رواية اسرار الماضي لبنت ناس الفصل الثالث عشر 13 - بقلم رينا الهادي
بسم الله الرحمن الرحيم
أسرار الماضي لبنت ناس
بقلم / رينا الهادي
الجزء التاني الفصل الثالث عشر
بداية الإختيار (١٣)
عائشة : لا يا حبيبي أنا إمكانياتي ما تجيش التهريج دة وإنت جسمك محتاج يتكون صح و يكون فية بروتين مافيش لانشون و بسطرمة ولا تضيع وقت قدام التابلت إنت مهمتك تبني عقلك بالمذاكرة و تتعلم حاجة مفيدة و تدرب برضو رياضة مفيدة فاهم و لا لأ لاني عاوزة أبدا معاك علاقة جديدة و هنسي كل الهبل الي قولتة لي من أول ما اتعرفت عليك انت هنا فرد مننا زينا زيك ليك حقوق وعليك واجبات .
عمر : إحنا هنقضيها محاضرات نهر أخدت سندوتشات إيه ؟عائشة : جبنة و مربي .
عمر: طب هفطر بيض و عصير و جبنة دلوقتي .
عائشة : طلع لبسك و البس لبس المدرسة علي ما أسلق البيض يلا بسرعة .
عمر : هو أنا هنام فين ؟
عائشة و هي أن تخرج البيض لتجهزة: يا إما في أوضتي يا إما في أوضة نهر إختار إنت ؟.
عمر : لا إنت ونهر في الاوضة الكبيرة يلا امري لله للة وأنا في الأوضة الصغيرة مع إني مش بحب الخانقة و الضيقة .
عائشة بإبتسامة ماكرة : لأ دة في أحلامك يا عمري إنت هتكون مع حد فينا لأنك ناقص رباية يا إبن مصطفي و هتضيع الوقت في اللعب لازم حد يكون عينة عليك لغاية ما تثبت إنك كبير و بتعرف مصلحتك دة أولا ثانيا يا حضرت المخنوق مننا البيت صغير زي ما إنت عارف و مش هخرج نهر من أوضتها البيت أصلا بتاعها و إحنا ضيوف عندها و أبوك بلاني بيك علشان مش هيقدر يراعيك فإية ؟ تحترم نفسك كدة علشان الأيام الجاية تكون سهلة علينا إتفضل غير هدومك يلا .
عمر و هو يجز علي أسنانة : إعملي سندوتشات علي ما آجي و جهزي الفطار .
عائشة : إحتفالا بسيادك هحضرة ,لكن بعد كدة إبقي حضر لنفسك و بعد كدة لو هتحتاج حاجة من حد في كلمة كدة إتعلمناها و إحنا صغيرين ( وضعت إصبعها علي جانب رأسها و كأنها تفكر) آة إسمها من فضلك لو سمحتي دي بتتقال لما أحتاج حاجة من حد مش جهزي لي ؛ أسلوب الأمر دة تعملة عند إللي مربيك أنا ما حدتش يتآمر و يامر فيا أنا إللي آآمرك لانغك إبني و لازم أربيك مش إنت فاهم يااأاا ابني ؟
عمر : باين عليها هتبقي أيام سودة .
عائشة : علي دماغك إن شاء الله لو لا قدر الله ما سمعتش الكلام و بقيت راجل إتفضل غير هدومك يا عمررررري .
ذهب عمر إلي الحمام و غير ملابسه و جهزت لة عائشة السندوتشات و الفطار و جائت كلا من أنهار و رانيا ولم يصدقوا أعينهم عندما رأوا عمر سلموا علية .
أنهار و هي تهمس لعمر بأذنة : أسمع كلام ماما يا عمر لأنها ناوية علي نية ما يعلم بيها الغا ربنا عدي الأيام علي خير يا حبيبي .
ليقول لها عمر بغيظ و صوت مرتفع : أنا محدتش لة عندي حاجة و مش بنت علشان أخاف شوفي وراكم إية؟
نهر و هي تخرج من الغرفة : كدة يا عمر ما جتش تسلم عليا ما وحشتكش زي ما وحشتني و فتحت ذراعها لأخيها .
عمر و هو يضع يدة في بنطلونة : كنت بغير و بفطر يا نهر و أهم حاجة باخد تعليمات من ماما حبيبتي ( و نظر لامة ) الأيام كتير و زي ما أكيد عرفتي قاعد معاكم .
