رواية اسرار الماضي لبنت ناس الفصل الثامن عشر 18 - بقلم رينا الهادي
بسم الله الرحمن الرحيم
اسرار الماضي لبنت ناس
بقلم/ رينا الهادي
الجزء الثاني الفصل الثامن عشر
الطمع (١٨)
جاء صوت من هاتف عائشة لتلتقط الهاتف بسرعة وتري فيديو لبرهان أغا وفيروزة وهما يخرجا من حافلة المشفي ويمشي ببطء للعزاء ويستقبل كلا من ادام وعمران وهو يفتح زراعية لهما ثم يبكيان في حضنة بينما تربت فيروزة عليهما بحنان .
أغلقت عائشة الفيديو بارتياح و بعثت كلمة واحدة فقط لايغمري هي شكراً .
ثم نظرت لنهر وهي تقول أنا كمان محتاجة حضن ممكن ؟ ثم تحركت لجانب السرير عند الحائط و هي تفتح زراعتها لنهر لتنام نهر وهي تحتضنها وتقول : الحمد لله حاسة أن إلي جالك في الفون ريحك لتهز عائشة رأسها .
نهر : مش عاوزة تحكي ؟
عائشة و هي تدفيس وجهها بعنق ٱبنتها وتأخذ نفس طويل من رائحة نهر: مش قادرة و مش وقتة هحاول انام بالمناسبة فيك كتير من حنية جدك وريحة جدتك .
نهر : جدي حنين ؟
عائشة : قوي قوي بس علي أهل بيتة وزي ما بيقولوا هنا بيركب الوش الخشب في شغلة يحب النظام والتفاني في العمل لكن عادل مع الكل .
نهر : وجدتي ؟
عائشة : علاقتي إتحسنت بها بعد ما سافرت أمريكا ودة بسبب والدي اليغ الح عليا أحسن علاقتي بيها و كان كتير مش بيرد عليا ويخليها هي ترد ممكن تقولي عليها صارمة و مش بتفوت غلطة كانت عاملة أوضة عقاب و غالبا قضيت معظم طفولتي وشبابي فيها أختي الكبيرة كانت منظبطة جدآ قليل ما كانت تتعاقب تعرفي والدي أوقات كتير كان يجي يقعد معايا من وراها و ياخدني في حضنة زيك كدة لما عملتي مع عمر.
نهر : غالبا الأم حنونة و الأب بيكون صارم إنت العكس .
عائشة : بابا كان روحي لكن الفترة الأخيرة لما حب يبعد علشان اقرب من اغمي فتحت لأمي قلبي و قلت لها كل أسراري إنهياري النهاردة لسببين موت حد عزيز عليا و عرفت أن والدي محجوز في المستشفي عندة انهيار والفيديو الي جة من شوية كان علشان يطمني علية طلع الحمد لله .
نهر : لو راحتك مع أهلك ....
عائشة : ما تكمليش نهر أنا بفضفض معاك هما خلاص نسيوني تماما و هنرجع لهم في يوم أكيد لكن لما إنتم تكبروا شوية و عظمكم ينشف و أحل مشاكلي مع مصطفي عمر لة الإختيار يكون معايا أو معاة كدة كدة هيكبر ويبقي لة بيت لكن ماقدرش أرجع دلوقتي لأسباب كتير لما يجي الوقت هحكي عنها .
نهر : طب نامي آنة أنا معاك و جدوا هيبقي كويس نامي إنت تعبانة .
أغمضت كلا من نهر و عائشة عيونها وناما , دخل عمر عليهم وجدهم بأحضان بعض تمني أن يكون وسطهم لكن السرير ضيق ذهب للغرفة الأخري و رمي نفسة علي السرير و نام وهو فارد يدية ورجلية ليأخذ معظم السرير وينام.
في تركيا .
بعد أن أبتعد اغدم عن حضن جدة التفت ووجد ايمري .
آدم : إيمري بيك حضرتك لسة ما روحتش .
ايمري : غيرت رائي و قلت اطمن الأول علي برهان اغا.
برهان : أهلا سيد إيمري و كيف حال زوجتك (اختنقت كلماتة وهو يقول ) نديم قال لي انها تعبت في الحفلة .
إيمري : فعلا جة زارني في البيت بعد خروجها من المستشفي لكن هي مش زوجتي أنا لما جيت إسطنبول لاقيتها مع بنتي في الفيلا أصلها تعتبر هي الغلي ربت بنتي و عائشة هانم (وشدد علي الكلمة ) بتعتبر بنتي بنتها .
