Ads by Google X

رواية لأجلك انت الفصل الرابع و العشرون 24 - بقلم وداد جلول

الصفحة الرئيسية

   

 رواية لأجلك انت الفصل الرابع و العشرون 24 -  بقلم وداد جلول

قبلة
          
                
نفخت خديها لتقول بنفاذ صبر: 
"بلى لقد سمعتك ولكن أنا لا شأن لي فلتتحدث مع أي أحد، هذا الأمر يعود لك" 



نظر لها بحزن ليقول: 
"تعنين بأنكِ لا تهتمين لي أبداً" 



تحدثت بلا مبالاة: 
"أجل لا أهتم" 



هز رأسه وابتلع غصته ليتحدث: 
"رنيم أنا لا أعني لكِ شيء" 



صمتت رنيم قليلاً لتقول بعدها: 
"أنت صديق أخي" 



ابتسم ليقول: 
"فقط" 



حركت رأسها موافقة ليردف لها بهمس: 
"حسناً" 



نظرت له بعد أن أبعد نظره عنها، عقدت حاجبيها بحزن ولم تتحدث، اقتحم المكان باسل ووالدته لينهض ليث ويلقي عليها التحية ويتقدمون إلى مائدة الطعام ويبدأون بتناول طعامهم بصمت، كل الوقت كانت رنيم تنظر ل ليث نظرات خاطفة ولكنه هو لم ينظر لها أبداً وتجاهل وجودها وهذا ما زاد من غيظها، أنهوا طعامهم ليجلسون بغرفة المعيشة ومازال ليث لا ينظر لرنيم أو يحدثها، بعد وقت قليل كان ليث ورنيم يجلسان بمفردهما لتتحدث رنيم بقليل من الغضب: 



"ما بك لما لا تحدثني ها" 



تصنع اللامبالاة ليقول: 
"ولما أتحدث معكِ يا رنيم" 



نظرت له عاقدة حاجبيها لتقول بغضب: 
"لإنه يجب عليك أن تحدثني" 



ابتسم بسخرية ليقول: 
"مم حسناً كيف حال جامعتكِ هل تدرسين جيداً يا شقيقة صديقي" 



عقدت حاجبيها لتقول: 
"هل تسخر مني أم ماذا" 



تحدث بلا مبالاة: 
"لا أبداً ولما أسخر منكِ يا فتاة" 



هزت رأسها بحنق وصمتت والغيظ يأكلها، ابتسم ليث ابتسامة صغيرة على منظرها، هو يعلم نقطة ضعفها، لن يتحدث معها ولن يهتم لأمرها عندما يجتمع بها، سيتركها حتى تأتي هي إليه هكذا قرر في سره، توسل لها كثيراً من قبل وأقسم لها بأنه ابتعد عن جميع الفتيات ولكنها لم تصدقه لذلك ابتعد عنها هارباً من قسوة قلبها عليه، لهذا قرر بأن يعاملها بجفاء ولن يقترب منها لتشعر به وبقلبه، أتى باسل وأخد ليث معه إلى الأعلى ليجلسان قليلاً بمفردهما، ما إن وصلا إلى غرفة باسل حتى أمسك بليث وحدثه بفرح وحماس: 



"لقد تركته يا ليث تركته لم تعد على علاقة معه" 



عقد ليث حاجبيه بعدم فهم ليقول: 
"اهدأ اهدأ وافهمني ما الذي يحدث معك" 



تحدث باسل بسعادة: 
"ماريا أيها الأحمق لقد تركت ذلك الشاب" 



امتعض ليث ليقول: 
"يارجل وما المفرح بالأمر؟ فهي لم تحبك إلى الآن" 




        
          
                
عبس باسل ليقول بغيظ: 
"ألا يمكنك أن تصمت قليلاً وتجاريني في فرحتي؟ دائماً يجب عليك أن تمقتني أيها اللعين" 



ضحك ليث ليقول: 
"أيها الأحمق انتظر إلى أن نرجع إلى البلاد ومن بعدها تتحسن أمورك بإذن الله" 



تنهد باسل بقوة ليقول: 
"أتمنى ذلك" 



حرك ليث رأسه وصمت لينظر له باسل ويردف له: 
"وأتمنى لك أيضاً" 



تنهد ليث بقوة ليتبادل هو وباسل النظرات ويبدأن بالضحك من دون أي سبب كان. 



