Ads by Google X

رواية ارهقني عشقها الفصل العشرون 20 - بقلم وداد جلول

الصفحة الرئيسية

   

رواية ارهقني عشقها الفصل العشرون 20 -  بقلم وداد جلول



ملاكي رحلت
          
                
"أتطنينني غبياً أيتها الساقطة ، أتظنين بأنني لا أعلم ماهي نواياك ِولا أعلم بأكاذيبكِ"



نظرت له بعينان جاحظة وهي تبتلع ريقها لتقول :
"ماذا تقصد جبل صدقني أنا.."



قطعت جملتها وجحظت عيناها عندما وجدته يخرج المسدس ويلقنه ومن ثم وجهه أمام رأسها ، هبطت دموعها وبدأت تبكي بخوف ، بينما ليلى نظرت له بصدمة لتقول برجاء :



"أرجوك جبل أرجوك لا تفعل ذلك صدقني سأعود معك"



ابتسم بشر ليقول :
"أعلم بأنكِ ستعودين معي وغصباً عنك ِأيضاً ولكن يجب أن أخلص على هذه اللعينة ولا أدع امرأة ساقطة مثلها بهذه الحياة"



بكت منال وانتحبت لتقول برجاء وخوف :
"أرجوك جبل أرجوك صدقني لن أعد واقترب منك ومن زوجتك أرجوك لا تقتلني أرجوك"



ابتسم بشر ليقول :
"رجائكِ وبكائكِ هذان لن يجديان نفع ، تشاهدي على روحكِ"



نظرت له بخوف وبكاء وبدأت تتوسله وتعتذر له بكل كلمات الاعتذار وقد شاركتها ليلى أيضاً فهي لا تريدها أن تموت ولا تريد لجبل أن يورط نفسه بها ولكن ويا للخسارة كل هذا لم يجدي نفعاً ، فقد أطلق النار على منال واخترقت الرصاصة جسدها وفي صدرها لتقع أرضا ًودمائها تسيل على الأرض ، جحظت عينان ليلى عندما رأت هذا المشهد وهي تضرب بيديها على وجهها لتصرخ وهي جاحظة العينين قائلة :



"لا لااا دماء لااا جبل لقد ماتت لااا أرجوك لا هي لم تمت يا إلهي لااااا"



صرخت بآخر جملتها بقهر وخوف ودموعها تغطي وجنتيها لتنظر له بعينان جاحظة وتقول :
"مجرم أنت مجرم أنا لا أريدك ابتعد عني أنا أكرهك مجرم مجرم"



أنهت جملتها بصراخ وجنون لتركض بأقصى سرعتها هاربة منه بينما هو ركض ورائها وحاول اللحاق بها وبينما هي تركض ودموعها تغطي وجهها أرادت أن تقطع الشارع لتأتيها سيارة مسرعة وتصتدم بها لتسقط على الأرض ودمائها أيضاً تسيل على الأرض ، حالما وصل جبل إليها حتى نظر لها بعينان جاحظة وكأن الدنيا اسودت بعيناه ليصرخ بقهر وأعلى صوت له :



"ليلى" ...



حسناً لنعود قليلاً للوراء ونعلم كيف هربت ليلى وكيف وجدتها منال :



Flash back :



منذ يومها وعندما استطاعت ليلى الهرب من منزل جبل لم تعلم إلى أين وجهتها ، كل ماكانت تعلمه هو أنها تريد أن تبتعد عنه ، لم تفكر بالسلبيات ولا بحالته التي سيصل لها عندما يكتشف هروبها ، كل مافكرت به هو الابتعاد عنه والنجاة منه ..