فيروزة بغضب : و دة يخليك تجبها معاك حفلتنا هي مربية بنتك .
برهان : مش وقتة يلا بينا .
آدم : إيمري بيك معانا تقريبا من الصبح ومنع الصحافة تصور حاجات كتير وعرض خدماتة لو إحتجت حاجة .
نظر برهان أمامة و وجد أبناء أخوات نديم فنظر لآدم وقال : إيمري بك كان في الجيش و لما خرج عمل شركتة أعتقد لة علاقات كتير يقدر يساعدنا بيها ممكن تقعد شوية معانا .
إيمري : اكيد تحت أمرك اغا .
برهان : أدخلي يا فيروز مع عمران جوا للسيدات وانا هقعد شوية اسمع قرأن وجاي .
إستند علي كتف آدم ليمشي فأسرع إيمري ليسندة من اليد الأخري و يتجهوا بة الي عزاء الرجال .
برهان : الله يرحمك يا نديم كان بيحب يعمل كل العادات المصرية حضرت معاة عزا والدة وعزا اخوة الله يرحمهم ووصانا نعمل عزا لية لو مات و أنا وصيتة يعمل لي عزا و كنت متاكد اني هموت قبلة ........اعمار .
ايمري : الله يرحمة ويصبركم .
جاء رفيق و معاذ و قاسم ليقوموا بواجب العزاء لبرهان أغا وسلموا علية .
برهان أغا: وصلتم أمتي قبل أو بعد الدفن .
رفيق بلغة تركية ضعيفة : وصلنا من ساعات أغا لم نحضر الدفن .
برهان : عزائي لكم فقد كان والدكم أيضا .
رفيق : فعلاً كان بيعتبرنا اولادة زي آدم وايزل .
برهان : اقعدوا يا أولاد ولا تعبانين من السفر .
معاذ : كنا محتاجين نتكلم معاك شوية أغا .
تنحنح ادام وهو يجز علي أسنانة : مش إتفقنا غدا وليس اللية .
معاذ بإحراج : أكيد بس بعطية خبر أننا محتاجين إن شاء الله نتكلم معاة .
برهان و هو يتطلع لآدم والشباب وتكلم بالإنجليزية : اسمع قران واستريح واهدي ونتكلم اليوم فقد أعطوني فرصة لإلتقاط أنفاسي أرجو من السيد ايمري لاني سوف أحتاج لخدماتك فقط البقاء معنا طبعا أتكلم بالإنجليزية ليفهمني الجميع .
اوما إيمري بالموافقة بعد حوالي نصف ساعة تقريبا طلب الغاغا مساعدة آدم لة بالوقوف و الذهاب بحجرة المكتب .
إيمري : تحب أحضر كرسي متحرك تجلس علية كي لا تجهد نفسك .
برهان : أحب أكون زي ما كنت قدام الناس و الصحافة إيمري .
اتكا علي آدم و أيضا ذهب إيمري للمساعدة من اليد الأخري و نظر للشباب و قال لهم أن يذهبوا إلي المكتب الموجود بالطابق الأرضي فسبقوة آلية .
آدم : جدي مش لازم تجهد نفسك أصبر للغد و تكلم معهم .
برهان : أعلم انهم يريدون الإطمئنان علي أنفسهم بني لا تقلق علي ساقوي بكم أنا فقط لا أستريح لرفيق و معاذ فكل أفعالهم فيها الكثير من حب النفس لماذا إنت متجهم في وجوههم .
آدم :يريدوا أن يعرفوا هل ترك أبي وصية أو ترك لهم شئ لم ياتوا للعزاء أو الدفن جاءوا فقط من أجل أموال أبي لم يشفع عندهم موتة فجاءة وخسارتنا لة .
برهان : أعلم فقد حذرت نديم من تدليلهم وأنهم يحب أن يعتمدوا علي أنفسهم ولكن أبوك وقلبة الرقيق افهم أن يعامل الفتيات كذلك و لكن لخاطر نديم ساعطيهم فرصة أخيرة .
وصلوا للمكتب دخلت فيروزة و عمران أشار برهان إليهم : أخرجوا للسيدات هذا إجتماع للرجال فقط.
همت فيروزة بالكلام لكن قاطعها برهان : مش قادر أناقش فمن فضلك اخرجوا .
