رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل السادس و العشرون 26 - بقلم اية العربي
جميعنا نستحق شخصٍ يعانقنا ،، يطمئننا ،، يخبرنا بأن الأمر سينتهى على خير ،، يخبرنا بأنه معنا دائماً ولن يتركنا أبداً .
❈-❈-❈
ها هما يقفان أمام مرآة الزينة بعد أن إنتهت جولة عشقهما يرتديا مأزرين ويعانقها حمزة ناظراً لإنعكاس صورتها في المرآة متحدثاً بحب بعد أن أنسته تلك الجميلة قلقه ولو قليلاً :
– ينفع اللى بتعمليه فيا ده ؟ ،، فاضل ساعة واحدة بس على معادي ومش قادر أتحرك .
إبتسمت بحب وأستمتاع ،،، تلك المشاعر الجديدة في إحتواءه عادت تتوغلها ،، نظرت له في المرآة بترقب مستفهمة وهى تضع كفيها على يــ.ده الموضوعة حول خصرها :
– طيب كنت هتروح بدرى تلت ساعات تعمل إيه بقى ؟ ،، حمزة بجد طمنى !.
لفت لتقابله وما زالت يــ.ديه تحتفظ بها ثم تمعنت في عينه متسائلة بتوتر :
– هي مها عملت حاجة ضايقتك ؟ ،، بخصوص مروان أو الشركة ؟
حبس أنــ.فاسه قليلاً ،، ودّ لو أخبرها عن الحقيقة ،، ود لو شاركها ،، ولكنه يعلمها جيداً ،، هى من تلك النوع الذي لا يستطيع الجمع بين القلق وأظهار الراحة في آنٍ واحد ،، إن علمت بظهور ناصف وعودته وخصوصاً برغبته في الانتقام لن ترتاح أبداً ،، زفر بقوة وتابع مطمئناً :
– متقلقيش من ناحية مروان ،،، هى إتنازلت عن حضانته لإنها متأكدة إن دي قضية خسرانة ،، الكل عارف إنه آخر همها ،،، وبالنسبة للشركة هي باعت الأسهم لواحد غريب ،، إسمه وائل القماش ولسة معرفش عنه تفاصيل ،، ويمكن ده اللى موترني شوية ،،، لإن مها لازم كانت هتعمل حاجة بعد اللى إتنشر في الصحافة ،،، بس متقلقيش أنا مش هسمحلهم أبداً يفرقوا بينا مهما حصل ،، بس معلش اتحمليني اليومين دول لما أحاول أسترد الأسهم دي وصدقيني بعدها هاخدك ونسافر مكان حلو نغير جو ،، تمام يا قلبي .
قال الأخيرة وهو يقرص وجنتها كفطلة صغيرة فأومأت بإقتناع تدثر نفسها بين ضــ.لوعه وهو يعانقها بقوة ثم إبتعدت قليلاً تردف بنعومة :
-طيب ممكن بعد إذنك أروح أشوف ماما وبابا النهاردة ؟
إبتلع لعابه وعاد التوتر يتوغله ،، بالطبع لن يتركها تغادر القصر في هذا الوضع ،، كيف يخاطر وهو يعلم بمدى حقارة ودناءة ناصف ،، ماذا إن حاول الوصول إليها .
زفر وأردف بتروي :
– معلش يا ريتان مش هينفع دلوقتى ،، لو ممكن هما ييجوا ينورونا هنا ويقعدوا معاكى زي ما تحبي ،،
تعجبت من رفضه الذي لم تتوقعه ،، نظرت له لثوانى ثم تحدثت بتروى :
– مش هيوافقوا ييجوا هنا يا حمزة دلوقتى ،، الأحسن أن أنا اللى أروحلهم لأنهم هيتحرجوا .
حاوط وجــ.هها بكــ.فيه ثم مال يقــ.بلها قبلة سريعة وابتعد قائلاً :
– مع إنهم مرحب بيهم في أي وقت بس خلاص أوعدك في أقرب وقت نروح أنا وأنتِ سوا ،، وبعدين بصراحة أنا مبقتش أتحمل تبعدي عني .
تنهدت بقوة ثم أومأت مبتسمة وقد شعرت بغرابة الوضع قليلاً ولكنها لم ترد تأخيره عن عمله لذلك تحدثت قائلة :
– تمام يا حبيبي ،، بس متنساش إن بعد أسبوعين الدراسة هتبدأ والمفروض أنى هبدأ شغل ،، بس يالا بدل هدومك علشان متتأخرش على معادك .
تنهد يومئ لها ثم إبتعد يبدل ثوبه وشرد يفكر ،، لقد نسي أمر وظيفتها تماماً ،، حسناً سيبدو لها أناني قليلاً ولكنه يعلم جيداً أن بمجرد خروجها من هذا القصر يمكن أن ترى هذا الحقير ويمكن أن تتعرض للأذى لذلك هو مجبر لتقييد حريتها قليلاً وحمايتها بنفسه تلك الفترة هي وإبنه إلى أن يتم القبض على ناصف .
❈-❈-❈
بعد أكثر ساعة في شركة الحراسة الخاصة ب فؤاد منذر
يجلس حمزة وأمامه يجلس الضابط تامر يستمع له بتمعن إلى أن أنتهى من سرد كل ما لديه بخصوص ناصف سواء في الماضي أو الحاضر .
