رواية احببت حبيبة ابني الفصل الثامن عشر 18 - بقلم وداد جلول
وعد
كانت تستمع لكل حركة وكل كلمة جنون وصراخ يتفوه بها، لنأتي للواقع صراخه وصوته الجهوري الذي كانت تسمعه حقاً أخافها وبعث في قلبها الذعر من أن يعتدي عليها هو ويكمل وما كان سيفعله ذلك اللعين ناصر، تحاملت على نفسها ونهضت لتخرج من الغرفة بهدوء وهي تحاول كبح شهقاتها خصوصاً بأنها لم تعد تسمع أي صوت من الغرفة التي هو بها، كانت ترتدي في قدميها حذاء بكعبٍ عال وقد خلعته لكي لا تسبب صوت من وقع أقدامها، حملت حذائها بيدها وخرجت من المنزل بسرعة بالغة لتخرج إلى الشارع العام وهنا بدأ الذعر يتسلل إلى قلبها أكثر من ذي قبل، إذ أنها كانت تمشي بوهن في ذلك الطريق وفي منتصف عتمة الليل وتنظر لخلفها كل مدة مخافة من أن يكون أحد خلفها.
ظلت تمشي إلى أن لم تعد قدميها تحملها لذلك توجهت وجلست على الرصيف لكي تستريح قليلاً، ماهي إلا دقائق حتى ظهرت أمامها أضواء سيارة قادمة من مسافة بعيدة نوعاً ما، انتابها الذعر عندما ظنت بأنه قد يكون سامح لحق بها، وقف ذلك الشاب بسيارته أمام سارة وهبط منها ليناظرها بتعجب، بادلته سارة بنظرة واهنة وللصراحة لم ترتاح له نهائياً، فهو كان يرتدي بنطال أسود وقميص أسود مشمراً عن ساعديه لتظهر تلك الوشوم الكثيرة في يديه، ليس من الضروري أن يرتدي الأسود لكي تخاف منه سارة ولم يكن هذا سبباً كافياً ولكنها حقاً لم ترتاح له نهائياً، ابتلعت ريقها وهمت بالنهوض لترتسم ابتسامة ماكرة على شفتيه ليقول:
"أووه آنستي الصغيرة هل تحتاجين لتوصيلة"
نظرت له بوهن لتقول بخفوت:
"لا شكراً"
أرادت أن تمشي ولكنه أمسك بمعصمها ليمنعها من السير قائلاً:
"يبدو بأنكِ تعرضتي لحادثة أو ماشابه، حسناً هيا اصعدي معي لكي نذهب إلى قسم الشرطة وتقدمين شكوى"
عقدت حاجبيها لتقول:
"وعلى من سأقدم شكوى، لم أتعرض إلى أي حادث ودعني وشأني"
للمرة الثانية أرادت أن تمشي ولكنه منعها ليقول:
"حسناً منزلي قريب من هنا، هيا تعالي وسوف ترتاحين قليلاً ومن ثم أوصلكِ إلى منزلكِ ما رأيكِ"
نترت يدها من يده لتتحدث بحدة:
"ابتعد عني أيها اللعين"
خطت خطواتها وواصلت سيرها ليلحق بها ويحاول معها ولكنها أبعدته عنها ومن ثم انتبها اثناهما إلى أضواء السيارة القادمة نحوهما ليهبط من السيارة وغضب الدنيا كلها به ويتوجه نحو ذلك الشاب ويمسكه من ياقة قميصه ويحدثه بحدة:
"ماذا تريد منها أيها العاهر"
نظر الشاب لسامح ببرود ليقول:
"أردت أن أوصلها إلى منزلها، ثم أنه ماشأنك أنت ومن تكون"
أجابه سامح بجواب شافي وجميل أيضاً ألا وهو لكمة عنيفة على وجهه، سقط الشاب على الأرض من عزم اللكمة ليلتفت سامح إلى سارة ويمسكها من يدها ويجرها خلفه إلى أن ركبا بالسيارة وتوجه بها إلى وجهة هو تحديداً لا يعلمها.
