رواية ارهقني عشقها الفصل الحادي و العشرون 21 - بقلم وداد جلول
أربع سنوات
الآن وبعد أربع سنوات من الفراق والهجر والحرمان مازال جبل ذلك الرجل المتملك والغيور على محبوبته ، مع أنها ليست بجانبه ومع أنها ليست في حياته ولكنه مازال على وضعه ولم يغيره شيء ، هو يعلم بانها لم تمت ويعلم بأنهم قد أوهموه بموتها ، لطالما كانت ملاكه الصغيرة والبريئة ، لطالما كان ومازال يعشقها ويموت بها ، لطالما هي ليلى فهي ساكنة بروحه ويشعر بها ، فلو كانت ميتة لكان قد شعر بذلك ، و لكان قد تخلص من هذه الحساة البائسة التي يعيشها وهي بعيدة عنه منذ زمن ، لم يكن ليظل على قيد الحياة لولا تيقنه بأنها مازالت حية وستعود له في يوم من الأيام ، ينتظر عودتها بفارغ الصبر ، ينتظر اليوم الذي تعود له وتنير حياته عندها سيعدها بالوعود الكثيرة من جديد ولكن هذه المرة حتماً سيوفي بها ولن ينكث الوعد أبداً ..
تتسائلون كيف له أن يصبر ويصمت على فراقها طالما هو يعلم بأنها لم تمت !! حسناً ،، هو يعلم كم عانت منه وذاقت العذاب بسببه ، لقد سبب لها الألم والمعاناة ، لم يكن عادل في قراراته اتجاهها ولم يكن يكن لها ذلك الحب الوفي إلى ذاك الحد ، فهو قد خدعها وخانها وكذب عليها وجرحها كثيراً ، لذلك !! لما لا يعطيها حرية الاختيار هذه المرة ولو لمرة في حياتها ، أجل هو لم يتغير طبعه ولا تملكه بشأنها وإنما الذي تغير به هو طريقة حبه لها ، مازال يحبها وحتماً هذا الشيء ولكن مسألة عودتها ليست بيده الآن ، لقد أعطاها حرية الاختيار هذه المرة فهي حقاً قد لقنته درساً قاسياً بابتعادها عنه ..
ليلى ووالدته ظنتا بأنه قد خدعاه ولكنهما كانتا مخطئتين لإن جبل لا ينخدع بتلك السهولة ، لوهلة شعر بأنها ماتت ولكن لا ليلى لن تموت وتتركه وحيداً ، أجل هي ابتعدت عنه ولكنها مازالت على قيد الحياة ، هذا يعني بأن هناك أمل بعودتها إليه والرجوع إلى أحضانه ..
للمرة الثانية جبل يتخذ قرار صحيح ، الأول هو حبه لـ ليلى وزواجه منها والثاني هو بأنها ولأول مرة أعطاها حقها باختيار الحياة المناسب لها وتركها على حريتها ، لقد فعل الصواب وفعل الصحيح بحقها هذه المرة ..
هو يستطيع بأن يعيدها ويرجعها رغماً عن أنفها ، ويستطيع بأن يعلم أين مكانها ولكنه وطوال الأربع سنوات منع نفسه من ذلك لإنه لا يريد أن يعيدها بالغصب وإنما يريدها أن تعود بنفسها إليه ..
