Ads by Google X

رواية لأجلك انت الفصل التاسع عشر 19 - بقلم وداد جلول

الصفحة الرئيسية

  

 رواية لأجلك انت الفصل التاسع عشر 19 -  بقلم وداد جلول

 إتهام كاذب
          
                
_________________ 



في المساء 
تجلس آسيل في غرفتها كعادتها وزوجها لم يكن موجود كان لديه عمل طارئ هذا ماقاله لها، بينما كانت تحاول النوم ولكنها لم تستطيع، سمعت صوت حركة بالخارج عقدت حاجبيها باستغراب لتنهض وتقوم بفتح باب غرفتها بهدوء لترى ماذا يحدث بالخارج، خرجت من غرفتها لترى سهى برفقة رجل وقد دخلا لغرفتها، جحظت عينان آسيل وابتلعت ريقها بتوتر وهي تقول في نفسها كيف تأتي برجل إلى بيتها؟ وماذا يفعل عندها؟ وهل وائل يعلم بذلك؟ كل هذه الأسئلة كانت تدور برأسها، تسللت على أطراف أصابعها لتضع أذنها على الباب وتتنصت لتسمع قهقهات خفيفة وهمسات لم تفهم منها شيء، كان قلبها يقرع كالطبول فلا يوجد سوى تفسير واحد لوجود رجل غريب في غرفة سهى وهو بأنها سافلة، عادت لغرفتها متسللة لتدخل ويبدأ عقلها بالتفكير، تنهدت بتوتر وهي تدعي لربها بأن لا يأتي وائل بهذا الوقت. 



بعد مرور وقت ليس بقصير شعرت آسيل بالعطش وقررت النزول للأسفل وحاولت أن تنزل على أطراف أصابعها كي لا تصدر حركة.
بينما سهى انتهت من فعلتها مع ذلك الرجل وقرر الرحيل، فتحت سهى باب غرفتها لترى آسيل تخرج من غرفتها فعادت وأغلقت الباب بسرعة، تنهدت سهى بعمق لتعود وتفتح الباب بهدوء وقد رأت آسيل تتجه إلى الأسفل، خطرت على بالها فكرة وقررت بأن تنفذ خطتها الدنيئة بحق آسيل وها هي الفرصة قد أتتها فوراً.
استغلت عدم وجودها في غرفتها وقد أخبرت هذا الرجل بمخططها الدنيء وضمنت له سلامته وقد وافق بعد تردد كبير منه، عادت آسيل لغرفتها وما إن رأت الذي بغرفتها حتى تسمرت بمكانها، توقف عقلها عن العمل ولم تعد تستطيع التفكير بشيء، سمعت صوت إقفال الباب من الخارج وبدأ قلبها يطرق بعنف وبدأت تطرق على الباب بقوة وتصرخ ولكن لا حياة لمن تنادي، اقترب منها الرجل وحاول التقرب منها وهي تصرخ وتبعده عنها، بينما سهى اتصلت بوائل وأخبرته بأن يأتي فوراً لسبب كبير جداً ليفزع ويأتي بسرعة البرق، وصل وائل إلى المنزل لتستقبله سهى بغضب مصطنع وتقول له: 



"انظر إلى اللعينة التي تزوجتها، يوجد عندها رجل في غرفتها أيها الأحمق" 



حدق وائل بوالدته بصدمة ليهز رأسه نافياً ويقول: 
"مستحيل هذا مستحيل أين هي" 



تحدثت سهى بغضب: 
"لقد شعرت بحركة بالمنزل ورأيت زوجتك تدخل رجل غريب إليها ومن بعدها دخلت عليهما وأخذت المفتاح وقمت بإغلاق الباب عليهما لكي تراها بأم عينك، اسمع صراخها هي تمثل فقط" 



كان ينصت لها وهو بحالة صدمة وقد أوشك على البكاء، حدثها بحدة: 
"أعطني المفتاح" 