زفر تامر وصمت قليلاً ثم تحدث بعملية وثبات :
– دلوقتى لو إستدعيناه للتحقيق مافيش ضده أي حاجة ولا سبب ،، وللأسف الفيديو اللى معاك من سبع سنين وجودة التصوير وعدم أذن نيابة للفيديو أو للتنصت على مكتبه خلته يشكك فيهم ويثبت براءته .
رجع يفرد ظــ.هره على المقعد ثم تابع وهو يطالع حمزة :
– هو ذكي جداً ،، عارف كويس أن القانون مش بيعترف غير بالأدلة الملموسة ،، يعنى حتى لو إحنا عارفين إن شغله مشبوه ده مش كفاية أننا نسجنه ،، يا إما يتقبض عليه متلبث وطبعاً أستحالة يعمل حاجه زي دي دلوقتى .
إستمع إليه حمزة بضيق واختناق ثم تحدث بانزعاج :
– يعنى ايه ؟ ،، يعنى كدة مش هنعرف نثبت عليه حاجة ؟ ،، يعنى أسيبله شركتنا يعمل صفقاته القذرة بإسمنا ؟ ،، ولا أسيبه يهدد أستقرار عيلتى واقف اتفرج ؟ .
تحدث فؤاد ليمتص غضب حمزة قائلاً :
– يا تامر إحنا عايزين حل مش تعقيد ،، لازم نفكر في حل ،، لو على العيلة مش هيقدر يقرب لحد فيهم أوعدك يا حمزة ،، بس أصلاً ده واحد خارج عن القانون ومكانه السجن ولازم يتعاقب .
شرد تامر قليلاً ثم تحدث :
– انا ممكن أجبلك أذن تسجيل إعتراف منه ليك ،، بس هتقدر تخليه يعترف بسهولة كدة من غير ما يحس بحاجة ؟ ،، تفتكر شخص زي ناصف هيعترف بكل حاجة عملها قدامك مرة تانية ؟
ضيق حمزة عينه وهو يعتصر فكه بيــ.ده يفكر ،،، هذا صعب إن لم يكن مستحيل ،،، فهذا الخبيث لن يعترف بشئ أبداً ولكن ليجرب ،، ربما نجح ؟ ،، ليس أمامه حلاً آخر .
نظر لتامر وتحدث قائلاً :
– تمام ،، هحاول ،، لازم أحاول .
أومأ تامر بتأكيد ثم تذكر أمراً ما قائلاً :
– وفيه حل تانى بس هيبقى خطر عليك .
تنبهت حواسه مردفاً يلهفة :
– إيه هو ؟
نظر تامر لفؤاد ثم عاد لحمزة قائلاً :
– أنك تسافر فرنسا تدور وراه وتعرف تجيب دليل على شغله هناك ،، بس وقتها هتفتح عين المافيا الفرنسية عليك إنت ،، متنساش أنك كنت شريك شوقي أبو الدهب اللى ليهم عنده دين لسة لحد دلوقتى مندفعش حتى لو مات هما مش بيسيبوا حقوقهم ،، يعنى ده خطر عليك جداً وللأسف ده خارج حدود حمايتنا ،، بس من واجبي أبلغك .
زفر يفكر بشرود ،، لا يهمه نفسه ولكن كيف سيسافر ويترك ريتان ومروان ؟ ،، لااا مستحيل ،،، فليجد أحدهم حلاً آخر .
وقف حمزة ومد يــ.ده يُسلم على تامر شاكراً وكذلك فؤاد الذي لاحظ ملامحه اليائسة ولكنه تنهد وقال :
– على فكرة يا حمزة ،، لازم أعرفك إنى بعت حد تبعي يراقب ناصف بعد ما بلغتنى بس للأسف مالوش أثر ،،، لازم تاخد بالك كويس الفترة الجاية ،، وإطمن الحراسة هتأمنك كويس إنت والعيلة .
عاد تامر يخبره ليخفف عن عاتقه :
– أطمن يا حمزة ،، في أقرب وقت هجبلك أذن التسجيل ووقتها تحاول توصله وتتكلم معاه يمكن تعرف تستفزه ويقول اللى عنده .
زفر بضيق وأومأ بصمت وغادر بعدها ليذهب للشركة وليلتقي بشقيقيه فعليهم أن ينتبهوا جميعاً لأعمالهم تلك الفترة وأن يتحدوا ليصدوا أي فعل من هذا الخبيث .
❈-❈-❈
في اليوم التالى
في غرفة ريتان .
وبعد أن إطمأنت على والدتها ووالدها عبر أتصال هاتفي ككل ليلة ووعدتهما بزيارةٍ قريبة .
شردت تفكر في أمر حمزة وخصوصاً في حالته أمس عندما عاد ،، يبدو أن الأمور معقدة اكثر من اللازم ،،، تعلمه جيداً أكثر من معرفتها لنفسها ،
عيناه التى أسرتها تلمح فيهما نظرة قلق وخوفٌ يحاول أخفاؤهما عنها ولا تعلم مصــ.درها مهما سألته ليته يريحها ويخبرها ما به لتشاركه وجعه الذي يجاهد لإخفاؤه ،، أولم يعلم أنها تتألم إن رأت ألمه ؟ أولم يعلم أنها لا تستطيع أن تطمئن إلا براحته ؟ .
لذلك قررت أن تجعل الليلة مختلفة ليرتاح قليلاً وليسعد .
