رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل الخامس و العشرون 25 - بقلم اية العربي
إن لم تقاتل من أجل حبك فلا تدعى أنك محارب عظيم
❈-❈-❈
وصل حمزة ومراد وفريد إلى الشركة حيث سيعقد الإجتماع خلال خمس دقائق فقط .
أتجهوا على الفور إلى صالة الإجتماعات حيث ينتظرهم المحامى الخاص بالشركة وسكرتيرة مكتب حمزة وكذلك وكيل الدعاية والإعلان والمدير التنفيذي .
جلس حمزة بضيق فمنذ أن تركها وهو يشعر بالفراغ يتوغله ،، ولكن ليحل أمر تلك الشراكة وليعود لها على الفور .
إنحنى يميل على المحامى متسائلاً بترقب :
– عرفت حاجة عن وائل القماش ده ؟
زفر المحامى بإحباط وتعجُّب وأردف بهدوء :
– كل اللى قدرت أوصله أنه شاب كان عايش في كندا ولسة نازل مصر قريب .
تعجب حمزة وانتابه القلق وأومأ ينتظر .
أعلنت السكرتيرة عن وصول هذا الشاب فترقبوا جميعم ينظرون ناحية باب الدخول .
دلف محاميه وتبعه دخول شاب طويل البنية وآخر متوسط الطول يرتدى نظارة شمسية كبيرة وتغطى وجههُ لحية كثيفة تخفي ملامحه .
ألقى المحامى السلام ووقف حمزة ومراد وفريد يرحبون بيهم ،، ولكن بمجرد دخول هذا الغامض توزعت الطاقة السلبية ف المكان ولم يدركها سوى حمزة ،، فهناك إثنان يحفظانك جيداً ومهما مر العمر لن يسنيا ملامحك ،، إحدهما شخصٌ أحبك بصدق ، والآخر عدوٌ لدود .
تقدم منهم الشاب الأول ومد يــ.ده لحمزة مردفاً من خلف نظارته :
– أهلاً يا حمزة بيه ،، أنا وائل القماش .
رحب به بينما تقدم الآخر ومد يــ.ده يسلم بصمت على حمزة وعينه تطالعه بتعمن من خلف نظارته .
صُدم حمزة يطالعه بذهول لثوانى ،، هيأته مألوفة له ،،، حاول عقله إستنكار شكوكه ،، مؤكد لااا ،، حتى أنه لم يشعر عندما سحب هذا الغامض يــ.ده وبدأ يرحب بالأخرين .
عقله يعمل بصخب ،،، هذا الجــ.سد مألوف له ،، ولكن الشكل ؟ ،، حسناً إهدأ حمزة ولا تتسرع يبدو أن بعد ريتان عنك يفقدك صوابك .
جلس وائل والآخر والمحامي في مقابل حمزة وجلس المحامي على يمينه وبدأ الإجتماع بحديث المحامى قائلاً :
– طبعاً حضراتكم عارفين أن السيدة مها أبو الدهب تنازلت عن أسهمها كلها للأستاذ وائل القماش مقابل مبلغ مالى إتفق عليه الطرفين ،، يعنى حالياً وائل باشا هو مالك 32 ٪ من أسهم الشركة وليه الصلاحية في أدارتها وأتخاد القرارات زيكم بالضبط .
كان حمزة يستمع له وينظر للقلم الذى يعبث بيه بين يده وهو يشعر بالإختناق ،، لن يسمح بحدوث هذا ،، لن يترك غريب يتصرف في ما سعوا لبناؤه سنوات .
إنتهى المحامى فرفع حمزة نظره وتطلع عليه ببرود ظاهرى يردف بترقب :
-وعلشان كدة جينا نتكلم النهاردة ،، ياريت الأستاذ وائل يشوف المبلغ اللى يناسبه إيه ويتنازلنا عن الأسهم أو على الأقل الجزء الأكبر منها ،، لأن معتقدش إن أستاذ وائل هيفهم في إدارة شركة الجواد أكتر من أصحابها الأصليين ،، يعنى لو الأستاذ وائل عايز يستثمر فلوسه صح يبقى الأحسن يشاركنا بجزء قليل ويشارك غيرنا بجزء تانى ،، وإحنا جاهزين حالاً نتمم البيعة ،،، قولت إيه ؟
إستمع له وائل بتمعن وهو يطالعه بتركيز من أسفل نظاره ،، إبتسم بخبث وقد حانت اللحظة ،،، نظر للآخر وتحدث ببرود :
– بس انا فعلاً تنازلت عنهم لصديقي يا حمزة بيه .
قالها وهو يشير على الآخر الذي أبتسم بخبث وخلع نظارته ببطء مريب يردف بترقب وهو يتطلع على حمزة متشفياً :
– أزيك يا حمزة ؟
ذُهل حمزة ولم يستمع إلى اي حديث بعدها ،،، عندما نظر في عيــ.نيه أدركه على الفور قبل أن حتى ان يسمع صوته ،،، إنه هو ؟ ،، يخفى ملامحه وراء تلك اللحية الكثيفة فلم يتعرف عليه في بادئ الأمر .
تدفق الأدرينالين داخل جــ.سده فجلعه يقف منتفضاً يردف بذهول وصدمة :
– ناصف ؟.
