رواية و للنصيب رأي أخر الجزء الثاني 2 الفصل الرابع 4 - بقلم لوليتا محمد
و للنصيب رأى آخر ( قسوة الحنين )...
الجزء الأخير ل روايه ( و مرت الأيام ).....
بقلمي/ لوليتا محمد....
《الحلقه ٤》....
محمد قعد على الكنبه بتعب و حزن وهو بيفتكر مكالمته مع وائل من يومين....
《فلاش باااااااك》...
محمد كان ف مكتبه ف الشركه بس كان مخنوق و متضايق من كل حاجه حصلت حواليه، بداية من العلاقه الزوجيه إللي إنتهت بين آسر و ندي، مرورا ب قضيه الخلع، ل غايه سفر وائل، و إبنه إللي مابقاش يروح الشركه و لا قادر يقوله على مكان ندي...
شويه و لقي وائل بيتصل بيه...
محمد رد بإبتسامه حب و ود: الو.... إزيك يا وائل... محمد بإهتمام: طمني عليك و علي ندي و نهي...
وائل بحب و ود هو كمان: كلنا كويسين يا محمد... الحمد لله رب العالمين... أنت أخبارك إيه؟؟؟ و ناديه و الأولاد...
محمد بتنهيده حزينه معرفش يداريها ولا يخبيها، لأنه عارف كويس إن وائل مش قادر ينطق إسم آسر منفردآ... و مش هيقدر يقول إسم واحد من ولاده و التاني لأ... محمد بتنهيده حزينه: الحمد لله... كلنا بخير...
وائل بإستغراب: مالك يا محمد؟؟؟ حاسس إنك مش مظبوط.... في إيه؟؟؟
محمد بتنهيده حزينه: ولا حاجه يا وائل.... مفيش حاجه....
وائل بإهتمام: هو أنت متخيل لما تقولي كده... هقولك تمام و خلاص... وائل بجديه شويه: أتكلم يا محمد.... إيه إللي بيحصل معاك....
محمد بحزن ظهر ف نبره صوته: مخنوق أوي يا وائل... و مش قادر أتحمل كل إللي بيحصل قدام عيني....
وائل غمض عينه بزعل و حزن، و محمد بيكمل كلامه بضيقه و خنقه و دموعه خانته و بدأت تنزل منه غصب عنه: حاسس إني لوحدي يا وائل... أول مره أحس إني لوحدي و عاجز إني أحل المشاكل إللي بتحصل حواليا...
محمد بوجع الأب على إبنه ظهر ف نبره صوته، و مقدرش يخبيه: آسر بيتدمر قدام عيني يا وائل و مش قادر أعمله حاجه... مش قادر أتكلم و لا قادر أقوله علي مكان ندي...
وائل فتح عينه بغضب و حده وهو ساكت و بيسمعه بإهتمام.... و محمد وهو ب يمسح دموعه إللي لسه بتنزل منه: أنا مش بلومك ولا بعاتبك يا وائل... صدقني والله عارف إنه غصب عنك و عن ندي... و بقولهالك و هفضل أقولها... لو إللي حصل ده كان حصل ل بنتي كنت عملت إللي أنت عملته... بس... محمد سكت ل لحظات... و رجع كمل كلامه بقهر و دموع: بس برده غصب عني يا وائل.... قلبي وجعني أوي... مقهور عليه و منه...
وائل غصب عنه قلبه وجعه و زعل و أتضايق أوي على صاحبه وإحساسه أنه مقهور و متكتف و قلبه مقسوم ل نصين... نص ل ندي لأن إبنه ظلمها و وجعها و خانها... و نص التاني قهرة الأب على إبنه إللي مش عارف يعمله إيه... وائل بهدوء و حزن: هو بيروح الشركه ولا لأ يا محمد؟؟؟
محمد وهو بيمسح دموعه: لأ طبعا يا وائل... هيروح إزاي....
وائل بتكشيره و حده: يعني إيه يروح إزاي؟؟ هو ما بيروحش ليه؟؟؟ ها.... مش ده شغله و آكل عيشه؟؟؟
محمد بحزن و زعل شرح ل وائل وجهه نظره ف عدم مرواح آسر للشركه و إللي كانت برده و جه نظره هو كمان قبل ما يسمعها من آسر....
