Ads by Google X

رواية من نبض الوجع عشت غرامي (ج2) الفصل الرابع عشر 14 - بقلم فاطيما يوسف

الصفحة الرئيسية

   


 رواية من نبض الوجع عشت غرامي (ج2) الفصل الرابع عشر 14 - بقلم فاطيما يوسف

 

#بقلمي_فاطيما_يوسف
بارت طويل اهو 6000 كلمه عشان ما حدش يقول لي البارت صغير ،😏😏 وكتبت على طول وما تاخرتش عليكم عايزه بقى تفاعل نار عايزه ريفيوهات ورايكم في البارت لان بجد بحب ريفيوهاتكم قوي وتعليقاتكم على اللي انا بكتبه ويا رب الفصل يعجبكم زي كل مره اليكم البارت قراءة ممتعة حبيباتي 🥰 😍
اليوم أعترف بأني احبك ولكني امرأة شرقية خدشت قلبها وانت الدواء والجرح وانت الصديق والحبيب الذي لطالما أخبرته مالا يقال وها أنا اعترف مرتين اني احبك، مرة امامك ومرة امام عيناك دون أن يتحدث فمي وتنطقها شفتاي .
رأى خجلها والاحمرار غزى وجهها ببراعة فأكمل بهمسه الأجش بما قضى عليها وجعلها تود أن تطير من أمامه :
ــ معقولة لسه في بنات بتخجل ووشها بيحمر زيك كدة لما حبيبها يعترف لها إنه بيحبها ، بجد اللي زيك خلصوا من زمان .
تفوهت بلسان يرجف من خجلها متسائلة إياه:
ــ ليه يعني ؟
طبيعة البنت الخجل وانها تتكسف لما حبيبها يعبر لها عن إعجابه بيها .
حرك رأسه نافياً ماتفوهت به معللاً نفيه بما عايشه مع أصدقائه وما رآه بأم عينيه :
ــ مين قال لك كدة ! اصلك مخرجتيش برة قوقعة حياتك المغلقة وشفتي اللي انا شفته دلوقتي البنات هي اللي بتكراش على الشباب وممكن كمان تبعت له وتقول له بص بقي من الاخر أنا معجبة بيك وبكراش وهموت عليك فتيجي سكة ودوغري معايا يابني انت علشان مش هتلاقي واحدة تحبك قدي ولا زيي .
شهقت بشدة مما قاله ولم يستوعبه عقلها ثم هتفت بعدم تصديق:
ــ هاااااا ايه الكلام دي لا يمكن البنت تعمل اكده واصل مستحيل البنت طبعها الاستحياء؟
اهتز فكه بسخرية من برائتها ثم أكد لها :
ــ الاستحياء ده كان على ايام بنات سيدنا شعيب اما دلوقتي إنتي في القرن الرابع والعشرين يا دكتورة البنت حاليا بقت متفتحة قووي واسبور وشايفة ان من حقها تختار شريك حياتها وتحب وتتحب ،
وأكمل بنفس سخريته :
ــ تصوري البنت بقت بتحب الشاب اللي مسقط البنطلون وعامل شعره بطريقة غريبة واللي ممكن يستشوره ويكويه وميصليش باليومين علشان ميجيش عليه ماية وتضيع التسريحة اللي قعد ساعات يظبط فيها ، البنت بقت بتحب اللي يقولها سوري في اللفظ اللي هتسمعيه ؛ بحبك يابنت الجزمة ، وألفاظ شنيعة عن دي وهطلع مش عارف ايه ابوكي وأمك ويشتم أهلها كله وهي تضحك وتحبه أكتر قال ده بقي الواد الشبح اللي مفيش منه اللي اختارها من وسط البنات كلهم علشان هي جميلة الجميلات اللي مفيش زيها .

كانت تنظر إليها بمقلتين تتسع ذهولا مما يحكيه فلأول مرة تسمع تلك الكلمات فهي قليلة الاختلاط بالبنات ولم تهتم في حياتها غير بتعليمها وعملها وأهلها ولذلك ذهلت عندما سمعت منه تلك الحوارات لتقول باستعاذة :
ــ أعوذ بالله معقول الحالة وصلت بالبنات لحد اكده اللهم عافينا.
أمن على كلامها ثم أكمل وهو يتعمق تارة في مقلتيها وتارة تجول عيناه لشفتيها وتارة أخرى لوجنتيها ، مختلفة هي عن كل بنات حواء الذي قابلهن ، يسير الحياء في تعبيراتها ، ونظراتها ، ووجهها المستنير بحمرة الخجل البدائى الذي لم يراه قط في مجتمعه الذي عاش فيه طيلة عمره :
ــ بس انتي غيرهم كلهم ياست البنات ، إنتي تخطفي القلوب من هدوئك ورقتك ، تركيبة جديدة مقابلتهاش في المحيط اللي عايش فيه طول عمري ، علشان كدة قلبي مال وابتدى الحب معاكي وبإذن الله هينهيه وياكي ومش بس كدة يافيري ده عمري الحقيقي ابتدا وياكي ،
ثم شبك كلتا يديه في الأخرى متسائلاً إياها برجاء وهو يريد أن يسمعها :
ــ انتي ايه رأيك في كلامي ومقلتليش بردوا رأيك في عرض حبي ليكي أستاهل أتحب ولا لا ؟
خفضت رأسها للأسفل بخجل وداخلها يرد عن لسانها بما لايستطيع قوله من شدة خجلها ولم تعرف بما تجيب ولكنها ألحَّ عليها ولم يتركها إلا حينما يسمعها بالرغم من أنه قرأها بامتياز في حمرة وجهها وصمتها ودقات قلبها ثم أكمل بنبرة هائمة :
ــ بصي مش هسيبك إلا لما أعرف احساسك بيا ايه وتنطقيها علشان أنا لحوح جداً ومعنديش صبر اني أقعد أسهر وأعد النجوم علشان أفكر بتحبني ولا لا زي مانا بحبك ،بتفكري فيا زي ما انا بفكر فيكي ولا لا ،
شاغل كل تفكيرك زي مانتي شاغلة كل تفكيري أصلك متعرفنيش اني في حبي بخاف على حبي قوووي انه ميكونش مطمن علشان أهم حاجة في العلاقة الاطمئنان .
عند ذكر كلمة الاطمئنان خفق قلبها ألماً فكيف تطمئن معه وهو في حالته تلك ؟!
كيف تشعر بالارتياح وهي معه تخطوا خطوات إلى مجهول لم تعرفه ولم تعلم أيضاً هل ستستطيع المقدرة على مجابهته أم لا ؟!
غموض لن تقدر إلى الآن كشفه ورغم كل ذلك إلا أنها عشقـــــته بشدة ، ما إن ترى طيفه أو تشم رائحته أو تعلم تواجده في نفس المكان الموجودة به تلقائياً تنهال الدقات التي تخفق بين أضلعها على قلبها المسكين فتهلك جسدها غراماً به ،
رأى تغيرات وجهها مابين لحظة وضحاها من النظرة الحالمة الهائمة به وباعترافه الموثق بغرامها إلى النظرة الخائفة التي يمسها الفقدان وعدم الاطمئنان ولكنه انتظرها وسينتظرها مهما طالت حيرتها حتى تهدأ ومهما طال خوفها حتى تطمئن ثم شعرت بلهفته عليها وعلى أن تريح قلبه وكعادتها قررت أن تسلم أمرها بيد الله الذي وضع محبته في قلبها بتلك الدرجة ثم رفعت أنظارها الخجلة إليه:
ــ مش عارفة أرد أقول ايه أو أطمنك إزاي علشان مش عارفة الاحساس اللي اني حاسة بيه دي حب ولا له ،
واسترسلت حديثها وقد تعلقت عينيها بعينيه بنظرة حانية أرجفت ذاك القابع بين أضلعه:

ــ بس احساسي اللي أني فيه جديد عليا محستهوش قبل اكده حتى لو في كذا زميل قبلك اعترفولي نفس اعترافك مكنتش يعني بحس نفس الاحساس ده خالص فمش عارفة بقى يا فارس .
سألها باستكشاف وقد راق له جوابها :
ــ طب الاحساس ده نابع من عقلك ولا من دقات قلبك اللي مش مبطلة دلوقتي ولا من خجلك الكبير قووي ولا من عيونك اللي قريت فيهم كلام كبير وأهمهم اني شايفني بلمع جواهم دلوقتي ؟
تحمحمت بتوتر من حصاره لها لتجيبه بنبرتها الرقيقة الشبيهة لملامحها :
ــ اممم.. كل داي أسئلة محتاجة أجوبة اكده حرام عليك متاخدنيش على الحامي اكده خلينا واحدة واحدة علشان متهش منك .
ابتسم وجهه ابتسامة عذبة:
ــ وماله لما تتوهي وأنا ألاقيكي وبعدها أخبيكي جوايا وأخلى رمش عيوني يحرسوكي علشان متوهيش تاني .
ابتسمت هي الأخرى نفس ابتسامته :
ــ متقلقش على جواك أصل أني بطبعي هادية قوووي ومش بعمل قلق في أي مكان .
ــ وأنا أكتر حاجة عجباني فيكي هدوئك الراقي عارفة بتفكريني بهوانم جاردن سيتي أيام السبعينات بتوع السبيرتاية والقهوة وكاظم الساهر ونجوم الليل وسماه وقمره أهو أنا بقي بحلم اللي أتجوزها تكون زيهم كده بالظبط.
ــ وبتحلم بايه تاني ياسي فارس والمرأة الساحرة الكيوتة تنفذه لك ؟
وضع سبابته على فمه مجيباً بعد تفكير وقد نال حديثهما المختلف ذاك إعجابه :
ــ بحلم ياستي ان أنا وفتاة أحلامي اللي هي زوجتي المستقبلية اننا قاعدين قدام البحر على الرملة وواخدها في حضني وجايب لها آيس كريم وشوكولاتة من اللي هي بتحبها وبأكلها لها بايديا وهي تسألني يومك كان عامل ازاي وتهتم بكل تفاصيلي وأنا كمان أهتم بكل تفاصيلها ، وأدلعها وأحبها قوووي وأغير عليها قووي
ثم تعمق في عينيها الساحرتين معبراً بهيام:
ــ بحلم بيكي تكوني انتي شريكة الليالي اللي حلمت بيها وتكوني انتِ بطلتها وأميرتها .
كعادة عيناه سـ.ـرقتها من العالم والزمان والمكان ونسيت هي من وأين تكون ونسيت كل شئ مجرد أن تتسهم نظراتهم ثم قالت جملتها التي أسعدت قلبه :
ــ ويابختي بقلبك يا فارس ، يابختي بحُبك الجميل ، يابختي بوجودك جنبي ،و يامحلى الصدفة اللي جمعتني بيك يامحلاها قوووي .
“””******””””****””**
شهقت رحمة شهقة عالية رجت أرجاء المنزل فطاح ماهر على أثرها مابيده وجرى مسرعاً إلى المطبخ فقد استشف أنها حـ.ـرقت حالها فجرى عليها سريعاً وقلبه هوى بين قدميه من شهقتها العالية ،

دلف الى المطبخ وجدها تصفق بيدها وهي تقرب الإناء إلى أنفها وتشتم رائحة صنيعها فخلل أصابع يديه بين خصلات شعره وهو ينفخ بضيق من أفعال تلك الصغيرة التى حتماً ستصيبه بالجنون ثم خطى إليها وأمسكها من كتفها مرددا بهدوء ما قبل العاصفة:
ــ ممكن اعرف في ايه؟
حركت رأسها بتعجب من سؤاله وسألته وهي ترفع شفتيها العليا باستنكار :
ــ في ايه في ايه انت ؟
رفع حاجبه ونفخ بملل من أفعالها :
ــ مش شايفة حضرتك عملتي ايه دلوك !
جيت لك على ملا وشي من فوق وفي الآخر اجي ألاقيكي مبتسمة ، انتي بتعملي ايه اصلا ؟
ابتسمت ببلهاء ثم أتت بملعقة من صنيعها “ملوخية” وأقربتها من فمه وهي تريده أن يتذوق :
ــ كنت بعمل ست بيت ونزلت المطبخ عملت لك ملوخية وفراخ شمورت تستاهل بقك ياموري ومتقلقش دي اني شهقة لها شهقة مقولكش عليها .
ــ أه ما اني دريت بشهقتك داي قطعت لي الخلف واني لسه عريس والنهاردة الصباحية بتاعتي.
مطت شفتيها للأمام بدلال وهي تقرب الملعقة من فمه :
ــ طب دوق ياعريس وقول لي ايه رأيك في عمايل يدي .
تذوقها وفور أن دخلت فمه كاد أن يشعر بالغثيان فذهب إلى الحوض وافرغها من فمه مما جعلها تعيد شهقتها ثانية وهي تهتف بذهول :
ـــ هاااااا ايه دي اللي انت عميلته ! هي معجبتكش ؟
أخذ الملعقة من يدها ورماها في الحوض ثم حمل الإناء بأكمله وأقربه من فمها مجبراً إياها أن تتذوق من صنيعها من الإناء مما جعلها تبتعد على الفور فقد استشفت من حركته انها سيئة المذاق للغاية ولكنها تبعتد وهو يقترب أكثر فحقا كان منظرهم يهلك من الضحك من أفعالهم حتى شربت عنوة وإجبارا وما إن نزلت معدتها حتى بان على ملامحها الكراهة لصنعها وفعلت نفس ما فعله بل ويزيد مما جعله أُثلِج صدره ثم سألها ببرود:
ــ ها ايه رأيك حلوة ياروحي ؟
ثم أكمل داعياً عليها :
ــ منك لله كرهت الملوخية والجواز والصباحية وكرهت صنف الحريم كلاتهم على يدك يابت سلطان .
كانت تريد أن تختبئ أو تطير من أمامه فهي تقف كالفأر المبلول الآن من شدة خجلها فمن يتذوق صنيعها الحادق الثقيل ثقل الجبال بمنطره الذي يبعث في النفس الاشمئزاز يكره حاله ،