تعجب مراد وفريد وأعادا النظر إلى ذلك الرجل ليتأكدا بينما أردف ناصف بإبتسامة عريضة وتشفى :
– إيه رأيك ؟
تفاقم الغضب داخل صــ.در حمزة ،، بل أصبح عاصف ،، كيف له أن يأتى ويصبح شريكهم ،، كيف له أن يعود ويهدد إستقرارهم .
إندفع يخطو تجاهُ ليمسكه من تلابيبه مردفاً بغضب من بين أسنانه :
– إنت هتستعبط يا واطــ.ى ؟ ،،، اااايه اللى رجعك ؟ ،،، إنطق رجعت لييييه ؟ ،، المرة دي مافيش حاجة هتخلصك من إيدي ،، إنت ساااامع ،، إنت راجع لقضاااك .
رفع ناصف يــ.ده ينفض يدي حمزة من عليه بقوة ثم وقف أمامه يردف بمكر وبرود إستفزازى :
– واضح كويس أوى شركة الجواد وقعت ليه قبل كدة ؟ ،، أكيد بسبب الهجوم الغير مبرر من اللى مفروض إنه مديرها ،، المفروض تتعامل بطريقة احسن من كدة يا حمزة به علشان تبقى رجل أعمال ناجح ، .
كاد يتحرك ولكن منعه حمزة يقبض على تلابيبه مرة أخرى مردفاً بغضب وقد فقد عقله تماماً وهو يهزه بعنف :
– رايح فين ،، إنت حالاً هتتنازل عن الأسهم كلها وتغور من مكان ما جيت وإلا هندمك على اللحظة اللى رجلك خطت فيها هنا يا ناصف ،، كانت غلطة لما سبتك تخرج برا البلد ،، بس صدقنى مش هتفلت المرة دي من إيدي .
طالعه ناصف بإبتسامة خبيثة وأردف بينما مراد وفريد يحاولان خلاصه وقد تيقنا أنه ناصف حقاً :
– بأي تهمة يا حمزة ؟ ،، هو المحامى مبلغكش ولا إيه ؟ ،، يظهر إنك انشغلت في حاجة تانية وبطلت تتابع قضيتى زي الأول ،، على العموم أنا إتبرأت ،، واقدر أدخــ.ل وأخرج مصر زي ما أنا عايز .
دقق النظر في عين حمزة وتابع متعمداً بمغزى :
– يعنى أنا راجع أخد وناوى أسترد كل اللى كان ليا قبل ما أمشي ،،، فرصة سعيدة .
إلتفت يغادر بعدما فك قيد حمزة من عليه فلم يحتمل حمزة ما سمعه فأسرع يلفه اليه ثم باغته بلكمة قوية سقط على أثرها ناصف أرضاً وأنــ.فه تنزف .
لم يكتفي بهذا بل أراد قــ.تله حقاً ،، في تلك اللحظة لو ترك العنان لما بداخــ.له لقتله في الحال ولكن أسرع مراد وفريد والمحامي يعيقون حركته بصعوبة وصــ.دره يعلو ويهبط بقوة .
ساعده محاميه في الوقوف فتوقف ينظر لحمزة بكره وغضب ثم أشار بسبابته وتحدث بغل :
– هتندم ،، هتندم على كل اللى عملته زمان ودلوقتى .
غادر بعدها على الفور وتركه يقف متأهباً ،، لما عاد هذا الحقير ،،، ااااه من تلك الحية التى أعادته إليهما ،،، حققت إنتقامها منه ،، أرسلت إليه أكثر شخص يبغضه – ولكن ماذا يقووول ؟،، تبرأ ؟ كيف ذللللك .
اتجه مراد لشقيقه يردف في محاولة منه لتهدأته :
– حمزة أهدى ،،، خلينا نفكر هنعمل ايه .
أومأ عدة مرات وأردف بغضب وتأكيد :
الكــ.لب ،،، راجع ينتقم منى ، بس لاء مش هسمحله ، مستحيل .
إتجه فريد يساند شقيقه من الجهة الأخرى ويردف داعماً :
– متقلقش يا حمزة ،،، مش هنسمحله يقرب منك ولا من حد يخصك ،، بس دلوقتى هو شريك رسمي معانا ،،، ونسبته مش قليلة ،، لازم نلاقي حل بسرعة وإلا ممكن يأذي الشركة .
نظر حمزة لشقيقه بغضب وأردف :
على جسته ،،، شركة الجواد هتفضل معروفة بإسمها النظيف وهتفضل ملك لأولاد الجواد مش هياخدها الو*** ده يعمل من وراها صفقاته المشبوهة ،،، أنا لازم الاقي حل في أسرع وقت ،،، لازم .
سانداه شقيقيه بدعم بينما هو أردف بهمس وعقلٍ شارد وهو يفكر فيها :
– ريتان ؟
أردف مراد مطمئناً :
– متقلقش يا حمزة ،، مستحيل يقدر يقرب منها كلنا حواليها .
نظر لمراد بعمق وأردف محذراً :
– أوعوا ريتان تعرف حاجة ،، ممنوع ريتان تعرف إن الكلب ده رجع تانى .
