رواية احببت حبيبة ابني الفصل العشرون 20 - بقلم وداد جلول
كلمة ضمان
"ماذا ستفعلين الآن أختي وكيف ستعودين إلى منزلكِ؟ هل أنتِ متأكدة من ردة فعل زوجكِ الإيجابية والتي ستكون لصالحكِ أم ماذا"
تحدثت جيداء بقلق:
"لا أعلم ياراغب أنا خائفة جداً من أن يطلقني سامح خصوصاً بأن علاقتي معه قد أحاطها التوتر في الفترة الأخيرة، أنا خائفة من الطلاق يا أخي"
تنهد راغب بيأس ولم يتحدث لتلمع في رأسه فكرة خبيثة ويقول:
"لدي فكرة سوف تجعل زوجكِ يكون كالخاتم في إصبعكِ ما رأيكِ"
تحدثت جيداء بلهفة:
"أرجوك ما هي واطلب مني ماتريد وسوف أعطيك"
ابتسم راغب بمكر ليحدث جيداء بمخططه والذي لم يكون في الخير نهائياً بينما هي كانت تستمع له بكامل حواسها وقد أعجبتها الفكرة وقررت تنفيذها منذ الغد بمساعدته هو..
------
صباح اليوم التالي توجهت جيداء إلى سامح بعدما نفذت ما اتفقت عليه هي وأخيها بالأمس، دخلت عليه بابتسامة واسعة ولكنه قابلها بنظرات حادة ومشتعلة، ابتلعت ريقها عندما علمت بأن سامح قد علم بكل شيء فعلته، لم يكن له القدرة على الحديث معها ولكنه تحامل على نفسه وقال:
"عودي إلى منزل أهلكِ ولا تريني وجهكِ نهائياً، عندما أخرج من المستشفى سوف آتي لمنزل أهلكِ وننهي كل شيء"
احتدت ملامح وجهها لتقول:
"لكي تتزوج سارة من بعدها أليس كذلك"
تنهد سامح بتعب ليقول بوهن:
"ليس لي القدرة على الحديث معكِ ومحاسبتكِ ياجيداء، اخرجي ولا تريني وجهكِ إلى أن آتي إلى منزل أهلكِ هيا"
ابتلهت ريقها لترفع جاجبها وهي تنظر بتحدي لخديجة وجومانة قائلة:
"حسناً كما تشاء، ولكم ثق تماماً بأنك ستأتي إلي بقدميك وسوف تطلب مني العفو والصفح ياسامح"
ابتسم بسخرية وأشاح بوجهه عنها بينما خديجة تحدثت بلؤم ونبرة مستفزة:
"هيا هيا انقلعي"
وجهت نظرة حادة لخديجة ومن ثم خرجت من الغرفة وهي تبتسم بخبث لإن خطة أخيها حتماً سوف تجلب نتيجة..
_______________________
بعد مرور عشرين يوم تحسنت حالة سامح بشكلٍ ملحوظ وخرج أخيراً من المستشفى مستعيداً كامل صحته تحت فرحة وسعادة الجميع، أول من كان يريد الذهاب إليه هو سارة، ولو أنها لم تسأل عنه ولم تأتيه طيلة فترة مكوثه في المستشفى كما يظن ولكن مع كل ذلك سيذهب للإطمئنان عليها ولكي يفرحها باستيقاظه لإنه وكما علم من شقيقتيه بأنها حزنت كثيراً على ماحدث معه، كان يريد فقط إشباع ناظريه منها لذلك توجه إليها وقد توجهت معه خديجة أيضاً لكي تطمئن سارة ولا تخاف، هبط الأخوين ليتجهان إلى منزل سارة، طرقت خديجة عدة طرقات على الباب ولكن ما من مجيب، نادت عليها لكي تطمئنها بأنها خديجة فكما علمت خديجة بأنها أصبحت سارة في الفترة الأخيرة تخاف من أي شخص يدق عليها بابها وتجفل عند سماع صوت الجرس ظناً بأن شيء خطير يحيط بها، ومع كل النداءات والطرقات على الباب لم تفتح لهما، كما أن سامح كان ينتظرها بفارغ الصبر ولكنها لم تفتح، تحدث سامح بلهفة:
"على الأغلب بأنها في الصيدلية هيا لنذهب"
تحدثت خديجة:
"أووف حسناً هيا أخي ولكن لا تجهد نفسك كثيراً"
ابتسم سامح بخفة ليقول:
"أختي أنا لا أجهد نفسي أبداً أنا فقط مشتاااااق"
تحدثت خديجة بدرامية:
"أوووه كم هذا جميل"
ضحك الأخوان معاً ليتوجهان إلى السيارة ومن ثم إلى صيدلية سارة، وصلا إلى الصيدلية ولكن خاب ظنهما وتملكهما اليأس عندما وجدا الصيدلية مغلقة، تنهد سامح بيأس ليقول:
"أين ممكن أن تكون"
تحدثت خديجة بشرود:
"هل يعقل أنها سافرت إلى خالتها ياترى"
بلل سامح شفتيه وهم بالحديث ولكن خديجة أردفت له:
"لا لا مستحيل ليس بعد"
تعجب سامح من حديث شقيقته ولم يفهم قصدها، أسند رأسه على كرسي السيارة ليقول:
"لنعود إلى المنزل، اشتقت للأولاد"
تنهدت خديجة بيأس وحركت مقود السيارة متوجهة إلى منزل سامح، دقائق ووصلا إلى هناك ليستقبله الجميع بفرحة عارمة وأولهم إياس وماسة اللذان فرحا جداً بعودة والدهما، حسناً مهما فعل بهم والدهما ومهما بدر منه لا يستطيعان كرهه نهائياً.