حسناً وكما ذكرت لكم كم أن منال تحمست وفرحت عندما سمعت من ليلى بأنها ستطلب الطلاق وهي بدورها عرضت عليها خدماتها ولكن ليلى لم تقبل وصدتها ، لم تيأس منال أجل ابتعدت عن الأنظار ولكنها وضعت رجل ليراقب لها جبل وليلى من بعيد وعلمت بشأن هروب ليلى والتقت بها في الشارع بعد ما علمت من الرجل بشأن هروبها وبمكانها أيضا ً، في يومها توجهت لها فوراً وطلبت منها أن تبيت عندها ولكن ليلى لم تقبل ، أصرت عليها منال وقالت لها بأنها ستتركها في مكان ٍآمن وبعيد عن الأنظار ولن تمكث منال معها وإنما ستعود إلى مكانها الذي تختبئ به ولكنها ستتردد عليها كل يوم ، لم تستطع ليلى الرفض لإنها وببساطة لا يوجد لها مكان سوى منزل جبل وهي قد هربت من جبل لذلك لا يوجد لها خيار سوى أن تذهب مع منال وقد حدث ذلك وذهبت معها إلى تلك الشقة وظلت بها قرابة اليومين وكانت على اتفاق مع منال بأنها ستسفرها إلى الإمارات حيث تمكث خالتها ، لم تخيب ظنها منال وعملت جاهدة لكي تسفرها وكانت ستسفرها في هذا اليوم وقد وضبت ليلى أغراضها وساعدتها منال وأرادت بأن توصلها إلى المطار لكي تؤمن عليها وتطمئن بأنها ركبت بالطائرة بحيث لا رجعة لها نهائياً ، ولكن !!! تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فها هو جبل قد وجدهما اثنتاهما ووصل إليهما بالوقت المناسب وليته لم يصل ..




        
          
                
أما بشأن معرفة منير لمكان ليلى فهو كان وظل يراقب منال منذ ذلك اليوم عندما اختطفها وعملت عملية الإجهاض ، لم يعلم ما سر مراقبته لها ولكن لم يطمئن لها وخصوصا ًمنذ أن ذهبت منال إلى ليلى وكشفت حقيقة جبل أمامها ، في حينها وقبل هروب ليلى علم أين تقيم وأين هي مختفية وقد حدثت قصة هروب ليلى وفي حينها ومن كثرة تردد منال إلى الشقة التي تمكث بها ليلى ظل مصراً على معرفة من هي التي تتردد عليها وبالفعل استطاع أن يعرف من تكون وتوجه وقتها فورا ًوأخبر سيده بمكانها ، كما أنه حالما أخبر جبل بمكانها وتوجه إليها حتى لحق به مخافة عليه من جنونه ولكن حدثت مشكلة الازدحام في الطريق وقد ضلله لذلك لحق به بعد قليل ولكنه لم يصل في الوقت المناسب لمنع جبل من افتعال الجنون ...



_______________________



يجلس على الأرض بعشوائية وعيناه تذرف الدموع ، أنفاسه تسارعت ودقات قلبه تكاد تقف ، لا يعلم ماذا فعل وكيف فعل هذا ، كل ماكان يريده هو تلقين منال درساً قاسيا ًولكنه لم يعلم بأن الأمور ستصل إلى هنا وصغيرته هي من ستتأذى ، حسنا ًلا يهمه منال فلتذهب للجحيم وتموت كل ما يهمه هو صغيرته التي لها منذ ساعتان ونصف في غرفة العمليات وإلى الآن لم يخرج أحد لكي يطمئنه عنها ، كانت تقف والدة جبل أمامه وهي تبكي وتنظر لابنها بانكسار على مابدر منه وما فعله ، لم يكن هذا الوقت المناسب لكي تعاتبه أو تقسو عليه أو ماشابه وإنما كل ما يهمه الآن هو نهوض ليلى بالسلامة ومن ثم هي بنفسها ستبعد ليلى عنه ، كان مرجعاً برأسه وعيناه تذرف الدموع من تلقاء نفسها ، عاد بذاكرته للوراء إلى ذلك اليوم والذي لم يمضي عليه مدة طويلة :



Flash back :



في ذلك اليوم أي بعد حفل زفاف جبل بعدة أيام ، لم تكن حياتهما يغلفها المشاكل والتعقيدات ، كانا بأتم السعادة مع بعضهما ، في يومها عاد جبل إلى المنزل عند الساعة الحادية عشر ليلاً ، دخل إلى غرفته ليرى الأضواء الخافتة الشموع والورود والأجواء الرومانسية والموسيقى الهادئة تحيط بالمكان ، عقد حاجبيه باستغراب وبحث بناظريه عن محبوبته ليجدها جالسة على الأريكة منتظرة إياه بابتسامتها العذبة وبمظهرها الرائع ، ابتسم باتساع حالما وجدها لتنهض هي بابتسامة واسعة وتتوجه إليه محتضنه إياه بشوق بالغ وهو بدوره بادلها الحضن مستنشقاً عبير رائحتها التي تذيبه ، ابتعدت عنه قليلا ًلتحاوط رقبته بيديها النحيلتين وتقول :



