Ads by Google X

رواية ارهقني عشقها الفصل الخامس عشر 15 - بقلم وداد جلول

الصفحة الرئيسية

   

رواية ارهقني عشقها الفصل الخامس عشر 15 -  بقلم وداد جلول


بأي طريقة
          
                
"وأخيراً أصبحتي لي يا أميرتي"



ابتسمت بحب وخجل في آنٍ واحد لتتسع ابتسامته عندما رأى خجلها واحمرار وجنتيها ليردف لها بحب :
"لا تعلمين كم انتظرت هذه اللحظة يا ليلى"



ابتلعت ريقها لتقول بصوتٍ خافت :
"مم وأنا أيضاً"



ابتسم لها بحب ليقترب ويطبع قبلة سطحية على شفتيها بينما هي تزداد احمراراً وخجلاً ، كانت متوترة قليلاً ولكن جبل دائماً كان يطمئنها وهي على علم اليقين بأن جبل من سابع المستحيلات أن يؤذيها أو يخيفها أو ما شابه ، نزل وجلس على ركبتيه ليمسك بقدمها الصغيرة ويخلع لها حذائها ، قبل قدمها وهو ينظر لعيناها مباشرة بينما هي تنظر له بخجل وتفاجئ ، تنحنحت ليفهم عليها ويترك قدمها ليمسك بقدمها الأخرى ويخلع لها حذائها ومن ثم نهض ليوقفها ، أمسكها من خصرها وقربها إليه ليصبح وجهه مقابلاً لوجهها وينظران لعينان بعضهما مباشرة ، ابتسمت بخجل ليبتسم لها بحب ومن ثم اقترب ليأخذ شفتيها في قبلة عميقة جعلتها تذوب بين يديه وتستسلم له ، غاب عن واقعه وعن عالمه وبقي برفقتها هي فقط ، وكأنه لا يوجد غيرها بهذا العالم فقط صغيرته وحبيبته ليلى ، يهدس بإسمها طالباً منها المزيد والمزيد من قبلاتها الناعمة والدافئة ، عاملها برفق وروية ، وكأن جسدها لوح زجاج شفاف يخاف عليه من الكسر ، صغيرته بين يديه وبجسدها المثالي هذه هي السعادة بأم عينها بالنسبة له ، يحدثها بكلمات غزله بانتشاء ووهن ، ومازاد من جنونه وإثارته هو طريقة نطقها لإسمه وهي بين يديه والتي تذهب بعقله ، قضيا ليلتهما هذه بالهمسات والقبلات اللامتناهية والعشق الجارف بينهما ، لا يسمع في غرفتهما سوى همساتهما لبعضهما وأنفاسهما المتسارعة ، وفي هذه الليلة بالتحديد أصبحت زوجته وعلى اسمه لتجعل ذلك العاشق الولهان في أعلى مراحل سعادته وفرحته ...



-------------



صباح اليوم التالي استيقظت ليلى على قبلاتٍ دافئة تطبع على وجهها بكل حب ، احمرت وجنتاها وابتسمت بخجل وهي مازالت مغمضة عينيها ليبتسم جبل باتساع ويقول :



"هيا افتحي عينيكِ ودعيني أراكِ ليكون صباحي أجمل برؤية هذه العيون التي تقتلني"



فتحت عيناها بوهن لتبتسم له بخجل بينما هو اتسعت ابتسامته ليقترب ويلتقط شفتيها بقبلة عميقة جاعلاً منها عاشقة لقبلاته ولمساته ، ليذهبان برحلة جميلة وجولة أخرى مثل جولتهما التي كانت بالأمس ...



________________________



مغيبة عن واقعها وعن كل شيء يحدث حولها ، كانت كالجثة الهامدة تسمع وترى ولا تبدي أي ردة فعل سوى الصمت والجمود ، لا يشغل بالها وعقلها سوى ذلك الذي حتماً سيجن جنونه إن علم بخبر زواجها الذي تم تحديده بعد أسبوعان من اليوم ، فالشاب يريدها فوراً ويريد أن يتزوج ولا يرى بأنه هناك داعي للانتظار ، وإن كان على دراستها فا ستكمل دراستها وجامعتها عنده وبرفقته ، اتفقوا على كل شيء طبعاً بعد أن أخذو موافقة رهام التي لم تستطع الرفض أبداً ..