أعطته سمية المفتاح ليصعد إلى الأعلى بسرعة البرق وهو يسمع صرخات آسيل، توجه نحو الغرفة وفتح الباب ليرى زوجته بين يدين ذلك الرجل يحاول الاعتداء عليها، توجه نحوهما وأمسك بالرجل وقام بتسديد عدة لكمات على وجهه ومن ثم توجه إلى آسيل التي كانت متكورة حول نفسها تبكي بشدة وفزع، لم يعلم ما الذي سيفعله بها ولا يعلم أيصدق أم لا، بينما الرجل استغل فرصة انشغال وائل بزوجته ليفر هارباً على الفور، انتبه وائل إلى غياب ذلك الرجل وقد حاول اللحاق به ولكنه استقل سيارته وهرب، كان وائل يستطيع اللحاق به ولكنه قرر الصعود إلى آسيل، اتجه إليها ورآها مازالت تبكي ووالدته تقف موجهة نظرها لآسيل بحدة، تحدثت والدته بصراخ: 




        
          
                
"أرأيت هذه التي جلبتها إلينا لقد جلبت لنا الفضيحة، عندما علمت بأنني رأيتها بدأت بالتمثيل على أنه اعتداء، لا أعلم كم لديها من الكذب والخداع، يجب أن تتخلص منها فوراً" 



ما إن سمعت آسيل هذه الجملة حتى انتفضت وبدأت تهز رأسها بعنف وحاولت التحدث ولكن منعتها شهقاتها الكبيرة، نظر لها وائل بحدة وبدأت أنفاسه تتسارع وعيناه احمرت، لم يتحدث وإنما ظل متسمر بمكانه، لتعود وتتحدث والدته: 



"ما بك لما تقف بمكانك؟ يجب أن تطردها من المنزل" 



ظل واقفاً بمكانه ومن ثم احتدت ملامحه، لا يعلم من يصدق ولكن الذي يجعله يصدق هو صمت آسيل وبكائها، لم يشعر بنفسه سوى وهو يتقدم إليها وينهال عليها بالضرب المبرح بكل قوته وطاقته بينما آسيل كانت تصرخ وتتلوى وتبكي، وسهى كانت تراقب الوضع بابتسامة خبيثة وماكرة وقد أعجبها هذا التصرف وفرحت عندما نجحت خطتها لإنها كانت تخطط لهذا الشيء منذ مدة ولكن لم تحدد الوقت وها قد جاءتها الفرصة اليوم لتنفذ وترى النتيجة.
ظل وائل ينهال عليها بالضرب إلى أن أغمي عليها ولم تعد تشعر بشيء، حاولت سهى أن تبعده عنها وهي تحدثه بأنها فقدت الوعي، ابتعد عنها وهو يلهث بقوة وعيناه حمراء وينظر إليها بعدم تصديق، كان بحالة فقدان للوعي ولم يصدق ما الذي فعله بها وكيف له أن يضربها كل هذا الضرب، سحبته والدته لخارج الغرفة ودخلا لغرفة سهى وأجلسته على الأريكة وهو مستسلم لها لا يتحدث ولا يفعل شيء، جلست بجانبه لتقول له: 



"اهدأ عزيزي اهدأ، الأمر لا يحتاج لهذه العصبية فقط تخلص منها وأخرجها من حياتك، هي لا تستحقك" 



