Ads by Google X

رواية ارهقني عشقها الفصل الثالث و العشرون 23 - بقلم وداد جلول

الصفحة الرئيسية

   

رواية ارهقني عشقها الفصل الثالث و العشرون 23 -  بقلم وداد جلول



النهاية
          
                
حياتي كانت ومازالت معه كالأحلام .. لن أبالغ وأقول بأنه لا يوجد شجارات ومشاحنات بيننا ولكن أكبر مشكلة بيننا لا تستمر أكثر من عشرة دقائق .. لم أعد أذكر كم من المرات أنا من بادرت بمصالحته وحتى أنني لا أذكر كم من المرات هو من بادر لكي يصالحني ونفض هذا النزاع .. كل ما أعلمه بأنني إن كنت أنا أو هو لا نستطيع أن نستمر بمشاجراتنا أكثر من عشرة دقائق .. 



تلك الأيام التي مضت كانت أجمل أيام حياتي فبرفقته لم أخف ولم أحزن بل كانت دائماً ابتسامتي تشق وجهي .. حتى وإن تشجارنا غالباً ماتكون شجاراتنا على أشياء بسيطة وتافهة وطفولية .. كل شيء يعجبني به .. جنونه .. غضبه .. ابتسامته .. ضحكته .. وسامته .. عشقه لي .. تملكه .. وأجل مازال متملك بحبه لي وبي أنا أيضاً .. وفي الواقع هذا الشيء لا يزعجني أبداً بل على العكس أنا فرحة ومسرورة هكذا .. فأنا أيضاً أصبحت مثله متملكة في حبي له .. كما تعلمون زوجي وحبيبي مازال وسيماً وأنا أموت من شدة غيرتي عليه .. عندما أحبه فأنني لا أقع في الحب وأنما ارتفع به هو .. 



يأتيني كل يوم ليحتضنني ويشم رائحتي وأنا بدوري أحاول قدر المستطاع أن أئخذه بحضني لكي أشم رائحته أيضاً التي تسكرني .. 



عندما عدت إليه وجرت أمورنا على مايرام وعدنا إلى حياتنا الطبيعية .. في حينها كان شديد الغيرة علي ويدقق على أبسط الأشياء وخصوصاً من آدم ابن صديقه الذي توفي منذ زمن والذي أئتمن جبل على زوجته وابنه الذي في بطنها .. في حينها صديق جبل توفي بحادث سير مروع وقد تحدث مع جبل وآمنه على زوجته وابنه الذي لم يخلق بعد .. وكأنه قد شعر بأنه سيموت لذلك أوصى جبل عليه .. لإن صديقه لم يكن له أي أحد ووالداه كانا متوفيان .. وبعدما مات صديقه بدأ جبل بالاعتناء بزوجة صديقه ويتفقد أحوالها بين الحين والآخر ويؤمن لها كل احتياجاتها .. وعندما حان موعد ولادتها كان جبل فقط فوق رأسها وهو من أسعفها إلى المستشفى في حينها .. وقد أنجبت زوجة صديقه طفل يشبه البدر ولكن شاء القدر وجرت مشيئة الله على أن تموت والدة الطفل .. ومنذ ذلك الوقت جبل هو من كان يعتني بالطفل ويؤمن له كل حاجياته وقد جلب له مربية لكي تعتني به وهو من أسماه آدم على اسم صديقه الذي توفي ..



في حينها كانت عمتي سلمى والتي هي والدة جبل هي من كانت أيضاً تعتني بالطفل أحياناً وقد تربي آدم على حب جبل ومناداته بـ أبي وعمتي سلمى يناديها جدتي .. فجبل كان يجلب آدم بين الحين والآخر إلى منزل عمتي وتحديداً عندما لا أكون أنا في المنزل .. لم يكن يريد أن يعلمني بهذا الطفل لإنه وببساطة كان يظنني صغيرة وطبعاً كان يظن بأنني لن أستوعب أن هذا الطفل هو ابن صديقه المتوفي .. كما تعلمون يظنني بأن عقلي صغير ومازلت صغيرة على أن استوعب هذه الأمور .. 



ولكن كل شيء تغير في حياتي عندما عدت إلى جبل وأتى آدم لكي يعيش معنا .. حياتي حقاً أصبحت تأخذ منحنى جيد جداً .. فآدم أصبح يناديني ماما ولا ينفك عن الالتصاق بي .. وهذا مايجعل من جبل يفقد صوابه ويشعر بالغيرة تسري في عروقه .. 




        
          
                
أتذكر في مرة من المرات كيف جن جنونه فقط لإنه رأى آدم كيف يقبلني ويقول لي كم أنه يحبني .. عندها حقاً لم أكن أتوقع ردة فعله الجنونية تلك :



Flash back 1 :



في حينها لم يكن لـ ليلى فترة طويلة عائدة إلى جبل وإنما اقل من ثلاثة أشهر ، كانت جالسة في صالة المنزل ليأتي إليها آدم راكضاً وهو يصرخ قائلاً :



"ماما ليلى"



نظرت له وهو يقترب إليها راكضاً لتبتسم باتساع وتفتح ذراعيها ومن ثم حملته لتضعه في حضنها ، نظر لها ببرائة ليقول :



"ماما هيا تعالي والعبي معي"



ابتسمت باتساع لتقول له :
"مارأيك بدلاً من أن نلعب ننهض أنا وأنت لكي نعد كعكة كبيرة مليئة بالشوكولا"