وائل بحزن: بص يا محمد.... مش هقدر أكدب عليك لو قولتلك إني مش متضايق و لا موجوع من آسر... و مكنتش عايز ولا حابب كل إللي حصل بينه و بين ندي... بس زي ما أنت أب ليه و يهمك مصلحته، أنا كمان أب ل بنتي و يهمني مصلحتها و راحتها... محمد بيسمعه بهدوء و إهتمام، و وائل بيكمل كلامه بهدوء: و أنت عارفني يا محمد... عمري ما هخلط مستقبله و شغله بجوازته ب بنتي...
محمد إبتسم إبتسامه خفيفه بتنهيده: أنا عارف و متأكد من كده...
وائل بإبتسامه هاديه: خليه يرجع ل شغله يا محمد... و مين عالم... محدش عارف بكره في إيه...
محمد بإستغراب و بإهتمام: قصدك إيه يا وائل ب الكلام ده؟؟؟
وائل بتنهيده: بص يا محمد... يمكن بعدهم و إنفصالهم عن بعض دلوقتي يكون ليه بعض المميزات ليهم هما الأتنين...
محمد بجديه: وائل... وضح كلامك شويه... أنا مش عارف أفكر ف تلميحاتك دي...
وائل خد نفس جامد وخرجه بالراحه، و بهدوء: بص يا محمد... كتير بنسمع و بنشوف إن إتنين إنتهت علاقتهم بالإنفصال، و ممكن يقعدوا سنه ٢، ٣ و بعد كده ممكن يرجعوا لبعض...
محمد بإبتسامه و فرح: وائل... هو في أمل إنهم يرجعوا لبعض؟؟؟
وائل بإبتسامه هاديه: ليه لأ يا محمد... محدش عارف بكره مخبيلنا إيه.... وائل بجديه شويه: بس ده برده مش أكيد... مش شرط ولا إلتزام إن ندي ترجع ل آسر يا محمد.... الموضوع ف الأول و الآخر نصيب... محدش عارف إيه إللى هيحصل بكره ولا ف الأيام الجايه... و ممكن كل واحد فيهم نصيبه يبقي مع حد تاني...
محمد بفرحه و سعاده ظهرت ف نبره صوته: المهم إن في أمل ولو واحد ف الميه إنهم يرجعوا لبعض....
وائل بإبتسامه هاديه: خليه يرجع شغله يا محمد... الله أعلم هيبقي في فرصه تانيه ولا لأ... و لو هيبقي في.... محدش عارف هتيجي إزاي و لا منين...
محمد بفرح و إرتياح: ماشي يا وائل... هخليه يرجع شغله... يمكن ربنا يبعتله الفرصه دي عن طريقها...
وائل بإبتسامه هاديه: ربنا يقدم إللي فيه الخير ليهم هما الأتنين... وائل بإبتسامه هاديه وحب: ولا تزعل نفسك ولا تضايق يا صاحبي.... كل حاجه هتتحل و هتبقي أحسن من الأول بإذن الله تعالى....
محمد بسعاده: بإذن الله يا وائل.... بإذن الله يا صاحبي....
《باااااااك》......
محمد بتنهيده: يارب.... حلها و إفرجها من عندك يارب....
ف أمريكا...
ندي كانت قاعده جنب يوسف ف عربيته و بتبص من الشباك ف سكوت تام و هي متعرفش هما رايحين على فين... يوسف من الوقت للتاني بيبص عليها ف هدوء بيلاقيها سرحانه و حزينه و بين لحظه و التانيه تمسح دموعها إللي بتنزل منها غصب عنها... فضل ساكت وهو حزين عليها... فات شويه وقت، و ندي مافاقتش غير لما يوسف قالها بهدوء: ندي... يلا بينا...