دقائق من الصمت وقد كان سامح مشغول بالقيادة بينما سارة كانت تبكي بصمت، ألقى نظرة خاطفة عليها ومن ثم وجه نظره للأمام ليتنهد ويقول:
"لقد فقدت زمام نفسي ولا أعلم لماذا فعلت بكِ هكذا"
ابتسمت بسخرية من بين دموعها لتقول ببكاء:
"أنت أحقر رجل رأيته في حياتي"
لم يجيبها وظل صامتاً، هه طبعاً سوف يصمت فكيف له أن يجيبها وهو من فعل فعلته الشنيعة تلك، أردفت له ببكاء:
"أريد أن أذهب إلى منزلي لا أريد العودة إلى منزلك"
تنهد بقوة ليقول:
"حسناً ولكن لا تظني بأنك سوف تتخلصين مني"
تحدثت بجمود:
"أتمنى أن تنتهي حياتي وعندها سوف أتخلص منك وسأرتاح كثيراً"
نظر لها بعتاب ليشيح بوجهه عنها وهو يفكر بمدى مقتها له، ولكن مهما يكن لا يجب عليها أن تفكر بالموت نهائياً، تفكر بالموت بينما هو لا يفكر سوى بها وبامتلاكها، كيف سيستطيع العيش بدونها إذا ماتت أو حدث لها شيء، مؤكد بأن حياته لن يصبح لها معنى.
دقائق أخرى من الصمت وبينما سارة كانت تجفف دموعها التفتت لتنتبه ليد سامح التي يقود بها وكانت مليئة بالدماء، تحدثت بخفوت:
"مابها يدك"
نظر ليده ليقول ببرود:
"ليس مهم"
تنهدت بقوة لتقول:
"الأفضل أن تعالجها"
ابتسامة عاشقة نمت على شفتيه عندما رأى خوفها اللامباشر عليه، ولكن ابتسامته تلاشت عندما سمع جملتها بلكنتها الباردة:
"لاتظن بأنني خائفة عليك أنت لا شيء بالنسبة لي خصوصاً بعد هذه الفعلة التي فعلتها بي"
نظر لها ببرود ليبتسم بسخرية ويحرك رأسه موافقاً ومن ثم وجه نظره للأمام ليكمل قيادته متوجهاً بها إلى منزلها.
------
عندما وصل سامح إلى منزله كان جميع أفراد العائلة بانتظاره، دخل عليهم والتعب ظاهر على وجهه، كانوا قلقين عليه وعلى سارة بينما نيران الغيرة كانت تنهش بصدر كل من جيداء وإياس لإنهما تيقنا بأن سارة معه، برر لهم موقفه وكذب عليهم كذبته ومن ثم توجه إلى غرفته ولكن جومانة وخديجة لم تقتنعا بتبريره لذلك قررتا استجوابه ولكن ليس الآن وإنما في اليوم التالي.
-----
في اليوم التالي
وفي المساء كان سامح جالساً في مكتبه وهو يفكر بفعلته مع سارة، ينظر للسقف بشرود ويتخيل سارة أمامه، حاول مراراً وتكراراً أن يتصل بها ولكن مامن جدوى ولم تجيبه نهائياً، دقائق ودخلتا عليه خديجة وجومانة لينظر لهما ببرود ويشيح بوجهه عنهما، تقدمت خديجة وجلست أمامه وفعلت جومانة المثل، ابتسم سامح بسخرية ليقول:
"أعلم بأنكما أنتما الاثنتان لم تقتنعا بما حدثتكما عنه البارحة أليس كذلك"
تحدثت خديجة بثقة وبرود:
"أجل وأريد أن أعلم ما الذي فعلته للفتاة"
تنهد سامح ليبلل شفتيه ويقول:
"أنا لم أفعل شيء أختي"
عقدت خديجة حاجبيها لتقول:
"لم أفهم"
مسح سامح على وجهه ليقول بهمس:
"أنا متعب كثيراً"
تنهدت جومانة لتقول بلطف:
"أخي مابك حدثنا ما الذي حدث البارحة فأنا وخديجة نعلم جيداً بأن كلامك ليس صحيحاً لذلك حدثنا وصارحنا أرجوك"
نظر سامح لشقيقتيه بأعين دامعة ليرفع حاجبيه ويتحدث بابتسامة مجنونة:
"ما الذي تريدما معرفته بالتحديد، أنا ارتكبت خطأٌ فادح بحقها، لقد آذيت صغيرتي وجعلتها تتألم، هي الآن تبكي بسببي"
أنهى جملته ودموعه تهدد بالسقوط في أي لحظة، نظرت له خديجة بعينان جاحظة مخافة من أن يكون سامح قد قام بأذية سارة أو ماشابه وكذلك جومانة كانت تفكر نفس التفكير، ثواني من الصمت ليبتلع ريقه بصعوبة ويحدثهما بكل شيء حدث وكل شيء فعله بها، كانتا تستمعا له بإنصات ولكن بعد ذلك لم تستطع خديجة تمالك أعصابها لذلك نهضت وصرخت به بأعلى صوتها:
"ما الذي فعلته أيها المجنون، كيف تفعل ذلك بها، وأنا التي كنت أدعمك في قراراتك وأقف بجانبك لكي تحصل عليها، هذا ماتفعله بها الآن، أهذه هي رجولتك أيها الغبي"
نظر لها بعينان دامعة ونظرة باردة ولم يتفوه بحرف، في الواقع خديجة مهما كانت هادئة ولكنها امرأة نيرانية ولا تستطيع أن ترى الخطأ وتصمت عنه لذلك هي تنقلب مائة وثمانين درجة عندما تغضب وتتحول تماماً من امرأة هادئة ورزينة إلى امرأة حادة وغاضبة كالجحيم، وطبعاً جومانة تعرف أختها عز المعرفة لذلك خافت كثيراً من أن تزيدها على أخيها لذلك حاولت تهدأتها وتهدأة الوضع بشكل عام، تحدثت جومانة بهدوء:
"أختي اهدئي قليلاً لا يجب عليكِ الانفعال، لنسمع أولاً تبريراته وما هو الدافع الذي جعله يقوم بفعلته مع الفتاة"
تحدثت خديجة بعصبية:
"ما الذي تريدين أن أفعله مثلاً، أن أجلس وأضع قدم فوق الأخرى وأصفق له وأقول له ممتاز على مافعلته يا أخي الأصغر ها"
صمتت جومانة لتنظر خديجة إلى سامح بحدة وتقول:
"اسمعني جيداً سامح، هذه الفتاة سوف تنساها نهائياً ولن تقترب منها بعد الآن، فإن كان الرجل الذي عشقها من كل قلبه قد غدر بها ولم يكن لها رجل فلن أعتب على ابنك الذي هو مثلك تماماً"
أنهت جملتها الحادة ومن ثم أرادت أن تخرج من المكتب ولكنها استدارات لتردف له:
"وبالمناسبة حفل زفاف سارة وإياس سوف يتم في موعده، فعلى الأقل ابنك لم يصل إلى فعلتك بعد ولم يفكر بأن يفعل بها هكذا"
أنهت جملتها وخرجت من المكتب متوجهة إلى غرفتها بينما سامح ظل ينظر للفراغ بشرود، نظرت له جومانة بحزن لتربت على كتفه وتقول:
"لا تقلق أخي هي الآن غاضبة ولا تعلم ما الذي تقوله، مؤكد بأنها ستراجع نفسها وتسحب كلامها"
ابتسم سامح بسخرية ليقول:
"فلتتكلم كما تشاء، ولتشهدي على كلامي بأن هذا الزفاف لن يحدث"
تنهدت جومانة بقوة لتقول:
"أتمنى أن تفعل شيئاً صائباً هذه المرة لكي تكسب قلب سارة"
حرك رأسه بإيجاب وهو ينظر للاشيء بشرود لتقبل رأس أخيها ومن ثم خرجت من المكتب متوجهة إلى غرفتها أيضاً.
End flash back.
