رواية صعود امرأة الفصل السابع عشر 17 - بقلم اية طه
**في يوم جديد، في بيت نجاة**
كانت نجاة قاعدة في الجنينة وبتحاول تهدي نفسها بعد كل اللي حصل. فجأة، الباب خبط، وسمعت صوت وعد بتنادي: “نجاة! الحقيني، أبوك جاي ومعاه ناس تاني!”
نجاة قامت بسرعة وهي حاسة إن الأرض بتتهز تحت رجليها. اتجهت بسرعة ناحية الباب ولقت سعاد واقفة بتبص من الشباك وبتقول بصوت متوتر: “يا بنتي، المرة دي جايبن ناس معاهم سلاح… الواد إبراهيم مبيتعلمش أبداً.”
نجاة بابتسامة مليانة حزن: “مهو معروف يا خالتي… كل اللي يعرفه هو العنف والسيطرة.”
**عند الباب الخارجي**
إبراهيم بصوت عالي: “يا بت، افتحي الباب بدل ما نكسروه… إنتِ عايزة المشاكل ليه؟!”
فيصل وصل في اللحظة دي، وشاف إبراهيم واقف مع رجالة شكلهم مش طبيعي. دخل بين الناس وقال بصوت مليان هدوء: “إبراهيم، إنت ليه كل شوية جاي تعمل مشاكل؟ مش كفاية اللي حصل؟”
إبراهيم بابتسامة متهكمة: “يا سلام، هو انت فاكر نفسك هتخليني اسيب بنتي؟ دي بنتي يا عم، ملكش دعوة بيها… وانا هعمل اللي فـ دماغي.”
فيصل بعينين ضيقة: “بنتك ليها حق تختار، وانت مش هتعرف تسيطر عليها تاني… خليك فاهم دا كويس.”
إبراهيم بتحدي: “أهو نشوف بقى… انت عايزها تتحكم فيا؟ لا والله، أنا أبوها وعارف مصلحتها أكتر من أي حد.”
نجاة طلعت من ورا الباب وقالت بصوت مليان غضب: “كفاية بقى يا أبويا! كفاية! مفيش حاجة اسمها مصلحتي وأنت بتفكر في نفسك وبس. أنا مش هسيب نفسي لعبة في إيدك.”
إبراهيم بصدمة: “إيه؟ إنتِ بقتي تتكلمي بالطريقة دي معايا؟!”
نجاة بقوة: “أيوه، خلاص كفاية خوف… تعبت من لعبتك وسيطرتك عليّ. أنا مش هارجع ليك تاني مهما حصل.”
**الرجالة اتقدموا شوية ناحيتها، وفيصل وقف بينهم وبين نجاة**
فيصل: “انت مش هتلمسها، ولا هتقرب منها. فاهم؟”
إبراهيم بغضب: “انت فاكر نفسك مين علشان تقف قدامي؟ دا أنا أقدر أقلب حياتك جحيم!”
فيصل بابتسامة هادية: “جرب يا إبراهيم… وشوف هيحصل إيه.”
الجو اتوتر بشكل كبير، والرجالة بدأوا يتحركوا ناحية البيت، لكن واحد منهم قال بصوت هادي: “يا باشا إبراهيم، بلاش نحول الموضوع لعركة أكبر من كدا… الناس هتبدأ تاخد بالها.”
إبراهيم بنرفزة: “اللي مش هيعمل اللي أقوله ليه حساب تاني… مفيش كبير في الدنيا دي غيري.”
نجاة كانت بتسمع الكلام وكل حاجة كانت بتتخلخل جواها، لكنها عرفت إن الوقت جاي للمواجهة الحقيقية.
نجاة بصوت قوي: “خلاص يا أبويا، لو عايز تأذيني بجد… جرب تلمسني النهاردة. شوف هتقدر تعمل إيه!”
إبراهيم ببص ليها بحقد: “انتِ فاكرة إنك كدا كسرتيني؟ هنعرف.”
**في اللحظة دي، صوت رجالة الشرطة بدأ يسمع من بعيد، جايين بسرعة ناحية البيت**
فيصل ابتسم وقال بصوت هادي: “باين إن اللعبة خلاص هتنتهي يا إبراهيم.”
إبراهيم بارتباك: “الشرطة؟ إنت بلغت عني؟”
فيصل وهو بيبصله بثبات: “مش أنا اللي بلّغت… انت اللي حطيت نفسك في الموقف ده.”
