رواية في زمن الحب كاملة بقلم همس كاتبة عبر مدونة دليل الروايات
رواية في زمن الحب الفصل الاول 1
حياة : يعني ايه عايز تسافر و تسيبنا ؟؟؟
عماد : يا حياة افهميني يا بنتي … انا كنت مستنيكو تكبرو شوية عشان اقدر اعيش الايام الفاضلة بعمري على مزاجي … انا استحملت امك كل السنين دي عشان خاطركم … انتي عارفة انه حياتي مع امك مستحيلة و انا مطلقها يجي اكتر من عشر سنين و فضلت عايش لوحدي عشان انتي كنتي لسا صغيرة بس دلوقتي خلاص اخواتك اتجوزو و انتي في الكلية و كل واحد ليه حياته
حياة بصدمة : حياته ؟؟ يعني ايه ؟؟ احنا دلوقتي مش محتاجينلك ؟
عماد : ايوة مش محتاجينلي بحاجة … انا سايب مراتي في المنيا لوحدها و فضلت هنا علشانك بس خلاص انا اطمنت عليكي يبقى ايه لزومه افضل معاكو و انا مش عارف اعيش زي الناس
حياة بدموع : فعلا انت عندك حق .. هي العيشة مع اولادك دي تتسمى عيشة … روح لمراتك هي الي هتعرف تبسطك و تغنيك عننا …. المشكلة ان حضرتك فاكر ان ولادك مش محتاجينلك مع اني انا و اخواتي بنمر باكتر وقت عايزينك جنبنا … حنين اختي مش مبسوطة مع جوزها الي كل يوم بيمرمط بكرامتها الارض و عصام مش لاقي شغل بعد ما حضرتك سحبت كل فلوسك من الشركة عشان مشكلة تافهة اوي و آدم مش عارف يعمل ايه مع ابنه العيان …. و انا يا بابا الي كل يوم بيتقدملي عرسان و بيجو لبيت امي و مش بيلاقو راجل يستقبلهم … حضرتك كدة اطمنت علينا ؟؟
عماد بعصبيه : دي حياتكم و انتو كبرتو و كل واحد لازم يعتمد على نفسه … انا مش هعيش كل عمري اجري ورا مشاكلكم … اخواتك حرين بتصرفاتهم و انتي حرة هتختاري تتجوزي مين او انشالله عمرك ما اتجوزتي … هو ايه ده … واخدة كل طباع امك .. حتى النكد بالوراثة … مهما تحاولي مش هتراجع عن قراري
حياة : مش هحاول تاني .. و انا فخورة اني زيي ماما .. الي ضحت بكل متع الدنيا و اختارت عيالها … ع الاقل ماما مش انانية يبابا و ما راحتش اتجوزت بعدك حد مع ان كتير حاولو معاها بس هي رفضت … عن اذنك انا هروح لماما
تركته و اتجهت الى الباب
عماد بصوت عالي : انتي وحدة ما تربتيش و امك هي الي ما عرفتش تعلمك الادب و ازاي تتكلمي مع ابوكي
خرجت و قفلت الباب بدون ما ترد و نزلت عن السلم و هي بتعيط
في كافيه هادىء
تمارة : هي فين الست حياة كل ده و لسا ما جاتش
ريم : تلاقيها اتاخرت بالمواصلات
تمارة : اففف ايه القرف ده … ما تشترو عربيات بدل الشحططة دي
ريم : نشتري ايه يما ؟؟ انتي يا بت مش شايفة حالة الناس .. ده في ناس مش لاقين ياكلو رغيف العيش الحاف
تمارة بضحك : و انتي يا ترى منهم و لا ايه
ريم بهزار : هديكي على وشك .. انا كل يوم بفطر لانشون و جبنة رومي
تمارة : ياه لانشون مرة وحدة ……اهي الست حياة شرفت
وضعت الشنطة بعنف و جلست
ريم : مالك يا حياة ؟ في ايه ؟
حياة : مفيش تعبانة شوية النهاردة
تمارة : ايه مفيش عريس جديد ولا ايه
حياة بملل : في يا ستي .. موعدهم بعد ساعة
ريم بشهقة : ايه ده و انتي امته هتلحقي تزبطي نفسك يختي … ولا مش ناوية تذاكري معانا يا بش مهندسة
حياة : لا هذاكر لوحدي بعد ما اخلص منهم … و هقعد معاه كدة زي ما انا و هو اصلا كدة كدة هيطر زي اخواته
تمارة : هو ايه الي هيطير يا بنتي .. انتي مش هتتلمي بقا و تتجوزي … عايزين نفرح بيكي … الله
حياة : و الله ؟؟ و ليه ما حضرتك تتجوزي و تفرحينا … و الست ريم بقالها مخطوبة سنتين هتقعد تخلل في الخطوبة ولا ايه
ريم : هو انا الي حشرني في النص يا ست حياة ؟ انا مبسوطة كدة ملكيش دعوة بيا
