكنها حقاً ساءت كثيراً ، ابتلعت ريقها بصعوبة لتحاول التبرير قائلة :
"اسمعني فقط أنا أريد أن أقول .."
قاطعها بصراخه مرة أخرى :
"قلت لكي اصمتي أيتها اللعينة لا أريد سماع صوتكِ القذر هل تفهمين"
نظرت له بخوف ، حقاً مظهره ونظرته لا تبشر بالخير أبداً ، دعت بسرها بأن تمر ليلتها على خير ولكنها تعلم علم اليقين بأن حظها العاثر سيجلب لها أقسى العقاب ..
وصل بها إلى المنزل ليأمرها بالنزول ، ترجلت من السيارة بخوف وقدماها لا تحملانها على المشي ، مشت بخطوات مترنحة ليقترب منها ويحملها بين يديه ونظرة الشر ظاهرة في عينيه ، توجه بها إلى غرفته ليدخل ويسقطها على السرير بطريقة موجعة ، لا يعلم كيف سيتعامل معها ، حقاً قادته للجنون ، اقترب منها ليمسكها من وجهها بطريقة عنيفة ويقول من بين أسنانه :
"لقد تخطيتي حدودكِ كثيراً يا ليلى ، لماذا تفعلين كل ذلك بي لماذا"
أنهى جملته بصراخ لتبكي بهسترية وخوف ، ظلت تشهق وتبكي بينما هو منتظراً جوابها ولكنها لم تتحدث ، ركل الطاولة التي أمامه ليقول بصراخ :
"تحدثي"
جفلت من صراخه لتبتلع ريقها وتحاول التحكم بشهقاتها لتقول بتقطع :
"صدقني أنا ذهبت مع مصطفى إلى هناك ولكنه شرب إلى أن ثمل ولم .."
قاطعها بصراخه الجنوني :
"اللعنة عليكِ وعلى ذلك الحقير ، سأحرقه وهو على قيد الحياة ، لن أرحمكِ ولن أرحمه ، ألم تري ما الذي كان سيفعله بكِ أيتها الحقيرة ، هذا هو الذي استبدلتني به ها"
شهقت بقوة لتقول :
"صدقني أنا لا شأن لي هو من كان سيفعل بي هكذا لم أستطع مقاومته"
حرك رأسه بحدة وشراسة وعيناه زائغة ليقترب ويمسكها من خصلات شعرها ويقول :
"أقسم بأنني سأريكي الجحيم أيتها السافلة"
احتد بكائها أكثر لتقول :
"أرجوك ارحمني أنا لن أتحمل كل هذا"
صرخ بوجهها :
"لن تتحملين ها ، لن تتحملين وماذا عني أيتها اللعينة ماذا عني ، هذه هي الحرية التي أردتيها ، أردتي بأن تذهبين لتنشرين عهركِ في تلك الأماكن ، سحقاً لكِ ولقلبي اللعين المتعلق بكِ"
زادت حدة بكائها أكثر فأكثر ، لم تؤلمها قبضته المحكمة على شعرها بقدر ما آلمها قلبها بسبب كلماته السامة الموجهة لها ، أنهضها بطريقة عنيفة لينزل عليها بالصفعة الأولى ويقول :
"سأدعكِ تتمنين الموت ولا تطولينه"
هبط عليها بالصفعات المتتالية بينما هي تصرخ وتبكي ، كان بحالة هائجة وعصبية بينما هي كانت بحالة يرثى لها ، دخل هو بحالة هستيرية ولم يستطع التحكم بنفسه بينما ليلى عند كل صفعة يصفعها إياها يعود ليوقفها ويصفعها مرة أخرى ، دخلت عليهما عمتها لتجحظ عيناها من هول مارأت ، فقد كانت ليلى بحالة يرثى لها ، دمائها تنزف من أنفها وفمها ، اقتربت بسرعة منها لتحتضنها وتخرجها من غرفته متوجهة بها إلى غرفتها وهي تتكأ عليها من شدة وهنها وتعبها ، بينما جبل ظل واقفاً في مكانه ، عيناه زائغة وأنفاسه متسارعة ، جلس على الأريكة بوهن ليتكأ بيديه على ركبتيه ويضع يديه على رأسه مغمضاً عينيه بألم وقهر ..