نزلت للأسفل بحذر واتجهت للمطبخ فقابلتها العاملة بود وترحاب .
إبتسمت لها واتجهت تبحث عن ما تريده في المبرد ووجدته وكان عبارة عن تشكيلة من المأكولات البحرية المنظفة مسبقاً ومفرزة .
تناولتها وأردفت بود وترقب :
– داليا ممكن لو سمحتِ تعرفيني مكان بهارات الأسماك ،،، عايزة أطبخ لحمزة أكلة مميزة النهاردة .
إبتسمت لها داليا وأردفت بسعادة :
– حاضر يا ست هانم على را سي ،، حمزة بيه هيفرح أوى .
إبتسمت لها وبدأت تحضر طعامها وداليا تساعدها إلا أن إنتهت بعد فترة ونظرت في ساعة هاتفها فوجدتها تقترب على موعد حضوره لذلك تنهدت ونظرت لداليا تردف برجاء :
– داليا معلش أنا هطلع أجهز قبل ما حمزة ييجي ،،، ممكن تصبي الأكل في الأطباق دى وتجيبيهولي ؟ .
أشارت داليا بسبابتها على عيــ.نيها تردف بحب :
– من العين دي قبل العين دي يا ست هانم ،، اطلعى إنتِ إجهزى وأنا هجبهولك متقلقيش .
أومأت وصعدت لجناحها ثم اتجهت لغرفة مروان الذى كان يلعب مع بيري إبنه عمه وانحنت تطبع قبــ.لة على وجنته بحنو وكذلك الصغيرة ثم اعتدلت تردف بترقب :
– بتلعبوا إيه يا مارو ؟
أجاب مروان بحماس وسعادة :
– بنلعب تحدي سباق ،،، وأنا كسبت بيري مرتين .
أنحنت على إذنه تردف بهمــ.س وترقب :
– خد بالك يا مارو أن دى بنوتة ولازم إنت تخليها تكسب مرة ،،، يعنى سهلها عليها شوية يا بطل لإن اللعبة دي إنت عارفها إنما هى لاء .
نظر لها بترقب فأومأت له تغمزه بعيــ.نيها فعاد يردف لبيري بحماس :
– خلاص يا بيري هنلعب دور تانى وهعلمك تعملى إيه .
صفقت الطفلة بيديها بحماس واندمجا الإثنين في لعبتها وتحركت هي إلي غرفتها وأغلقت خلفها واتجهت إلى غرفة الملابس تبحث عن زي يلائم تلك الليلة المميزة التى ستسعى فيها إلى معرفة ما به وما يخفيه عنها .
أخرجت فستان نــ.ومٍ قصير لونه كسماءٍ مشبحة بالغيوم من قماش الحرير الناعم ذو أكمام شفافة وقصة صــ.در وظــ.هر واسعة .
تنهدت تتحلى بالجرأة فهى تعلمه جيداً وتعلم شغفه بها وتتخيل ما يمكن أن يفعله عندما يراها بهذا الزي ،، فمنذ زوا جهما وقد رأت منه ما لم تكن تتخيله على الإطلاق هذا إلى جانب حبه وحنانه .
إتجهت إلى الحمام لتغتسل ،،، خرجت بعد دقائق ترتدى مأزر الإستحمام ثم إتجهت إلى مرآة الزينة تجفف خصلاتها بالمجفف الكهربائي وبدأت تتزين ببساطة وتتعطر برائحة الحب ثم إتجهت تفتح الباب لداليا التى أحضرت صينية الطعام .
تناولتها منها وأغلقت الباب ووضعتها على المنضدة وأتجهت تحضر من إحدى الأدراج شموعاً عطرية أحضرتها معها منذ أن أتت وكيساً ورقياً يحتوى على ورودٍ حمراءٍ عطرية مجففة نثرت منها القليل في أماكن متفرقة ووضعت الشموع في أماكنها وأشعلتهم وأغلقت الأنوار إلا نوراً رومانسياً يتلألأ وسط الشموع ليجعلها ليلةٍ ساحرةٍ مميزة .
إتجهت للمشغل الصوتى وقامت بتشغيل موسيقى رومانسية حالمة وهى على يقين أنه الآن يدلف القصر فباتت تشعر بقربه وبمجيئه دون أن تراه .
وبالفعل دقائق وصعد حمزة يتجه لغرفة صغيره ليطمئن عليه فوجد والدته تجلس مع الصغيرين بإندماج فرحب بها وقبل صغيره بحب وكذلك أبنة شقيقه الغالية ثم إعتدل يردف وهو يبحث بعيــ.نيه متلهفاً لرؤيتها :
– أومال فين ريتان ؟
أردفت صفية بحنو بعدما أدركت ما تنوى ريتان فعله عندما رأتها تحضر الطعام في المطبخ :
– في أوضتها يا حبيبى ،،، أنا هاخد الأولاد وأنزل وإنت أدخل أطمن عليها .
أومأ لوالدته بهدوء وبالفعل أخذت الصغيرين وغادرت للأسفل وتنهد هو بشرود ،،، عليه أن يضمن حمايتهم جميعاً ،،، ليجد حلاً في أسرع وقتٍ ،،، يعلم أنها تحاول معرفة ما به منذ أيام ولكن كيف يخبرها بما يشغله بعدما اخبرته هي بمخاوفها منه .
زفر وخطى بإتجاه غرفته ليراها ويطمئن ويُشبع عيــ.نه برؤيتها .