ابتلع ريقه وهو يكاد لا يصدق مافعله بها والذي فعلته هي، لم يتحدث ولم يصدر أي ردة فعل فقط ظل صامت وهو لا يستطيع التحدث بالأساس وكأنما انعقد لسانه وشل عن الحديث، بدأت سهى بتهدئته والمسح على رأسه، أبعدها عنه وتوجه لغرفته ليرى آسيل بحالة مزرية وهي فاقدة للوعي والدماء تسيل من أنفها، أحس بقلبه يتمزق لأجلها ولعن نفسه مئات المرات ولكنه عاد لحدته وغضبه عندما تذكر الموقف وكيف كانت بأحضان هذا الرجل، كاد أن يجن من شدة التفكير، أيعقل أن تكون والدته تكذب عليه؟ أيعقل أن يكون هذا الرجل فعلاً قد حاول الاعتداء عليها؟ ولكن من أين أتى وكيف دخل؟ لم يستطيع أن يصدق بأن والدته هي من يمكن أن تفعل ذلك وتكون مؤامرة منها، ولكن هو يجب عليه أن يجد ذلك الرجل مهما كلفه الأمر وإلى أن يجده سيظل على معاملته هذه مع آسيل.
تنهد بغضب ليتجه إلى آسيل ويقوم بتضميد جرحها وهي فاقدة للوعي وما إن انتهى حتى نظر إليها بشفقة على مافعله بها، أحس بأنها مظلومة ولكن رأى كل شيء بعينه وطبعاً لن يتهم والدته بشيء لإنه يعلم بأنها لا تفعل ذلك كما يعتقد، تنهد بضيق و حدة ليخرج من الغرفة ويتجه إلى أية حانة شرب ليفرغ بها جميع آلامه وأوجاعه من محبوبته عله أن ينسى فعلتها هذه. 




        
          
                
---------



في الصباح التالي 
استيقظت آسيل وهي بحالة فظيعة، حاولت النهوض وأحست برأسها سينفجر من شدة الألم بجميع أنحاء جسدها، تذكرت أحداث أمس وبدأت بالبكاء، لم تعد تستطيع التحمل أكثر من ذلك، فقدت القدرة على التحمل والصبر وقد نفذ صبرها، لم تفعل شيئاً في حياتها لكل هذا، اكتفت من معاملة زوجة أبيها وتفريطها بها لتأتيها الآن والدة زوجها وتزيد الطين بلة عليها، ظلت تبكي وتنتحب وتذكرت والدتها وحنانها عليها، اشتاقت لها فعلاً واشتاقت لحنانها ومعاملتها معها، ابتلعت غصتها ونهضت من فراشها بصعوبة لترى وائل يدخل إليها، ما إن رأته حتى شعرت بالخوف والرهبة منه وظنت بأنه سيعود ويضربها، بينما هو حالما رآها استيقظت حتى هدأ قلبه قليلاً لإنه كان خائف عليها من أن لا تستيقظ أو ما شابه، نظر لها بحدة واقترب منها ببطئ وهو يرى الخوف بعينيها وكلما اقترب ابتعدت هي إلى أن حاصرها بزاوية الغرفة وقد دب الرعب بقلبها، ظل ينظر لها بحدة وهو يحاول أن يستشف من نظرتها أي شيء ولكن لم يرى سوى الخوف منه، تحدث معها ببرود يغلفه شيء من الحدة ليقول: 



"لن أحكم عليكِ الآن إلى أن أجد ذلك الرجل وعندما أجده سأحكم عليكِ وعليه وأقسم أنني سأريكِ الجحيم إذا كان كل شيء صحيح" 



هزت رأسها بخوف ليردف لها: 
"ما اسم ذلك الرجل ومن أين تعرفيه" 



ابتلعت ريقها وتحدثت بصوتٍ خافت: 
"صدقني لا أعرفه" 



تملكه الغضب ليمسكها من رقبتها ويقول بحدة: 
"إذاً كيف دخل لغرفتكِ ها أجيبي" 



شهقت بشدة وكادت تختنق ولم تستطع التحدث، كانت تحاول أن تفلت من يده ولكنه أحكم قبضته ليردف لها: 
"حسناً يا آسيل لا تتحدثي ولكنني سأجده وسأعلم كل شيء عندها سترين الجحيم إن كنتي مذنبة" 



أبعد يده عنها لتبدأ بالسعال بقوة وكان لون وجهها أحمر للغاية، خرج من الغرفة وأقفل الباب عليها لينزل إلى الأسفل ويجد والدته جالسة في الصالة ليجلس معها، تحدثت والدته بهدوء: 



"ما الذي ستفعله معها" 



تحدث بلا مبالاة: 
"أريد أن أجد ذلك الرجل أولاً ومن بعدها سأعرف الحقيقة، لا أريد أن أراها أبداً إلى أن أجده" 



