Ads by Google X

رواية لأجلك انت الفصل العشرون 20 - بقلم وداد جلول

الصفحة الرئيسية

  

 رواية لأجلك انت الفصل العشرون 20 -  بقلم وداد جلول

 اختطاف - هروب
          
                
فعلت المثل ونفس الحركة لتقول: 
"مخدراتي أولاً" 



ليقول أيضاً: 
"نأكل أولاً" 



ظلا على حالهما مدة وهما على نفس المنوال، تنهد يوسف بضيق ليصرخ بعدها: 
"كفى"



جفلت من صوته وصمتت ولم تعد تتحدث، ليتنهد يوسف ويبتسم ابتسامة واسعة ويقول:
"سنأكل أولاً حسناً هيا" 



عبست بوجهه لتقول: 
"لا أريد أن آكل أنت لا تحبني لا تريد أن تجلب لي مخدراتي لا تحبني عااااااا" 



بدأت بالتمثيل بالبكاء بينما يوسف وضع يديه على أذنيه وهو مزعوج من صوتها لينتفض ويصرخ بها: 
"حسناً حسناً فقط اصمتي" 



توقفت عن بكائها المزيف لتتحدث بابتسامة: 
"مخدراتي"



كز على أسنانه ليقول: 
"سأجلب لكِ لعنتكِ فقط لا تسمعيني صوتكِ النشاز" 



عبست بوجهه ورجت شفتها السفلية وكأنها تهدد بالبكاء ليهز رأسه نافياً ويقول: 
"لا لا لا أرجوكِ لا تبكي حسناً سأجلب لكِ مخدراتكِ هيا انهضي" 



نهضت بسرعة وصفقت لتقول بمرح: 
"هيا" 



ابتسم بوجهها ابتسامة مزيفة ليتنهد بعدها ويتمتم: 
"بقرة" 



استدارت له لتقول: 
"سمعتك يا ذيل المعزة" 



جحظت عيناه عندما سمع كلمتها ليقول: 
"أنا ذيل المعزة! حسناً سأريكِ أيتها البقرة الصغيرة" 



ما إن سمعت جملته حتى ضحكت وفرت هاربة من أمامه ليقوم باللحاق بها وأصوات ضحكاتهما تعم بأرجاء المنزل.



____________________



كانت تجهز نفسها لتخرج من المنزل وتتوجه إلى منزل سمية، كانت حزينة كئيبة تكاد تجن على غياب صديقتها وتتمنى بأن تكون بخير وتلتقي بها بأسرع وقت، تنهدت بحزن وخرجت من غرفتها لتتوجه نحو الباب إلى الخارج، ما إن خرجت من المبنى حتى رأته أمامها، دب الرعب بأوصالها عندما رأته يقف أمامها بابتسامته الخبيثة، بدأ عقلها يدور وفوراً تذكرت كلماته عندما حدثها بأنه سيعود وعندها لن ترى إلا الجحيم، تراجعت عدة خطوات عندما رأته يتقدم منها لتجفل وتحاول الهرب عائدة إلى منزلها ولكنه أحكم قبضته على معصمها ليحدثها بنبرة لعوبة: 



"إلى أين تظنين نفسكِ ذاهبة؟ ها قد أتيت كي أنفذ وعدي لكِ ياشهدي" 



ارتجفت أوصالها عند سماعها لكلماته، حاولت أن تفلت من يده وبدأت تنتفض بين يديه بعنف ولكن لم تستطع الإفلات منه، لم تعد تشعر بشيء لإنه أتى شاب من ورائها ووضع قطعة قماش على فمها وقام بتخديرها بينما سهيل كان يبتسم بخبث وما إن فقدت الوعي حتى حملها ووضعها بالسيارة ليتجه بها إلى جحيمها.



