رواية نوح و الامانة الفصل الحادي والعشرون 21 - بقلم زهرة وسط اشواك
رواية نوح والأمانة الفصل الحادي والعشرون
بعد انتهاء الحفل اصطحب كل عريس عروسه إلى سهرة خاصة
عند خديجة واسامة
أسامة : الف مبروك يا ديجا ، اخيرا بقيتى بتاعتى
خديجة بخجل : الله يبارك فيك
أسامة : مش عاوزة تقوليلى حاجة
خديجة : حاجة زى ايه
أسامة : اى حاجة تبلى بيها ريقى ياحبيبتى ، يعنى مثلا بحبك ، بعشقك ، انت عمرى …كده يعنى
خديجة بخجل : انت عارف انى مش هعرف اقول الكلام ده
أسامة : ليه ياحبيبتى ، ده انا حتى زى جوزك
خديجة : اديك قلتها ..زى جوزى ، لما تبقى جوزى بقى بجد ..ابقى اقولك اللى انت عاوزه كله
أسامة بصدمة : ياسنة سوخة يا اولاد ، اومال احنا ايه ياحبيبتى
خديجة : بس بقى يا اسامة ، ماتكسفنيش ، وبعدين مش انت عازمنى على العشا ، فين بقى العشا ده
أسامة وهو يرفع يديه للسماء : اشكو اليك
خديجة بشهقة : انت بتدعى عليا ليلة كتب كتابنا يا اسامة
أسامة بقلة حيلة : ابدا ياحبيبتى وانا اقدر ، ده انا يشتكى أن الاكل اتاخر
…………………
عند حاتم ونيللى
حاتم : مبسوطة
لتومئ نيللى رأسها بابتسامة خجولة
حاتم : تعرفى ، حاسس ان قلبى هيطلع من جوه صدرى
نيللى : اشمعنى
حاتم : من السعادة ، انا لحد دلوقتى مش قادر استوعب أننا فعلا كتبنا الكتاب
نيللى : اومال انا بقى اقول ايه ، حاسة انى بحلم
حاتم : صدقتينى يانيللى
نيللى بفضول : صدقتك فى ايه
حاتم : انى بجد بحبك
لتتورد نيللى خجلا وهى تومئ برأسها
حاتم : طب وانتى
نيللى : انا ايه
حاتم : ياترى بتحبينى زى مابحبك
نيللى : عاوزة اقوللك على حاجة بس مكسوفة
ليمد حاتم كف يده ليضغط على كف يدها قائلا : حبيبتى انا بقيت جوزك ، يعنى المفروض ماتخجليش منى ابدا، قولى كل اللى انتى عايزاه
نيللى : كل اللى اقدر اقوله لك دلوقتى انى اتمنى يكون حبك ليا اد حبى ليك
حاتم بدهشة : انتى معتقدة أن حبى ليكى أقل من حبك ليا ..طب ازاى ، ده انا من ساعة ماشفتك وانا هتجنن عليكى
نيللى بابتسامة : من امتى ياحاتم ، شهر مثلا
حاتم : تقريبا
نيللى : بس انا من زمان اوى
حاتم باستغراب : ازاى يعنى مش فاهم
نيللى : انا عمرى ماحبيت ولا اتمنيت غيرك ، بس كنت دايما بستخبى منك عشان كنت دايما بتتتريق على شكلى وقت ماكنت بتعالج وده كان بيجرحنى وبيوجعنى اوى
كنت برفض اجتمع معاك فى اى مكان ، لكن كنت يراقبك من بعيد من غير ماتشوفنى ، كنت بخاف اسمع منك كلمة تجرحنى
حاتم وهو يتذكر ما كان منه فى صغرهم : سامحينى ، بس ماكنتش ببقى قاصد اضايقك ، كنت عيل ، ثم قال بمرح : ثم هو فى حد ياخد على كلام العيال
اوعدك انى اعوضك عن كل ده وانى عمرى مااجرحك ابدا ولا ازعلك
…………………..