كانت تنظر إليه وهي تصطنع الحزن ثم أمسكها من كتفها متسائلاً إياها وقد فاض به الكيل من أفعالها :
ــ هو في عروسة يوم صباحيتها تسيب عريسها نايم وتروح تعمل ملوخية يارحمة !
لأ طلعتي مختلفة في دخلتك وصباحيتك أشهد لك باكده ياللي هتشليني واحنا لسه هنقول يا هادي ، يا ماما خفي شوية أفعالك داي من أولها اكده هتوصلني للانتحار .
قوست فمها بانزعاج من تعليقاته ثم هتفت بنبرة لائمة :
ــ يعني الحق عليا اللي كنت عايزة اكلك من ايدي يوم صباحياتنا ونزلت وتعبت عشان اعمل لك الأكل وفي الاخر تقول لي هتجننيني وهتشليني علشان عايزاك تشوفني شاطرة وحلوة من أول يوم .
ــ هي الشطارة في وجهة نظرك تقومي من جاري يوم صباحيتك وتعملي ملوخية وفراخ شمورت ! يا الله منك يا فصيلة يامجرمة ؟
ـــ هااااا بقي أني مجرمة وفصيلة يا بتاع شمس حريقة !
لكزها من كتفها :
ــ بس يابت يا بتاعت الملوخية اللي عايزة تتقرص ، دي انتي عايزة تتصوري جمبها ويتعمل لك هاشتاج “العروسة والملوخية يوم الصباحية ” هتوبقي ترند الموسم يابت سلطان .
ــ اتريق قووي اتريق ياماهر بدل ماتشجعني وتاكل منها وتجبر بخاطري علشان أحسن من مستواي في المطبخ ؟
ــ أه أشجعك وأكل منها وياجي لي تلبك معوى ويودوني على المستشفى طوالي وابقي قضي شهر العسل لحالك يا اللي هتجيبي أجلي بدري بدري .
دبت قدمها في الأرض هاتفة بانزعاج وهي تلكمه في صدره :
ــ والله العظيم انت أرخم حد شفته ومليكش صالح بيا وطلقني حالا بالا.
ــ طلقني حالا بالا ! والله العظيم أني متجوز طفلة لسه في اللفة ، أطلقك مين هو أني لسه لحقت أتجوزك ولا عارف أتلم عليكي عدل زي أي عريس وعروسته في ليلة جوازهم الأولى !
العريس يصحى الصبح اكده يلاقى عروسته نايمة جاره فيصحيها بطريقته اكده ويروق عليها وتدلعه وتهننه وتخليه ملك زمانه مش يصحى على شهقة تجيب أجله وهي سايباه وهتعمل ملوخية ! إنتي بجد رهيبة ومحصلتيش ولو في نسخة كمان منك على الدنيا السلام.
ضحكت بشدة من كلماته وسخريته المغلفة بالدعابة ثم أكدت على كلامه وهي تداعب رقبته بأناملها وهددته بمشاكسة :
ــ أني فعلا رهيبة ومحصلتش ولسه هتشوف من الاختلاف أنواع وأشكال وكل يوم هبهرك ياموري بس انت قول يارب .
أمسكها من يدها مقبلا إياها قائلاً بمحايلة :

ــ له أبوس يدك كفاية انبهار واندهاش أني عايز أشوف وياكي وأعيش الحاجات اللي هيعيشها الراجل ومرته يا رحمتي .
ضحكت بشماتة :
ــ طول مانت بتتريق علي مش هبطل أبهرك أما لو فضلت تمجد في أفعالي وتنفخ فيا اكده وتخليني أمشي نافخة ريشي هتلاقي واحدة بس صايعة معاك .
ــ صايعة معاي ! اتحشمي في حديتك يابت سلطان ، من الآخر ارتقي يارحمة بدل ما هيخلص صبري عليكي وأروح أتجوز واحدة غيرك تدلعني .
أمسكت السكين بيدها واقتربت منه وهي تنظر له بجنون قائلة بتهديد:
ــ طب اعملها اكده يابن الريان وأني هقطعك انت وهي شرايح شرايح وأعبيك في أكياس وأوديك للأخرة.
غمز لها وهو يحتضنها من خصرها ويقربها منه :
ــ وأهون عليكي يابت سلطان تقـ.ـتلي جوزك حبيبك اللي عيشك امبارح ليلة ولا ألف ليلة وليلة ، فاكراها يارحمتي .
شعرت بفكاك جسدها بين يديه وخجلت بشدة من تلميحاته ثم قالت بدلال أثاره :
ــ آه ووجعتني قوووي وهديت حيلي لحد مبقاش فيا نفس بالراحة عليا اني لسه صغيرة وراعي فرق الطول والعرض والارتفاع .
احتضن وجنتيها بين كفاي يديه ثم قبلها منهم :
ــ بالراحة مين دي لسه استفتاح والشوط الأول لازم ياخد حقه وبعدين استريحتي استراحة محارب وعايزين نكمل الشوط التاني والوقت الإضافي وضربات الجزاء كمان يا صغنن .
ــ إنت قليل الأدب على فكرة واللي يشوفك وانت في المكتب عامل فيها هولاكو ميقولش انك اكده واصل .
ــ قليل الأدب مين يا أم لسانين هو انا شاقطك من شارع الهرم ولا حاجة اني يحق لي أعمل وأقول وألعب وأمسي وأصبح وكل اللي على كيفي دي حق ربنا وانتي ما عليكي غير السمع والطاعة يا رحمتي .
ــ ليه جايبني من سوق عكاظ ولا ايه ياموري ؟
ــ كل لما تقولي موري دي كل لما المباريات تطول وانتِ تحتاجي تتغذي كويس علشان تقدري تقاومي يا روحي .
ــ لعلمك بقي أني قدك وقدود وهطلع عينك يابن الريان.
ــ طب ماتيجي بقي نطلع أوضتنا ولا المطبخ عاجبك قوووي ميضرش بردوا .
ــ طب اغسل المواعين الأول ورتب معايا المعجنة داي وأني أعمل لك اللي انت عايزه .
ــ لااا داي انتِ لسعتي وفوتتي على الآخر وباين انها هبت منك ، بقي اني أقف أغسل مواعين وأنضف مطابخ !
ــ وماله فيها ايه اعمل حسابك الحياة مشاركة ولو مغسلتش معايا المواعين مش هلعب مباريات ولا أشواط ولا يحزنون وذنبك على جنبك ياموري .