طبعاً ومؤكد بأنه ذاق العذاب والألم ببعدها ولكنه كان دائماً يصبر نفسه ويقول بأن ابتعادهما عن بعضهما الآن هو الحل المناسب ، ليس المناسب له وإنما لها هي فهو يريد أن يكفر عن أخطائه بحقها بإعطائها كامل الحرية إلى أن تقرر هي العودة إليه ، كان دائماً يشغل نفسه بالعمل ، يقتل نفسه بالعمل وبين الصفقات والاجتماعات والسفر إلى أنحاء البلدان والعمل فقط لكي ينسى قليلاً أو يتناسى ، لم يقترب من امرأة منذ أن ابتعدت عنه وفارقته ، أراد أن يثبت لها بأنه سيتغير وبالفعل تغير ، ابتعد عن النساء وعن جنس حواء نهائياً فقط لإنه أقسم بأنه لن يمس امرأة سوى ليلى ، أصبحت حياته متمحورة على عمله وعلى شيء مقدس يدعى ليلى ، أجل يفكر بها دائماً ولكن ما إن يفكر بأنه سيضعف وسيبحث عنها ينهض فوراً ويلهي نفسه بالعمل وبالاختلاط بين موظفيه وشركائه ..
مرت عليه الكثير من الأيام والليالي وهو يبكي وينتحب لاشتياقه لها ولرائحتها ولكن مازال يصمد ويتحمل إلى أن تحن له وتعود له ..
الآن ذلك الرجل ذات الرابع والثلاثون من عمره مازال ينتظر فتاة بعمر الرابعة والعشرون من عمرها ، رجل بوسامة صارخة وطلة بهية ، رجل كل ماتقدم بالعمر يزداد وسامة ورجولة ، رجل ذات ملامح عنيفة ووسيمة ، رجل بكل معنى الكلمة ، رجل استطاعت حواء أن تغيره بهجرها وابتعادها عنه ...
______________________
أتتسائلون عن حال تلك الفتاة البائسة أليس كذلك ؟!
حسناً !! ليلى تلك الفتاة التي مازالت على برائتها وعفويتها ، الفتاة التي أثبتت نفسها بالرغم من أنها تعرضت لمأساة كبيرة في حياتها من رجلها أو بالأصح الذي كانت تعتبره رجلها وسندها وعونها ، ابتعدت عنه وتركته ولكن تركت قلبها عنده وبجواره ، فهي وفوق كل شيء مازالت تحبه وتعشقه ، اشتاقت له واشتاقت لرجوليته ولوسامته ، اشتاقت لكل شيء به ، لضحكه لجنونه لكبريائه لتملكه ولحبه ولـ لمساتة أيضاً ، لم تستطيع أن تتخطاه نهائياً بالرغم من أنه مضى على فراقهما أربع سنوات بحالها ولكن ومع ذلك لم تستطع نسيانه ولو للحظة واحدة ، درست وتعلمت واجتهدت وتخرجت وأصبح لها عمل أيضاً ، فهي قد تخرجت من جامعتها وأصبح لها معرض للوحات الفنية والرسومات ، ازدادت أنوثة وازدادت جمالاً وازدادت حباً له أيضاً ..
كانت دائماً تلهي نفسها أيضاً فقط لكي لا تضعف وتذهب إليه وبالفعل هذا مايحدث ، فما إن تشعر بأنها ستضعف وتفعل أي شيء لكي تراه أو تهاتفه حتى تنهض وتفعل أي شيء لانشغالها عنه ، هي تظن بأنه مقتنع بفكرة موتها ولكنها لا تعلم بأن جبل يعلم بكل شيء ويعلم بأنها لم تمت ، لا تريد أن تفشل خطتها وخطة عمتها التي بالأساس جبل كشفها منذ زمن ..
دائماً ماتتخبط في نفسها وفي مشاعرها ، لا تعلم إن كان سيأتي يوم وتعود إليه ، أربع سنوات بحالها هي مدة كبيرة جداً وطويلة أيضاً ولا تحتمل ، ولكن جبل وليلى تحملا كثيراً ، فهل ياترى آن الأوان ليجتمعان مع بعضهما من جديد أم لا ؟ هي تريد أن تراه وتريد العودة إليه لا تعمل ماهي العواقب ولكنها تريد أن تراه وفقط ، خائفة منه وخائفة من المواجهة ، خائفة على مشاعره عندما يعلم بأنه قد خدعته فهي فعلت مثلما فعل وخدعته في السابق ولكن بطريقة مختلفة وبأسباب مختلفة أيضاً ...
