Ads by Google X

رواية احببت حبيبة ابني الفصل السابع و العشرون 27 - بقلم وداد جلول

الصفحة الرئيسية

     

 رواية احببت حبيبة ابني الفصل السابع و العشرون 27 - بقلم وداد جلول



إعترافات أب
          
                
بدأت ماسة بالبكاء والنحيب عندما قرأت هذه الكتابات عن والدتها، أجل والدها معه حق مائة في المائة، هو تخلى عن والدتها ولكنه تخلى عنها بعد أن طفح الكيل معه، لقد كان يطبطب ويداري ويساير ويصمت ظناً منه بأنها لربما ينصلح حالها وتكون طبيعية وتتقبل الفكرة ولكنها لم تنصلح بل زادت الطين بلة بأفعالها الدنيئة.



قلبت ماسة على الصفحة الثانية لترى كتابات لوالدها وهو يتحدث عن إياس وقد كان مدون عنه ما يأتي:



"بني إياس. أما بعد
لقد كبرت يابني كبرت وكبرت أنا معك وكبر حبي لك أكثر فأكثر.
لطالما كنت دائماً بجواري تذهب معي وتأتي معي وترافقني أينما ذهبت. 
أعلم كم أنك متعلقٌ بي كما أنا متعلقٌ بك فأنت ولدي الوحيد والبكر والذي خرجت فيه من الدنيا أنت وأختك.
أتذكر يابني ذات مرة وقد كنت مازلت طفل العشرة سنوات في يومها قلت لي جملة لم أنساها إلى الآن ولن أنساها طوال حياتي وقد كانت (أبي أنا فرحً ومسرور إذ أنني أملك أباً رائعاً مثلك، إلى الآن يا أبي لم أرى بك أي عيب وسوف أظل أفتخر بك طوال حياتي، أنا أثق بك جداً، أحبك أبي).
هذه كانت كلماتك يا إياس ولكنك أنت لم تثق بي.
أتذكر عندما كنت في سن الحادية عشر عندما حدث الحريق في منزلنا القديم! أتريد أن أذكرك ماذا حدث؟! حسناً بني.
في يومها خرجت أنا لأشتري بعض الأشياء والتسالي لك، وقد كانت والدتك وأختك خارج المنزل، في حينها أنت بقيت وحيداً في المنزل وقلت لك انتظرني.
وبعد فترة من خروجي حدث حريق فى المحل أسفل المنزل والذي لم أكن لأعلم كيف حدث.
أتذكر في يومها كيف ابتدأوا السكان يلقون بأنفسهم من الشرفات أو يصنعون من الأغطية حبالاً وينزلون والدخان الأسود يتصاعد و يحجب عنهم الرؤية.
في يومها عدت وشاهدتك كيف كنت واقفاً على سور الشرفة والدخان المتصاعد يحيط بك ولا تقوى على فعل أي شىء والنيران تقترب منك. 
أذكر أنا في وقتها عندما ناديت عليك وقلت لك:
(بني أتسمعني؟ أنا والدك إنى أراك ولكنك لا ترانى، لأن الدخان يعمى عينيك فلا تخف، ثق بي و إرمي بنفسك وستجد أحضاني فى إنتظارك)
أعلم بانك سمعت صوتي في وقتها وأعلم بأنك كنت خائف ومتردد وبدأت تفكر في احتمالات كثيرة، في حينها قلت لي:
(لا أستطيع يا أبي لا أقدر أن أرمي بنفسي من الأفضل أن أعمل مثل باقي السكان فأصنع حبالاً من الأغطية وأحاول الوصول إليك بها، ولكنها قد تحترق أو أنتظر قليلاً فقد تبتعد النيران عن الشرفة، ولكن هذا غير مؤكد، آه يا أبي لست أدري ماذا أفعل، إنني خائفٌ جداً)
وهنا صحت بصوت منكسر وحزين ولكنه مفعم بالحب: (إذا كنت تحبنى وتثق بي إرمي بنفسك، لا تفعل شيئاً ولا تحاول أن تفعل فقط ثق بي ولا تخف،
إنني أراك يا بني سأمسك بك وآخذك فى أحضانى، إنني فاتح ذراعي لك وأحضانى فى إنتظارك، هيا لا تضيع حياتك، أرجوك بل أتوسل إليك يا بني) 
في يومها أغمضت عينيك وتركت كل محاولاتك العقيمة ورميت بنفسك فى وسط الدخان واثقاً بي لأنه لم يكن هناك أى منقذ آخر.
وفجأة وجدت نفسك فى أحضاني وقلت لك بحب و عتاب:
(يا بني لماذا شككت بي! ألا تعرف أني أحبك وإنك جزء مني)
فنظرت إلي في يومها وعينيك ممتلئة بالدموع فرحاً بأحضاني ونادماً على عدم ثقتك بي.