"منذ مدة وأنا أنتظرك لقد تأخرت علي"



عض على شفته السفلى ولم يستطع تحمل هذه الإثارة ليختصر عليها وعلى نفسه ممتلكا ًشفتيها بقبلة عميقة ، ابتعد عنها قليلاً ليقول بهمس :



"أريدكِ بكل جوارحي"



ابتسمت بخجل لتقول :
"تعال لنرقص أولاً"




        
          
                
ابتسم بخفة ليحرك رأسه موافقاً ومن ثم توجه بها إلى منتصف غرفتهما الواسعة وبدأن يتمايلان على أنغام تلك الأغنية الهادئة والرومانسية ، كان ينظر لها بحب وعشق جارف ، يشبع رغبته بالنظر لها وكأنه لا يوجد غيرها في هذه الدنيا ، دقات قلبه المتسارعة والتي حتما ًترقص فرحاً فقط لإنها بين يديه ، بينما هي كانت تنظر له بحب ومن ثم خجلت من نظراته التي تخترقها ومن همساته لها وكلامه المعسول وطريقة تمرير شفاهه على وجنتيها ، انتهيا من الرقص ليتوجه بها ويجلس على الأريكة ويجلسها بحضنه ، لا يفعل شيء سوى النظر لها ومغازلتها واللعب بخصلات شعرها ، تحدث بصوت هادئ :



"أتعلمين أنني الآن أسعد رجلٍ في الدنيا"



ضحكت برقة وضحكتها طبعا كانت الهلاك لجبل وحقاً فقد حصونه أمام رقتها وحلاتها لتجيبه وهي تمرر يدها على وجنته :



"أعلم بأنك سعيد معي وأعلم كم تحبني وأعلم أ.."



لم يدعها تكمل جملتها لإنه امتلك زهرتيها المنتفختين بقبلة عميقة وهادئة جعلتها تذوب وتبادله بمشاعر جارفة ..



End flash back ...



أفاق من شروده ودموعه تغطي وجنتيه ، كم وعدها بأن يحميها ويظل بجانبها ، كم وعدها بأنه سيظل طوال عمره فقط ليسعدها ويكون سبب ابتسامتها التي يعشقها ، ولكنه لم يفي بأي وعد من هده الوعود لها ، أجهش بالبكاء بمرارة وصدحت صوت شهقاته وملئت المكان ، نظرت له والدته بأسى وعتاب ومن أشاحت بوجهها عنه ، خرج الطبيب من غرفة العمليات متنهداً بيأس لينهض جبل بسرعة ويقول :



"ماذا ماذا حدث أخبرني هل هي بخير ، أجل أجل زوجتي بخير أليس كذلك"



نظر له بيأس ليقول :
"لا يوجد شيء لكي أقوله وضعها صعب للغاية وتحتاج لعملية أخرى في جملتها العصبية ومن المحتمل أن تتعرض لغيبوبة ، حقا ًوضعها صعبٌ جداً"



نظر له بصدمة بينما والدة جبل بكت بمرارة احتدت نظرة جبل ليمسكه من ياقة قميصه ويتحدث بصراخ :



"ماذا تعني بكلامك هذا ها ، أقسم أنني أحطم المستشفى فوق رؤوسكم سأدفع لك ماتريد فقط أنقدها أنقذ لي حياتي وإلا سأريكم الجحيم جميعكم هل فهمت"



أنهى جملته بصراخ أكبر لينظر له الطبيب بخوف ويحرك رأسه موافقا ًومن ثم تحدث بتوتر :
"سيدي صدقني سأفعل قصارى جهدي فقط اهدأ"



نتره من يده وجلس على الأرض بوهن بينما الطبيب تنفس الصعداء ليحدث والدة جبل بأنهم سينقلونها إلى العناية المشددة ، ظل جبل جالساً على الأرض ينظر للفراغ بشرود ، ثواني وأتى منير ليقف أمام سيده وينظر له بأسى ليحمحم ويقول :




        
          
                
"لقد نقلت منال إلى هنا والأطباء أخبروني بأنها لن تستفيق الآن ووضعها حرج جداً"



نظر له نظرة فارغة ليبتسم بسخرية ويقول :
"دعهم ينهون ما بدأته أنا ويخلصون عليها ليس ضرورياً أن تبقى على قيد الحياة"



ابتلع منير ريقه بصعوبة ليقول برجاء :
"ولكن سيدي انت ستتورط إن.."