_________________________
لم يكن يجدر به أن يحدث شقيقته التي قامت بتهزأته وجرحه في حديثها ولكن قلقه وخوفه على صغيرته تخطى كل شيء لذلك سمح لنفسه أن يلجأ لشقيقته ويدق عليها بابها، أتاه صوتها من الداخل لتقول:
"تفضل"
أدار مقبض الباب ودخل إليها بوجه جامد، حالما رأته حتى نظرت له بلؤم ومن ثم أشاحت بوجهها عنه، توجه إليها ليجلس بجانبها لتقول له وهي تشيح بوجهها عنه:
"ماذا تريد"
تنهدت بقوة ليقول:
"أريدكِ أن تذهبين إلى سارة وتطمئنين عليها أنا قلق جداً عليها لإنها لم تخرج من المنزل ولم تجيب على اتصالاتي أبداً"
نظرت له لتبتسم بسخرية وتقول:
"هه وهل تريد منها أن تجيب على اتصالاتك وتحدثك بعد كل مافعلته بها"
أخذ نفساً عميقاً محاولاً التماسك ليقول:
"أختي أرجوكِ لا أريد منها شيء أريد فقط الاطمئنان عليها"
تحدثت خديجة بجمود:
"ولما لم تذهب إليها"
أجابها سامح:
"ذهبت وطرقت عليها الباب كثيراً ولم تفتح لي"
نهضت لتفتح خزانتها وتنتقي شيء من ثيابها وتقول:
"سأذهب ليس من أجلك بل من أجلها هي، أنا أيضاً قلقة عليها"
ابتسامة خفيفة نمت على شفتيه ليشكر شقيقته ويقول:
"حسناً سأوصلكِ أنا وسأنتظركِ بالأسفل لن أصعد معكِ إلى المنزل"
تحدثت بصرامة:
"سأذهب لوحدي أعرف المنزل لا داعي لإن تتعب نفسك"
كز على أسنانه وحرك رأسه بحدة وخرج من غرفتها، دقائق وتجهزت خديجة لتخرج من غرفتها وتتوجه للأسفل إذ أنها قابلت سامح على السلام وهو يهبط للأسفل، لفت انتباهها صوت الضجة وجيداء واقفة أمام باب المنزل تستقبل أحدٌ ما، ثواني وظهرت أمامها خلود ووالدتها التي تدعى (جميلة)، رفعت حاجبها بلؤم ورفعت رأسها بتكبر لتبتسم بسخرية وتتقدم منهم وتتحدث ساخرة:
"أووه أووه من أرى أمامي يا إلهي السيدة جميلة وابنتها المحترمة خلود في منزل سامح الأزهري يا أهلاً وسهلاً"
نظرت لها جميلة بتكبر لتبتسم بسخرية وتقول:
"سررت برؤيتكِ ياخديجة هانم"
ضحكت خديجة برزانة لتقول:
"شكراً لكِ عزيزتي، ااا هيا قولي لي ما المصيبة التي أتيتي بها أنتِ وابنتكِ هذه المرة"
تنهدت جميلة بغيظ لتقول:
"خديجة هانم أنا لم آتي لافتعال المصائب هدفي من الزيارة هو أن أرى أختي واطمئن عليها"
ضحكت خديجة بقوة لتهمهم لها، صوت ضحكة خديجة كان عالٍ نوعاً ما وكما حدثتكم بأن خديجة لا تضحك بقوة إلا نادراً لذلك صوت ضحكتها كان شيئاً يدّعي للاهتمام من قبل عائلة الأزهري لذلك نهض البعض ليروا ما القصة، اجتمعت ملك ومنيرة وجومانة وبسمة وحلا ولؤي ومراد وإياس وماسة وأيضاً سامح كان واقفاً من أول ما دخلت جميلة وابنتها، تلاقت عينان جومانة بعينان جميلة لتبتسم جومانة بسخرية وتقول:
"أووه انظروا من أتى إلينا السيدة جميلة التي لا تمت لإسمها بـ صلة"
ضحك البعض بخفوت والآخر بقوة لتحتد نظرة جميلة وتتحدث من بين أسنانها:
"ما بالكم اجتمعتم علي ها، أتيت لأرى أختي ولن يمنعني أحد"
انضمت لهم حنان لتقول:
"ومن منعكِ عزيزتي تفضلي ادخلي ولكن.."