        
          
                
كانت مرتدية فستان باللون الأسود يصل إلى كاحلها وليس له أكمام ، فستان بسيط وناعم لفتاة بعمر رهام ، ومع تسريحة شعرها العادية جداً لم تفعل به شيء سوى أنها أسدلته على ظهرها فقط ليصل إلى خصرها فشعرها طويل ودائماً ما كان يتغزل به سيفها ، لم تضع شيئاً على وجهها سوى بعض من الكحل الخفيف وأحمر شفاه خفيف ، هي أصلاً لم تفعل شيء لم تختار فستانها ولم تسرح شعرها ولم تضع مساحيق التجميل وإنما كل ذلك اختارته لها والدتها وهي من سرحت شعرها بينما شقيقة رهام هي من وضعت لها القليل من الكحل وأحمر الشفاه ، كانت تتابع نظرات الجميع لبعضهم ، الابتسامات التي يوزعونها لبعضهم ، وأحاديثهم الرسمية والتوجيبات والمجاملات والضحكات المتبادلة ، شعرت بأن كل هذا تمثيل لا تريد زواج ولا تريد خطبة ولا تريد شيء ، كل ماتريده هو سيف الذي لم يكن الحامي لها ، انتشلها من شرودها صوت والدتها لتقول لها بابتسامة :



"بنيتي هيا انهضي لكي تلبسان الخواتم أنتِ وخطيبكِ مابكِ"



وجهت نظرها له بجمود لتراه يناظرها بابتسامة مشرقة ، اقترب منها ليمسك بيدها ويلبسها الخاتم وفعلت هي مثله أيضاً ، تعالت التصفيقات والفرح يعم على كل من كان في المنزل ماعداها هي ، لم يكن هناك أحد سوى والدة رهام ووالدها وأختها التي اصغر منها بسنتان وأخيها الأصغر والذي يبلغ من العمر عشرة سنوات ، وأيضاً كان موجود الشاب ووالده ووالدته وشقيقته وشقيقه وزوجته وخالته فقط ، أووه بالمناسبة الشاب يدعى زيد شاب بملامح جذابة وشعر بني فاتح وبشرة بيضاء ولحية خفيفة وعينان عسلية وطول فاره وجسد مثالي ، طلب زيد من والد رهام أن يجلس برفقة خطيبته بمفردهما وطبعاً والدها لم يعارض الفكرة أبداً ، لم تحبذ رهام تلك الفكرة ولكنها مجبرة على الإطاعة ، تنهدت بحنق لتنهض برفقته إلى غرفتها ، دخلا سوياً ليجلسان على الأريكة ، ظلا صامتان ولم يتحدثان لمدة من الوقت ، حمحم زيد ليقول بابتسامة :



"مم كيف حالكِ رهام"



ابتلعت ريقها لتقول بجمود :
"بخير"



همهم لها بتوتر ليقول :
"أتمنى أن نكون على تفاهم وأعدكِ بأنني سأكون الدرع الحامي لكِ فقط ثقي بي"



ابتسمت بسخرية لتقول :
"لا أعتقد بأنك ستظل على كلامك وتذكر هذا الكلام جيداً"



عقد حاجبيه باستغراب ليقول :
"ماذا تقصدين"



حركت رأسها رافضة لتقول :
"لا شيء انسى الأمر"



همهم لها ليتنهد ويقول :
"حسناً إذاً مم سيقام حفل زفافنا بعد أسبوعين ، أعلم بأن مدة خطبتنا قصيرة جداً ونحتاج لوقت أكثر لكي نتقرب من بعضنا ولكن صدقيني وثقي بي تماماً بأنكِ سترتاحين لي بسرعة وسنعيش بسعادة معاً"




        
          
                
نظرت له بجمود لتبتسم بسخرية وقد ترقرقت عينيها بالدموع لتمتم بـ (لا أظن ذلك) ، نظر لها باستغراب ليقول :



"ماذا قلتي"



تنهدت بقوة لتقول :
"لا شيء"



ابتسم لها بخفة ليتجرأ ويمسك يدها ولكنها سحبت يدها فوراً وهي تنظر له بحدة ، حمحم بتوتر ليقول متأسفاً :



"أنا أسف حسناً سألتزم حدودي أسف"



أشاحت بوجهها عنه ليردف لها مبرراً :
"صدقيني أنا أسف هذا كله لإن الدنيا لا تسعني من فرحتي لإنني حصلت عليكِ ، صدقيني أنا فرحٌ بكِ جداً"