إستمع إلى صوت موسيقى هادئة آتية من داخل غرفته فتعالت وتيرة أنــ.فاسه بترقب ،، لف مقبض الباب وفتحه يخطى للداخل بحذر بعد أن أشتم ورأى ما جعله يخــ.لع همومه وأفكاره ومخاوفه على حافة الباب قبل أن يدلف .
دلف وأغلق خلفه يطالعها بذهول وسحر وهي تقف مربعة ذراعيها تنتظره وتبتسم إبتسامة جعلت قلبه متضخماً بالعشق ،،، سرت الرعــ.شة في أوردته وباتت أنفاسه مقيدة ،،، حرم منها لسنوات وحرم من الحب معها وأتت لترمم جروحه وتشفى قلبه المتألم .
أبتسم لها فتقدمت منه حتى وقفت أمامه تتطلع عليه بحب وعيون عاشقة حنونة مردفة وهى تتمــ.سك بيــ.ديه التى أرتــ.عشت من لمــ.ستها :
– قولت أعملك مفاجأة ،،، يارب تكون عجبتك ! .
هل تسأله ؟ ،،، هل تختبر قوة تحمله ؟ ،،، لقد ظن أنه لن يرى السعادة أبداً لذلك إلتقط أنــ.فاسه بصعوبة وأردف بتيْم وصدق :
– ولا أجمل من كدة .
تناول كفيها التى تتمــ.سك به ورفعهما يلثــ.مهما بحب وتمهل ثم إبتعد قليلاً يطالع هيأتها التى حبست أنفاسه وجعلته ينظر لها بعيون معذبة راغــ.بة ثم تنهد بقوة وأردف بتأثر بكل ما فيها :
– كل ده علشانى ؟
إبتسمت له تومئ بصمت ثم تركت يــ.ديه تردف بترقب :
– يالا أدخل بدل هدومك وألبس الروب اللى أنا جهزتهولك جوة وتعالى علشان عملالك الأكل اللى إنت بتحبه .
نظر جانباً حيث صينية الطعام ثم عاد لعيــ.نيها يبتسم ويردف بحب :
– تمام ،،، دقايق وراجعلك علطول .
خطى متعجلاً إلى الحمام ليعود إليها مسرعاً بينما هى تقف تنتظره بجــ.سد مرتــ.عش نسباً لإنخفاض درجة الحرارة خصوصاً التى ظهرت بعد أن إبتعد عنها فقربه بالنسبة لها كمدفئةٍ أشتعلت بعد ليالِ بردٍ قارصة .
عاد بعد دقائق يرتدى ما أحضرته له والذى لم يكن سوا مأزر حريري رجالى يغلق رباطه بعقدة هاوية ويتقدم منها حيث كانت تنتظره وتتطلع عليه بإعجاب وعيون عاشقة ومشاعر مبعثرة نسبةً لهيأته التى قيدت أنــ.فاسها وعقدت معــ.دتها بشعورٍ ممــ.تع .
تقدم منها حتى وقف أمامها يردف بخبث ومرح بعدما لاحظ نظراتها عليه :
أنتِ بتفكري في الحاجات دي بردو ؟
إبتسمت بخجل وأومأت بصمت وهى ترفع حاجبيها بإستمتاع فتابع ليضحكها :
– وأنا اللى فاكرك مؤدبة .
ضحكت برقة ونعومة ومالت برأسها عليه تلكمه بخفة في صــ.دره فإبتسم ومد يــ.ده يسحبها إلى صــ.دره ويضمها بحب فلاحظ برودة جــ.سدها فأبعدها يطالعها ويردف بحنو وتساؤل :
– أنت بردان يا حبيبي ؟
أومأت بدلال فعاد يعتــ.صرها ويضمها بقوة حنونة ويدفئها بعشقه مردفاً بمكر :
– بردان وحبيبك موجود ؟ ،،، ده كلام ،،، تعالى وأنا هدفيك حالاً .
سحبها برفق وصــ.دره يعصف به قاصداً فراشهما فأوقفته في منتصف طريقهما تردف بأعتراض :
– لاء يا حمزة هناكل الأول .
هز رأسه يردف بتصميم ورغــ.بة مُلحة وتلهف :
– لا هدفيك الأول يا غالى ،،، مهينزلش الأكل في معدتى بنفس غير لما أدفيك .
إستسلمت لرغــ.بته الجامــ.حة بها وضحكت بنعومة فتوقف بها أمام فراشهما يطالعها بسحر ثم رفع يــ.ده يمــ.لسها على ملامحها بعشق فأغلقت عيــ.نيها بإستمتاع إثر لمــ.سته وباتت تنحنى بوجهها على يــ.ده كقطةٍ ناعمة فزادت من نبضاته التى تلكم صــ.دره بقوة رغــ.بةً بها .
