رواية ارهقني عشقها الفصل الثالث عشر 13 - بقلم وداد جلول
سأتزوجكِ ليلى
______________________
صباح يوم جميل على جميلتنا ليلى ، لم تنم كثيراً بسبب قلقها من نتيجة اليوم ، استطاعت بأن تنام ثلاث ساعات فقط وها هي الآن استيقظت وقلبها يقرع كالطبول ، نهضت من فراشها لتفعل روتينها اليومي وتهبط إلى الأسفل حيث وجدت عمتها وجبل على مائدة الفطور ينتظرانها ، ألقت تحية الصباح عليهما وجلست بصمت ، نظرت لجبل نظرة خاطفة لتراه ينظر لها ببرود ، تعجبت من نظرته ولكنها فضلت الصمت ولم تتحدث ، فا بالعادة ومند ابتداء علاقتهما كان دائماً جبل ينظر لها بابتسامة صغيرة ومحبة ولكن اليوم مختلف ، لم تأكل سوى بضع لقيمات صغيرة ، نظرت لها عمتها لتراها متوترة ، حمحمت سلمى لتقول :
"عزيزتي مابكِ لما لا تأكلين"
ابتسمت بتوتر لتقول ونظرها موجه نحو جبل :
"لا شيء عمتي أنا بخير"
ابتلعت ريقها لتردف موجهة حديثها لجبل :
"ما الأمر جبل هل هناك شيء"
نظر لها ببرود ومن ثم أعاد نظره للمائدة ليقول :
"لا"
للصراحة لقد خافت من لكنته وتقلب مزاجه فا بالأمس لم يكن به شيء وكان يبتسم لها ويغازلها وجلسا سوياً ، ظلت تتذكر إن كانت أحزنته في الأمس أو عارضته بشيءٍ ما ولكنها حقاً لم تحزنه أو تغضبه فما الأمر يا ترى ، تنهدت بقوة لتقول وهي تنهض :
"حسناً إذاً هيا بنا جبل ألن توصلني للجامعة أريد أن أعرف ما هي نتيجتي"
صدح صوته البارد وتحدث دون النظر لها :
"اجلسي في مكانكِ لن نذهب إلى أي مكان ، النتيجة هي من ستأتي إلينا"
ضحكت برقة على جملته ومن ثم وضعت يدها على فمها وأخفضت رأسها وهي مبتسمة لينظر لها جبل بتعجب ، ابتسم ابتسامة لم تصل لوجهه بينما عمتها كانت تراقب الوضع بابتسامة صغيرة ، دخل الحارس عليهم بعد أن أذن له بالدخول ليلقي التحية باحترام وطبعاً لم يتجرأ على النظر للأنسة الصغيرة فقط طأطأ رأسه وأعطاه الورقة التي بين يديه واستأذن ورحل ، ابتلعت ريقها ليلى عندما علمت بأن هذه الورقة هي نتيجة امتحاناتها وعلامات السنة ، نظرت لجبل نظرة خوف ، بينما هو كان ممسكاً بالورقة يناظرها ببرود ومن ثم وجه نظره للورقة ليرى نتيجتها وأعاد نظره لـ ليلى بنفس نظرته الباردة ، ابتلعت ريقها بخوف وترقرقت عينيها بالدموع لتقول بصوتٍ باكي :
"ماذا جبل ما النتيجة أرجوك"
لم يتحدث وظل صامتاً لتردف بسرعة :
"صدقني لقد درست جيداً وذاكرت وكتبت جيداً بالأمتحان صدقني صدقني لا ذنب لي هم لا يحبوني مؤكد بأنهم متعمدين رسوبي صدقني ليس ذنبي لقد درست جيداً ، عمتي قولي له صدقيني درست عاااا"
لم يتمالك نفسه عندما نطقت تلك الكلمات لذلك ضحك ضحكة رنانة ليمد يده ويعطيها الورقة ويقول :