قطعت جملتها لتنظر لخديجة نظرة ذات مغزى لتكمل خديجة عنها:
"ولكن اسمحي لنا ابنتكِ المحترمة خلود لن تدخل معكِ لإسباب خاصة وفي منتهى السرية"
رفعت جميلة حاجبها لتقول بلؤم:
"هاهاها لقد أضحكتني جداً يامدام أنتِ وشقيقتيكِ المدللتين، هذا منزل أختي وأنا سأدخل وبرفقتي ابنتي وغصباً عن الذي يريد والذي لا يريد، ثم أنني أتيت لكي نصفي حساباتنا بشأن طردكِ لابنتي ياخديجة هانم"
ضحكت خديجة بقوة وقد شاركتها جومانة وحنان الضحك، أرادت أن تتحدث ولكن تدخل سامح بالموضوع أسكتها ليقول سامح ببرود:
"مالك هذا المنزل لا يسمح بدخول العاهرات، إن أردتي ادخلي من دون ابنتكِ لكي ترين شقيقتكِ وإن لم يعجبكِ الأمر خذي شقيقتكِ معكِ واشبعي منها ومن رؤيتها في منزلكِ"
نظرت له جيداء بعينان جاحظة ومن ثم بحدة كذلك جميلة وخلود قد فعلتا المثل لتتحدث خلود بحدة:
"ما الذي تهذي به ياسيد سامح أصبحنا الآن عاهرات أنا ووالدتي! أنسيت كلامك لي في السابق"
ابتسم سامح ببرود ليقول:
"لا لم انسى أبداً وأيضاً لم أنسى ماحدث في المكتب"
جحظت عيناها بقوة عندما سمعت بجملته ومن ثم ناظرته بحدة لإنه يهددها، ابتسم سامح بسخرية ومن ثم وجه حديثه لجيداء قائلاً:
"جيداء يتهيأ لي أنكِ سمعتي كلامي أنتِ وشقيقتكِ وابنتها"
كزت جيداء على أسنانها وناظرته بحدة فهي تعلم لما يرمي إليه، أدار ظهره ليهم بالرحيل ولكن صوت خلود أوقفه لتقول:
"كيف حال ناصر ياعمي سامح"
هذه الجملة جعلت الدماء تغلي في عروق سامح، استدار لها ليحدثها ببرود:
"يتمنى قضاء ليلة مع العاهرات أمثالكِ"
أرادت جميلة وخلود وجيداء أن تعترضن ويتحدثن، أي واحدة منهن تتحدث وتنفجر في وجهه لا يهم ولكنه أوقفهن بكلامه الموجه لـ لؤي ابن جومانة ليقول:
"لؤي ابن أختي العزيزة، لطالما كنت تحب هذا النوع من الفتيات لذلك خذها لك عزيزي"
كتم إياس ومراد ضحكتهما وأيضاً لؤي ولكن مراد لم يستطع أن يكتم ضحكته أكثر لذلك انفجر ضاحكاً أمام الجميع مما جعل جيداء وجميلة وخلود يناظرونه بحدة، أنهى جملته سامح ونظر لهن بسخرية ومن ثم صعد إلى غرفته، أيضاً خديجة ضحكت بشماتة واستفزاز ومن ثم نظرت لجومانة نظرة ذات مغزى بمعنى أن تتولى الأمر، أرادت خديجة أن تخرج من المنزل ولكنها تذكرت شيء لذلك التفتت وحدثت جميلة:
"أووه بالمناسبة إن أردتي انتظريني ريثما أعود لكي نصفي حساباتنا عزيزتي"
أنهت جملتها وضحكت بشماتة ومن ثم خرجت من المنزل متوجهة إلى منزل سارة.
------
مضى قرابة الربع ساعة ومن ثم وصلت إلى منزل سارة، هبطت من سيارتها ودخلت إلى المبنى لتصعد السلالم ومن ثم وصلت إلى منزل سارة، طرقت على الباب وانتظرت قليلاً ولكنها لم تفتح لها، ظلت تطرق على الباب كثيراً وتدعها تسمع صوتها لكي تطمئن بأنها خديجة وليس أحد آخر، ثواني وفتحت لها سارة وهي بوجه شاحب وعينان دامعة ونظرة واهنة، نظرت لها خديجة بقلق لتقول لها:
"عزيزتي سارة مابكِ ياقلبي"
حركت رأسها رافضة ولم تجيبها لتدخل برفقة خديجة إلى الداخل وتجلسان في الصالة، دقائق من الصمت لتتحدث خديجة وهي تملس على شعر سارة لتقول:
"أهكذا تقلقينا عليكِ ياسارة، لما لم تجيبين على اتصالاتنا"
ترقرقت عيناها بالدموع ومن ثم انفجرت بالبكاء لتحتضنها خديجة وتطبطب على ظهرها تاركة إياها تخرج كل القهر الذي بداخلها.
