رواية جسور و جميله الفصل الخامس عشر 15 - بقلم دينا جمال
الفصل الخامس عشر
كانت جالسة على تلك الاريكة في غرفتها منذ القي رامز بقنبلته في وجهها ، أن تخلصت من حملها ستموت لا محالة وإن أصرت علي اكماله سيقتلها رامز بدم بارد
فاقت من شرودها علي صوت الباب وهو يفتح نظرت ناحية الباب فوجدت رامز يتقدم ناحيتها ببطئ واضعا كفيه في جيبي سرواله ، الي أن وصل اليها فجلس بجانبها يمسد علي شعرها برفق
رامز بحنان: عاملة ايه يا حبيبتي
فغرت فاهها بدهشة فاكمل بضحكة صغيرة : مالك بتبصيلي كدة ليه
نهي برجاء : رامز أنا لو نزلته هموت
رامز : وأنا مش عايزك تنزليه
اتسعت عينيها بصدمة حتي كادت تخرج من مكانها : بجد يا رامز
رامز بابتسامة صغيرة: بجد يا حبيبتي
وضعت رأسها علي صدره ولفت ذراعيها حول عنقه : بجد شكرا ربنا يخليك ليا
رامز : ويخليكي لجسور
ابتعدت عنه سريعا كمن لسعها عقرب لتهتف بقلق : جسور وايه الي جاب سيرة جسور
رامز بخبث: بصي بقي يا نهي انتي بقالك 3 سنين معايا بتخدي الي انتي عايزاه وزيادة من غير ما تشتغلي معانا صح ولا غلط
نهي : صح بس انت عارف......
رامز ضاحكا بخبث: عارف يا حبيبتي سيبتي جسور عشان خاطر الفلوس ، الراجل كان قاديلك صوابعه العشرة شمع وأول ما اتزنق بعتيه
نهي بحذر؛ انت عايز ايه يا رامز وليه بتجيب سيرة الموضوع دا
رامز : أنت هترجعي لجسور تاني
نهي بصدمة: أنت بتقول ايه لاء طبعا مستحيل جسور هيقتلني
رامز : اسمعيني بس للآخر ، المعلومات الي الزفت هشام الله يجحمه خدها مننا قلبنا عليها الدنيا وبردوا مش لاقينها
نهي : طب وأنا مالي بالكلام دا
رامز : المكان الوحيد الي مدورناش فيه هو سرايا جسور ، ممكن يكون هشام ادي المعلومات لجسور وممكن تكون مع جميلة بنته
نهي : وهي جميلة بنته بتعمل ايه عند جسور
رامز : صحيح دا انتي ما تعرفيش مش جوزك اتجوز من يومين
نهي بصدمة: اتجوز ، أنا بردوا مش فاهمة يعني أنت عايزني اروح اقوله جسور يا حبيبي أنا عايشة ما متش وكنا بنضحك عليك ودي الكاميرا الخفية
رامز بخبث: هقولك تقوليله ايه بالظبط
بدأ رامز يسرد لها تفاصيل خطته
نهي بصدمة: يخربيتك دا أنت شيطان ، بس تفتكر هتخيل علي جسور
رامز : والله لو اديتي دورك كويس دا غير بعض الديكورات الي هنعملها فيكي هتدخل علي جسور ، ثم اكمل بتوعد بس خدي بالك لو فكرتي تغدري رقبتك اول رقبة هتطير
نهي بخوف : لالالا متخافش ، طب انت نسيت حاجة مهمة
رامز: حاجة ايه
اشارت نهي ناحية بطنها : المصيبة دي
رامز بمكر : المصيبة دي لسه في اولها ، وليلة حلوة في حضن جسور تقنعيه أنها بنته أو ابنه عوض ليه عن بنته الي ماتت وطبعا جسور هيبقي خايف عليكي وعلي الي في بطنك وهيدفع كتير عشانكوا
نهي بقلق : ربنا يستر
( ربنا ياخدكوا 😡😡😡 )
________________________________
علي صهوة جواده تصيح الصغيرة بسعادة
جميلة الصغيرة: عمو عمو
جسور بحنان: ايوة يا حبيبتي
جميلة: ممكن تخليه يمتي ( يمشي )
هز جسور رأسه إيجابا بابتسامة حانية فجذب لجام الحصان الذي بدوره بدأ يمشي ببطئ
جميلة الصغيرة بسعاااادة : هييييه هييببه
جسور بحنان: مبسوطة
جميلة صائحة بسعادة: أوي أوي انت حلو أوي يا عمو
يشعر بسعادة تشوبها تلك الكلمة (عمو ) يريد أن يسمع كلمة ( بابا ) يريدها وبشدة