        
          
                
هل تذكرت جيداً يابني، ااااه أعلم بأنني أكتب بمفردي وبأنه لربما لا تقرأ هذه الكتابات ولكنني سأدونها لربما أحفادي يقرأونها في يوم من الأيام.
أجل لم تثق بي في حينها ولكنك من بعدها أصبحت ثقتك بي عمياء ولكنني أنا من خان الثقة.
أعلم بأن الجرح الذي سببته لك كبيرٌ جداً وعميق ولكنني لم أكن أفكر بشي سوى بحبيبتي الصغيرة، حبيبتي التي بديتها عن جميع الناس وأولهم أنت ياولدي.
لربما لم تسامحني بعد ولربما سامحتني لا أعلم ولكن إعلم جيداً بأنني لن أتوانى لحظة عن تكفير ذنبي بحقك وسأجعلك تسامحني.
كل ما أريده منك أن تذكرني بالخير وتظل رافعاً رأسك بي وليس مطأطأ الرأس من والدك الذي أحب حبيبة ابنه."



أي فتاة في عمر ماسة عندما تقرأ كتابات والدها، قدوتها، سندها، وحبيبها الأول سوف تبكي وتشعر بقلبها سينفجر، هي لا تعلم إن كان أخيها قد قرأ هذه الكتابات ولكنها سوف تسأله وستعرف، عبست بوجهها وهي تبكي ظناً منها بأن والدها لم يكتب عنها أي شيء، شهقت ببكاء وذمت شفتيها لتقلب عدة صفحات وقد رأت اسمها من بين كتابات والدها وقد كانت هذه الكتابات بعنوان: (إعترافات أب)



