Ads by Google X

رواية محكمة الحياة الفصل السادس عشر 16 - بقلم مروة البطراوي

الصفحة الرئيسية

 رواية محكمة الحياة الفصل السادس عشر 16 - بقلم مروة البطراوي 

محكمة الحياة 
الفصل السادس عشر

ياله من اعتراف بالحب و لكن ليس بوقته و بمحله انهارت مشاعرها و هو يستطرد قائلا
-أنا اتقدمتلك و انتي فكرتي اني بخلص مهمه،قررت كتير اني أصارحك بمشاعرى بس ديما كنت خايف انك تستهرى بيها و الحمد لله خوفي في محله.
انتفضت جميله بغضب قائله
-و اللي بيحب واحده بيصدق فيها العبر،تفتكر أنا ممكن أسلم ورق من ورقك ليه،هستفاد ايه ما أنا عارفه انهم هياخدوا الورق و هيكون ضدك.
-ليا صاحب زمان قالي اختار صح،اختار واحده لا يكون ليها لا أب و لا أم و لا أخ و لا أخت فيهم غلطه،النهارده عرفت حقيقه كلامه،محدش بيتغير.
نظرت له جميله بحزن و أردفت قائله
-أنا و أخويا حظنا وحش،يمكن هو خلق حظه بايديه،و للأسف رسبه ليا في تاريخي،ازاي بقي أنضف تاريخي ؟معرفش،،صاحبك عنده حق.
-أخوكي كان بيتعامل مع مروجين المخدرات،يعني انسان مش كويس،و أنا كنت مراقب ده و عارف،بس ديما كنت أقوله ذنبه ايه سياده المستشار ان له ابنه زيه.
هزت جميلة رأسها قائله
-سياده المستشار بس!!!ممكن أسالك سؤال،لما انت كنت متعاطف مع سياده المستشار بس ليه تعاطفت معايا أنا كمان ،و متقولش انك حبتني.
-طبعا حبيتك،و سؤالك غبي زى أفعالك اللي نهت كل حاجه ما بينا،جميله أنا كنت متأكد انك هتعملي حركه زى دي بس مش بالسرعه دي.
-النهارده أنا كمان بأكدلك ان كلام صحبك صح،ليه ما سمعتش كلامه قبل ما تندم،كنت سبني أتجوز غسان كان هيوفر عليا موقف زى ده.
هز أكمل رأسه بالرفض قائلا
-لا يمكن كنت أسيبك لغيرى،دلوقتي بس ممكن أسيبك علشان أنا مش بحب الست اللي تنام جمبي تخوني مهما ان كانت دوافع الخيانه فهي خيانه.
نظرت له جميله بحزن قائله
-ليه يا أكمل مصمم اني خونتك،انت حابب أن اطلع خاينه،ليه مدورش علي الحقيقه،ما يمكن مش أنا،كان أملي لما يحصل موقف زى ده بينا تصدقني.
-هيكون مين يعني،عايزاني أحقق مع اللي عشت معاهم خمسه و تلاتين سنه و أشك فيهم و انتي اللي لسه معاشرك ما أشكش فيكي لمجرد اني بحبك.
ردت عليه جميله باصرار قائله
-و ليه لا يا متر و لا أقولك يا باشا استنادا ان كان نفسك تبقي وكيل نيابه،سبحان الله انت مع الكل محامي أما أن وكيل نيابه جلاد تنتظر أي فرصه تجلدني فيها.
-أنا عارف انتي عملتي كده ليه،بس أنا مينفعش أفضل متجوز واحده جبانه تبيع أي حاجه في لحظة في مقابل الأمان ،بس ده مش أمان ده سراب.
-ياااه ده انت غريب أوى،و تفكيرك غريب زيك،لمجرد انك تعرف عني اني بحب السلام النفسي و الهدوء يبقي أبيعك علشان ده كله،و أشترى راحتي.