ندي مكنتش مركزه طول الطريق... و أول ما يوسف قالها كده، أنتبهت و بصت قدامها لقت البحر قصادها... بصتله بهدوء... وهو بإبتسامه هاديه: خايفه؟؟؟
ندي مسحت دموعها بإيديها وهي بتهز راسها بنفي... و يوسف إبتسم بهدوء و نزلوا من العربيه و بدأوا يمشي مع بعض ف هدوء من غير ما حد فيهم يتكلم ف حاجه لغايه ما قربوا ناحيه البحر....
يوسف بهدوء وهو باصص للبحر و حاطط إيده ف جيب بنطلونه: أنا باجي هنا كل ما أبقي مخنوق و متضايق و عايز أخرج كل حاجه وجعاني...
ندي بصاله ف سكوت... و يوسف بيكمل بهدوء: بصرخ و بزعق و بعيط لغايه ما أخرج كل حاجه جوايا... يوسف بحزن ظهر ف نبره صوته: بس دايما ببقي لوحدي.... محدش بيبقي موجود معايا... يوسف بصلها بإبتسامه هاديه: أنتي أول شخص أجيبه هنا و أعرفه ب مخبأي السري إللي بهرب ليه من الناس و الدنيا بحالها....
ندي بصت ناحيه البحر ف هدوء و قعدت على الشط... و يوسف قعد جنبها وهو باصص للبحر: وقت ما تلاقي نفسك مستعده إنك تخرجي كل إللي جواكي... خرجيه... بأي شكل و أي صوره... أنا مش مستعجل...
ندي غمضت عنيها... و خدت نفس جامد و خرجته بالراحه... لحظات... و سألته بهدوء وهي لسه مغمضه عنيها: ليه الواحد بيحن ل حد خانه و أذاه و وجعه و هد بيته و أمانه و أحلامه و دمره نفسيآ؟؟؟ يوسف بصلها بصدمه و ذهول... و ندي فتحت عنيها و بصتله بهدوء، بس عيونها بتدمع و بدأت تنزل منها غصب عنها: ليه يا يوسف؟؟؟ قولي ليه؟؟؟
يوسف لسه بيبصلها بصدمه وهو بيبلع ريقه بالعافيه وفضل ساكت و ندي بتمسح دموعها بإيديها: ليه بحن ليه و مش عارفه أكرهه رغم كل حاجه وحشه و أذي عملها فيا؟؟؟ ندي بنبرة وجع: أنا أعرف آسر من وأنا عندي ٦ سنين....
ندي بدأت تتكلم و تحكي ل يوسف عن حياتها و حياة أمها و أبوها... و حكتله عن جوازها و حياتها مع آسر و خلافتهم و تصرفها معاه قبل ما تكتشف خيانته ليها و جوازه من واحده تانيه... حكتله على تأخر حملها، و بعد ما حصل حمل و إجهاضها.... حكتله عن عصام و إللي حصل معاه و مواجهتها ليه بدل ما تواجه آسر و إحساسها بالذنب عشان أمها.... و موضوع طلاقها و إحساسها لما إنهارت...
يوسف كان بيسمعلها الأول بمنتهي الهدوء و الإهتمام، بالرغم إنه كان مصدوم ف حاجات كتير أول مره يعرفها سواء عنها أو عن وائل... زي إنها مش بنته بالنسب... بس مكنش متضايق بالعكس... كل مره بيعرف حاجه عن وائل بيحس أن ربنا بيحبه عشان بعتله واحد زيه يكون ليه سند و ظهر... و يطلعه من الظلمه إللي كان عايش فيها للنور... لكن بعد ما بدأت تحكي عن معاملة آسر ليها و خيانته و إجهاضها كانت ملامحه بدأت تتغير للحده و الغضب و النرفزه... كان نفسه آسر يكون قدامه و يفش غله فيه و يطلع فيه وجعها منه و وجعه من چاكلين...
ندي كانت بتحكي بوجع و قهره و دموع و إنهيار.... شويه تسكت و شويه تتكلم بسخريه... و شويه بتعب.... حالها لا يسر عدو ولا حبيب.... يوسف سايبها تتكلم و تحكي بالشكل إللي يناسبها... كان كل إللي يهمه إنها تفضفض و تخرج كل إللي جواها... و طبعآ عرف السبب إللي خلي وائل يسافر أمريكا...
