Ads by Google X

رواية لأجلك انت الفصل الرابع عشر 14 - بقلم وداد جلول

الصفحة الرئيسية

  

 رواية لأجلك انت الفصل الرابع عشر 14 -  بقلم وداد جلول

 موجة غضب
                                    
                                          
في صباح اليوم التالي
استيقظ آسر على صوت رنين هاتفه ليتململ من فراشه بانزعاج، تنهد بغضب ليرى اسم المتصل، ومن غيره الذي يتجرأ ويوقظ آسر من نومه منذ الصباح الباكر غير يوسف، أجابه آسر بصوت ناعس وبرود:



"ماذا تريد"



أجابه يوسف بضحكة:
"أسف على إزعاج سموك منذ الصباح ولكن الأمر مهم جداً"



تحدث بانزعاج:
"حسناً ماذا لديك"



أجابه يوسف بجدية:
"بالنسبة للشبان الذين يتاجرون بالمخدرات في الجامعات لقد جمعنا عنهم معلومات كافية، أريدك أن تأتي إلى المكتب لإنني سأبعث بدوريات لكي يتم القبض عليهم لإنه سهل الوصول إليهم كي نبدأ بالتحقيق معهم"



أجابه آسر وقد استعاد وعيه بالكامل من نومه:
"حسناً سآتي، ولكن ماذا عن سهيل؟ هل عرفتم مكانه أو أي شيء عنه"



تحدث يوسف: 
"لا لم يصلنا أي أخبار عنه إلى حد الآن" 



تنهد آسر بحدة وقال: 
"حسناً لن أتأخر إلى اللقاء" 



أنهى آسر اتصاله ونهض من فراشه لكي يقوم بفعل روتينه اليومي ومن ثم ارتدى بذلته العسكرية متوجهاً إلى عمله. 



بينما يوسف كان يجلس في مكتبه شارد الذهن بحال أخته، بدأ الشك يراود قلبه لذلك وضع أحد الحراس ليقوم بمراقبتها لكي يأتيه بكل التفاصيل وإلى الآن لم يأتي له بخبر سيء عنها وعن تحركاتها، تنهد بملل وقام بإرسال دوريات إلى جميع الجامعات التي يوجد فيها الشبان الذين يتاجرون بالمخدرات بعد أن أعطاهم المواصفات والأسماء والمعلومات الكافية عنهم، استلقى باسترخاء على كرسيه بعد أن خرج العسكري من مكتبه منتظراً قدوم آسر إليه. 