"لقد نجحتي بمعدل امتياز أيتها الصغيرة"
أمسكت بالورقة لتنظر لمحتواها وبالفعل كان معدلها ممتاز لتنهض وتنط بسعادة أمامهما وكلمة واحدة ترددها (نجحت) ، بينما عمتها وجبل كانا ينظران لها باستمتاع ويضحكان عليها ، بحركة عفوية ولا إرادية من ليلى اقتربت من جبل واحتضنته بقوة ، تفاجئ من فعلتها لتشهق هي بخفة وتبتعد عنه ووجهها مكسو بحمرة الخجل ، أرادت بأن تغير الموقف لذلك حمحمت وعادت لتقفز كالبلهاء وهي تقول نجحت ليعود جبل ووالدته للضحك عليها ، اقتربت ليلى من جبل بسعادة لتقول :
"ألن تقيم لي حفل بمناسبة نجاحي"
همهم لها ليقول :
"لا مانع لدي ولكن طبعاً سيكون الحفل عبارة عن نساء وفتيات فقط لا غير"
ضحكت باستمتاع لتقول :
"لا يهمني المهم أن اقيم حفلة بمناسبة نجاحي وأرقص وأجن وأفرح هييي يا إلهي كم أنني سعيدة"
نظر لها بمكر ليقول مدعياً البرائة :
"هل تجيدين الرقص"
تحدثت بعفوية ناسية الموقف تماماً :
"بالطبع أجيد الرقص حتى اسأل عمتي"
كتم ضحكته كحال والدته بينما هي صفقت بمرح وما لبثت حتى شعرت بنفسها لتعض على شفتها بقوة وتدير ظهرها له ووجنتاها تكاد تحترق من الاحمرار ، تنهد جبل ليضع يديه على اكتافها ويقترب إلى أن التصق بها ومازالت معطية له ظهرها ليقول بهمس :
"حسناً سأقيم لكِ أجمل حفل وسأكسر قانون من قوانيني وأدعكِ ترقصين أمام النسوة فقط لكي أراكي كيف ترقصين وتتمايلين بخصركِ النحيل هذا ، سأكون مراقباً للوضع من بعيد اطمئني"
ابتلعت ريقها بصعوبة وقلبها يكاد ينفجر من حديثه ، بينما هو شيء ما جذبه لها ليقرب وجهه من رقبتها ويشم عبيرها ، حمحمت والدته لتقول باستمتاع :
"احمم نحن هنا يا أولاد"
جفل من صوت والدته ولكنه استدار لها ليقول ببرود :
"من هم الأولاد ها"
ابتلعت ريقها ونظرت له بخوف مصطنع وممازحة لتقول :
"لاتؤخذنا بني"
امتعض بوجهه ليقول :
"خذي ليلى واشتري لها ماتريد واختاري لها فستان مناسب للحفل الذي سيقام اليوم واتركي أمر المدعويين لي وعندما أقول فستان مناسباً فهذا يعني بأن يكون محتشماً اتفقنا"
استدارت ليلى له وناظرته بفاه مفتوح ليبتسم ابتسامة جانبية ويقترب ليقف أمامها واضعاً يديه في جيبه ليقول :
"أغلقي فمكِ وإلا سأغلقه لكِ بنفسي"
وضعت يدها على فمها فوراً لتتسع ابتسامته ويبعد يدها عن فمها ومن ثم قبل جبينها ليقول :
"مبارك لكِ صغيرتي"
نظرت له بخجل وابتسمت ابتسامة صغيرة ليجفلا من صوت والدته وتقول :
"جبببل هذا عيب"
نظرت له بغضب لتقترب من ليلى وتجرها خلفها لتقول :
"يا إلهي كم أنك عديم الأخلاق لقد نسيت وجودي تماماً اذهب إلى عملك هيا هيا"
أبتسم باستمتاع ليتوجه إلى عمله كما قالت له والدته وسعادة الدنيا تغمره ...