—
بعد شوية من الفوضى اللي حصلت، اتلمت الناس قدام البيت، والشرطة فضت المكان بهدوء. نجاة كانت واقفة جنب سعاد ووعد، والهدوء بدأ يرجع للحياة مرة تانية. بس الكل كان عارف إن دي مجرد بداية لصراع طويل.
سعاد بتمسح دموع نجاة: “هدي يا بنتي… الأمور هتتحل، المهم إنك قوية زي ما انتِ كدا.”
نجاة وهي بتحاول تبتسم: “هحاول يا خالتي… بس اللي جاي مش سهل.”
**في اليوم التالي**
بعد اللي حصل، الدنيا هديت شوية، لكن كانت مجرد هدنة مؤقتة. إبراهيم ما استسلمش، ونجاة كانت عارفة إنه هيرجع. قعدت مع سعاد ووعد في الصالون، الجو كان مشحون، ونجاة كانت بتحاول تفهم إزاي تقدر تخرج من الصراع ده.
نجاة بحزن: “خالتي، كل مرة أحس إن الدنيا بتهدى، ألاقي أبويا راجع بنفس الأسلوب. أنا مش عارفة أعمل إيه!”
سعاد بتنهيدة: “يا بنتي، إبراهيم راجل عنيد، بس إنتِ مش لوحدك. إحنا كلنا معاك… إنما العند ده هيدفعه التمن قريب.”
وعد بابتسامة صغيرة: “عارفة يا نجاة، ساعات اللي زي أبوك بيفتكروا إنهم لما يضغطوا علينا كده هنستسلم. بس إحنا مش ضعاف، وإنتِ أثبتي ده لما واجهتيه.”
نجاة بابتسامة خفيفة: “أنا خايفة يا وعد… خايفة من اللي جاي. خصوصاً بعد اللي حصل إمبارح. مش عارفة ليه، بس حاسة إنه مش هيقف لحد هنا.”
**في الوقت ده، دخل فيصل عليهم فجأة**
فيصل بنبرة جادة: “السلام عليكم. بصوا، أنا كنت عند المحامي النهارده. إبراهيم لسه مش متراجع، وبيقول إنه هيواصل الضغط بأي شكل ممكن.”
نجاة بصدمة: “يعني لسه مش ناوي يسيبني فـ حالي؟”
فيصل وهو بيقعد قدامهم: “لا، بس إحنا مش هنسيبه يسيطر عليكِ تاني. المحامي بيفكر نرفع عليه قضية حماية شخصية علشان نقدر نبعده قانونيًا عنك.”
نجاة بقلق: “القضايا دي هتاخد وقت طويل، وأنا مش قادرة أعيش كل يوم وأنا خايفة إنه ييجي يقتحم حياتي بأي لحظة.”
فيصل بابتسامة هادية: “إنتي مش هتبقي لوحدك، وأنا مش هسيبك. فاهمة؟ أي حاجة هتحصل، هتلاقيني جنبك.”
**وعد وهي بتحاول تهدي الجو:**
“طيب ما تيجوا نهدى شوية ونفكر في حاجة كويسة؟ ما ينفعش نفضل عايشين في قلق كل لحظة. لازم نحاول نلاقي مخرج.”
سعاد وهي بتشجعهم: “فعلاً، يا بنات، الدنيا محتاجة شوية هدوء، ويمكن تلاقوا الحل بين الكلام.”
**نجاة بصت لفيصل وقالت بحزم:**
“فيصل، أنا مش عايزة أبقى عبء عليك. أبويا مش هيسيبني طول ما هو حاسس إني بتحداه. يمكن لو سيبته يعمل اللي هو عايزه…”
فيصل بقوة: “ما تكمليش الجملة دي! مفيش حاجة اسمها تسيبيه يعمل اللي هو عايزه. انت ليكي حق في حياتك، واللي حصل إمبارح دليل إنك قوية كفاية.”
نجاة بتنهيدة: “بس أنا تعبت… تعبت من المقاومة، وكل مرة بحس إن الأمور بتسوء أكتر.”
**في اللحظة دي، الباب خبط تاني**
وعد بصوت منخفض: “تفتكروا مين دلوقت؟”
فيصل وهو بيقوم يفتح: “مش عارف، بس أكيد مش إبراهيم… دلوقتي الدنيا تحت عين القانون.”