أردف فريد متسائلاً :
– طيب يا حمزة المهم دلوقتى هنتصرف ازاي ،،، وازاي إتبرأ من القواضي دي بسهولة كدة
تحدث مؤكداً :
– لازم أعرف وألاقي حل في أسرع وقت علشان يتقبض عليه ،، حريته دي خطر على الكل .
تحدث المحامى الذي كان يتابع بصمت بينما غادرت السكرتيرة وباقي الاعضاء :
– حمزة بيه بعتذر منك بس ياريت كنت بلغتنى أراقب قضيته ،، شكله كدة في الفترة اللى إختفى فيها قدم مستندات وأدلة تثبت براءته ،، واضح أنه خصم مش سهل أبداً .
طالعه حمزة بصمت وضيق ،، هذا الحديث يزيدها عليه ،، عليه أن يعلم كيف تم ذلك وكيف يثبت عكسه في أقرب وقت .
❈-❈-❈
في السيارة
يجلس ناصف في سيارته بعد أن غادر المحامى ،،، يتحدث عبر الهاتف مع مها التى تضحك بصخب بعد أن أخبرها بما حدث بينما هو يتلمــ.س أنــ.فه متألماً ويردف بغضب :
– إن ما دفعته تمن كل دقيقة من عمري هدر مبقاش أنا ناصف .
توقفت مها عن الضحك وتحدثت متشفية لقرب حصولها على إنتقامها :
– المهم تفرقهم عن بعض يا ناصف ،، ده أهم حاجة عندي ،، أنت وعدتنى إنك هتحققلي الطلب ده .
إبتسم ساخراً ،، لقد عاد خصيصاً ليحقق هذه الأمنية ،،، لقد غادر فرنسا وإتجه إلى كندا كي يزوّر الادلة ويأتى بالتى تثبت براءته وفعلها بسهولة بعد دفع مبالغ طائلة فقد ليعود إليه ،، فقط لينتقم ،، ليستردها ويغادر بعدها .
تحدث بضيق :
– هيحصل ،، كل اللى إنتِ عايزاه هيحصل ،، بس إبعدي إنت دلوقتى لإن حمزة لو قابلك مش هيرحمك .
شردت بغضب وحقد ثم تحدثت :
– عارفة ،، علشان كدة وافقت على طلبك وبعت الأسهم للي تبعك ده ،، لأنى متأكدة إنك الوحيد هتقدر على حمزة بعد ما كبر وجناحه قوي ،،، وكمان عايزاك تخلي بالك كويس أوي ،، حمزة ليه صاحب عنده شركة حراسات خاصة كان بيأمنى بيهم ،، أكيد هيلجأله ،، لازم تكون سابقه بخطوة علشان تعرف تحقق اللى إنت عايزه .
إبتسم قليلاً ثم تحدث بغموض :
– متقلقيش ،، أنا راجع المرة دي وعارف كل حاجة ،، وكل الخطوات مدروسة كويس أوي ،، المهم إنتِ تبعدي خالص عن الأجواء .
أغلق معها وبدأ يقود متجهاً إلى المكان الذي نوى المكوث فيه ،، لقد خطط على مدار سنوات لتلك اللحظة وعليه معرفة كل ما سيحاول حمزة فعله ،، يعلم الآن أن حمزة لن يقف مكتوفاً بل سيسعى ليفتح عليه النيران من جميع الجهات لذلك سيستعد .
شرد يفكر في ما حدث ،، عندما كان في كندا يتابع أخبار حمزة عبر السوشيال ميديا ويرتب خطة لينتقم ولكن فاجأههُ القدر بما رآه ،، زو اج حمزة وريتان ،، ما جعل رغبته في الإنتقام تتضاعف مرات ومرات ،، والتمعت في رأ سه الفكرة ،، فاستطاع أن يحصل على رقم مها وهاتفها وبعد أن أخبرته بما حدث وما كان سيحدث أقنعها بالتنازل لذلك الرجل الذي لم يكن سوا شخصٍ تابعٓ له ،، باعت أسهمها في شركة الجواد له وهو بدوره تنازل عنها لناصف ،، حسناً لم تعد الأموال تهمه مثل السابق ،، فعمله مع هؤلاء القوم جعله يجنى الكثير والكثير ،، ولكنه يسعى للإنتقام وإستردادها مهما كلفه الثمن .
وبالفعل عاد مصر سريعاً وأتما معاً إجراءات البيع وغادرت مها إلى والدتها وعاد هو .
❈-❈-❈
بعد ساعة كان حمزة قد غادر وها هو متجهاً إلى شركة الحراسة الخاصة بصديقه فؤاد منذر .
وصل وصف سيارته وترجل يصعد له على الفور بعدما هاتفه .
وصل مكتبه وسمحت له السكرتيرة الخاصة بمكتب بالمرور .
دلف على الفور وبعد الترحاب به جلس فؤاد يردف بترقب بعد أن لاحظ حالته :
– خير يا حمزة إيه اللى حصل .
زفر بإخــ.تناق وتحدث :
– الندل اللى إسمه ناصف رجع تانى ،، رجع وبقى شريك معانا في الشركة .