عند نوح وأمانة
نوح : انا جيبتك المطعم ده عشان الخصوصية اللى فيه وطلبت منهم اللى تقدملنا الاكل بنت مش ولد عشان تقعدى براحتك وترفعى النقاب
أمانة والخجل يطغى على نبرة صوتها: بس انا كده مستريحة اكتر
نوح : بس انا مش مستريح ، انا عاوز اشوفك يا أمانة …ارفعى النقاب
لترفع أمانة النقاب من على وجهها بخجل شديد وما أن نزعته عن وجهها حتى قال نوح : بسم الله ماشاء الله تبارك الله ، ما ابهاكى يا أمانة
لنخفض أمانة وجهها فى حياء ولكن نوح لم يتح لها الفرصة فمد أنامله ليرفع وجهها إليه مرة أخرى قائلا : ماتحرمنيش من عينيكى بسرعة كده
لتزدرد أمانة لعابها بصعوبة شديدة وهى تقول متلعثمة لتغيير الحديث : ماما قالتلى انى ماينفعش اقعد فى شقتى تانى
نوح باستغراب : وليه بقى
أمانة بلجلجة : يعنى …قالتلى أن الوضع مش هيبقى مناسب بما أن كل واحد فينا عايش لوحده ، فقالت لى انى اروح اقعد معاهم لغاية مانحدد معاد للجواز
نوح باستياء : بس انا اتعودت انك جنبى ، تقومى لما تبقى مراتى تبعدى عنى
أمانة : معلش يا نوح ، انت عارف العادات والتقاليد ، والصراحة انا مقتنعة بوجهة نظر ماما ، وبعدين هم كام يوم ومسافرين
نوح باستسلام : عندك حق، بس هتوحشينى
أمانة بخجل : احنا هنبقى مع بعض طول اليوم فى الشغل
نوح : برضة هتوحشينى
لتبتسم أمانة وتقول بخفوت : وانت كمان
نوح بخفوت مماثل : انا كمان ايه
لتصمت أمانة وهى تحاول التلفت بعيدا عن عينيه ليقول نوح : لو كانت موجودة معانا كان زمانها هتبقى مبسوطة مش كده
لتنظر له أمانة وقد داعبت الدموع عينيها عند تذكرها لنعمة وقالت : اكيد روحها حاسة بينا
نوح : كانت بتحبك ومتعلقة بيكى
أمانة : وكنت بحبها و روحى فيها
نوح : وصتنى عليكى قبل ما اسافر
أمانة برعشة بكاء فى صوتها : ووصتنى عليك قبل ماتموت
نوح : وصتك عليا قالتلك ايه
أمانة : وصتنى افضل جنبك وما اسيبكش ، وانت …وصيتك عليا قالتلك ايه
نوح : وصتنى على امانة ابويا وعمى وامانتها من بعدهم
أمانة : طول عمرى كنت امانتها
نوح : وبقيتى امانتى انا ، أمانة نوح وبس
……………………
فى فيلا عامر
بعد انصراف الجميع ، كان عامر متجها بصحبة زوجته إلى الاعلى حين سمعا ايمن ينادى عليهم قائلا : انتو هتناموا واللا ايه
هدى : ااه يا بنى ، انا تعبت جدا النهاردة ومحتاجة استريح شوية
عامر : عقبالك يا ايمن
ايمن : ربنا يباركلى فيكم يارب ، بس كنت محتاج اتكلم معاكم فى موضوع
هدى : والموضوع ده مايتاجلش لبكرة يا ايمن
ايمن : خلاص يا ماما ، مش مشكلة ، اتفضلوا اطلعوا استريحوا ونتكلم فى اى وقت تانى
ليتبادل عامر النظرات مع هدى ثم سحبها من يدها ليجلسها على الأريكة وجلس بجوارها وقال : لا ياحبيبى احنا اهوه سامعينك قول عاوز تتكلم فى ايه
ليجلس ايمن قبالتهم ثم قال : انا عارف انى لسه قدامى سنة على ما اتخرج ، بس انتو عارفين انى هاخد الشهادة لمجرد الشكل الاجتماعى
انا المشروع بتاعى الحمدلله بيكسب كويس جدا وطبعا انتو عارفين انى غيرت عربيتى السنة اللى فاتت على حسابى الشخصى ، وماباخدش مصروف من حضرتك ومابسحبش فلوس من الفيزا اللى حضرتك عاملهالى ورغم ذلك معايا مية الف جنية فى حسابى الشخصى