___________________



كانت تقطع الغرفة ذهاباً وإياباً، لا تعلم شيء عن زوجها منذ يومان، هي خائفة عليه بشدة، لا تعلم ماذا تفعل وكيف تجده، قررت بأن تتصل بصديقه المقرب لتهاتفه ويعلمها بأن لديه منزل آخر يجلس به عندما يكون بحالة ضيق، تعجبت بشدة لإنها لا تعلم بوجود منزل آخر له، توجهت إلى غرفتها لترتدي ثيابها بسرعة كبيرة متوجهة إلى العنوان الذي أعطاها إياه صديق وسيم، بعد وقت قصير وصلت إلى ذلك المنزل واتجهت نحو الباب لتراه مفتوح، عقدت حاجبيها باستغراب ولا تعلم ما الذي يحدث، دفعت الباب ودخلت لترى أثاث المنزل، كان بحالة فوضى عارمة والزجاج متناثر بجميع أنحاء الصالة على الأرض، تعجبت من هذا الحال كثيراً وتقدمت بخطواتها إلى وسط المنزل لتعلم بأن هناك ثلاثة غرف بالمنزل، عثرت عليه بجميع الغرف ولم تجده، لترى غرفة جانبية كان بابها مفتوح قليلاً، توجهت نحو هذه الغرفة ودخلت لترى ما أمامها وتتسمر في مكانها من صدمتها، كان وسيم يجلس بزاوية الغرفة وحالته مزرية كحال الغرفة التي تملأها الفوضى ولكن سمية لم تلتفت إلى كل هذا بل التفتت إلى الصور التي كانت معلقة على الجدران وقد كانت لآسيل، كانت صور مصفوفة كل منها على حداً، صدم وسيم عندما رأى سمية لإنه لا يريدها أن ترى كل هذا، نهض من مكانه وتوجه بخطوات مترددة نحو سمية التي شلتها الصدمة لتحدثه بذهول: 




        
          
                
"ما هذا" 



ابتلع ريقه بتوتر وظل صامت ونظره مركز عليها لتردف له: 
"أخبرني بأن الذي في بالي ليس صحيحاً" 



أدمعت عيناه ولم يتحدث لتصرخ بوجهه وتقول: 
"أخبرني هيا، ما كل هذا؟ ولما تحتفظ بكل هذه الصور لآسيل ها أجبني"



تحدث وسيم بتلعثم وتوتر ليقول: 
"صدقيني لم أعد أحتمل أكثر من ذلك، لم أعد أستطيع أن أخفي أكثر من ذلك" 



نظرت له بصدمة وهبطت دموعها على وجنتها وظلت صامتة ليردف لها: 
"سمية أنا أحب آسيل جداً، أنا أسف ولكن قلبي لم يحب سوى آسيل" 



تحدثت بصوت متقطع بسبب دموعها لتقول: 
"هل تزوجتني من أجلها" 



حرك رأسه نافياً ليقول: 
"لا لا أقسم لكِ أنكِ حصلتي على بعض المحبة بقلبي، ولكن قلبي الآن مع آسيل و.." 



لم يستطع إكمال جملته ليشعر بصفعة نزلت كالسهم على وجنته لدرجة أنه التفت وجهه إلى الجانب الآخر من شدة الصفعة، أعاد نظره إلى سمية التي كانت تبكي بحرقة، لم يبدي أي ردة فعل ولم يتحدث أبداً لتقول سمية: 



"أيها اللعين لقد اعتبرتك زوجاً وفياً ووالد جيد لابنتي وأنت الآن تأتي بدورك وتقول لي بأنك تحبها وهي بعمر أولادك" 



تنهد بحرقة وظل صامت لتردف له وتتحدث بحدة: 
"أتعلم شيئاً، كنت أشك بالأمر واليوم تأكدت من شكوكي، حسناً أعترف بأنني فضلتك عن القمامة، أنت لست سوى حقير مريض، سأذهب إلى بيتي وابعث بورقة طلاقي إلى بيتي هل تفهم" 



أنهت جملتها ورحلت تاركة ورائها رجل تحطم كبريائه بسببها وبسبب ابنتها التي شغلت عقله وقلبه وتفكيره، هبطت دموعه وبدأ بالبكاء بصمت، تعجب من نفسه كيف له أن يبكي من أجل فتاة صغيرة، هو يحبها من كل قلبه، لقد ساءت حالته بعد أن ما انقطعت أخبارها ومن وقت اختفائها، شعر بنفسه ضائع لا وجود له في العالم، اشتاق لرؤيتها كثيراً، لذلك كان يقضي أغلب أوقاته بهذا المنزل من بعد غيابها بالشرب والخمر والسجائر، و قام بتصويرها منذ أن كانت تقيم معهم وسرق من هاتفها عدة صور وقام بتكبيرها وعلقها على جميع جدران هذه الغرفة كي يشعر بوجودها ويراها بكل مكان، ولكن ماذا عن ضميره الذي يعذبه الآن، لم يكفي وجع قلبه ليوجعه ضميره الآن من أجل سمية، تلك التي ظُلمت ولا ذنب لها بشيء، أعطته ثقتها وقلبها وعقلها وهو لم يفعل شيء سوى محبته لابنتها.
تنهد بضيق وحسرة وبدأ يجول بنظره بأنحاء الصور المعلقة على الجدار، اقترب من صورتها التي تعتبر أكبر صورة لها من بين كل الصور وبدأ يتحسسها بأنامله ويتأملها باشتياق، لا يعلم كيف يخرجها من قلبه، لقد تملكت قلبه وتربعت عليه ولم يستطع إخراجها منه، ولكن الآن سيستسلم لجميع آلامه ويعلن هزيمته ويقوم بالانفصال عن سمية لإنه لن يستطيع العيش معها وقلبه مشغول بابنتها، تنهد بحسرة ليتجه ويعمل بأوراق الطلاق والسفر لإنه سيسافر هذه المرة دون عودة ولن يلتفت لورائه تاركاً كل شيء خلفه، متحسر على قلبه الذي تعلق بمحبوبته، نادم على فعلته مع سمية واستسلامه للحب من أخرى وهي ابنتها، ليعلن القدر عن انتهاء قصة حب من طرف واحد.