اجتمع الجميع في المنزل بسعادة تامة ولكن سامح لم يكن في داخله تلك السعادة الكبيرة لإنه مازال ينقصه شيء ألا وهو سارة حبيبة قلبه، كانت تمارة تنظر لسامح بهيام وتشبع ناظريها منه لا تكل ولا تمل فقط تنظر له وكأنه لا يوجد أحد سواه في الوجود.
تحدثت ماسة موجهة حديثها لوالدها:
"أبي متى ستعود أمي؟ ألم يحن الوقت بعد؟ لقد قال جدي بأنه عندما تستفيق من غيبوبتك ستعود أمي"
تحدث سالم مصححاً:
"لقد قلت بأن سامح سيقرر بشأن عودتها لا أن تعود فوراً"
تنهد سامح بقوة ليبتسم بوجه ابنته ويقول:
"سنتحدث بهذا الموضوع فيما بعد صغيرتي"
نظرت له بحزن وصمتت بينما إياس ظل جامداً ولم يبدي أي ردة فعل تذكر، استأذن سامح لكي يستريح قليلاً فهو مازال يشعر بالتعب، دخل إلى غرفته والحزن مخيم في قلبه، لا يعلم ما الذي سيفعله بشأن جيداء ولكنها هي قامت بتحديه وهو لن يفعل كما قالت له ولن يذهب لكي يسترجعها ولو طبقت السماء على الأرض، تمدد على السرير وظل ينظر للسقف بشرود وهو يفكر بصغيرته وبكم اشتياقه لها مغمضاً عينيه ومتمنياً كل المنى بأن يحظى في وصالها بأسرع وقت.
______________________
في مكان مظلم ومخيف، جالسة تلك الفتاة على كرسي خشبي متهالك، وجه متعب ويدان مقيدتان وعينان واهنة وحمراء، خصلات شعرها تغطي نصف وجهها وحالتها مزرية وفمها مغلق بشريط لاصق.
شعرت بحركة في الخارج لتجفل ويدخلان عليها، ابتسمت جيداء بمكر عندما رأت سارة بهذه الحالة وأطلقت ضحكة عالية تعبيراً عن شماتتها بها فها هي قد وقعت في قبضتها، نظرت لها سارة بوهن ومن ثم أشاحت بوجهها عنها فهي لها على هذه المدة عشرين يوم، كل يوم تدخل عليها جيداء هي وشقيقها ويشمتان بها ويدخلان لها الطعام ويحدثانها بكلمات مستفزة ومن ثم يخرجان، طبعاً يفكان وثاقها لكي يدعونها تأكل تحت أنظارهما ومن ثم يعودان ويقومان بربطها ويخرجان.