بعد ما ندي خلصت و طلعت كل إللي جواها، يوسف من كتر ضيقته و خنقته من إللي عرفه عن آسر... مقدرش يمسك نفسه... قام من جنبها و مشي خطوتين للبحر... غمض عينه وهو بياخد كذا نفس ورا بعض و بيخرجهم بعصبيه وهو بيحاول يسيطر على أعصابه... شويه و بدأ نفسه يهدي و ينتظم... فتح عينه و بص وراه ل ندي و قالها بهدوء بس بحزن و زعل: للأسف... لسه جواكي مشاعر ليه يا ندي....
ندي إبتسمت أوي بتهكم... لحظات و ابتسامتها قلبت ل إبتسامه وجع و حزن و قهر و دموعها نزلت منها غصب عنها... يوسف كان بيبصلها بحزن و وجع على وجعها و شكلها و تصرفتها... هو عارف و فاهم هي ف المرحله دي بتمر بإيه... و للأسف محدش يقدر يعملها حاجه... لو مكنتش تتغير من نفسها و تصمم على خروج آسر من قلبها و عقلها بمحض إرادتها... ف محدش هيقدر يخرجه من جواها غصب عنها...
ندي بدموع و قهر: تفتكر إني مش عارفه ب إللي أنا فيه يا يوسف... ندي قامت من مكانها وهي بتقرب منه و بزعيق و صوتها عالي: أنا عايزاه يخرج من قلبي و عقلي يا يوسف... مش عايزه أفتكره ولا عايزه أفكر فيه.... عايزه أمحي كل السنين إللي عشتها معاه... كل لحظه و كل ساعه و كل دقيقه كان هو موجود فيها ف حياتي... عايزه أنسي كل حاجه مريت بيها و حصلت معاه.... من ساعة ما عرفته لغايه اللحظه إللي أنا واقفه فيها قدامك دلوقتي...
يوسف بحزن: أنا عارف و حاسس بيكي يا ندي...
ندي بزعيق و إنهيار: أنت ماتعرفش حاجه يا يوسف.... ماتعرفش حاجه.... ولا عمرك هتحس بيا ولا ب إللي جوايا....
يوسف قرب منها أوي بوجع و بص ف عنيها بدموع لمعت ف عيونه: محدش هيحس بيكي غير إللي مر بنفس التجربه إللي أنتي مريتي و بتمري بيها دلوقتي... محدش هيفهمك و لا هيحس بيكي يا ندي غيري أنا وبس....
ندي تنحت وهي بتبصله بصدمه و ذهول... و يوسف بيهز راسه ب آه و دموعه خانته و بدأت تنزل منه غصب عنه وهو بيقولها بوجع و قهر بس بهدوء: ده حقيقي يا ندي.... صدقيني....
ندي بلعت ريقها بصعوبه و نفسها بيطلع و ينزل بسرعه وهي بتمسح دموعها... لحظات و غمضت عنيها بوجع و غصه ف قلبها أتملكت منها و إفتكرت كلامه مع چاكلين...
لحظات و فتحت عنيها على صوته وهو بيقولها بصوت مخنوق مختلط بدموعه وهو قاعد ع الشط و باصص للبحر: چاكلين.... إللي شوفناها أنا و أنتي من فتره قدام الشركه...
ندي بلعت ريقها بتوتر و هي بتقرب منه بهدوء و قعدت جنبه على الشط وهو بدأ يحكي حكايته مع چاكلين....
يوسف حكي بدموع و قهر و وجع كل إللي حصله بخصوص چاكلين... و حكالها محاولة إنتح*اره و إنقاذ وائل ليه.... وقالها سبب خوفه و قلقه عليها لما قفلت على نفسها باب مكتبها و إنه كان خايف عليها ل توصل لنفس المرحله إللي هو وصلها بسبب چاكلين....
