رواية قتلني قلبي كاملة بقلم خلود بكري عبر مدونة دليل الروايات
رواية قتلني قلبي الفصل الاول 1
صلو على من سياخذ بأيدينا حتى يدخلنا الجنة …
الموج يجذبني إلى شيئًا بعيد و أنا أخاف من البحار فيها الظلام و لقد قضيت العمر أنتظر النهار أترى سترجع قصة الأحزان في درب الحياة؟ فلقد سلكت الدرب ثم بلغت يوماً.. منتهاه و حملت في الأعماق قلبا عله ما زال يسبح.. في دماه فتركت هذا الدرب من زمن و ودعت الحنين و نسيت جرحي.. من سنين الموج يجذبني إلى شيء بعيد حب جديد!!
~~~~~~“`~~~~~“`~~~~~~~“`~~~~~~~
تجلس شاردة أمام أمواج البحر تبكي شوقًا للقياهُ فمنذُ رحيله أبت أن تعيش الحياة، مضى على فراقهم ثلاث سنوات ومازالت تنتظر عودته …..
هتفضلي كده كتير يا بنتى حرام عليكى..
التفتت لترى صاحبة الصوت فصاحت بفرح :
مش معقول ألاء وحشتيني موت يا بنتى وصلتى إمتي و معرفتنيش يعني أنك جايه؟
ردت آلاء بعتاب :
يعنى انتى بتسألى يا شيخة ده انا نسيت أنك بنت عمى عايشة لوحدك بس ولا بتسألى فى حد…
تلألأ الدمعُ فى عينيها وابتلعت غصةٌ مريرة فى حلقها قائلة :
أنا مش عارفة أعيش يا ألاء ولا قادرة أكمل حياتى انا بعدي يومي بالعافية يمكن عملي في الملجأ مع الأطفال مهون عليا كتير حاولت والله انسى واتخطى بس مقدرتش …
احتضنتها بقوة وربت على كتفها قائلة بحبٍ وحنان :
لازم تنسي وتعيشى حياتك يا رغد حرام عليكى نفسك عشان خاطرى ارحميها شوية …
رغد ببكاءٍ شديد :
بس انا مقدرتش صعب عليا انه يسيبنى كده من غير توضيح أسباب ويبعد السنين دى كلها والأصعب من ده كله إن لسه قلبي الغبي بيحبه ومتعلق بيه حتى مش عارفة اكرهه، ولا حتى عارفه أوصله، ولا اعرف ايه هى أسبابه طب انا عملت إيه أو إيه ذنبى؟
وكله كوم والعريس اللى بابا مصمم انى اقابله ده كوم تاني مش عارفة مش هقدر أكون معاه ولا حتى مع غيره ……..
مسحت ألاء دموعها واحتضنتها بحنان :
خلاص يا حبيبتي كفياكى بكى ان شاء الله ربنا هيعوض قلبك قريب جدا ويلا بقى عشان عزماكي على بيتزا النهارده.
استرسلت رغد حديثها بمرح :
يابنتى انتى مبتفكريش غير فى الاكل ده انتى بقيتى عامله زى الدادة دودى….
ردت ألاء بزعل مصطنع:
كده يا رغد ماشي اضحكى اوى الحق عليا انى عاوزه اخرجك من مود الاكتئاب اللى انتى عايشة فيه ده …
رغد بابتسامة صافية:
حبيبة قلبى يا لوءة انا مقدرش ازعلك يا صاحبى يلا بينا ناكل ونجيب آيس كريم ونتمشى على البحر شوية قبل ما نرجع القاهرة ..
*******************
فى إسطنبول حيث مقر شركة “يامن السيوفى” أكبر رجال الأعمال والأصغر سنًا بينهم …
يجلس فى مكتبه عندما تراه تُيقن حقًا أنه مكتب رئيس دولة لشدة فخامته متألقًا بحلة من اللون الكحلى تشبه زرقاوية عيناه ببراعة مع ملامحه الشرقية البحتة التى تعطيه دائمًا وسامة لا وصف لها …
دق هاتف المكتب مجيبًا بكلمات مختصرة:
خليه يتفضل ..
دلف من الباب دون استئذان قائلاً :
فى ايه يا يامن باشا انت هتعمل مدير ما أنا شريكك في الشركة يا جدع ..
تتطلع له بحدة قائلاً :
احنا فى شركة ولا فى الشارع يا مالك باشا هو انت مش هتتعلم النظام بقي ..
أجابه باقتضاب :
نظام ايه يا عم بقولك ايه خلى قواعدك وقوانينك دى على جنب شويه انا جايلك فى حاجه أهم ؟
تحدث يامن قائلًا بنفاذ صبر:
خير وانت مش بيجي من وراك خير أبدًا !؟
رد مالك بخفوت خوفًا من رفضه للأمر :
احنا لازم ننزل مصر النهارده ؛
صمت بعض الوقت وشحب لون وجهه حزنًا ثم تحدث سكون مريب :
ليه ؟
صاح مالك بغضب :
-هو ايه اللى ليه انا بقالي ٣ سنين معاك اي هخلل جنبك وكل لما اقولك ننزل تخترع حجة من شكل من الأخر كده هتنزل معايا تمام مش هتنزل انا نازل ..
اشتعلت زرقاوية عيناه بحدة حتى أصبح لون عيناه كالأحمر القاتم :
-انت بتتكلم معايا كده ليه سؤال قولته نازل مصر ليه وفى ايه هناك يستدعي نزولنا النهارده؟
تكلم مالك بسخرية :
فى انى عايز اتجوز؟ وفى أن مروان هيكتب كتب كتابه كمان يومين ؟وفى أن رغد هتتخطب ؟ سيادتك مش شايف انها حاجة تستحق نزولك مصر خليك هنا براحتك …
صدمة ألجمت لسانه وللحظة شعر بتوقف نبضه مردداً:
رغد هتتخطب ازاى ؟ولمين؟ وانت هتتجوز مين ؟
أجابه الآخر قائلا بسخرية :
مالك يا يامن يا حبيبى انت مش عايش فى كوكبنا ..
غضب من طريقته واحتد صوته قليلا :
رد على أسألتى من غير هزار واخلص..
تعجب قليلا من غضبه الغير مفهوم بالمرة :
انت عارف انى بحب ملك أخت رغد وقايلك انى مستنيها لحد ما تخلص جامعة عشان اتنيل اتجوزها وانت حضرتك أسرني هنا معاك غير أن سفرك لتركيا قبل إعلان خطوبتك على رغد محيرنى لحد دلوقتى وكل لما اجى أفتح الموضوع تقفله وانا تعبت من الغربة بقى وعايز أستقر ..
صدمة احتلت معالم وجهه ليشرد
#فلاش باك …
منذ ثلاث سنوات
كان يجلس في غرفته يرتب حديثه بشوقٍ لطلب يديها من أبيها فور عودته سمع صوت سيارته تدلف من بوابة القصر فاستعد لمقابلته منفرداً هبط من غرفته للأسفل ليقابل عمه فور دخولهِ
أحمد متعجباً:
ايه اللى مصحيك لحد الوقت ده يا ابني .
يامن بهدوء:
كنت عاوز حضرتك في موضوع يا عمي بس حابب نتكلم على انفراد..
أحمد بتعب :
والموضوع ده مينفعش يتأجل انا جاي تعبان وعاوز ارتاح شويه ..
يامن مسرعاً:
مش هاخد من وقتك كتير ..
أحمد بهدوء :
طب تعال نقعد في مكتبي.
ذهب معه وبداخلهِ لمعة إصرار وثقة بموافقة زوجُهُ مما اخترُها قلبه …
أحمد باهتمام :
ها يا ابن أخوي ايه الموضوع المستعجل اوي دي اللى عايزنى فيه!؟
يامن بهدوء :
عاوز اطلب منك انك تزوجني رغد ..
شحب وجهه بفتور :
نعم رغد مين .. لا أنسى رغد دي مخطوبه ومتفق عليها لأبن واحد صاحبي من أكبر رجال الأعمال في مصر والشرق الأوسط..
يامن بصدمة :
إزاي ده يا عمي حضرتك عارف إن بحب رغد من زمان وعارف إنها كمان عاوزني إزاي تتفق من غير ما ترجعلها!؟
أحمد بإنفعال :
بنتي وانا حر أجوزها مين والرأي رأي في الأول والأخر ده اللي هيعيشها مبسوطه ومرتاحه انت لسه في أول طريقك هيقابلك حد تاني وبكره تنساها..
شحب وجهه بغضبٍ :
وهي رغد عارفه بالكلام ده !؟
أحمد ببرود :
لسه هقولها لكن لو بتحبها يبقي تبعد عنها عشان لو وقفت قصادي عشانك صدقني هضيعها الراجل ده مبيرحمش وانا اديته وعد خلاص ..
رد منفعلاً :
إزاي أديته وعد هو الجواز بقى صفقات يا عمي ولا إيه هتبيع بنتك ..!
احمد بإصرار:
اللي عندي قلته إبعد عن رغد وأنسها اللى بتفكر في ده هيضيعني…
طرق على المكتب بغضبٍ ونظرات الشر تلمع بزرقاوية عيناه ليخرج مسرعاً دون حديث آخر ….
دلف إلى غرفته غاضباً علت خفقات قلبه بألم أفقدها وبداخله عدة أسأله كيف يذهب ويتركها وحيدة مع هذا الأب القاسي وأن قرر عدم الذهاب حتما سيجلب لها العناء أيضاً فقرر الذهاب وبلا عودة …
خرج من الغرفة سريعاً متجنبا الالتفات كي لا يراه أحداً ولسوء حظه كانت خارجة من غرفتها فلمحته من بعيد :
يامن؟
وذهبت مسرعة إليه قائلة بتوتر من شكله:
انت رايح فين وايه الشنطة دي ؟
بعض كلمات مختصرة قالها بثبات :
مسافر مقر الشركة في تركيا .
مسافر ؟نطقت بها بصدمة وذهول!
ايوه مسافر ممكن بقى تسيبني امشى لو مش هيضايقك ؟ وكفايا أسئلة ملهاش لازمة …
تغيرت تعبير وجهها وصدمت من طريقته :
طب وانا هتسيبنى كده مش كان المفروض تطلب ايدي من بابا بكره ؟
تجنب النظر لها وحاول أن يتماسك قليلاً :
كل شيء قسمة ونصيب انا مش مستعد فى الوقت ده ..
وتركها ورحل تاركا دموعها تفيض بصدمة وزهول وكسرٍ ستعلم أن ما فعله ليس هذا الحبيب الصادق أنما من كان ملاذها فى الدنيا أبيها وليس غيره ….
باااااااك
يامن انت يا عم انت نمت ولا بتفكر في ايه علامات الذهول والصدمة اللى على وشك دي ؟
تكلم بعد فترة من الصدمة التي ألجمت حروفه :
يعنى رغد لسه هتتخطب دلوقتي اومال طول السنين دي كانت إيه ؟
مالك باستغراب وحيرة :
مش فاهمك انت تقصد ايه ؟!
تكلم غاضباً بصوت مرتفع أرعب مالك :
احجز على اول طيارة نازلة مصر حالاً ومش عاوز تأخير بسرعة ..
ذهب مالك بسرعة من أمامه ينفذ ما طلبه ذلك الوحش الشرس..وعلى وجهه علامات تعجب من تغير قراره في خلال دقائق….!
******************
فى القاهرة
فى قصر عائلة السيوفي وفى غرفة الصالون كان يجلس أحمد وأخيه محمود ورأفت فى انتظار الضيوف حتى جاء الخادم قائلا: الضيوف وصلو يا باشا
تكلم أحمد :
خليهم يتفضلو يا عم حسن …
فى غرفة رغد صاحت ملك بغضب :
ما تقومي يا بنتي تلبسي الضيوف وصلو تحت ايه الروقان ده ولا أنزل بدالك انا ؟
رغد محاولة ان تداري وجعها خلف تلك الابتسامة المزيفة :
حاضر يا لمضة قايمة أهو …
ارتدت ملابسها بروح مسلوبة منها ونزلت لتقدم واجب الضيافة وتعرف نفسها للضيوف كما أمرها أبيها..
تكلم أحمد قائلا :
تعالي يا رغد اقعدي جنب فارس …
خفضت بصرها عنه وذهبت لتجلس على قرب مسافة منه …
كان الجميع يتحدثون في أمور الخطبة ولكنها كانت شاردة لا تفكر إلا بذلك الغائب البعيد…
توقف الجميع فور سماعهم تلك الكلمات ؟
مش عيب عليك يا عمي تخطب لابنتك على خطبة تانية ولا ايه ؟
تطلع الجميع لصاحب الصوت بدهشة جميعهم فى صوت واحد ….
يامن ؟
تكلم من وسط غضبه وعيناه لا تنذر بالخير أبدا :
ايوه يامن ويلا فضو الليلة دى دلوقتى مش عاوز غريب وسطنا …
أعتذر أحمد من ضيوفه ووعدهم بتحديد يوم أخر وذهب معهم للخارج لتوتر الأجواء داخل القصر ..
ذهبت رغد إلى غرفتها مسرعة والدموع تسيل من عيناها كأنها بركان فائض …
ذهب خلفها يناديها بلهفة:
رغد استنى ردى علي خلينا نتفاهم …
أبت الأستماع إليه وذهبت مسرعة إلى غرفتها لكن قبل ان تقفل الباب كان قد لحق بها وأوقفها :
لازم تسمعيني يا رغد بلاش شغل الأطفال ده….
أشاحت بوجهها بعيداً عنه وأزالت دمعة هاربة من عيناها قائلة بثبات هى من صنعته :
راجع ليه دلوقتى وبعد السنين دى كلها ؟
حاول أن يجعلها تتطلع بعينيه لكنها أبت قائلاً بنبرة تحمل من الندم آمياااال وأمياااال …..
كل اللى عايزه منك وقت بس هصلح كل اللى انا كسرته …
ومين قالك انى هسامحك اصلاً ولا همنحك الوقت ده اللى انكسر مستحيل تقدر تصلحه؟
تطلع بعينها قائلاً :
– هتسامحينى عارفة ليه عشان انتى لسه بتحبينى عنيكى اللى بتخبيها منى دى قالت اللى انتى بتحاولى تداريه..
ضحكت باستهزاء قائلة:
انسى انى اسامح وانا خلاص وافقت على العريس اللى متقدملى…
اسودت عيناه بشر واحتدت نبرته بطريقة ارعبتها قائلاً:
اليوم اللى هتفكري فيه تكوني لغيري هيكون اخر يوم فى حياتك أوعدك ..
تكلمت بغضب وعناد له :
أوعدك انى هكسرك زى ما كسرتني و….
لم تستطيع أن تكفي كلامها حين رأته يقترب منها بنظرات لا تنذر بالخير أبدا قائلا ببرود مميت :-
لتكونى ليا لأما مش هتكوني مع حد غيري أبداً وده وعد من يامن السيوفي ….
سنرى إلى متي ستظل بطلتنا الجميلة صامدة على رأيها ؟
معركة من العند والتحدي ستشعل لهيب الحب بينهم فمن سيفوز بها ؟ومن عليه التخلي لأجل الأخر ؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية قتلني قلبي ) اسم الرواية