برهان : سنتكلم بالإنجليزية كي يفهمنا سيد ايمري كما أنني لست فصيح بالعربية و لا أنتم تفهموا معظم الكلمات التركية .
اومأ الجميع برؤوسهم
برهان : فهمت من ادام انكم تكلمتم معة إن كان نديم ترك وصية اقول لكم لا لم يترك أي وصية لم يكن يتوقع أن يموت هكذا في حادث .
رفيق : تعلم أنة كان متكفل بكل مصروفاتنا من تعليم لسكن لمعيشة ما الموقف الان لم يتبقي الا اشهر بسيطة وسنطالب بالدفعة الثانية للترم الثاني هذا بجانب مصروفات المعيشة لم أحب أن أتكلم بهذا لكن الموقف صعب جدا .
برهان : كنت الح علي نديم أن يدخل باي مشروع شريك ليكون لة عون للمستقبل وكانت إجابتة دائما استثمر في اولاد اخوتي ولا أريد أن يحتاجوا شيئا لم يكن يعمل براتب شهري بل بنسبة مئوية من كل مشروع يساهم بة ورغم أنة كان يأخذ أكثر مما يستحق إلا أنة كان دائما يرهق نفسة بمشاريع أكثر و أكثر كي يلبي إحتياجاتكم التي لا تنتهي عفوا رفيق رغم عدم حصولك علي علامات عالية و رسوبك أصريت علي الزواج و الانجاب و تحميل نديم كل مصاريف زواجك قبل و بعد الزواج حتي تجرأ أخوك أيضا السنة الماضية و طلب منة الزواج و عندما أعترض نديم لآنة خاف أن يكون مثلك فمنذ زواجك وإنت تاخد كل سنة باثنين تعرف ما رد فعل أخوك .
معاذ : ماذا فعلت لم أتزوج ثم لماذا كل هذا التوبيخ لم يضرب أحد يدي عمي ليتكفل بنا .
برهان : بلا معاذ فعلت رفضت طلب عمك أن تكون خطوبة فقط كأنك تعاقبة وزد مصرفك بشكل كبير حتي إنك طلبت زيادة أربعة أضعاف لترهقة طلبت تغير السيارة آسف لكن إنتم بافعالكم لم تتركوا لنديم فرصة ليعمل لنفسة أو أولادة اي شئ نديم ليس بالبخيل لكنة كان يعلم إني لن أترك أنا و فيروزة احفادنا و لهذا كان يصرف عليكم كل ما يملك ، إن لة ثلاث حسابات في ثلاث بنوك كنا نحول لة نقودا عليهم مقابل عملة فيها و لا أعتقد أنها بالشئ الكثير فقد سلمتم جميعا لم تدخروا جهداً إلا و فعلتموة لتاخذوا منة كل ما يحصل علية .
رفيق : عمي كان معماري فذ أيعقل أن يكون صرف كل ما يملك علي حياتنا اليومية ألم يكن عندة أي أملاك .
برهان بضحكة إستهزاء: لم يكن يملك إلا النسب التي يحصل عليها ليعطيها بطيب خاطر اليكم حتي أولي السنوات التي قضاها معي قبل وفاة والدكم أخذ كل ما كسب و نزل اليكم وبني بكل ما يملك لكم القصر وفيلا الساحل و فيلا باسم عمتكم و للعلم جاء و هو مديون للبنوك و بدأ بتقسيط ديونة من عملة كنتم صغار لم يتمكن منكم الجشع بعد و تزيد مطالبكم كان يرسل لكم المصروف الشهري و نفقات المدارس إلي أن طلب رفيق إكمال دراستة بأمريكا وأصبح الوضع صعب جدا علية كل عام تريدان تغير سياراتكم و قضاء إجازة بباريس أو ايطاليا أو بالإضافة إلي اسبوعين هنا بتركيا تمنيت أن يحقق حلمة بعمل شركتة الخاصة لكنة فضل أن يهب نفسة لكم فكان يعمل في الشركة ووالبيت و يقلل وقت النوم حتي يجلس مع اولادة ساعة أو أكثر كل يوم اعتقد سيد إيمري تستطيع معرفة حساب نديم من أرقام حساباتة و سوف ادفعها أنا فورا لكم كي تذهبوا الي جامعاتهم أهذا يرضيكم .