صرخ بمرح ليصفق ويقول :
"هيييي أنا أحب الشوكولا"



ضحكت برقة على ردة فعله لتنهض وبرفقتها هو متوجهان إلى المطبخ ، لم تكن والدة جبل في المنزل حينها وإنما كانت عند إحدى صديقاتها وكالعادة جبل كان في العمل لذلك ظلت ليلى وآدم بمفردهما ، بدأت ليلى بتحضير المقادير وإعداد الكعكة وماهي إلا ساعة حتى انتهت من صنعها ، وطبعاً الأستاذ آدم وضع لمساته الطفولية على الكعكة وقد قام بمساعدة ليلى بصنعها كما يزعم هو ، للصراحة لم تحتمل ليلى مظهرها الشهي لذلك انقضت عليها وبدأت تأكل منها هي وآدم بعشوائية وطفولية بحيث تلطخ وجهيهما وملابسهما أيضاً وظلا يأكلان ويضحكان ويمرحان ..



بعدها لم يكن يجدر بهما أن يظلا بهذا المنظر المذري لذلك قامت ليلى بالاستحمام وأيضاً قام بتحميم آدم ، وبينما كانت هي تلبس آدم ملابسه ابتسم هو في وجهها وتحدث بطفولية :



"ماما ليلى أنا أحبكِ كثيراً وأريد أن تكونين أمي الخاثة بي دائماً"



ضحكت هي برقة وقبلته من وجنتيه وطبعاً كانت غير عالمة بالذي يتابعهما من خارج الغرفة وقد كان جبل واقفاً بالخارج والباب مفتوح قليلاً وكان يتابعهما ويتابع حديثهما الذي أشعل نار الغيرة في قلبه وخصوصاً موقف ليلى عندما قامت بتحميم آدم ، تحدثت ليلى ملاطفة إياه :



"طفلي الصغير والوسيم وأنا أيضاً أحبك كثيراً وسوف أظل ماما الخاصة بك دائماً وإلى آخر العمر ما رأيك"



ضحك الطفل ببرائة وسعادة وحرك رأسه موافقاً ليقترب ويقبل ليلى من فمها قبلة بريئة وطفولية ، لم تأخذها ليلى بمحمل الجد أو أنزعجت بل اعتبرته حقاً ابنها وابتسمت له باتساع ..



وبعدما انتهت من تلبيسه ملابسه وضعته في حضنها وبدأت تلاعبه وتحتضنه وهما يضحكان بسعادة غير عالمان بكتلة الغضب الواقفة في الخارج ، إلى هنا ولم يعد جبل يحتمل هذا المنظر ، دخل عليهما بغضب وعيناه حادة ، في الواقع ليلى وآدم شعرا بالخوف من مظهره المرعب ولم تعلم ليلى ما سر غضبه ، تقدم منهما جبل ليقول موجها حديثه لـ ليلى بحدة :




        
          
                
"ما الذي جلب هذا الصغير إلى هنا ولما قمتي أنت بتحميمه ها"



ابتلعت ريقها بخوف لتقول :
"وما المانع إن قمت بتحميمه أنا مازال صغيراً انظر ما أجمله"



أنهت جملتها بمرح محاولة منها أن تلطف الجو ولكنه ظل على نظرته الحادة ليتحدث مع آدم ويصرخ بوجهه :
"آدم إذهب إلى غرفتك حالاً"



نظر له آدم بخوف ليقول بخفوت :
"ولكنني أريد أن أبقى مع ماما ليلى"



نظر له جبل بغضب ليقول :
"قلت لك إذهب هيا وإلا ضربتك"



رجت شفته السفلى ومن ثم توجه إلى غرفته راكضاً ، نظر جبل لـ ليلى بحدة ليمسكها من معصمها ويتحدث من بين أسنانه :



"ما الذي جعلكِ تجالسين هذا الصغير ها ألم أقل لكِ أن تبتعدين عنه ، ولما أدخلتيه إلى غرفتنا هيا تحدثي"



نظرت له بذهول لتقول :
"جبل حبيبي مابك إنه طفل صغير وما المانع بأن يدخل إلى غرفتنا ها"



كز على أسنانه ليقول :
"ألا تعلمين بأنني أغار منه أيتها البلهاء"



امتعضت بوجهها لتقول :
"أعلم بأنك تغار ولكن ليس من طفل صغير فأنا أعتبر آدم طفلي كما هو طفلك هل سمعت"



أنهت جملتها بعبوس لينفخ خديه هو ويقول ملطفل الجو وبهدوء :
"اا حسناً ولكن ابتعدي عنه لا تدعيه يجلس في حضنكِ ولا تقبليه ولا تقولين له حبيبي ولا تقرصيه ولا تلمسيه أرجوكِ حبيبتي أرجوكِ"



أنهى جملته بتوسل كالأطفال لتنظر له بذهول ومن ثم تعبس بوجهها وتقول :
"إن لم أفعل كل هذا فماذا أفعل مثلاً ها ، حسناً ألم تقل لي أن أعتني به وأعتبره كأبني تماماً أم ماذا"



نظر لها بحنق ليقول باندفاع :
"لقد تراجعت عن كلامي لا تتدخلي به دعيه لوالدتي هي من تعتني به حبيبتي اتفقنا"



أنهى جملته بابتسانة لطيفة لتقول هي بامتعاض :
"حسناً ولكن لن أتركه وحيد عندما أكون أنا وهو بمفردنا بالمنزل بل سنلعب سوياً أنا وهو"