-زى ما انتي دلوقتي مش عايزة تفارقيني علشان عارفه انك مش هتعيشي مرتاحه هتعيشي بتأنيب الضمير و كمان هما مش هيسيبوكي في حالك.
-مش يمكن مش عايزة أفارقك لنفسك انت،و اني اتعودت تكون في حياتي،و لادي صعب تصدقها فيانأنا عمرى ما كنت صريحه مع حد زيك.
-وجهه نظر و لازم أحترمها غصبن عني،من امتي كنتي واضحه،نسيتي لما كنتي رايحه تقابليه و فضلتي تقولي ان ظهورى السبب في بعدك عنه.
نظرت له جميله بحزن قائله
-يومها برضه حكمت عليا من غير ما تسمعني،انت طول عمرك بتاخد بالظاهر،و عمرك لا هتثق فيا و لا في غيرى،انت كان همك أكون ليك و بس؟
-أيوه لأن مينفعش أكمل الزيات يقول كلمه و يرجع فيها،كنتي عايزاني أطلع صغير قدام عيلتك و عيلتي؟اللي عملته الصح،و لعلمك أنا مش هطلقك.
-طب ليه مدورتش وريا أكتر و سألت عني أكتر،و أنا ليه مفكرتش أقصر علي نفسي المسافات و أسرق الورق ده مكتب بابا و لا من عندكم.
-لأن ساعتها كان سياده المستشار هيسألك و مكنتيش هتقدرى تنكرى زى ما بتنكرى قدامي ،ولو عندنا مش من حقك تدخلي مكتبي و انتي غريبه.
-انت اللي مش من حقك تجرح فيا أكتر من كده،زمان جرحت فيا و كنا علي البر و أنا قلت مش اشكال أهو راجل و خايف عليكي بس أنا كنت غلطانه.
ما سمعته منه اليوم كفيل لأن تنهي هي العلاقه به،هبطت من السيارة و مشت بطريقه مسرعه غاضبه ليتبعها و هو ينادي عليها و يوقف السيارة أمامها متحدثا بحده
-استني يا جميله،احنا كلامنا لسه ما خلصش،علي فين رايحه له صح؟اعقلي ده هدفه يبيعك ليهم،ما تفكريش انه حمايه ليكي مني،انتي ليه غبيه.
التفتت جميله ناحيته قائله
-نعم،محدش غبي غيرك،ايه اللي انت بتقوله ده،أروحله ليه و ازاي فهمني،انت عمال تتهمني في كل حاجه حتي في شرفي،و مش عاوزني.
-يعني ايه كلامك ده،ممكن تفهميني نزلتي ليه من العربيه و مشيتي لوحدك؟أنا كنت هوصلك بيتكم،لكن مش مسموح ليكي تبقي علي راحتك.
-و لما بابا يسألني انتي قاعده معانا ليه يا جميله هقوله ايه؟معلش أصل البيه مزاجي و مزاجه مني خلص،طلبك ايه المرة دي،قول أي حاجه الا الرجوع معاك.
-بلاش تضيعي أخر حاجه ما بينا،أنا عارف انك بتحبيني و أنا كمان بحبك،ايه رأيك نروح شقتي و انتي في أوضه و أنا في أوضه علشان محدش ياخد باله.
ردت عليه جميله بعناد قائله
-معندكش حل غيره؟أنا رأيي ننفصل بهدوء،هي الشقه بتاعتك دي هتحل موضوعنا ازاي؟بالعكس أي مكان لا يمكن يحل اللي بينا،غير المأذون.