تمارة بضحك : و الله انا لو عليا يا ريت بس مش لاقية الفارس الشجاع جايلي على حصان ابيض بجناحات و يلبسني جزمة قزاز و ياخدني معاه
حياة بضحك : سندريلا الساعة 12
تمارة : يخربيتك فصلتيني … انا عايزة حد يكون من مستوايا و بنفس الوقت لذيذ و دمه خفيف و عنده فلوس كتير عشان انا فعلا محدش بيلحق على مصروفي .. ده ميزانية دولة .. عندك حد كدة ؟؟
ريم : انتي كل همك الفلوس .. و الله انتي مش طبيعية .. ده حتى المثل بيقول يا واخد القرد على ماله بكرا يروح المال و يفضل القرد على حاله
حياة بضحك : اول مرة تقولي حاجة صح يا ريم بس غريبة يا تمارة يعني ما قولتيش انه لازم يكون بيحبك و انتي بتحبيه
تمارة : مهو غصب عنه هيحبني عشان انا اتحب و الله
حياة : تمارة بطلي تكبر و عجرفة هديكي على دماغك
تمارة : طيب خلاص سكت .. انتي قوليلي بقا .. ما هي مواصفات فتى احلامك
حياة بسرحان و ابتسامة : انا فتى احلامي عايزة معجزة عشان الاقيه … عايزاه يكون حنين و طيب بنفس الوقت شخصيته قوية و اقدر اتسند عليه … عايزة حد يقدرني و يخاف عليا اوي … و يهتم بيا على طول … لازم يكون طموح و يحبني بجد و يضحك و يهزر بس بنفس الوقت عارف اهمية الحياة و عنده جدية بالشغل و يتحمل المسؤولية و يشيل معايا … عايزة انسان يفهم مشاعري و ما يلعبش بيها و لا يفكر يزعلني
تمارة : و ده هنلاقيه فين يا ست الناصحة
حياة : للاسف مفيش زيه الايام دي … صعب تلاقي حد خالي من الامراض النفسية
ريم : فعلا مفيش حد مش تعبان … بس انتي مش طبيعية يا حياة و واضح جدا انك مدايقة
تمارة بضحك : تلاقيها بتدلع عشان العريس
حياة : بس يا تمارة هتضربي على وشك … انا لازم امشي يا بنات و انتي يا تمارة ما تنسيش تعزمينا على خطوبة اختك يارا
تمارة : مش لما يوافق الاخ
حياة : انا مش عارفة هي مدلوقة على ايه .. يعني زنقت عليه
تمارة : هي يارا طول عمرها كدة ما بتحطش حاجة بدماغها الا تنفذها .. ربنا يهديها بس و تسيب الراجل بحاله
حياة : ههه اختك عايزة دكتور … انا هروح بقا … سلااام
في شقة هادئة يجلس شاب يصمم بخاتم جميل من الذهب بكل اهتمام لكن قاطعه خبط الباب
قام و فتح الباب بهدوء
زياد : فينك يا عم ما بتسألش .. قولت اكون احسن منك و اجيلك اطمن عليك
جاسر بملل : اتفضل يخويا
بعد قليل
جاسر : عايز ايه ؟
زياد : ايه الوش ده انت لسا زعلان ؟
جاسر : زياد انا مش فاضي عايز ايه خلصني
زياد بجديه : عايز ترجع لعقلك يا جاسر … ده مهما كان باباك و بعدين في حد يسيب بيت اهله و يعيش لوحده كدة .. طب ارجع ع الاقل عشان خاطر تيتة الي قاهره نفسها عليك .. ارجع يخويا لبيتك و عيلتك
جاسر ببرود : مش بيتي يا زياد .. ده بيت ابوك .. و لو كان حد عايز يشوفني اهي شقتي يتفضل يجيلي .. ده بيتي و انا مرتاح كدة
زياد : ايه القسوة دي بس … يا ابني دي ساعة شيطان و راحت لحالها ما تنشفش دماغك بقا .. ده انت العاقل الي فينا
جاسر بنفاذ صبر : زياد كفاية استفزاز … انا مش هرجع و هفضل هنا و لو خلصت كلامك اتفضل امشي
زياد : ده انت بقيت زبالة يعم ايه اشحال لو مكنتش اخوك الكبير كنت هتعمل ايه
جاسر : كنت هضربك بوكس اهرلك سنانك
زياد بضحك : يبقا الحمدلله اني اخوك
جاسر : خلصت ظرافة ؟ اتفضل امشي عندي شغل
زياد : ماشي يخويا بس خليك فاكرها
جاسر : غور بقا ده انت عيل رخم
زياد بمرح : اوكيه بس افتكرها كويس هتندم .. سلام يسطا
خرج زياد و ترك جاسر سارحا في الايام الماضية
فلاش باك
جاسر بغضب : انا مش هقبل الوضع ده ابدا .. مش انا الي ادوس على كرامتي و عزة نفسي عشان حضرتكم تكونو راضيين