فتح فيصل الباب ولقى واحد من رجالة البلد، كان باين عليه القلق.
الراجل بصوت متوتر: “يا فيصل بيه، أنا جاي أحذرك… سمعت كلام بيتردد في البلد إن إبراهيم ناوي يلبسك قضية كبيرة، مش بس اللي فات، لا، دا بيدور على حاجة جديدة.”
فيصل بابتسامة ساخرة: “هو مش هيسيبني في حالي؟ كتر خيره… بس كل ده مش هيوقفنا.”
الراجل بتوتر: “إبراهيم مش بيلعب، دا عنده ناس ورا ضهره في كل مكان… خليك حذر يا بيه.”
فيصل شكره على التحذير وقفل الباب ورجع لنجاة وسعاد.
فيصل وهو بيجلس: “سمعتي؟ إبراهيم مش هيسيب الموضوع يمر. وبيحاول يلبسني تهمة جديدة علشان يكسرني.”
نجاة بتوتر: “يا فيصل، أنا مش عايزة تبقى في خطر عشاني…”
فيصل بحزم: “مفيش حاجة اسمها خطر، أنا هنا علشانك. ولازم تفضلي واثقة إنك مش لوحدك في المعركة دي.”
—
**في الأيام اللي تلت الحادثة**
إبراهيم ما توقفش. استمر في محاولاته إنه يضغط على نجاة ويخلي حياتها جحيم. الإشاعات اللي بدأ ينشرها حوالين سمعتها كانت بتزيد، والناس بقت تتكلم عنها في كل مكان. الموقف بقى لا يطاق، ونجاة بدأت تحس إنها محبوسة جوة حياتها.
لكن في يوم من الأيام، وصلت أخبار جديدة لنجاة. فيصل كان جاي من عند المحامي وعنده حاجة مهمة يقولها.
فيصل بصوت جاد: “نجاة، المحامي لقى ثغرة قانونية نقدر نستخدمها ضد أبوك.”
نجاة باستغراب: “ثغرة؟ إزاي يعني؟”
فيصل بابتسامة خفيفة: “إبراهيم ارتكب أخطاء كتيرة، بس في حاجة محددة ممكن تكسر موقفه القانوني بالكامل. هو حاول يزوّر بعض الأوراق علشان يثبت تهم عليّا، والمحامي اكتشف ده.”
نجاة بصدمة: “يعني إنت ممكن تكسب القضية؟”
فيصل بثقة: “مش بس ممكن أكسبها، لكن ده كمان ممكن يجرجره للقانون، وده هيخليه يبعد عنك تماماً.”
نجاة بارتياح: “يا رب يا فيصل، أنا نفسي الحكاية دي تخلص بقى… تعبت من كتر التفكير.”
—
**بعد مرور أسبوعين**
إبراهيم اتساقط نفوذه شوية بشوية بعد ما تم كشف تزويره، وبدأ يخسر الناس اللي حواليه. نجاة كانت بتعيش بهدوء نسبي لأول مرة من فترة طويلة. سعاد ووعد كانوا بيساعدوها في إنها تتخطى الصعوبات النفسية اللي عاشتها بسبب أبوها.
في يوم، كانت نجاة قاعدة مع وعد وسعاد في الجنينية الصغيرة اللي ورا البيت.
نجاة بابتسامة مرتاحة: “الحمد لله، الدنيا أخيراً بدأت تهدى… مفيش حد بيراقبني ولا بيلف ورايا.”
وعد بابتسامة خفيفة: “شايفة؟ قلتلك دايماً، كل حاجة ليها نهاية… المهم إنك كنت قوية لحد النهاية.”
نجاة بنبرة شكر: “وأنتِ كمان يا وعد، وجودك جنبي فرق معايا كتير.”
نجاة وفيصل كانوا قاعدين سوا في الجنينية، وكانوا بيتكلموا عن المستقبل.
فيصل بابتسامة: “عارفة، كل اللي فات ده أثبت إنك أقوى بكتير من اللي كنتي فاكرة. وده مجرد بداية جديدة.”
نجاة بابتسامة هادية: “أنا حاسة إن الحياة بتبتدي من أول وجديد، ومش هسيب حد يوقفني تاني.”
فيصل وهو بيبص في عينها: “وانا معاكِ… دايماً.”
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية صعود امرأة ) اسم الرواية