همهمت له بابتسامة مصطنعة ليمسك خصلة من شعرها ويبتسم باتساع ويقول :
"شعركِ جميل جداً ولونه جميل أيضاً ، أحب الشعر الطويل كثيراً"



نظرت له بأعين دامعة لتبتسم ابتسامة حزينة وتحرك رأسها موافقة ، تذكرته وتذكرت عندما كان يلعب بخصلات شعرها ويمدح بجمال شعرها وكم كان يحبه ويعشقه ، كانت تنسى الدنيا بأكملها وهي معه ، انتهت جلستهما وقد رحل الجميع لتبقى رهام بغرفتها منزوية على نفسها ، تمددت على سريرها لتنظر لسقف الغرفة بشرود وهي تقارن بين زيد وسيف ..



حسناً زيد شاب ممتاز وبه كل الصفات الممتازة ولكن قلبها وعقلها مع سيف فقط ، تحبه وتعشقه وتكره جميع الشبان من بعده ، هي تعلم بأن حياتها ستسير بشكلٍ خاطئ وستهبط المصائب عليها حالما يكتشف زيد بأنها ليست عذراء ، ولكنها ليست مبالية لأحد فليفعل ما يشاء ويعتبرها كما يشاء ، لن يحدث اكثر من أنه سيعيدها إلى منزل والديها في الصباح التالي من ليلة زفافها أو احتمال بأن يعيدها في نفس الليلة وعندها سيستقبلها والدها بالضرب والشتائم وليس بعيد بأن يقتلها فوراً وستتخلص من حياتها وجحيمها بهذه الحالة ..



ضحكت ضحكة مجنونة عندما بدأت تتخيل ما الذي سيحدث معها في ليلة زفافها ، أصبحت تستبق الأحداث وتفكر على مزاجها ولكنها أيضاً تفكر في المنطق فمن هو الرجل الذي سيقبل على زوجته بأن تكون غير عذراء ، تنهدت بقوة وهي تلعب بخصلات شعرها لتنظر لخصلة شعرها وتتذكر عندما قال لها زيد بأن شعرها جميل ، ابتسمت بشر لتنهض وتفتح الجرار وتخرج منه المقص الكبير ، وقفت أمام المرآة وأمسكت بخصلات شعرها وبدأت تقصها وهي تضحك كالمجنونة إلى أن أصبح شعرها يصل إلى بعد أكتافها بقليل ، ابتسمت بسخرية على حالها ونظرت لنفسها في المرآة من جديد لتبدأ نوبة بكائها وجنونها منتهية من كل ذلك وهي ساقطة على الأرض ومغشياً عليها ...



_______________________



نعود الآن إلى عصفوري الحب
كان جبل جالس في الصالة برفقة ليلى يحدثها بعباراته الغزلية وكلماته المعسولة ، يشاكسها ويصب رذيلته عليها بينما هي تبتسم بخجل وتحمر خجلاً ، دخلت عليهما والدة جبل لتبتسم حالما رأت ليلى جالسة بحضن جبل ، ارادت ليلى أن تنهض عندما رأت عمتها ولكن جبل لم يعير والدته أي اهتمام ، هسهست ليلى في اذنه لكي يدعها تنهض ليبتسم بمكر ويقول بصوتٍ مسموع :




        
          
                
"حبيبتي لما الخجل هذه امي لا داعي للخجل ابقي في مكانكِ"



توردت وجنتيها من جملته بينما والدة جبل نظرت له بعبوس لتقول :
"انهض واجلس في غرفتك يا لك من منحرف"



ضحك ضحكة رنانة بينما ليلى خبئت وجهها في صدره ، أعجبته حركتها ليشد على عناقها أكثر ، صدح صوت هاتفه معلناً عن وصول رسالة له ليفتحها وقد كانت من منال وهي :



"جبل أريد أن أراك لأمرٍ هام جداً"



تنهد بضيق حالما رأى رسالتها لتتعجب ليلى من حاله وتنظر له بتساؤل ، نظر لها بابتسامة وكاد أن يطبع لها قبلة ولكن والدته صرخت عليه ليجفل هو من صوتها وتتورد وجنتي ليلى ، نهض ليرتدي ثيابه ويتوجه فوراً إلى منزل منال ، حالما وصل طرق على الباب لتفتح له وعلى محياها ابتسامة ماكرة بينما هو ناظرها بجمود وبرود ودخل دون أن ينطق بحرف ، جلس على الأريكة ووضع قدم فوق الأخرى ليقول ببرود :