_____________________ 



جالسة في منزلها مرتاحة البال ولا هم على قلبها، ترتشف من فنجان قهوتها بكل غرور، سمعت رنين هاتفها معلناً عن وصول فيديو لها، عقدت حاجبيها باستغراب عندما وجدت هذا الفيديو مرسل من مالك خال آسيل، فهي لم تعد تراه منذ أن خرجت آسيل من حياتها ومنذ تلك الفعلة التي فعلتها معه، فتحت الفيديو لتراه وتجحظ عيناها بقوة، لم تصدق الذي تراه أمامها، أصبح تنفسها سريع وقلبها يدق بشكل عنيف، وصلتها رسالة لتفتحها وتقرأ محتوى الرسالة 



"عزيزتي أتمنى أن يعجبكِ الفيديو" 



هبطت دموعها على وجنتها وبدأت تضرب وجنتها بخوف وقلق من المستقبل فالفيديو كان يحتوي على صورتها وهي بين أحضانه وهما يفعلان الفاحشة معاً، لقد استطاع أن يصورها وقد فعل كي يستغلها فهو لن يهنئها بحياتها أبداً كونها امرأة حقيرة وهو أحقر منها، اتصلت به ليجيبها باستفزاز: 



"هل اشتقتي لصوتي" 



تحدثت بخوف: 
"ماهذا يا مالك؟ كيف تفعل ذلك بي" 



ضحك بسخرية ليقول: 
"وهل أفهم منكِ بأنه يفرق معكِ الذي بعثته لكِ؟ ألستي عاهرة ياسيدة أحلام" 



انفجرت أحلام لتقول بغضب: 
"بل أمك وأختك العاهرة أيها السافل" 



سمع جملتها وقد استفزته ليحدثها بتوعد: 
"أقسم لكِ بأنني سأنشر هذا الفيديو على جميع برامج التواصل الاجتماعي وسأبعث بالفيديو إلى زوجكِ المصون كي يرى عهر زوجته سترين" 



جحظت عيناها لتقول بخوف وترجي: 
"أرجوك لا، لا تفعل ذلك أرجوك يا مالك أنا أسفة لن أتحدث عن والدتك أو أختك بهذا الشكل بعد الآن أرجوك لا تفضحني" 



تنهد بحدة ليقول: 
"حسناً، أمامكِ نصف ساعة لتكوني عندي بمنزلي، زوجتي وأولادي خارج البلدة لا تتأخري وإلا هذا الفيديو سيكون بحوزة زوجكِ هل تسمعين" 



أنهى جملته وأغلق الهاتف بوجهها ولم ينتظر ردها، أجهشت أحلام بالبكاء وتنهد بقلة حيلة لتنهض وترتدي ثيابها لتذهب إليه قبل أن يفضحها عند زوجها لإنه عندها ستخسر كل شيء فعلته كي تحصل على زوجها وستخسره هو أيضاً. 




        
          
                
____________________ 



يجلس ذلك الشاب بغرفته حزين مكسور الخاطر على زوجته التي ذهبت وأخذت قلبه معها، يتألم ببعدها عنه وهجرانها له، أضاعها من يده من دون أن يعلم، وخصوصاً عندما أرسلت أوراق طلاقها إلى المحكمة وتطلقت منه، وقد تأكد من ذلك الشيء بعد أن ذهب إلى المحكمة وتأكد بنفسه، شهقاته ملأت الغرفة، تمنى لو كانت بجانبه، أصبح يتخيلها أمامه ويحلم بها في منامه، تمنى لو أن يلمسها ويمارس الحب معها بعشق متبادل، تمنى لو أن تحمل بطفله ويتابع نمو بطنها أمام عينيه، تمنى لو أن يرى أولاده منها، تمنى لو أن يعيش فقط معها وتشاركه نفس الغرفة، يعيش معها بسلام بعيداً كل البعد عن المشاكل والمصائب وعن والدته أيضاً، نعم هو يقبل أن يعيش معها دون حتى أن يلمسها، المهم أن تكون بجانبه وأمام عينيه، قلبه يقول له بأنها بريئة من تهمة الخيانة وعقله يقول عكس ذلك، ولكن مع كل هذا هو يريدها، إذا كانت مذنبة سيسامحها ويعيدها له، سيتقبلها كيفما كانت ويجعلها زوجته، سيتحملها بجميع حالاتها ويهيم بها عشقاً أكثر وأكثر، المهم أن تعود له، حاول كثيراً أن يبحث عن ذلك الرجل ولكن ليس له أثر، تنهد بحزن على حاله وأمسك بصورتها التي يضعها بجانبه كل يوم متمنياً لها ليلة سعيدة، بكل ليلة يتأملها ويرى ملامحها البريئة ويقبلها كأنها أمامه، بينما يحاول جمع تركيزه بأحداث تلك الليلة، تذكر أمر الكاميرا التي يضعها بحديقة المنزل، نهض فوراً ليرى تسجيلات الكاميرا في الأيام السابقة، أعاد كر التسجيلات ليوقف الشاشة عند سيارة ذلك الرجل الذي كان بغرفة آسيل ليحاول رؤية نمرة السيارة وقد استطاع بالفعل، سجل رقم السيارة لينهض مسرعاً إلى ذويه من مصادره الخاصة وهو يأمل أن يحظى به ويقع تحت يده ليكتشف الحقيقة كاملة. 