بعد فترة قصيرة هدأت سارة قليلاً لتقول لها بنبرة باكية:
"ألم تعلمين بالذي فعله بي أخاكِ"
تنهدت خديجة بحزن لتقول:
"بلى لقد علمت وصدقيني لم تهوني علي ياسارة، أنا الآن هنا لكي أساعدكِ ولكي أفعل لكِ ما تشائين، اطلبي أي شيء تريدينه وسأفعله لكِ، لن أضغط عليكِ بشأن سامح ولن أدعكِ تكونين له، أنا معكِ بكل شيء تريدينه صدقيني وسوف أساعدكِ حبيبتي"
نظرت لها بعينان دامعة وهي تشهق ببكاء لتقول:
"أحقاً ستقفين بجانبي وتسانديني"
تحدثت خديجة بابتسامة:
"أقسم لكِ سأفعل ماتشائين وأدعمكِ بأي شيء تريدين فعله"
ابتلعت ريقها بصعوبة لتأخذ نفساً عميقاً ومن ثم زفرت بقوة لتقول:
"إذاً سوف تظلين معي إلى الأخير وإلى أن أخرج من عائلتكم نهائياً صحيح"
ابتسمت خديجة بخفة وحركت رأسها موافقة لتردف لها سارة:
"حسناً إذاً، سوف أتزوج إياس وسأظل معه فترة قصيرة ومن ثم ستساعديني لكي أتطلق منه، هذه الطريقة الوحيدة التي ستجعل سامح يبتعد عني"
همهمت لها خديجة بتفهم وتنهدت بحزن على حال أخيها، فمهما هزأته وشتمته يبقى اخيها الذي تريد سعادته وراحته، ولكن الوعد الدي قطعته على سارة فوق كل شيء وستساندها بأي شيء تريده، تحدثت خديجة بثقة:
"حسناً وأنا سأبقى عند وعدي، ولكن لي عندكِ رجاءٌ صغير"
أجابتها سارة:
"حسناً ماهو"
تحدثت خديجة:
"أريدكِ أن تعودين معي إلى منزل سامح وسيتم كل شيء حسب ما اتفقنا وكما تشائين وصدقيني لن يتجرأ أحد على الاقتراب منكِ"
شردت سارة قليلاً ومن ثم حركت رأسها موافقة، ابتسمت لها خديجة ونهضت اثنتاهما لكي توضب سارة جميع أغراضها وتعود معها إلى المنزل.
-------
في منزل سامح
كان الجميع مجتمعين في صالة المنزل الكبيرة وأيضاً جميلة كانت موجودة ولكن خلود لم تدخل وإنما عادت أدراجها مخافة من سامح، لم تكن جميلة مسرورة بهذه الجلسة نهائياً ولكنها تحاملت على نفسها لتقول لجيداء:
"بالمناسبة متى موعد حفل زفاف إياس"
تحدثت جيداء بابتسامة واثقة:
"على موعده بعد عشرة أيام تماماً"
همهمت لها جميلة وحركت رأسها موافقة مما جعل جومانة تضحك بقوة على جملتها وثقتها التي ستذهب بعرض الحائط بعد مدة، فكلهم يعلمون عندما سامح يحتم على شيء يحصل عليه، ناظرتها جيداء بحدة لتقول:
"على ماذا تضحكين عزيزتي"
تحدثت جومانة ضاحكة:
"هناك مفاجأة جميلة جداً تنتظركِ ستعرفينها بعد قليل ياقلب أمكِ"
نظرت لها جيداء وجميلة بلؤم ومن ثم أشاحتا بوجهيهما عنها، دقائق ودخلت خديحة بابتسامة واسعة وبرفقتها سارة، تفاجأ الجميع بوجود سارة ولكن مالبثوا حتى نهضوا واستقبلوها أروع استقبال عدا ماسة وجيداء وجميلة.
نعم جميلة لا تحب سارة لإنها خطيبة إياس وهي تعلم بأن ابنتها تحب إياس وهو لم يعيرها أي اهتمام لذلك تكرهها فهي قد أخذت حبيب ابنتها، حسناً هذا هو مفهومها للعلاقات.