"ماسة عمري وحبيبة قلب أبيها.
آه يا ابنتي كم اشتقت لكِ ولمشاكساتكِ ولشغبكِ وطيشكِ وابتسامتكِ العذبة. 
ابتسامتكِ التي كانت ترد لي الروح يا ابنتي.
في الواقع أنا قد خبئت سراً عنكِ، سراً لا أحد يعرفه سوى أنا وأنتِ والله سبحانه وتعالى.
أتذكرين يا ماسة، أتذكرين ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ أﺷﺎﻫﺪﻙِ ﺗﺠﻠﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﻛﻨﺖ أﻋﻠﻢ أﻧﻚِ ﺗﺘﺤﺪﺛﻴﻦ إﻟﻰ أﺣﺪ أﺑﻨﺎﺀ ﺁﺩﻡ.
عندما ﻛﻨﺖ أﺫﻛﺮ ﺍﺳﻢ ﺟﺪﻙِ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻤﻊ ﻋﻴﻨﺎﻙِ ﻓﻌﻠﻤﺖ أﻧﻪ ﻣﺸﺎﺑﻪٌ ﻹﺳﻤﻪ. 
عندما أصبحتي ﺗﺸﺎﻫﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻳﺎﺕ ﻓﺠﺄﺓ ﻭﺗﺸﺠﻌﻴﻦ ﻓﺮﻳﻘﺎً ﻣﻌﻴﻨﺎً ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﻋﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎً ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻪ ﻓﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﻤﻔﻀﻞ ﻭﻗﺪ ﺗﺄﺛﺮﺗﻲ ﺑﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً.
أﺫﻛﺮ ﻣﺮﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻛﺘﻲ ﻫﺎﺗﻔﻚِ أﻣﺎﻣﻲ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎً ﻭﻟﻢ أﺳﺘﻄﻊ ﻣﻨﻊ ﻓﻀﻮﻟﻲ ﻣﻦ ﺗﻔﺤﺼﻪ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻪ ﻫﻮ ﻓﻘﺪ ملأت ﺻﻮﺭﻩ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ. 
ﻋﻨﺪﻣﺎ كنتي ﺗﺘﺤﺠﺠﻴﻦ ﺑﺘﺄﺧﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻛﻨﺖ أﻋﻠﻢ أﻧﻚِ ﺗﻘﺎﺑﻠﻴﻪ ﻟﺬﻟﻚ كنت أُﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍتصالاتي بكِ.
عندما ﻓﻜﺮﺕ ﻓﻲ إﺧﺒﺎﺭﻙِ ﺑﻤﺎ أﻋﻠﻤﻪ ﺗﺮﺩﺩﺕ كثيراً ﻟﻢ أُﺭﺩ أﻥ أﺑﻌﺪﻙِ ﻋﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﺒﻴﻦ، ﺧﺎﺋﻒٌ ﻋﻠﻴﻚِ ﻻ أﻧﻜﺮ ﺫﻟﻚ ﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺣﺮﻣﺎﻧﻚِ ﺳﻌﺎﺩﺗﻚِ.
ﺗﺬﻛﺮﻳﻦ أﺣﺪ الأﻳﺎﻡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻚِ أﻥ ﺗﻜﺮﺭﻱ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﻼﺓ "ﺍﻟﻠﻬﻢ أﺑﻌﺪ ﻋﻨﻲ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻳﺬﺍئي" ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﺪﻱ.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ أﻧﺎﺩﻳﻚِ ﻟﺘﺠﻠﺴﻲ ﻣﻌﻲ ﻭﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﺗﻚِ وأخيكِ أﻭ أﻗﺘﺮﺡ ﻋﻠﻴﻚِ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺳﻮﻳﺎً ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻷﻣﻨﻌﻚِ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ أﻛﺜﺮ.
ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻳﻘﻨﺖ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻘﻚِ ﺑﻪ ﻭﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ الاﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻨﻪ ﺩﻋﻮﺕ ﻭﻗﺘﻬﺎ "ﺍﻟﻠﻬﻢ إﻥ أﺭﺍﺩ ﺑﻬﺎ ﺷﺮﺍً فأبعدﻩ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻠﻬﻢ إﻧﻲ ﺍﺳﺘﻮﺩﻋﺘﻚ إﻳﺎﻫﺎ".
أﺫﻛﺮ أﻧﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺳﻤﻌﺖ أﻧﻴﻨﻚِ ﻭﺑﻜﺎﺋﻚِ ﻭﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻬﺮﻙِ ﻭﺣﺰﻧﻚِ، أﻋﻠﻢ أﻧﻚِ ﺗﺘﺄﻟﻤﻴﻦ ﻭأﻧﺎ أﺣﻤﺪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻷﻧﻲ أﻋﻠﻢ أﻥ ﻫﺬه ﺛﻤﺮﺓ ﺩﻋﺎئي، ﻓﺄﻗﺴﻤﺖ ألا أﺟﻌﻞ ﻗﻠﺒﻚِ ﻳﺘﻌﻠﻖ إلا ﺑﺄﻣﻴﺮٍ ﻳﺴﺘﺤﻘﻚِ ياماسة عمري. 
أعلم بأنكِ تألمتي ولكنكِ تعلمتي في ذلك الوقت أن لا تثقين بأحد وأن يظل ذكر الله على لسانكِ وعينكِ بعين الله، فإن لم أكن أنا بجواركِ أحميكِ وأنتبه لكِ فهناك من هو أقوى مني وأعلى شأناً مني ألا وهو الله سبحانه وتعالى. 
أجل لقد ابتعدت عنكِ وأحببت فتاة بعمركِ وتزوجتها ولكن قلبي وعمري وكياني لكِ ولابتسامتكِ ولا أحتمل أن يمسكِ أي سوء أو أذى.
أعلم بأنكِ لا تريدين التحدث إلي ولا رؤية وجهي حتى ولكنني اشتقت لكِ كثيراً، عموماً يا ابنتي استودعتكِ لله سبحانه وتعالى وأتمنى أن تعودي إلى أحضان والدكِ.."