عامر : انا دايما بقول انى فخور بيك يا ايمن وعارف انك راجل ويعتمد عليك ، رغم انى نفسى تشتغل معايا وتشيل عنى لانى عارف انك قدها وقدود بس سايبك انت تاخد القرار ده بنفسك وقت ماتحب
ايمن : طب الحمدلله أن ده رأى حضرتك فيا ، لانى عاوز اطلب منكم طلب
هدى : انا برضة قلت المقدمة دى كلها وراها أن
عامر بابتسامة : اطلب ياحبيبى عاوز ايه
ايمن : عاوز اتجوز
عامر : ده يوم المنى يابنى
هدى : وحاطط عينك على مين
ايمن بهدوء شديد وهو ينتظر رد فعلهم : نيرة بنت عمتى
لتنتفض هدى من مكانها قائلة : نيرة ! دى اكبر منك بخمس سنين
ايمن بهدوء : اكيد انا عارف الكلام ده يا ماما ، بس انا بحبها وجدا كمان ومتمسك بيها لآخر نفس فى عمرى
هدى : يا ابنى فى حاجة اسمها تناسب بين الزوجين ، ماينفعش الست تبقى اكبر من جوزها
ايمن : وليه ماينفعش
هدى : هو كده ، العادات والتقاليد والناس
ايمن : انا ماليش دعوة بكل دول ياماما ، انا مش هتجوز العادات والتقاليد ولا هتجوز الناس ، انا هتجوز الإنسانة اللى عمرى ماحبيت ولا قلبى دق لغيرها
لتنظر هدى إلى عامر الذى يلتزم الصمت التام فتقول : ماتتكلم ياعامر انت ساكت ليه
عامر : هقول ايه
هدى : تقول ايه ! تقول رأيك
عامر بتنهيدة : اسمع يا ايمن ، نيرة إنسانة ممتازة ، متدينة ومهذبة ومحترمة وفوق ده كله بنت اختى ، يعنى بنتى ، وكل اللى اقدر اقوله لك أن لو حبك ليها مش كفاية أنه يتغاضى عن فرق السن ده ، ابعد عنها عشانها وعشانك وعشان اختك
ايمن : ومالها اختى بالموضوع ده يابابا
عامر : جوزها يبقى اخو نيرة ، اللى لو جرحتها فى يوم بسبب فرق السن ده ممكن علاقة اختك بجوزها تتأثر
ايمن : ولو قلت لحضرتك أن ده عمره ماهيحصل لانى بحبها من زمان اوى واللى خلانى ما افاتحكمش قبل كده انى طول السنين دى وانا بحاول أقنعها وما كنتش عارف
هدى بسخرية : وايه بقى ..اقتنعت دلوقتى
ايمن : النهاردة بس اخدت موافقتها ، واحب اقوللكم أن هى كمان بتبادلنى نفس مشاعرى بس خوفها من ردود أفعال الكبار هو اللى كان مانعها أنها تجاربنى من زمان
هدى بغضب : يعنى ايه ، وافقت انك تتقدملها رسمى
ايمن : أيوة
هدى : ولو قلتلك انى مش موافقة ، هتعمل ايه
ليقف ايمن أمام هدى ثم احتضنها وقبل رأسها ثم قال : لو حضرتك اعترضتى هقدم طلب فى الجامعة انى أكمل دراستى فى أمريكا وهطلب من نيرة أنها تسافر معايا ونتجوز هناك ، ولو ماوافقتش عشان ماحدش يزعل منها وده شئ متوقع بنسبة كبيرة هسافر لوحدى بس عمرى ماهرجع هنا تانى
هدى بغضب : انت بتهددنا ، بتلوى دراعنا
عامر بحزم : بس ياهدى ، الأمور دى ما بتتاخدش بالشكل ده
هدى : اومال بتتاخد ازاى ياعامر
ايمن وهو مازال محافظا على هدوئه : ياماما لو سمحتى ، انا لا بهددكم ولا بلوى دراعكم ، انا كل الحكاية انى بوضحلكم البدائل اللى قدامى فى حالة رفضكم