جلست مع الجميع واطمئنوا عليها كما أن جومانة فرحت كثيراً بمجيء سارة ولكن معالم الحزن فوراً ظهرت على وجهها عندما حدثتها خديجة بالذي تريده سارة.
دقائق ودخل عليهم سامح وتقابلت عيناه بعيناها ليبدأ قلبه يقرع كالطبول ويتعرق وجهه، ابتلع ريقه ولمعت عيناه بالفرح عندما ظن بأنها قد عادت من أجله ليقترب منها ويسلم عليها برسمية، لم تكن تريد أن تسلم عليه ولكنها أجبرت على ذلك كونهم الجميع موجودين، جلس مقابلاً لها وعيناه لم تنزاح عنها لدرجة أنه عندما يحدثه أحد أو يسأله أي سؤال يجيبه وهو ينظر لها، بينما هي لم تنظر له نهائياً وأشاحت بوجهها عنه وظلت جامدة، أما عن إياس فتهلهلت أساريره عندما رآها لإنه كان خائفاً من أن تكون لم تعد تريده ولكنها عادت فهذا معناه أن كل شيء على مايرام وكل شيء سيمشي كما خطط له، نهض ليقف أمامها ويتحدث بابتسامة:
"سارة تعالي معي أريدكِ قليلاً"
ابتلعت ريقها بصعوبة وأرادت أن تعترض ولكنها تذكرت لما هي أتت وعلى ماذا تنوي لذلك ابتسمت بوجه إياس ونهضت معه ليتوجهان إلى الحديقة تحت نظرات سامح النارية والحادة، فعلتها هذه جعلته يكور قبضته وتغلي الدماء في عروقه لذلك نهض بعنف وصعد إلى غرفته تحت نظرات والده الذي ربما قد فهم ما سر تغيير ابنه الأصغر وعذاب قلبه.
-------
في المساء الجميع كان مجتمعاً على مائدة الطعام عدا سامح الذي كان خارج المنزل خصوصاً بعدما سمع من شقيقته ماتنوي فعله سارة وما الذي تريده، لم يصدق بأنها ستتخذ هذا القرار وتقبل بالزواج من إياس، في حينها برزت عروقه واحمرت عيناه من فرط الغضب الذي كان يكبته ليخرج من المنزل كالمجنون.
في الحقيقة خديجة وجومانة حزنتا كثيراً على سامح وأرادت جومانة أن تحدث سارة وتجعلها تغير رأيها ولكن خديجة منعتها ولم تحبذ فكرة الضغط على سارة نهائياً.
------
عند الساعة الثالثة صباحاً
دخل إلى المنزل وحالته مزرية بكل معنى الكلمة، هندامه غير مرتب يحمل بيده سترته وأول أزرار قميصه مفتوحة وشعره غير مرتب، لم يكن ثمل وكان يعي كل شيء أمامه، أجل لقد شرب ولكنه مازال صاحياً، تنهد بقوة ليصعد السلالم بتكاسل، مر من جانب غرفتها ووقف استدار وهم بطرق الباب عليها ولكنه تردد، فتح الباب فجاة وظهرت أمامه مما سبب لها جفلة قوية، نظرت له ببرود وأرادت أن تغلق الباب ولكنه منعها ليدخل عليها ويغلق الباب خلفه ويقول:
"أريد أن أتحدث معكِ قليلاً"
نظرت له بغضب وقليل من الخوف وهي تعود بخطواتها للوراء ليقول بحذر:
"لا تخافي لن أفعل لكِ شيء فقط سنتحدث"
ابتلعت ريقها لتشجع نفسها وتقول:
"لا يوجد كلام بيني وبينك، ثم أنني أعلم ما الذي تريد قوله وأنا سوف أختصر عليك الأمر وأقول لك بأن زواجي من إياس سوف يتم ولا شيء سيتغير لذلك لا داعي للنقاش نهائياً"
نظر لها ببرود ليقول:
"هذا آخر كلام عندكِ"
تحدثت بثقة:
"أجل آخر كلام وهيا اخرج من غرفتي إذا سمحت"
حرك رأسه موافقاً ولم يناقشها نهائياً وخرج من الغرفة متوجهاً إلى غرفته، تعجبت كثيراً من استسلامه الفوري وعدم نقاشه معها ولكنها لم تهتم نهائياً وتجاهلت أمره.