________________________
زيد ورهام
لقد تغيرت حياتهما كثيراً فهما حاولا أن يكملان مع بعضهما ولكنهما فشلا بذلك ، ليس منهما وإنما من اللاشيء ، حاولا أن يعيشان وينسيان الماضي ولكن كان دائماً هناك شيء يجعلهما يعودان للماضي ، قصة موت سيف كانت صحيحة للحظة الأخيرة كان زيد يشك بذلك ولكنه تأكد وتيقن من ذلك عندما علم من والداه بأنه في ذلك اليوم وتحديداً عندما أخبر زيد بحقيقة رهام حالما خرج من الحفلة حتى شاء قضاء الله وقدره بأن يموت بحادث سيارة مروع وهو في طريقه للمنزل ، أما عن زيد ورهام فهما قد انفصلا عن بعضهما وتطلقا ولكن حالما تطلقت رهام حتى اكتشفت نفسها أنها حامل من زيد ، في هذه المرة لم تسقط الجنين بل احتفظت به وانتبهت إليه إلى أن ولدته لترزق بطفل هو نسخة مصغرة عن أبيه وقد أسمته (ميار) ..
زيد كان ومازال فرح ومسرور بطفله ذات السنتان من عمره ولكن ما يجعله حزين ومهموم هو ابتعاد رهام عنه وحياة ابنه الصغير بينه وبين والدته ، هو مازال يحبها كما أن رهام مازالت تحبه ولكن شيء ما لم يدعهما يكملان مع بعضهما ألا وهو الماضي ، هو يريدها أن تعود إلى حضنه يريد أن يرجعها لتكون زوجته ولكنه وجد الصد منها كثيراً فهي لا تريد أن تعود له لتعود حياتهما كما كانت ويتذكران الماضي ، بالنسبة لها تجد هذه هو القرار الصحيح بالرغم من أنها تحزن على طفلها كثيراً ولكن ستحاول أن تظل على قرارها ولا تضعف أمام رجوليته التي تعشقها ...
_______________________
منال تلك المرأة التي حفرت قبرها بيدها هي وللعجب بأنها مازالت على قيد الحياة فا منير في وقتها قد أسعفها فوراً وبأخر لحظة قد ردت لها الروح ، ومن وقتها ومنذ أن تعافت لم ترى جبل أو بالأصح لم تذهب له أو تحتك به وإنما هربت بعيداً عنه وسافرت إلى خارح البلاد ولم يعد أحد يعرف عنها شيء ..
منير مازال على وفائه وإخلاصه لسيده ومازال يعمل لديه ويكلفه جبل بأمور هامة وهو إلى الآن محط ثقة كبيرة عند جبل ...
_______________________
سلمى تلك المرأة التي ينزف قلبها وجعاً على ابنها الوحيد ، ترى معاناته وألمه دائماً ولكنها لا تستطيع أن تحرك ساكنة ، لا تستطيع أن تفعل شيء سوى الصمت والكتمان ، لأجل ابنها ولأجل تلك الفتاة البريئة ..
كانت جالسة في صالة المنزل شاردة الذهن وحزينة ومستائة من هذا الوضع الذي هي عليه منذ أربع سنوات ، فهي ترى ابنها الوحيد كيف يتجنبها ويبتعد عنها ولا يحتك بها إلا قليلاً ، طوال الأربع سنوات لم تخبره بذلك السر الخطير والذي كان من تدبيرها ، تراه وهو يألم ويتعذب ولكن ومع كل ذلك لم تفصح عن الحقيقة التي تظن بأن جبل لا يعلمها ، كانت تتذكر كيف استطاعت أن تخدع ابنها وتبعد ليلى عنه ، كيف اتفقت مع الطبيب وتوسلته لكي يفعل ماتقوله له ألا وهو بأن يوهم جبل بموت ليلى وتفعل لها جنازة وهمية أمامه وبجثة مجهولة الهوية أيضاً ، للصراحة هذه مسألة قانونية والقضاء يحاسب عليها ولكن بالأموال كل شيء يحدث فهي قد طمرته بالأموال وفعلت مابوسعها فقط من أجل أن تنقذ ليلى وبالفعل تعاون معها الطبيب وفعل ما أمرته به ومن ثم قاموا بتهريب ليلى إلى الإمارات عند خالتها بعد أن تعافت بشكلٍ كامل ..