ثم اتجه مرة أخرى لاحتضان هدى وتقبيل رأسها وقام بالمثل مع عامر ثم قال : انا هسيبكم تفكروا لغاية يوم الحد أن شاء الله وتردوا عليا ، لو وافقتوا زى مابتمنى … حضرتك يا بابا تكلم جوز عمتى وتحدد معاه معاد الخطوبة وكتب الكتاب ولو ماما صممت على رأيها هبتدى إجراءات السفر من تانى يوم على طول ….تصبحوا على خير
ليتركهم ايمن متجها إلى الاعلى وهو متاكد من نتيجة حواره أنها ستكون لصالحه دون أدنى شك
هدى : هنعمل ايه ياعامر ، ايمن عندى ولما بيصمم على حاجة مابيتنازلش عنها ابدا
عامر : انتى ايه اعتراضك على نيرة غير سنها
هدى : وهو فرق السن ده شوية
عامر : بغض النظر دلوقتى عن أنه شوية أو كتير ، انتى ليكى اى ملاحظات على نيرة تخليكى تعترض على جوازها غير السن
هدى : بصراحة لا ..نيرة متربية مع ولادى ، وطول عمرى بحبها و تفكيرها بيعجبنى
عامر : طب يبقى ايه المانع بقى طالما بيحبوا بعض
هدى : وفرق السن
عامر : انا مش شايف أنها قصة ، ثم أن السيدة خديجة كانت أكبر من الرسول عليه الصلاة والسلام وكانوا متفقين جدا وبيحبوا بعض جدا
هدى : عليه افضل الصلاة والسلام
عامر : عاوزك تشيلى موضوع السن ده من دماغك وتفكرى فى البنت بعيدا عن سنها وادعى ربنا يقدم لهم الخير سواء كانوا من نصيب بعض او لا
…………………..
بغرفة ايمن
كان قد غير ملابسه استعدادا للنوم عندما سمع طرقا على الباب
ايمن : اتفضل
لتدخل هدى وهى مازالت بملابس الحفل وقالت : انت هتنام على طول كده
ايمن : الحقيقة هلكان ، مانتى عارفة ولادك سحلونى معاهم النهاردة
هدى ،: قبل ماتنام اتوضى وصلى ركعتين استخارة فى موضوعك ، والكلام ده يتكرر تانى بكرة وبعد بكرة أن شاء الله ،وبعد تلات ايام أن شاء الله نبقى نشوف نتيجة صلاتك ايه
ليقول ايمن بابتسامة : افهم من كده انك موافقة مبدأيا
هدى : اللى فيه الخير يقدمه ربنا
بعد انتهاء الحفل اصطحب كل عريس عروسه إلى سهرة خاصة
عند خديجة واسامة
أسامة : الف مبروك يا ديجا ، اخيرا بقيتى بتاعتى
خديجة بخجل : الله يبارك فيك
أسامة : مش عاوزة تقوليلى حاجة
خديجة : حاجة زى ايه
أسامة : اى حاجة تبلى بيها ريقى ياحبيبتى ، يعنى مثلا بحبك ، بعشقك ، انت عمرى …كده يعنى
خديجة بخجل : انت عارف انى مش هعرف اقول الكلام ده
أسامة : ليه ياحبيبتى ، ده انا حتى زى جوزك
خديجة : اديك قلتها ..زى جوزى ، لما تبقى جوزى بقى بجد ..ابقى اقولك اللى انت عاوزه كله
أسامة بصدمة : ياسنة سوخة يا اولاد ، اومال احنا ايه ياحبيبتى
خديجة : بس بقى يا اسامة ، ماتكسفنيش ، وبعدين مش انت عازمنى على العشا ، فين بقى العشا ده
أسامة وهو يرفع يديه للسماء : اشكو اليك
خديجة بشهقة : انت بتدعى عليا ليلة كتب كتابنا يا اسامة
أسامة بقلة حيلة : ابدا ياحبيبتى وانا اقدر ، ده انا يشتكى أن الاكل اتاخر
…………………
عند حاتم ونيللى
حاتم : مبسوطة
لتومئ نيللى رأسها بابتسامة خجولة
حاتم : تعرفى ، حاسس ان قلبى هيطلع من جوه صدرى
نيللى : اشمعنى
حاتم : من السعادة ، انا لحد دلوقتى مش قادر استوعب أننا فعلا كتبنا الكتاب
نيللى : اومال انا بقى اقول ايه ، حاسة انى بحلم
حاتم : صدقتينى يانيللى
نيللى بفضول : صدقتك فى ايه