يوسف كان أول مره يتكلم ف الموضوع ده مع حد تاني غير وائل.... و الغريب إن مع كل كلمه و دمعه بتنزل و بتخرج منه كان بيحس براحه و هدوء و سكون.... كل ما بيفضفض أكتر و يخرج إللي جواه... كل ما بيزيد راحه و هدوء و إطمئنان.... و كأن جبل الهم و الحزن و الغضب و ضيقه الصدر بدأوا يتلاشوا و يخرجوا من ضلوعه... أول مره يحس إنه بقي خفيف و هادي من جواه... من غير الكتمه و الخنقه ما يطبقوا على نفسه...
ندي كانت بتسمعه بمنتهي الحزن و والوجع و الزعل.... دلوقتي بس عرفت ليه هو إتعامل معاها أول يوم ما أنقذها فيه بحده و غضب و سوء ظن فيها... عرفت إن أتملكت منه سوء الظن ف البنات كلها بسبب خيانة چاكلين ليه... و كأن الخيانه هي العامل المشترك بين كل البنات... و بدأت غصب عنها تعذره على تصرفه معاها ساعتها... و أتأكدت إن فعلا هما الأتنين بيشتركوا ف نفس الوجع و الألم و الجروح....
ندي وهي باصه للبحر و بدون ما تشعر، سندت راسها على كتفه بتعب و إرهاق... و يوسف هو كمان سند راسه على راسها بتعب و كأنه ماصدق إنها عملت كده عشان يرتاح و يهدى... و بالرغم إن هما الأتنين جواهم جروح و ألم و وجع.... بس كأن كل واحد فيهم لقي سند يرمي عليه حمله و وجعه و جرحه من غير خوف.... من غير قلق.... من غير تردد من الطرف التاني... لعلهم يلاقوا الراحه ل قلوبهم و الهدوء ل روحهم المجروحه...
لما يوسف سند راسه علي راس ندي، ندي خدت نفس جامد وخرجته بالراحه و غمضت عنيها ف هدوء و سكون و راحه و أمان.....
يوسف هو كمان غمض عينه ف هدوء و إستكانه كأنه ماصدق لقا الراحه و الهدوء إللي قعد سنين مفتقدها و كان فاقد الأمل إنه يلاقيها ف يوم من الأيام....
نهي بعد ما عرفت حكايه يوسف من أولها ل آخرها.... قامت من جنب وائل وهي ماسكه قلبها من كتر الوجع و الحزن و دموعها مش قادره توقفها....
وائل بلع ريقه بتوتر و قرب منها بقلق و خوف عليها من شكلها: نهي....
نهي بصتله بدموع و وجع: قلبي وجعني أوي عليهم يا وائل....
وائل بصلها بحزن، وهي بتكمل كلامها بقهره: يوسف و ندي مايستحقوش كل اللي بيحصلهم ده.... كل واحد فيهم حب و أخلص ف حبه بجد... و ملاقوش غير الوجع و الغدر و الخيانه.... حرام إللي بيحصلهم ده.... و الله العظيم حرام....
وائل خدها فحضنه جامد أوى وهو بيحاول يخفف عنها: أهدي يا نهي... عشان خاطري...
نهي بدموع: مش قادره يا وائل... والله ما قادره... نهي بعدت عن حضنه و بصتله بدموع: وجع يوسف جوايا ما يقلش عن وجع ندي عندي... لولا إن ربنا سبحانه و تعالي بعتك ليه... الله أعلم إيه إللي كان هيحصله....
وائل وهو بيمسح دموعها بإيده: الحمد لله رب العالمين إنه بعتني ليه ف الوقت المناسب...
نهي بهدوء شويه: الحمد لله رب العالمين....
وائل بهدوء: عشان كده قولتلك إن ندي محتاجه ل يوسف دلوقتي مش إحنا.... حد عاش نفس التجربه... هو أكتر واحد هيفهم حالتها و وضعها...
نهي بصت ل بعيد خدت نفس جامد وخرجته بالراحه... لحظات و قالتله بهدوء: طب أتصل بيه... خليهم يرجعوا البيت... هما بقالهم كتير بره...
وائل بإبتسامه هاديه: حاضر يا نهي.... هكلمه...