_________________ 



عاد آسر إلى منزله ليرى آسيل جالسة في الحديقة تلعب مع طفل صغير، عقد آسر حاجبيه ليكتشف أن هذا الطفل هو ابن هبة الخادمة الخاصة بآسيل وعمره أربع سنوات، ابتسم لمنظرهما اللطيف ليتقدم إليهما بقوامه الصلب، ما إن رأته آسيل حتى بدأ قلبها يطرق بعنف وابتلعت ريقها بتوتر، تقدم آسر ليقف بوجه آسيل ويحدثها ببرود: 



"كيف حالكِ" 



تحدثت بتوتر: 
"بخير سيدي" 



ابتسم بسره ليقول: 
"لا تقولي سيدي" 



نظرت له بصدمة لتقول: 
"إذاً ماذا أقول" 



تحدث ببرود: 
"آسر" 



ابتلعت ريقها بتوتر لتجول بنظرها بأنحاء المكان لتقول بتلعثم: 
"سيدي لا أستطيع" 



ابتسم بسخرية ليقول: 
"ألا تستطيعين أن تنطقين اسمي مثلاً" 



ابتلعت ريقها ولم تجيبه لتشعر بأحد يشدها من الأسفل وهو رامز، ابتسمت بوجهه لتنزل لمستواه وتقول: 
"ما بك حبيبي" 




        
          
                
ضحك الطفل ضحكة بريئة ليقول: 
"تعالي والعبي معي هيا" 



حركت رأسها موافقة لتقول بابتسامة: 
"حسناً قادمة" 



ابتسم آسر على لطافتها وتحدث بابتسامة لم تصل إلى عينيه ليقول: 
"هل تحبين الصغار" 



حركت رأسها بابتسامة دون أن تتحدث ليردف لها: 
"ألا تتمنين أن يكون لكِ طفل صغير" 



نظرت له لتقول بتوتر: 
"بلى أتمنى" 



همهم بتفهم ليقول بجمود: 
"حسناً هيا موعد الغداء تفضلي" 



تحدثت بتلعثم: 
"ولكن سيدي رامز يريدني أن ألعب معه" 



تحدث بلا مبالاة: 
"اتركيه ستأتي أمه وتأخذه هيا إلى الغداء" 



أنهى جملته ورحل دون سماع إجابتها لتعقد حاجبيها بغضب على بروده وغروره، تنهدت بقلة حيلة لتقول لرامز: 
"حبيبي رامز سأذهب كي أتناول طعامي وآتي لألعب معك اتفقنا" 



حرك الصغير رأسه بابتسامة صغيرة لتبادله الابتسامة وتقرص وجنته بخفة وتلحق بآسر، دخلت إلى مائدة الطعام لتجلس بجانب آسر باستحياء، نظر لها آسر ليقول بحاجب مرفوع: 



"كلي" 



بدأت تتناول طعامها بصمت وحرج من نظراته، نظرت له نظرة جانبية وابعدت نظرها عنه، بعد وقت قصير نهضا الاثنان إلى غرفة المعيشة، حمحم آسر وتحدث: 



"بالمناسبة آسيل ماذا عن جامعتكِ؟ ألن تكملي دراستكِ" 



تنهدت بحزن وقالت: 
"لا أستطيع، فوالدي ووائل حتماً سيجداني عندها إذا عدت إلى جامعتي" 



حرك رأسه بإيجاب ليقول: 
"إذاً على ماذا تنوين" 



تحدثت بحرج: 
"اا سيدي سأسافر لن أظل هنا ولن أزعج حضرتك يكفي أنك استقبلتني في منزلك، هذا كرم منك" 



هبط قلب آسر لفكرة ابتعادها عنه ليقول بنفي وجمود: 
"أنا لم أحدثكِ عن رحيلكِ من هنا، هذا الموضوع بيدي وأنا الذي أقرر بذلك وليس أنتِ" 



عقدت حاجبيها باستغراب، إلى هنا واكتفت من بروده وغروره وسيطرته، شجعت نفسها لتقول بحنق وشجاعة أتتها: 



"أنا لا أحد يجبرني على البقاء هنا يا سيد، أنا شاكرة فضلك علي ولكن أنا من أحدد بشأن رحيلي وليس أنت" 



نظر لها آسر بحاجب مرفوع ليقول: 
"ماذا تقصدين" 



تنهدت بحنق لتقول: 
"أقصد أنه عندما أرغب بالذهاب سأذهب" 




        
          