------
أيام تتلوها أيام وحياة أبطالنا على ماهي
لا يوجد شيء جديد سوى أن سامح لم يعد يحتك بسارة ولا يزعجها ولا يحدثها أبداً، لدرجة أنه لا يجلس في المنزل وإنما يعود في منتصف الليل ولا أحد يعلم أين يقضي وقته مما جعل الجميع في حالة تعجب، حاولت خديجة أن تعلم مابه وتستجوبه ولكنه كان يجيبها بهدوء وبرود بأنه بخير ولا يحدثها عن سارة نهائياً أو يهتم لأمرها بتاتاً.
في الواقع سارة تعجبت كثيراً من استسلامه للأمر لإنها كما تعلم بأنه لا يسكت عن حقه ويأخد كل شيء يريده ويحارب أيضاً لكي يربح هذا ماقاله لها ولكنها لم ترى أية محاربة من قبله في الأونة الأخيرة مما سبب لها خوف من القادم وتعجب من حالته، للصراحة لم تكن مرتاحة ولا فرحة وكان بعض الحزن والخوف يتملكها ولكنها كانت تلهي نفسها بالتجهيزات لحفل زفافها.
------
وها هو اليوم الموعود قد أتى
يوم حفل زفاف إياس وسارة، ليس الجميع فرح لهذا الزفاف ولكن هناك من كان فرح أيضاً وخصوصاً إياس الذي وأخيراً سيحصل على سارة كما يظن، وطبعاً جيداء كانت تطير من الفرحة لإن ابنها سيتزوج سارة وسيبعدها عن طريقها وطريق سامح فهذه هي الطريقة الوحيدة التي سوف تحافظ على زوجها من سارة.
كانت سارة جامدة وباردة لا تبدي أي ردة فعل نهائياً وقد شعرتا بها جومانة وخديجة وحزنتا كثيراً عليها، أرادت جومانة أن تعترض وتحاول إقناع سارة بعدم التهور بشأن خطوتها هذه ولكن خديجة منعتها ولم تدعها تتدخل، كانت سارة تبدو بكامل رقتها وأنوثتها ومظهرها الرائع والخاطف للعقول.
كذلك إياس بعدما تجهز وبدى بكامل وسامته وبينما كان موجوداً في صالة المنزل مع جميع العائلة وهو يتلقى المباركات والتهنئات من قبل الجميع ومنتظراً عروسته بفارغ الصبر، لم يكن سامح موجود مما أثار تعجب الجميع فاليوم حفل زفاف ابنه الوحيد كيف لا يكون أول الناس ويقف بجانب ابنه، هبطت خديجة إلى الأسفل وهي بكامل أنوثتها وزينتها لتنضم إليهم وتجلس بينهم والقلق ينهش بقلبها مخافة من غياب أخيها الغير متوقع، دقائق وصدح صوت رنين هاتفها مما جعل الجميع يصمت لتجيب هي برسمية:
"مرحباً"
أتاها صوت رجل غريب ليقول لها:
"عفواً سيدتي أنا أتحدث من المستشفى"
جحظت عيناها عندما سمعت بجملته ليردف لها الرجل:
"السيد سامح تعرض لحادث وهو الآن عندنا" ....
"أراني أذوبُ ياعُمري ولا أدري مايجبِرُني
نيرانٌ فا تُشعِلُني ودمعُ الذاتِ يُغرقني
وأنتَ أراكَ تأسُرني مني إليكَ تسرقني
أراني أذوبُ ياعُمري وليسَ سِواكَ يُنقذُني"
_______________________
السلاااام عليكم
شو رأيكم بالبارت ؟!
ياترى عنجد سامح عمل حادث ولا ممكن تكون تمثيلية منو ؟!
بعد كل هالشي الزفاف رح يتم ولا لا شو رأيكم ؟!
شو بتتوقعوا ردة فعل سارة بس تعرف باللي صار مع سامح ؟!
وشو رأيكم بالقرار لي اتخذتو بشأن زفافها مع إياس ؟!
توقعاتكم + اقتراحاتكم
منلتقي البارت الجاية ان شاء الله
دمتم بأمان الله ❤
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية احببت حبيبة ابني) اسم الرواية