صُدم فؤاد وصَمَت لثوانى ثم تحدث بعملية :
– ده مجنون ده ولا إيه ؟ ،، أزاي ده حصل ؟ ،، هو فاكر إنه هيفلت ،، ده مطلوب للعدالة .
أومأ حمزة يردف بغضب واختناق :
– عمل حيلة قــ.ذرة زيه وبرء نفسه ،، بس مش هيحصل ،، حتى لو هــ.قتله .
زفر فؤاد يدرك جيداً ما يشعر به حمزة وقد فهم ما حدث ثم تحدث بود :
– طيب شوف ناوي على إيه والشركة هنا تحت أمرك ،، وفوراً يتحرك طقم حراسة من أمهر الشباب اللى عندي يأمنوا القصر والعيلة كلها .
هز حمزة رأسه بشرود وتحدث :
– لااا يا فؤاد ،، أنا بس عايزك توصلنى بحد في الداخلية ،، حد تكون بتثق فيه ،، لازم أكشفه في أقرب وقت ،، لازم يتقبض عليه .
أردف فؤاد بتحفز :
– تمام مافيش أي مشكلة ،،، هتكلم مع زميل ليا وابلغك فوراً .
طالعه حمزة بترجي وقال :
– كلمه دلوقتى يا فؤاد ،،، معلش بس مش هرتاح طول ما الكــ.لب ده حر .
أومأ فؤاد وتناول هاتفه وبالفعل طلب رقم إحدى معارفه والذي لم يكن سوى الرائد تامر الألفي ( صديق فؤاد ) .
أجاب تامر بحماس وهو يمارس عمله في الداخلية كعادته :
– فؤاد باشا ؟ ،،، عامل إيه؟
أجاب فؤاد بترقب :
– أهلاً يا تامر باشا ،،، أخبارك إيه يا غالي ؟
تحدث تامر وهو يتطلع على بعض الأوراق بتركيز :
– كوبس جداً ،، خير ،، واضح أن ده إتصال مهم .
تبسم فؤاد قائلاً :
– عايزك في موضوع مهم ،،، بشكل أصح مش أنا اللى عايزك هو حمزة الجواد ،،، صاحب عمري وعنده مشكلة جامدة وحلها عندك .
تنبه تامر ثم تحدث برتابة :
– تمام يا فؤاد ،،، بس النهاردة للأسف عندى شغل مهم ،، خليني أشوفه بكرة عندك ،، بس أديني لمحة صغيرة كدة عن الموضوع .
زفر فؤاد وهو ينظر لحمزة ثم تحدث :
– واحد كان ممنوع من دخول البلد من كذا سنة بسبب قواضي مخذرات ،،، ودلوقتى هو دخل البلد وبرأ نفسه من القواضي دي وكمان بقى شريك بدل حد تانى في شركة حمزة .
إبتسم تامر بحماس وتحدث :
– حلو أوى أوى الحوار ده ،، ده جه لقضاه ،،، بكرة الصبح هبقى عندك .
أغلق معه ونظر لحمزة الذي إستمع للمكالمة كاملة وهو يحاول تهدأة نفسه ولكن عبثاً ،، لن يهدأ إلا إذا قبض عليه وزج في السجن إلى ما لا نهاية .
❈-❈-❈
مساءاً وفي وقت متأخر وبعد مصارعة طاحنة بينه وبين أفكاره قرر العودة إلى ملاذه ،، فمنذ أن غادر وتركها وهو يشعر بالضيق وبعد أن رأى هذا القذر شعر بالغضب والإختناق ،، لماذا عاد وبماذا يخطط ،، الآن تمنى لو يعود الزمن للوراء ،،، حينها لم يكن ليقبل بتلك الزو جة الخبيثة أبداً التى كلفته الكثير ،، ليته يعود ويصحح جميع أخطاؤه ،،، يعلم ويرى في عينه الانتقام ،،، وليته ينحصر على الأموال ،، فهذا الحقير وجه له رسالة مباشرة اليوم حينما قال ( يعنى أنا راجع أخد وناوى استرد كل اللى كان ليا قبل ما أمشي ) ،، هل ينوى إستردادها ،، إذاً ينوي هلاكه ،،، فهو لن يسمح بمــ.س شعرةً واحدةً منها ،،، لن يسمح وإن كلفه الأمر حياته ،، هي لم تكن له يومياً ،، كان تصرف خاطئ مثل تصرفه ،، فإثنانهما مخطئين ولكنهما يستحقان بعضهما ،، لن يسمح لهذا الخبيث ان يتسلل إليها ولا حتى أن يلمح طيفها ،، ولن يخبرها بعودته ،، مؤكد سترتعب ،، لقد أخبرته عن خوفها منه وعن ما فعله معها فكيف سيقف أمامها وينظر لعيــ.نيها ويخبرها أن من كان ترتعب منه أصبح شريكاً له ،، بعد أن وثقت فيه وامنته وسلمته نفسها ؟ يخبرها أن ناصف قد عاد ؟ ،،، سيجن ،، الأفكار تقتله .
ظل طوال اليوم يقود من مكان إلى آخر وقد تعمد إغلاق هاتفه ،، لا يقوى على الرد عليها ،،، لولا ضيق الوقت لكان ظل بعيداً عنها إلى أن تم الإمساك به ،، ولكن عليه الأنتظار .