                
أنهت جملتها وضمت ذراعيها إلى صدرها ونظرت إلى اللاشيء، ليبتسم آسر بسخرية وينهض بسرعة كبيرة إلى جانبها مسبباً لها رعبة من هذه الحركة لينزل بنصف جسده إليها وتتلاقى عيناهما ببعض ويتكأ بيده على الأريكة بجانب رأسها ليقول بصوتٍ أشبه للهمس: 



"سأقول لكِ شيئاً مهماً يا فتاة، لا أحد يقول لآسر لا أو يتحداه، عندما أقول كلمتي تنفذ من دون أي اعتراض وهذا سيكون أفضل لكِ أن تطيعي أوامري اتفقنا ياحلوة" 



تجرأت آسيل ودفعته من أمامها لتقف بوجهه وتقول له بتحدي: 
"ومن أنت حتى تمنعني؟ اسمعني جيداً أنا لا أطيع أوامر أحد، أنا لست عبدة عندك هل فهمت" 



في الواقع آسر لا يحب أن يقف أحداً في وجهه ولكن تمرد وغضب آسيل أعجبه جداً واستقبله برحابة صدر، مسح بيده على ذقنه ليجول بنظره بأنحاء الصالة وبحركة سريعة يقوم بسحبها لصدره واضعاً يده على خصرها واليد الثانية يداعب بها وجنتها، اقترب منها كثيراً ولم يفصلهما إلا بضع إنشات ليتحدث بهمس: 



"أحب التمرد كثيراً، ولكن لا تمارسي تمردكِ علي هل فهمتي" 



ظل يمرر يده على وجنتها بينما هي تاهت في عسليته، ظلت تنظر لعيناه مطولاً لتنزل بنظرها لشفتاه المتنكرزة بجرأة، كحال آسر الذي كان ينظر لكل جزء في وجهها وأخيراً وجه نظره نحو شفتيها ليبتلع ريقه بتوتر، شعر بغصة في حلقه يريد تقبيلها ليروي عطش قلبه منها، تجرأ واقترب من شفتيها ليضغط بشفتيه على شفتيها، بينما هي كانت بعالمها الخاص معه، استسلمت للقبلة وبادلته فوراً لتشعر بفراشات في معدتها، تعمق آسر في القبلة ليرفع يدين آسيل ويضعها حول رقبته بينما هو وضع يديه على خصرها وتعمقا أكثر وأكثر، كان آسر يشعر بالسعادة تتملكه، الآن علم ما معنى الحب، شفتاها كانت كافية لتخدره وتأخذه إلى أحلامه الوردية، كان يشعر بمشاعر كثيرة وكلها تدل على الفرح والسعادة، شعرت آسيل بنفسها وجحظت عيناها أثناء القبلة لتدفعه من صدره وقلبها يدق بعنف ووجها اكتسى باللون الأحمر، لا تعلم كيف قبلته وكيف نسيت نفسها معه، خجلت من نفسها لتتركه وحيداً في الصالة وتصعد إلى غرفتها لتبكي بصمت على الذنب الذي اقترفته، بينما آسر انزعج كثيراً منها كونها فصلت القبلة لإنه كان يتنعم برحيق شفتيها، ما إن تركته حتى تنهد بحنق وضرب الحائط بيده كونه ضعف أمامها واستسلم لها بسهولة وتاه بهذا النعيم الذي وهبته إياه من دون أن تشعر بنفسها. 



_________________ 



مر أسبوع على حالة أبطالنا 
آسيل تتجنب آسر كثيراً بعد ذلك الموقف الذي حدث وهذا مازاد من حنق آسر وغضبه وشربه للخمر بسببها الذي يفوق الحد. 



بينما شهد على حالها كل يوم تستيقظ لتبكي وتصرخ ليعاودوا الأطباء ويعطوها الإبر المهدئة، ويوسف يكاد يموت من خوفه عليها، لا يعلم كيف امتلئ قلبه حباً لها وتعلقاً بها، أصبح يأتيها كل يوم لينظر لها مطولاً ويرى حالة صراخها ويرحل. 



سمية وضعها على ماهو تعيش في بيتها بعيدة عن كل شيء تتحسر على ابنتها المفقودة وشهد الذي وضعها يكسر الظهر، بينما هشام لا يحرك ساكناً تائه لا يعلم من أين يبدأ وكيف له أن يجمع شمل عائلته. 



مالك مازال يستغل أحلام بذلك الفيديو ويهددها به كي يأخذ منها ما يريد بينما هي تكاد تموت منه والذي زاد الطين بلة هو جفاء زوجها لها وهجرانه لها أيضاً. 



" ُوإن كانَ خمرُ شفتيكِ حرام 
فـ أهلاً بالذنوب " 

 
 

google-playkhamsatmostaqltradent