يوسف و ندي كانوا زي ما هما على وضعهم و محدش فيهم بيتكلم ولا حاجه بتقطع عليهم هدوئهم و سكونهم... مجرد سكوت تام مع هدوء الليل و نسيم البحر بيطل عليهم وهما ف عالم غير العالم....
يوسف و ندي فتحوا عنيهم مره واحده على صوت تليفونه و أتعدلوا ف قعدتهم....
يوسف طلع تليفونه لقاه وائل... بص ل ندي بهدوء: ده مستر وائل....
ندي بصتله بزعل و نظره رجاء: مش عايزه أروح دلوقتى يا يوسف.... معنديش إستعداد إني أرجع البيت و أتكلم معاهم ف حاجه....
يوسف بصلها بنظره حنونه وهو ب يبتسم بهدوء و نفسه يقولها إن هو إللي مش عايزها تسيبه ولا عايزها تروح دلوقتي... بالرغم إن الوقت أتاخر و داخلين على ٩ بليل " و ده طبعا بالنسبه ل أبوها و أمها متأخر و خصوصا إنهم مش ف مصر" إلا أنه عايزها تفضل موجوده معاه و جنبه... حتي لو هيقضوها سكوت ف سكوت... و محدش منهم هيتكلم ف حاجه... بس مجرد وجودها جنبه و قعادها معاه و كل واحد فيهم ساند راسه ع التاني و خصوصا ف المكان ده بالذات.... ده ف حد ذاته محسسه بالراحه و الهدوء و الأمان....
يوسف بصلها بإبتسامه هاديه: حاضر يا ندي... مش هروحك دلوقتي...
ندي إبتسمت أوي و هي عنيها بتلمع بدموع الإمتنان و الشكر و بتحاول على قد ما تقدر إنها تخبيها بس معرفتش تداريها قدامه... ف يوسف بهدوء وهو لسه محتفظ بإبتسامته... مسح دموعها بإيده قبل ما تنزل من عيونها وهو بيقولها بإبتسامه هاديه: من غير دموع و عياط... إتفقنا؟؟؟
ندي إبتسمت أوي و رجعت سندت راسها على كتفه بأمان و غمضت عنيها ف هدوء و راحه...
يوسف رد بهدوء على وائل: الو...
yes mr wael....
نهي واقفه جنب وائل وهي متوتره... خايفه و قلقانه على ندي.... و وائل بهدوء: أيوه يا يوسف.... طمني علي ندي؟؟؟
ندي سانده بتقل راسها كله على كتفه وهي لسه مغمضه عنيها زي الأطفال الصغيره... و يوسف مكنش متضايق... بالعكس كان مبسوط و مبتسم أوي من تصرفها.... قال ل وائل بإبتسامه هاديه: الحمد لله رب العالمين.... هي أحسن من الأول بكتير...
وائل ملامحه إتغيرت ل حيره و قلق: أحسن إزاي يا يوسف؟؟؟
يوسف لف راسه حته صغيره ناحيتها عشان يشوف شكلها و هي مغمضه عنيها.... و إبتسم بهدوء و حنيه: بطلت عياط و بقت أهدي من الأول...
ندي إبتسامتها زادت عن الأول و هي بتزيد ف تقل راسها على كتفه برخامه... و يوسف إبتسم أوي أكتر من الأول لما هي عملت كده و حس إنها قاصده و متعمده إنها تزيد بتقلها علي كتفه كنوع من الغلاسه و الرخامه، أو كأنها بتقوله بطريقه غير مباشره مش أنت قولتلي إرمي حمولك عليا.... أنت إللي جبته ل نفسك.... إستحمل بقي...
نهي جنب وائل بتوتر: وائل.... خليهم ييجوا هنا....
وائل هو كمان بتوتر: طب تعالوا ع البيت يا يوسف... أنا و نهي مستنينك....