حاتم : انى بجد بحبك
لتتورد نيللى خجلا وهى تومئ برأسها
حاتم : طب وانتى
نيللى : انا ايه
حاتم : ياترى بتحبينى زى مابحبك
نيللى : عاوزة اقوللك على حاجة بس مكسوفة
ليمد حاتم كف يده ليضغط على كف يدها قائلا : حبيبتى انا بقيت جوزك ، يعنى المفروض ماتخجليش منى ابدا، قولى كل اللى انتى عايزاه
نيللى : كل اللى اقدر اقوله لك دلوقتى انى اتمنى يكون حبك ليا اد حبى ليك
حاتم بدهشة : انتى معتقدة أن حبى ليكى أقل من حبك ليا ..طب ازاى ، ده انا من ساعة ماشفتك وانا هتجنن عليكى
نيللى بابتسامة : من امتى ياحاتم ، شهر مثلا
حاتم : تقريبا
نيللى : بس انا من زمان اوى
حاتم باستغراب : ازاى يعنى مش فاهم
نيللى : انا عمرى ماحبيت ولا اتمنيت غيرك ، بس كنت دايما بستخبى منك عشان كنت دايما بتتتريق على شكلى وقت ماكنت بتعالج وده كان بيجرحنى وبيوجعنى اوى
كنت برفض اجتمع معاك فى اى مكان ، لكن كنت يراقبك من بعيد من غير ماتشوفنى ، كنت بخاف اسمع منك كلمة تجرحنى
حاتم وهو يتذكر ما كان منه فى صغرهم : سامحينى ، بس ماكنتش ببقى قاصد اضايقك ، كنت عيل ، ثم قال بمرح : ثم هو فى حد ياخد على كلام العيال
اوعدك انى اعوضك عن كل ده وانى عمرى مااجرحك ابدا ولا ازعلك
…………………..
عند نوح وأمانة
نوح : انا جيبتك المطعم ده عشان الخصوصية اللى فيه وطلبت منهم اللى تقدملنا الاكل بنت مش ولد عشان تقعدى براحتك وترفعى النقاب
أمانة والخجل يطغى على نبرة صوتها: بس انا كده مستريحة اكتر
نوح : بس انا مش مستريح ، انا عاوز اشوفك يا أمانة …ارفعى النقاب
لترفع أمانة النقاب من على وجهها بخجل شديد وما أن نزعته عن وجهها حتى قال نوح : بسم الله ماشاء الله تبارك الله ، ما ابهاكى يا أمانة
لنخفض أمانة وجهها فى حياء ولكن نوح لم يتح لها الفرصة فمد أنامله ليرفع وجهها إليه مرة أخرى قائلا : ماتحرمنيش من عينيكى بسرعة كده
لتزدرد أمانة لعابها بصعوبة شديدة وهى تقول متلعثمة لتغيير الحديث : ماما قالتلى انى ماينفعش اقعد فى شقتى تانى
نوح باستغراب : وليه بقى
أمانة بلجلجة : يعنى …قالتلى أن الوضع مش هيبقى مناسب بما أن كل واحد فينا عايش لوحده ، فقالت لى انى اروح اقعد معاهم لغاية مانحدد معاد للجواز
نوح باستياء : بس انا اتعودت انك جنبى ، تقومى لما تبقى مراتى تبعدى عنى
أمانة : معلش يا نوح ، انت عارف العادات والتقاليد ، والصراحة انا مقتنعة بوجهة نظر ماما ، وبعدين هم كام يوم ومسافرين
نوح باستسلام : عندك حق، بس هتوحشينى
أمانة بخجل : احنا هنبقى مع بعض طول اليوم فى الشغل
نوح : برضة هتوحشينى
لتبتسم أمانة وتقول بخفوت : وانت كمان
نوح بخفوت مماثل : انا كمان ايه
لتصمت أمانة وهى تحاول التلفت بعيدا عن عينيه ليقول نوح : لو كانت موجودة معانا كان زمانها هتبقى مبسوطة مش كده
لتنظر له أمانة وقد داعبت الدموع عينيها عند تذكرها لنعمة وقالت : اكيد روحها حاسة بينا
نوح : كانت بتحبك ومتعلقة بيكى
أمانة : وكنت بحبها و روحى فيها
نوح : وصتنى عليكى قبل ما اسافر
أمانة برعشة بكاء فى صوتها : ووصتنى عليك قبل ماتموت