ابتسم باتساع وحرك رأسه موافقاً وما هي إلا ثانية حتى تحولت ملامح وجهه للغضب ليقول :
"ليلى ما الذي ترتديه ها"



نظرت لقميص نومها والذي كان بحمالات وقصير قليلاً لتقول :
"حبيبي ألا ترى ما أرتديه مثلاً إنه قميص نوم"



كز على أسنانه ليقول :
"أعلم بأنه لعنة ولكن لما ترتديه أمام ذلك الصغير"



نظرت له بعبوس لتقول بحنق :
"جبل كفاك تعجيزاً بي ، إن لم تكتفي سأعضك"



نظر لها بعبوس ليقول بإلحاح وغيظ :
"ولكنه قصير وفاضح ولونه مغري ألا تلاحظين بأن اللون الأحمر يجعلكِ مثيرة ، لما لا ترتدينه لي مثلاً ها ، لا ترتديه بعد الآن أمامه هل تفه.."



أسكتته بقبلة عميقة ولم تجعله يكمل كلامه الغير قابل للاستيعاب عندها ، تعمقا بقبلتهما ليصلان إلى ماهو أكثر من ذلك .....




        
          
                
End Flash back 1 ....



حقاً لم أكن لأعلم بأن غيرة زوجي المصون ستصل إلى هذا الحد ومن طفل صغير أيضاً .. للصراحة أنا لم أكن مراعية لهذه النقطة ولم أكن لأتوقع بأنه سيشعر بالغيرة من آدم ولكنني أصبحت أقل احتكاكاً بآدم عندما يكون جبل موجود .. أحاول دائماً أن أبتعد عنه أو أن ألاعبه وأسليه بالألعاب ومن دون أن أقترب منه مخافة من أن جبل يغضب أو يوبخني ويوبخ آدم .. لذلك كنت أختصر على نفسي هذا الشيء ولكن في الواقع وللصراحة كنت في بعض الأحيان أستغل هذه النقطة لصالحي .. فعندما أشعر بالغيظ منه او أغضب أو يستفزني جبل بأي شيء فوراً أذكره بآدم وأغيظه به .. وأحياناً أحمله وأقبله وأغيظ به جبل فقط لكي لا يفعل مايفعله بي مرة أخرى .. وبالفعل هذا مايحدث يتوب عن أشياء كثيرة ويحسب ألف حساب قبل أن يغيظني بشيء أو يستفزني أو يجعلني أغضب .. ومع كل ذلك حياتي جميلة جداً معه ومع آدم ومع عمتي التي أعتبرها كأمي تماماً ..



أتذكر عندما حملت بطفلي الأول منذ خمسة سنوات ومضت أشهر حملي بهدوء وبسعادة مطلقة من جبل ومن عمتي ومن آدم الذي فرح كثيراً لإنه سيصبح له أخت صغيرة يلاعبها ويسليها .. في يومها حقاً لم أكن أتوقع ردة فعله الجنونية عندما بدأت أصرخ بألم ووجع .. ولكنني أحببت فرحته وابتسامته الواسعة التي شقت وجهه عندما راى ابنته الصغيرة :



Flash back 2 :



عندما بدأت ليلى تصرخ من شدة ألمها ووجعها علم جبل بأن موعد ولادتها قد أتى ، لم يعلم كيف سيتصرف أصبح كالمجنون على زوجته ، من جهة ألم محبوبته ومن جهة فرحته بأنه سيصبح أباً بالفعل ، توجه بها فوراً إلى المستشفى وأصبح يصرخ بكل من يراه في طريقه من شدة فزعه عليها ، ليدخلونها فور إلى غرفة العمليات ويظل جبل واقفاً في الخارج منتظراً على أحر من الجمر ، وطبعاً كانت والدته معه وآدم أيضاً اللذان لحقا بجبل بعد قليل من الوقت ، ظل جبل على أعصابه يأخذ الرواق ذهاباً وإياباً وهو يلعن ويشتم بالأطباء والممرضين ، خرج الطبيب بعد قرابة النصف ساعة ليتوجه جبل بفزع ويقول بإلحاح :



"ها أخبرني كيف حالها ، هي بخير صحيح ، حسناً أريد أن أراها"



نظر له الطبيب بذهول ليقول :
"سيدي لم تلد بعد في الواقع ولادتها صعبة قليلاً فهي لا تتجاوب معنا"



نظر له جبل بغضب ليقول :
"ماذا يعني بأنها لا تتجاوب معكم هل هي كيمياء مثلاً أخرج الطفل أنت وانتهينا"



نظر له الطبيب بصدمة وابتلع ريقه ليقول بتوتر :
"ااا حسناً أنا فقط كنت.."