ها هو يدلف من بوابة القصر بعدما فتح له الحارس البوابة ،، توقف بسيارته ينادى الحارس الذي إنحنى على نافذة السيارة يستمع له بتنبه فقال حمزة :
– من هنا ورايح عينك وسط را سك يا محمد ،، هنكسف الحراسة اليومين دول وبشكل غير ملحوظ ،، وأهم حاجة محدش من جوة القصر ياخد باله ،، وبلغ الباقيين بكدة .
أومأ محمد يردف بطاعة :
– حاضر يا حمزة بيه علم وينفذ .
أكمل حمزة قيادته إلى أن توقف أمام باب القصر الداخــ.لي ،، رأته من كانت تقف في شرفتها تنتظره وتسارع الخوف والقلق الذي يراودها حتى بعد أن طمأنها مراد أن حمزة تراكمت عليه الأعمال قليلاً ،، ولكن هذا لم يطمئنها ،، لو كان كذلك لكان هاتفها ،، ولكن هناك أمرٍ ما يحدث لذلك فهي ستنتظر عودته وتسأله ،،، قضت معظم وقتها الممل بدونه في التحدث مع كاري وصفية وشيرين والوقت الآخر مع مروان في غرفته حتى نام الصغير ونام الجميع وبقيت هي منتظرة عودته بقلبٍ منفطر .
ترجل حمزة من سيارته وأغلقها وصعد الدرجات ثم فتح ودلف القصر ومنه إلى الطابق الثانى على الفور .
دلف جناحه وإتجه لغرفة صغيره ليطمئن عليه ،، رآه ينام بعمق فتنهد بضيق وقبضة تعتصر صــ.دره خوفاً عليه ،،، تحرك يدنو منه يقبله ثم إعتدل يقف ويعود من حيث دلف ليكمل طريقه في الرواق المؤدي لغرفته .
توقف عند الباب ،،، كيف سينظر لعــ.ينيها براحة ؟ ،،، كيف سيقف أمامها هادئاً يدعى السعادة التى كانت تغمره صباحاً ،،، أين تلك السعادة الآن .
زفر بضيق ،، ربما هي نائمة ،،، ربما لن تراه ،، نعم مؤكد نامت مثل الجميع ..
لف مقبض الباب وفتحه ودلف ،،، ولكن ما إن حطت قدمه أرض الغرفة حتى رآها تقف أمامه حتى كادت تصطدم به .
تلقائياً رفع عينه في عيــ.نيها يطالعها پتعمن ،،، للحظة وربما لثانية أو لدقيقة نسى أمر ناصف ومها والعالم كله .
رائحتها المثــ.يرة تتوغل أنفه ،،، عــ.ينيها الرمادية المتسائلة تسحره .
وهى تقف تطالعه بصمت ،، أهذا ما نوت له ؟ ،، أولم تقرر الآن أن تعاتبه على تأخيره وعدم مهاتفتها ؟ ،،، أين تبخر هذا العتاب ،، بمجرد أن رأت ملامحه وعــ.ينيه المرهقة تبخرت الأحرف وانتعش قلبها برؤيته ،،، ولكن بتلك الحالة عاد قلبها يتلوى ،، عينيه تخبرها أن هناك خطبٍ ما .
تحدثت بحنو وهو تمد يــ.دها لتتمــ.سك بكفه لتستشعر دفئه قائلة باهتمام واضح :
– حمزة ؟ ،، مالك يا حبيبي ؟.
وعى على حاله ،،، عاد إلى واقعه ،، في لمح البصر كان يلف عينيه عنها ويردف مبتسماً بصعوبة :
– سلامتك يا حبيبتى ،،، أنا أسف لقيت شغل كتير جداً كان متراكم عليا الفترة اللى فاتت فقفلت الفون علشان أعرف أركز بس قولت لمراد يطمنك .
لا هذه ليست الحقيقة ،،، عينيه التى تحاول الإبتعاد عن مرمى عينيها تخبرها أنه يخفى شيئاً آخر ولكن لراحته إبتسمت وأردفت بحب وحنو :
– تمام ولا يهمك ،، أنا بس عايزاك إنت تبقى تبلغنى لو حصل واتأخرت تانى لأنى قلقت جداً عليك .
لم يحتمل ،، يــ.ديه التى كانت بين يــ.دها قامت بسحبها إليه لتستقر بين ضــ.لوعه يعانــ.قها بقوة ،،، دفن رأ سه بين تجويف عنــ.قها يعتصرها ،،، يتمنى لو يصبحا جزئاً واحداً فقط ،،، يحميها ويشكي اليها ألمه بصمت ،، يطمئنها ويستمد منها القوة ،،، يحبها ويطالبها بأن لا تتوقف عن حبه أبداً ،، كان عناق به كل شئٍ وعكسه ،،، حتى أنها باتت تتألم من شده قبضته فتآوت فسمعها فلانت قبضته على الفور وكأنه كان في لقاء شرس مع عقله .
رفع رأ سه عنها فوجد في عينيها أسألة كثيرة لذلك تحمحم وابتسم يردف بحب ومراوغة :
– أنا هدخل آخد شاور لأنى هلكان جداً وإنتِ لو سمحتِ بلغي مريم تجهزلنا الأكل .
