رواية اسرار الماضي لبنت ناس الفصل الرابع والعشرون 24 - بقلم رينا الهادي
بسم الله الرحمن الرحيم
اسرار الماضي لبنت ناس
بقلم / رينا الهادي
الجزء الثاني الفصل الرابع والعشرين
وقفة آصحاب (٢٤ )
أغلقت نهر البوابة وهي تنظر للحشد الواقف أمامها بذهول التلفت إلي سيدة تقول لها ألف سلامة علي أمك يا بنتي ربنا كبير و هيقومها بسلامة لتومئ لها نهر و هي تكتم غضبها من مصطفي و حزنها علي أمها إلتقطت إيشارب أمها و دخلت المطبخ أشعلت فرن البوتجاز و وضعت الإيشارب إنتظرت قليلا و هي تراة يحترق تنهدت بألم .
دخلت غرفة أخيها و بصوت هادئ: إية اللي حصل يا عمر؟ مش معقول البلد مجتمعة برة وإنت ما خرجتش .
عمر : همتحن بكرة و بابا هيجي ياخدني أعيش معاة .
نهر بعدم إستيعاب : لية مش إنت عارف إن آنة تعبانة و المفروض نكون جنبها نقويها ؟
عمر : ما إنت معاها و أنتم مش بتهتموا بيا وعلي طول مع بعض .
نهر : وضع مؤقت علي ماما تخف وأنا باجي كل يوم أراجع معاك و أشرح لك اللي مش فاهمة .
عمر : و خلاص آخر يوم إمتحانات بكرة افضل محبوس هنا , هروح عند بابا هو كمان أخد إجازة أقعد مع ستي شوية ومع عمي و مرآة عمي أو حتي أروح العب مع إبن ورد وفية عيال كتير العب معاهم كورة .
نهر : عووووومر إتعدل وإنت بتتكلم معايا , كل دول كانوا موجودين و ماكنتش بتحب تروح بالعكس كنا بنحايل فيك تروح يوم الجمعة أو السبت مالك بقي خليك واضح معايا أحسن ؟
عمر : مش عاوز أعمل عملية فهمتي أنا بخاف من الحقنة و جسمي لسة صغير علي إني اتبرع .
نهر أدركت أن مصطفي من قال لة ذلك : وإنت متخيل أننا ممكن تجبرك تعمل عملية أنا إللي هتبرع لأمي يا عمر أنا أولي بيها أنا الكبيرة , أنا أنا مش إنت إحنا أصلا بنخاف ناخدك معانا علشان ماتتعبش آنة خبت عنك علشان ماتقلقش مع إنك المفروض لوحدك تفهم من ضعفها و قلة حركتها و مع ذلك إن حد يتبرع لها هيكون في حالة أن العلاج ما جبش نتيجة ودة لسة ما إتحددش.
دخلت رقية عليهم : خلاص يا نهر هو أحسن أنة يروح مع باباة الفترة دي علي الأقل مش هنكون حاملين همة أو خايفين علية و هو لوحدة , خصوصا الله أعلم إحنا هنضر لأية بعدين إنت كمان تعرفي تركيزي في مذاكرتك خلاص الإمتحانات علي الأبواب , إتفضل شوف وراك إية تذاكرة ذاكرة و معليش نهر إستريحي شوية و خدي شور و أبقي راجعي معاة ساعة كدة .
عمر : لا مش عاوز هذاكر لوحدي المادة سهلة تجهز لي الشنطة بس .
نهر بغيظ : شوف إية المهم اللي عاوز تاخدة طلعة علي السرير وأنا هرتب لك الشنطة .
إنقضي اليوم و في اليوم التالي آتي مصطفي لأخذ عمر و نهر جهزت لة ثلاث شنط .
دق مصطفي البوابة لتفتح نهر و هي معها شنطة وعمر شنطة .
نهر : لسة فية شنطة جو هدخل أجيبها .
مصطفي : لية كل الشنط دي إنتم ناويين ما يرجعش تاني ولا إية ؟
نهر : آوامر آنة ياخد كل إللي هو عاوزة و هو جمع الحاجات إللي في الشنط قال عاوزها مش زي ما كان جاي بشنطة وكتب المدرسة يا ريت بس تبعت الشنط دي بنحتاحها في السفر .
مصطفي : فين رقية ؟
نهر : نايمة .
مصطفي : طب صحيها .
