رواية محكمة الحياة (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم مروة البطراوي
رواية محكمة الحياة الفصل الاول 1 - بقلم مروة البطراوي
ابتسامتها تهوس عيون الجميع عدا عيناه تحاول أن تسوقهما الي الجنون و لكن هو يريد الهدوء،حتي في جراحه يريد أن يخيطها بعيدا عن الجميع، هي بالنسبه له قضيه و هو حاله و تجربه و لكن تشعر أن ليس لها طعم،يسميها البعض الفتاه البلهاء،حتي هو أيضا لما نال منها من الخيبه و العجز،هوسها هدم كل شئ،صنع منه رجل مختل بعد أن كان عاقلا.
كانت تمشي مثل الأطفال في مستشفي الأطفال التي تعمل بها تتحدث مع زميلها
-الشهر الجاي كل جدولنا زحمه،بس ممكن نلاقي مكان نلعب فيه مع كم الأطفال ده.
ابتسم في بدايه حديثها لاهتمامها بالعمل و لكن تراجعت ابتسامته باضطراب،و لم يستطع كتم تلميحات طاقم المستشفي عندها فصارحها قائلا
-أبوس رجلك عيل كمان و هيتبت عليكي حاله انك ناويه تخطفي الأطفال،يا بنتي ده الأهالي بيشتكوا منك،الطفل بيروح من هنا بيبقي مش طايق أمه و يقعد ينادي باسمك يا جميله
رفعت أكتافها بلامبالاه و تركته لأنها لم تقتنع بالأمر بالنسبه لها عشقها و اهتمامها بالأطفال غير ارادي،حتي أنها في احدي الجلسات كادت أن تفتك بأم بسبب عصبيتها علي وليدها لأنه لديه تبول ارادي،الكل يتهمها أنها بلا عقل،و هذا ما يجعلها تعيسه.
جميلة حقا هي اسم علي مسمي و تتميز بالبراءة
*********************************
في منزلها مع والدها المستشار هشام المرشدي القاضي باحدي المحاكم
-حبيبي صحا من قبلي ده أنا كنت جايه أصحيك علشان محضرالك فطار انما ايه.
-امممم فطار و انما ايه،طب علي فكرة بقي أنا صاحي بقالي ساعتين و ما شمتش أي ريحه.
تعالت ضحكات جميله قائله
-كده يا هشوم و أنا معرفش أكلك علي مزاجي خالص.
فتح لها هشام يده لكي تأتي لعنده و بالفعل ركضت مثل الأطفال
-فكرك يعني مش عارف انتي ناويه تأكليني ايه،بس ازاي قاضي زيي يفطر سيرلاك.
احتضنته جميله بحب قائله
-علشان خاطرى ده أكل صحي.
-ماشي بس اوعي تحكي لزمايلك.
-يالا علشان ألحق أعملك شاي بلبن و أروح المستشفي بدرى انت عارف الجدول الشهر ده زحمه جدا.
هشام بحزن
-ربنا يعينك و يباركلي فيكي.
جميله و عينياها تلتمع بالحزن
-و يرحم أخويا الكبير أنا عارفه ان لا يمكن حد ينساه،أنا بس بحاول أخرجك من اللي انت فيه،و نفسي ماما كمان تخرج من أوضتها و ترجع حياتها.
-عارف يا حبيبتي ان لا يمكن تنسيه و عارف ان الناس مفكراكي بايعه كل حاجه و عايشه حياتك،بس انتي صح و صح أوى كمان،بس أمك صعبه مش قادرة تتعايش.
أغمضت جميله عيونها تعتصر دموعها ليكفكف والدها دموعها قائلا
-أنا السبب،كانت قضيه نحس يوم ما مسكتها و أهل الجاني هددوني بس مكنتش أعرف انهم هينفذوا.
دفنت جميله رأسها في صدر أبيها تبكي و تخفي صوتها حتي لا تسمعها والدتها و يحترق قلبها أكثر،و تنفعل علي والدها
-خلاص يا بابا ربنا يرحمه،ده كان عمره،حتي لو مكنش حد أذاه،اصبر و احتسب،أجرك عند ربنا،و ان شاء الله أخويا في الجنه.
-ان شاء الله.
منذ بداية ولاده جميلة و شقيقها و هشام المرشدي و زوجته يعيشون في أرق يسأل نفسه دائما هل من الممكن أن يظل ملاكا بريئا بسبب مجرم قاتل،لم يستطع فعلها كان دائما نزيها في حكمه ليكون نتاج عن نزاهته ايذاء ابنه لتتحول زوجته من بعدها الي امرأه جامده القلب،و ابنته الي فتاه تعيش في عبث،يتخيل لو عاش ابنه كان سيكون شبيها لوالدته يطيح بكل شئ في مقابل أن يعيش حياه طويله،حتي تعامله مع والدته كان تعامل سطحي كأنها ليست والدته،و لكن جميله يكفي ابتسامتها فقط في وجه والدتها،التي يعتقد البعض أنها بلهاء حيث أن ابتسامتها تثير الغرابه و الدهشه،و تعجب البعض،كيف لها أن تبتسم بعد ما عاشوه مؤخرا.