خطى خطوة واحدة ثم عاد يغمزها ويردف متسائلاً :
– ولا إتعشيتي ؟
لانت ملامحها وهزت رأ سها تجيب بعشق :
– مستحيل أكل من غيرك .
توقف مكانه يطالعها پتعمن ،، كثيرة عليه ،، كل ما تفعله كثيراً عليه ،، الآن ندم على تأخيره ،، ليته يستطيع مساواتها أو زيادة ،،، ليته يستطيع أن يغرقها هو بكل ما يسعدها ،،، زفر وعاد يحتوي وجــ.هها بين راحتيه ثم مال يطبع قبــ.لة حب وشغف وقلق وغضب على شفــ.تيها التى إستقبلتها بسعادة برغم تعجبها من حدته بعض الشئ ولكنه عاد يتمهل ثم ابتعد مرغماً يردف وهو يستند على جبهــ.تها :
– ثوانى وراجعلك .
❈-❈-❈
في الثالثة صباحاً
تستند ريتان على ظهر الفراش وخلفها وسادة ناعمة ،، مستيقظة تــ.داعب خصلات هذا الذي تحتل رأ سه صــ.درها ،، بين الحين والآخر تدنو تقبل مقدمة رأ سه ثم تتنهد وطوال هذا الوقت الذي مر منذ حوالى ساعة وهي على هذا الحال ،، تفكر فيه ،، لم يخبرها مع به عندما سألته للمرة الثانية أثناء تناولهما الطعام الذي لم يذق منه سوى القليل .
إحترمت رغبته في عدم الحديث الآن بل وعلى يقين أن ما يخفيه لن يروق لها لذلك أخفاه .
ولكن ما جعلها مستيقظة إلى الآن هو تعجبها من أمره ،، بدى لها وكأنه يتهرب بالنوم منها ،، لذلك تمدد بجوارها وعانــ.قها بقوة لدقائق ثم تسحب هو بعدها لتصبح هي المسيطرة في عناقها .
فقد وضع رأ سه على صــ.درها ولف ذرا عيه حولها ثم تنهد بقوة ونام بعدها ومنذ تلك اللحظة وللآن وهى على الحالة التى ثبتها عليها .
كانت شاردة في أفكارها وكل ما تؤدي إليها سُبل أفكارها أن مها عبثت بما أزعجه ،،، لم ولن يخطر على عقلها شيئاً آخر سوى مها والشركة وهذا جيد .
وبسبب شرودها وتعمق أفكارها إنتفضت تنطق بالبسملة على صدى صراخ قوي يأتى من الخارج .
مما جعله هو الآخر يستيقظ منتفضاً مردداً إسمها وهو يتفحص كل شئ بها متسائلاً بنعاس ولهفة :
– مااالك ،، مااالك في إيييييه ؟
هدأته تمــ.لس على وجهُ مردفة بتروى :
– إهدى يا حبيبي أنا كويسة ،،، دي يظهر شيرين .
زفر بقوة يطلق سراح أنــ.فاسه التى إنحبست بخوف فقد كان يرى كابوساً مزعجاً لهذا المختل .
عاد الصراخ مرةً أخرى ليعتدل ويترجل من فراشه وكذلك هي التى شعرت بالقلق قائلة :
– شكلها بتولد يا حمزة ،،، تعالى بسرعة نشوف فيه إيه .
أومأ لها وإرتديا ثوب مناسب لهما وتوجها للخارج حيث جناح فريد الذي كان يحاول تهدأتها ولكنها تزداد تألماً .
لم يدلف حمزة إحتراماً لما لم يكن في الحسبان بل وقف خارج غرفة شقيقه ودلفت ريتان بعد أن فتح لها فريد تردف بتوتر وهي ترى حالتها :
– خلينا ناخدها على المستشفي يا فريد دي أكيد ولادة .
وكأن جملتها أطلقت سراحه فأومأ وإنحنى مسرعاً يحملها بينما أوقفته ريتان تردف بجــ.سد مرتعش من صرخات شيرين :
– إستنى لما أبدلها هدومها بأي حاجة مناسبة .
وبالفعل شرعت في ذلك بينما كانا مراد وكاري إستيقظا أيضاً وكذلك صفية وسالم على صوت الصراخ .
بعد دقائق كانا حمزة يجلس في سيارته خلف المقود بينما فريد يحمل شيرين ويدلف بها سيارة شقيقه وريتان تجاور حمزة وانطلق بعدها على الفور إلى أقرب مشفى .
لحقا بهم سالم وصفية في سيارته بينما ظلا فريد وكاري في القصر لأجل الصغار .
بعد فترة وجيزة توقف حمزة أمام إحدى المستشفيات الخاصة بينما أسرع فريد يترجل ويتجه للجهة الآخرى حاملاً زو جته وحبه الحقيقي بقلق ولهفة ثم إندفع بها داخل المشفى يتحدث بنبرة صارخة مترجية مردداً :
– ساعدوووها بسرعة بتووولد .
كان في أقصى درجات خوفه ،،، فمنذ أن استيقظ على صراخها وأعصابه تائهة منه ،،، جــ.سده يرتعش من شده خوفه عليها ،، فمنذ أيام وهي تعانى وهو شاهداً على آلامها ،،، لذلك يريدها أن ترتاح ويريد أن يطمئن .
أسرعن الممرضات يساعدونه وبالفعل أدخلوها غرفة الفحص وكان هناك طبيباً مختص أتى وأكد أنها ولادة لذلك أردف ما أرعب شيرين وجعل طلقها يزداد وصراخها يعلو :
– جهزوها بسرعة ،، هتولد حالاً .
كان حمزة يقف خارجاً يحتوي ريتان التى ترتعش أيضاً من مظهر شيرين ،،، بينما دلف سالم ومعه صفية يتجهان إليهما ويتساءلان فأخبرهما حمزة أنها ستلد الآن .
أما في الداخل فأسرعن الممرضات يجهزن شيرين بالفعل ليأخذوها إلى غرفة الولادة الطبيعية .
يقف فريد يتمــ.سك بيــ.دها ويحاول تهدأتها وحالته أبعد ما يكون عن الهدوء فقط يحاول ولكن تزداد صرخاتها وتعرق وجــ.هها حتى أصبحت كمن خرجت من تحت الماء لتوها .
بعد دقائق دلفت شيرين غرفة الولادة ومُنع فريد بصعوبة من الدخول معها بعدما فشل الأطباء في منعه ونجح حمزة في ذلك وها هو يقف على أعتاب الغرفة هى تصرخ وهو يهتز بقوة لم يعد يحتمل آلامها التى تعتصر قلبه وتلوى أحشاؤه .
بعد حوالي ربع ساعة من المعاناة والصراخ أخيراً إستمعوا إلى بكاء صغير يأتى لتتوقف والدته عن الصراخ آخيراً معلناً عن وصوله وكأنه يقول ( كفا أمى توقفى عن الألم لقد أتيتُ ) .
وبالفعل هدأت شيرين أخيراً بل وباتت تضحك بسعادة بمجرد أن رأت صغيرها بعد أن قربته منها المساعدة ،، كان يبكى فبكت معه ولكن بكاء الفرح واللهفة ،، ودت تقبيله وفعلت ثم حاولت التقاط أنــ.فاسها والنوم أو الراحة .
أما المساعدة فألبست المولود السعيد ملابسه التى أتت بها صفية واتجهت للخارج لتناوله لوالده .
توقف فريد لدقيقه ينظر لهذا الصغير الذي يتوسط ذراعي المساعدة وهى تردف مبتسمة :
– ألف مبروك يتربى في عزك .
كان ينظر له بتعجب ،، بذهول ،، بشعور ممزوج بالسعادة والغرابة ،، أتى طفله إلى الدنيا ؟ ،، سيصبح أباً .
إبتلع لعابه ورفع نظره يطالعها ثم تساءل مطمئناً قبل أن يتناوله :
– شيرين عاملة ايه ؟
أومأت مبتسمة تقول :
– زي الفل ،، ثوانى وهنطلعها على أوضتها .
مد يــ.ديه أخيراً يلتقط الصغير ويقف حمزة وريتان على يساره وسالم وصفية على يمينه .
يا إلهي صغيرٌ جداً وجميل ،، بشرته ناعمة كالحرير وشعره اسود غزير ،، يشله عمه حمزة وربما والده لم يحدد بعد .
زفر براحة ودنى يقبله ثم إقترب من أذنه وأذن له بحنو وصوت هادئ والصغير مستكين وريتان تبتسم باكية بسعادة على ما تراه ،، الآن تتمنى تلك اللحظة لها .
مؤكد شعر بها حمزة من قبل عندما جاء مروان ،،، وتحاول السيطرة عن أي صوت سئ يوسوسها ولكنها حقاً تتمنى أن ترزق بطفل ،، أن يكون لحبهما ثمرة ،، تعلم أنه سيفرح إن حدث ،، تدرك جيداً أنه سيكون أكثر فرحةً منها ،، تنهدت بقوة تدعو الله سراً ثم لا إرادياً وجدت نفسها تتقدم من فريد وتردف بحنو وعاطفة تحتاجها :
– ممكن أشوفه ؟
إنتبه لها فريد فابتسم ومد يــ.ده يناوله لها فتناولته بحرص وهدوء وهى تضحك ودموعها تسقط بسعادة ثم نظرت لحمزة وهى تحمله وكأنها تخبره بأمنيتها فبادلها الإبتسامة وهو يومئ لها وكأنه يخبرها أن ما تتمناه سيصبح حقيقة بمشيئة الله .
قبلته بحب ثم إتجهت تناوله لجده الذي تعجب من فعلتها ولكنه تناوله منها بحنو ثم دنى يقبله وعاد يطالعها ويردف بترقب :
– عقبالك يا بنتى .
أومأت له مبتسمة وعادت تقف عند حمزة الذي عاد يحتويها والسعادة تغمر الجميع في تلك اللحظة .
بعد حوالى نصف ساعة يجلسون جميعهم في غرفة خاصة وشيرين تستند على الفراش وتحمل صغيرها ويجاورها فريد يحتويها بحب وينظر لأسرته الصغيرة بتأمل وسكون وراحة توغلت إليه .