        
          
                
يا الله يافتيات ما أروعها من اعترافات، وما أجملها من كلمات نابعة من قلب محب وصادق، أبٌ واعٍ كسامح أدرك أن الحل ليس في القوة ولا بالإجبار، رجل أعيته الحيلة فلجأ إلى رب السماء، دعى وابتهل فما بخل الرحمن عليه، صدق من قال الحب دعاء.



هذه الكتابات كانت قد فطرت قلب ماسة وجعلتها تبكي وتنتحب بغشاوة، هذه الكتابات قد أعادتها إلى أيام طيشها ومراهقتها عندما أحبت شاب لأول مرة في حياتها، كانت قد تعلقت به كثيراً ولكنه لم يكن سوى شاب ملتوي يريد منها التسلية وقضاء الوقت معها، وبما أن ماسة كانت فتاة مسالمة كثيراً وتخاف جداً وأيضاً تحذيرات والدتها في فترة مراهقتها عندمت كانت تحذرها من الشبان وبأن لا تماشي أحدهم أو تسمع أي شيء منهم حتى لو أحبت، وفي حينها كانت قد أخذت بنصيحة والدتها ولم تستمع لمتطلبات الشاب لذلك تركها في يومها مما جعلها في حالة حزن وبكاء وانتحاب طوال الليل.



لم تكن لتعلم بأن والدها يعلم بكل هذه الأحداث لولا كتاباته، حقاً هي تشكر الله وتشكر والدها إذ أن ثمرة دعائه لم تذهب سداً بل أن الله سبحانه وتعالى قد استجاب لدعاء سامح وحمى له ابنته الصغيرة من أن تفتعل الخطيئة أو أن تقع في شراك ذلك الشاب الملتوي والذي لم يكن يستحق قلبها النظيف والصادق.



حسناً حالة ماسة لا تبشر بالخير الآن ولم تعد تستطيع أن تكمل قراءة ماتبقى من الكلمات في الصفحات التالية، لا تعلم ماذا يحدث لها ولكنها شعرت بالدنيا تدور بها وآخر ما رأته هو دخول إياس وحنين عليها ومن ثم أغمي عليها ولم تعد تشعر بشيء.



لا نعلم لما ماسة وصلت إلى هذه الحالة، لربما من البكاء الشديد أو الضغط الشديد أو الندم أو عذاب الضمير، كل شيءٍ جائز.



______________________ 



في منزل سالم الأزهري
بحيث كان مجتمعاً عنده جميع أولاده، فقط أولاده بينما أحفاده لم يكونوا موجودين، أيضاً وجود تمارة بينهم شيء طبيعي ومعتاد ولكن دخول راغب عليهم ومجالستهم هذا ما جعلهم متعجبين منه، ولقد رأى ذلك في أعينهم ولكنه لم يهمه، هو أصلاً اتى لرؤية معذبة فؤاده ولكي يشبع ناظريه منها، يا الله كيف لهذا القلب أن يخفق بجنون حالما يراها ويرى ذلك الحسن والجمال ويظل على حبها وعشقها بهذا الشكل وطوال تلك السنوات الماضية.



للصراحة كان يشعر بالتوتر إذ أن الجميع كانوا ينظرون له باستغراب ومنهم من ينظر له بلا مبالاة ومنهم من ينظر له ببرود، بينما هو كان يوزع ابتساماته لهم بتوتر، ولكن كل ماكان يفكر به هي تمارة فقط، ينظر لها بطرف عينه وقلبه يخفق بسرعة بالغة ويبتلع ريقه بين الحين والآخر. 