يوسف بص قدامه بسرعه و ضربات قلبه دقت جامد من الخضه و الخوف لما قاله كده... و كأن الخوف من إنها تسيبه أو تبعد عنه سيطرت عليه مره واحده... ف بلع ريقه بتوتر وهو مش عارف يقوله إزاي أنه مش عايزها تسيبه دلوقتي أو معندوش إستعداد أنه يبعدها عنه دلوقتي عشان ملحقش يشبع من الراحه و الأمان إللي حس بيهم و هي معاه و معندوش إستعداد أنه يتخلي عن الإحساس ده إللي ماصدق و لقاه مره واحده و إللي مكنش علي باله و لا خاطره... و ف نفس الوقت مش عايز يخبي عليه حاجه و لا يخون ثقته فيه... لحظات بلع ريقه وهو بيقوله بتوتر: اا... ب... بصراحه يا مستر وائل.... ندي... ندي معندهاش إستعداد إنها تروح دلوقتي...
ندي فتحت عنيها بصدمه من إللي سمعته من يوسف بس ماشالتش راسها من علي كتفه... هي ما تخيلتش إنه هيقول كده ل أبوها...
وائل كشر و نهي لاحظت تكشيرته ف سألته بسرعه و خوف و توتر: إيه إللي حصل ل ندي... أتكلم يا وائل...
وائل بتكشيره و حده شويه: يعني إيه الكلام ده يا يوسف؟؟؟ أنتو فين كده؟؟؟
يوسف أخد نفس جامد وخرجه بالراحه: قاعدين ع البحر... يوسف بإبتسامه هاديه: و يظهر إن المكان عاجبها و مش عايزه تسيبه و تروح...
وائل بص ل نهي ب تتنيحه و هو مزبهل... وهي بعصبيه: ما ترد عليا... مالها ندي؟؟؟
وائل قالها وهو مزبهل: قاعدين ع البحر و ندي عاجبها المكان و مش عايزه تروح دلوقتي...
نهي ب تتنيحه هي كمان: نعم؟؟؟ مش عايزه تروح؟؟؟
ندي تنحت من كلام يوسف ل أبوها.... لحظات و إبتسمت أوي و شالت راسها من علي كتفه وهي مبتسمه و بتقوله بهمس أو نقدر نقول بتكلمه ب شفايفها من غير ما تطلع صوت: يا رخم...
يوسف إبتسم أوي وهو عينه بتروح و بتيجي ما بين عنيها و شفايفها.... هو فهم إللي هي بتقوله لما بص على شفايفها.... و رد عليها بنفس طريقتها ب شفايفه من غير ما يطلع صوت: طب أعمل إيه.... مش عارف أقوله إيه....
ندي هي كمان كانت بتبص ما بين عينه و شفايفه عشان تفهم هو بيقول إيه... إبتسمت بهدوء و رجعت سندت راسها على كتفه برخامه أكتر من الأول... وهو خد نفس جامد وخرجه بالراحه وهو بيسند راسه على راسها و غمض عينه ب راحه إنها جنبه...
نهي بقلق و خوف: هات أكلمها يا وائل.... عايزه أسمع صوتها.... عايزه أطمن عليها...
وائل بهدوء: يوسف أديني ندي....
يوسف فتح عينه بحزن وهو حاسس إن وائل مش مديله فرصه إنه يتهني و ينعم بشويه هدوء و راحه أو إنه بيقطع عليه خلوته بالراحه إللي بدأ يحس بيها مع ندي... فقاله بحزن: حاضر مستر وائل... ندي مع حضرتك....
يوسف مد إيده ل ندي بالتليفون... و ندي خدته منه بهدوء وهي بتكلم أبوها: الو... أيوه يا بابي....
وائل ضربات قلبه زادت بخوف عليها: أيوه يا ندي... أنتي كويسه يا حبيبتي؟؟؟
ندي بإبتسامه هاديه: الحمد لله رب العالمين... أنا كويسه يا بابي... ما تخافش عليا...
وائل بحب: لو مكنتش أخاف عليكي يا حبيبتي أنتي و مامي... هخاف علي مين...
ندي حست بقلقه و خوفه عليها أوي... ف قالتله بهدوء: صدقني يا بابي... أنا و الله كويسه... ندي بإبتسامه: الجو قدام البحر تحفه.... حلو أوي يا بابي..... و حاسه براحه و مش عايزه أروح دلوقتى...