نهر : طب مش هتيجي تسلم عليا ؟
عائشة : إنتم هتروحوا مع نهر النهاردة من غيري يا بنات يلا علشان ما تتاخروش .
عمر باستهزاء: إية دة هي ماما بدوديك المدرسة لية صغيرة ؟
عائشة : لا مريضة يا أهبل يا عديم النظر ,لازم حد يساعدها علشان تطلع فصلها بس هتجيب الذوق و النظر منين يا إبن مصطفي , أهم حاجة نفسك ثم نفسك أناني ديما؛ قدامي علشان أنا هوصلك المدرسة و أشوف مدرسينك أعرف مستواك الدارسي وصل لفين مع إني متأكدة أنة زفت زي أخلاقك .
عمر بفتح فمة و عينيه عن آخرها : نعم توديني أنا المدرسة ؟لية نغة وأنا بنجح كل سنة إطمني و أبويا بيتابع مع المدرسين و باخد دروس إهتمي إنت بنهر أنا أبويا مدرس و متابعني مع المدرسين .
عائشة : كان زمان إنت ملزم مني دلوقتي يلا بدل و ربي أفرج عليك البلد كلها مش المدرسة اتععدل بدل ما تخسر معايا .
تذكر عمر ما تكلم بة أبية بالأمس و قرر يمشي بهدوء حتي يحظي بمكافئة أبية ورضاة عنة .
ذهبت معة عائشة المدرسة و كان كل من بالمدرسة يعرفها و يحترمها هي و نهر قابلت الناظر و الوكيل وطلبت منهم بلطف جدول عمر وقالت إنها المسئولة عن أبنها من اليوم و تحب أن تعرف مستواه الدراسي كل ذلك امام أعين و سمع مصطفي الذي كان في حجرة الوكيل يعمل علي ترتيبات نقلة من المدرسة و قد وافق أمامهم علي أن مسئولية عمر من اليوم مع زوجتة بعد أن إنتهت رقية اخذت ورقة بها جدول عمر وقال لها الناظر أنة سيكون مع عمر ورقة بها ارآء كل مدرسي عمر بمستواة الدراسي عند اخر اليوم الدراسي تركت لهم رقم هاتفها في حالة لو حدث أي شئ يخص ابنها و استأذنت بالخروج و ذهبت لبيتها وفي الطريق تسوقت بعض الاشياء للبيت وعندما وصلت البيت و ضعت ما بيدها في المطبخ و أغرقت مباني الخزانتين السفلية والعلويةبالماء كما قال لها البنا ثم فتحت اللاب لتجري بة بعض الأعمال و هي مشغولة بعملها اتي صوت الهاتف عن مكالمة فتحت المكالمة لتري من و كانت المفاجئة .
الناظر : أيوة يا ست رقية .
عائشة : مين معايا ؟
الناظر : ناظر مدرسة إبنك ما كنتش أحب أبدا أول يوم نتصل بك لكن عمر للأسف ما اعطاش لينا فرصة نهدي بة الموضوع .
عائشة : خير حضرتك إية حصل ؟
الناظر : عمر ضرب إثنين زمايلة و عورهم كمان و أهل العيال جايين دلوقتي المدرسة و حضرتك الصبح قولتي إنك المسئولة عنة .
عائشة و هي تغلق اللاب : أنا جاية حالا .
ذهبت سريعا إلي المدرسة و كان أولياء أمور الطفلين أيضا موجودين والطفلين قد تم لهم الإسعافات الأولية وعمر مشعس الرأس و واقف وقد كانت ملابسه وهيئتة في حالة يرثي لها .
دخلت عائشة حجرة المدير و أحد أولياء الأمور يقول : و ربي وما أعبد لأحد حق إبني تالت و متلت مش كفاية كنا مستحملين أبوة بالعافية الحمد لله أنة هيغور في داهية من البلد .
عائشة : إية حصل يا حضرت المدير ممكن أفهم ؟
نظرت عائشة لأبنها بلوم و قالت : أول حاجة تعتذر فوراً و بعدين نشوف إية حصل و لية عملت كدة ؟
عمر : مش هعتذر لحد .
والد أحد الطفلين : إعتذار إية هو يضرب العيال بالشكل دة و يعتذر ما كنش حد غلب .