نهر : لأ لأنها لو عاوزة تقابلك كانت صحيت هي عارفة هتيجي إمتي ثم إن حضرتك خلاص فرجت عليها البلد إمبارح, ولا فية عرض تاني النهاردة ؟
مصطفي: إتعدلي وإنت بتكلميني يا نهر وإلا .
نهر بسرعة : و إلا إية هتفرج عليا أنا البلد ولا هتتهجم عليا , بص يا أستاذ مصطفي خد إبنك و إتكل علي الله عندي مذاكرة و ترويق و غسيل .
مصطفي : روحي هاتي الشنطة الثالثة (نظر لعمر ) وإنت روح ودع ماماتك (وهمس في أذنه بعد أن انصرفت نهر ( وقول لها بابا عاوز يتكلم معاك كلمتين .
بعد قليل أتت نهر بالحقيبة و خرج عمر ليقول لوالدة : ماما بتقول تعبانة شوية النهاردة و أبقي إبعت واتس لو عاوز حاجة .
نهر : خالي بالك من نفسك عمر معاك رقمي و رقم آنة لو عوزت حاجة إبقي كلم حد فينا .
أخذ مصطفي إبنة و هو في غاية الغضب فما هذة السهولة التي أخذ بها عمر و لما لم تقابلة رقية هل هي بالفعل مريضة ام أنها لا تريد مقابلة بعد ما فعلة بها أمس و تعريتة لراسها أمام الناس .
عرفت كلا من أنهار و رانيا عن مرض رقية فلم يعد بيت في القرية إلا و علم بمرضها و ذهبوا سريعا بعد معرفتهم إليها.
رانيا بعتاب لنهر : أنا بقالي شهرين يا نهر بفكر أنا عملت أية علشان تبعديني عنك كنت حاسة إحساس وحش قوي إحساس إني خلاص مش مرغوب فيها لا من صحابي ولا أهلي إنت عارفة بابا شايف إني هايفة وأمي مشغولة مع اهلها و اولاد إخواتها هو مش يا خالتي كنتي بتقولي أننا زي بناتك لية نعرف من برة بتعبك ولا هو كلام و خلاص .
رقية : التعب مش حاجة كويسة يا رانيا و نهر كان قصدها إنها تخلي البيت هادي و تريحني و في نفس الوقت إنتم تركزوا لأن هيا أصلا مذاكرتها قلت و كانت مشغولة بعمر وبيا و كمان بتشغل شغلي لكن ابدأ ما كنش أستغني عنكم .
رانيا : أنا معدتش بروح المدرسة هاجي من الصبح لبليل , و إياك يا نهر تقولي روحي ذاكري في بيتكم تاني ورحمة أبوك ما تبعديني تاني دة حتي أنهار ولا سألت فيا .
أنهار : يا بنتي ما أنا زيك و الله , يا خالتي لو ما كانش عندي أخوات ولاد كنت قولت لرانيا نذاكر مع بعض دة أنا أمي مطلعة عيني في البيت و لا كاني ثالثة ثانوي عاملة حسابها علي إني هتجوز و مش مهم كلية كنت بذاكر هنا علي حس نهر أنا هاجي كل يوم من بعد الظهر إن شاء الله و أركز شوية باقي شهر و هنساعدك يا نهر في شغل البيت .
رانيا : و إحنا إللي هنتسوق يا خالتي نهر من دلوقتي للمذاكرة و هنساعدك يا خالتي لو عاوزة حاجة إحنا تربيتك برضوا بس اليوم اللي هتسافري الكيماوي بس مش هنسافر معاك و هنركز كلنا في المذاكرة و مش هنعمل دوشة بس أنا بذات يا خالتي مش عاوزة أطرد تاني .
نهر : إنت هتمثلي أنا طردت حد كل اللي قولتة يا بنات كل واحدة تذاكر بعد كدة في بيتها علشان دة آخر ترم وعاوزين نركز .
رانيا : مش طرد دة يا خالتي؟ والله أخدت علي خاطري ولسة واخدة بس عزراك أنا هقوم أروق المطبخ واطلع فية غلي منك و لما أهدي هبقي آجي أتشاكل معاك و آة يا خالتي زيارة أستاذ مصطفي كل البلد بتحكي عنها وكنت حافظة حاجة كدة بتعبر عنة .
رقية : شعر؟ نهر بهتت عليك جامد قولي يا ستي .