"ماذا تريدين ألن أنتهي منكِ أم ماذا"



ضحكت بخفة لتنهض وتجلس بجانبه وفي يدها ظرف أبيض ، مدت يدها لتعطيه الظرف بينما هو أمسكه وقلبه بين يديه ليفتحه ويرى تحليل الحمل الخاص بها ، تنهدت بقوة لتقول :



"جبل هذا الطفل منك صدقني لم يلمسني أحد غيرك ولا أكذب عليك"



همهم لها وهو يطوي ورقة التحليل ويقول بجمود :
"أعلم بأنه مني"



ابتسمت ابتسامة أمل ليردف لها ببرود :
"ولكنه لن يرى النور لإنكِ ستجهضينه"



نظرت له بصدمة لتنفعل وتقول بحدة :
"ما الذي تقوله أنت ، أنا لن أتخلى عن طفلي"



نظر لها ببرود ليبتسم بسخرية ويقول :
"كلانا نعلم بأنكِ تريدين الاحتفاظ في الطفل فقط من أجل أن أتزوجكِ أليس كذلك"



ضحكت بسخرية لتقول :
"وما المانع إذا كنت حامل منك فسنتزوج بالطبع كي نربيه سوياً"



ابتسم بسخرية ليقول :
"في أحلامكِ أيتها الساقطة"



انفعلت منه لتنهض وتتحدث بصراخ :
"أنا لست ساقطة بل تلك الصغيرة هي السا .."



لم تكمل جملتها لإنه سقط عليها بتلك الصفعة القوية جعلتها تقع أرضاً ، أمسكها من شعرها لينهضها ويحدثها بحدة :



"اسمعيني أيتها اللعينة ، لدي زوجة واحدة وأولادي سيكونون من ليلى فقط وإياكِ ثم إياكِ بأن تحاولين اللعب معي لإنكِ تعرفين ما الذي سأفعله بكِ عندها"



أنهى جملته ورحل من أمامها بينما هي سقطت أرضاً وأجهشت بالبكاء وهي تتوعد له ولزوجته بالجحيم ...



-----------



من الجهة الأخرى جبل حالما خرج من منزلها حتى توجه إلى شركته الخاصة ، دخل إلى مكتبه لتلحق به السكرتيرة الجديدة التي ليس لها زمن طويل متعينة عنده ، هنئته بمناسبة زواجه ووقفت أمامه باحترام ليجلس على كرسيه ويقول :



"أذهبي وابعثي لي بـ منير"



حركت رأسها بإيجاب لتخرج وتفعل مثلما أمرها ، بينما هو أراح بجسده على الكرسي مغمض العيني سارحاً بمحبوبته الصغيرة ، هو لن يتخلى عنها ولن يسمح لشيءٍ سخيف أن يبعده عنها ، يعلم لما ترمي له منال جيدا ولكن حتى وإن كان الطفل منه فهو لا يريده وإنما يريد أولاده من صغيرته فقط ، سمع طرقات على الباب ليأذن للطارق بالدخول ، دخل عليه منير ذلك الحارس الذي يعمل عند جبل وهو محط ثقة لدى جبل لذلك يكلفه في بعض الأمور الخاصة به أحياناً ، سمح له بالجلوس ليجلس منير ويقول :



"أمرك سيدي"



طرق بخفة على المكتب ليتنهد ويقول :
"مؤكد بأنك تعرف منال أليس كذلك"



عقد منير حاجبيه ليجيب بعد ثواني :
"أجل اجل عرفتها سيدي"



همهم له جبل بابتسامة ماكرة ليقول :
"أريدك في مهمة سريعة وخطيرة تخصها ما رأيك"



جعل كل حواسه مع سيده ليقول بثقة :
"وأنا جاهز وعند الطلب سيد جبل"



ابتسم بخفة ليقول :
"ستفعل ما آمرك به ومكافئتك ستكون قيمة صدقني"



ابتسم منير بخفة ليقول :
"يكفيني أن أكون تحت أمرك سيدي ولا أريد شيئاً سوى سلامتك ، ولكن عفواً ما هي المهمة"



ابتسم جبل بمكر ليقول :
"يوجد في أحشائها طفل وأريدك أن تدعها تجهضه بأي طريقة" ...




" يوماً ما 
ستأتي رياح الحقيقة لتعصِفُ رمادَ الكذبِ الذي يُغطي وجوههُم " 



________________________




        



google-playkhamsatmostaqltradent