قاطعه جبل مندفعاً للداخل :
"حسناً حسناً أنا سأدخل لكي أراها"



أمسكه الطبيب من يده ليقول بسرعة :
"لا لا يا سيد لا يسمح لك انتظرها هنا ولن نتأخر انشاء الله"



نظر له جبل بحدة ليقول صارخاً بوجه الطبيب :
"واللعنة هي تصرخ مابها"



جفل الطبيب من صراخه لتجيب سلمى بدلاً من الطبيب :
"بني عزيزي مؤكد بأنها ستصرخ هذه ولادة امرأة وليست قطة اصمت قليلاً ولاتخف عليها ، ليلى قوية ولن يحدث لها شيء"




        
          
                
نظر لوالدته بقلق ليتنهد بيأس ومن ثم وجه نظره للطبيب ليقول بصراخ :
"هيا ادخل ماذا تتنتظر"



جفل الطبيب ليقول بتوتر :
"اا حسناً اكيد حسناً"



عاد الطبيب إلى عمله بينما جبل ظل يأخذ الرواق ءهاباً وإياباً والقلق ينهش به ، نظر آدم لجدته بحزن ليقول :
"جدتي ماما ليلى تثرخ وتتألم بثبب أختي الثغيرة أليث كذلك"



ابتسمت له سلمى بدفئ لتقول :
"عزيزي هذا مايحدث عند كل امرأة تنجب طفل لا تقلق ستكون بخير"



مضى قرابة الساعة ومن ثم خرج الطبيب لينتفض جبل ويقول :
"ها ماذا حدث كيف حالها"



ابتسم الطبيب باتساع ليقول :
"مبارك لك لقد انجبت فتاة كالبدر وهي جميلة و.."



قاطعه بصراخه :
"واللعنة أنا لا أسأل عن الصغيرة وإنما عن زوجتي أخبرني كيف حالها هل هي بخير"



نظر له الطبيب بذهول ليقول :
"اا أجل أجل كلتاهما بخير مبارك لك ياسيد جبل وأتمنى أن.."



قاطته جبل وهو يبعده عن طريقه ليقول بنفاذ صبر :
"ابتعد عن طريقي"



أبعده ودخل إلى غرفة العمليات بحيث ليلى كانت ممددة ومعالم التعب ظاهرة على وجهها ، اقترب منها بسرعة ليمسك يدها ويقبلها وهو يبتسم بينما هي بالمقابل تبتسم بتعب ، تحدث جبل بهدوء :



"أنتِ بخير حبيبتي"



ابتسمت بتعب لتقول :
"أنا بخير حبيبي لا تقلق"



دقائق ونقلوا ليلى إلى غرفة خاصة وجلبوا لها الفتاة ليبتسم جبل باتساع وهو يحملها ، كحال سلمى التي كانت تبكي من فرحتها لرؤية حفيدتها الصغيرة ، توجه جبل بابنته ليجلس بجانب ليلى التي كانت تبتسم بحب لزوجها وابنتها الصغيرة ، تحدث جبل :



"ماذا سنسميها"



ضحكت ليلى لتقول وهي تنظر لآدم :
"أريد آدم أن يطلق عليها اسم ويسميها"



ضحك آدم ببرائة وتوجه إلى ليلى ليهم بالحديث ولكن جبل تحدث باندفاع وغضب :
"ولما هذا الصغير سوف يسميها ها لا أريد هذه ابنتي أنا فقط"



قلب آدم شفته السفلى ببكاء وضحكت سلمى على غيرة ابنها الغير محدودة بينما ليلى تحدثت بعبوس :
"يا إلهي هل تعلم بأن عقل آدم أكبر من عقلك دع الطفل يسميها أووف"



نظر لها بغيظ ليقول :
"فليسميها اللعين هيا"



ابتسم آدم ليضع إصبعه على ذقنه ببراءة وهو يفكر ليقول بعد قليل من الوقت :
"أريد أن أثميها شهد"



ضحكت ليلى بسعادة لتقول :
"اسم جميل صغيري ، حسناً شهد الصغيرة اتفقنا"



صفق آدم بمرح بينما جبل أخفى ابتسامته ولم ينكر بأن الاسم قد أعجبه وأحسه لطيف أيضاً ....




        
          
                
End Flash back 2 ....



كانت تجربة الحمل لدي رائعة جداً بحيث حصدت اهتماماً مبالغ جداً من قبل زوجي .. فهو أصبح أكثر هدوء في فترة حملي وأكثر وعي بحيث أنه لا يجرجني ولا يصرخ بوجهي .. يحاول أن يخفف من غيرته علي فقط من اجل أن لا أضايق نفسي .. ومع وجود كتلة برائتنا ابنتي شهد أصبحت حياتنا أجمل وأجمل .. 



كان آدم دائماً ما يلاعب شهد ويهتم بها ويقول بأنها أخته .. كنت أراقبهما كيف يكبران أمام عيناي وقد دخل آدم للمدرسة في يوم أول عيد ميلاد لابنتي شهد وأصبح عمرها سنة .. كم كانت ومازالت بريئة بحركاتها وبرائتها الطفولية والتي سرقت قلب أبيها .. وطبعاً جبل لا ينفك عن قوله لها ليلى الصغيرة فهي تشبهني كثيراً بكل شيء .. بحركاتها وابتسامتها وتصرفاتها وكل شيء .. 



في الواقع وعند حملي الثاني الذي كان من ثلاث سنوات لم أكن أتوقع ردة فعله السلبية والذي كان سببها تافه جداً .. ولكن ماذا ستقولون عن عاشق يجيد حب التملك في كل شيء :



Flash back 3 :



في ذلك اليوم كانت ليلى تشعر بتوعك في معدتها وتشعر بالدوار ، لم تكن جديدة على أعراض الحمل في وقتها لذلك خرجت فوراً وأجرت تحليل للحمل وقد كانت النتيجة إيجابية ولها بحملها تقريباً شهر ونصف ، كانت تشعر بسعادة مفرطة إذ أنها سترزق بطفل آخر من زوجها وحبيبها ، وصلت إلى المنزل ولم يكن جبل في المنزل حينها بل في العمل ، كذلك والدة حبل لم تكن في المنزل وإنما أخذت آدم وشهد لكي تنزههما قليلاً ، استغلت الفرصة لتصعد إلى غرفتها وتجهز نفسها بحيث ارتدت أجمل مالديها وظلت منتظرة زوجها على أحر من الجمر لكي تخبرحه هذا الخبر المفرح ، ماهي إلا ربع ساعة حتى وصل جبل إلى المنزل ودخل إلى غرفته ليرى ليلى جالسة منتظرة إياه بابتسامتها اللطيفة ، بادلها الابتسامة ليتوجه لها ويحتضنها بقوة ، نظر لعيناها مباشرة وقال :



"هناك شيء تريدين إخباري به صحيح"



ابتسمت بلطف لتقول :
"وكيف علمت"



تحدث وهو ملاصقاً جبينه لجبينها :
"أنا أحفظ كل تفاصيلكِ وحركاتكِ ياأميرتي"



ضحكت بخجل لتذيب قلب ذلك العاشق ، لم تستطع أن تكتم أكثر من ذلك ، امسكت يده لتضعها على بطنها وتقول :



"سيصبح لنا ولدٌ آخر جبل"



نظر لها ببرود وظلت جملتها تتردد في عقله أي أنه لم يستوعب الفكرة بعد ، تحولت ملامحه لهجومية وغاضبة ليقول :



"كيف ذلك ليلى كيف"



نظرت له باستغراب ولم تتوقع ردة فعله الجنونية تلك لتقول بتهكم :
"مابك جبل ألم يعجبك أمر حملي ، ألا تذكر كيف فرحت عندما حملت بابنتنا شهد أم ماذا"



نظر لها بغضب ليقول :
"ولكنني لا أريد أولاد بعد الآن"



عقدت حاجبيها بخفة لتقول :
"ولماذا"




        
          
                
نفخ خديه بغضب ليقول :
"لا أريد وفقط"



ناظرته بغضب لتقول :
"ليس وحدك من يقرر بشأن الطفل ياجبل أنا فرحة به جداً"



تحدث بغضب الدنيا كلها :
"ولكن أنا لا أريده"



تنهدت بقلة صبر لتقول :
"أريد أن أعلم لماذا أعطني سبباً مقنعاً هيا"



أمسكها من معصميها بغضب ليقول بغضب وصراخ :
"أيتها المجنونة ألا تذكرين كم تألمتي عند ولادتكِ بشهد ، وغير ذلك شهد كانت ومازالت تأخذ كل اهتمامكِ وكل صحتكِ حتى أنك لا تتفرغين لي في بعض الأحيان ، وحتى آدم تعتنين به أكثر مني بينما أنا لا ، لذلك لا أريد هذا الطفل أن يأتي إلى هذه الحياة ، لن أدع هذا الذي في أحشائكِ يأخذ اهتمامكِ مني بعدما استعدته من جديد ، إنسي الأمر نهائياً"



نظرت له بذهول ولم تصدق بأن تفكيره سيصل إلى هنا ، كانت تريد أن تناقشه وتقنعه ولكنه لم يترك لها فرصة التحديث لإنه وببساطة رحل ..



قضت يومها بالبكاء والنحيب ، لم تستطع أن تنام طوال الليل وهي تنتظر عودته ولكنه قضى ذلك اليوم خارج المنزل ، إذاً حقاً موضوع حملها الثاني يؤثر عليه ويزعجه كثيراً ..



في اليوم التالي استيقظت ليلى على ضربات خفيفة على وجهها ، عقدت حاجبيها بانزعاج لترى ابنتها شهد أمامها ، ابتسمت لها باتساع لتقول :



"شهدي صغيرتي صباح الخير"



تحدثت شهد ببرائة :
"ثباح الخيل مامي"
(صباح الخير) 



ابتسمت لها لتنهض بنصف جسدها وإذ بجبل يدخل عليهما ، ناظرهما بابتسامة وقد كانت معالم الإرهاق والتعب ظاهرة عليه ، تنهد بقوة ليتوجه لهما ويفتح ذراعيه لشهد بحيث انقضت عليه فوراً بسعادة ، قبلها من وجنتها ليقول :



"كيف حالها صغيرتي"



ابتسمت له ببرائة لتقول :
"بخيل"
(بخير)



ابتسم لها ليهسهس في أذنها أن تذهب لكي توقظ أخيها وبالفعل تحركت شهد للخارج ليبقى جبل برفقة ليلى ، أستدار لها ليجلس بجانبها بينما هي ناظرته ببرود وهمت بالنهوض ولكنه منعها ليقول :



"مابكِ"



تحدثت ببرود :
"أريد أن أغسل وجهي"



تحدث بابتسامة :
"لا داعي سأجعلكِ تتنشطين دون أن تغسلين وجهكِ"



نظرت له بعبوس لتقول :
"ابتعد عني أنا لا أريد أن أحدثك"



نظر لها نظرة الجرو ليقول :
"أنتِ تظلميني هكذا أنا بريئ مسكين يا أنا"



لم تستطع أن تخفي ابتسامتها على جملته اللطيفة ، اتسعت ابتسامته عندما رأى ابتسامتها ليقربها إليه ويقبلها من وجنتها ليقول بهمس :



"أعشقكِ يافتاة"



نظرت له بتكبر لتقول :
"أعلم"



عبس بوجهه ليقول :
"فقط هكذا"