كانت قدرية تجلس في غرفتها المظلمة تتذكر ابنها و لحظات شبابه و تدعي علي الظالم الذي هدر شبابه في لحظة غدر
نظرت لها جميله و أردفت بحزن قائله
-كفايه بقي يا ماما علشان خاطرى و خاطر بابا.
-أخوكي كان غالي و مفيش حد عندي غالي من بعده.
-دي اراده ربنا يا ماما،و مين قالك انه مش غالي علينا احنا كمان.
قدريه ببكاء و عويل
-أبوكي كمل في طريقه و لا كأن ابنه اتغدر بيه،فين حق أخوكي،طبعا مش فارق.هو أصلا كان بيتمني موته.
انتفضت جميله قائله
-ايه اللي انتي بتقوليه ده يا ماما،و بعدين بابا هيعمل ايه،عايزاه يروح يقتل اللي قتله مستحيل،و بعدين ما أخويا اللي عطاهم الفرصه لكده.
زفرت قدريه بضيق قائله
-انتي كمان مش فارق معاكي موته،زيك زى أبوكي،انتي أساسا هايفه و ملكيش قيمه.
-ماشي يا ماما ،اللي تشوفيه،بس متنسيش ان ابنك كان محامي مش مظبوط رغم ان كان متربي علي ايدين راجل قانون.
نظرت لها قدريه نظرات حاقده و هي تقول
-راجل قانون بس سمح ان ابنه يدبح قدام عينه،بكره هيسيبك تدوقي من نفس الكاس اللي أخوكي داقه،بس ساعتها مش هحزن عليكي.
دلف عليهم هشام بعد ان استمع الي صوت قدريه الذي يحمل في طياته الكثير و الكثير من الجحود
-جرى ايه يا قدريه ايه اللي انتي بتقوليه ده،أنا ساكت من ساعه ما ابنك مات و مش راضي أجرح حرمته،ابنك كان محامي مرتشي.كان هيضيعنا كلنا.
قدريه ببكاء و عويل
-انت بكلامك ده بضيع حق ابنك،روح منك لله يا شيخ،ربنا ياخدك زى ما خده.
نظر لها هشام بحزن قائلا
-للأسف انتي مش عارفه اني أكتر واحد حزين علي ابني،ربنا يسامحه و يسامحك علي بتقوليه ،انتي بتعذبي روحه و انتي مش عارفه.
نزلت العبرات منه لتقف جميله أمامه تترجاه قائله
-متزعلش من ماما يا بابا ،دي مهما ان كان أم ،أكتر واحده موجوعه فينا.
هز رأسه باستسلام و من ثم تركهم و رحل لتلتفت جميله الي والدتها تجدها تغطي وجهها تريد النوم لتتركها و تخرج الي عملها.
******************
ذهبت جميله الي عملها في احدي المستشفيات قسم الأطفال لتتفاجئ بزميلها نعمان يزفر بحنق من جراء أن مديرهم أمره بعمل العديد من العمليات
مطت جميلة شفتيها بقسوة للصعوبه ما خلف أعماله
-بلاش تنكر انه غرضه انك تترقي بسرعه.
جلست لتضئ اللمبه الصفراء في وجه لتضايقه و كأنها مثل المجانين ليفهم حكمة الأمر الذي جائه من كبير الأطباء
-أنا كده اتأكدت من نواياكي انتي اللي خربتي ليا الدنيا ووصتيه عليه و طبعا علشان أنا نفسي في ترقيه و انتي ترتاحي .
راقصت حواجبها و هي تحتسي كوب النعناع الساخن غير عابئه بحرارتها بالرغم من أنها شخصيه حساسه للغايه لينظر لها علي أنها مريضه نفسيه اغتصبت حقه في الراحه،يتعجب كيف تتمتع بهذا الغل،نهضت و مرت بجواره و هي تغمض عينييها ليحسم أمره و ينهض هو الأخر متوجه الي مكتبه يرمقها بنظرات صلبة جامده،و لكن لم تمنحها أي معني
دلفت بعد خروجه صديقتها جدائل و شعرت بحزن نعمان و هو خارج
-واقفه كده ليه يا جوجو،و ليه نعمان خارج زعلان من عندك برضه صدتيه؟
-كنتي فين يا جدائل أنا مش قايله لك بلاش تخليني أنا و نعمان نبقي لوحدنا،تقلت معاه يستاهل.
-كنت باكل نزلت النهارده من غير فطار،و انتي اتأخرتي قلت أكيد مامتك رضت عليكي و فطرت.
-بعد كده تستنيني هنا ،أنا مرضتش اجي الشغل غير بعد ما بابا راح شغله،خوفت عليه من ماما،بقت أوفر.
-لاااا اقعدي كده و احكيلي
يتبع....
•تابع الفصل التالي "رواية محكمة الحياة" اضغط على اسم الرواية