يوسف غمض عينه وهو مبتسم بسعاده و فرح من كلامها... و وائل بص ل نهي و قالها بهدوء: طب خدي مامي معاكي... دي هتتجنن عليكي يا ندي...
نهي خدت التليفون منه بلهفه و خوف: أيوه يا ندي... طمنيني عليكي يا قلبي... أنتي كويسه؟؟؟
ندي طمنت نهي عليها... و قالتلها برجاء: مامي مش عايزه أروح دلوقتى... سبيني قاعده هنا شويه.... عشان خاطري...
نهي حطت إيديها على قلبها و هي بتحاول تهدي و تتنفس بالراحه.... لحظات عدت ف سكوت... و رجعت إبتسمت بهدوء وهي بتبص ل وائل: ماشي يا حبيبتي.... لو بابي موافق أنا معنديش مانع...
ندي إبتسمت أوي و هي بتقولها: طب أديني بابي أكلمه....
نهي أدت الفون ل وائل... و وائل بإبتسامه هاديه وهو بيضم نهي ليه بإرتياح: أيوه يا ندي.... وائل بإبتسامه: ماشي يا حبيبتي... مفيش مشكله.... أديني يوسف...
ندي أدت الفون ل يوسف.... و يوسف بهدوء: yes mr wael....
وائل بهدوء بس بجديه و حزم شويه: يوسف... ساعه بالكتير و تتحرك من عندك.... مش عايزها تتأخر أكتر من كده... ماشي؟؟؟
يوسف بتنهيده حزينه حاول يداريها عن ندي: حاضر مستر وائل.... ما تقلقش عليها.... مع السلامه...
يوسف قفل مع وائل وهو زعلان إنه مضطر يروحها بعد ساعه.... كان حاسس أنه ملحقش يشبع من وجودها معاه و جنبه...
ندي سألته بهدوء: بابي قالك إيه؟؟؟
يوسف داري زعله بإبتسامه هاديه وهو بيقلع الچاكت بتاعه و بيحطه على كتفها بهدوء عشان ما تبردش: قالي قول ل ندي تاخد بالها منك.... و أوعي تزعلك و لا ترخم عليك.....
ندي بصتله أوي بتتنيحه.... و مره واحده إنفجروا هما الأتنين من الضحك وهما بيسندوا على راس بعض.....
يوسف مرضيش يقولها إللي أبوها قاله عشان متضايقش و لا تزعل و كمان الوقت الحلو إللي هما هيقضوه مع بعض مايتقلبش ل زعل و حزن....
بعد ما وائل قفل مع يوسف... بص ل نهي بهدوء وهو بيضمها أوي ليه: أطمنتي يا قلبي؟؟؟
نهي بتنهيده و هي بتسند راسها عليه: الحمد لله رب العالمين.... نهي بإبتسامه هاديه: ندي فكرتني ب نفسي....
وائل إبتسم بهدوء: هي مش هتجيبه من بره يا نهي... الفرق ما بيننا إنها قاعده دلوقتي قدام البحر.... و إحنا كنا بنروح فلوكه....
نهي إبتسمت أوي.... و وائل بإبتسامه غلاسه: إلا صحيح يا نهي... ليه مخطفناش رجلينا و لا مره و روحنا إسكندرية ولا العين السخنة و قعدنا ع البحر بدل الفلوكه؟؟؟
نهي بصتله بتتنيحه: إيه ده!!! تصدق عمر الفكره دي ما خطرت علي بالي... ليه فعلا معملناش كده؟؟؟؟
وائل ضحك أوي من قلبه هو و نهي و هما بيتريأوا على نفسهم إنهم ما عملوش زي ندي و يوسف....
بعد ما فات شويه وقت....
يوسف قال ل ندي بجديه: ندي... لازم نشوف حل....
ندي أتعدلت ف مكانها و بصتله بعدم فهم: حل ل إيه يا يوسف؟؟؟
يوسف بصلها بجديه أكتر من الأول: لازم ن....
يتبع.....
•تابع الفصل التالي "رواية و للنصيب رأي أخر الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية