رواية جوازة ابريل الفصل الثاني 2 - بقلم نورهان محسن
الفصل الثانى (رصاصة الهوس القاتل)
الكلمة التي تخرج لا يمكن أن تعود ، تنطلق كرصا.صة من مسد.س في يد عابث ، لذلك فإن الكلمة الجا.رحة قد تكون أشد ضررًا من الرصا.صة ، حيث لن تمحى بكل كلمات الاعتذار ، حتى اذا غلفتها حلاوة المعنى يبقى في القلب جرحًا لا يندمل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى نفس الوقت
عند باسم
توجه باسم نحو المرآب ، يسير بخطوات سريعة ، ليتفاجأ بيد ممسكة بذراعه ، فتوقف مستدير برأسه للخلف فورًا ، لتنزلق عيناه على ملامحها الجميلة ، بينما تندفع في الوقوف أمامه ، وهى تضع كفيها أمام صدره ، تسأل مستفسرةً بأنفاس غير منتظمة بسبب ركضها خلفه : أنت رايح علي فين؟
تراجع باسم خطوة إلى الوراء بعد أن شعر بقشعريرة تسري في جسده من لمستها الجريئـ*ـة ، وإحتكاكها بجسده ، ليهدر باقتضاب وحزم : وأنتي مالك يا ريهام .. وسعي من وشي وسيبيني في حالي
نطق باسم كلماته تلك بضيق ، متوجهًا إلى الجانب الآخر ، مبتعدًا عنها ، ممَ دفعها لتهلع خلفه ، وسدت الطريق أمامه لإجباره على عدم الذهاب ، ثم هتفت بإصرار : لا هوسع ولا هسيبك تروح لها
استأنفت ريهام حديثها ، وهي تلهث من مشاعر الغضب التي اشتعلت في عروقها ، ملوحة بكفيها أمام وجهه : هو أنت ايه بالظبط!! كرا.متك دي مابتوجعكش غير معايا انا..
قاطعها باسم باستنكار : انتى شكلك شا.ربة حاجة ومش دار.يانة باللي بتقوليه!!
تابع باسم مزمجراً بها بنفاذ صبر ، وهو يقبض على راسغها ، ثم دفعها إلى الخلف : اوعي كدا انا مش رايقلك الساعة دي
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
عند ابريل
تجمدت تقى المسكينة مر.تعبة ، تحاول أن ترى من خلال الضباب الكثيف مصدر هذا الحر.يق ، ثم صاحت بهلع ، فخرجت الكلمات منها متقطعة من السعال : ابريل .. انتي فين .. ابريل .. يا مصيـ*ـبتي السو.دة!!؟
شهقت تقي بصوت مسموع وهى تشعر بإختناق ، وعاجزة عن التفكير ، لتعود الي الخلف بسرعه ، واندفعت بقدميها المرتجفة لتنزل السلم ، تتسابق مع الريح ، حتى كادت تتعثر عدة مرات من ر.عبها ، وهي تصرخ بصوت عالٍ : حر.يقة يا ماما الحقيني حر.يقة يا ماما يا عم سعيد الحقوني
قبل ذلك الوقت بدقائق قليلة
حدقت ابريل في سقف الغرفة بعينيها الفيروزيتين الثاقبتين ، والشبيهتين بعيون القطط التي تخبيء الكثير من الغموض في أغوارهم ، بينما كانت مستلقية بجسدها على السرير بالعرض ، وتقلب الو.لاعة بأصابعها بشكل لا إرادي ، ويبدو أنها تبحر بأفكارها التي تزداد هياجًا واضطرابًا بمرور الوقت ، لتتدحرج نظراتها تجاهها ، فتولدت مشاعر متضاربة في أعماقها ، لتعود بذاكرتها لذلك اليوم الذي حصلت فيه على تلك الآلة المعدنية منه في ذلك الوقت ، كانت تتناول العشاء معه في أحد المطاعم المفضلة لديه ، وذهبت إلى المرحاض ، وعندما عادت ، وجدته يشعل سيجارته بها ، ولجعله يقتلع تلك العادة السيـ*ـئة بلطف ، تظاهرت بالإعياء من ذلك الدخان الذي أزعج جهازها التنفسي بشدة ، عندئذ قرأت في مقل عينيه شعوره بالندم على الألم الذي سببه لها ، ثم أعطاها هذه القد.احة كرمز للاعتذار ، ومنذ ذلك الوقت احتفظت به.
نعم كل البشر يكذبون ، ولا أحد معصوم من الخطأ ، حتى هى كانت تلجأ إلى الكذب أحيانًا للتغلب على بعض المواقف بأساليب ملتوية ، لكنها لم تخدعه كما فعل معها.
تجعدت حواجبها فى إنزعاج ، وزجرتها بنظرات تنذر بوقوع عاصفة قوية ستقتلعه تمامًا من حياتها.