يتابعه حمزة بإهتمام ،، ألتفت ينظر لريتان فرآها تحرك أهدابها ببطء ويبدو عليها الإرهاق .
وقف يردف :
– هنمشي إحنا بقى يا فريد ،، حمدالله على السلامة يا شيرين ،، يتربى في عزكوا .
وقفت ريتان تجاوره وتردف بمثل :
– حمدالله علي سلامتك يا شيرين ،، وألف مبروك يا فريد .
إبتسمت لهما شيرين تردف بهدوء :
– الله يسلمكوا ،، شكراً يا ريتان .
بينما تحدث فريد بإمتنان :
– تسلم يا حمزة والله يبارك فيكي يا ريتان ،، عقبال عندكم .
ودعت ريتان سالم وصفية وكذلك حمزة وغادرت معه يتمــ.سكان بكفي بعضهما .
نزلا عبر المصعد ومنه إلى الخارج حيث سيارتهما .
إستقلاها وقاد حمزة يطالعها بحنو متسائلاً :
– إنتِ لسة منمتيش خالص مش كدة ؟.
نظرت له بحنو وعيون مرهقة وتحدثت :
– عادي يا حبيبي ،،، هنروح دلوقتى وننام ،، بس بجد فرحتى بالبيبي متتوصفش .
تناول كفها ورفعه لفــ.مه يلثمه ثم تحدث بثقة وعيون ثاقبة :
– أنا واثق في عوض ربنا لينا يا ريتان ،، وعايزك تطمنى وترتاحي من الناحية دي ،، أوعي تقلقي أو تخافي من أي حاجة تانى بعد كدة ،،، كل حاجة هتبقى تمام .
إقتربت منه ومالت برأ سها علي كتفه وهى تحتضن ذراعه وتردف بثقة ويقين وعينيها تغلق :
– أنا متأكدة من ده طول ما أنت معايا يا حمزة ،،، وجودك هو الآمان والراحة بالنسبالي .
زفر بقوة والقليل من الراحة بعد كلماتها ثم قبل مقدمة رأ سها وبدأ يتحرك متجهاً إلى القصر .
❈-❈-❈
صباحاً
إستعد حمزة ليذهب ويقابل الضابط تامر .
إلتفت يطالع تلك النائمة بعمق بعد أن تسلل بهدوء من جانبها حتى لا يوقظها ،،، فمنذ أن عادا سوياً وإستكانت في أحــ.ضانه نامت على الفور وبقى هو هذه المرة مستيقظاً يطالعها بشرود ،،، إلى الآن لم يهدأ ،، ولن يهدأ ما دام هذا الحقير أمامه طليق ،، كيف برأ نفسه وكيف تمت الاجراءات سراً هكذا ؟ ،، ألهذه الدرجة هناك خونة في الأرجاء أم ينوى الإنتقام قبل أن يمــ.سك به .
زفر بضيق وتحرك قاصداً الخارج فتململت تنادي بهمس ناعم بعدما شعرت بخطواته برغم هدوءه :
– حمزة ! ،، رايح فين بدرى كدة .
توقف مكانه متأثراً بنبرتها ،،، يلعن ذلك النذل على ما فعله به ،، لو لم يظهر الآن لكان ينعم معها وبها ولكن ظهــ.وره شتت افكاره ومشاعره .
ألتفت يطالعها بحب قائلاً بمراوغة :
– صباح الخير يا حبيبتى ،، أنا هنزل الشركة وإنتِ حاولي تنامى لإنك منمتيش كويس .
ترجلت من الفراش واتجهت تقف أمامه ثم تساءلت باهتمام :
– هتنزل إزاي من غير فطار ،،، وبعدين لسة الساعة سابعة يا حمزة ،،، هتروح الوقتى تعمل ايه ؟
تنهد بضيق ،، يكره ويختنق من فكرة الكذب وهو يتطلع لعيــ.نيها ولكنه يكذب لأجلها .
تحدث بهدوء وتروي وهى يحاوط خــ.صرها بحنين :
– صدقيني صعب عليا أنى أسيبك وأنزل ،، وصعب جداً كمان ،، بس صدقيني لو مكنش شغل مهم مكنتش هسيبك ،،، وهحاول أرجع بدري .
مالت تستند برأ سها على صــ.دره فعانقها بقوة ثم أبتعدت بعد أن نعمت بعناقه تردف باصرار :
– تمام يا حمزة بس لازم تفطر قبل ما تنزل .
كاد يعترض ولكنها تابعت تكمل بتصميم :
– هتفطر قبل ما تنزل يا حمزة وأنا اللى هفطرك بأيدي .
زفر بإستسلام يومئ ،، ثم رفع نظره لها وتحدث بخبث وهو يعاود سحبها إليه :
– إذا كان كدة بقى يبقى أفطر على طريقتي أنا .
مال يلتهم شفــ.تيها بقبلة متعطشة شغوفة وقلقة أيضاً ،،، تحمل في مشاعرها ما يجول بداخــ.له وكم رحبت هي بها وإستقبلتها بترحاب هي وجميع مشاعره تلك ليسرقا من الزمن القليل من الراحة والسكينة .
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية للقلب أخطاء لا تغتفر) اسم الرواية