صدمت من جواب ابنها، ظنت بأنه سيطردها فوراً عندما يرى كل هذا ولكن الآن يريد أن يجد ذلك الرجل وإذا وجده ستكشف الحقيقة وسيفشل كل شيء، تنهدت بحنق لتقول له: 



"ما الذي تهذي به؟ كل شيء واضح، اسمعني جيداً أنا لم أكن أريد أن أقول لك ولكن يجب أن تعلم، بصراحة هذه ليست أول مرة لها فأنا قد رأيتها من قبل تدخل أحد إلى هنا في البداية ظننته أنت ولم أعطي أهمية للأمر ولكن عندما رأيت ذلك الرجل البارحة تأكدت من شكوكي كلها، غير ذلك بأنها تتحدث على الهاتف كثيراً وقد لاحظت عليها هذا الشيء" 




        
          
                
كان يستمع وملامحه تحتد شيئاً فشيئاً مع كل كلمة تقولها، انتفض بغضب ليقول: 
"ولما لم تقولي لي من يومها" 



تنهدت بقوة لتقول: 
"ظننت بأنك أنت لم أعلم بأنها بتلك القذارة وهذا المستوى، هذه لعينة لا تصدقها بأي شيء، هي تحاول أن تريك بأنها بريئة ولكنها عكس ذلك صدقني، أنا لا اريد سوى مصلحتك يا بني، أطردها من المنزل ولا شأن لنا بها طلقها وارميها خارجاً" 



كان حديث أمه يدور في رأسه، اطردها، طلقها، ارميها، تحاول أن تكون بريئة، كل هذه الكلمات كانت تتردد في عقله، يكاد ينفجر من الغضب وعقله سينفجر أيضاً لا يعلم ما الذي سيفعله بها، هو لا يريد أن يطلقها هو يحبها جداً ولكن ماذا إن كانت بالفعل تخونه، أهكذا تكافئه؟ أهكذا تفعل به؟ لماذا؟ لم يعاملها إلا بالإحسان، أحبها منذ زمن، ولكن هي لا تستحق، سيطلقها ويخرجها من حياته ولكن ليس قبل أن يكتشف الحقيقة وعندها سيدفعها الثمن غالياً، ابتلع ريقه والغضب تملكه من سماع حديث والدته ليتنهد بضيق ويقول: 



"سأجد ذلك الرجل وبعدها سأخرجها من حياتي" 



أنهى جملته وتوجه إلى خارج المنزل، بينما سهى لم يعجبها رد ابنها وقررت بأن تتخلص منها على طريقتها ولكن يجب أن تطلقها منه أولاً، ظلت تفكر مطولاً كيف ستستطيع أن تطلقها منه من دون علمه؟ زفرت بضيق واتجهت إلى غرفة آسيل، دخلت إليها لتراها جالسة على سريرها تضم قدماها وعيناها حمراء من شدة البكاء، توجهت إليها وابتسامة خبيثة نمت على شفتيها لتجلس بقربها وتقول: 



"سأهربكِ من هنا يا آسيل" 



نظرت لها آسيل باستغراب وهزت رأسها نافية، لتبتسم سهى بخبث وتقول: 
"ولكن يجب أن تساعديني" 



لم تتحدث بل ظلت عاقدة حاجبيها باستغراب وعدم فهم لتردف سهى: 
"اسمعيني جيداً يا آسيل أنا من ورطتكِ بهذا الأمر وأنا من سيخرجكِ منه، لذلك ستفعلين مثل ما أقول لكِ، سأعطيكِ ورقة وتوقعين عليها ومن بعدها سأهربكِ من هنا" 



تمعنت آسيل بوجه سهى مطولاً لتقول: 
"أنا لم أفعل شيئاً وواثقة تماماً بأن وائل سيجد ذلك الرجل الذي جلبتيه أنتِ والذي كان بغرفتكِ قبل أن تدخليه إلى هنا ومن بعدها سيكشف الحقيقة لذلك لن أهرب ولن أدعه إلا بعد أن يكشف كل شيء" 