جذبها من يدها على حين غرة ثم حملها وصعد بها إلى الأعلى حيث غرفتهم ثم أغلق الباب خلفهم تحت تذمرها وهي تتململ بين يديه ووضعها على التخت ثم هتف مشاكسا إياها:
ــ ولا ذنب ولا يحزنون ياقلب موري وطالما طلعتي عش ماهر الريان وانتي هتعاندي قابلي بقي علشان هتتدمرى دلوك ولسانك دي اللي عامل كيف المبرد مش هينطق غير بالآه علشان توبقي تتحديني ياصغنن .
أنهى كلماته المشاكسة واقترب منها ينهل من شهد عسلها المكرر والمحبب إلى قلبه في أسعد لحظات راقت لهما وكأن مشاكستهم المختلفة هي من تعطي لعلاقتهم روحا وحياة فحقا الاختلاف في الحب والتعبير عنه لا يفسد للغرام قضية .
“”*”*****”*****”*”***
في منزل النجم أدم المنسي حيث كان يجلس هو ومكة جلسة تحدي في الأسئلة الدينية العامة تلك اللعبة التي اقترحتها عليه مكة وبها عقاب فبدأت مكة بالسؤال الأول بحماس :
ــ من هو النبي الذي تزوج بأختين في وقت واحد ؟
صدم ادم من سؤالها فلم يكن يتخيل ان الأسئلة التي ستلقيها عليه ستكون صعبه فهو لم يعرف إجابة السؤال وحاول التفكير كثيرا ولكنه لم يجب فتحدث بنبرة خائبة :
ــ مش عارف إجابة السؤال انا خسرت اول جولة .
ابتسمت بشماتة لأجل خسارته فهي ستحكم عليه حكما لم يكن يتوقعه ثم أجابته بقامة مرفوعة وهي تشعر بالفخر بحالها أمامه :
ــ الإجابة هي سيدنا يعقوب عليه السلام وفي الوقت ده تحريم الزواج بأختين ما كانش لسه نزل وبعد كده ربنا سبحانه وتعالى حرمه في التوراة .
حقا لم يكن يعرف الإجابة ثم تحدث وهو يصطنع الحزن لأجل الحكم الذي سيحكم عليه:
ــ تمام يا ستي اتفضلي احكمي هنخلص الأسئلة خالص وبعدين بقى كل واحد ينفذ الأحكام .
عضت على شفتيها السفلى بمكر وهي تفكر في عقاب يجعله يجن فهي تعشق جنونه ثم جال بخاطرها تلك الفكرة التي حتما ستصيبه بالجنون من أحكامها :
ــ حكمت عليك تعمل لي بيتزا وبطاطس محمرة ومليش دعوه مش هدخل معاك المطبخ ولا هشارك في اي حاجة وزي ما استلمت المطبخ نضيف تسلموا لي نضيف .
اتسعت مقلتيه ذهولا من حكمها فلم يكن يتوقع ان تكون بتلك المكر وتحكم عليه ذاك الحكم ان يدخل المطبخ ويفعل لها تلك البيتزا التي تطلبها ثم رفع حاجبه هو الآخر ماكرا مرددا بانتصار :
ــ عادي أمرها سهل ولا ابهدل المطبخ ولا حكاية اطلب لك بيتزا يا ستي وبطاطس محمرة من أفخم مكان فيكي يا مصر حكم تافه .
حركت رأسها برفض قاطع وهي تفقده الأمل في ان يفعل ذلك بتاتا :
ــ لا يا بابا ما ليش دعوة انا عايزه أكلها من ايدك وفريش مش جاهزة من برة ولا من مطاعم وانت اللي تعملها لي ولازم تلتزم بالحكم زي ما انا هلتزم بالأحكام لو انا ما جاوبتش .

نفخ بضيق من اصرارها ثم حرك رأسه للأمام بموافقة وهو ينتوي لها بسؤال صعب ولا تستطيع اجابته كي يحكم عليها هو الآخر بما لا تطيق به ذرعاً والند بالند :
ــ تمام اما خليتك تقولي حق برقبتي ما بقاش أنا يا مكة يلا بقى جاوبي على السؤال يا حلوة دورك .
نظرت اليه بشموخ وهي لديها الثقة الكاملة بأنها ستجيب على كل الأسئلة الدينية التي سيطرحها عليها بكل تأكيد ولكن انقلبت معالمها عندما استمعت الى سؤاله الذي لم تكن تتوقعه ان يكون صعبا بتلك الدرجة وتسهمت أمامه مما جعله ابتسم هو الآخر بانتصار فكان السؤال :
ــ من هو النبي الذي رفض الله له طلبه ؟
فكرت كثيرا ولم تعرف الإجابة وحاولت ان تجول بعقلها ولكن لن تستطيع او لم يكون التوفيق حليفها رغم أن الإجابة سهلة وهي تعرفها ولكن طريقة السؤال هي المختلفة مما جعلتها تلبكت وطلبت منه الإجابة فأجابها هو الآخر بشموخ مماثل كما فعلت معه وهو يرفع كتفيه باستكانة :
ــ هو سيدنا موسى عليه السلام لما طلب من ربنا ان هو يشوفه وربنا سبحانه وتعالى قال له لن تراني .
بالفعل كانت إجابته صحيحة وبالرغم انها تعرفها الا أن طريقة السؤال كانت ملتفة جعلتها لم تعرف الإجابة ثم طلبت منه الحكم وهي تمط شفتيها للأمام بضيق فأحكامه بالتأكيد ستكون على هواه ثم صفق بيديه بفرحة شديدة ونطق حكمه :
ــ شوفي يا موكتي حكمي عايز نقضي سهرة لذيذة ترقصي لي فيها على أنغام كوكب الشرق وتدلعيني أنا محروم من الدلع من ساعة ماحملتي وعايز أتدلع .
اتسعت مقلتيها بذهول مماثل عندما استمع الى حكمها ثم حركت رأسها برفض قاطع وهي تعلل رفضها :
ــ رقص ايه دي ما ينفعش طبعا انت عارف آني حامل والحركة الكتيرة غلط عليا شوف حكم تاني بطل صياعة عليا يانجم .
رفض بشدة هو الآخر مؤكدا عليها :
ــ لا يا ماما انت اللي ما تشتغلينيش الدكتور قال تتحركي طبيعي جدا بل بالعكس الحركه حلوه ليكي وللجنين ،
ثم أكمل حديثه بغمزة شقية لها :
ــ وبعدين الحركة اللي انا عايزها هتبقي بهدوء وتروق لك مزاجك وتروق لي مزاجي انا كمان وعلى انغام الست يعني ما فيش روقان بال احسن من كده واعملي حسابك انا رضيت بحكمك القاسي وانتِ كمان هترضي ما فيناش من الغش خليكي قد اللعب يا بيبي .
زمت شفتيها باعتراض وهي لم تستطيع الإفلات منه واضطرت للموافقة ثم رددت سؤالها الثاني وهي تنوي له بأحكام تجعله حينما ينهيها يشعر بالإجهاد الشديد فينام من شده تعب جسده :
ــ ماشي خد بقى السؤال التاني وجنت على نفسها براكش يانجم ،
ما هو الجماد الذي يكون النظر اليه عبادة ؟
ظل يفكر كثيرا وهو لم يمهلها فرصة بالانتصار عليه تلك المرة وهي تتحايل عليه كي تشتت انتباهه ولكنه فصل عنها عقله حتى وصل الى الإجابه أخيراً وهو يصفق على يديه بانتصار مجيبا اياها بثقة جعلتها تهدمت آمالها فيما كانت تنتويه :