عائشة : لأ حضرتك أكيد فية عقاب مش إعتذار بس لكن الطبيعي يعتذر الأول قبل حتي ما نفهم لأن الضرب مش مقبول و بعدين نشوف الوضع و كل واحد هياخد حقة صدقني أنا اول يوم أخد مسئولية إبني فلو سمحتم أعطوني فرصة و ساعدوني أربية اولا أنا آسفة لأن الولد دة إبني و للاسف تربيتي أنا و أبوة لكن من اليوم هيتقوم .
والد أحد الطفلين : البلد صغيرة و كلها عارفاك و عارفة أبوة و أبوة مقوية لكن برضو عاوزين حق عيالنا و أنا مش هسكت غير لما الواد دة ياخد علقة .
عائشة : مع إني مش عارفة إية حصل لكن العدل بيقول زي ما ضرب ينضرب لكن من طفل زية علقة إية إللي ممكن أسمح ابني ياخدها من أكبر منة ؟ إبنك ياخد حقة آة لكن حد ثاني يمد إيدة لأ ، ثم أنا قولت هقومة و أكيد هيتعاقب أول حاجة يا حضرت الناظر بعد إذنك ياخد فصل كذا يوم و لفت نظر و لو إتكرر وضرب حد ياخد فصل و يبقي زية زي أي حد إبن شوارع .
عمر : إنت بتقولي إية ؟ إنت عاوزة تضيعي مستقبلي .
عائشة بصوت عالي : مستقبل إية ؟ ها إنت في مدرسة وظيفتك تتعلم مش تتهجم علي أولاد الناس و تضربهم بالشكل دة و إلي مارضهوش عليك مارضهوش علي أولاد الناس هتتعلم يبقي تحترم المكان و الناس إلاي فيه غير كدة يبقي مكانك مش هنا .
عمر بدموع في عينية : مش تعرفي إية حصل الاول ؟
عائشة : مهما كان إللي حصل ما يدكش الحق تضرب بالشكل دة,حتي لو فقدت أعصابك لأي سبب ميكونش الحل الضرب إحنا مش في غابة القوي ياكل الضعيف, ضيعت حقك لو ليك حق بغضبك و تهورك فيا تمسك نفسك و تحكم عقلك يا تبقي حيوان و تتهجم علي خلق الله ( نظرت للأولاد ) عارفة أن كلمة إعتذار مش كفاية لكن هحاول حقكم يرجع و لو تحبوا تضربوة زي ما ضربكم أنا مش همانع غير أنة برضة هياخد لفت نظر و فصل مؤقت .
أحد الطلبة : هو كان صاحبنا لكن أحنا فعلا ضايقناة لما إتريقنا علية و قولنا أن ماعدش لة ظهر في المدرسة يتحامي فية و كنا ناوين نكمل و قولنا إحنا أكتر منة و هنغلبة و عارفين أنة عصبي زي أبوة بس كتير مننا مشي و خاف و بقي أنا و خالد علشان كدة قدر علينا فإحنا كنا عارفين إننا هنتخانق .
عائشة : برضو أسلوب الضرب و العصبية غلط و مش حل أننا نغضب و نطلع غضبنا في الي حوالينا .
عمر : أنا بأبويا أو لأ برضو عمر إللي محدش يدوس لة علي طرف .
عائشة : بعقلك و أخلاقك و دينك مش بدراعك و تهورك , تعرف إية هيكون إحساسي لما آجي يوم و ألاقيك مضروب بالشكل إللي عملتة في أصحابك , تعرف هيقولوا عليك إية الناس و علي أبوك الأستاذ و أنا ببساطة زي ما أتقال أول ما دخلت مش متربي إعتذر حالا .
عمر بتحدي : لأ لأ والف لأ .
عائشة : بس إالي قالوة صح أبوك نقل من المدرسة و حمايتك مش أبوك حمايتك عملك و مش تريقة أما قالوا كدة حتي لو كان في عينيهم شماتة فيك لأن الحقيقة أن إنت زي أي طالب هنا .
أحد أولياء الأمور : الكل غلط أولادنا و إبنك مش الصاحب هو إللي يفرح في صاحبة وقت ضيقتة لكن غلط عن غلط يفرق و عمر غلط أكتر أنا مسامح لان إبني اللي بدأ و إكرما ليك و واثق إنك هتقيمية لكن مش هسامح المرة الجاية .
عائشة : شكرا ليك .