سمير : انك تتجوز يارا بنت عمك بقا بيقلل كرامتك ؟ للدرجادي مستعر من عيلتك ؟ البنت عايزاك و بتحبك ما تكسرش قلبها
جاسر بحدة : كلنا عارفين ان الجوازة دي مصلحة عشان تقوي صلاحياتك بالشركة بتاعة عمي … انا مش لعبة بايد حضرتك يا بابا … و موضوع الجواز ده قرار شخصي و محدش يحقله يتدخل و انا مش عايزها … احنا بقالنا عشرين سنة بنشتغل تحت ايد عمي و سبناه يتثني و يتفرد علينا لغاية ما داس علينا بالجزمة … حضرتك عندك خمس اولاد بقو رجالة و قادرين اننا نبدا لوحدنا و نشتغل و نقبر الفقر ده .. بس انت مصمم اننا نبقا شغالين عند اخوك من غير كرامة
سمير بغضب : انت تجاوزت حدودك اوي … عمك ده الي بتتكلم عليه لحم اكتافك من خيره
جاسر : الف شكر يا سيدي بس انا مش مضطر اني استحمل حاجات انا مش مسؤول عنها و اشتغل شغلانة انا مش طايقها ولا هي اختصاصي … و يشهد ربي اني مقصرتش بشغلي ابدا رغم كل تحكماتم … بس انها توصل انكو تتحكمو بحياتي الشخصية ده شيء مرفوض تماما
سمير : اسمع يا جاسر يا اما تتجوز يارا او تغور من هنا و مش عايز اشوف وشك
جاسر : هي بقت كدة ؟ طب و ليه انا الي اتجوزها ما زياد اولى فيها مهو الكبير
سمير : بس هيا عايزاك انت و بتحبك انت و دي فرصة مش لازم تضيعها ابدا
جاسر : قول كدة بقا … قولتك قبل كدة حياتي الخاصة مش لعبة بايدك و مش انا الي اتجوز عشان الفلوس و حضرتك عارف مبادئي كويس اوي عشان كدة انا هخرج من الباب ده و مش راجع تاني …. عن اذنك
باااك
زفر بضيق شديد و عاد لاستكمال عمله لكنه شعر بالضيق فنزل الى السوبرماركت
اول ما دخل خبط بحياة التي تحمل العديد من الاغراض بيدها وقعت بحضنه وهو امسك بها و نظر اليها باستغراب شديد و هي في حالة صدمة .. دفعته عنها
حياة بانفعال : مش تفتح
جاسر : انا اسف حضرتك .. بس انتي الي طلعتيلي فجأة
حياة انتبهت له جيدا .. عدلت نفسها و ابتسمت برقة و قالت : حصل خير .. انا اسفة لو دايقتك بس بجد كنت مستعجلة
جاسر بابتسامة : ولا يهمك .. مش انتي حياة ؟
حياة بدهشة : ايوة عرفت منين ؟؟
جاسر : كنت بشوفك مع تمارة و كانت بتكلمني عنك
حياة بصدمة : ياه بتكلمك عني ؟؟؟ انت مين بالزبط ؟
جاسر بضحكة : انا جاسر ابن عمها ،.. و على فكرة عمرها ما تكلمت عنك بحاجة وحشة دي بتحبك اوي و دايما بتتكلم عنك و عن صاحبتكم التانية مش فاكر اسمها ايه
حياة : اه ريم … بس انت ايه الي جابك هنا ؟؟؟
جاسر : انا جاركم الجديد مأجر شقة ع اول الشارع .. و ده اقرب سوبرماركت عليا
حياة بخجل : اه تشرفت بحضرتك .. عن اذنك ماما مستنياني
ذهبت الى الكاشير و حاسبت بسرعة و خرجت
في الشارع
جاسر : حياة
التفتت له
حياة : اتفضل
جاسر : نسيتي ده
حياة بضحك : ياه انا ماما كانت هتموتني لو ماجبتوش
جاسر بابتسامة : ليه
حياه : اصل الشبشب ابو وردة بتاعها اتقطع و قالتي اجيب لزق عشانه .. اصله سر المهنة
جاسر بضحك : لا حس كدة بقا ربنا يخليهالك
حياة بابتسامة عفوية : تسلم كلك زوق و الله .. سلام بقا
جاسر : سلام
دلف الى شقته
وضع الاكياس في المطبخ و احضر مشروب طاقة بارد و جلس امام التلفاز
سرح بابتسامة ناعمة فارقت وجهه منذ وقت طويل
بدأ يفتقد عائلته و شعوره بالوحدة يزداد
اتى طيفها امامه ابتسم تلقائيا و تذكر لحظة سقوطها في حضنه
جاسر : قد ايه ملامحها مريحة … تدخل القلب بسرعة .. حياة … شكلها حكايتك حكاية يا حياة
قاطع تفكيره خبط الباب
قام و فتح
جاسر ببرود : و بعدين …
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية في زمن الحب) اسم الرواية