رواية احببت حبيبة ابني الفصل الخامس عشر 15 - بقلم وداد جلول
مكائد
أرادت جيداء فقط أن تصل إلى سارة التي كانت محتمية بخديجة ولكنها لم تستطع علماً بأنها تريد أن تضرب سارة فقط وليس خديجة لإنها إن حدث ومدت يدها على خديجة تعلم جيداً بأنه سيكون خراباً لبيتها، تطلعت حولها لتقع عيناها على فازة صغيرة، أمسكتها بيدها وقامت برميها لناحية سارة حالما ابتعدت خديجة عن سارة قليلاً لتصيبها برأسها، صرخت سارة بأعلى صوتها ووضعت يدها مكان الضربة لترى الدماء تنزف من رأسها، توجه الجميع لها ماعدا جيداء التي كانت تنظر لها بتشفي ومع هذا كله شعرت بأنها لم تفعل شيئاً بعد، لم يستطع سامح أن يتحمل منظرها وهي غارقة بالدماء، آلمه قلبه كثيراً على محبوبته الصغيرة ليصرخ بهم بصوته الجهوري:
"ابتعدوا عنهاااا"
جفل الجميع من صراخه وابتعدوا عنها جميعاً ليحملها بين يديه ويتوجه بها فوراً إلى أقرب مستشفى وكانت برفقته خديجة.
دقائق ووصل بها إلى المستشفى ليصرخ بالأطباء بغضب ومن ثم أدخلوها إلى الغرفة، ظل سامح واقفاً في الخارج منتظراً أي أحد ليخرج ويطمئنه عنها وعلامات القلق والحزن بادية على وجهه كما أن عيناه كانت مترقرقة بالدموع ويبتلع ريقه بين الحين والآخر، بينما خديحة كانت تقف أمام أخيها وهي تنظر لحالته بحزن وتتنهد بقلق مخافة على سارة فهي حقاً حزينة عليها جداً وقلقة بشأنها أيضاً، مرت ربع ساعة وسامح وخديجة جالسان على أعصابهما، سامح كان جالساً وواضعاً يديه على رأسه ومغمضاً عينيه بقوة وخديجة كانت تأخذ الرواق ذهاباً وإياباً، خرج الطبيب لينتفض الاثنان ويتحدث سامح بقلق ظاهر عليه:
"كيف حالها هل هي بخير ماذا حدث لها"
ابتسم الطبيب ليقول:
"لا تقلق مجرد جرح سطحي وقد قمنا بخياطته ولا يوجد أي خطر عليها اطمئنوا"
تنهد سامح براحة وكأن نيران وانطفئت بداخله كما أن خديجة حالما سمعت بجملة الطبيب حتى ابتسمت براحة وطبطبت بخفة على كتف سامح.
ثواني ودخل سامح إليها ليراها ممددة على السرير وهي واضعة يديها على رأسها ومعالم وجهها منكمشة، انتبهت عندما دخل عليها بوجه جامد لتناظره بكره شديد ومن ثم أشاحت بوجهها عنه، اقترب ليجلس على الكرسي ويمسك بيدها الصغيرة ويقول:
"كيف حالكِ الآن"
نترت يدها من يده لتتنهد بحدة ومن ثم هبطت دموعها بقهر لتقول:
"كله بسببك كل ماحدث بسببك أنت، لم أكن أتوقع بأن حياتي ستصبح مظلمة ومخيفة بهذا الشكل لإنك أنت موجود بها"
نظر لها بجمود ومن ثم ابتسم بسخرية ليقول:
"لن تحصّلين شيء من كرهكِ لي سوى الألم والمعاناة لذلك كوني معي بكامل إرادتكِ وعندها ستكونين بخير"
نظرت له بحقد لتقول بصراخ:
"هل علي أن أفني عمري لكي أكون مع رجل تافه مثلك، وإن كنت معك هل علي أن أعيش بالرعب والخوف لحظة بلحظة مخافة من زوجتك وأولادك ها"
ظل يتابع ردة فعلها بجمود لتردف له بهدوء:
"لم تستطع حمايتي اليوم من تلك السافلة زوجتك لذلك لن تستطيع حمايتي فيما بعد"
نظر لها بقوة ليقول:
"لا لا لن يحدث شيء سيء لكِ بعد الآن فقط أنتِ صدقيني وآمني بحبي لكِ وكوني لي ولن تندمين أعدكِ"
تابعت حديثه بغضب لتقول:
"وهل ستحميني من زوجتك المجنونة، هل ستحميني من ابنك الذي لم يكن رجلاً معي، هذه العلاقة من الأساس خطأ ولن تكتمل صدقني لذا دعني وشأني وكف عن تهديدي لكي أسافر وابتعد عنكم جميعاً"
ابتسم بسخرية ليتحدث بابتسامة خفيفة:
"خيالكِ واسع جداً حبيبتي الصغيرة"
كزت على أسنانها لتقول وهي تناظره بحدة:
"لست حبيبتك ولست صغيرة، ثم أنني حقاً أنا لا أفهم عليك كيف تحدثني بهذا البرود وأنت من افتعل تلك المصيبة في المنزل وها أنت تبتسم وتقول لي حبيبتي وتطلب مني أن أكون معك، هل أنت مجنون أم ماذا"
ضحك بهدوء ورزانة ليقول:
"صدقيني لقد جننت منذ اليوم الذي التقيت بكِ لذلك لا تلوميني حبيبتي"
انفجرت في وجهه لتصرخ بأعلى صوتها:
"لست حبيبتك هل تفهم لست حبيبتك، دعني وشأني وكف عن جنونك هذا"
تنهد بقوة ليسند ظهره على بالكرسي ويكتف يديه ويهمهم ليقول بهدوء:
"يبدو بأن زوجتي قد أحكمت الضربة على رأسكِ لذلك حبيبتي الصغيرة تصرخ وترفع صوتها في وجهي أليس كذلك"
أنهى جملته وهو يناظرها ببرائة لتنظر له بعينان جاحظة ومن ثم تنهدت بحدة محاولة تهدأة نفسها، بحركة سريعة من سامح كان وجهه مقابلاً لوجهها وهو ينظر لعسليتها اللامعة ومن ثم نزل ببصره لفمها الصغير كرزي اللون، ابتلعت ريقها هي حالما شعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها لتسمعه يقول لها بصوته الرجولي المغري:
"ستكونين لي ياصغيرة"
أنهى جملته ومن ثم طبع قبلة سطحية على شفتيها ليبتعد وينهض متوجهاً لناحية الباب، وقف أمام الباب ليتحدث دون أن يلتفت لها:
"تجهزي سنعود للمنزل"
انهى جملته وخرج من الغرفة تاركاً خلفه أنثى تحترق من مشاعرها المختلطة والتي لم تعد تفهم منها شيء.
-----
من الجهة الأخرى وتحديداً في منزل سامح، كانت عائلة الأزهري من كبيرها إلى صغيرها مجتمعة في منزل سامح.
في تلك الصالة الكبيرة يجتمع شبان وفتيات ورجال ونساء وطبعاً الجد كان متصدراً وجالساً في الوسط بينهم، لم يكن ذلك العدد الهائل فعائلة سامح مكونة من شقيقان وثلاثة شقيقات مع خديجة اي أن جميعهم ستة أولاد لذلك الرجل الكبير الذي يدعى (سالم) رجل في أواخر السبعين من عمره ذو ملامح حادة بشيبته ووقاره وله سيطرة على أولاده وأحفاده، كان يجلس على يمين سالم ابنه الكبير (بسام) وبجانبه زوجته (منيرة) لديهما شابان وفتاة (رامز ومازن وراما) وعلى يسار سالم كان يجلس ابنه الثاني (رأفت) وبجانبه زوجته (ملك) لديهما شابان وفتاتان (مؤيد ومراد وبسمة وهدى)، طبعاً بعد رأفت تأتي سلطانتنا خديجة وهي أيضاً متزوجة ولكن زوجها توفي منذ عدة سنوات ولديها شاب واحد وهو في ألمانيا الآن ويدعى (غسان)، وبعد خديجة يأتي سامح وبعد سامح تأتي أخته التي تصغره بعامين وتدعى (جومانة) زوجها (محمود) ولديها شاب وفتاة (لؤي وفرح)، وبعد جومانة تأتي (حنان) والتي تصغر أختها بعام واحد فقط، زوجها (مالك) ولديها فتاتان (حلا وريمة).