رانيا : بَرَزَ الثَعلَبُ يَوماً في شِعارِ الواعِظينا فَمَشى في الأَرضِ يَهذي وَيَسُبُّ الماكِرينا
وَيَقولُ الحَمدُ لِله إِلَهِ العالَمينا يا عِبادَ اللَهِ توبوا فَهوَ كَهفُ التائِبينا
وعلشان ما أطولش عليكم بيقول بعديها بكذا بيت
مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً أَنَّ لِلثَعلَبِ دينا
رقية : عاوزة تقولي مصطفي مكار زي التعلب
رانيا : أستاذ مصطفي جة هنا و فرج الناس عليك صح يا خالتي؟ لكن نزل من نظر الناس كلها كان قاصد يقول أنة بيحمي إبنة وأنك ممكن تكوني عاوزاة يتبرع لك بس الناس كلها عارفاة من أيام ما كان بيدرس هنا أنة عاوز يبان الأب والزوج الجدع بس الكل عارف إن إنتماؤة لنفسة وبس وبكرة هيبعت لك عمر تاني متخافيش يا خالتي هو ما يقدرش يتحمل مسئولية حد .
علي جاء بعربتة و أخذ رقية و نهر وأصر أن يستريحوا معة في شقتة في يوم الكيماوي رغم أن رقية لم تنتظر دور وثاني يوم أوصلهم إلي بيتهم .
إنتصار وعبد الله كانوا يتناوبون في زيارة رقية وعبد الله بخفة دمة كان يضحك رقية إلي أقصي حد وأحياناً في إمتحانات نهر كان يصمم أن يبيت هو مع رقية و معة كتبة أحست رقية بالارتياح من وجود كل ذلك الحب والاهتمام من علي وعبد الله وإنتصار وصويحبات نهر و حب وتعب نهر أحست باهتمام الجميع مع قلق إيمري عليها لأن صوتها في كثير من الأحيان كان غريب علية لكنة طمن نفسة في النهاية أن السنة علي مقربة الإنتهاء و سوف تسافر سينام لنهر قريبا .
قضت الثلاث فتيات الأيام الأخيرة من الثانوية العامة والامتحانات عند رقية و كانوا يتناوبون علي رعايتها
بمجرد أن ٱنتهت نهر من الإمتحانات ثاني يوم أتت سينام التي كانت تعرف بعض من العربية بسبب وجودها كل إجازة بمصر و فاجأت نهر ورقية بزيارتهم في البلد و تفاجاءت هي الأخري بحالة رقية و سقوط شعرها.
الحوار بالتركية
سينام : أرادت ا ن أفاجاكم بانني أستطيع القدوم دون مساعدة و أكون معكم عند ظهور نتيجة نهر لكن في الحقيقة أنا من تفاجئت علمت الآن لما الكلام بدون كاميرا آنة .
رقية : أنا بخير مجرد إختبار من الله و سنجتازة جميعا .
سينام : أعلم إنك قوية آنة وأعلم لما أخفيكم لكن لن اسامحك إن لم تحاربي هذا المرض فنحن بحاجة إليك أنا و نهر نحتاج آمنا بجانبنا في فرحنا وحزننا .
نهر : كنا خائفين عليك لانك كنتي في امتحاناتك .
سينام : و هل مرضت في إمتحاناتي بالتأكيد مريضة منذ زمن علي الأقل ثلاث شهور أليس كذلك .
رقية : ما الداعي للتتركي دراستك وتأتي هل ستاخذين عني بعض الألم بالطبع لا, لكن أنا سأكون قلقة عليك عموما ذلك لن يمنعني أن أعرف كيف كانت إمتحاناتك .
سينام : جيدة بالطبع لن أكون من الأوئل لكن سأجتاز السنة .
نهر : لتستريحي ثم تبداي يومك معنا تعالي معي لتنامي .
سينام : أريد أن أخذ شاور أولا .
نهر : بالطبع الحمام جاهز و ساخرج لك قميصا من عندي .
سينام بضحك : حقا و كالعادة القميص يكون عند ركبتي .
نهر : ليست المرة الأولي ولن تكون الاخيرة .
سينام : أحس إنك تختارين تلك الموديلات الواسعة كي تدخل بي .
نهر : إنت طويلة فقط لكن تحافظين علي وزنك والموديلات عندنا واسعة اننا قريبون من المحلة الكبري معقل صناعة النسيج .
ما هي إلا دقائق بعد أن دخلت سينام للنوم حتي علا هاتف رقية باسم إيمري لتفتخ رقية بضيق وتقول : لحفتي تبلغي والدك يا سينام .
ردت رقية .
إيمري بادر بالقول : أنا غاضب منك عائشة ظننت أننا أخوة ما هذا الذي سمعت من سينام
رقية : إنت كذلك إيمريعندما تمرض و لم أرد أن أقلقكم علي ما فائدة أن تقلقوا أنا ساكون بخير كما أن نهر و صديقاتها يهتمون بي لا تقلق سإجتاز الوضع .
إيمري : ساكلمك فيديو كي أطمن بنفسي لا تقولي أن الكاميرا معطلة .
رقية : لا ليست معطلة لكن لا اريد من فضلك إيمري .
إيمري : أنا لست غريبا إنت ام إبنتي وأنا اعتبر نهر إبنتي صحيح لا اتفاعل معها كتفاعلك إنت مع سينام لخجلها الكبير .
رقية: أنا لا أخجل لكن أخشي أن تنصدم تعرف مصطفي آتي إلي قبل شهر و خطف و شاح راسي و رآني كثير من سيدات البلدة بشعر خفيف لم أخجل المرض لا يخجل لكن أعرفك إيمري إنت من الظاهر قوي لكن من الداخل لست كذلك .
إيمري : لا أستطيع أن أتخيل قبح أفعال هذا الرجل ولا أستطيع فهم موقفك لما لا تتطلقين منة لن أهدر وقتي بكلام عنة كيف تعملي وإنت بهذا الحالة لما تهدرين صحتك .
رقية : نهر من تقوم بالعمل إيمري أنا اراجع فقط عليها هي أصرت أن تعمل كل ما تبعثة لنا من عمل قالت مبلغ العمل سيساعدنا لا نريد أن يساعدنا أحد .
إيمري : تعمل و تدرس و تراعيك هي فتاة رائعة عائشة أنا أحترمها كثيرا أتمني أن تكون الأولي هذا العام كما هي دائما .
رقية : لا أظن لا تستريح إلا قليل و أيضا لم يكن لديها وقت كاف للمذاكرة إلا من وقت قريب لكن سادعوا لها .
إستطاعت رقية أن تثني إيمري بالسفر اليهم بحجة أنها لا تريد أي أقاويل عليها هي و ابنتها في البلد الريفي التي تقطن بة مع طمانتة أن سينام ستقضي هذا الصيف معها هي ونهر ولن يذهبوا إلي فندق أو منتجع ككل عام حيث تعمل نهر كل عام و سينتظرون النتيجة و التنسيق و ما إلي ذلك ووعد منها انها ستطمانة كلما حانت الفرصة لذلك .
ظهرت النتيجة بعد عددة أيام لتكون أنهار ورانيا من الاوائل ككل عام لكن نهر نقصت بعض الدرجات لتكون في المرتبة الخامسة علي المدرسة و لاول مرة منذ دخولها المدارس حزنت رقية لأنها أحست أنها السبب في إنخفاض مستوي إبنتها الدراسي فلولا مرضها لكانت الأولي ككل عام .
رقية : أنا آسفة يا نهر عارفة إني شغلتك بمرضي وشغلي و إنك ممكن ما تلحقيش كلية هندسة .
نهر : ربنا مش بيجيب حاجة وحشة أنا هعمل إية أنا بهندسة أو غيرها لو إنت تعبانة إن شاء الله تعبنا يجي بخير ويكمل شفاك ان شاء الله عاوزين المرة الجاية نعمل تحليل نشوف العلاج جاب نتيجة ولا هنعمل العملية .
رقية : إنت متخيلة إني ممكن أخد منك نخاع حتي لو التحاليل أثبتت إن خلاياك تنفع معايا .
نهر : وإنت متخيلة إني ممكن أعرف أعيش من غيرك تبقي واهمة يا رقية إحنا روح في جسدين لو روح راحت للي خالقها الجسدين مالهموش قومة , قدامك حلين يا تشدي حيلك كدة و تحاربي و تخفي لاتبرع ليك غصب يا روووقة مش كل شئ بمزاجك فية حاجات هتكون غصب انا مش بس أتبرع بجزء مني أنا أديك روحي لأن ما فيش لازمة لحياتي من غيرك .
إحتضنتها رقية بقوة و هي تبكي : ان شاء الله هخف ومش هحتاج عملية انا حاسة بكدة انا بتحسن ونفسيتي الفترة اللي فاتت كان كويسة جدا وأنتم كلكم محاوطني واثقة ان ربنا هيجبرنا عاوزين نحتفل النهاردة انا هتصل بموبيل انتصار و إنت إتصلي بصحباتك هنسهر النهاردة كلنا مع بعض للصبح و ناخد ثواب في سينام و نعلمها حاجة تنفعها .
نهر بمرح : ناوية علي اية يا رووقة ؟
رقية : هنخربها شرب ! عصاير طبعا علشان دماغك ما تروحش بعيد و كيك و رقص و لعب و غني هيكون يوم شقلبظات .
نهر : هو إنت عمرك رقصتي بلدي او شرقي ؟
رقية : اييييييية يا بنتي رجعتيني للذي مضي دة انا عندي ليونة هبهرك ( أخفضت صوتها ) أبوك كان بيحب الرقص الشرقي موووت و يمسك العصاية و يقوم يشجع كنت البس جلابية و هو يشغل إنت عمري أو جانا الهوي أو حتي عداوية لعلمك أنا شوفتك كذا مرة بترقصي قدام المراية إنت كمان بس ما برضاش أكسفك أصلها جينات .
نهر بضحكة : أيوة أيوة وأنا اقول مالة وسطي بياكولني لية علي أي أغنية مهيبرة .
رقية : دة علي اساس إنك مش بترقصي مع الاطفال في الفندق ولا ٱتعلمتي فالس و رومبا .
نهر : لا لكن الرقص الشرقي غير,عاوز إمكانيات زي الهندي كدة الوسط السايب ضروري فية هقوم أخد سينام و نروح نجيب أنهار و رانيا .
تجمع كل الفتيات و كانت أنهار و رانيا يتواصلوا مع سينام باللغة الإنجليزية مع علم سينام ببعض الكلمات المصرية من رقية و نهر فكانت تحاول ان تتكلم مع إنتصار ببعض الكلمات كما أن إنتصار أحبتها وقد إستاذنت إنتصار زوجها بالمبيت عند رقية كما أن نهر إستأذنت أهل رانيا و أنهار بالمبيت عندها أيضا .
ذهبت نهر وسينام بامر رقية و إشترت كيلو آيس كريم من محل مشهور عندهم كما إشترت الكثير من أنواع اللب والسوداني و قضوا جزء من الليل في المضيفة باشغال الأغاني و الرقص و إنصدموا عندما قامت مباراة للرقص بين رقية وإنتصار لم تتوقع الفتيات ان يرقص كلاهما ورغم ان رقية كانت تهز فقط كتفها و تحرك يدها وهذا ما إستطاعت فعلة اما إنتصار فأبهرت الجميع برقصها بعدان إنتهت الأغنية جلستا هما الإثنان بتعب و نهجان .
إنتصار : يالهوووي دة أنا هموت رجعتوني لشبابي .
رقية : يا بنت الإية يا إنتصار مين علمك دة إنت رهيييبة .
إنتصار : أنا كنت بحب أتفرج علي سامية جمال زمان وسهير ذكي وكنت أقفل الباب و أقلدهم لما الحاجة تروح لحد من أهلها .
رقية : تقفلي الباب ولا أبو علي كان بيتفرج .
إنتصار وقد أحمر وجهها : و ربنا أبدا أنا إتكسف يالهوي يا رقية ما إنت عارفة الأرياف هنا ننكسف يا أختي .
رقية : ما أهو مش عيب يا حبيبتي هو جوزك و عادي تدلعية .
إنتصار بلوم : ما إنت كمان شكلك بتعرفي بس علشان تعبانة مش قادرة كنتي بترقصي لمصطفي ؟
ٱنقبض وجهة لرقية : عمري يا إنتصار ما عملت كدة لا معاة ولا في بيتة ممكن آجي هنا أعمل كدة لكن معاة لا مش كسوف لكن هو ما حسسنيش باني ست ديما محسسني إني خدامة او شئ جابة لمزاجة إقفلي السيرة دي بدل ما البنات تتعقد .
أنهار : والله يا خالتي الموضوع مش نتعقد أو لأ هو أستاذ مصطفي يتخاف من هيئتة مع أن عمي محمد تقريبا زية كحجم وطويل ما شاء الله لكن وشة ذات نفسة فية جمود وعمري ما شفتة بيضحك الراجل الين البشوش حتي لو هركليز نفسة هتحسي معاة بالامان ، لكن لو الراجل جامد وسريع الغضب حتي لو جسمة قليل هتحسي معاة بالعجز والقهر .
إنتصار : عندك حق يا مرات إبني يا قمر يلا عليكم الدور شغلي يا نهر نفرفش شوية .
رقية : الدور دلوقتي علي نهر و سينام خالي رانيا وأنهار للاخر علشان بينكسفوا و نشجعهم في الآخر ( تكلمت رقية بالتركية لتقول ) نهر و سينام عوزاكم تشرفوني عاوزة أشوف مواهب و إتجهت لتشغل أغنية أحلف لبهاء سلطان .
أنصدم الجميع من تمايل و ٱتقان الفتاتان لم يتوقعوا من نهر و سينام هذة الليونة وضبط الحركات مع الموسيقي فقد كانتا خفيفتا الحركة وسريعتا التجاوب بحركتهم لتتوسع العيون بإعجاب وتصفر رقية و تذغرد إنتصار ببهجة مع تصفيق أنهار ورانيا إنتهت الأغنية لتقول رانيا : تاني تاني تاني.
فتنضم اليها أنهار : يالاهووواي أنا مش مصدقة عنيا إية دة يا ولاد النبي خليهم يرقصوا تاني يا خالتي ينوبك ثواب الحق أحفظ حركة ولا إثنين دة أنا إكتشفت إني من غير أي مواهب السوسة بنتك دي إتعلمت أمتي الحاجات دي و سينام الملونة عرفت الحاجات دي أمتي ؟
نظرت رقية لنهر بإتهام : أمتي سينام إتعلمت الحركات دي .
سينام بالعربية : ساقول لكم , انا ونهر في الاجازة ليلا نرقص في غرفتي معظم الليالي حتي نقع وننام في سبات عميق .
رانيا : سبات عميق!!! قسما بالله انا والبت الغلبانة دي( لتشاور علي انهار ) اللي في سبات عميق دة انا جنبكم برفس أنا كدة هاخد كورس مكثف عندك يا نهر دة إنت طلعتي بتعلمي الأجانب .
سينام : انا مش أجانب انا أفهم بعض الكلام .
رانيا : يا حبيبتي أنا اللي طلعت أجانب يالا يا خالتي شغلي أغنية تانية و هقوم أحاول أقلد اي حد فيهم إستعنا بالله ، وقامت و خلعت الايشارب من علي راسها و ربطت به خصرها لتفعل أنهار مثلها .بينما شغلت نهر أغنية يا حياة الروح لفضل شاكر
لتقوم رقية أيضا و تقول أنا بحب الأغنية دي هرقص معاكم فتفاجئهم سينام بالصعود علي المنضدة للرقص باندماج مع الأغنية وكانها وحدها من يرقص فتنظر لها رانيا وأنهار بانبهار ودهشة مع محاولة تقليدها في الحركات عندما جاء كوبلية هات ايدك تحضن إيدي شوف حبك جوا وريدي فتحت سينام يدها لرقية لترقص معها فوقفت رقية علي الكنبة لترقص أمامها مع مسك إيدهما معا حاولت أنهار ورانيا تقليدهم لكنهم كانوا ياتوا بحركات مضحكة لعدم معرفتهم بهذة الحركات وعدم إستجابة أجسادهم لفعل لذلك ، لتضحك عليهم بقوة إنتصار ونهر .
إنتهت الأغنية لتقول أنهار : يا لهوي الحركة تبان سهلة بس لا دي عاوزة تمارين بجد وبعدين دي منافسة غير شريفة إنتم كنتم بتدربوا وانا بأكل الفراخ والبط و بساعد أمي في البيت .
رانيا : أيوة صح وأنا كنت بقرا لأمي أخبار الحوادث وإتنيل أذاكر لأخويا في الإجازة ما كنتش أعرف إن فية حاجات تانية لازم إتعلمها .
إنتصار : أنا هعلمك يا أنهار و أهو كلة بثوابة حتي علشان تفرفشي الواد عبد الله .
لتخفض أنهار عينها أرضا و قد أحمر وجهها خجلا .
رقية : لا يا أنهار إنتصار طيبة و فرفوشة إعتبريها زي أمك و هي فعلا هتعاملك زي بنتها تحبوا نطلع نكمل السهرة علي السطح في الهواء و ناخد معانا الآيس كريم واللب ونحكي مع بعض .
رانيا : لا عاوزين نطلع طاقتنا هنا شوية كمان شغلوا حاجة يلاة .
ليظلوا أكثر من ساعة في رقص و ضحك إلي ان تعبوا جميعا وكل واحدة رمت نفسها علي كرسي أو كنبة وهي تنهج بقوة .
انهار : جلستين إثنين زي دول ونختفي وممكن تشوفونا بالمنطار
جلسوا قليلا ثم قالت رقية يلا كل واحدة تاخد حاجة معاها فوق علي السطح .
نهر : ممكن يا انة حد يسمعنا إنت عارفة الجيران في الصيف بيناموا علي السطح .
رقية : الأوضة بقت حر قوي مع ان المروحة شغالة فوق هوا طبيعي والبيتين إللي حوالينا خمس و أربع طوابق والشارع وحارة جانبية يعني حتي لو نايمين علي السطح مش هيسمعونا قوي غير لما كنا جديد هنا كان البيتين أرضي وأول يلا حد يجيب تانك الماية وحد إياس نقعد علية وهاتوا اللب والسوداني والكيك والعصير والكعك بتاع إنتصار, هو كل يوم نجاح ؟
صعدوا جميعا وسهروا علي السطح يستمعوا لاحاديث بعضهم البعض الي ان قالت إنتصار : سمعت إنك جبتي مجموع يشرف يا أنهار هتقدمي طب .
أنهار بحسرة : يا ريت يا خالتي بس أبويا من قبل الإمتحانات قال لي كفاية عليا كدة قالي إنت سنة او إثنين و أتجوز لازمتها إية أروح كلية ما دام مش هكمل أمي قالت إني لما أتجوز يعني و ربنا رزقني بعيل هودية فين و أنا في بلد ثانية و أبويا قالي شغلت الست بيتها .
رقية : وإنت يا أنهار رائيك إية ؟
انهار : بصراحة أبويا مش حمل مصاريف دي مش مدرسة هروحها مشي دي كلية عاوزة مواصلات كل يوم او مدينة جامعية و كتب و مراجع و إخواتي الكبار بيجهزوا نفسهم علشان يتجوزا و الصغيرين همهم كبير دروس و مدارس و أبويا وأمي صحتهم مش زي زمان .
نهر : ما فكرتيش تشتغلي يا أنهار و تصرفي علي نفسك لو حاسة نفسك تقدري إعملي كدة .
أنهار بحزن : أنا أتمني يا نهر لكن أبويا وأمي مش هيوافقوا الموضوع مش بس مصاريف أبويا حاسس إن أخواتي الولاد ممكن يزعلوا لو أنا أخذت كلية و هما لا .
رقية : هو أبوك مش هيعقل بقي البت والولد لهم نفس الحقوق يعني لو ولد وقال عاوز كلية مش هيروح .
أنهار : لأ لو ولد ممكن يبيع الأرض و يخلية يكمل تعليمة و ماهو في الآخر علي إسمة لكن البنت مش بتكمل إسم العيلة .
إنتصار : من مدة كدة إتعظت من إللي بيحصل لرقية وبدات أعمل حاجة لنفسي علي جنب من غير ما حد يعرف بيها أنا مستعدة تاخدي إللي حوشتة وتروحي كلية وما أكسرش بخاطرك يا أنهار إية رايئك ؟
أنهار : لا يا خالتي ما حدش ضامن الزمن أكيد هتحتاجيهم في يوم .
إنتصار : أنا رضيت يكون تحويشة عمري الحقيقية علي وعبد الله وأنتم .
رانيا أمسكت يد سينام و قالت : الظاهر مالناش لازمة في القاعدة دي .
نهر : بلاش رخامة إحنا بنقاش موضوع مهم .
سينام : أفهم ما يدور و نهر حكت لي أيضاً أقترح أن يتزوجها إبنك ما اسمة ؟
إنتصار : عبد الله .
سينام : نعم هو عبد الله فتكون تحت وصايتة ليس وصاية أبيها وتكمل ما تريد بعيدا عن تحكمات أبيها .
إنتصار : يا ريت بس عبد الله لسة وراة جيش وتكليف يعني لو إتجوزها هيسبها في البيت والبيت عندي فية حماتي وما ادارك ماحماتي أمها وأبوها أرحم وخصوصا لو جابت عزيزة إنتم عارفين مصطفي كمان في البيت و بيعزها قوي يعني الحرب ممكن تقوم و انا و هي مش هنسد لكن لو عبد الله موجود و هي في الكلية وقت ما هو في الشغل الموضوع هيختلف .
نهر بصوت منخفض وكانها تفكر : فية حل بس مش عارفة ينفع او لا ممكن تقدمي في طب عادي إن شاء الله مجموعك يجيب و تعتذري سنة او اثنين المهم يكون لك مكان في الكلية وممكن في السنتين دول علي ما تتجوزي تاخدي من عبد الله كتب طب تتطلعي علي المنهج ولو حاجة قابلتك تسالي عبد الله او علي دة حل لكن هياخرك شوية .
أنهار : حل كويس مش بطال وأنا اتمني، بس عبد الله هيوافق .