رفيق : افرض أن فعلا المبلغ زي ما حضرتك توقعت بسيط هنعمل اية ؟
برهان : إنت متوقع مني أعمل إية ؟ أو نقول عاوزني أعمل اية ؟ أساسا لو مش واخد بالك مهما كان الموضوع مهم بالنسبة لكم كان ممكن تقفوا مع آدم هذ ة الأيام من غير ما تفتحوا كلام في وصية أو حق و إنكم مستعجلين ترجعوا و كنتم ساعاتها هتكسبوا إحترامنا لكن أنا مش فاهم صراحة باي حق بتتكلموا كدة في الوقت دة فرضنا أن المبلغ بسيط ما دخلي انا ؟ أنا إكتفيت بأن جوز بنتي لم يترك ليرة واحدة لاولادة والحمد لله ترك لهم سيرة حسنة و رباهم جيدا .
معاذ باندفاع : يعني مش من حقنا نعرف عمي أمن مستقبلنا ولا سبنا للزمن و حضرتك قاعد تبيع و تشتري فينا علشان عاوزين نعرف حقنا.
قعد برهان علي كرسية : لأ مش من حقكم ولا حقك تتكلم وإنت عارف أننا فقدنا عزيز و تكلموا إبنة في العزا في شئ إسمة أصول و واجب وإحساس كان أحسن لو كل واحد بعت حتي برقية و بعد ما الجرح إلي في قلوبنا يهدي تتكلموا لكن إتيتوا لم أري في عيون حد فيكم دمعة حزن كل همكم الفلوس أوك الفلوس ليكم و لو أثبتم أن نديم كان لة شبر واحد أرض او أي مبني حلال عليكم ، إبنتي و أحفادي هيتنزلوا عنة ليكم كدة الموضوع إتقفل .
رفيق : ممكن سيد إيمري تعرف كام في حسابات عمي الثلاثة .
إيمري : نديم بيك قالي من يومين لا يتعدي العشر الالف دولار ودة من فمة هو ممكن أسرع في إجراءات البنوك طبعا بعد تنازل الورثة و يكون عندكم المبلغ بعد ثلاث ايام .
رفيق : و المبلغ دة هيعمل إية؟ دة ما يغطيش تكلفة شهر ليا و إخواتي .
برهان قللوا من ماصروفاتكم إنتم مبذرين إسمعوا أنا لم أكن أعلم ان المبلغ بسيط لهذا الدرجة أنا سادفع مصاريف الكلية والمدارس الترم الثاني و كل شهر خمس الاف دولار لكم كلكم , رفيق ساحول لك الفين دولار كل شهر ومعاذ الف والفين ستصل علي حساب الوالدة تصرف بها علي البيت ونادين ومعتز و هذا إلي ظهور نتيجة آخر هذا العام ، نجحتوا ستعملوا و تصرفوا علي أنفسكم و أخواتكم فشلتم ليس لي علاقة بكم إتصرفوا أصبحتم رجال و بذلك أبقي رضيت ضميري و نديم في قبرة ، رفاهية ان حد فيكم يعيد السنة تنسوها إما تنجحوا أو تتصرفوا إنتم بنفسكم انا بعمل كدة لخاطر نديم و وعد لجدكم زمان إن نديم وقت ما تحتاجوة يكون سند لكم كدة خلاص نديم مات .
رفيق : لكن أنا يا عمي مش هيكفي معايا ألفين دولار أنا متزوج و ساكن مش في بيتي .
برهان : أعتقد ان البيت مش بتدفع لة إيجار بس بتدفع خدمات مش كدة ولا فاهم غلط أصل البيت ملكي وبعدين مش لازم رفاهيات سيادك الضروري أمشي بة خلص الكلام إتفضلوا أنا تعبت .
خرج الجميع ما عدا آدام و إيمري آدم : جدي أنا عاوز أصرف علي نادين ومعتز لسة في المدرسة والاندال دول مش هيصرفوا عليهم .
برهان : ما تدخلش نفسك في حياة غيرك أبوك مأمنهم لهم أملاك في مصر ممكن يبيعوها لكن هم مش عندهم كرامة أصلا عاوزين يعيشوا ديما عالة علي حد لكن قاسم جاي وما إتكلمتش كلمة واحدة و ظاهر الحزن علية يمكن لأن لية اب هيصرف علية و لانة حزين علي خالة فعلا.