        
          
                
__________________



عند المساء 
حسمت أمرها آسيل وكانت عازمة على الهروب، ظلت طوال الليل مستيقظة، جهزت نفسها ولبست ثيابها، نظرت لوجهها في المرآة كان مليء بالكدمات، تنهدت بحسرة وعزمت على تنفيذ فكرتها، ظلت مترقبة سهى حتى تدخل في نوم عميق وقد تأكدت من ذلك، بينما وائل لم يكن بالمنزل لذلك قررت الهروب الآن وعلى الفور، كتبت رسالة صغيرة لوائل وتركتها على الطاولة الصغيرة وخرجت من غرفتها متسللة على أطراف أصابعها كي لا تصدر حركة، دعت بسرها أن لا يأتي وائل بهذا الوقت، كان قلبها يطرق بعنف ويتملكها بعض الخوف كونها ستهرب ولا تعلم إلى أين ولكن ستهرب منهم إلى أي مكان لإنها لم تحتمل أكثر من ذلك، وصلت للبوابة الكبيرة وفتحت الباب الكبير وخرجت، كان الجو بارداً جداً لتسري قشعريرة بجسدها من شدة البرد، بدأت بالركض إلى وجهة لا تعلمها، ظلت تركض وتركض مبتعدة عن هذا المكان بالكامل، مر على هروبها وقتاً طويلاً وهي تركض مبتعدة كل البعد عن البلدة التي كانت تقيم بها.
بينما وائل كان عائداً إلى منزله، دخل بسيارته إلى الحديقة وتعجب من وجود البوابة مفتوحة، دخل للمنزل ومن ثم صعد إلى غرفة آسيل ليعقد حاجبيه باستغراب من عدم وجود آسيل، فتح باب الحمام الملحق بالغرفة ليراها إن كانت بالداخل ولكن لم يجدها، تملكه الخوف وأحس بنغزة في صدره وبدأ قلبه يطرق بعنف وتمنى بأن لا يكون الذي في باله صحيح، أصبح كالمجنون بدأ بالصراخ ظل يبحث عنها بأرجاء المنزل ولكن لا وجود لها، وقد استيقظت والدته على صراخه والضجة التي يثيرها، فزعت من منظره لتحدثه: 



"ما بك وائل؟ ماذا حدث" 



بدأ يلعن ويشتم ليصرخ بها: 
"أين آسيل أمي أين هي" 



بدأ قلب سهى ينبض بعنف لتحدثه بصدمة: 
"لا أعلم أقسم لك لم أراها" 



بدأ يكسر الزجاج والغرفة أصبحت بحالة فوضى ليتحدث بغضب: 
"هل هربت" 



تحدثت والدته بتوتر: 
"صدقني لا أعلم" 



مسح وجهه بكفه تعبيراً عن توتره وخوفه، نظر بأرجاء الغرفة ليرى ورقة صغيرة موضوعة على الطاولة، توجه نحوها سريعاً وفتحها بيدين مرتجفتين وكان محتوى الرسالة: 