_____________________
مر شهر على تلك الحادثة ، في أول أسبوعان ليلى لم ترى جبل أبداً ، كانت دائماً تبكي ، لقد منعها من الخروج ، الجامعة ، الهاتف ، اللاب توب ، كل شيء ، لا يسمح لها بشيء وإن أرادت التنفس تخرج إلى حديقة المنزل لاستنشاق الهواء ، ولكنها تفضل الاعتصام في غرفتها دائماً ، حالتها محزنة جداً ووضعها يزداد سوءاً ، تحاول عمتها بأن تطبطب عليها وتبثها حنانها وتجبر في خاطرها ولكن ليلى دائماً حزينة ومنكسرة ، ليس بوسعها فعل شيء ، لم تتوقعه بهذه القسوة ، يتفنن بتعذيبها دوماً ، أقسمت على أن أوامره السابقة بشأنها أرحم بكثير من أوامره اللعينة الآن ، عندما يراها يناظرها ببرود ولؤم ، لا يحدثها ولا يسألها عن حالها فقط ينظر لها بهجوم ولؤم ، وما يزيد الطين بلة عند ليلى هو وجود خطيبته منال التي تظهر كالملاك مع ليلى أمام جبل وعندما لا يكون بقربهما تحدثها بطريقة قاسية ..
حسناً إليكم في المفيد ، في الواقع جوز العيون اللذان كنا نتحدث عنهما في تلك الليلة صاحبتهما تلك الخبيثة منال ، هي من رتبت كل شيء وهي من حرضت ذلك الشاب على ليلى وأمرته بأن يفعل هكذا بها ومن بعدها بعثت رسالة لجبل وقالت له بأن ليلى في هذا المكان وهي بين أحضان رجل وهذا ما جعل من جبل يأتي بسرعة البرق وأيضاً يجن جنونه عليها ، هي تفعل كل هذا من شدة غيرتها وقهرها من ليلى لإنها تعلم بأن جبل يحبها ويحاول أن يغيظها بمنال ولذلك خططت لهذا الموقف وهي حصدت مازرعته ، حسناً سأفصح لكم عن شيءٍ آخر ، في الواقع جيل علم بمخطط منال وهو على أتم العلم بنواياها الآن ولكنه لم يتصرف معها إلى الآن كونها تنفعه في إغاظة ليلى قليلاً ولإن تشعر ليلى بخطأها ومن بعدها سيريها الجحيم لتلك الخبيثة ، مم وبالمناسبة بالنسبة لمصطفى فهو لم يسلم من عقاب جبل على العكس بل نزل عليه بأشد العقاب وجعله يترك ليلى ويبتعد عنها وقد حدثها وقال لها بأنه سينهي الخطبة نظراً لتلبية رغبة جبل وأوامره وبالطبع هي لم تحزن عليه أبداً لإنها تعلم علم اليقين بأنه ليس الشاب المناسب لها ...
________________________
كانت ليلى جالسة في غرفتها وعيناها مليئة بالدموع ، لقد شعرت بالاختناق لم تعد تستطيع أن تتحمل أكثر من ذلك ، تريد أن تبتعد عن كل شيءٍ موجع ، لا تريده ولا تريد أحد فقط تريد الابتعاد ، حسمت أمرها وحركت رأسها بإيجاب لتمسح دمعتها التي هبطت دون سابق إنذار متوجهة إلى عمتها التي كانت جالسة بصالة المنزل ، جلست أمامها بوهن لتبتسم لها عمتها وتقول بحنو :
"حبيبتي مابكِ"
تحدثت ليلى بشرود :
"أريد أن أسافر"
نظرت لها بتعجب لتقول :
"إلى أين"
تحدثت ليلى بجمود :
"إلى خالتي المقيمة في الإمارات"
نظرت لها بريبة لتردف لها ليلى برجاء وصوتٍ مختنق :
"أرجوكِ عمتي"
رق قلبها لأجلها لتنهض متوجهة لها وتحتضنها وهي تمسد على شعرها بحنان بينما ليلى تبكي بحرقة ، شاركتها عمتها البكاء حزناً عليها وعلى حالها الذي وصلت له بسبب ابنها الوحيد ، ابتعدت عن عمتها قليلاً لتقول ببكاء :
"أرجوكِ عمتي أريد أن أسافر"
بللت شفتيها لتقول بخوف :
"ولكن جبل سي.."
لم تدعها تكمل كلمتها وقاطعتها بلؤم و حدة :
"لا شأن له بي أنتِ تعلمين جيداً أليس كذلك"
تنهدت بحزن وأسى لتحرك رأسها بإيجاب وبطئ وتقول :
"حسناً سأبعثكِ بطائرته الخاصة لا تقلقي وستسافرين لن أمنعكِ يا ابنتي"
حركت رأسها بخفة لتقول :
"سأجهز أمتعتي إذاً"
لم تتلقى منها إجابة ، اكتفت سلمى بالنظر لها بحزن والدموع تبلل وجنتها ، نهضت بجمود متوجهة إلى غرفتها لتجهز أمتعتها ، تريد الابتعاد فقط ولن تأبه لحال أحد بعد الآن ..
جنون وإعصار حل على المنزل ، كان جبل بأشد حالات غضبه لدرجة أن والدته قد خافت من مظهره وغضبه العارم هذه المرة ، حقاً هذه الفتاة تريده أن يموت بسكتة قلبية لا محالة ، حالما سمع من والدته بأنها تريد أن تسافر حتى انتفض بجنون ليتوجه لها كالثور الهائج مقتحماً غرفتها وعلامات الغضب المميتة بانت على وجهه ، كور قبضته بغضب عندما رأها توضب أغراضها بينما هي لم تعيره أي اهتمام فقد ظلت تكمل ما تفعله ، اقترب منها بخطوات بطيئة بينما هي طرقات قلبها تزداد مع كل خطوة يتخذها باتجاهها ، ابتلعت ريقها بصعوبة عندما رأته واقف أمامها يناظرها بحدة ، نظرت له بوهن لينظر لها مطولاً ، تفحص جسدها بنظراته القاتلة ، لقد هزلت كثيراً والهالات السوداء تحيط عينيها الجميلتان ، ابتلع ريقه ليقول بجمود :
"ما الذي تفعلينه وما هذا القرار الذي اتخذتيه الآن ها"
ابتسمت بسخرية على بروده وجفائه لتقول :
"لا شأن لك بي ، لم يعد لي مكان هنا ولا أريد المكوث أكثر من ذلك سأرحل بهدوء ولن تمنعني هذه المرة"
احتدت نظراته ليقول بنبرة شرسة :
"هل تحاولين اللعب معي يا أنسة ليلى أم ماذا"
همهمت له لتقول :
"لا أبداً وهل أجرؤ على اللعب معك يا سيد جبل ، كل ما هنالك بأنني وصلت لأعلى مراحل تعبي برفقتك ولهذا السبب سأسافر بحيث لا رجعة لي بعد الآن"
آلمه قلبه لمجرد تخيله فكرة ابتعادها عنه ، لم ولن يمارس حياته بدونها ولو طبقت السماء على الأرض ، شعر بنغزة في قلبه وشعر بمدى سخطه على معاملته القاسية التي عاملها بها في آخر فترة ، حاول التماسك ليمسح على وجهه ويقول :
"لن تذهبين إلى أي مكان يا ليلى ، ستبقين هنا هل تفهمين"
نظرت له ببرود لتقول :
"لا لم أفهم ولا شأن لك بي سأفعل ما يحلو لي وسأسافر ولن تستطيع منعي"
أمسكها من معصمها بقوة ليتحدث بصراخ :
"ما الذي تهذين به أنتِ ، لقد قلت لكِ بأنكِ لن تذهبين وببساطة لن تذهبين ، لا تجعليني أفقد أعصابي لكي لا ترين غضبي الذي تكرهينه يا ليلى"
أنهى جملته بتحذير و حدة لتهبط دمعاتها على وجنتها وتقول ببكاء :
"ولكنني تعبت جداً ياجبل صدقني تعبت"
آلمه قلبه لأجلها ، تنهد بقوة ليقول بهدوء وهو يمسك بوجهها برقة :
"من ماذا تعبتي"
شهقت من البكاء لتقول بعتاب وهجوم :
"منك تعبت منك أنت ياجبل لقد آلمتني كثيراً لم أعد أحتمل"
أغمض عيناه بألم متمنيناً إخراج ألمها ووضعه في قلبه ليقول بنبرة هادئة ومحبة :
"اهدئي كل شيء سيصبح أفضل مما سبق اهدئي فقط لا تبكي أرجوكِ ، صدقيني أحبكِ ياليلى لا بل أعشقكِ"
أنهى جملته بهمس وبنظرة حب لتنظر له من بين دموعها بقوة وتبقى صامتة ، ابتلع ريقه ليقول :
"اسمعي سأحاول التحكم في أعصابي ولن أؤذيكِ بعد اليوم صدقيني"
نظرت له بعبوس لتتحدث بغيرة واضحة :
"وماذا عن تلك الغبية التي برفقتك دائماً ها"
ارتخت ملامحه ليبتسم ويقول باستمتاع :
"هل تغارين علي ليلى"
عبست أكثر وأشاحت بوجهها عنه وصمتت ، أدار وجهها إليه ليتجرأ ويقبلها قبلة سطحية على فمها جعلتها تذوب ، كيف ولما نطقت تلك الكلمة التي جعلته في الجنة ذاتها لا تعلم ، تحدثت بهمس وأنفاس متسارعة :
"أُحبكَ جبل" ...
" أخبرني لو علمتَ أني طفلةً صغيرةً لا أجيدُ العشقَ هل ستُعلمني ؟
واسمعني جيداً مثل آلاف الرجال لا أُريدكَ أن تكون كل ما أرجوهُ مِن عينيكَ ألا تخدعني فكم من دمعةٍ سالت على خدي
وكم من نخلةٍ مالت على أرضي
وكم في هذا الوقت ضاعت سنيني
آمنتُ بكَ وبِحُبِكَ ياحبيبي "
_________________________
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية ارهقني عشقها) اسم الرواية