إلتفت إلي إيمري وقال : إزاي نديم يعطيك معلومة زي حسابة كام في البنوك إية الداعي لكدة حد معرفتي حضرتك مورد أجهزة طبية لمستشفي هنا بتركيا وأيضا مستشفي الإمارات مش صديق مجرد شغل و بس ونديم أصلا مالوش أصدقاء غيري انا واولادة .
إيمري : فعلا إلي بنا كان شغل لغاية ما فاجأني نديم بية في بيتي والتعرف علي بنتي و عائشة هانم قبل ما تسافر وترجع مصر بعدها اتكلمنا كذا مرة وإتقابلنا كذا مرة مش تبع شغل واتعرفنا علي بعض أكتر .
آدام : جدو كفاية النهاردة كدة خالي ايمري بيك يروح لبنتة ولو احتاحنا منة حاجة تليفوناتة معايا .
إنصرف إيمري و رجع لبيتة ونام الجميع تلك الليلة بين قلوب مكسورة لفراق وقلوب حزينة لفقد المال و قلوب حاقدة و تخطط لانتقام كان يوم عصيب علي الجميع لكنة إنتهي بالنهاية باشراقة يوم جديد فالحياة ستستمر و لن تقف لاحد
أتت إنتصار باكر بعربة علي بعد أن حكي لها مصطفي ما حدث مع نهر وعمر من رقية و كان علي قلبة كمرجل من النار من قلقةو غضبة من حبس نهر بتلك الحالة فقط يريد الإطمئنان لا أكثر ولا أقل .
علي دق علي البوابة و كانت نهر تغلي كوب من اللبن لأمها أغلقت العين و ذهبت تفتح لتتلقها إنتصار بالحضن والقبلات .
إنتصار : إزيك يا حبيبتي عاملة إية ؟ صحيح أمك حبستك في الخزانة و إنت لسة ما خفتيش ؟
نهر : أهدي تيزة ما أنا زي القرد قدامك أهو إزيك آبية معليش جبناكم بدري و نعبناكم معانا .
لتلتف إنتصار لعلي و تقول : علي دخل الحاجة من العربية جوا في المطبخ .
كانت أعين علي تمشي علي كل حزء بنهر ليطمن نفسة عليها قال بصوت هادي : نهر إنت كويسة بجد لونك مخطوف و خسيتي عن آخر مرة فية حاجة تعباك ؟
نهر بمرح : لأ آبية زي الفل إنت مش ملاحظ إني جيت أفتح الباب أهو يعني بقيت بمشي لوحدي كمان أينعم ببطء لكن بتحسن ما كنتش أعرف إن عمر قالكم عن حبسنا لكن أطمنوا أنا وهو كويسين و عادي يا آبية اي أم وأب بيعاقبوا ولادهم لما يغلطوا .
علي : و انت غلطتي لدرجة حبسك وإنت مريضة و تجوعك .
نهر : أكيد غلطت تاكد ديما من حكم خالتك عائشة مفيش أم بتعاقب حب في العقاب وإنت عارف كويس قلب أنة ولا إية ؟
علي بإبتسامة : عاوزة تقولي ما تتدخلش بيني وبين امي بس بإسلوب كويس ماشي المهم إنك بخير هحط الحاجة و أمشي ( التفت لنهر مرة آخري ) وقت ما تحتاجي تتكلمي أنا ديما مستعد أسمع زي زمان ما تخليش إللي بيحصل من عمي ياثر علينا أي وقت انا في ظهرك .
نهر : عارفة آبية أنا أصلا ماليش صديق غيرك اليومين دول بس بحاول أحسن علاقتي بأمي والم المذاكرة وأحدد أهدافي وأقرب لعمر فية مليون حاجة في راسي شاغليني لكن وقت الضيق هاجي أرمي حملي عليك .
إبتسم علي برضا علي كلامها : وأنا هستني لما تحبي تفطفطي لغير أمي طبعا .
بعد أن مشي علي
إنتصار : اللهي يريح قلبك زي ما ريحتي قلب حبيب امة .
نهر : تيزة أنا بعمل لأنة لبن هعمل لك كوباية معاها وشوفي هي مالها و أرجوك تيزة انا علي هو أخويا الكبير والله أهدي بقي .
إنتصار : مالوا يا أختي دة أنا إبني ألف مين يتمناة, وإنت أصلا لسة مفعوصة ركزي يا أختي في مذاكرتك دلوقتي الدنيا مش هطير داخلة لرقية ........ ااااااة صح هي إفتكرت حاجة ؟ ولا هتقابلني بالوش الخشب .