أتجهت يــ.ده إلى خصلاتها يعبث بها ويطالع ملامحها بتأثر وحب ثم إنحنى على شفــ.تيها يلتقطهما في قُبــ.لة شغوفة متمهلة عاشقة مستكشفة أخذتهما إلى رحلةٍ بعيدة عبر الزمن وأفقدتهما ذاكرة المكان والزمان والأشخاص ولم يعودا للواقع إلا بعد وقتٍ طويل وهو يتمدد على الفراش ويعانقها بحب وحنو ويدثرها بالغطاء جيداً ثم دنى يقبل جبــ.ينها بمتعة وسعادة وكمال وتنهيدة قوية دالة على راحته ويردف متسائلاً بخبث :
– دفيت يا غالى ولا تحب أدفيك تانى ؟
ضحكت تدفن رأ سها في عنــ.قه مردفة بأنفاس ســ.اخنة وإستمتاع وعشق يتضخم :
– يعنى إيه برد أصلاً يا حبيبي ؟
أرتعش من أنــ.فاسها اللافحة لرقــ.بته وأردف محذراً قبل أن يدخل في نوبة عشقٍ أخرى :
– طب قومى يا ريتو نتعشى بدل ما يحصل عواصف دلوقتى .
❈-❈-❈
في اليوم التالى عصراً
في إحدى الكافيهات يجلس حمزة ويجاوره معاذ .
فقد هاتفه حمزة بعد صلاة الجمعة ليلتقي به كما وعده .
يرتشفان القهوة ثم وضع معاذ فنجانه وتحمحم يردف بتوتر :
– طبعاً أكيد بتسأل نفسك إيه سبب اللقاء ده ،، بس أنا حبيت أتكلم معاك إنت لأنى عرفت إنك أقرب واحد لمدام سناء .
لاحظ تبدل ملامحه فتابع يوضح :
– طبعاً أنت عارف إن زو جتى متوفية من زمان ،، وبنتى متجــ.وزة وبعيد وابنى في أمريكا وتقريباً شبه نسيني ،،، وبصراحة يا حمزة أنا كنت ناوي أكمل حياتى مع نفسي وأشغل وقتى في الأعمال وخلاص ،، بس من وقت ما شوفت سناء هانم وعقلى مبطلش تفكير فيها ،،، أنا عارف إن حياتها مع منصور كانت صعبة ،، الكل عارف كدة ،، وأنا عايز أدي لنفسي وليها فرصة نعوض بعض عن أي حاجة حصلت في الماضي .
زفر بقوة وعاد يرتشف القليل من قهوة ثم تابع وهو يضع الفنجان :
– صدقنى يا حمزة أنا طلبت أقابلك بعد تفكير طويييل أوي ،، حاولت أتكلم معاها بس واضح إنها رافضة أو خايفة ،، وانت عارفنى كويس وعارف سيرتي ،، علشان كدة أنا محتاج مساعدتك تحاول تقنعها ،، لو على الأولاد صدقنى أنا مفتقد العزوة في حياتى ،، مش هقولك كلام مجمل وانهم ولادى وانهم في عنيا زي ما بيقولوا وبعد كدة بيخلفوا وعودهم ،، كل اللى هقوله إنى هتقي الله فيهم وفيها لو هي قبلت تديني فرصة وتفتح قلبها ،، هي تستحق ده .
زفر بقوة بعد أن أخرج تلك الكلمات وبقى فقط ينتظر حديث حمزة ،،، إستمع له وبرغم انشغاله في العثور على ناصف وقضيته إلا أنه أحب حديثه ،، أحب كلامه الصادق الذي دلف قلبه ،، ويعلم أن شقيقته تحتاج تلك الفرصة ،، يعلم أنها تستحق الأفضل ،، هي وهبت حياتها لتوأمها وللأعمال الخيرية وهذا جيد ،، ولكن لما لا تعطى لقلبها ولنفسها فرصة علها تكون أكثر سعادة وراحة ؟
حسناً سحب شهيقاً قوياً وتحدث برتابة :
– مش هكذب عليك يا معاذ بيه إنك فاجئتنى ،،، لإن فعلاً أختى قفلت تماماً على موضوع الإرتباط ده ،،، دلوقتى أولوياتها هما أولادها وحياتها العملية الجديدة ،، بس أوعدك إنى هحاول وهتكلم معاها ،، لأنى فاهم كلامك ولأنى عايزها فعلاً تلاقي شريك يقدرها ،،، علشان كدة هكلمها واللى فيه الخير ربنا يقدمه .
أومأ معاذ وتحدث مبتسماً بتعقل :
– تمام يا حمزة ،،، وصدقنى كل كلمة قولتها طالعة من قلبي ،،، وانا هنتظر منك إتصال تبلغنى قرارها مهما كان ،، وهحترمه جداً ومش هكرر طلبي تانى مع إن وقتها هيبقى صعب جداً عليا لأنى فعلاً اتعلقت بيها .
تنهدت حمزة وداخــ.له سعادة لأجل شقيقته وأردف بتروى :
– تمام يا معاذ بيه ربنا يقدم اللى فيه الخير .
❈-❈-❈
على الجهة الأخرى من العالم
وتحديدا في مدينة ألبرتا الكندية
تتمدد مها على الفراش الوثير في ذلك المنزل التي تقطن فيه والدتها مع خالتها المقيمة هنا منذ أمد .
غارقة في نوم هنئ مع إقتراب تحقيق إنتقامها بالإضافة إلى قرب إفتتاح شركتها خاصة هنا ومع حصولها على عقد الشركة البلجيكية وعدة عقود آخرى لشركات عالمية سعت للحصول عليها لسنوات ستحقق نجاح باهر سيترك صداه في عالم الأعمال .
تضع على عيــ.نيها ضمادة النوم قبل أن يرن هاتفها النقال ويزعجها .