حسناً ياسادة سأعرفكم عن راغب قليلاً وأحدثكم عنه، راغب يبلغ من العمر ثمانية وأربعون عاماً، أي أنه يصغر جيداء بثلاث سنوات، رجل محترم ذو سلطة وهيبة ووقار وطلة بهية برغم كبر سنه، في الحقيقة هو لم يدخل في عائلته كثيراً ولم يكن يجتمع بهم إلا بالمناسبات فقط، والداه متوفيان منذ زمن لذلك منذ أن توفيا والداه أصبح لا يرى أخوته إلا نادراً، نعم ياسادة فالوالدان هما من كانا يلمان شمل العائلة ويجمعان أولادهما وأحفادهما بالمناسبات وغير المناسبات، ولكن من بعد وفاتهما تغير كل شيء وأصبح كل منهم يقول اللهم أسألك نفسي ولم يعودوا يجتمعون إلا بالمناسبات الرسمية والأعياد فقط، وطبعاً راغب كان يراهم ويطمئن عليهم ولكن ليس كثيراً وإنما نادراً جداً. 




        
          
                
في الحقيقة موت والديه قد أثر عليه كثيراً وبشكل سلبي وزاد الطين بلة عليه، فمن جهة زواج تمارة وضياعها من يده في ذلك الوقت ومن ثم زواجه من امرأة أجنبية تدعى (ميرنا) كان قد تعرف عليها في إحدى سفراته إلى الولايات المتحدة ومن ثم طلقها، ومن الجهة الأخرى موت والديه، كل هذه الأشياء أتته كضربة واحدة لتجعله بأقسى حالات حزنه ووحدته. 



أجل لقد مر بتجربة زواج فاشل وأنجب من زوجته السابقة فتاة وأطلق عليها اسم (تمارة)، كان يريد أن يظل اسم تمارة موجود في حياته فإن لم تكن زوجته فستكون ابنته وهذا ماحدث، علماً بأنه لم يكن يفكر بالزواج من بعد زواج تمارة ولكن شعوره بالوحدة والفراق والهجر جعله يخطو هذه الخطوة ويتزوج من امرأة أجنبية. 



لقد التقى بتلك المدعوة ميرنا عدة مرات عندما كان يسافر لعمل ما في الولايات المتحدة، ومن ثم تقربا من بعضهما وتزوجا وأنجبا فتاة. 



لقد عارضت ميرنا بشأن تسمية ابنتها باسم تمارة فراغب كان قد حدثها عن تمارة حبيبته وقص عليها قصته المأساوية مما جعلها تقف معه لكي تنسيه إياها ومن بعدها عرضت عليه أن يتزوجها وهذا ماحدث. 



ولكن فكرة أن يسمي ابنته على اسم محبوبته هذا ما لم يتحمله عقلها وافتعلت المشاكل في حينها ولكن راغب ظل على قراره وأسمى ابنته تمارة ولكن ميرنا كانت دائماً تطلق على ابنتها اسم (إيفا)، مما جعل من راغب يغضب ويفتعل المشاكل معها في كل مرة تنادي على ابنتها بهذا الاسم. 



لم يكن هذا السبب الوحيد لانفصالهما بل معتقدات زوجته وأصولها الأجنبية وتصرفاتها بحكم أنها أجنبية وكانت تقيم ببلد أجنبي جعل راغب يغضب كثيراً وينفصل عنها بعد الكثير من المشاكل التي حدثت لأجل هذا السبب بالتحديد. 