_______________________
لقد علمت سناء بنتيجتها وقد نجحت أيضاً بمعدل ممتاز ، فرحت كثيراً واتصلت على ليلى لتبارك لها وتهنأها وقد دعتها ليلى للحفلة وطبعاً سناء ستلبي الدعوة لا محالة ، بينما رهام لم تكن بذلك الوضع الذي يجعلها سعيدة لإنها نجحت بمعدل جيد فا هناك مصيبة حلت عليها ولا تعلم إن كانت ستخرج منها أم لا ، كانت تبكي وتجهش بالبكاء أمسكت هاتفها لتطلب رقم سيف بيدين مرتجفتين ، أجابها بعد ثواني قائلاً :
"أهلاً عزيزتي"
تحدثت ببكاء :
"سيف هناك مصيبة"
تعجب من بكائها وحديثها ليقول :
"ما الأمر رهام تحدثي"
شهقت بخفة لتقول بصوتٍ مخنوق :
"أنا حامل"
انصعق من كلمتها ليبتسم بسخرية ويقول :
"رهام حبيبتي كيف حدث ذلك ألم تأخذي من حبوب المانع أم ماذا"
أجهشت بالبكاء لتقول :
"صدقني كنت أخذ منه ولكن لا أعلم ما الذي حدث"
نفخ خديه وزفر بضيق ليقول :
"حسناً اهدئي لا تقلقي"
انفعلت كثيراً لتقول بصراخ :
"كيف تريدني أن اهدء هذه مصيبة وحلت علي يا سيف مصيبة"
أجابها بصراخٍ مماثل :
"قلت لكِ اهدئي سأجد حلاً لهذه المصيبة أنتِ فقط اهدئي ، سأدبر مبلغاً من المال وسأخدكِ إلى طبيبة مختصة لتجهضين الطفل اطمئني"
بكت كثيراً عندما سمعت بأنها ستجهض الطفل لتقول ببكاء :
"ولما لا تأتي لخطبتي ونتزوج بسرعة ها"
تحدث بانزعاج :
"كيف تريدنني أن أتقدم لخطبتكِ وأنا ليس بيدي أيةُ حيلة ولا حتى أموال"
كزت على أسنانها لتقول :
"لديك أموال لكي أجهض الطفل وليس لديك أموال لتأتي لخطبتي أليس كذلك"
تحدث بانفعال وصراخ :
"واللعنة عليكِ رهام قلت سأدبر الأموال وليس سأعطيكِ تعلمين بأنني لا أملك شيئاً ، اذهبي الآن وعندما أدبر الأموال سأخذ لكِ موعداً من طبيبة مختصة وسنذهب لتجهضين الطفل"
أغلق الهاتف بوجهها دون أن يسمع ردها بينما هي عاودت البكاء بمرارة على الحال الذي وصلت له وغير عالمة بأن والدها قد دبر لها عريس وسيتقدم لخطبتها بعد أيام ..
_____________________
في المساء
كانت الحديقة مزينة بشكلٍ خاطف للأنظار ، الأضواء الجميلة والموسيقي الصاخبة ، كان هناك عددٌ لا بأس به من النساء والفتيات اللواتي كانوا من أقرباء عمة ليلى وأصدقائها أيضاً ، كل شيء كان جميل ، لقد وعدها بحفلة جميلة وها هي الآن تعترف بأنها حفلة لم ترى لها مثيل ، وأكثر ما أبهرها تلك الكعكة الكبيرة التي أوصى عليها من أجلها ، كانت ترتدي فستان باللون الزهري ، دون أكمام ضيق من عند الخصر وواسع من الأسفل يصل إلى كاحلها ، أعطت لشعرها تسريحة جميلة وبدت كالأميرات ، حقاً جبل عندما رأها تصنم في مكانه وتخيلاته بشأنها سيطرت على عقله في وقتها ، نظر لها بابنهار ولم يصدق ما يراه لدرجة أنه شعر بالغيرة لإنها ستظهر أمامهن هكذا وحتى إن كانوا جميعهن نسوة ولكنه حقاً شعر بالغيرة ومنعها من الخروج هكذا أمامهن ولكن والدته تدخلت وجرتها من يدها ولم تسمع له ، احتقن وجهه ووقف بالشرفة وظل يراقبها كيف تمشي وتتمايل أمام الجميع ، كانت كالفراشة الرقيقة تضحك لهذه وتبتسم لهذه ، حقاً هي تسحره بجمالها وعفويتها ، توجهت ليلى للرقص وبدأت تتمايل بخصرها باحترافية وكل من في الحفل يناظرها بإعجاب بينما جبل كان يتابعها من الشرفة والعرق يتصبب منه ، يريد أن يمسكها ويخبئها بين ضلوعه ، كان في موقف لا يحسد عليه من جهة رقصها الشرقي وتمايلها على أنغام الأغنية ومن جهة نظرات الإعجاب من النسوة والفتيات ، لا يعلم أيهبط إليها لكي يهزأها ويخبئها منهن أم ليذوب بها ويقبلها بشغف وجنون ..