تماطأت في نومها ثم نزعت الضمادة وزفرت بحنق وهى تتناول الهاتف من فوق الكومود وتجيب دون رؤية اسم المتصل قائلة :
– ألو ؟
تحدث أحدهم بلغة فرنسية لم تتعرف على صوته قائلاً بنبرة جليدية :
– مرحباً سيدة مها ،، كيف الحال ،، نرجوا أن لا نكون قد أيقظناكى من نومكِ الهنئ ؟
تنبهت حواسها للغة ولطريقة الحديث فتساءلت بفرنسية تتقطنها جيداً :
– من معي ؟
تحدث الطرف الآخر بعتاب ساخر دب الرعب فيها :
– أيعقل سيدتى ؟ ،، أتنسين من لهم ديْنٌ عندكِ ،، هذا في قانوننا يعد إساءة .
ضاع أي أثر للنوم ،، أي نومٍ هذا بعد هذا الحديث ،، فقط دقات قلبها أصبحت عنيفة ،، لا تريد تصديق حدسها لذلك تساءلت بريبة :
– ستقل من أنت أم أغلق الخط ؟
ضحك الآخر ثم تحدث بجمود وكأنه يتحول في لمح البصر قاصداً إرهابها :
– معكِ من أضاع لهم والدكِ بضاعتهم ،، يطالبون بحقوقهم ،، لقد تركناكِ إلى أن استردتى أموالكِ وحان الوقت لدفع الدين .
إرتعش جــ.سدها وظلت متصنمة تستوعب ما يحدث ،، هل عادوا من جديد ؟ ،، لقد ظنتهم تركوها بعد أن دافع عنها حمزة وحماها تحت ظل جناح عائلته ،، ولكن الآن هي ما نزعت أطراف هذا الجناح لتستطيع الطيران بأريحية ،، الآن حلقي عالياً أيتها الغبية .
تحدثت بغضب بعد أن أدركت أمرها :
– لااا ،، ليس هناك دين علي ،، بل أنتم مدينون لي بحياة أبي ،،، قل لأعوانك أن يبتعدوا عنى وإلا لن يحدث خير .
ضحك عالياً بشدة جعلها ترتعب أكثر ،، من تهدد تلك البلهاء ؟ ،، أتهدد رجال مافيا ؟ .
عاد الآخر إلى جموده يتحدث بريبة :
– أسمعي جيداً أيتها الطفلة ،، من كنتِ تحتمى بهم في بلدكِ الآن أنتِ بعيدة عنهم ،، إنطلقتى من قيودهم وبتِّي حرة ولنا الحق بأن نصطادكِ نحن ،، لذلك فأمامكِ خيارين لا ثالث لهما ،، أما الدفع أو القتل ،، قرري من الآن للغد .
أغلق وتركها تنظر أمامها بعيون جاحظة ،، كيف حدث ذلك ؟ ،،، عن أي دفع يتحدث ،، أولم ينتهى هذا الدين منذ سنوات ،، وهذا الدين الذي يقول عنه يعادل ثلاث أرباع ثروتها الحالية ،،، يا آلهى ماذا تفعل ؟
أردفت وكأن ألتمع وميض عقلها :
– ناصف .
عبثت بهاتفها تحاول الإتصال عليه على الرقم الخاص الذي حدثها منه ،،، كان في تلك اللحظة يقطن في المنزل البعيد الذي يختبئ فيه ،، يجلس يتابع أخبار حمزة عن طريق العيون التى وظفها لذلك .
رن الهاتف النقال والذي لم يكن من الأنواع الذكية المعروفة ،، فقد جاء به ليجري إتصالاته الخبيثة بأريحية دون إحتمالية تهكير هاتفه .
فتح الخط وتحدث ببرود ساخراً :
– أهلا يا مها ؟ ،،، بيتهيألي دلوقتى في كندا المفروض تكونى نايمة ،،، ومش معقول حلمتى بيا .
تحدثت بريبة وهى تترجل على أرضية الغرفة وبدأت تزرعها ذهاباً وإياباً بقلق :
– ناصف إلحقنى ،،، فيه واحد كلمنى من المافيا اللى بابا إتعامل معاهم قبل وفاته ،، وبيطالبونى بتمن البضاعة بتاعتهم ،،، أعمل إيه يا ناصف ؟ ،،، إنت لازم تساعدنى وتحاول تتواصل معاهم يبعدوا عنى .
ضحك ناصف لثوانى ثم أردف بلا مبالاه :
– طيب ما تدفعي دين أبوكى يا مها ،، ميصحش بردو .
تحدثت بغضب قائلة :
– إنت هتهزر يا ناااصف ؟ ،، بقولك هددونى يا إما القتل يا إما الدفع ،، وأنا لو دفعتلهم المبلغ ده هخسر كتير أوي ،، ده أنا هنتهي ،،، مش معقول بعد اللى وصلتله ده أخسر ،، علشان كدة لازم تساعدنى إنت متورط معايا .
تحدث ناصف بفحيح غاضب :
– أحسنلك متهددنيش لأن مافيش أي دليل ضدي ،،، أنا ملفي نظيف ،، الدور والباقي على شوقي بيه أبو الدهب ،،، وبالنسبة لمشكلتك معاهم فأنا ماليش أي علاقة بيهم ولا بيكي ،، وفي الآخر براحتك ،، عايزة تدفعى إدفعى مش عايزة خلاص ،، سلام يا حلوة .