الأب الآخر : صراحة مش مقتنع أن إبنك هينصلح حالة بس أحسن حاجة في الحوار دة أن إبنك هيبعد عن إبني من يوم ما بقوا أصحاب و مستوي إبني في النازل كان من الأوائل بقي يا دوب في آخر ديل العشرة الأوائل؛ و ماشي هعالج إبني و هرضي بفصل إبنك مؤقتا أما أشوف أخرتها .
خرج الأبوان مع أبنائهما و جلست عائشة بتعب و هي تقول : يوم هو يوم لأ أول ساعات في اليوم و تعمل كدة (نظرت للناظر ) ممكن أخد الولد و شنطتة و أفهم هيتفصل كام يوم .
الناظر : مفصول لآخر الأسبوع لو تحبي إقعدوا مع الاخصائي الإجتماعي .
عائشة : مفيش داعي ( نظرت لعمر ) إتفضل يا مشرفني .
عندما وصلوا للبيت دخلوا المضيفة .
عائشة : ممكن أفهم لية عملت كدة ؟
عمر : علشان هما عيال عاوزة تتآدب .
عائشة : طيب اسعمني كويس ببساطة أبهات الولاد كانوا ممكن يشتكوا عليك و كان فية أكتر من شاهد و الموضوع لو كان ما إتلمش كان ممكن تدخل الأحداث لأن إللي عملتة ممكن ياخد علاج اكتر من واحد وعشرين يوم ,و القانون في بلدك بيقول ما دام علاج أكتر من واحد و عشرين يوم يبقي تتعاقب و لو مش واخد بالك الأحداث زي السجن لكن للأطفال إلي ما كملتش السن القانوني , فأنت واخد سكة أبوك بالضبط بس بدري شوية هو بقي علي كبر لكن إنت ما شاء الله بدأت بدري عاوز تلحق تبقي محترف إجرام , ببساطة مهما كان كلام أصحابك ما توصلش إنك تعورهم إنت رايح المدرسة تتعلم مش تتخانق كل مكان لة قدسيتة و إحترامة .
عمر : أيوة أيوة علشان كدة كنتي عاوزهم يضربوني في المدرسة و قولتي لعمو أبو خالد إبنك يضربة آة انغت لا كتر خيرك(و بسخرية) أم بحق وحقيقي .
عائشة : ربنا من فوق سبع سموات قال بسم الله الرحمن الرحيم {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) صدق الله العظيم طبيعي زي ما ضربتة يضربك إنت إلي حطيتنا في الموقف دة مش أنا لكن هقول لمين لواحد إيدة سابقة تفكيره بيتعامل زي أي تور بيعمية غضبة و إيدة تسبق صوت عقلة و متهيالي خالد لو ضربك هيكون أحسن ما أبوة يضربك .
عمر : برضو ما ينفعش تافقي معاة ضدي قدام الناس .
عائشة : يعني إنت شايف إني أنا غلطانة وإنت زي الفل ,مش حاسس إنك بعمايلك صغرتني قدام الناس و طلعتني أم فاشلة مش عارفة تربي ابنها أنا اقف ادام الكل و اعتذر منهم علي عمايل إبني الشمحطي الي بيضرب زمايلة علشان كلمتين خابين , لو دة هيكون أسلوبك أحب أبشرك انت ما لكش في التعليم خدها من قصريها و أشتغل قاطع طريق أو حرامي أو هجام ما خلاص مافيش داعي للتعليم ؛لأ و واقف قدامي بكل قلة أدب و بتناقشني كمان بس لا انا قادرة أربيك مش أنا إلي أوطي راسي علشان واحد زيك و أغلقت عائشة علية المضيفة من البابين بعد أن أخذت منة الهاتف .
عائشة من وراء الباب : أصحابك إلي ضربتهم أكيد مش هيرحوا المدرسة الفترة الجاية هيتعالحوا وأنا هعالجك هنا الفترة دي حتي لو إضريت السنة تضيع عليك بس تتربي ؛إستعد لان مفيش دروس أنا إلي هذاكر معاك و مفيش خروج أو لعب و هتتحبس الفترة دي و الأكل و الشرب بميعاد حتي الحمام ليك قبل كل صلاة علشان هتصلي و الأكل عيش و جبنة طول فترة العقاب .
أخذ عمر يكسر بكل ما تطول يدة في الغرفة .
سمع صوت أمة تقول : وأي حاجة هتكسرها هتصلحها غصب عنك أو بمزاجك .
أسرعت عائشة تتصل بنجار البلد حيث أعطاة لها البني رقمة كي يعمل لها أبواب الخزانتين بأسرع وقت وجاء وأخذ المقاسات ووعد أن ن يركبهم ثاني يوم .