        
          
                
نظرت له نظرة جانبية ولم تتحدث وقد فهم عليها جبل ، تنهد بقوة ليمسك يدها ويقبلها قبل متتالية ويقول :
"كل شيء منكِ جميل ، أتمنى أن يكون الذي في بطنكِ فتاةٌ جميلة وتشبهكِ أيضاً ، أريد نُسخ كثيرة منكِ"



نظرت له بتفاجئ وما لبست حتى ابتسمت بسعادة واحتصنته وهي تصرخ بسعادة ، بادلها الحضن ومن ثم أبعدها قليلاً ليكور وجهها بين يديه ويقول :



"أنا أسف حبيبتي لم أكن مستوعباً مايحدث لي في البارحة سامحيني"



نظرت له بحب لتقول :
"أعلم حبيبي وانا لست حزينة منك أبداً"



أراد أن يقبلها ولكنها ابتعدت وهي عابسة بوجهها لتقول :
"جبل ابتعد لا وقت لدينا الآن"



تحدث بحزن مصطنع :
"أريد تعويضاً"



نظرت له بتعجب لتقول :
"تعويض ماذا"



تحدث بمكر :
"بذمتكِ ألم تريدين البارحة أن تكافئيني بعد أن تخبريني بموضوع حملكِ"



نظرت له بذهول ومن ثم ابتسمت بخجل ولم تتحدث ، اتسعت ابتسامته ليقول ضاحكاً :
"أرأيتي ، أنا خطير"



نظرت له بمكر لتقرصه من وجنته وتقول :
"أعشقك أيها الخطير"



ابتسم بخبث وهمهم لها ومن ثم وبحركة مفاجئة امتلك شفتيها بقبلة عميقة جعلتها تذوب مستسلمة له بقلبها قبل عقلها ....



End Flash back 3 .... 



ااااه وألف ااااه إذ أنني لم أستطع أن أحتفظ بهذا الطفل لإنه جرت مشيئة الله علينا كلنا .. إذ أنني وقعت من على السلالم بعد شهران من حملي وأجهضت الجنين .. لم أعلم كيف ومتى اختل توازني لأقع هكذا .. في وقتها جبل انعمت عيناه من المنظر .. نهص إلى بفزع وانطلق بي إلى أقرب مستشفى وهناك اكتشفنا بأنني قد أجهضت الطفل .. لم أنكر بأنني حزنت وكثيراً أيضاً ولكن حزن جبل كان أكبر من حزني بمئات المرات .. إذ أنه حزن جداً وشعر بالندم يفتك به مع أنه لا ذنب له بكل ماحدث وإنما هي مشيئة الرب ولا ذنب لكلينا بذلك .. 



ولقد مرت الأيام ونحن الاثنان لازلنا نذكر بعصنا بأن الله قد أنعم بوجود آدم وشهد معنا .. فإن كان الله قد ابتلانا بخسارة طفلنا فهو بالمقابل قد أنعم علينا بوجود أولادنا الاثنان بيننا .. 



هي أيام وتمضي ولكن كل يوم يأتي علي يكون أجمل من السابق .. حتى وإن كان هناك شجارات ومشاكل ولكن كوني برفقة رجلي وسندي فهذه السعادة المفرطة والحياة المثالية التي أحلم بها .. 



لا أنكر بأن جبل قد تغير ليس منذ عودتي إليه بل من قبل ذلك .. فهو قد ساعد نفسه بنفسه وتخلى عن أوامره وتحكماته وغيرته الجنونية بشأني .. أجل لم أكن برفقته مع انني كان يجب علي أن أكون بجانبه وبرفقته لكي ادعه يتخلص من حب التملك هذا ولكنني لم أكن .. وقد كانت نقطة لصالحي ولصالحه في مسألة تغيره الكبير والذي شهدت عليه أنا بنفسي .. فهو لم يعد أبداً كما كان .. حسناً غيرته العمياء مازالت كما هي ولكن أيضاً لقد تنازل عن عدة أشياء وقام بإلغائها من قاموسه .. مثلاً تدخله في ملابسي أو وضع مساحيق التجميل أو الخروج بمفردي أو أنا والأولاد .. وأجل بالمناسبة لقد افتتحت معرض لـ اللوحات والصور التي أبدع وأتفنن بها أنا بنفسي .. وزوجي هو من عرض علي هذه الفكرة من بعد إنجابي لشهد وكان هو من يدعمني ويمد لي يد العون ويساعدني في كل شيء .. وأيضاً عمتي لم تقصر بمساعدتي وكانت تعينني بتربية شهد وهي من كانت تعتني بآدم .. 




        
          
                
طبعاً أيضاً مؤكد بأنكم تتسائلون عن أحوال صديقتاي سناء ورهام .. في الواقع وأنا أعلم جيداً بأن أمر سناء لا يهمكم كأمر رهام .. حسناً حسناً لا بأس .. 