رد عليها أكمل بغضب
-ليه كل مرة بتعانديني،ممكن أعرف؟أنا مقدر غلطتك و مش هعاقبك عليها،و لا هفضح سرك قدام والدك،و لا والدتك اللي مش عارف ازاي اتغيرت من ناحيتي.
ردت عليه جميله بحزن قائله
-ايه هتصدق الكلام الغلط اللي اتقال عليها هي كمان؟عشان عاملت معامله كويسه،تصدق بالله خسارة في كدتك التغيير اللي اتغيرته علشاني.
رد عليها أكمل بغضب قائلا
-ما هو مكنش أوانه يا جميله انها تعاملني بالشكل المفاجئ ده،الأحداث كلها جت غلط في غلط،انتي لازم تقدرى الضغط العصبي و النفسي اللي أنا فيه.
-أكيد مقدرة،ان شغلك دلوقتي مراتك المتهورة سرقته و باعته للمافيا،بس علي الأقل انت مش شاكك اني حراميه،انت بس مصدق لأني جبانه.
-ما هو ا،ا استحاله أصدق ان أي حد تاني من البيت ياخد الورق،و بعدين متخافيش أنا حتي مش هفضحك قدام والدك،أنا بس معدش ينفع أعاشرك.
-أنا شايفه اننا نطلق أحسن،المرة الجايه انت ممكن تصدق اني مندوبه لتصفيتك زى ما أخويا اتصفي،ما هو الغضب عليك مني هيعميني.
رد عليها أكمل بغضب قائلا
-ده أخر كلام عندك؟تمام ورقتك هتوصلك بعد شهر بالكتير مش هتأخر عليكي،بس علشان منظرك في الوسط القضائى و هبقي أقول انك لا تصلحي للمعاناه.
-هو انت عندك كلام غيره؟هتقولهم ايه؟هتقضح نفسك علي أخر الزمن و تقولهم مراتي حراميه و سلمتني تسليم أهالي للمافيا؟عموما شاطر.
-هتندمي علي كل كلامك ده بعد كده يا جميله،و هتندمي انك موافقتيش علي الفرصه التانيه اللي أنا سبتها ليكي،انت عمرك ما هتكوني قدي.
ردت عليه جميلة بثبات قائله
-مش هندم،و متخافش حتي لو ندمت مش هرجع أغرق قميصك بدموعي،و علي فكرة أنا قدك و قد غيرك أنا بس للي مش بحب أناهد كتير.
فكرة شكه بها في حد ذاتها كفيلة لاصابتها بالتجمد فهو حقا لا يستحق جزء بسيط من برائتها،كيف له أن ينظر لها علي أنها وقحه لتبيعه بهذه الدرجه،تجمد قلبها بل تجمدت كليا،لم تنتبه لتشبث عيناه بعينيها و تعلقه الشديد بأخر أمل لرجوعها معه،فهو يريد وجودها أمامه بكل تفاصيلها سواء كانت نعيمه أو جحيمه،لا يريد الافتراق عن لون عينيها،و نظرتها حتي لو كانت كارهه له،تعلق كل يوم بملامسة بشرتها،وصوتها الطفولي،و شعرها الذي فتن به،يتسائل ما هذا العذاب الذي أوقع نفسه فيه،كيف لجميله أن تفعل هذا به،يريدها دائما مثاليه، وملائمه لكل ما تبتغي عيناه رؤيته .
تركته و عادت الي منزل والدها الذي كان مستيقظا
-مالك يا حبيبتي نايه اللي جابك في الوقت ده،مش كنا من شويه في فرح كمال و كاميليا،و فين أكمل نهو جراله حاجه،انتي جايه في تاكسي!!!
بكت جميلة قائله
-أيوه جايه لوحدي و في تاكسي علشان احنا خلاص هننفصل يا بابا،غسان اعترض طريقنا بس المرة دي كانت مبيت النية صح،عرف يوصل لكل أوراق أكمل.
-ليه يا جميله تنفصلوا علشان هو سرق جوزى و انت مالك اصلا بحاجه زى دي ايه خفتي كالعاده و حسيتي ان الضهر و السند مش هيكمل 
-لا يا بابا احنا هننفصل علشان معنديش استعداد استحمل اتهام اكمل فيا ان انا اللي سرقت الورق و بعيته لغسان غسان اللي قاله الكلام ده .
-مش يمكن يكون تمثيل من أكمل علي غسان انه صدقه، علشان غسان كل خططه تفشل،ليه يا جميله بتستعجلي في سوء الظن زى أمك ؟
أجشهت في البكاء حتي احترقت وجنتيها
-اسمحلي يا بابا انت غلطان،انت لو تعرف اللي قاله ليا بعد ما مشي غسان كنت عمرك م هتسامحه كنت بنفسك هطلقني منه و مش هتخليني أكمل.
احتضنها هشام  علي الفور لتكمل بكائها في أحضانه،أخذ يربت علي ظهرها بلين قائلا
-اهدي بس طيب و بطلي عياط ،ممكن تحكيلي اللي حصل من لحظة ما فرح كمال المنحوس ده خلص لغاية ما جيتيلي دلوقتي،لأني مش مصدق.
قصت عليه ما حدث 
-أكمل معاه حق يشك فيه،هو مكنش عايش معانا و عارف انتي ممكن تفكرى ازاي،و متنسيش انك في يوم طلبتي انه يسيبك و تروحي لغسان.
مسحت جميله دموعها وردت علي والدها بعناد قائله
-ده مفكرش حتي انه يسمعني و لا يتأكد ،كان سأل و استجوب كل اللي في البيت،بدل ما يتهمني من غير دليل،لمجرد اني في يوم قلت أتجوز غسان.
-هو برضه مش متأكد انك انتي اللي سرقتيهم،و بعدين في الأول و في الأخر هما أهله لو عايزين يسرقوه كانوا سرقوه من زمان زى أخوكي.
-يا بابا ده ندمان انه اتجوزني،و قعد يحكي لي علي صاحبه اللي نصحه زمان،انه ميتجوزش واحده حد من أهلها في غلطه،ده بيعايرني.
زفر هشام  بيأس قائلا
-قومي اطلعي نامي دلوقتي و الصباح رباح يا حبيبتي و اللي في راحتك اعمليه،شوفي عايزة ايه و أنا همشيه ليكي،بس فكرى كويس علشان مفيش رجوع.


  •تابع الفصل التالي "رواية محكمة الحياة" اضغط على اسم الرواية 
google-playkhamsatmostaqltradent