قامت عائشة بجلب سلك طويل وفيشة ولمبة وركبت في كل خزانة لمبة ووضعت بكل خزانة حصيرة ووسادة وكوفرتة .
أتت نهر من المدرسة و فتحت لها أمها البوابة ليدخلها صديقتها إلي الداخل و هي تري مدي توتر وغضب أمها .
نهر : فية إية آنة مالك مش طبيعية هو عمر جة من المدرسة ؟
عائشة بوجهة شاحب و تعب : روحت جبتة بعد ما عمل مشكلة في المدرس و ضرب و عور زمايل لية وأخد فصل البية من أول يوم و طبعا ما لحقتش أعمل أكل أو أشتغل ؟
نهر : معليش كنا عارفين أن عمر عنيد ومدلع وطبيعي عمو مصطفي موصية علينا إنت عارفة بيعزنا قد إية ؟
عائشة: تصدقي فتشت الشنطة بتاعة مش جايب معاة غيار واحد بس غيرين للمدرسة جايبة الصبح من غير حتي ما يفطرة .
نهر : ما إنت كنتي متوقعة كدة إية الجديد ؟
عائشة : الجديد مشكلة من أول يوم اقف في المدرسة و أعتذر لأولياء الأمور وعيالهم علي عدم معرفتي إني أربي ابني ، ومعرفتش اشتغل يا نهر و مطلوب حاجات اخلصها و أراجعها و أترجمها و معرفتش أعمل اكل و معرفتش أكلم إيمري والوقت بيعدي و مهلة إني أهلي يعرفوا هتخلص قبل ما أعرف هعمل إية ؟
نهر : مهلة إية ، أنة هو عمو إيمري مهددك يعرف أهلك هو يعرفهم أصلا ؟
عائشة : لأ يا نهر حد تاني عرفني و أعطاني مهلة ايمعري بس بيساعدني ؟
نهر : آنة هنحل مشاكلنا واحدة واحدة بالنسبة للاكل هناكل أي حاجة هنا جبنة بيض بالطماطم أو نعمل كشري اصفر و سلطة و بطاطس المشكلة الثانية الشغل حضرتك ادخلي استغلي وانا هعمل أكل سريع وأكل و أكل عمر وهعقد معاة اذاكر لة شوية ما تقلقيش واتكلمي مع عمو براحتك وسلميه الشغل ووقت ما تحتاحي تتكلمي معايا و تعرفيني أي حصل بتركيا و لية مش عاوزة أهلك يعرفوا بوجودك أنا موجودة في أي وقت .
نظرت لها عائشة بحب : شكراً نهر لانك في حياتي بس يلا نحضر مع بعض الاكل .
نهر : لا واللة ما يحصل أنا إتحسنت كتير أنة و هعمل الأكل مش هياخد وقت علشان خاطري إدخلي شوفي وأراك إية ؟ هنا بدأ الخبط يعلو من المضيفة لان عمر كان يستمع لهم من وراء الباب و هو يقول خرجيني من هنا يا نهر أنا مش هتحبس كدة .
عائشة : مفيش حد هنا لة كلمة بعدي خليك عندك و شنطتك معاك في الأوضة إستغل الوقت و ذاكر و مش هفتح لك يا عمر و إضرب راسك في الحيطة عندك أربعة .
عمر : خرجيني من هنا أنا خلاص مش عاوز أقعد معاكم .
عائشة : مش بمزاجك و اعلي ما خيلك إركبة , نهر ممنوع الولد دة من الخروج أو حتي تعطية فاكهة أو أكل غير جبنة و عيش و ماية و ممكن لو ذاكر شوية نبقي نعملة كوباية شاي .
نهر بصوت منخفض : فاكهة إية إحنا عندنا فاكهة ؟
عائشة : جبت موز و برتقال النهاردة و غمزت لها بليل أبقي أدية ثمرة واحدة من ورايا يعني من شباك المضيفة . إبتسمت نهر
عمر : مش عاوز حاجة بس كوباية شاي يا نهر دماغي هتفرقع .
عائشة: مدمن شاي و قهوة زي أبوة .
نهر : و أختة وأمة ما إحنا بنشرب شاي بمناسبة و من غير مناسبة برضو .
عائشة بصوت منخفض: تعالي نعمل شاي لينا كلنا نعمل بس هو نصف كوباية .
هزت راسها نهر ودخلوا المطبخ ليعملوا الشاي و أخذت نهر شاي عمر و أعطتة لة من الشباك الموجود علية اصابع حديدعمر : إية يا نهر ما فيش شاي يكفي جايبة نصف كوباية .
نهر : أوامر عائشة هانم يا عمر .
عمر : هي مالها مستقوية كدة لية ؟
نهر : مستقوية إية يا عمر آنة عاوزانا أحسن ناس كفاية إنها سابت عز أهلها و رجعت لينا مع انها كان ممكن تعيش عيشة ملوك, هي يعني غاوية وجع قلب و مرمطة حاول تقدر يا عمر إسمعني حبيبي,لو هي يأست مننا أكيد هترحغ إنت هتكون مع أبوك وإنت عارف أبوك كويس همة دروس وفلوس و مزاجة بيريح ضميرة معاك بلعب ودروس من غير اهتمام وانت عارف كدة كويس يوم ما تتعب بيقول لاي حد يهتم بك و قتة مش ملكة حتي معاك انت ابنة والي بيهتم بينا ماما فكر يا عمر هي هتستفاد إية منك لو ذاكرت و بقيت حاجة في المستقبل بلاش تلغي عقلك و أيوة إنت تستحق العقاب و خاف من أن صبرها يخلص و خصوصا و هي مش حاسة بيك أو بيا, أولادها زي ما إنت عارف أهدي بقي سلام لما تجوع قول علشان أجيب لك .
عمر : هتجيبي إية جبنة و عيش زي ما قالت .
نهر : هيبقي أسرب لك باليل موزة و برتقالة بس تبقي تناولني القشر علشان ما نتقفش و نتعاقب احنا الإثنين ساعة و نصف كدة و آجي أذاكر معاك ما إنت خلاص مش هتاخد دروس .
عمر : لية إن شاء الله .
نهر : أولا لان إمكانياتها كدة مش هتقدر تدفع دروس ,ثانيا لأنك لازم تعتمد علي نفسك أنا في ثانوي ومش باخد دروس وما تقوليش أن إنت ليك أب وأنا لا أبوك قرر ما يدفعش فأنا وانت زي بعض هي الي هتصرف علينا .
عمر : هتصرف إزاي من معاشك مش هيكفي حاجة ؟
نهر : هتتصرف سلام بقي مشكلتها وختحلعا ان شاء الله .
ذهبت نهر و شربت شايها مع أمها بالمطبخ بعدها عائشة ذهبت لتشتغل في حجرتها ونهر بدأت في تجهيز الطعام و رغم أن الأكل بسيط بطاطس و سلطة و كشري أصفر إلي أن الرائحة وصلت لعمر و إشتهي الطعام و نادي ليأكل سمعتة عائشة واحضرت لة الجبن والعيش .
عائشة : دة أكلك بس أما تتعدل و تبقي بني آدم و تعمل إلي عليك هتاكل معانا رغم أن أكلنا بسيط مش زي عند أبوك لحمة و فراخ و كدة بس هيكون فية بركة أتمني تحكم عقلك أنا يهمني مصلحتك .
كاد أن يرمي طعامة لكنة نظر لوالدتة و كان في وجهها الكثير من الجدية و التوعد اللتان أرعباة فلم يفعل ما نواة و هي كان تقرأ افكارةجيدا فهي أمة و أدري الناس بة .
عائشة : كويس لأنك لو كنت عملت إللي في دماغك كنت هتندم .
عمر : جعان بس فهاكل لكن لو عليا عاوز أرمي لك أكلك أنا اصلا مش طايق اتكلم معاكي لاني مخنوق منك بس معليش هبلغ أبويا بكل حاجة و هو زي ما إنت ناسية هيديك الي فية النصيب و ابتعسم باستفزاز .
ذهبت عائشة و أحضرت هاتف عمر و أعطتة لة و قالت : إتفضل أحكي لأبوك أما أشوف هيعمل إية؟
اخذ عمر الهاتف بلهفة واتصل بابية الذي أجاب سريعا وأخذ يحكي لة ما حدث معة بسرعة ولهفة إلي أن أنتهي .
مصطفي : قولت أن أمك حبساك و بتاكلك جبنة وعيش و بتزلك, بس ما أقولتش لية ؟ عموما الناظر إتصل بيا و حكي ليا علي إلي حصل بالمدرسة بس علشان العيش و الملح و إنت غبي يا عمر تضرب العيال و تعورهم أقل حاجة تعملها رقية و قسما بالله لو كنت معايا كنت عدمتك العافية يا حيوان قولت أعمل معاها مشاكل زهقها في عشتها مش تصغرنا, تعرف لو أنا إلي كنت إعتذرت للناس دي كنت عملت فيك إية حسن علاقتك بيها لأني مش هاخدك و لو خدتك و ربي ما هرحمك , كويس انها ماسكة نفسها و ما كهربتكش بالبتاع إلي معاها و اغلق الخط مع إندهاش عمر .
عمر كان يعتقد أن كل ما يحتاجة للتجسس علي أمة وسوف يفعل لة ما يريد كان يعتقد أنة سيحطم الدنيا فهو وحيدة و سيضرب أمة و أختة إن لزم الأمر فقد ضربهم من قبل, لكن غاب عنة أنة لن يجروء وبما فعلة في المدرسة أغضب والدة , لما يغضب و هو لم يفعل الا كما يفعل والدة , أبية قدوة و قد أحدث الكثير من الإصابات لكثير من الناس أقربهم تلك الواقفة إمامة بعينين فيهما الكثير من التدقيق و ربما الشماتة .
نظر إليها و اعغطاها الهاتف و قال : مش هيجي لو عاوزة تفرحي فيا إفرحي .
عائشة :
يُخاطِبُني السَفيهُ بِكُلِّ قُبحٍ. فَأَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ مُجيبا
يَزيدُ سَفاهَةً فَأَزيدُ حِلماً كَعودٍ زادَهُ الإِحراقُ طيبا
عمر : يعني اعية يا ست أم كلثوم ؟
عائشة بضحكة هازئة : انت ابني حتي لو مش فاكراك إزاي عقلك يهديك اني أفرح فيك أنا زعلانة و حزينة علي حالك , بس إنت سفية يا عمر رغم ذكائك لكنك قليل الحيا , إزاي حابب اني إتهان لمجرد اني بربيك عادي عندك , انت لا عندك نخوة و لا عاطفة طيبة لأمك كل دقيقة بتحسسني قد إية إنت نسخة من أبوك ربنا يقدرني و أحاول أصلح شئ من سواد قلبك و مشت من إمامة حزينة .
كانت نهر تقف بالقرب من باب المطبخ تسمعهم حزنت كثيراً من أجل امها دخلت بسرعة المطبخ عندما سمعت صوت خطوات أمها تمشي .
إتجهت عائشة لغرفتها فنادت عليها نهر : آنة الأكل جاهز يلا نتغدي .
عائشة دون أن تلتفت لها : كلي انت نهر أنا ورايا شغل .
نهر : مش هعرف آكل لوحدي هستناك .
عائشة : يوووة يا نهر إنت مش صغيرة و كنتي لوحدك فترة فكلي أنا هخلص و أبقي أكل .
نهر : مخبية وشك عني لية ؟ إتجهت بهدوء إلي أمها ولم تفعل شي سوي إنها إخدتها في حضنها لتذرف عائشة الدموع و تقول نهر بحزن : عادي ياما واجهنا و هنواجة مع بعض و عمر عنيد و صغير هيعقل تعالي نأكل إنت مآكلتيش من الصبح يلا و هنفكر مع بعض أرجوكي .
إتجهت كلا منهما للمطبخ و تظاهرت كلا منها بالأكل وما هي إلا بضعت لقيمات وقاما
نهر :
"وتشاءُ أنت من البشائر قطرةً ويشاءُ ربُك أن يُغيثك بالمطر
وتشاءُ انت من الأماني نجمة ويشاءُ ربُك أن يُناولك القمر
وتشاءُ انت من الحياة غنيمة ويشاءُ ربُك أن يسوق لك الدرر
وتظلُ تسعى جاهدا في همة والله يعطي من يشاء إذا شكر
والله يمنع إن أراد بحكمة لابد أن ترضى بما حكم القدر"
عائشة : ونعم بالله حلو الشعر دة لمين ؟
نهر : مش فاكرة تقريبا حد من الائمة, متأكدة ربنا هيكافئنا في الآخر إحنا عمرنا ما حاولنا نآذي حد أو فكرنا حتي, بالعكس بتخاف ربنا في كل أفعالنا و حركتنا أنا هدخل لعمر كمان شوية و هتكلم معاة شوية شوية هيفكر و يحكم عقلة .
عائشة بحب : مش عارفة أنا كنت ممكن أتحمل الحياة دي إزاي من غيرك تقريبا إنت طاقة النور الوحيدة إلي في حياتي .
نهر : كذابة آنة و سينام إية ؟
عائشة : صح و سينام
نهر : و أنكل ايمري ؟
عائشة : إنت بقيتي لئيمة يا نهر إيمري ممكن تعتبرية أخ .
نهر : مش صديق عزيز يعني ؟
عائشة : لا يا نهر مش صديق هو بيرد إني ربيت بنتة و ممكن تقولي صعبت علية حالي , هو حد شهم بيحاول يساعدني و اي فلوس هو إدهالي هرجعها لة من شغلي صحيح بشتغل عندة لكن بشتغل بضمير و بفيدة بشغلي , و علاقتي بية علاقة اخوة و ماتلمحيش تاني لحاجة إنت ما تعرفهاش, أنا مش الست الي تعرف راجل علي زوجها حتي لو ناوية تنفصل عنة, لان دي خيانة و أنا مش من طبعي الخيانة مش بس علشان حرام و أنا بخاف ربنا لا وكمان علشان دوقت طعم الخيانة و بتوجع قوي يا نهر بتوجع لدرجة أنها بتحرق الروح و بتحسي بألم رهيب في قلبك .
نهر : بس عمو مصطفي مش زوج و من حقك تطلقي و يكون لك حد سند في الحياة .
عائشة : جربت حظي مرتين و خلاص معنديش ثقة في راجل , غير كدة أنا قلبي أصلا مليان بك إنت و أخوك وماعدش في مكان لحد تاني و إقفلي علي كدة علشان لازم أقوم أشوف ورايا إية و قامت لتتجهة إلي غرفتها .
نهر : مين خانك آنة ؟حد علمي عمي مصطفي ماعندوش مقدرة أصلا يخونك !
عائشة : الخيانة مش بالجسم و بس و أيوة صحيح مصطفي ماخنيش بجسمة لكن خان لما باع و إشتري فينا لما حاول يبعدنا عن بعض و يكره عمر فينا لما بهدلنا و ذلنا و مكنش أمين علينا .
نهر : بس مش دي الخيانة إلي تقصديها حد خانك من أهلك علشان كدة مش عاوزة ترجعي ليهم أو تلجئ لهم صح ؟
عائشة : مايخصكيش نهر و بلاش الطريقة دي معايا كفاية عليا وجع أخوك .
نهر بنظرات ثاقبة لامها : عمري عمري ما أكون وجع ليك أنا بس بقول الحمل يشلوة إثنين عاوزة أخفف عنك لكن لو سكوتك هيريحك خلاص مش عاوزة أعرف مع أنة حقي أعرف مين أهلي لكن أنا متنازلة عن الحق دة لو دة هيزعلك .
عائشة : بلاش تنبشي في الماضي خالينا في الحاضر إدخلي لأخوك ذاكري معاة شوية .
تركتها وأغلقت عليها بابها وأخذت تعمل إلي أن أنهت عملها بعد أربع ساعات متواصلة و بعثت بة لايمري ثم إتصلت بة .
الحوار مترجم
ايمري : إية عائش غالبا بتسليمي قبل من كدة ؟
عائشة : عفوا منك حصلت ظروف كتير قوي النهاردة .
ايمري بضحك : اية حظائر الفراج والبط وقعت ؟
عائشة : لو إستمريت في الترقية هقفل الخط ثم أعمل إية يعني؟ البيت صغير و ما دام فية أولاد لازم يكون فية مكان للعقاب فيروزة هانم علمتني كدة .
إيمري : بغض النظر عن الشغل لكن مالك صوتك مش مريحني و مش قابلة هزاري معاك .
عائشة : فاضي احكي ؟
ايمري : قدامك ٢٧ دقيقة أحكي كل ما تحبي ؟
عائشة : أبدا بأية إلي عرفت ولا إللي حصل النهاردة ؟
ايمري : إلي حاسة أنة اهم .
يا تري اية الي عرفتة عائشة لاننا عرفنا إلي حصل نشوف الفصل الجاي تصبحوا علي خيرات من الله
أسرار الماضي بقلم ( رينا الهادي )
لو عجكبكم الفصل من فضلك لايك او شير لأصحابه شكرا
•تابع الفصل التالي "رواية اسرار الماضي لبنت ناس" اضغط على اسم الرواية