قطع شرودها دخول جبل عليها ، جلس مقابلاً لها ولم يلقي التحية ، تعجبت من حاله فهو لأول مرة منذ زمن يأتي ويجلس معها فهو دائماً يتجاهلها ويحاول قدر الإمكان أن لا يحتك بها ، ساد الصمت لجقائق ليكسره جبل بقوله :
"كيف استطعتي أن تفعلي كل هذا بي أمي"
ابتلعت ريقها ولوهلة تملكها الشك بأنه من الممكن أن يكون يعلم شيء عن مافعلته ، ابتسمت بتوتر لتقول :
"عن ماذا تتحدث بني"
تحدث بجمود وهدوء :
"عن إبعاد ليلى عني"
نظرت له بعينان جاحظة لينهض من مكانه ويجلس بجانبها ويقول :
"لا تظني بأن خدعتكِ قد انطلت علي فأنا أعلم كل شيء ، حتى أنني أعلم أين هي ليلى الآن"
هبطت دموعها على وجنتها بصمت ولم تتحدث لينهض ويخطو خطواتٍ بطيئة وهو يقول بهدوء :
"أتذكرين عندما كنا في المستشفى وقلتي لي قاسي وعديم الرحمة ، عندها تملكني الشك بأمركِ أمي ، علمت بأنكِ ستحاولين إبعادها عني لذلك عرفت كل صغيرة وكبيرة تحدث في المستشفى ، أجل لوهلة ظننت بأن ليلى قد ماتت ولكن لا ، أنا أعلم بأنها لم تمت ولكنني أردت أن أعطيها حريتها وقد أخذتها أمي أخذتها وأحرقت قلبي كما أحرقتي قلبي بفعلتكِ معي أنتِ أيضاً"
كانت تستمع له بصدمة ودموعها لم تجف ، نظر لها بجمود ليردف لها بهمس وعيناه تترقرق بالدموع :
"شكراً لكِ حقاً أمي"
أنهى جملته وخرج من الصالة متوجهاً إلى غرفته ولتبدأ معاناته وآلامه ونحيبه عليها ، بينما والدته ظلت بمكانها تبكي بندم وألم على ما اقترفته يداها بحق ابنها الوحيد ...
__________________________
مر أسبوع على آخر حديث بين جبل ووالدته ولم يحدث أي جديد سوى أن سلمى تحدثت مع ليلى وأخبرتها بأن جبل يعلم منذ زمن بكل شيء ، للحقيقة تملكتها الصدمة والخوف ولكنها لم تعلم لما شعرت بالارتياح وكأن هم وانزاح عن قلبها ، كما أنها تريد العودة إلى المنزل وبشدة ولكنها صدقاً هي خائفة جداً من ردة فعله ومواجهته ..
يوم جديد ومشوق على ليلى التي كانت في سيارة الأجرة تنظر للشوارع والطرق بسعادة تامة ، كم اشتاقت إلى هذه البلاد وإلى حياتها السابقة في منزل عمتها ، تحن له وتشتاقه هو أيضاً ولكنها هي الآن متخبطة في مشاعرها ولا تعلم ماذا تصنع وكيف ستقابله ، قلبها يرتجف من السعادة ويدق بعنف ، لا تعلم أستراه فوراً أم لا ولكنها هي الآن سعيدة بعودتها إلى أرض الوطن وأيضاً لا تعتقد بانها ستراه فهي قد فهمت من عمتها بأنه لا يأتي المنزل كثيراً وإنما أغلب أوقاته في الشركة وفي العمل ..