أغلق الخط وتركها في صدمتها ،،، ماذا ستفعل الآن ،، وأي حفرة تلك التى أوقعت نفسها بها ،،، حسناً يا مها لتتذوقي القليل من كأس الخيانة كما أذقتيه لحمزة .
❈-❈-❈
بعد أن ترك حمزة معاذ تحرك بسيارته إلى منزل شقيقته ليراها ويتحدث معها عن معاذ .
وبالفعل وصل وترجل يصعد إليها حيث خرجت لتستقبله .
عانقها بحنو ودلفا سوياً.
جلست بجواره تردف بسعادة بعد رؤيته :
– ريتان خبتك عنى ولا إيه ،، مبقتش أشوفك زي الأول .
تنهد بحب عن ذكر سيرة حبيبته وتحدث بتروى ولن تخفي عنها لمعة الحزن في عينه :
– لا أبداً يا حبيبتى ،،، انا بس مشغول شوية اليومين دول ،، طمنيني عنك وعن الأولادك .
أومأت تردف بيقين :
– الحمدلله كلنا بخير ،، بس أحكيلي مالك ،، شكلك زعلان من حاجة .
زفر بقوة ،،، عليه أن يخبرها لربما هذا الحقير جاء ليرى توأم شقيقه ،، وليكن هذا دافع كي تفكر ملياً في طلب معاذ .
تحدث بضيق وهو يتمــ.سك بكفيها كدعم منه لما سيقوله :
– ناصف رجع يا سناء ،، رجع وبقى شريك معانا في الشركة .
شهقت بقوة واتسعت عينيها تردف بصدمة :
– يا نهار أبيض ،، إزاااي ده حصل وإمتى ؟ .
زفر بقوة وأبعد يــ.ده عنها وبدأ يخبرها بكل شئ إلى أن انتهى فتحدثت بقلق متسائلة :
– يخربيتها ،، بعد اللى عملته معاها تعض الإيد اللى إتمدتها لها ،،، يا ريتك كنت رميتها وقتها الخايــ.نة دي .
تنهد بضيق لاحظته فتابعت متسائلة :
– طب وبعدين يا حمزة ؟ ،، هنعمل إيه ؟ ،، طب وريتان عرفت ؟
هز رأسه يردف بضيق واختناق :
– لا يا سناء ،،، هقولها إيه بس ،،، هقولها ناصف راجع وبيقول إنه هياخد كل حاجة كانت ليه ؟ ،،، مجرد رجوعه بس هيرعبها ،، إنتِ متعرفيش هي حكتلي عنه إيه الحقير ده .
هزت رأسها تردف بتصميم :
– لا يا حمزة ،،، لازم تعرف ،،، مينفعش تخبي عليها ،، علشان تاخد بالها كويس كدة عبء تقيل عليك .
تحدث بعلو مستفهماً :
– ولو عرفت يا سناء إيه اللى هيحصل؟ ،، قوليلي إيه اللى هيحصل ؟ ،، أنا مش هتحمل يا سناء زعلها ولا وجعها تانى ،، مش بعد ما وصلت أنا وهي للنقطة دي ،، هقولها كل حاجة بس لما يتقبض عليه ،، لما أقدر اثبت قذارته واللى عمله بعد ما قدر يبرأ نفسه ،، دلوقتى أنا حاسس أنى ضعيف ومقيد بس لما يتقبض عليه هقف قدامها وأنا واثق إنى عملت اللى عليا ،،، غير كدة مش هتكلم يا سناء .
زفرت بحزن تطالعه بترقب ،،، ربما هو محق ولكن هذا سيضاعف حزنه وقلقه ،،، عليه أن يهون على قلبه ،، كيف له أن يحتمل كل هذا بمفرده .
مدت يــ.دها تربت على ظــ.هره وتردف داعمة كعادتها بحنو :
– طيب هون على نفسك يا حبيبي ،، إن شاءلله خير .
أومأ لها عدة مرات وإنتظر لدقيقة ثم تحدث بترقب قائلاً :
– المهم ،،، معاذ بيه قابلنى النهاردة ،،، واتكلم معايا عنك ؟
ذهلت تطالعه بتفاجؤ ثم تساءلت :
– عنى أنا ؟ ،،، خير يا حمزة .
التقط أنــ.فاسه بقوة ثم تحدث بتروى وهى ينظر داخل عينيها :
– طالب إيدك ،،، وعايزك تديه فرصة جديدة ،،، وتفكري بدل المرة مليون قبل ما ترفضي .
هزت رأ سها تردف برفضٍ قاطع :
– لا يا حمزة ،،، لاء ومليون لاء كمان ،، مش هتجــ.وز مرة تانية أنا اكتفيت من تجربتى الأولي وعايشة دلوقتى لنفسي وأولادى بس ،، مش محتاجة راجل في حياتى الله أعلم هيبقى إزاي .
زفر يتفهم خوفها ،،، ولكنه يعلم أن هذا الحديث ليس نابعاً من داخــ.لها ،،، ويقدر ما مرت به ،، ولكنه يريدها سعيدة ،، يريد أن يتطلع لعينيها يرى بريق الإطمئنان والراحة كما رآهما في عين حبيبته بعد أن ردت إليه ،، منذ زمن ولتلك اللحظة وعينيها حزينة لم تنمحى منهما نظرة الخوفِ أبداً .