سناء لقد تمت خطبتها منذ عودتي إلى زوجي المصون ومن ثم تزوجت وسافرت إلى ألمانيا ولم أعد أراها ولكنني أتواصل معها بين الحين والآخر .. أما عن رهام فهي وبعد معاناة كبيرة وبعد عودتي لزوجي بسنة هي عادت لزوجها زيد .. عادت لتنير حياته وقلبه المهجور .. عادت لكي تسكنه في قلبها الذي شقي وتعب كثيراً في بعده عنها .. لم أكن أتوقع أن تصل قصتهما إلى هنا ولم أكن أتوقع أن أرى رجلاً مثل زيد بهذا القلب النقي والصادق .. ولقد علمتم بأنها قد رزقت بطفل وأسمته ميار وهي الآن أصبح لديها فتاة جميلة أيضاً وقد أسمتها نغم وعمرها ثلاث سنوات الآن .. لقد قرر زيد ورهام أن يتقدمان في حياتهما وينسيان كل شيء متعلق بالماضي وهما الآن في أشعد سعادتهما وطبعاً بوجود طفليهما فهذه هي الحياة المثالية التي تمنياها والتي يعيشانها في السابق وفي الوقت الحالي وأتمنى إلى الأبد .. 



بالطبع تتسائلون كيف لي أن أعلم بأحوال رهام وجبل هو من منعني عن رهام .. ولكن سأقول لكم بأنه حتى بهذه الفكرة لم يعد يتدخل وإنما احترم رغبتي واحترم كل شيء أريده .. وفي الواقع لقائي مع رهام كان بالصدفة .. تقابلنا بالصدفة وتلاقت أعيننا لتحكي الكثير والكثير من الاشتياق لأيام صداقتنا بحلوها ومرها .. لم أصدق في حينها أن هذه التي أمامي هي رهام فقد تغيرت كثيراً وأصبحت أكثر جمالاً وأكثر إثارة .. 



في يومها عادت صداقتنا وعادت أيامنا متمنين لو أن سناء معنا وقد قصت علي كل ماحدث معها وحدثتني بكل شيء حدث بينها وبين زوجها ..



هناك مقولة شهيرة هي :
أن يكون الرجل أول حبيب للمرأة هذا لا يعني شيئاً ينبغي أن يكون حبيبها الأخير ففي ذلك كل شيء .. أجل لقد كنت لزوجي حبه الأول ومازلت حبه الأول وسأظل هكذا إلى الأبد .. 



الآن زوجي أصبح عمره أربعون عاماً .. ذلك الرجل الذي مازال وسيماً والذي كلما تقدم في العمر أكثر يصبح أكثر جمالاً ووسامة .. تأتيني أوقات ويأتي على بالي أن أحتجزه في الغرفة وأغلق الباب عليه فقط لكي لا أدعه يخرج ويرونه الفتيات .. غيرتي عليه الآن أصبحت قاتلة بحق .. فمن التي تملك رجلاً بوسامته يحق لها أن تغار عليه إلى هذا الحد .. 



طبعا آدم طفلي والذي اعتبره حقاً طفلي وأنا من ولدته .. لم أميز بينه وبين شهد أبداً .. كلاهما أعاملهما نفس المعاملة .. كذلك جبل يعاملهما نفس المعاملة ويحبهما بنفس المقدار .. الآن آدم أصبح عمره أحد عشر عاماً بينما شهد أصبح عمرها خمسة أعوام .. لم أدخلها إلى المدرسة بعد ولكن سأفعل في السنة القادمة .. 



"هو كل رجال العالم بنظري
أما الحب فأنا أعيشه معه .. أحياه كأنني لم أعرف من قبله الحب "




        
          
                
وبالفعل لم أعرف الحب إلا برفقة زوجي ورجلي جبلي .. كنت وسأظل أكتب عن حب زوجي لي وعن حبي له وعن عشقنا اللامتناهي وعن حياتنا المثالية التي نعيشها وبرفقتنا أطفالنا .. الآن وفي الواقع أنا أحمل خبراً مفرحاً لزوجي المصون وأنا متأكدة بأنه سوف يطير فرحاً ...



دخل جبل إلى الغرفة ليرى ليلى تخط بدفترها كتابات يجهلها ، حسناً هي شعرت بدخوله مع أنه دخل دون أن يصدر حركة ولكنها علمت بأنه خلفها ، وكيف لا وهي من تشعر به وإن كانت هناك مسافات كبيرة بينهما ، استدارت له بابتسامتها الواسعة قبل أن يصل إليها ، ابتسم باتساع عندما رأها كيف شعرت بوجوده ليحتضنها بقوة ويشم رائحتها التي تذهب بعقله ، ابتعدت عنه لتناظره بابتسامة محبة وما لبثت حتى انتبهت لهندامه لتعبس بوجهها وتقول :



"جبل كم من المرات قلت لك أن لا ترتدي الأسود هذا اللون يجعلك مثير جداً"



ابتسم ليقول بشغب :
"في الواقع زوجتي لم تعد تغازلني لذلك أرتدي أجمل ما لدي لكي أسمع المغازلات من الفتيات الجميلات"



نظرت له بحدة لتتحدث بغضب :
"جبل سأعلق مشنقتك"



ضحك ضحكة رنانة ليقرب وجهه من وجهها ويقول :
"أعشقكِ وأعشق غيرتكِ وأعشق كل شيءٍ بكِ"



لم تستطع أن لا تبتسم بحياء وخجل على كلامه ، نظر لها بحب ليردف لها متسائلاً :
"ما الذي كنتي تكتبيه في هذا الدفتر"



تحدثت بابتسامة محبة :
"أكتب كم أنا أحبك وأعشقك"



ابتسم باتساع ليقترب ويقبلها قبلة عميقة وشغوفة ، لم تستمر قبلتهما أكثر من دقيقة ليبتعد عنها وتبتسم هي بحب وتقول :



"لدي خبرٌ مفرحٌ لك"