"اعذرني يا وائل لإنني هربت، أعلم بأنه خطأ كبير وأعلم بأنك تحبني ولكنني لم أعد أحتمل، إذا سألت لماذا هربت فسأجيبك ليس خوفاً منك وليس خوفاً من اكتشاف الحقيقة ولكن صدقني لم أعد احتمل، أنت ظلمتني ووالدتك ظلمتني وخالتي ظلمتني أيضاً، لقد اكتفيت منكم جميعاً وسأرحل بعيداً عنكم ولن تروني بعد الآن، ولتطمئن لإنك لن تجدني عند أحد من أقاربي أو والداي، سأبتعد عن كل شيء موجع، وأنا أعتذر منك بشدة ولكن أريد ان أقول لك يا وائل بأن تنتبه جيداً من والدتك لإنها ظلمتني وهي التي تسببت بكل هذه المشاكل هي وخالتي، وأقسم لك بأنني بريئة ولم أخنك أبداً ولم أفكر بهذا الشيء، لقد عاملتني أحسن معاملة وتفهمتني لذا مؤكد بأنني لن أكافئك بالخيانة، وبالمناسبة والدتك طلقتني منك أردتك ان تعلم فقط، انظر حولك وحاول أن تجد ذلك الرجل لتعلم أنني بريئة ومظلومة والله شاهد على كلامي، أتمنى لك من كل قلبي الحياة الهادئة والهنيئة بعيداً عن والدتك التي ظلمتني. آسيل"




        
          
                
ظل يحدق بالورقة أعاد قرائتها قرابة العشر مرات وهو يردد الكلام في عقله، لم يعلم أيصدقها أم لا وكيف سيجدها، التفت إلى والدته التي كانت تحدق به بخوف ليتقدم منها ويقول: 



"مادا فعلتي بآسيل" 



ابتلعت ريقها بتوتر وبدأ قلبها يطرق بعنف لتقول بتلعثم:
"لم أفعل شيء صدقني" 



صرخ بها بأعلى صوته ليقول: 
"ماذا فعلتي لها واللعنة" 



بدأت تفرك يديها بتوتر وتجول بنظرها بأنحاء الغرفة ولم تستطع التحدث، نفذ صبره ليمسكها من كتفيها ويقول: 
"قولي لي ماذا فعلتي لها" 



ظلت صامتة ليقول بصراخ: 
"اللعنة عليكِ لماذا فعلتي كل ذلك أمي لماذا؟ ألا تريدين لي الحياة الهنيئة؟ لماذا كنتي أنانية هكذا؟ ماذا فعلت لكِ كي تبعديها عني وأنا أعشقها، ظللت طوال تلك السنوات أعمل أبشع الأعمال كي أشبعكِ أموال ولكن أنتِ بماذا كافئتني ها" 



أنهى جملته بحرقة وبدأ بالبكاء، نظرت له بصدمة وكانت على وشك البكاء ليعود هو إلى غضبه و حدته ويقول: 
"سأجد ذلك الرجل وسأجدها وعندها سترون جميعكم"



أنهى جملته بحدة ليخرج من المنزل ويبحث عنها لعل وعسى يحالفه الحظ ويجد محبوبته.



---------



بينما عند آسيل كانت تركض بسرعة كبيرة كي تبتعد عن البلدة حتى لا يعثر عليها وائل لإنها تعلم تماماً بأنه سيبحث عنها، بينما كانت تركض وتسرع وجدت دورية شرطة لتسمع صوت صافرة تنذرها بالوقوف، وقفت وهي تلهث لترى شابين عسكريين يتقدمان نحوها ليحدثها أحدهما:



"إلى أين ذاهبة يا آنسة؟ ولماذا تركضين هكذا؟ هل تهربين من أحد" 



تحدثت وهي تلهث وتقول: 
"لا لم أهرب من أحد فقط كنت أركض" 



نظر لها العسكري نظرة شك ليقول لها: 
"حسناً إلى أين وجهتكِ"



تحدثت بتلعثم ولا تعلم بماذا تجيب لتقول: 
"بصراحة أنا سأذهب إلى بيت خالتي أجل بيت خالتي" 



رفع حاجبه مستنكراً ليقول العسكري الآخر:
"بيت خالتكِ في هذا الوقت" 



تحدثت بتوتر: 
"مم أجل وما المانع" 



نظر العسكريان إلى بعضهما ليقول أحدهما:
"حسناً يا آنسة ستذهبين معنا إلى الفرع" 



جحظت عيناها وتحدثت بخوف: 
"الفرع! ولماذا؟ أنا لم أفعل شيء" 



هز رأسه موافقاً ليقول: 
"أجل أجل أعلم ولكن نريد أن نقوم باستجوابكِ والاطلاع على ملفكِ ومن بعدها نحن سنرسلك إلى بيت خالتكِ" 