شعرت سهى بالخوف والرهبة من حديثها، لم تكن تعلم بأن آسيل قد رأت ذلك الرجل عندها، احتقن وجهها وتحدثت بغضب: 
"اسمعي أيتها اللعينة حتى لو قلتي لوائل هذا الشيء فهو لن يصدقكِ هل تفهمين؟ ستفعلين مثلما أمرتكِ وإلا سترين الجحيم مني" 



ظلت آسيل تنظر إليها بحنق ولم تتحدث لتردف سهى: 
"وبالمناسبة لقد قمت بواجبي وبعثت برسالة لوالديكِ ليعرفان حقيقة ابنتهما الجميلة ما رأيكِ" 




        
          
                
جحظت عيناها لتقول: 
"ما الذي بعثتيه لهما" 



ابتسمت ابتسامة ماكرة لتقول: 
"اسمعيني جيداً، بصراحة إلى الآن لم أبعث لهما شيء ولكن سأبعث لهما صوركِ وأنتِ بأحضان ذلك الرجل إذا لم تفعلي مثل ما أقول لكِ هذا إذا كنتي تريدين النجاة وعدم الفضيحة" 



بدأت آسيل بالبكاء لتقول: 
"أرجوكِ أنا لم أعد أحتمل أكثر من ذلك أرجوكِ" 



اتسعت ابتسامة سهى لتقول: 
"حسناً إذاً ستفعلين مثلما آمركِ به اتفقنا" 



هزت رأسها آسيل باستسلام لتبتسم سهى بتوسع وتخرج من الغرفة تاركة آسيل تبكي بحرقتها على هذا الظلم الذي يحل بها، والداها كانا آخر فرصة لها وآخر أمل لها ولكن الآن لن تستطيع الذهاب إليهما أبداً، إذاً أين ستذهب بنفسها؟ ظلت تبكي وتشهق إلى أن دخلت سهى عليها وكان بيدها ورقة، اقتربت من آسيل لتعطيها الورقة والقلم وتقول: 



"وقعي" 



توقفت آسيل عن البكاء لتقول: 
"ماهذه" 



ابتسمت سهى لتقول: 
"ورقة طلاقكِ" 



أمسكت بالقلم بيد مرتجفة وقامت بالتوقيع لتتسع ابتسامة سهى وتأخذ الورقة منها وتقول: 
"حسناً هذا جيد، بقي أن أرسل الأوراق إلى المحكمة، ولا تقلقي على وائل لقد جعلته يوقع بطريقتي الخاصة 



لم تتحدث آسيل ولم تنظر لها بل ظلت ساكنة لتردف سهى: 
"بالمناسبة هناك شخص يود رؤيتكِ سيأتي بعد قليل" 



ما إن أنهت جملتها حتى سمعت صوت جرس الباب لتبتسم بمكر وتقول: 
"غيري ثيابكِ وانزلي للأسفل" 



تعجبت آسيل بشدة، من هذا الذي يود رؤيتها؟ وإلى ماذا تخطط هذه المرأة؟ نهضت من الفراش لتقوم بتغيير ملابسها وتنزل للأسفل، وما إن رأت هذا الشخص حتى تسمرت في مكانها وصدمت منه، آخر شخص كانت تتوقع أن تراه هو هذا الشخص، اقتربت بخطواتٍ مترددة وهي بحالة صدمة، ابتسمت أحلام ابتسامة ماكرة لتقول: 



"ما بكِ يا آسيل؟ أهكذا تستقبلين ضيوفكِ" 



انعقد لسانها وتعجبت من وجودها هنا وهي تسأل نفسها ما علاقة أحلام بسهى، وجهت سهى حديثها لآسيل لتقول: 
"حسناً حسناً لا داعي للتفكير سأفسر لكِ كل شيء، طبعاً تسألين نفسكِ ما علاقتي بزوجة والدكِ وأنا سأقول لكِ، بصراحة هي صديقتي منذ زمن وانقطعنا عن بعضنا مدة ولكن هذه القصة جعلتني أطلب مساعدتها وبالحقيقة نحن الاثنتان من دبرنا هذه الحادثة، وهذا كل شيء" 



أنهت جملتها بابتسامة عفوية لتبادلها أحلام الابتسامة لتكمل أحلام: 
"وأيضاً تسألين نفسكِ لماذا تريد أحلام أن تخرجني من حياة وائل وهي التي سلمتني له؟ حسناً سأجيبكِ، في الواقع أنا أعلم بأن وائل يحبكِ كثيراً وأنا بما أنني أكرهكِ كثيراً لا أريدكِ أن تجدي السعادة أبداً، واشكري الرب بأننا سنبقيكِ على قيد الحياة فقط سنهربكِ من هنا" 



شعرت سهى بالملل من الحديث لتقول: 
"أوووف أحلام دعينا بالمفيد الآن، حسناً عزيزتي آسيل غداً سيأتي رجل ويأخذكِ من هنا ومن بعدها ستسافرين خارج البلاد اتفقنا" 



ماذا عن حال آسيل الآن، إلى الآن هي بحالة صدمة كل هذا يحدث معها من قبلهما ولا تستطيع فعل شيء وكل يوم تكتشف حقيقة موجعة أكثر من قبل، هبطت دموعها على وجنتها وبدأت بالبكاء، ابتسمت كل من سهى وأحلام لتقول سهى: 



"أوه وبالمناسبة يا آسيل الآن يوجد لدينا صور لكِ وأنتِ بأحضان ذلك الرجل وهم الآن بحوزة أحلام، وأيضاً ورقة طلاقكِ قد وقعت من وائل وسأبعث بالأوراق جميعها للمحامي كي يقدمهم للمحكمة، أعني أريدكِ أن تعتبري نفسكِ الآن مطلقة" 



ظلت تبكي وتنتحب ولم تسمع أي شيء من الذي قالته، انتفضت بغضب لتقول: 
"كيف لكما أن تفعلو كل ذلك بي؟ ما الذي فعلته لكما أخبروني؟ أنتِ وهي لستما سوى عاهراتان هل تفهمان" 



بصقت كلامها واحتدت ملامحها لتصعد إلى غرفتها تاركة خلفها أحلام وسهى متعجبتان من حديثها، تحدثت سهى بحنق: 
"أريدكِ أن تري هذه الصور لزوجكِ" 



عقدت أحلام حاجبيها باستغراب لتقول: 
"وكيف سأريه الصور، سيكتشف أمرنا وقتها" 



زفرت سهى بحنق لتقول: 
"يا بلهاء ضعيهم جانب المنزل أو ابعثيهم بطرد أو أي شيء ما بكِ" 



هزت أحلام رأسها موافقة لتقول: 
"من هو الرجل الذي ستبعثين آسيل معه" 



ابتسمت سهى بمكر لتقول: 
"نفس الرجل الذي كان معها البارحة وسيختفي هو أيضاً كي لا يجده وائل" 



حركت أحلام رأسها بشرود لتقول: 
"هذا جيد عندها ستكون فكرة وجودها مستحيلة لإن زوجي مازال حتى الآن يبحث عنها" 



همهمت سهى ولم تتحدث لتردف أحلام: 
"ولكن كيف وقع وائل على ورقة الطلاق" 



ابتسمت سهى ابتسامة ماكرة لتقول: 
"سرقت توقيعه وقلت للمحامي بأن يقدمهم للمحكمة وبذلك ستتطلق منه" 



همهمت أحلام وابتسمت بمكر بينما سهى شردت بحال آسيل وأصرت على تنفيذ خطتها غداً لتتخلص من آسيل إلى الأبد، بينما آسيل لم تتوقف عن البكاء وهي تتحسر على نفسها وعلى حالها، هي لم تعد التحمل، كفى أوجاع، وكفى إتهامات، وكفى ظلم، حسمت أمرها وقرر الهروب في هذه الليلة إلى أي مكان، لن تدعهم يلعبون بها وبحياتها أكثر من ذلك لذا ستقوم بالهروب في هذه الليلة دون عودة. 



___________________ 




        


google-playkhamsatmostaqltradent