كان شاردا ولم ينتبه الي ذلك الثعبان الصغير الذي ما أن رآه جواده حتي صهل عاليا ورفع قامتيه الاماميتين إلي الأعلي فصرخت الصغيرة بفزع
جميلة بفززع : اييييييتم
أسرع جسور يلتقط الصغيرة بين ذراعيه قبل أن تسقط ارضا فسقط علي ظهره لينغرز تلك القطعة الحديدة الملقاة بكتفه
دفنت الصغيرة رأسها في صدره وبدأت تبكي من الخوف
تحامل جسور علي ألمه وربط علي رأسها بحنان: هشششش بس يا حبيبتي خلاص
جميلة باكية: الحتان وقع جميلة الحتان وحت ( وحش )
جسور مبتسما بألم: الحصان وحش وشرير وجميلة شاطرة وهتبطل عياط
هرع بعض الفلاحون ناحيتهم وهم يصيحون بخوف: جسور بيه الحقوا يا ولا أنت وهو جسور بيه
خافت الصغيرة من ذلك العدد المتقدم ناحيتهم فدست رأسها في حضن جسور تبكي
جسور بحدة: بس أنت وهو
توقف الجمع الغفير مكانهم يرمقون جسور ما بين خوف وألم وشفقة و خاصة وهو يحتضن تلك الصغيرة ، شق صفوفهم أيهم بخوف وهو يصيح مناديا علي جميلة بخوف
خرجت جميلة من حضن جسور وأسرعت تختبئ داخل صدر أيهم
جميلة باكية: بابا ، الحتان وقع جميلة
ابعدها أيهم عن صدره يتفحصها بعينيه بلهفة وقلق : انتي كويسة حصلك حاجة في حاجة بتوجعك
قام جسور متحاملا علي نفسه رافضا المساعدة من احد واتجه ناحية أيهم والصغيرة
جسور بألم حاول إخفاءه : ما تقلقش جميلة كويسة
أيهم بفزع: جسور بيه حضرتك كويس كتفك بيجيب دم
جسور: أنا كويس المهم البنت ، خدها وروح ومعاك باقي اليوم إجازة
مد جسور يده في جلبابه واخرج محفظته واخرج منها مبلغ كبير ومد يده بهم لايهم
جسور : خد دول
أيهم: أنا آسف يا جسور بيه مش هقدر أخد الفلوس من حضرتك أنا لسه ما اشتغلتش عشان أقبض مرتبي
جسور : ومين قالك ان هما ليك اصلا دول للبنت الصغيرة عوايدنا اكدة في الصعيد
أيهم بحرج : يا جسور بيه ....
جسور مقاطعا بحدة: خد الفلوس أنا لازم امشي قبل ما دمي يتفصي
اخذ ايهم النقود بحرج ، فدني جسور ولثم رأس الصغيرة بقبلة حانية ثم تركهم ورحل
في السرايا
جميلة: يا ماما عشان خاطري اقنعي جسور اني أنزل شغلي تاني
صفاء: يا جميلة بطلي زن بقي حاضر قولتلك لما يجي هقوله
بدأت تسمع بعض صيحات من الفلاحين
جميلة: هو في ايه
تناهي الي اسماعها تلك الجملة ( جسور بيه اتعور ، جسور بيه اتعور )
فتحت باب السرايا سريعا فوجدت جسور يستند علي احد غفارئه يمشي بخطئ متثاقلة كتفه الايسر مغطي بالدماء
صرخت صفاء وسهر بفزع عندما رأوه بذلك المنظر بينما وقفت هي صامتة جامدة للحظات توقفت جميع الأصوات من حولها توقفت الحركة توقف كل شئ وزاد وجيب دقات قلبها تسارعت أنفاسها ، هل سيتركها هو الآخر هل سيرحل كما فعل والديها هل ستفقد ذلك الأمان والدفئ التي تلاقيه بين ذراعيه بدون مقابل
لم تشعر بشئ سوي بكونها تركض تشق تلك الجموع لتصل اليه تحتضنه بقوة ، لم تعرف كيف وصلت الي غرفتهم ولكنها لم تترك صدره طوال تلك المدة
جميلة باكية: مش هتسبني زيهم ، مش هتسبني زيهم
فقط تلك الكلمات هي ما كانت تردد طوال تلك المدة ، دخل الي غرفتهم وامر الجميع بالرحيل بصمت حاولت أمه الاعتراض فاوقفها بإشارة من يده
جسور بتعب : جميلة مش همشي يا جميلة مش همشي
ابتعدت عن صدره بوجه أحمر قاني من شدة البكاء بدأ جسدها يرتجف وهي تردد
جميلة باكية: دم دم زي بابا دم
رفع وجهها تنظر له بعينين منتفختين من شدة البكاء
جسور بحنان : مش همشي مش هسيبك ، ممكن بقي بعد إذنك تنضفيلي الجرح هتلاقي الإسعافات في الحمام