أنهى جملته بابتسامة صغيرة تدل على شيء لتنظر حولها بخوف، ظلت صامتة ولم تتحدث بينما العسكريان يراقبانها بحذر لتخطر على بالها فكرة الهروب منهما أيضاً، ابتلعت ريقها بتوتر لتهم راكضة منهما بينما العسكريان قاما باللحاق بها وهما يصرخان بها بأن تتوقف، ظلت تركض وتركض إلى أن ابتعدت عنهما وأضاعتهما، التفتت إلى ورائها ولم تجد أحد لتتنهد بارتياح وتواصل ركضها، بينما العسكريان تحدثا مع الدورية التي تقف بالوجهة الثانية وتعلمهم بتتبعها والإمساك بها وقد أعطوهم أوصافها، كونها فرت هاربة منهم فـ هذا يعني أنها فاعلة شي.
بينما آسيل كانت تواصل ركضها لترى دورية ثانية وما إن رأوها العساكر حتى ألقو القبض عليها وأمسكو بها لتصرخ هي وتركل بيديها وقدميها طالبة منهم أن يتركوها ولكن ظلو ممسكين بها إلى أن وصلت الدورية التي فرت منها آسيل منها ونزل العسكريان من السيارة ليقتربان منها ويقول أحدهما: 



"إذاً بيت خالتكِ أليس كذلك" 



هبطت دموعها لتقول بتوسل: 
"أرجوك لا تسجنني أنا لم أفعل شيء فقط هربت أرجوك سيدي" 



تحدث العسكري بجمود:
"ستذهبين معنا وعندما نتأكد بأنكِ لم تفعلي شيء عندها سنطلق صراحكِ" 



بدأت تشهق وتبكي أكثر من قبل ليأمرهم العسكري بأن يصعدوها بالسيارة ريثما يأتي، تنهد العسكري ليحدث صديقه: 
"ما الذي سنفعله بها" 



مسح وجهه بكفه ليجيبه: 
"لا أعلم ولكن يجب علينا أن نقول للضابط آسر ونأخذ أوامره" 



حرك صديقه رأسه موافقاً ليقوم العسكري بإجراء اتصال به، بينما آسر كان في منزله ليأتيه هذا الاتصال وقد تعجب من حال هذه الفتاة ليأمرهم بأن يأتوه بها ليطيع العسكري أوامره ويغلق الهاتف، تنهد العسكري وتحدث: 



"أمرني بأن أجلبها له" 



نظر له صديقه بصدمة ليقول: 
"ماذا؟ وكيف ذلك؟ ولماذا إلى بيته" 



زفر العسكري ليقول: 
"لا أعلم سأنفذ وانتهينا هيا" 



توجها العسكريان إلى السيارة ومن ثم إلى منزل آسر بينما آسيل كانت تبكي وتشهق وتسألهم كل حين وآخر إلى أين سيأخذونها ولكنهم لا يجيبون فقط يلتزمون الصمت، وصلت السيارة إلى جانب المنزل لينزلون آسيل من السيارة وما زالت آسيل تبكي وتلعن حظها العاثر، ما إن رأت المنزل حتى اتسعت عيناها وتوقفت عن البكاء لتنصدم من جمال وضخامة هذا المنزل، تعجبت من وجودها هنا لتعاود البكاء وتعاود سؤالها للعساكر ولكن لم يجيبها أحد بل شعروا بالصداع من صوتها وبكاءها وأسئلتها التي لا تنتهي.



-------



كان يجلس في الصالة يضع قدم فوق الأخرى وبيده سيجارته ليدخل عليه الحارس ويعلمه بوصول الفتاة برفقة العساكر ليسمح لهم فوراً بالدخول، دخلا العسكريان وبرفقتهم آسيل التي كانت ومازالت تبكي إلى حد الآن، تمعن آسر بالفتاة لينصدم عندما يراها ويبدأ قلبه يطرق بعنف لإنه تذكرها فوراً ولم ينسى ملامحها أبداً، تعجب من حالها ليحمحم بتوتر ويقول: 



"أهلاً بك يا آنسة آسيل"



كانت آسيل نظرها موجه للأرض وتبكي بصمت وتشهق، سمعت صوته وتعجبت لإنها سمعت هذا الصوت من قبل، رفعت نظرها لتقابل عيناها بعيناه وتنصدم من وجوده لتتذكره على الفور و.....



" يحدُث أن نفترق كي نلتقي مِن جديد 
ولكن أكثر صِدقاً وأكثرَ طُهراً"



___________________






        


google-playkhamsatmostaqltradent