ــ الإجابة هي الكعبة الشريفة التي يكون النظر إليها عبادة والطواف حولها صلاة .
رغم أنه أجاب سؤالها وأفسد عليها فرحتها بالحكم عليه الا أنها شعرت بالفخر من إجابته وسعد داخلها ، ثم جاء دوره في السؤال وهو سعيد بفوزه في تلك الجولة :
ــ حلو قوي أسأل انا بقى وكده 1-0 ليا يابيبي ،
هل ينام المؤمنون في قبورهم ؟
انفرجت اساريرها من سؤاله فهي تعرف اجابته وفورا انطلق لسانها بالإجابة التي ابهرته بها وجعلته يشعر بالفخر بكون تلك الراقية زوجته :
ــ اذا كان من المؤمنين نام نومه العروس ولا يوقظه الا احب اهله اليه عندما يزوره وهو يسلم عليه .
انهت اجابتها قائلة وهي تربت على ظهره بسعادة للتعادل بينهم:
ــ كده متعادلين يا نجم أسأل انا بقى سؤالي ،
من هو الذي لم يشعر بألم الموت اذا مات ؟
كان السؤال صعبا ولم يستطيع الإجابه رغم التفكير فتهدمت آماله وهو يطلب منها الإجابة التي القتها على الفور بابتسامة سعيدة لأنها ستحكم عليه مره ثانية :
ــ هو الشهيد في قول النبي صلى الله عليه وسلم “ما يجد شهيد من مس القتل الا كما يجد أحدكم من مس القُرصةِ ”
ثم زاغت اعينها بسعادة وهي تلقي عليه الحكم الذي جعله اغتاظ منها للمرة الثانية بشدة :
ــ احكم بقى الحكم بتاعي بعد ما تعمل لي البيتزا وتروق الدنيا اكده في المطبخ تاخد المكنسة وتعيد لي على السجاد اللي في الدور دي كلاته .
فتح فاهه بتعجب من حكمها ثم هتف بنبرة استنكارية:
ــ ايه يا ماما الأحكام بتاعتك دي انتِ مفكرة اني الخدامة الفلبينية بتاعتك اللي جابوها لك ولا ايه ؟
عدي ليلتك يا مكة واحكمي حكم تاني بدل ما اجيب لك سؤال واخليكي تقولي يا ريت اللي جرى ماكان ومش هخليكِ تنامي تلت ايام ورا بعض وانتِ حرة بقى .
رفضت ما قاله رفض قاطع وهي تصر اصرارا شديدا على حكمها مما جعله توعد لها وبدا بالقاء سؤاله :
ــ ما هو الفعل الذي فعله المسلم عذب في قبره بسببه ؟
فكرت سريعا ثم أجابته بانتصار لسؤاله مما جعله اغتاظ بشدة :
ــ هو الذي لا يتطهر من بوله والذي يمشي بين الناس بالنميمة كما رآها النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعذب في قبرهم .
وظل كلتاهما يسأل الآخر وهم ماهرون في الإجابة حتى اتى السؤال الأخير ولم تعرف الإجابة عليه فابتسم بانتصار واصبح الحكم متعادل بينهما والفوز والخسارة ايضا متعادلين وقام بالحكم عليها مما اذهلها :
ــ كده تمام يا بيبي أحكم بقى الحكم بتاعي هعمل البيتزا وهنفذ حكمك الأولاني وانتي هتنضفي المطبخ ورايا عقبال ما انفذ الحكم التاني ونطلع بقى على عش الحب عشان تنفذي الحكم الأولاني والسهرة صباحي يا جميييل.

لكزته في كتفه وهي مغتاظة :
ــ انت وحش على فكرة بقي ورخم وعايز تتعبني .
غمز لها بطريقة أخجلتها :
ــ وماله تعب الحبيب للحبيب لذيذ والشقاوة مطلوبة بردو يابيبي .
ــ بس اني حامل وانت عايزني ارقص واكده ظلم وميرضيش ربنا .
ــ ظلم مين دي عز العدل ياحلوتي توكلنا على الله بقى علشان نبدأ تنفيذ الأحكام ياروح قلبي وبعدين أطلع اجهز الجو فوق اطلع لك البدلة اللي مركونة في الدولاب فوق دي وقربت تبوظ من الركنة واشغل الست وتروقي عليا باللي اطلبه وتنفذيه وحذاري أي حاجة أطلبها تتحججي وتقولي تعبانة مش هتصعبي عليا خالص على فكرة وهعمل كأني مش سامع حاجة علشان الإنسان جايب آخره منك ومن دلعك عليا وانتي فهماني طبعاً.
دبت في الأرض بقدميها وهو تركها ودلف إلى المطبخ فذهبت ورائه كي تنظف مايفسده أولا بأول وهي تندم على حكمها ذاك ،
قضيا مدة ما يقرب من ساعتين ينفذون أحكامهم وبعد ان انتهي حملها ادم على حين غرة وصعد الى غرفتهم بخطوات تسابق الريح وهو يتوعد لها وهي بين يديه :
ــ ده إنتي هتموتي ياسوسو ، استعنا على الشقى بالله .
ثم أدخلها غرفتهم وكلاهما تنعم بحمام دافئ بعد تلك العلقة التي مكثوها في الطهي والتنظيف وأشعل آدم الموسيقى على أغنية كوكب الشرق المحببة إلى قلبه “سيرة الحب ” وبدأت مكة تتمايل في رقصتها بهدوء أثاره وقضى ليلتهما كل منهما يبث الآخر بشوقه وعشقهم كان حقا راقياً وفريدا من نوعه .
“*”*****”**”****”******”””
وأخيراً أتت اللحظة المنتظرة لجاسر والذي انتظرها بشدة وقلبه فرحا لتلك الخطوة الذي حلم بها ليالٍ عدة ، كان يمشي بجانب عمران وهو في قمة سعادته وقبل أن يهبطا من السيارة نبه جاسر عليه بشدة :
ــ شوف بقى يا عم عمران انت تعمل مع ابن عمك الصح ومش همشي من اهنه غير واحنا محددين ميعاد كتب الكتاب اللي هو بعد اسبوع ان شاء الله فشد حيلك مع الحاجة ماجدة أني عارف انها هتحبك كيف ولدها بالظبط وعلشان اكده اني هستغل النقطة داي ياواد عمي .
نظر له عمران بنصف عين مرددا :
ــ وه ياجاسر ماهي المصالح بتتصالح بردو وانت هتستغلني وهياجي اليوم اللي هستغلك فيه اني كمان ولا يهمك سيب موضوعك دي على العبد لله هخلصه لك في مينيت داي ماجدة في جيبي متقلقش .
تبسم جاسر بسعادة غامرة وتأكيد عمران له اشعره بالراحة والسكون في إتمام مهمة زواجهما ثم ربت جاسر على ظهره هاتفاً بامتنان :
ــ دي العشم بردو ياحبيب اخوك وربنا يقر عينك بالذرية الصالحة يارب وتشوف عوضك يارب .