نوح : وصتك عليا قالتلك ايه
أمانة : وصتنى افضل جنبك وما اسيبكش ، وانت …وصيتك عليا قالتلك ايه
نوح : وصتنى على امانة ابويا وعمى وامانتها من بعدهم
أمانة : طول عمرى كنت امانتها
نوح : وبقيتى امانتى انا ، أمانة نوح وبس
……………………
فى فيلا عامر
بعد انصراف الجميع ، كان عامر متجها بصحبة زوجته إلى الاعلى حين سمعا ايمن ينادى عليهم قائلا : انتو هتناموا واللا ايه
هدى : ااه يا بنى ، انا تعبت جدا النهاردة ومحتاجة استريح شوية
عامر : عقبالك يا ايمن
ايمن : ربنا يباركلى فيكم يارب ، بس كنت محتاج اتكلم معاكم فى موضوع
هدى : والموضوع ده مايتاجلش لبكرة يا ايمن
ايمن : خلاص يا ماما ، مش مشكلة ، اتفضلوا اطلعوا استريحوا ونتكلم فى اى وقت تانى
ليتبادل عامر النظرات مع هدى ثم سحبها من يدها ليجلسها على الأريكة وجلس بجوارها وقال : لا ياحبيبى احنا اهوه سامعينك قول عاوز تتكلم فى ايه
ليجلس ايمن قبالتهم ثم قال : انا عارف انى لسه قدامى سنة على ما اتخرج ، بس انتو عارفين انى هاخد الشهادة لمجرد الشكل الاجتماعى
انا المشروع بتاعى الحمدلله بيكسب كويس جدا وطبعا انتو عارفين انى غيرت عربيتى السنة اللى فاتت على حسابى الشخصى ، وماباخدش مصروف من حضرتك ومابسحبش فلوس من الفيزا اللى حضرتك عاملهالى ورغم ذلك معايا مية الف جنية فى حسابى الشخصى
عامر : انا دايما بقول انى فخور بيك يا ايمن وعارف انك راجل ويعتمد عليك ، رغم انى نفسى تشتغل معايا وتشيل عنى لانى عارف انك قدها وقدود بس سايبك انت تاخد القرار ده بنفسك وقت ماتحب
ايمن : طب الحمدلله أن ده رأى حضرتك فيا ، لانى عاوز اطلب منكم طلب
هدى : انا برضة قلت المقدمة دى كلها وراها أن
عامر بابتسامة : اطلب ياحبيبى عاوز ايه
ايمن : عاوز اتجوز
عامر : ده يوم المنى يابنى
هدى : وحاطط عينك على مين
ايمن بهدوء شديد وهو ينتظر رد فعلهم : نيرة بنت عمتى
لتنتفض هدى من مكانها قائلة : نيرة ! دى اكبر منك بخمس سنين
ايمن بهدوء : اكيد انا عارف الكلام ده يا ماما ، بس انا بحبها وجدا كمان ومتمسك بيها لآخر نفس فى عمرى
هدى : يا ابنى فى حاجة اسمها تناسب بين الزوجين ، ماينفعش الست تبقى اكبر من جوزها
ايمن : وليه ماينفعش
هدى : هو كده ، العادات والتقاليد والناس
ايمن : انا ماليش دعوة بكل دول ياماما ، انا مش هتجوز العادات والتقاليد ولا هتجوز الناس ، انا هتجوز الإنسانة اللى عمرى ماحبيت ولا قلبى دق لغيرها
لتنظر هدى إلى عامر الذى يلتزم الصمت التام فتقول : ماتتكلم ياعامر انت ساكت ليه
عامر : هقول ايه
هدى : تقول ايه ! تقول رأيك
عامر بتنهيدة : اسمع يا ايمن ، نيرة إنسانة ممتازة ، متدينة ومهذبة ومحترمة وفوق ده كله بنت اختى ، يعنى بنتى ، وكل اللى اقدر اقوله لك أن لو حبك ليها مش كفاية أنه يتغاضى عن فرق السن ده ، ابعد عنها عشانها وعشانك وعشان اختك
ايمن : ومالها اختى بالموضوع ده يابابا
عامر : جوزها يبقى اخو نيرة ، اللى لو جرحتها فى يوم بسبب فرق السن ده ممكن علاقة اختك بجوزها تتأثر