------------------------- 



تململت آسيل في فراشها وهي تفتح عينيها بصعوبة بسبب أشعة الشمس التي داعبت وجهها من نافذة غرفتها، نهضت من فراشها لتقوم بفعل روتينها اليومي كالعادة وتجهز نفسها للذهاب إلى جامعتها، ارتدت ثيابها ومن ثم اتجهت لباب غرفتها وضعت يدها على مقبض الباب لتسحبه ولكنه لم يفتح، بقيت تحاول مراراً وتكراراً ولكن دون جدوى، عقدت حاجبيها باستغراب ليبدأ قلبها بالخفقان بشدة وكأنها خائفة من الذي في بالها، تذكرت هاتفها لتقوم بالبحث عنه ولكن لا فائدة لإنها لم تعثر عليه، بقيت تبحث وتبحث ولكن لم يقع بيدها، توجهت مرة أخرى إلى باب غرفتها وبدأت تدق على الباب بعنف وتصرخ بأن يفتح لها أحد الباب ولكن لا حياة لمن تنادي لإنه لم يكن أحد بالمنزل، ظلت واقفة مكانها تحدق بالفراغ بذهول وبدأت نواقيس الخطر تدق عندها، هل يعقل بأنها حجزت بغرفتها؟ هل خالتها هي حجزتها؟ ولكن لماذا؟ لم تفعل شيء كبير كي تحتجزها بالغرفة، لما فعلت ذلك؟ وكيف ستخرج من هذه الغرفة؟ ظلت تجول بنظرها بأنحاء الغرفة لكي تقع عيناها على النافذة التي تؤدي إلى حديقة المنزل، توجهت إليها بسرعة البرق، هي حسمت أمرها قررت أن تهرب وتعود أدراجها إلى منزل والدتها ريثما يعود والدها وتحدثه بكل شيء حدث، ألقت بنظرها للإسفل من خارج النافذة لترى أن المسافة بعيدة جداً لا تستطيع القفز للأسفل، ظلت تبحث عن أي طريقة تساعدها على القفز من النافذة ولكن لا فائدة، هبطت دموعها على وجنتيها وانفجرت بالبكاء وهي تلعن وتشتم خالتها لإنها بهذه الحقارة، ظلت تركل الباب بقدميها بعنف وتصرخ طالبة النجدة.
بهذه الأثناء كانت قد وصلت أحلام إلى المنزل وبرفقتها مالك من أجل تنفيذ خطتهما بحق الفتاة، ابتسمت أحلام ابتسامة مكر حالما سمعت صوت صراخ آسيل ومناجاتها ليبادلها مالك بالابتسامة، صعدا إليها وفتحت أحلام باب غرفتها لتتراجع آسيل عدة خطوات للوراء ومن ثم ترى أحلام وخالها، كانت حالتها مبعثرة جداً، عينان متورمتان من شدة البكاء وشعرها بدى بحالة فوضوية وتقاسيم وجهها تدل على الصدمة والغضب، حالما رأت خالها تسمرت في مكانها لتراه ينظر لها بابتسامة مستفزة لتوجه نظرها إلى أحلام بصدمة ومن ثم تعقد حاجبيها، وبدأ السؤال يدور ببالها (ما علاقة أحلام بخالها)، عقلها كان يعمل كالماكينة ولم تنطق بحرف وكأن لسانها قد شل عن النطق، ابتسمت أحلام ابتسامة ماكرة لتقول: 

 
                
"ما بكِ أيتها الجميلة لما تبدين بهذه الحالة" 



ظلت واقفة تحدق بهما بصدمة ممزوجة بالغضب ولم تنطق أبداً لتسمع صوت خالها مالك يقول: 
"هل القطة ابتلعت لسانكِ يا ابنة أختي" 



بلعت ريقها وحاولت جمع الكلمات لتقول بصوت متقطع: 
"خ خالي ما ماالذي أ أت أتى بك إلى ه هنا" 



نظر مالك إلى أحلام الواقفة وهي عاقدة ذراعيها ليعود بنظره إليها ويقول: 
"جئت كي أنفذ خطتي يا آسيل، طبعاً ليس لوحدي السيدة أحلام ستقوم بمساعدتي بهذا الأمر" 



نظرت له بعدم فهم وتحدثت: 
"خطة ماذا؟ وماعلاقتك بخالتي وما الذي تريدان فعله" 



ابتسم ابتسامة جانبية واقترب منها ونزل لمستوى أذنها ليتحدث بهمس: 
"سنتخلص منكِ" 



حالما سمعت هذه الكلمة حتى توسعت عيناها من الصدمة وظلت تحدق بخالها الواقف أمامها ببرود لتسمعه يردف ويقول: 



"لا تخافي لن نقتلكِ ولكننا سنبعدكِ من هنا إلى الأبد، بالمناسبة أريد أن أخبركِ بشيءٍ مهم، طبعاً مؤكد بأنكِ تسألين نفسكِ لما والدكِ ترك والدتكِ أليس كذلك، حسناً سأجيبكِ أنا! والدكِ تركها لإنه أنا من طلب منه هذا لإنني لم أكن أريده زوجاً لأختي ولكنها هي كانت ترغبه وبشدة وهو أيضاً ولكن أنا كنت أقوى منهما واستطعت أن أفرقهما عن بعضهما لإنني هددت والدكِ بقتله وقتل جميع عائلته إذا لم يتركها وشأنها وأوصيته بأن يبتعد عن المكان نهائياً ويعيش حياته بعيداً عن أختي، طوال حياتي كنت أتمنى أن أتزوج عمتكِ هدى والتي هي شقيقة هشام ولكن جدكِ ووالدكِ كانا دوماً ينظران لي على أني أقل مستوى ولا أنفع لشيء، لذلك أبعدت والدكِ عن سمية، ولكن جائت القشة التي قسمت ظهر البعير وهي أنتِ وفشلت كل مخططاتي لذلك بذلت كامل جهدي كي أقرب والدتكِ من وسيم وأزوجهما وبالتالي هشام لن يصمت عن هذا الوضع وسيأخذكِ إليه لإنه يفكر باسترجاع والدتكِ ولكن الآن جئت كي أتخلص منكِ وعندما تختفين عن الأنظار لن يستطيع هشام استرجاع والدتكِ ولا بأي شكلٍ من الأشكال لإنه سيكون بنظرها وغد حقير لم يصون الأمانة ولم يستطع الحفاظ عليكِ وبهذا الوضع أكون قد ربحت كل شيء هل فهمتي الآن عزيزتي" 