تحدث مجدداً بتروى :
– قولتلك فكرى الأول يا سناء ،،، كل اللى عليكي تفكري بما أن طلبه بقى رسمي ،،، هو اتعلق بيكي ،، وصدقيني لولا أنى أعرفه كويس وأعرف إنه إنسان خلوق وكويس جداً سواء في شغله أو في حياته مكنتش كلمتك ،،، هو عايش وحيد ،، بنته متجوزة وفي حياتها وإبنه عايش في أمريكا ،، فكرى وتأكدى إنى مش هضغط عليكي أبداً في أي قرار ،، بس أفتكرى إن كمان كام سنة أولادك هيكون ليهم حياة خاصة وكل واحد هياخد طريق غير التانى وده قانون الدنيا ،،، فكري في حل يريحك ويريحهم ،، ولو أنتِ خايفة من رد فعلهم أنا ممكن اتكلم معاهم وأحاول بس المهم إعرفي إنتِ عايزة إيه .
تنهدت تطالعه بشرود ،،، عصفت رأ سها بالأفكار ،، كيف ستفكر في مبدأ ملغي من حياتها ،، ولكن لما هو ملغي ،، أولم تكن كل ليلة شاردة في هذا الأمر ،،، أولم يغرق عقلها في تلك الدوامة بعد الاختلاء بنفسها ؟ ،، حسناً لتفكر تلك المرة بتروى ولترى ،، خصوصاً بعد ظهور ناصف الذي وترها .
نظرت لحمزة مجدداً الذي يومئ لها بصمت فتحدثت بتوتر ملحوظ وهي تقف :
-أنا هقوم أجبلك عصير فريش واجي .
غادرت تختفي في مطبخها بين هو شعر بها ،، يعلمها جيداً ،، لذلك سيسعى لسعادتها .
❈-❈-❈
في منزل بسمة التى خرجت للتو من حمامها بعد أن أفرغت ما في معدتها .
إتجه إليها بهاء يردف بحنو :
-تحبي أخدك للدكتور ؟
هزت رأسها تردف وهي تتجه للأريكة لتجلس عليها :
– لا يا حبيبي ،،، أنا كويسة ،، وده الطبيعي يا بهاء .
زفر بضيق وجلس مجاوراً ثم تحدث :
– يا بسمة إنتِ بقالك كام يوم متغيرة ،، مش بس بسبب الحمل والوحم ،، انتِ زعلانة من وقت ما عم حمدى مشي زعلان ،، مش كدة ؟
زفرت بحزن ونظرت له بعيون زائغة ثم قالت :
– بس أنا مزعلتوش يا بهاء ،، أنا أه كان مفروض أكون معاه أحسن من كدة بس إنت عارف إنى بتعصب بسرعة خصوصاً لما بيدافع عن ريتان ويتهمنى أنا .
استغفر سراً والتقط انــ.فاسه ثم تحدث بتروى :
– طيب إيه رأيك نروحلهم زيارة وتراضيه ؟ ،،، زى ما هو جه يراضيكي أنتِ تروحي المرة دي ،، صدقيني نفسيتك هترتاح بعدها جداً .
شردت تفكر قليلاً ثم تساءلت :
– وافرض مستقبلنيش ؟ ،،، كدة هزعل أكتر .
أردفت بثقة :
– لا عم حمدى هيفرح لو حــ.س إنك مقدراه .
تنهدت باستسلام تردف بتوتر :
– طيب يا بهاء ،، أنا موافقة ،، بس مش هنتأخر هناك ،، ماشي ؟
إبتسم لها وتحدث بارتياح:
– ماشي يا حبيبتى .
❈-❈-❈
عاد حمزة إلى القصر .
كان الجميع يجلس في البهو عدا شيرين التى تستريح مع صغيرها في الأعلى وبالطبع يجاورها زو جها ،، فبعد أن أتى من المشفى وهو يلتزم غرفته مستمتعاً بصغيره ،،، هذا الملاك الذي لون حياتهما وأضاف البهجة للقصر كما فعلها طفل مراد منذ شهر .
ألقى السلام ونظر بحب لريتان التى تلاعب مروان وبيري بألعاب الذكاء ووالديه يجلسان يتحدثان في أمرٍ بينهما .
أما كاري فتجلس تتحدث مع ريتان بهمــ.س يبدو أن بينهما أسرار ومكائد ستعود عليه وعلى شقيقه الذي يهدهد صغيره بثمارٍ ممتعة .
دنى يقبل صغيره وإبنة أخيه ثم تحدث بترقب :
– ريتان ممكن تيجي معايا ثوانى ؟
وقفت تستأذن من الجميع وخطت معه للخارج حيث وقفا جانباً تطالعه بحب متسائلة فمد يــ.ده يتلمــ.س وجنتها الناعمة ثم تحدث بترقب :
– إيه رأيك لو نروح نزور أهلك دلوقتى؟
التعمت عينيها بالفرحة قائلة بحماس :
-طبعاً موافقة .
إبتسم لسعادتها وأردف بحب :
– طيب يالا اطلعي بدلي هدومك وانا هستناكى هنا .
بجرأة قليلة أرتفعت تقبل وجنته ثم فرت مهرولة للأعلى بحماس فضحك عليها وتنهد بقوة ،، عليه أن يسعدها بأي شكل ،، عليه أن يأمنها من أي خطر ،، وهذا عهده على نفسه .
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية للقلب أخطاء لا تغتفر) اسم الرواية