طبعاً ليلى كانت تعلم بأن جبل يراقبها من الشرفة لذلك أرادت بأن تغيظه وتلعب بأعصابه وقد اختارت أغنية صاخبة لتتمايل عليها باحترافية غير آبهة لذلك الذي يتآكل من الداخل بسبب اعوجاج خصرها النحيل ، نفخ خديه بغضب من بعد ما انتهت من رقصتها ليدخل إلى غرفته ويخلع سترته والعرق يتصبب منه ، يريد فقط بأن تنتهي هذه الحفلة اللعينة لكي يلقنها درساً على جمالها وحسنها وخصرها المتمايل الذي يقتله ، من بعدها ليلى توجهت إلى صديقاتها وقضت وقتها معهن ، اكلوا وشربوا ورقصوا بسعادة ومن ثم انتهت الحفلة لتتوجه كل منهن إلى منزلها ، صعدت والدة جبل إلى غرفتها وقد كانت منهكة من التعب لذلك غيرت ثيابها وتوجهت للنوم فوراً غير عالمة ما سيحدث للقطة الصغيرة التي ستكون بعد قليل برفقة الأسد ، بينما ليلى توجهت إلى غرفتها مرت بجانب غرفة جبل وظنت بأنه نائم لذلك لم تحبذ فكرة دخولها له ، أرادت بأن تتوجه إلى غرفتها ولكنها شعرت بيد تسحبها لتدخل غرفة جبل ، جفلت من حركته لتنظر له بصدمة وتقول :
"يا إلهي لقد أخفتني جبل"
لم يجيبها ولم يتحدث فقط دفن وجهه برقبتها ليستنشق عبيرها مغلغلاً رائحتها فيه ، تعجبت من حاله لإنه كان يشد على خصرها بقوة ويضمها بطريقة آلمتها لتقول :
"مابك جبل هل حدث شيء"
قابل وجهه بوجهها ومازال ممسكاً بها بقوة ليقول بهمس :
"اشتقتُ لكِ"
ابتسمت بخجل لتقول :
"وأنا أيضاً"
ألصق جبينه بجبينها ليقول :
"أريد أن أعاقبكِ"
نظرت له بريبة لتقول :
"ولكنني لم أفعل شيئاً"
همهم بخفة ليقول :
"بلى فعلتي الكثير بي"
نفت برأسها لتقول :
"صدقني لم افعل شيء"
ابتسم بخفة ليقول :
"وماذا عن رقصكِ وتمايلكِ أمام النسوة لقد جعلتيني أتصبب عرقاً من شدة إعجابي وهوسي بكِ وبنفس الوقت غاضباً لإن هؤلاء المتطفلات يرين مفاتنكِ ورقصكِ لذلك .."
صمت قليلاً لينظر لعيناها مباشرة ويقول بهمس :
"اختاري عقاباً مناسباً لأعاقبكِ هيا"
ابتعدت عنه بغنج ودلال لتقول بصوتٍ ناعم :
"لا تعاقبني ألست أنا صغيرتك ومدللتك الجميلة ، لا تعاقبني جبلي"
اسودت عيناه وتسارعت أنفاسه من غنجها ولكنتها المدللة ، تملكته شهوته ولم يستطع بأن يكبح نفسه عنها ليقترب ويمتلك تلك الوردتين الصغيرتين بقبلة شغوفة ، هي شيءٌ خطير عليه ولكنه بنفس الوقت شيءٌ جميل يجعل أيامه مليئة بالفرح والسعادة ، هي قادرة على أن تنسيه اسمه عندما يكون معها ، بنظرة واحدة منها يركع لأجلها فما بالكم بقبلة عميقة ورقيقة منها ، ابتعد عنها لتلتقط أنفاسها ويقول بأنفاسٍ لاهثة :
"سأتزوجكِ ليلى" ...
" ﻗﺒﻠﻴﻨﻲ
ﻛﻠﻤﺎ اﺷﺘﻌﻠﺖ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓُ ﻓﻲ ﺷﻔﺘﻴﻚِ
ﻗﺒﻠﻴﻨﻲ
ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞُ ﺍﻟﺪﻑﺀُ ﻷﻋﻤﺎﻕِ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ
ﻭ ﻳﺼﻞُ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥُ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ "
_______________________
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية ارهقني عشقها) اسم الرواية