أمن عمران على دعائه بشدة فهو الآخر يحلم ان يكون اباً يوماً من الأيام ولكن حكم الله هبطا كلتاهما من السياره وقلب الجاسر يدق بين اضلعه شوقا لتلك الحبيبه الذي يود ان يسابق الزمن وأن تكن الليلة ليلة زفافهم وليس خطبتهم ثم صعدا إلى حيث تتواجد معشوقتيهما الاثنين فسكون قد سبقته واتت لتكون بجوار مها ،
أما في غرفة مها تجلس متوترة للغاية وكأنها أول مرة تُطلب يدها وكأنها أيضاً بنتا في سن العشرين والتوتر البالغ هو الساكن معالمها الآن وبجانبها سكون تهدئها :
ــ اهدي بقي يابنتي في ايه وترتيني معاكي ومحسساني انك داخلة امتحان الثانوية في ايه يامها هدي حالك يا اختي الليلة حلوة وقمرر قووي اهي ،
وأكملت وهي تغمزها بدعابة أسفل معدتها :
ــ مجرد ما رحتي اشتغلتي عند الراجل كعبلتي في كذا شهر وخليتيه مش على بعضه وبقى طالب الود والقرب اه منك ما طلعتيش سهله يا ام الزين .
ابتسمت مها أخيرا من دعابة شقيقتها ثم سألتها بحيرة :
ــ تفتكري بيحبني بجد وعايزني اكون زوجة وام لعياله رغم ظروفي يا دكتورة ؟
ضمت سكون حاجبيها بدهشة من حيرتها ثم طمئنتها بحفاوة:
ــ ومالها ظروفك يا مها يا حبيبتي انتِ اي حد يتمناكي في الدنيا جميلة وصغيرة وهادية ورقيقة وناعمة وفيكي كل الصفات اللي يتمناها اي راجل ده يا بخته وامه داعياله اللي انك تكوني في حياته والله ، مش علشان اختي والله بقول لك الكلام ده علشان فعلا انتي فيكي كل الصفات اللي يتمناها اي راجل تكون في الست بتاعته ولأنه واثق ومتأكد من حبه ليكي زي ما عمران قال لي انه هيحبك قوي يا مها ومش عايز في الدنيا غير وجودك جنبه وانك تكوني زوجته وشريكته واني بشجعك انك تاخدي الخطوة داي وتتقدمي في حياتك وتنسي الماضي الأليم لأن الدنيا مجبرين ان احنا نعيش فيها ونتقبل كل ظروفها الحلوة والوحشة وبرضو نتقبل اقدار ربنا سبحانه وتعالى فعلشان اكده بقول لك افرحي واتمني لنفسك أحسن حاجة في الدنيا علشان بجد انتي احسن ست في الدنيا كلاتها ويا بخت اللي تكون في حياته مها الجندي .
انهت سكون طمئنتها لمها ثم جذبتها الى احضانها وظلت تهددها بحنو مبالغ فيه كي ترزقها الهدوء والسكينة وتجعل دقات قلبها الحائرة داخلها تهدأ قليلا ويصفوا ذهنها كي تفرح في ذاك اليوم الذي عوضه الله فيه بهذا الرجل الراقي الشهم الذي حكى لها عنه عمران كثيرا وعن رقيه وأدبه وأخلاقه الشديدة مما جعلها نقلت كل ذلك الى ماجدة التي تتردد كثيرا ،
اما في غرفة ماجدة وجدت هاتفها يعلن عن وصول مكالمة نظرت الى الرقم المتصل عليها وجدته غير مسجل فأجابت وهي تسأل عن ماهية المتصل فأبلغها انه عامر وبعد كثير من الأسئلة عن الحال لكليهما وسألته ايضا على ابنائه دخل عامر في طلبه منها مباشرة :
ــ شوف يا خالة أني رجعت من السفر ورايد مرت اخوي الله يرحمه تكون حلالي ان ما كانش عنديكي مانع اني اولى بيها من الغريب واي حد مكاني هيقول اكده فانتي ايه رايك ؟
ابتلعت ماجدة ريقها بصعوبة فإبنتها سيأتي أحدهم لخطبتها الآن ومن كلام عمران انه يتسم بالشهامة والرجولة والأخلاق العالية ويريدها بشدة ومن تشجيع عمران ايضا ان توافق مما جعلها حائرة فعامر كلامه بالنسبة لها صحيح ومعقول ووقفت الآن لا تعرف بما تجيبه ولكن كي تنهي ذاك الحوار لأنها سمعت قدوم جاسر من صوتهم في الخارج فقد فتحت لهم سكون الباب :

ــ طب يا ولدي احنا عندينا ضيوف دلوك هكلمك بعدين او تاجي البيت عندينا لأن الكلام في الموضوع دي في التليفون ما ينفعش واصل واللي عايزه ربنا ومقدره بالخير هو اللي هيكون مع السلامة .
أغلقت معه الهاتف ثم خرجت لاستقبال الضيف وألقت عليهم السلام بابتسامة ووجه بشوش وبعد التعارف بينهم دام لأكثر من نصف ساعة تحدث جاسر بما أتى إليه بملامح سعيدة :
ــ بعد اذنك يا خالة أني جاي اطلب يد مها على سنة الله ورسوله وجاهز من كل حاجة ومش محتاج غير موافقتك انتي وأم الزين وأي حاجه هتطلبيها وهي كمان تشاور عليها هتكون ملك يمينها في التو والحال .
واكمل عمران مشجعا ماجدة :
ــ شوفي يا أمي مش عشان هو ولد عمي اني هدافع عنيه وهقول كلام واوصف صفات في مش موجودة فيه لا سمح الله بس اني حابب اقول لك مش هتلاقي راجل لأم الزين احسن من جاسر ولد عمي هيحطها في عيونه وهيحافظ عليها وهو رايدها دونا عن ستات الدنيا كلاتها قلتي ايه .
كانت ماجدة في موقف حائر للغاية وانطلق لسانها بما قاله لها عامر مما صدمهم جميعا فجعل ذلك الجاسر يمسك أعصابه غصبا عنه وبالتحديد عندما نظر اليه عمران الا يتحدث وأن يترك له الأمر برمته :
ــ شوف ياعمران ياولدي انت وكلامك وولد عمك على راسي من فوق واني أتشرف بنسبكم تاني إللي مشفتش منيه غير كل خير بس في حاجة اكده لازم اقولها ، اخو زوجها الله يرحمه كلمني عنيها ورايدها وبيقول اني أولى بيها واي حد هيسمع طلبه ليها من اخوالها هيقولوا عين العقل والصح ومصمم عليها وأني دلوك وشي منك في الأرض ياعمران انت والأستاذ.
سألها عمران :
ــ طب هو كان فين اخو جوزها دي يا امي طول السنتين دول ؟
ولا بعد مارجع بعيلين جاي عايزها الدادة بتاعت ولاده مش تقولي كلام يعقل يا ست الكل .
فقد أبلغ جاسر عمران بعرض عامر وأعلمه بجميع ظروفه كي يتفادى حدوث ذلك الأمر وما فكر به جاسر بحنكته ودهائه وجده الآن ويكاد أن يتركهم في التو والحال ويذهب لذلك العامر ويختنقه بين يديه كي يتخلص منه وينهي أمره فقد أصبح الآن كالشوكة في الحلق ومن الواضح أن والدتها تميل إليه والي عرضه أكثر من جاسر والموقف الآن أصبح محتدماً ثم أجابته بما دله عليه عقلها :
ــ طب وهو ذنبه ايه ياولدي في اليتامى اللي هيربيهم وبعدين دول لسه حتة لحمة حمرا ومها تعتبرهم مكان ولادها وتربيهم وتكسب فيهم ثواب وهي هتحب العيال زي عينيها فالمشكلة دلوك مش في العيال خالص.
تحدث جاسر بتعقل ولم يستطيع الصمت أكثر من ذاك وهو يستدعي الهدوء بأعجوبة :

ــ طب لما هو بيقول إنه أولى بيها ياخالة ليه سابها سنتين بحالهم وراح اتجوز وخلف وعاش حياته يعني لو كانت مرته مراحتش للي خالقها كان هيريدها بردو وياجي ينفش ريشه ويقول اني اولى بيها من الغريب ؟!
فكرت ماجدة سريعاً في كلامه ثم أجابته بفطنة لأنها مائلة لعامر أكثر من جاسر :
ــ يابني هو اتجوز مرته بعد موت اخوه بشهرين علطول مكانتش مها تنفعه وقتها وبعدين اللي حوصل حوصل إحنا في الأمر الواقع دلوك يعني متآخذنيش ياولدي هو انسب ليها منك وظروفهم مناسبة لبعض اكتر أما أنت بنات الناس كلاتها تتمناك أما مها اني شايفاها لأخو المرحوم .
ضرب عمران كفا بكف من إصرار حماته ثم هتف باستنكار:
ــ يعني يا امي هي مها بيعة وشروة للمرحوم ولما مات اخوه يورثها اي عقل بيقول اكده !
واسترسل حديثه باستجواد :
ــ انتِ مش يهمك في الموضوع دي كلاته ان مها تتستر زيها زي اخواتها مع راجل يحبها ويخاف عليها ويقدرها يوبقى العقل هيقول اللي تختاره ام الزين هو اللي يوبقى من حدها ونصيبها يعني احنا دلوك عمالين نقول عامر ولا جاسر وناسيين ان هي صاحبة الشأن وهي اللي ليها القرار الأول والأخير في حياتها اللي جاية وما ينفعش انك تقرري عنيها زمن اجبار البنت او الست على الجواز عشان العادات والتقاليد او العقل والمنطق خلص من زمان يا أمي .
حركت رأسها للأمام باستحسان لكلام عمران ثم نظرت الى جاسر معتذرة له على طريقتها في الحديث التي بانت أنها جافة:
ــ اللي تقول عليه عمران يا ولدي وشايفه صح اني هعمله اني معتبراك دلوك ابني البكري اللي ما خلفتوش خلاص هستشير مها وهتحدت وياها واللي هي عايزاه هو اللي هيمشي داي يا حبة عيني ما شافتش يوم راحه في حياتها مع المرحوم ومش عايزه أشيل ذنبها اللي باقي من عمري ، وانت يا جاسر يا ولدي ما تزعلش مني ان كان بان ان طريقتي ناشفة وياك بس لازم اعرض عليكم الأمر كله لأن الموضوع كبير مش صغير ومش عايزه حد يلوم علي ولا ياكل وشي وان شاء الله هبلغ عمران بردنا بعد ما اتحدت وياه وانت زينة الشباب وما فيش حاجة تعيبك ابدا والله لولا ظروفها انا ما كنت رجعتك ابدا الا وانت مجبور الخاطر بس الموضوع والحوار كلاته محتاج حبة صبر هبابة ولو هي وافقت على بركة الله وربنا يبختها لك .
لاحظ عمران أن جاسر لن يستطيع صبراً وانه يريد أن يخرج من هذا المنزل اليوم وهي مكتوبة بإسمه ومن نظرة عينيه استشف إلحاحه عليه أن يسرع في اتمام هذه الزيجة اليوم لا بل الآن وفي تلك الدقيقة فتحدث وهو ينظر الى ماجدة راجياً اياها :
ــ طب بعد اذنك يا أمي هدخل اني لام الزين واخد رايها ما اني اخوها الكبير برده وخير البر عاجله لو وافقت نتمم الموضوع ونتفق على كل حاجة دلوك خليها تفرح وتشوف حياتها وتعيشها بدل التأجيل اللي ما لهوش عازه دي .
نظرت إليهم ماجدة بخجل فهي تريد التحدث مع ابنتها وإدلاء رأيها لها وأنها ترى من وجهة نظرها الصحيحة أن عامر أنسب من جاسر فهي لديها قدرة في التأثير عليها ثم عللت لهم :