ولنضيف على هذه العائة فرداً آخراً ألا وهي (تمارة) والتي تكون ابنة خالة بسام ورأفت وسامح وخديجة وجومانة وجيداء، تمارة امرأة جميلة في الخامس والأربعين من عمرها، كانت ومازالت تعشق سامح بكل تفاصيله وتحبه وتسعى لكي تحل محل جيداء ولكن كونها تمارة امرأة مسالمة نوعاً ما لذلك لم تستطع التقرب من سامح بسبب زوجته جيداء والتي تقف لها دائماً بالمرصاد، ولإن خديجة لا تحب تمارة أيضاً لذلك لا تدعمها ولا تساعدها بفكرة زواجها من أخيها وإلا لكانت تساعدها وتساندها منذ زمن بهذه الفكرة فقط لكي تكسر شوكة جيداء، هذه الامرأة التي تدعى تمارة تزوجت منذ عشرة سنوات ولكنها تطلقت لإنها لا تنجب الأولاد، فنت عمرها وهي تنتظر سامح لكي ينظر لها نظرة رضا ولكنها لم تحصل على أي شيء منه ولم يعطيها أي مجال للتقرب منه، وعندما تطلقت فرحت كثيراً بطلاقها لإنها وأخيراً ستكون حرة طليقة وتظل على حلمها الوردي باليوم الذي سوف يجمعها بسامح.
كانت جيداء تجلس بينهم بهدوء وتوزع الابتسامات لهذا وذاك بتصنع وكأنها ليست هذه التي كانت تفتعل الجنون منذ ساعتين، عدا تمارة التي كانت تنظر لها باشمئزاز وكره، لم تكفيها تلك الصغيرة سارة بل جاءت هذه اللعينة تمارة لكي تزيد الطين بلة على جيداء، طبعاً ماسة وإياس أيضاً كانا يجلسان برفقتهم ويتبادلون أطراف الحديث مع الشبان والفتيات، صمت الجميع عندما تحدث الجد سالم:
"أين سامح وخديجة يا جيداء"
تحدثت جيداء بابتسامة وهدوء:
"مم في الواقع سارة خطيبة إياس قد تعرضت لحادث بسيط ووقعت لذلك ذهبا وأسعفاها فوراً"
حسناً هي لم تستطع أن تكذب لإنها وببساطة تعلم جيداً بأن سامح سيعيد سارة معه وأيضاً خديجة لن تصمت لها ولكنها مؤكد بأنها لن تعطي لهم الفرصة لكي يفعلون مايريدون لذلك سوف تتصرف بحنكة وذكاء، رفع سالم حاجبه ببرود ليقول:
"وابنكِ الشاب والذي هو خطيبها ماذا يفعل لماذا لم يسعفها هو ها"
ابتلع إياس ريقه ليقول بتوتر:
"جدي في الواقع لم أكن موجوداً عندما وقعت"
همهم له سالم ليقول بحاجب مرفوع:
"لما لم تلحق بهم إذاً عندما عدت وعلمت بأنها وقعت"
ابتلع ريقه ليجيبه بتوتر:
"لإنني تحدثت مع والدي وطمئنني عليها وقال بأنهم سيعودون بعد قليل لذلك لا داعي لمجيئي فقط هذا"
ابتسم سالم بسخرية وهو يطرق طرقات خفيفه بعكازه على الأرض ويحرك رأسه موافقاً، تصنعت جيداء اللطف والابتسامة البشوشة لتقول:
"بالمناسبة عمي ألن تبارك لإياس حفل زفافه بعد ثلاثة أسابيع"
نظر لها سالم ببرود ليقول:
"أعلم"
همهمت له لتتحدث حنان بهدوء:
"خديجة أخبرتنا بأشياء كثيرة ومن ضمنها عن موعد حفل زفاف إياس"
تحدثت جيداء بحاجب مرفوع:
"وبماذا حدثتكم أيضاً"
تحدثت جومانة ببرود:
"يتهيأ لي بأنه لا شأن لكِ يازوجة أخي فلتحدثنا بما تريد أنتِ ابقي جانباً، نحن جئنا لكي نبارك ونقضي عدة أيام في منزل أخي ومن لم يعجبه الوضع فليذهب من هنا"
نظرت لها جيداء بحدة فها هي عدوتها الثانية قد أتت، في الواقع حنان هي الألطف مع جيداء ولا تفتعل معها المشاكل، هي لا تحبها ولكنها لا تتدخل بها وإنما كل تركيزها على منزلها وزوجها وأولادها، بادلتها جومانة لجيداء بنظرة اشمئزاز وتعالي لتقول:
"ألم تتعلمين أن تقدمين الضيافة أم ماذا ياجيداء"
أغمضت جيداء عينيها لتهدأ نفسها ومن ثم قالت بابتسامة حانقة:
"مؤكد عزيزتي جومانة سنقدم الضيافة"
أنهت جملتها لتهم بالنداء على الخادمة ولكن جومانة تحدثت بصرامة:
"نريدكِ أنتِ أن تقومين بضيافتنا وليس الخدم ياهانم"
نظرت لها جيداء بحدة لتحرك رأسها موافقة وتنهض بعنف متوجهة للمطبخ، ثواني من الصمت ليتحدث رأفت شقيق سامح موجهاً كلامه لإياس:
"بني إياس لا تحزن من طريقة كلام عمتك مع والدتك أنت تعلم بأنهن لا يتطايقن منذ زمن"
نظر له إياس بهدوء ليقول:
"لا بأس عمي لإن عمتي خديجة لم تقصر بوالدتي أيضاً"
أنهى جملته بلؤم ليتحدث سالم بصرامة:
"وهل تريد لوالدتك أن تهين واحدة من بنات عائلة الأزهري يا إياس"
ابتلع إياس ريقه ليقول:
"المعذرة جدي لم أقصد هذا، طبعاً لا يرضيني أبداً"
همهم له جده وصمت لتتحدث منيرة بابتسامة:
"إياس نحن لم نتعرف على سارة جيداً لذلك نريدها أن تقضي كل وقتها معنا ريثما تتزوجان"
نظر لزوجة عمه بتوتر ليقول:
"بالطبع وهي أيضاً تريد أن تتعرف عليكم أكثر"
حركت رأسها بابتسامة وماهي إلا دقائق حتى دخلت جيداء لتقدم الضيافة من العصائر والحلويات، تنهدت وجلست لتحمحم وتقول:
"عمي مؤكد بأنك فرحٌ جداً بشأن حفل زفاف إياس"
همهم لها ليقول بهدوء:
"أجل بالطبع سوف أفرح ياجيداء"
ابتسمت باتساع لتقول:
"جيد عمي مؤكد بأنك ستنير الحفل بوجودك"
ابتسم ابتسامة جانبية وحرك رأسه موافقاً، ماهي إلا دقائق حتى دخل سامح وخديجة وسارة التي افتعلت المشاكل وصرخت وهم في طريق العودة إلى المنزل، فهي لم تكن تريد أن تعود ولكن خديجة هدأتها وأقنعتها خصوصاً عندما علمت خديجة بأن العائلة مجتمعة في منزل سامح وفي الواقع سيكون هناك عدة أشخاص ليلقنون جيداء درساً قاسياً وليس بعيداً أن يتسببون بطلاقها أيضاً، حسناً يا سادة سارة هي البيضة الذهبية لهذه العائلة فهي الوحيدة التي ستكسر غرور جيداء وتخرجها من عائلة الأزهري.
دخل سامح بهدوء وخلفه خديجة وسارة التي كانت تضع كمادة صغيرة على جبينها، تعالت الأصوات والضحكات وتبادلوا الأحضان مع سامح وخديجة بينما سارة القت التحية على الجميع بابتسامة واهنة، جلسوا جميعهم والكل كان موجهاً نظره لسارة ومن ضمنهم جيداء التي كانت تناظرها بحدة وإياس الذي ينظر لها ولوالده بقهر وماسة التي تنظر لسارة بلؤم، ماعدا تمارة التي كانت جميع حواسها مع سامح حبيب قلبها، تنظر له بهيام وتتأمل تفاصيل وجهه الحادة بينما هو لم ينظر لها من الاساس، دقائق من النظرات المتبادلة من البعض والموجهة للبعض ليحمحم سالم ويقول موجهاً حديثه لسارة:
"حمداً على سلامتكِ بنيتي سارة"
نظرت للجد بابتسامة لتقول:
"شكراً لك جدي"
ابتسم لها لتتحدث جومانة بابتسامة:
"أووه سارة حقاً أنتِ جميلة جداً أهنأ صاحب النصيب عليكِ بصراحة"
ابتسمت بمكر في آخر جملتها لتنمو ابتسامة ماكرة على شفتين خديجة كحال سامح الذي تمالك نفسه بصعوبة لكي لا يبتسم، بينما جيداء اشتعلت النيران في صدرها كحال إياس لتقول جيداء:
"طبعاً ومن غيره صاحب النصيب بني إياس، صراحة أنا أهنأه على اختياره لـ كنتي سارة الجميلة"
ضحكت جومانة برزانة لتقول لخديجة:
"أتعرفين شيء ياخديجة هناك من يساير نفسه هل توافقينني الرأي أختي"
ابتسمت خديجة بتعالي لتقول:
"بالطبع عزيزتي وأنا أرى ذلك بوضوح أيضاً"
بادلتها جومانة نفس النظرة ونفس الابتسامة بينما جيداء كانت تنظر لهما بغضب و حدة، بالرغم من سعادة سامح لإن شقيقتيه تلعبان بأعصاب جيداء إلا أنه حقاً كانت النيران تشتعل في داخله فقط على مافعلته بسارة، وجه نظرة حادة ومتوعدة لجيداء لتبادله بنظرة باردة مصطنعة خافية وراء نظرتها الخوف والرعب من أفعاله قبل كلامه وشتمه وضربه لها، تدخل مراد ابن رأفت ليقول موجهاً حديثه لسارة بابتسامة:
"أووه بصراحة أنا أحسد إياس عليكِ ياسارة لقد صبر ونال في نهاية المطاف أنتِ حقاً جميلة وتليقان ببعضكما كثيراً"
ابتسمت له بتوتر وتمتمت بكلمات شكرها له بخفوت، بينما كان هناك من تغلي الدماء في عروقه بسبب ماسمعه من مديح على سارة وهو سامح، أراد أن ينهض ويحطم وجه ابن شقيقه ولكنه تمالك نفسه وهدأ من روع نفسه، أما عن إياس فهو لم يتحمل كلام ابن عمه فهو أيضاً شعر بالغيرة تجاه سارة، أراد إياس أن يتحدث ولكن عمته جومانة تحدثت بابتسامة ماكرة:
"أرى الغيرة بعينين أحدهم ياخديجة"
ابتسمت خديجة بمكر وهي تنظر لسامح لتهم بالحديث ولكن قاطعتها جيداء بتحدي:
"بالطبع سترون نظرات الغيرة من أحدهم ألا وهو ابني إياس ياجومانة"
ضحكت كل من خديجة وجومانة بينما حنان تدخلت لتقول بهدوء موجهة حديثها لجيداء:
"ليس من الجميل أن تتدخلي في الحديث عندما لا يكون يعنيكِ ياجيداء فا جومانة كانت تتحدث مع خديجة وليس معكِ"
نظرت لها جيداء نظرة حارقة لتقول بتعالي:
"عندما يتحدثون الكبار يصمتون الصغار وعذراً منكِ ياحنان"
أطلقت جومانة ضحكة صاخبة لتقول بغرور وتحدي:
"إذاً الأفضل لكِ أن تصمتي يازوجة أخي"
ضحك الجميع على جملة جومانة بينما جيداء احتقن وجهها بقوة لتتحدث خديجة وتزيد الطين بلة قائلة:
"في الواقع لا نعلم أنعدّها صغيرة على أحاديث الكبار أم نعدّها كبيرة على أخينا"
ضحكت جومانة بقوة وشاركتها حنان الضحك وأيضاً زوجة رأفت وزوجة بسام وبعض الفتيات والشبان، بينما جيداء انفجرت لتتحدث بحدة:
"عائلة الأزهري لا تتحدث بطريقتكِ أنتِ وشقيقتكِ يامحترمة"
ضحكت جومانة بهدوء لتقول:
"ومن أدخلكِ أنتِ بالحديث، هيا خديجة تحدثي ماذا تقصدين بكبيرة على أخينا، قولي لي عزيزتي هل تريدين أن تزوجين سامح من جديد"
حسناً يا أصدقاء هناك من لمعت عيناه بالحماس عندما سمعت بجملة جومانة ألا وهي تمارة، ابتسمت خديجة بمكر لتقول:
"ولما لا فسامح وسيم عائلة الأزهري يحق له أن يتزوج فتاة بعمر الزهور خصوصاً عندما يكون لديه بعض من الناس الطامعة بأمواله وحسبه ونسبه لدرجة أنهم مستعدون أن يقتلون ويرتكبون الجرائم أيضاً، بصراحة ياجومانة هؤلاء الناس عائلة نصابة كبيرة"
حسناً هذه الجملة بحد ذاتها قد جعلت الجميع يتعجب منها ومن مقصدها فهم فهموا بأن خديجة ترمي الكلام لجيداء ولكنهم لم يفهموا مامقصدها، همهمت ملك زوجة رأفت بهدوء لتقول:
"حسناً هل وجدتي عروس جديدة لسامح ياخديجة"
ضحكت خديجة برزانة لتقول:
"بالطبع وجدت وعن قريب جداً سيتزوج بها، قولوا لي ألا يحق له أن يتزوج أم لا"
تحدثت حنان بابتسامة:
"بالطبع يحق له أن يتزوج مرة واثنتان وثلاثة أيضاً"
تدخل بسام بالحديث ليتحدث مازحاً:
"في الواقع يا أعزائي ليس سامح هو وحده وسيم عائلة الأزهري، فنحن جميعنا وسيمين عائلة الأزهري وسنتزوج مرة واثنتان وثلاثة"
انفجر الجميع ضاحكاً عدا جيداء التي كانت تستشيط غضباً وغلاً وقهراً، بينما منيرة نظرت لزوجها بعبوس كحال ملك التي دعست على قدم زوجها رأفت حالما وجدته قد وافق أخيه الرأي، أرادت جومانة أن تشعلها لتقول لخديجة:
"أووه خديجة لقد سمعت بأن تلك الفتاة المتشردة التي تدعى خلود كانت هنا"
ابتسمت خديجة بغرور لتقول:
"أجل عزيزتي لقد وسخت منزل أخي ورحلت أووه، كما تعلمون هذه الفتاة احم احم"
حمحمت خديجة قاصدة شيئاً بآخر جملتها ليفهم معظمهم مقصدها، لم تستطع جيداء أن تتحمل هذه الإهانة الموجهة بحق ابنة اختها لذلك نهضت بعنف وتحدثت بحدة موجهة حديثها لخديجة وجومانة:
"يتهيأ لي بأنه لا شأن لكِ أنتِ وأختكِ لكي تتدخلان بأبنة أختي هل تفهما، حقاً أنتما الاثنتان ليس لديكما ذرة ذوق"
احتدت نظرة الاختان لينهض سالم ويتحدث بصرامة:
"أرى بأن صوتكِ يرتفع بحضوري ياجيداء ما الذي يحدث معكِ"
نهضت خديجة رافعة حاجبها لتنضم إلى أبيها بالحديث وتقول:
"لا تهتم لها يا أبي فلقد رأيت الكثير منها وأنا هنا وسمعت الألفاظ السوقية أيضاً ولكنني تجاهلت الأمر فقط من أجل سامح وأولاده"
تنهد سالم بحدة كحال سامح الذي كان يوجه نظرات نارية لجيداء لتتحدث جومانة باشمئزاز ولؤم:
"لقد علمنا معادن بعض الناس والحمد لله بناتنا لا تقضي ليالي جامحة في غرفة المكتب كخلود ياجيداء هانم"
نظرت لها جيداء بحدة لتجلس بصمت ولا تتفوه بحرف، لم تستطع جيداء أن تصمت لذلك تحدثت بالألغاز:
"ليس وحدها من قضت هذه اللية فهناك من خان الثقة وكان بجوارها"
تدخلت خديجة بالحديث لتقول بتعالي وغرور واستفزاز:
"عزيزتي هذا الشخص يحق له كل شيء لذلك نحن نسعى لكي نخلصه من حياته اللعينة مع الأشخاص الذين من العائلات النصابين والسارقين أليس كذلك سامح"
نظر لها سامح ببرود ليقول:
"لا أحد يحتاج للمساعدة كله سيغني لوحده على ليلاه"
ثواني من الصمت والهدوء ليتحدث سالم بهدوء:
"هل حقاً تريد أن تتزوج ياسامح"
نظر سامح لأبيه ببرود ليقول:
"أجل سأتزوج"
للصراحة الجميع صدم من صراحته خصوصاً بأنه يتحدث أمام زوجته وفي الواقع لم يجدوا بأنه يمزح او ماشابه فنبرته تدل على الجدية التامة، وأيضاً للصراحة المخفية هم فرحوا كثيراً فها هي جيداء سوف تنكسر شوكتها وتهبط من أعلى السلم الذي كانت ترتفع به دائماً عليهم بغرورها وتكبرها كونها هي زوجة سامح وسيم عائلة الأزهري، تنهد سالم بقوة ليقول:
"هل أنت جاد في قولك بني! حسناً من تكون التي ستتزوجها"
أجاب ببرود:
"أبي ستعلمون جميعكم في الوقت المناسب أما في الأيام القادمة فستتغير الكثير من الأشياء ولربما تتغير بعض الأشخاص أيضاً إن ظلوا على جنونهم وحقدهم"
أنهى جملته وهو ينظر جيداء بتوعد بينما سارة ابتلعت ريقها بصعوبة فهي تعلم بأن القادم سوف يكون عسيراً جداً، تنهد إياس بحدة متجاهلاً حديث والده لينهض ويمسك سارة من يدها ويقف في المنتصف ويتحدث بابتسامة:
"والآن هيا جميعكم باركوا لي ولحبيبتي سارة لإنني سأتزوج بعد عدة أسابيع قليلة ما رأيكم"
ابتسم معظمهم لإياس وباركوا له بينما سامح حقاً شعر بالدماء تغلي في عروقه كحال خديجة التي غضبت من تصرف إياس وتحديه لوالده، بينما جيداء فتهلهلت أساريرها لإنها وأخيراً ستتخلص من سارة وستزوجها لإياس ومن ثم ستعمل جاهدة لكي تخرجها من حياة ابنها، هي الآن لا تريد شيئاً سوى أن يتزوج إياس من سارة ومن ثم ستكون قد اكتسبت كل شيء، لم تكتمل فرحتها لإن خديجة وجومانة استغلوا الضجة وانشغال الجميع بالمباركات الموجهة لإياس وسارة لتجلس خديجة على يمين جيداء وجومانة على يسارها لتتحدث خديجة بمكر:
"صدقيني سأفعل المستحيل لكي يفشل هذا الزواج وسترين كيف ستكون سارة الضرة التي ستخلصنا منكِ ومن قرفكِ ياجيداء هانم"
لم تستطع الإجابة لإن جومانة تدخلت وتحدثت بصوتٍ خافت بخباثة:
"قريباً جداً ستخرجين من حياة أخي سامح لإنكِ وببساطة أصبحتي كرت محروق بالنسبة لعائلة الأزهري بأكملها، وبما أنه تمتع بكِ وانتهى وقتكِ آن الأوان لكي تتركين دور لغيركِ ألا وهي الجميلة سارة والتي ستكون سبباً في خلاصنا منكِ وأيضاً لكي يريح قلبه سامح ويكسبها لإنني أنا وخديجة نعلم كم أنه يعشقها"
أنهت جملتها لتطلق ضحكة صاخبة هي وخديجة ومن ثم نهضت اثنتاهما من جانبها لكي تتوجه كل منهما إلى مكانها السابق، بينما جيداء ظلت جالسة في مكانها تقلب كلام اثنتاهما في عقلها والدم يغلي في عروقها لدرجة أنها من غيظها وقهرها قد هبطت دموعها ونهصت بعنف متوجهة إلى غرفتها.
بينما عند سامح أراد أن يتخلص من هذه المباركات التي تستفزه وخصوصاً بأنه قد وجد نظرة الرضا من سارة وابتسامتها التي تشق وجهها لذلك نهض بعنف وتوجه إلى الحديقة في الخارج، شعر بأن كل تعبه ذهب سداً، لايعلم كيف سيكسب قلبها ويدعها تبادله هذا الحب، يعلم جيداً بأنه يخطأ بحق ابنه ولكن قلبه الأحمق قد سيطر على عقله ولم يعد يفكر بشيء سوى سارة وقلبه المرهف بها، تنهد بجمود ليغمض عيناه رافعاً رأسه للأعلى ليشعر بيدان ناعمتان قد وضعت على كتفيه، لوهلة ابتسم ابتسامته الساحرة وقد شعر أنها سارة التي خلفه لينطق اسمها من بين شفتيه بهمس ويستدير ليرى تمارة أمامه تناظره بصدمة....
"أُحبُكِ .. بدونِ كتابةُ الكثير
بدونِ أيُ نصٍ عميق
بدونِ كلماتٍ أدبيةٍ مُبتذلةٍ
أُحبُكِ فقط .."
________________________
السلام عليكم
توضيح صغير :
عائلة سامح هم أدوار ثانوية بس أنا حبيت عرفكم عليهم لأنو شفتكم أديش حبيتو عائلة الأزهري صح
شو رأيكم بشخصية جومانة هي متل السلطانة خديجة 😍
دمتم بأمان الله ❤
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية احببت حبيبة ابني) اسم الرواية