قاطعه بصراخه المنفعل :
"اغرب عن وجهي"



تنهدت منير بيأس ورحل من أمامه ، بينما والدة جبل كانت تنظر له بشرود وتقول :
"قاسي وعديم الرحمة"



نظر لها بوهن ليبتسم بسخرية ووهن ومن ثم حرك رأسه موافقاً لينهض بثقل ويتوجه إلى أي حانة شرب ...



-----------



مرت ثلاثة أيام ولا شيء جديد سوى أنه تم تحديد موعد عملية ليلى الثانية والتي ستكون في هذا اليوم ، قضی جبل وقته كله في المستشفى وظل يجالس ليلى ويحدثها وكأنها تسمعه ، يبكي ويشهق ويذرف دموع الندم والخيبة ، خيبته من نفسه ، خيبته من حبه لها ، خيبته من جنونه بها ، ثلاثة أيام لم يذق إلا بضع لقيمات وبالغصب ، أما والدة جبل فقد كانت تذهب في المساء إلى المنزل وتأتي في النهار لتقضي يومها كله عند ليلى ..



وقد حان موعد العملية وجبل الآن على أعصابه يدعي بسره ويذرف الدموع على أمل أن تشفى صغيرته ، ثلاث ساعات من القلق والبكاء والدعاء والتوسلات ليخرج الطبيب وهو متنهداً بيأس وبنظرته بعض الخوف من نظرته ، وقف جبل أمامها ليناظره ببرود عكس النيران التي تشتعل في صدره ليقول الطبيب :



"لقد تمت العملية ونجحت الحمد لله ولكن صدقاً لا أعلم متى ستستيقظ"



ظل ينظر له ببرود وشرود ولم يتفوه بحرف ، تنهد الطبيب بيأس ليتخذ خطواته مبتعداً عن جبل ، بينما والدة جبل نظرت للاشيء بشرود ودموعها تغطي وجنتها ، ظل جبل متصنماً ًفي مكانه ليخترق غرفة العمليات بوهن ويتوجه لها بحيث كانت ممددة بهدوء ومغمضة العينين وشاحبة الوجه ، كانوا الممرضين يحدثونه بأن يخرج ولكنه لم يكن يعي لأي شيء من حوله سوى هي ، يناظرها بوهن وندم ودموعه تغطي وجنته ، يتمتم بكلمات اعتذاره ويحدثها برجاء أن لا تبتعد عنه ، آخر ما تفوه به وقبل أن يغشى عليه ويسقط في ظلامه الدامس هو :



"لا تتركيني" ...



______________________



مر شهر ٌكامل على الأحداث ولا يوجد شيء جديد ، جبل لا يكل ولا يمل عن مجالسة ليلى والتحدث معها ، بينما والدته أيضا ًتظل بجانبها ، في الحقيقة هناك سر كبير والذي هو بأن ليلى ليست في غيبوبة وإنما تدعي بأنها في غيبوبة وطبعاً هذا ليس من تدبيرها وإنما والدة جبل قد ساندتها بذلك وهي من طلبت من الطبيب أن يوهم جبل على أنها في غيبوبة وقد حدثته وقالت له أن يقول له عن غيبوبتها التي من المحتمل أن تطول مدتها ، استعادت ليلى وعيها ولكنها تمنت أن لا تموت ولا تسمع ماسمعته من عمتها عندما حدثتها وقالت لها ما قاله الطبيب الأ وهو أن ليلى كانت حامل قبل أن تفعل الحادث ، علم جبل بأمر حملها ولم يكن ينقصه سوى هذا الخبر لكي يزداد سوءاً ، وها هي الآن سلمى تقف أمام ليلى التي كانت تجهش بالبكاء لتقول لها ليلى ببكاء :




        
          
                
"عمتي لقد تعبت جداً لم أعد أحتمل قلبي يؤلمني جداً"



بكيت وانتحبت معها لتقول لها سلمى :
"حبيبتي ستنتهين من كل شيء وستخرجين من المستشفى عن قريب لا تقلقي"



شهقت ببكاء لتقول :
"عمتي لقد خسرت ابني بسببه"



أغمضت سلمى عيناها بألم ودموعها تغطي وجنتها لتقول :
"قضاء الله وقدره ياروحي ، قوي إيمانكِ بالله واشكري الله على كل شيء"



انتحبت ليلى بأسى لتقول بوهن :
"أريد أن أموت" ...