إنتصار : ايوة يوافق ما إنت برضو هتكوني مراتة ويشرفة إنك تكوني دكتورة قد الدنيا .
أنهار : هو ذنبة إية في بداية حياتة يصرف علي كلية غالية كدة و كمان يستحمل مذاكرتي ؟
إنتصار : زي ما هو هيضحي انت كمان هتعملي كل الي عليك علشان تريحية وتكوني لة سند وظهر كافحوا وانتم صغيرين وابنوا احلامكم مع بعض , فية حل تاني يا نهر ؟
نهر : عبد الله كان قال لي إنة عندة فلات فوت ودة يا خالتي حاجة في بطن الرجل الجيش مش بيحب ياخد حد عندة فلات فوت ممكن ندعي لة كلنا ياخد اعفي ان شاء الله ساعتها يبقي باقي التكليف ودة اقدر اكلم فية عمو محمود وعمو امجد باتصالاتهم يكون التكليف في مصر ساعتها ممكن عبد الله يقضي التكليف مع علي في الشقة الايجار الي ساكن فيها ويتجوز انهار فيها هما الثلاثة الصبح يكونوا برة واخر الليل مع بعض اقصد عبد الله مع أنهار وعلي كدة كدة بيجي هلكان من الشغل بيروح علي النوم الفرق إن قصاد ما علي مضايفهم في الشقة المقابل هيلاقي لقمة نظيفة ولبسة نظيف ماهي أنهار هتعتبرة أخوها الكبير و مفيش حاجة لو شغل البيت زاد شوية ولا إية يا أنهار و بعدين فردين من ثلاثة مش كتير وإنت يا خالتي تطمني علي علي و يبقوا ينزلوا كلهم كل فترة .
إنتصار : أنا كدة البيت هيفضي عليا بس و مالوا ما دام في مصلحة ولادي , وأروح ازورهم كل فترة .
أنهار : أبويا هيوافق بكدة .
رقية : لا مالكيش دعوة بابوك دة عليا وبعدين بيت ٱية اللي هيفضي عليك يا إنتصار بنتك السنة اللي فاتت جابت حفيد وحامل في الثاني و حد علمي بتسيب لك الولد طول النهار ولا فاهمة غلط .
إنتصار بضحكة : أنا طفشت منهم النهاردة زمانها محتاسة (نظرت لانهار و أكملت ) مش بتجيبة كل يوم شوية لا دي بتجيبة وتيجي تشوفة كل أسبوع او عشر أيام الواد بيقولي امة زي عبد الله .
نهر بضحكة : ولسة لما تجيب التاني هي ملهاش خلق علي التربية كلمتها الأسبوع اللي فات بتقول بتارف من تغير البامبرز المهم كلمي عبد الله و شوفي هو ناوي علي إية ؟
أنهار : انا خلاص رضيت ومش عاوزة حد يصرف علي تعليمي هو ذنبة إية كان واضح من الأول وقال مش هيتجوز غير لما يقدر يصرف علي بيتة وانا إن شاء الله هحقق كل أحلامي في أولادي واقفلوا الموضوع دة بقي .
أحس الجميع باحراج أنهار و حزنها من موقف أهلها منها فغيروا الموضوع وتسامروا إلي ان سمعوا قران الفجر نزلوا إلي أسفل وتوضوا وصلوا جميعا نامت إنتصار وسينام في حجرة رقية وأنهار ورانيا في حجرة نهر أما نهر ورقية فناما في المضيفة علي الكنب وحتي تكون نهر قريبة من أمها كلا منهم نام وهو يفكر بشئ يخصة بعد ايام قليلة كانت الفتيات عند رقية لكتابة الرغبات وحضر كلا من علي وعبد الله واصر عبد الله بكتابة رغبات أنهار علي غير توقعها فهي لم تذهب وتسحب أوراقها من المدرسة لكنها أتت لتعين رانيا ونهر كتب عبد الله لها الرغبات و إستاذن رقية في ان يكلم انهار فاخذتهم رقية كالعادة للسطح وقفوا بجانب الخزانة بعد أن أخذوا ما يجلسوا علية في المقابل جلست رقية بجانب سور السطح حتي لا تتركهم بمفردهم فهي لا تريد ان يختلوا ببعضهم وتغضب الله .
سنعرف ما يحدث الفصل التالي
أسرار الماضي لبنت ناس
بقلم /رينا الهادي
لايك او كومنت لو عجبك الفصل وشكرا
•تابع الفصل التالي "رواية اسرار الماضي لبنت ناس" اضغط على اسم الرواية