كانت آسيل تستمع إلى حديث خالها وعندما انتهى ظلت تنظر إليه بصدمة، لم تنطق بحرف ولم تبدي أي ردة فعل فقط ظلت تحدق به بذهول والأفكار تدور في رأسها، كل هذه السنوات ووالدها يتعذب ببعده عن والدتها، الآن فهمت مقصده عندما قال لها كنت أتعذب طوال الوقت ولم أنسى والدتكِ يوماً وكنت مجبر على ذلك، لم تعلم ما الذي تفعله تمنت لو تستطيع أن تقوم بقتل خالها ولكنها بدأت تهز رأسها بعنف متراجعة بخطواتها، ظلت تبكي بقهر ودموعها على وجهها، اقتربت منها أحلام لتقول لها: 



"جهزي أمتعتكِ سيأتي شاب ويأخذكِ من هنا ولكن ليس على الفور، ستتزوجينه ومن بعدها تغربين عن وجهي إلى الأبد" 



نظرت لخالتها نظرة حقد ونهضت من مكانها لتمسكها من رقبتها وتشدها بعنف وتقول: 
"بل أنا سأرسلكِ للجحيم السابع أيتها الحقيرة أنتِ وهذا النذل الذي يقف أمامي" 



لم تستطع أحلام أن تفلت من قبضة آسيل لإنها كانت محكمة قبضتها على رقبتها ولكن مالك تدخل وأبعد آسيل عن أحلام التي بدأت تكح وتسعل بسبب يد آسيل التي كانت تحاوط رقبتها وبدأ وجهها يميل إلى اللون الأحمر بسببها، بينما آسيل كانت تسب وتشتم وتلعنهما هما الاثنان لإنهما أوصلاها لهذه الحالة، حاولت أن تقترب من أحلام لتقوم بضربها وإخماد النار التي في قلبها ولكن مالك منعها لتبدأ بركله وضربه ومن ثم ركلته على منطقته ليتأوه ويجلس على الأرض اقتربت آسيل من أحلام التي كانت تقف مذهولة من آسيل وتصرفاتها لتجفل فوراً وترى آسيل وهي تقترب منها لكي تقوم بابراحها بالضرب ولكن أحلام كانت أسرع منها وتوجهت سريعاً خارج الغرفة وقامت باغلاقها من الخارج وتركتها مع خالها كي يتولى أمرها، حالما استعاد مالك قوته وقف ليبحث بناظريه عن أي شيء يستطيع أن يوقف به آسيل عن حدتها وجنونها الهستيري ليرى أمامه قطعة خشب تشبه الصندوق كانت قد جلبتها آسيل لكي تقوم برسم أشياء مزخرفة عليها، اقترب منها واستغل فرصة أنها تدير ظهرها له وهي تركل الباب بعنف ليضربها على رأسها وتقع مغشية عليها فاقدة للوعي، حملها بين يديه وتوجه بها إلى السرير وجلب حبل وقام بربطها ومن بعدها جاء بقطعة قماش واغلق لها فمها، لم يأبه لحالها ولم يعالج جرح رأسها استدار بكامل جسده عندما سمع صوت فتح الباب، دخلت أحلام عليهما عندما لم تعد تسمع صراخ آسيل فتأكدت بأن مالك قد تولى أمرها، نظرت لها بحنق وكره ومن ثم توجهت إلى الخارج وهو برفقتها وقررا هما الاثنان الاتصال بذلك الشاب حالما تستيقظ. 



------------------------ 




        


google-playkhamsatmostaqltradent