___________________________



صدحت صفارة جهاز القلب لتعلن عن انتهاء حياتها وهي بعز شبابها ، أجل هي بعز شبابها ولكن ما رأته منه جعلها تكبر مئة سنة ، لم تعد تستطيع التحمل ، ملت وتعبت ، تركته وابتعدت عنه بحيث لا رجعة لها إليه فهي في غير دنيا وغير عالم ، تركته بندمه وأوجاعه وآلامه ، دخل الأطباء عليها ليحاولون فعل مابوسعهم لإنقاذها تحت صرخات جبل وبكائه المرير ، صراخه وبكائه لم يزيد الأمر إلا سوءاً لذلك أخرجوه من الغرفة ليفعلوا مابوسعهم لإنقاذها ، عرضوها للصدمات الكهربائية ، فعلوا كل مابوسعهم ولكن كل ذلك لم يجدي نفعا ً، تنهد الطبيب بيأس ليغمض عيناه بأسى ومن ثم خرج إليهما بحيث جبل ووالدته واقفان ، نظر لهما بحزن بينما جبل كان ينظر له بصدمة ووهن وهو يحرك رأسه رافضا ًكالمجنون ، طال صمت الطبيب وقل صبر جبل ليمسكه من معصميه ويقول بصراخ :



"مابها هيا تحدث تحدث"



نظر له الطبيب بحزن ليقول :
"البقاء لله"



نظر له بصدمة وضحك بصخب وجنون ليقول :
"هل تمزح معي مثلا ًأم ماذا ، ماذا ماذا تعني بهذه الكلمة ، لا لا أنت تكذب علي أجل تكذب ، ابتعد ابتعد"



أبعده عن طريقه ليدخل إليها حيث كانت ممددة على السرير والأطباء ينزعون عنها الأجهزة ووجها مغطى بالشرشف الأبيض ، خرجوا جميعهم ولم يتبقى سوى هو ، تقدم منها بخطوات متونحة وهو ينظر لها بفراغ والدموع تغطي وجنتيه ، رفع الغطاء عن وجهها لينظر إلى وجهها الملائكي والذي كان أبيض كالثلج وشفتاها بلون بشرتها ، اقترب من أذنها ليهمس بإسمها ، حركها بخفة وبدأ يناديها بإسمها ولكنها ظلت ساكنة ، ابتلع ريقه ليقول بهمس :



"ليلى حبيبتي هيا انهضي لا تخيفيني هكذا وإلا عاقبتكِ ، هيا ياقلبي ألا تريدين أن أصطحبك ِوأنزهكِ كما كنتي تحبين ، ألا تريدين أن أشتري لك ِالمثلجات التي تحبينها هيا هيا لا تفعلي بي هكذا انهضي حبيبتي ، صدقيني لن أعد وأضايقكِ ، لن أضربك بعد الآن أعدكِ بأنني سأتحكم في أعصابي ، سأكون كما تشائين وسأفعل ماتريدين ، سأدعك ِتذهبين إلى الجامعة وتذهبين مع صديقاتك ِحيث شئتي ، صدقيني ليلى سأتغير للأفضل وأُحسن معاملتي معك ولن يعد هناك أوامر وتحكمات صدقيني أقسم لكِ ، فقط لا تعذبي قلبي وانهضي أرجوكِ ، لا تفعلي هذا بي ، كيف ستتركيني لوحدي ، كيف سأهون عليكِ حبيبتي ، صدقيني لا أستطيع العيش بدونكِ ، أنا أحتاجكِ أكثر من حاجتي للهواء ، أنا لم أفي بوعودي لكِ ولم أعطيكِ السعادة التي وعدتكِ بها ، اعذريني حبيبتي أنا نذل وحقير وتافه وأناني ولكنني أعشقكِ ليلى ، أرجوكِ لا تتركيني حبيبتي ملاكي روحي لا تتركيني"



أنهى جملته بضعف ووضع رأسه على صدرها وهو يجهش بالبكاء ويحركها بعنف وكلمتان تترددان في عقله (ملاكي رحلت) ...



"لا زِلتُ أراكَ ولستُ أرى
فـَ بِماذا سأبدأُ ياتُرى
هل سبقَ وإن هامَ أحدُهم
بحبيبٍ دمهُ قد جرى"

 

google-playkhamsatmostaqltradent