نهر : خمني إنت؟
مسكت إنتصار نهر من أذنها و هي تقول : و المصحف كنتي صعبانة عليا لما عرفت بحبستك يا بنت رقية بس دلوقتي عاوزة أحبسك أنا بتغظيني يا نهر .
نهر : وحدي الله يا تيزة فية إية بس ؟ شوفي أنا لسة تعبانة و رجلي و جعاني أزاي .
تركت إنتصار أذنها : أكيد إفتكرت طبعا أومال يعني هتتصل بيا وقت ضيقها لية سلام يا قردة أروح أشوف صاحبتي .
دخلت إنتصار لرقية ما إن رائتها حتي إرتمت في حضنها تبكي
إنتصار : وحدي الله يا رقية إية حصل لكل دة ؟ مات لك حد ولا اية ؟
هزت راسها و قال ببكاء : اااااة يا إنتصار و المصيبة أنا السبب .
إنتصار : يالهوااي أهدي كدة و أحكي فية إية ؟
عائشة : ساعديني نروح أوضتي و نحكي علشان نهر لو هتذاكر أو لو هتذاكر لعمر .
إنتصار : ماشي ياختي أستر يا رب .
كان عمر نائم لتحركة إنتصار برفق : أقوم يا عمر قوم يا حبيبي روح الأوضة الثانية يلا قوم أفطر أو كمل نوم هناك يلا .
تافف عمر بضيق : إية دة عاوز أكمل نوم .
إنتصار : قولنا روح الأوضة الثانية كمل نوم , إية قتيل نايم إتحرك يا ولااة .
فتح عينة : إية دة خالتي إنتصار جبتي البطة ؟
إنتصار : يخربيت طفاستك قوم يا إبن المفجوع روح أوضة نهر , أمك تعبانة هقعد معاها شوية و أبقي أطبخ البطة و بعدين بطة آية وإنت لسة هتصحي ؟
عائشة : قوم يا عمر ما فيش بط غير في الغدا .
عمر : مين هيفطرني و هفطر إية ؟
إنتصار : أنا هفطرك يا حبيبي بس روح كمل نومك , وأبقي قوم بعد أربع خمس ساعات كدة وأنا هعملك فطار, لكن دلوقتي مش فاضيين يا بن مصطفي لبطنك .
عمر و هو ينفخ بضيق : أفطر بعد أربع خمس ساعات أومال هاكل البط إمتي بكرة ماشي يا رب أعرف أكمل نوم .
أغلق عمر الباب ورائة و ذهب لينام بغرفة نهر و هو يقول : خاليهم مع بعض و أعرف بعدين ماما زعلانة لية المهم أريح العظمتين دلوقتي .
حكت عائشة لإنتصار باختصار عن نديم واختها وما حدث بتركيا الي أن انتهت بحادث نديم و موتة ودخول والدها المشفي .
إنتصار بدموع : الأعمار بيد الله يا رقية ودة نصيبة ويمكن ربنا عمل كدة فعلا علشان ما جاش اوان اهلك يعرفوا , انت عندك حق تخافي علي عيالك الدنيا بقت غابة استني بنتك تاقف علي رجليها وتخلص ان شاء الله تاخد بس الثانوية وخليك شوية طمني نفسك من ناحية اهلك وبعدين شوفي هتعملي إية, انغت بتقولي بتشتغلي دلوقتي ومالة إصرفي علي نفسك و عيالك الفترة دي وخدي عيالك في حضنك و حاولي تصلحي من عمر و أول ما تحسي إنك مستعدة تواجهي واجهي لكن ما تتنازليش عن حق عيالك كفاية سنين الحرمان و الخوف .
عائشة : انا مش عاوزة فلوس و أملاك يا إنتصار محتاجة أولادي بامان و في نفس الوقت عاوزة أكون بين أهلي صعبت عليا نفسي لما عرفت إن نديم إتجوز عمران و خوفت من ردت فعلها لما أظهر في حياتهم و هي عارفة بان أنا ونديم كنا هنتخطب لبعض و من وضعي الغريب بينهم , لكن برضو دلوقتي خايفة أكتر لما يعرفوا أننا إتقابلنا و إتكلمنا مش عارفة ممكن يفسروا الامور إزاي خايفة علي عيالي متلخبطة وخايفة من أن مصطفي يرجع ياخد عمر ,حزينةعلي وضع اختي واولادها ووالدي ,خايفة و تعبانة و حزينة مش عاوزة أنبهك الكلام ما حدش يعرفة حتي نهر مش عاوزة أشغل بالها غير بمستقبلها .
إنتصار : سرك في بير زي ما كل أسراري معاك أهدي بقي واعرفي إن إنت مش سبب لاي حاجة و هم هناك جنب بعض إهتمي بحالك و عيالك علي ما تظبطي أمورك هسيبك تطمني علي الأخبار من الراجل إلي هناك و تشتغلي شوية و هروح اجهز شوية حاجات يستاهلوا بؤقك إنت و المفجوع إبنك والبنت الغلبانة إلي خست النص دي بالله علية يا رقية ما تحبسيش نهر تاني إحبسي الواد عمر بس .
عائشة : صعبانة عليك نهر ؟
إنتصار : بحبها رغم إنها ملوعة قلب الواد القمر إبني بس برجع و أقول لا محمد و لا امة هيسبوهم في حالهم محمد بيحب علي آة بس بيجي علي ولادة علشان خاطر أخوة , علي قد ما كنت بحب مصطفي و بعتبرة أخويا علي قد ما أنا مش طايقة خلقتة دلوفتي و المصيبة انة في نفس البيت.
مضي اليوم سريعا إرتاحت فية رقية بعد أن حكت كل شيء إنتصار و قد نجحت في ان تهدئها و إحتوائها فهي نعم الأخت لها كما اهتمت انتصار بعمل عدد من الاكلات مع مساعدت نهر لها حتي جائت كلا من أنهار ورانيا فجلسوا في المضيفة و أصروا علي الإشتراك في عمل الكثير من المخبوزات أيضا و كانت إنتصار سعيدة بهم و هي تعلمهم من فنون الطعام اما الأكثر سعادة فكان عمر لما راي من أنواع الطعام و المخبوزات الشهية و خصوصا الفطير والكوماك ( نوع خبر بالسمن واللبن والسمسم في الريف ) وأيضا القرص بالعجوة .
عندما إستيقظت رقية كانت الساعة الخامسة فزعت و أسرعت بالنهوض و ذهبت سريعا حيث رائحة المخبوزات .
رقية : معقول يا انتغصار سيبتيني كل دة نايمة ؟
إنتصار : ما إنت تعبانة و مانامتيش إمبارح يا رقية, ما صدقت نمتي والبنات الحلوين دول ساعدوني دمهم شربات والنبي إتسليت .
رقية : لكن كدة إنت إتاخرتي و تعبتي وما أعدتش معاك و سمعتك أخبارك إية .
إنتصار : بصي نتغدي كدة مع بعض و هاعد معاك شوية انا قولت لعلي يعدي عليا يروحني بعد المغرب .
بعد الغذاء غسل البنات الاطباق و ذهبوا للمذاكرة جلست إنتصار مع رقية و إتفقت رقية مع إنتصار ماذا ستقول لهم في البيت الكبير لأنهم بتاكيد سيسالوها عن سبب إستدعاء رقية لها .
بعد أن إتصرفت إنتصار من عندهم نادت رقية لعمر لتذاكر لة رغم حزنها الذي خففتة إنتصار كثيرا بكلامها معها لكنها أصرت ان تذاكر معة فكفي ما إنقضي من أيام لم يذاكر فيها عمر .
ما إن وصلت إنتصار للبيت الكبير
ودخلت و ذهب علي للعيادة حتي كان الجميع متجمع في المندرة أول من تكلم كانت الحاجة .
الحاجة : ما لسة بدري يا مرات إبني إنت فاكرة نفسك مالكيش بيت ولا إية من بعد الفجر ماشية دوك إفتكرتي تيجي .
إنتصار : معليش يا حاجة ظروف ما كنتش أقدر أسيب رقية ما إنت عارفة بعزها قد إية كفاية إنها حتي و هي مش فاكرة حاجة يا كبدي إتصلت بيا أروح لها و بعدين يا حاجة ما هو اسم الله علية علي جايب واحدة تساعد في شغل البيت ما جتش من يوم عن إذنكم اليوم كان طويل و جاية مهدودة هدخل أريح جسمي كلة بيوجعني .
الحاجة : شوف الباردة هتسيبنا و تدخلي تتخمدي من غير ما تقولي حصل إية ؟
إنتصار بإستغراب : أقول حصل إية لية ؟ واحدة صاحبتي عازتني معاها يوم و زي ما فهمت و سمعت من أستاذ مصطفي ما لوش دعوة بها وزي ما إنت قولتيلي روحي علشان عمر روحت و طبخت و عجنت و دة إلي يهمكوا اغن عمر يكون مبسوط أما إللي حصل بيني و بين صاحبتي أحكية لكم لية ؟ واحدة ائتمنتي علي سرها أقولة لية ؟ لو عوزاكم تعرفوة تقول هي إعذروني رجلي مش حملاني هدخل أرتاح .
الحاجة : أعدل مراتك يا محمد بدل ورب العزة أقوم أجبها من شعرها .
إنتصار : و مالوا يا حماتي مش أول مرة و لا هتكون الاخيرة ما أنا ياما إدست بالرجلين بس خلاص أنا إتفقت مع محمد إبنك بنتي تكمل سنة جواز و يطلقني أصل جسمي وصحتي تعبوا خلاص و ماعدش مستحملة بهدلة ( ونظرت لزوجها بعتاب و دموع متحجرة ) كنت عارفة إنك رضيت أروح لها علشان أوامر الحاجة و الأستاذ مش علشان خاطري أو خاطرها بس الغبواة إلي كانت في دماغي ربنا إزحها عني يا أبو الدكتور إنتم مايهمكوش غير نفسكم أنا ورقية خدامين نسمع الكلام و نخدم و نحط صرمة في بؤنا أنا تحت أمرك يا حماتي وزخلعت طرحتها إتفضلي جبيني من شعري و مرمطي بيا أرض الدار .
محمد : بس أنتم الإثنين أدخلي أوضتك يا إنتصار .
نظرت إنتصار لهم أدخل يا حماتي ولا هتغضبي عن أبو الدكتور .
محمد : شيفاني عيل يا إنتصار قلت إدخلي .
إنتصار : عيل إزاي بس يا أبو الدكتور ما انت واقف و سامع عاوزك تعدلني يا إما تجبني من شعري وإنت واقف بتسمع عادي صحيح أخذت علي البهدلة بس ليا رب أشتكي لة همي ما دام ماليش ظهر .
مصطفي : جري إية يا مرات أخويا الحكاية كلها عاوز أطمن علي أم إبني مهما كان عيش و ملح إنت و الحاجة كبرتوا المواضيع و الحاجة كبيرتنا و طول عمرك بتقولي لها يامة مش حماتي إية جري لدة كلة .
إنتصار : كنت يا أستاذ مصطفي كنت, لكن الزمن خلاني أشوف علي كبر إني مش بنتها وإني بنداس من الكبير و الصغير ومليش راي و لا قيمة و عادي إنضرب مرة وإثنين وعشرة وبقي قدام ولادي و برضو عادي تيجوا علي ولادي و تكسروا بخاطرهم علشان نفسكم عاوزين مني حاجة ولا أدخل أوضتي ؟
محمد : ما أنا قولت أدخلي بس إنت حابة تطلعي إللي في قلبك من ناحيتنا .
إنتصار أخذت طرحتها و ذهبت لغرفتها .
الحاجة : إنت إللي عصيتها علينا يا محمد و دلوقتي واقفة قدمنا و بتحكمنا .
محمد : إنت إللي قليتي مني يامة لما قولتي إعدلها أو أجبها من شعرها دي مراتي كرمتها من كرمتي غير إنك عارفة علي هو إللي أحدها و جابها و مش في بيت غريب أول ما دخلت مسكتيها نأرزة و هي تتجاب بالكلمة الحلوة و كبرت ما عدتش البت أم تمنتاشر سنة إللي هتستحمل تريقة و شغل طول النهار .
مصطفي : ماليش فية يا محمد أعرف رقية كانت عاوزها في إية الواد إبن الكلب عمر مش عارف حاجة كل البطة ولعب وبس .
محمد : أنا خارج بدل ما أتنقط كل واحد همة مصلحتةوبس و برضوا أهم حاجة نعرف رقية كانت عاوزها لية .
يا تري برهان أغا هيربط بين إيمري و عائشة والكلام إللي قالة نديم لة قبل ما يموت هنشوف ونعرف بعدين
أسرار الماضي البنت ناس
بقلم /رينا الهادي
لو عجبك الفصل كومنت او لايك وشكرا
•تابع الفصل التالي "رواية اسرار الماضي لبنت ناس" اضغط على اسم الرواية