هذه المرة كانت جيداء تحمل في يدها شيءٍ ما، اقتربت من سارة بخطوات بطيئة لتجلب كرسي وتجلس أمام سارة وتنزع الشريط اللاصق من على فمها وتريها لسارة قارورة صغيرة وهي تبتسم بمكر، تحدثت جيداء بمكر:
"أتعلمين ماذا يوجد بيدي ياسارة"
نظرت لها سارة بوهن وحركت رأسها رافضة ببطئ لتردف جيداء بمكر:
"هذه مادة أسيد، مارأيكِ أن أشوه لكِ وجهكِ الجميل وعندها زوجي المصون لن ينظر لعاهرة قبيحة مثلكِ بعد الآن"
ترقرقت عينان سارة بالدموع لتحرك رأسها رافضة وتقول بوهن:
"أرجوكِ أنا لم أعد أحتمل دعيني وشأني، لقد خرجت من حياتكم منذ زمن ما الذي تريدينه أكثر من ذلك"
همهمت لها جيداء لتقول:
"الذي أريده ليس منكِ وإنما من زوجي ولكن عن طريقكِ هل فهمتي شيئاً"
نظرت لها سارة باستغراب ولم تتحدث لتردف لها جيداء:
"حسناً سامح سوف يعلم بوجودكِ عندي عاجلاً أم آجلاً وعندها هو من سوف يقرر ببقائكِ لدي أو إطلاق سراحكِ، أعني إن لم يعيدني إليه وطلقني إما سأقتلكِ أو سأشوه وجهكِ أما إن أعادني إليه وعادت الأمور إلى مجاريها فسوف أطلق سراحكِ فوراً وهذا وعدٌ مني"
نظرت لها سارة بسخط لتقول:
"لما تفرضين نفسكِ على الناس، إن كان زوجكِ لا يحبكِ فلماذا تريدين احتلال قلبه وحياته بالغصب"
استفزتها بهذه الكلمات لذلك صفعتها وصرخت بها:
"أنت سارقة الرجال تريدين أن أخلي لكِ المكان لكي تأخذينه مني ولكن لن أسمح لكِ أبداً، أنا الآن بفعلتي معكِ هذه أكون قد أخذت حقي منكِ فها أنا أذلكِ وأشتمكِ وأضربكِ وأنتِ لا تجرأين على فعل شيء وقريباً جداً سوف آخذ حقي من جومانة وخديجة وسألغي تمارة نهائياً من حياة سامح ليبقى هو لي فقط أنا فقط ولا أحد غيري سيأخذه هل فهمتي"
أنهت جملتها بصراخ لتقول سارة بسخرية:
"أنتِ مجنونة"
أطلقت جيداء ضحكة عالية لتقول:
"إن كان الجنون يعيد لي زوجي فسوف أفتعل الجنون إلى آخر حياتي"
صمتت سارة ولم تجيبها بكلمة لتنظر لها جيداء بسخط ومن ثم خرجت هي وأخيها من المكان مغلقان الباب الحديدي على سارة ليصدر صوتاً مزعجا.
______________________
ثلاثة أيام أخرى مروا على سامح كالدهر وهو فاقداً لمحبوبته الصغيرة، إذ أنه ذهب إلى منزل سارة وإلى صيدليتها ولم يجدها نهائياً، تحدث مع معارفه وأراد أن يعلم إن كانت قد سافرت إلى خالتها ولكنه اكتشف بأنها لم تخرج من البلاد نهائياً بعد، في الواقع قلقه وخوفه عليها فاق الحدود ولكنه لا يعلم ما الذي حدث معها ولا أين هي، دقائق ودخلت عليه خديجة لتقول له بسرعة:
"سامح، جيداء أنا متأكدة بأن جيداء هي وراء اختفاء سارة"
عقد حاجبيه باستغراب ليقول:
"وما أدراكي أختي"
تحدثت بقلق:
"ألا تذكر عندما أتت إليك المستشفی كيف قالت بأنها ستجعلك تأتي بقدميك إليها وتطلب منها العفو والصفح"
نظر لها بقوة ومن ثم جحظت عيناه لينهض واقفاً ويقول:
"أيعقل بأنها."