رفع حاجبه ليهمهم باستمتاع ويقول :
"وماهو يا أميرتي"



ابتسمت بحب لتقول :
"أنا حامل"



نظر لها بصدمة ولم يستوعب ما قالته ، هذه الكلمتان تتردد في عقله وهو غير مستوعباً أبداً ، ابتلع ريقه ليقول :



"هل أنتِ جادة أم أنكِ تمزحين ليلى"



اتسعت ابتسامتها لتقول :
"حبيبي صدقني أنا حامل وفي شهري الثاني أيضاً"



ضحك بسعادة ليحملها ويدور بها وهو يصرخ بسعادة وقلبه يطرق بقوة من فرط السعادة التي هو به ، حقاً هذا ماكان يتمناه من بعد ما أجهضت ليلى بحملها الثاني والآن هي حامل إذا هو الآن أسعد رجل في الدنيا ، توجه بها إلى السرير ومددها ليعتليها بحيث لا يضايقها ليبتسم بحب ويقول :



"أتعلمين كم أنني فرحٌ ومسرور الآن"



ابتسامة عاشقة نمت على شفتيها لتقول وهي تعبث بلحيته :
"أعلم حبيبي وأنا أيضاً فرحة جداً"



أراد أن يقترب ليقبلها ولكن أحدهم كان يطرق على الباب ، كز جبل على أسنانه ليصرخ قائلاً :



"من اللعين الذي وراء الباب يا إلهي ماهذا"



ضحكت ليلى بخفوت لينهض جبل ويفتح الباب وإذ به يرى آدم وشهد ينظران له ببرائة ، عقد حاجبيه ليقول :
"ماذا تريدان"



تحدثت شهد ببرائة :
"أنت وماما كنتما تصرخان نريد أن نعلم لماذا"



نزل إلى مستواها وأخذ وضعية القرفصاء ليعقد حاجبيه ويقول :
"لما الحشرية أيتها الصغيرة"



ضمت يديها الصغيرتين إلى صدرها لتقول :
"هذا من بعض ماعند مامي يا بابا الوسيم ، هيا ابتعد"



نظر لها بذهول وراقبها بابتسامته الواسعة وهي تتخطاه لكي تدخل ، أيضاً دخل ورائها آدم ولم يكترث لجبل ليدخل جبل ورائهما ويضع يديه في جيوبه والغيرة تأكل به من آدم وشهد اللذان محتضنتهما ليلى بسعادة ، أرادت ليلى أن تخبرهما بشأن حملها ولكن جبل تدخل ليتحدث بغيظ وهو يبعد شهد وآدم عن ليلى ليقول :



"ابتعدا ابتعدا هيا والدتكما حامل لا يجب أن تتعبانها"



صرخ الطفلان من سعادتهما وفرحا كثيراً بشأن حملها ، تقدمت شهد من والدتها وقبلتها على وجنتها كذلك آدم تقدم منها وقبلها على وجنتها ليقولان بصوتٍ واحد :
"مبارك لك مامي"



ابتسمت ليلى باتساع بينما جبل شعر بالغيظ ليقول وهو يبعدهما عنها :
"أجل أجل فهمنا هيا اخرجا من هنا هيااا"



صرخ في آخر جملته ليخرجان اثناهما من الغرفة وهما يضحكان لينزلان إلى جدتهما ويخبرانها بالأمر ، دقائق وعادا لجبل الذي كان سيشق نفسه منهما ليخبرانه بأن العشاء جاهز ، وماهي إلا دقائق أخرى حتى هبط جبل وبرفقته ليلى إلى الأسفل لكي يتناولان العشاء ، جلسوا جميعهم على مائدة الطعام وباركت لهما سلمى بشأن حمل ليلى وقد فرحت كثيراً بالخبر ، لم يخلوا الجو من اللمسات والغمزات من قبل جبل لـ ليلى وهو يبتسم بمكر ويحرك رأسه بتوعد بين الحين والآخر لها .. 



بعد ساعة من الوقت كان جبل وليلى في غرفتهما وبحيث كان الجميع نائماً بغرفته ، اقترب منها بابتسامة عاشقة ليقبلها من جبينها ويبدأ بمغازلتها كالعادة بكلامه المعسول والذي لا ينتهي ، وقضيا أجمل ليلة في حياة كل منهما .. 



بعد عدة ساعات
كانت ليلى نائمة بهدوء على سريرها ، بينما جبل لم ينم ولم يفعل شيء سوى أنه يتأمل زوجته وحبيبته وابتسامته العاشقة لم تختفي من على وجهه ، ظل يتأملها ويملس على شعرها بهدوء ليبتسم وهو يتذكر أيامهما في الماضي كيف كانت ليقول :



"أرهقني عشقها
ولكن عشقها هذا كان أجمل ماحدث في حياتي .. بها ومعها تعلمت كيف المرء يعشق بصدق .. وهي التي أنيرت حياتي بوجودها وبجانبي .. وسأستمر في عشقها إلى ما لانهاية ... وأفخر بعشقي الذي جعلني أرسم غباشاً على عيني كي لا أرى إنسانة غيرها أو سواها .. أعشقكِ حبيبتي"



النهاية



تمت بإذن الله



____________________________________



السلام عليكم
وهيييي النهاية 



بتشكركم على دعمكم وحماسكم وتعليقاتكم المشجعة والحلوة متلكم



دمتم بأمان الله ❤❤




        


google-playkhamsatmostaqltradent