وبحكم أن ميرنا تأخذ الأمور ببساطة وتعلم ابنتها على معتقداتها وأصولها وتريد أن تربي ابنتها على تربيتها قد جعل راغب يجفل من هذه الفكرة ويحذر منها، لقد حاول كثيراً أن يداري هذه العائلة الصغيرة ليس حباً بزوجته وإنما من أجل ابنته فليس لها ذنب لكي تعيش بين نارين، ولكن وبعد الكثير من النزاعات والمشاحنات لأجل هذا الموضوع تم الطلاق وأبقى راغب ابنته لديه في حين أن ميرنا عادت إلى ديارها. 



الآن ابنة راغب تبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً ومازالت مع والدها بينما والدتها لم تسأل عنها منذ أن تركتها وذلك منذ ما يقارب الستة سنوات. 



لقد أطلت بالحديث عليكم حسناً لنعود إلى عائلة الأزهري وإلى ذلك العاشق الولهان. 



كسر الصمت سالم ليقول موجهاً حديثه لراغب: 
"أهلاً بك ياراغب، كيف جرى وأتيت لزيارتنا" 



حمحم راغب بتوتر ليقول: 
"في الواقع منذ زمن وأنا أريد زيارتكم ولكنك تعلم ياعم بمشاغل الحياة وغيرها" 



همهم له بابتسامة ليقول: 
"أهلاً وسهلاً بك، يسعدنا أن تقوم بزيارتنا دائماً" 



ابتسم له بامتنان ومن ثم ظل صامتاً والتوتر ظاهر عليه، لا يعلم كيف يبدأ حديثه وكيف سيتحدث وقد لاحظ الجميع عليه هذا الشيء.
وجه نظره لتمارة ليراها تنظر له، ابتلع ريقه وتسارعت وتيرة أنفاسه حالما تلاقت أعينهما لتتحدث العيون وتحكي الكثير والكثير من الكلام.
منحته تمارة ابتسامة بسيطة وودودة ليتسمر في مكانه وينظر لها ببلاهة وشرود.
ماذا يحدث؟ أحقاً ابتسمت له؟ أحقاً منحته هذه الابتسامة الودودة والرائعة؟ هل هو يحلم ياترى! تلك المرأة التي كانت دائماً تصده وتبعده عنها ولا تحدثه ولا تنظر لوجهه حتى الآن تبتسم له!.
حسناً لما لا يقرصه أحد أو يؤكد عليه ويقول له بأن تمارة حقاً ابتسمت له، فهو حقاً لا يصدق مايحدث، وآه لهذا القلب فهو قد تمزق إلى أشلاء بسبب حبها والآن عاد وترمم وأصبح يدق بشكل عنيف بسبب هذه الابتسامة، لقد منحته ابتسامة بسيطة فجعلته بهذا الشكل فما بالكم إن منحته قلبها وكانت له وبين يديه! أتتخيلون مقدار السعادة التي سوف تعيش بها تمارة بين يدين هذا العاشق المتيم ياترى!. 



حسناً ياسادة بعيداً عن أنه مازال ينظر لها ببلاهة إلا أن الجميع قد لاحظ عليه شروده بتمارة وابتسامته البلهاء، الجميع كتم ضحكته عندما رأوه بهذا الشكل، كسر سالم الصمت ليقول لراغب: 



"مابك ياراغب ماذا يحدث معك" 



وبشرود وأعين مازالت موجهة نحو محبوبته الفاتنة تحدث بصوتٍ أشبه للهمس: 
"أريد أن أطلب يد تمارة ياعم"..



"أنا هائمٌ ومُتيمُ
وأنا الذي أُقتَلُ في العشقِ كُلَّ يوم 
وأُودُ لو أبقى قتيل"



_______________________



السلااااام عليكم



شو رأيكم بالبارت ؟!







رأيكم بكتابات سامح لزوجته وأولاده ؟!



رأيكم باعترافات أب ؟!



ياترى تمارة رح توافق على راغب ؟! 



وبعد كل شي قرأتو ماسة بتتوقعوا تروح تعتذر من سارة وأبوها ولا رح تخاف ؟!



شو رأيكم بقصة حياة راغب ؟!



توقعاتكم + اقتراحاتكم



دمتم بأمان الله ❤




        

google-playkhamsatmostaqltradent