قطع جملته وسرح في الأحداث الماضية ليلتقط سترته بعنف ويتوجه إلى منزل أهل جيداء بسرعة البرق، لم يمضي سوى ربع ساعة ليصل ويدق الباب لتفتح له جيداء وتفاجئت بوجوده ولكنها ما لبثت حتى ابتسمت بمكر واستقبلته أروع استقبال، لم يكن أحد في المنزل سواها، دخل سامح إلى الصالة وظل واقفاً واضعاً يديه في جيوبه ويناظر جيداء بحدة، ابتسمت جيداء ابتسامة لعوبة لتقترب منه وتحيط رقبته بيديها وتقول بدلال:
"حبيبي هل اشتقت لي"
أبعد يديها عنه بعنف ليقول بحدة:
"أين سارة"
شهقت بخفة لتدعي البراءة وتقول:
"وما أدراني أنا"
تحدث سامح من بين أسنانه:
"جيداء لا تتغابي علي أين سارة"
ابتسمت بمكر لتقول بحاجب مرفوع:
"اجلس لكي نتفاهم على كل شيء عزيزي"
حرك رأسه بحدة ليجلس وينظر لها بغضب ويقول:
"أين هي"
تحدثت جيداء بابتسامة بريئة:
"أولاً أريد أن أعلم هل مازلت تريد أن تطلقني ولا تعيدني إلى المنزل أم أنك غيرت قرارك"
تحدث سامح من بين أسنانه:
"جيداااء لا تلعبي بأعصابي، قولي لي أين هي وانسي أمر العودة إلى المنزل لإنني لن أستقبل في منزلي لعينة مثلكِ بعد اليوم"
جيداء ببساطة:
"حسناً إذاً وأنت لن ترى سارة بعد الآن أيضاً"
نظر لها بعينان جاحظة ليقول:
"هل أنتِ وراء اختفائها"
حركت رأسها موافقة بابتسامة ليردف لها:
"كم أنكِ لعينة يا امرأة"
ضحكت ضحكة رنانة لتقول:
"لست كذلك عزيزي، حسناً اسمعني هي موجودة في مكانٍ ما ولا أحد غيري يعرفه منذ عشرين يوم وأكثر، للصراحة أنا انتظرتك إلى أن تسأل عنها وعندها إما أن أطلق سراحها أو أشوه وجهها بمادة الأسيد، أو غالباً سأجلب لها من يغتصبها كما فعلت أنت لكي أذلها وأجعلها تتمنى الموت، ما رأيك"
جحظت عيناه ليقول:
"ما الذي تهذين به أيتها اللعينة كيف لكِ أن تفعلي ذلك"
تحدثت ببساطة:
"كما سمعت عزيزي وإن لم أعود إلى منزلي ثق تماماً بأن سارة سوف تتأذى كثيراً، هل تريدها ياترى أن تتأذى"
نظر لها بعدم تصديق وحقاً هذه المرة قد غلبته ليقول بهدوء مخيف:
"ما الذي تريدينه"
ابتسمت بمكر لتقول:
"أريد أن أعود إلى منزلي وإلى زوجي وأولادي وأريد أن يخرج جميع عائلتك من منزلي"
أغمض عيناه محاولاً التماسك وعدم الانفجار بها ليقول:
"حسناً انهضي واجمعي أغراضكِ لكي نعود للمنزل وفي طريقنا سنعيد سارة إلى منزلها"
تحدثت جيداء:
"توء توء توء عزيزي ما الذي يضمن لي حسن كلامك وصدقك؟ وما أدراني بأنه عندما تعود سارة سليمة إلى منزلها تعود أنت لرؤيتها وليس بعيد أن تتزوجها"
تحدث سامح بصراخ وانفعال:
"جيدااء لا تحاولين استفزازي بأسلوبكِ الرخيص هذا، لن اقترب منها ولن أحدثها فقط أعيديها إلى منزلها، هي أصلاً سوف تسافر إلى خالتها أنا متأكد"
تحدثت بترقب:
"وما هو الضمان"
تحدث سامح بغضب وصراخ:
"كلمتي هي الضمان"
ابتلعت ريقها ورفعت حاجبها لتهمهم له وتقول:
"حسناً سأطلق سراحها اليوم مساءاً وهذا وعد ولكن إن اقتربت منها أو علمت بشيء صدقاً سوف أنهي حياتها وعندها لن يهمني إن طلقتني المهم أن أنهي حياة تلك اللعينة"
نظر لها سامح بعدم تصديق ومن ثم ناظرها بيأس ليحرك رأسه موافقاً باستسلام وملامح وجهه تكسوها الحزن والشقاء ...
"ها هو الحُب ذا يستهزئُ بي
ها قد جعلني سُخرية
وقادني حيثُ الآمال تُعدُّ عُيوباً
والأماني مذلةً"
_______________________
السلااام عليكم ياقووم
شو رأيكم بالبارت ؟!
رأيكم بحديث جيداء مع سامح ؟!
وقاحة جيداء مالها حدود صح !!!
شو رأيكم باختطاف جيداء لسارة ؟!
ياترى سامح رح يستسلم ويتركا لسارة نهائيا ؟!
شو بتتوقعوا ردة فعل السلطانة خديجة بس تعرف باستسلام سامح لجيداء ؟!
توقعاتكم + اقتراحاتكم
دمتم بأمان الله ❤
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية احببت حبيبة ابني) اسم الرواية