ــ معلش يا عمران يا ولدي اني رايدة اتحدت وياها الاول اني وهي لحالنا وبعدين اقعد معاها على كيفك وشوف رأيها بس آني عايزة اتكلم معاها في حاجات هي ما وعياش ليها وبعدين في التأني السلامة ومش هتصبر كتير دي كلاتهم يومين تلاتة اتكى على الصبر يا ولدي .
لم يستطيع عمران إقناعها بشتى الطرق وقد فقد جاسر الأمل في ان تُكتب على اسمه اليوم ودق قلبه بعنف داخله من تلك الظروف التي منعته عن حبيبته فقد كان حاملاً لها في قلبه اليوم من الغزل والهيام والغرام ما لم تحلم به امرأة من قبل فهو قد منَّى حاله برؤيتها والجلوس معها في حلال الله كي يقول لها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ولكن ليت كل ما يتمناه المرء يدركه ،
فهتف برضا كي ينهي الموضوع فوالدتها لديها تصميم أن تتحدث معها أولا ومهما حاول عمران اقناعها لن تجدي محاولته نفعا فالصح والمعقول أن يهدأ ولكن سيفعل ما جال بخاطره كي يبتعد ذاك العامر عن أنثاه التي عشقها ولم يسمح له بالاقتراب منها وبداخله نيـ.ـرانا مشـ.ـتعلة من ذاك العامر :
ــ خلاص اللي تشوفيه يا امي بعد اذنك يعني تسمحي لي اقول لك يا أمي ؟
مش هنضغط عليكي بس عايزك تعرِفي اني شاري أم الزين بالقووي ومش شايف ولا عايز غيرها واوعدك بردو اني عمري ما هزعلها في يوم من الأيام ولا هشيلها الهم وهحطها جوة عيوني وهستنى منك الرد بكرة بالكتيير معلش مش هقدر استنى في تعب الأعصاب دي كتير .
أعجبت ماجدة بكلامه ولباقته في الحديث وتأدبه معها ورضوخه لأمرها ثم قالت بموافقة :
ــ منحرمش منك ولا من كلامك الزين اللي هينقط ادب واخلاق عالية يابن الطيبين، حاضر ياولدي بكرة بالليل إن شاء الله….
قبل أن تكمل هتف هو بثقة مصاحبة للدعابة:
ــ هتقولي لي تعالى ياجاسر نبل الشربات مش هلاقي زيك عريس لبتي وخليكي فاكرة ياحاجة الكلمتين دول علشان هتقوليهم لي بالنص اكده.
ضحكت على طريقته وأعجبها ثقته بحاله ثم هتفت بدعابة مماثلة :
ــ حاضر ياولدي حفظتهم خلاص وطالما انت واثق اكده ربنا يفرح قلبك ويسعدك يارب.
انهي مناقشتهم ثم استأذن جاسر في المغادرة وهو يشعر بالحزن داخله فقد كان آتياً بقلب عطشان لتلك الحورية التي خطـ.ـفت قلبه والآن خرج بقلب ظمآن فنزل معه عمران الذي ربت على ظهره وهتف مطمئناً إياه :
ــ ما تقلقش يا جاسر بإذن الله هتحدت مع خالتي ماجدة لحالنا مش قدامك يعني وهتكلم مع مها وهحاول اخليها ما تأثرش عليها عايزك تروح تسترخي وتهدي اعصابك وان شاء الله كل حاجة هتوبقى تمام وخليك واثق ان طالما قلبك رايدها ومتمسك بيها هتكون ليك بإذن الله .
التوي ثغره بحسرة:
ــ كل اللي غايظني البني ادم ده طلع لي منين وامتى مش عارف !
لا وكلمها قبل ما اجي شوف يا اخي الصدف لما توجب مع الانسان قوي .

ضحك عمران بخفوت كي لا يثير حنقه فهو الآن مهدم مما حدث ثم حاول تهدئته :
ــ حظك نحس يا جاسر يا ابن عمي مش عارف والله رجع لنا عامر دي منين !
بس وعهد الله ما هخليه يطولها وما فيش غيرك هيتجوزها وابقى قول عمران قال يلا يا جدع روح نام واستريح وشوف شغلك وبإذن الله على بكرة هخليك تقعد معاها قعدة الخطيب وخطيبته اللي كنت هتموت عليها دلوك واني فاهمك زين .
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا :
ــ والله ما عارف ايه النحس ده دي الواحد عمال من الصبح يعيد ويزيد ويقول في عقل باله هيعمل ايه وهيلبس ايه ولا البرفان والبدلة الجديدة اللي منه لله اللي اسمه عامر دي خلى الواحد يومه قفل واكتئب ربنا يسد نفسه البعيد .
ضحكا كلتاهما على كلمات جاسر ثم ودعه وصعد عمران الى الأعلى كي يرى ذاك الموضوع وبداخله تصميم أن يحضر جلسة ماجدة ومها ولن يتركهم وحدهم الا بعد ان يجعل الأمور مستقرة لصالح ابن عمه فهو يرى انه يستحقها وعلم منه أيضاً أنها تنجذب له وتريده وطالما الموضوع كذلك فلن يصمت ذاك الفارس عمران .
“”****”*******”**”****
سألت زينب شمس وهي تطمئن عليها:
ــ عاملة ايه يابتي وصحتك اخبارها ايه يارب تكوني زينة ؟
ابتسمت لها شمس وأجابتها :
ــ الحمدلله يا خالة أنا كويسة قووي بفضل ربنا ثم إنتي إللي مسبتنيش لحظة من ساعة ما خرجت من المستشفى والله ما عارفة اقول لك ايه على اللي بتعمليه معايا ده ولا هرد لك جميلك ده ازاي .
ربتت زينب على ظهرها بحنو :
ــ ما تقوليش اكده يا غالية انتي كيف رحمة بتي اللي لو كانت في ظروفك لا قدر الله كنت هعمل وياها اكده واكتر كماني .
تنهدت شمس وهي تشعر باليتم الشديد وفي حالتها تلك تشعر بأنها شريدة لا مأوى لها ثم تذكرت امر عمران الفارس الذي انقذها من هؤلاء الأوغاد المختطفين لها لتقول باستفسار عنه :
ــ والله يا طنط انا ما شفتش ناس زيكم طيبين من زمان ودلوقتي انا بقيت معرضة للخطر قوي وحسيت في بيتكم بالأمان اللي انا افتقدته حسيت بإن عمي الحاج سلطان زي بابا بالظبط وانتي امي التانية من اللي عملتيه معايا في اليومين دول ولولا الأستاذ عمران المتربي تربية ما بقتش موجودة في الزمن ده دلوقتي كان زماني في خبر كان بجد انا شايفاه دلوقتي في نظري فارس وشجاع مش موجود كتير اللي هو فين يا طنط ما شفتهوش خالص من ساعة ما جيت البيت .
ابتسمت زينب لكلامها وشعرت انها على مطاف جبران ولدها وان تلك الكلمات التي نطقتها شمس ستسهل عليها مهمتها القادمة فهي لمحت لمعة عينيها وهي تسأل عن عمران فأجابتها على الفور :


ــ عمران مع مرته عند امها بيزوروها وهيجوا طوالي وهبقى اخليه يدخل يطمَن عليكي .
انصعقت شمس وشعرت بأنها سقطت من جبل مرتفع الهاويه وألقى بها في أسفل الأراضين وهي تسألها :
ــ هو عمران متجوز ؟
 
google-playkhamsatmostaqltradent