ايمن : ولو قلت لحضرتك أن ده عمره ماهيحصل لانى بحبها من زمان اوى واللى خلانى ما افاتحكمش قبل كده انى طول السنين دى وانا بحاول أقنعها وما كنتش عارف
هدى بسخرية : وايه بقى ..اقتنعت دلوقتى
ايمن : النهاردة بس اخدت موافقتها ، واحب اقوللكم أن هى كمان بتبادلنى نفس مشاعرى بس خوفها من ردود أفعال الكبار هو اللى كان مانعها أنها تجاربنى من زمان
هدى بغضب : يعنى ايه ، وافقت انك تتقدملها رسمى
ايمن : أيوة
هدى : ولو قلتلك انى مش موافقة ، هتعمل ايه
ليقف ايمن أمام هدى ثم احتضنها وقبل رأسها ثم قال : لو حضرتك اعترضتى هقدم طلب فى الجامعة انى أكمل دراستى فى أمريكا وهطلب من نيرة أنها تسافر معايا ونتجوز هناك ، ولو ماوافقتش عشان ماحدش يزعل منها وده شئ متوقع بنسبة كبيرة هسافر لوحدى بس عمرى ماهرجع هنا تانى
هدى بغضب : انت بتهددنا ، بتلوى دراعنا
عامر بحزم : بس ياهدى ، الأمور دى ما بتتاخدش بالشكل ده
هدى : اومال بتتاخد ازاى ياعامر
ايمن وهو مازال محافظا على هدوئه : ياماما لو سمحتى ، انا لا بهددكم ولا بلوى دراعكم ، انا كل الحكاية انى بوضحلكم البدائل اللى قدامى فى حالة رفضكم
ثم اتجه مرة أخرى لاحتضان هدى وتقبيل رأسها وقام بالمثل مع عامر ثم قال : انا هسيبكم تفكروا لغاية يوم الحد أن شاء الله وتردوا عليا ، لو وافقتوا زى مابتمنى … حضرتك يا بابا تكلم جوز عمتى وتحدد معاه معاد الخطوبة وكتب الكتاب ولو ماما صممت على رأيها هبتدى إجراءات السفر من تانى يوم على طول ….تصبحوا على خير
ليتركهم ايمن متجها إلى الاعلى وهو متاكد من نتيجة حواره أنها ستكون لصالحه دون أدنى شك
هدى : هنعمل ايه ياعامر ، ايمن عندى ولما بيصمم على حاجة مابيتنازلش عنها ابدا
عامر : انتى ايه اعتراضك على نيرة غير سنها
هدى : وهو فرق السن ده شوية
عامر : بغض النظر دلوقتى عن أنه شوية أو كتير ، انتى ليكى اى ملاحظات على نيرة تخليكى تعترض على جوازها غير السن
هدى : بصراحة لا ..نيرة متربية مع ولادى ، وطول عمرى بحبها و تفكيرها بيعجبنى
عامر : طب يبقى ايه المانع بقى طالما بيحبوا بعض
هدى : وفرق السن
عامر : انا مش شايف أنها قصة ، ثم أن السيدة خديجة كانت أكبر من الرسول عليه الصلاة والسلام وكانوا متفقين جدا وبيحبوا بعض جدا
هدى : عليه افضل الصلاة والسلام
عامر : عاوزك تشيلى موضوع السن ده من دماغك وتفكرى فى البنت بعيدا عن سنها وادعى ربنا يقدم لهم الخير سواء كانوا من نصيب بعض او لا
…………………..
بغرفة ايمن
كان قد غير ملابسه استعدادا للنوم عندما سمع طرقا على الباب
ايمن : اتفضل
لتدخل هدى وهى مازالت بملابس الحفل وقالت : انت هتنام على طول كده
ايمن : الحقيقة هلكان ، مانتى عارفة ولادك سحلونى معاهم النهاردة
هدى ،: قبل ماتنام اتوضى وصلى ركعتين استخارة فى موضوعك ، والكلام ده يتكرر تانى بكرة وبعد بكرة أن شاء الله ،وبعد تلات ايام أن شاء الله نبقى نشوف نتيجة صلاتك ايه
ليقول ايمن بابتسامة : افهم من كده انك موافقة مبدأيا
هدى : اللى فيه الخير يقدمه ربنا
يتبع ……
•تابع الفصل التالي "رواية نوح و الامانة" اضغط على اسم الرواية