مر وقت قصير نوعاً ما لتصل ليلى إلى منزل عمتها ، هبطت من السيارة وأخرج لها السائق أمتعتها لتستلمهم وتدخل إلى المنزل بحيث بدأت تنظر للمنزل بلهفة وحنين واشتياق ، هذا المنزل الذي شهد على طفولتها وهذه الحديقة التي لطالما قضت سهراتها المتعددة هي وجبل ، وذاك الركن من الحديقة الذي تم فيه حفل زفافها ، وأخيراً داخل هذا المنزل الذي شهد معاناتها وألمها منه وبنفس الوقت شهد لحظاتهما الرومانسية ومدى حبهما لبعض ، زفرت بقوة وقلبها يقرع كالطبول لتجر حقيبتها خلفها ومن ثم قرعت جرس الباب وما هي إلا ثواني حتى فتحت لها عمتها ، ناظرتها بصدمة ممزوجة بالفرحة واللهفة ، ثانيتان وكانت ليلى في أحضان عمتها تقبلها وتحتضنها بشوق بالغ كحالها هي ، أبعدتها عنه ودموع الفرح تبلل وجنتا اثناهما لتدخلان وتجلسان في صالة المنزل ومازالتا تتحدثان وتطمئنان عن بعضهما ، ضحكت سلمى بسعادة لتقول :
"متى وصلتي حبيبتي ولما لم تقولين بأنكِ قادمة"
ابتسمت ليلى بخفة لتقول :
"أردت بأن أدعها مفاجأة"
نظرت لها سلمى من رأسها إلى أخمص قدميها لتقول بابتسامة مشرقة :
"حماكِ الله يا ابنتي لقد ازدتي جمالاً وأنوثة ماشاء الله"
ابتسمت ليلى بخجل وبدأتا تتحدان بأمور مهمة ولم تتجرأ ليلى على السؤال عنه ، طوال جلستها وهي تنظر بأرجاء المنزل بلهفة ونظرها معلق على الباب آملة أن يدخل عليهما بعد قليل ، لاحظت سلمى لهفتها لتقول بابتسامة حزينة :
"لن يأتي لقد سافر بعملٍ مهم"
نظرت لها ليلى بأعين دامعة لتحرك رأسها موافقة بحزن ، تنهدت سلمى بحزن لتقول :
"لقد ساء الوضع كثيراً في غيابكِ ، لم يعد كما كان لقد تغير كثيراً والأدهى بأنه تغير للأفضل ، لا يوجد شيء في حياته سوى عمله فقط حتى أنا لا أراه ولا يحتك بي ، لا أعلم إن كان يستحق مافعلناه به ولكنني أحزن لأجله كثيراً"
هبطت دموع ليلى على وجنتها لتقول بخفوت :
"لقد اشتقت له"
نظرت لها سلمى بحنو وأعين دامعة لتقول :
"وهو أيضاً مؤكد بأنه اشتاق لكِ كثيراً ولكن .."
قطعت جملتها عندما سمعت صوت إغلاق باب المنزل ، بدأ قلب ليلى يطرق بعنف حالما رأته يتقدم بخطوات بطيئة إلى الصالة وهو ينظر لها بعدم استيعاب ، وقفت حالما رأته دخل إلى الصالة لينظران لبعضهما بصدمة ممزوجة بالاشتياق والحزن وهنا سيبدأ السيناريو بينهما ....
"
ياروحهُ ماهكذا كُنتي
تشتاقُكِ أروقةُ البيتِ
هل سبقَ وإن شاقَ أحدهُم
لملاكٍ غابَ والآن يأتي"
________________________
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية ارهقني عشقها) اسم الرواية