هزت رأسها إيجابا سريعا وهي تحاول استعادة رباطة جأشها
ذهبت ناحية المرحاض واحضرت صندوق الإسعافات الأولية ثم عادت إليه فوجدته جالس علي الفراش عاري الصدر ، ازدرقت ريقها بتوتر ، تقدمت ناحيته بارتباك
جسور: ما تتكسفيش ايه يا دكتورة ما شفوتيش واحد قالع قبل كدة
جميلة: لاء طبعا ما شفوتش أنا تخصص أطفال حضرتك يعني اكبر واحد شفته قالع كان عنده عشر سنين
ضحك جسور عاليا فتاوه بألم ، فتحت صندوق الاسعافات سريعا وبدأت بارتباك ملحوظ تحاول تنظيف جرحه
جميلة: هو ايه الي حصل
جسور: وقعت من علي الحصان
انهت جميلة ربط جرحه فهتفت بعتاب
جميلة : مش تخلي بالك
امسك يدها قبل أن ترحل واردف بمكر : خوفتي عليا
جميلة بخجل: هااااا ، لاء طبعا لاء
جسور بخبث: بجد اومال جريتي تحضنيني وسط الناس ليه
جميلة بارتباك: ممممما
جسور ضاحكا: ما عندناش برسيم
جميلة بغيظ : انت رخم على فكرة واتفضل بقي نام
دفعته في صدره فابتسم بخبث وهتف بدراما مبالغ فيها :انت عايزة مني ايه ، لا لالا أنت عايزة ايه بالظبط هو عشان أنا تعبان تزقيني علي السرير وعايزة قلة أدب ، أنا إبن ناس علي فكرة أنا اهلي صاعيدة يقطعوني
نظرت له بدهشة وسرعان ما انفجرت في الضحك علي خفة ظله
جسور بدراما : اضحكي اضحكي ما هو انتوا كدة الستات تاخدوا غرضكوا من الواحد وبعدين ترموه ، هو اكمني امور وحليوة وعندي سكس باكس تطمعي فيا ، وانتي عارفة شرف الراجل زي علبة التونة يضيعه تخريط بصلة ولمونة
سقطت جميلة ارضا من شده الضحك ، بينما جلس يراقب ضحكاتها بابتسامة صغيرة ، شعر بخوفها وتلك الكلمات التي قالتها وجسدها يرتجف عندما رأته مدرج بالدماء فأراد التخفيف عنها
جميلة ضاحكة: أنت مسخرة بجد
جسور مبتسما: اي خدعة ، تعرفي ان ضحكتك حلوة اوي عاملة زي نور الشمس
سكتت بخجل فاردف بضيق : قفلتي الشباك ليه بس افتحيه خلي الشمس تدخل
ابتسمت ابتسامة واسعة من كلامه فاردف بمرح : لالا رديه شوية الجيران يشوفونا وانا قالع
جميلة ضاحكة: ممكن بقي تستريح شوية علي اجيبلك الأكل
هز رأسه إيجابا : ممكن تجيبلي تيشيرت من الدولاب
اسرعت تحضر له تيشيرت اسود
جميلة بخجل : اساعدك
جسور: لو مش هتعبك
ساعدته في ارتدائه وعدلت الوسائد خلف ظهره وخرجت سريعا من الغرفة متجهه الي المطبخ
لتحضر له الطعام
صعدت الي الغرفة فوجدت صفاء وسهر
صفاء : يلا يا سهر جميلة هتاخد بالها منه
خرجتا من الغرفة فوضعت الطعام امامه
جميلة: الأكل
جسور ؛ ايه دا هو أنا مش عيان ولا ايه
هزت رأسها إيجابا فاكمل : وفي كل المسلسلات والافلام البطل لما بيتعب البطلة بتأكله بأديها ، يلا اكليني
جميلة: ليه هو أنت اكتع
جسور بدهشة: اكتع يا نهار اسود متجوز بلية صبي الميكانيكي
جميلة بغيظ : أنا بلية صبي الميكانيكي دا أنا مزة المزز
جسور ضاحكا: كانت البت سهر بتقول ايه استني افتكر بتقول ايه ، استني لما بنت عمتها اتخطبت قبلها آه تقريبا الحلوة بختها مالها والمعفنة بتدلع يمين وشمال علي ما اتذكر
جميلة غاضبة: بقي أنا معفنة يا جسور طب والله لوريك
جسور ضاحكا: هدي نفسك يا صلاح
جميلة غاضبة: كمان صلاح طب والله لوريك
انقضت عليه لتضربه او تعضه وهو يضحك عليها
اوقفهما صوت صرخات احد الفلاحين تأتي من الأسفل ( جسور بيه ، الحقنا يا جسور بيه )
•تابع الفصل التالي "رواية جسور و جميله" اضغط على اسم الرواية