عادت ابريل إلى أرض الواقع منتفضة من مكانها ، لتتقدم فورا من باب غرفتها ، ثم وقفت خلفه تضع أذنها عليه ، تستمع إلى أصوتهم من الخارج ، لتتأكد من قدومهم الآن ، ثم اتخذت خطوات سريعة للوقوف أمام الفستان ، فقد حانت اللحظة التى كانت تنتظرها ، لتنظر إليه بعينين تلمعان بالإزدراء ، ربما ما ستفعله قسـ*ـوة من وجهة نظر الكثير ، لكن هم من جعلوها تخرج عن شعورها ، حينما حاولوا اقتحا.م خصوصيتها ، وإعطاء نفسهم الحق فى التدخل فى شؤونها ، وهو يستحق ذلك قبلهم ، بعدما أعطته الثقة فلم تتلق شيئًا سوى الغدر والخد.اع ، وتمزيق قلبها بأنا.نية ، لكنها أيضًا ملامة لأنها لم تكتشف حقيقته بنفسها ، عزاءها الوحيد هو أنه لم يفت الأوان ، والحق الذي منحته إياه ، سوف تسترده منه بتركه ونسيانه ، وكأنه لم يكن بحياتها يوماً دون أن يشعر بالندم أو الأسف ، لأنها لا تجيد فن اللوم والعتاب ، بل تتقن التجاهل ، والابتعاد عن كل ما يقلل من شأنها.
ازدردت ابريل لعابها وهي تقوم بتعديل قناع الوجه الطبي الأسود على أنفها ، ثم ضغطت على قابس الو.لاعة وإلقائها على الفستان ، لتشب فيه النيـ*ـران على الفور.
ابتعدت ابريل خوفًا من ألسنة اللهب المنبعثة منه ، ثم هرعت بخطوات واسعة ، مختبئة خلف جدار غرفة الملابس ، بانتظار دخولها.
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
عودة إلى الوقت الحالى
خرجت ابريل من خلف الجدار ، والعرق يتصبب من جانبي وجهها ، وقد ملأ الدخان الكثيف الغرفة كلها ، وهي تلقي نظرة أخيرة على الفستان الذي التهمته النـار ، لا تصدق أنها فعلت ذلك دون أن يرف لها جفن ، لكن ما تعلمه جيداً أن هذا الثوب الأبيض كان بمثابة راية إستسلام لحياة لا تريدها ، لذا قامت بإشعال النيـ*ـران التمـ*ـرد به ، والآن فقط تشعر بإرتياح غريب يغمر جوارحها.
حدقت ابريل إلى خاتمها بنظرة طويلة ، لتزيله من إصبعها ، وترميه بين اللهيب بلا تردد ، ثم غادرت غرفتها ، متلفتة حولها بحذر ، ثم ركضت إلى الطابق السفلي دون أن يلاحظها أحد ، حيث أن الجميع الآن في الخارج ما عدا الخدم ، وهي تفكر بقلب حزين أنها ربما لن تتمكن من رؤية حبيب قلبها إبن أختها الصغير عمر بعد الآن ، لتتنهد بحزن حقيقى ، فلا مجال للتراجع ، ستغادر هذا المنزل ، وفي قرارة نفسها لا ترغب في العودة إليه مرة أخرى بعد ما عانته فيه.
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
أمام المرآب
عند باسم
ظلت ريهام في مكانها رافضة التحرك ، ثم إستفهمت بإستهجان : هو انت معندكش دم .. ما تسبيها تغـ*ـور بعيد عننا؟!
ارتفعت حواجبه متعجبًا ، ثم تساءل بحيرة شديدة ، ناجمة عن إستنكاره لجملتها الأخيرة : تقصدي مين ..؟ ومالك بتكلميني كدا ليه!!
اختتم باسم كلامه بسؤال آخر محتد ، وهى تشاهده بعيون مملوءة بالقلق ، لكنها تشبثت بكل ذرة ثقة بداخلها ، مانعة تسلل التردد إلى دواخلها ، ثم ردت عليه بشماتـ*ـة فظـ*ـة : قصدي علي السنيوره اللي سابتك وحاليا في المطار مسافره وسيباك كده تو.لع من الغيظ
قالت ريهام ذلك ، ثم قضمت شفتيها بأسف مصطنع ، وهي تستشف رد فعله ، بينما هو كان يستمع إليها بإنصات ، وهناك صواعق تلوح في أفق رماديتيه من وقت لآخر ، قبل أن يتساءل بجمود : وانتي جبتي الكلام دا منين؟
ابتسمت ريهام بإنتصار ، وهي ترى علامات الصدمة واضحة على ملامحه المفاجئة ، فتوسع عينيها ، وهى تميل برأسها للجانب الإيسر ، متسائلة ببراءة زائفة : هو أنت متعرفش ان كل الحوار دا كان لعبة مني..!؟
رفع باسم حاجبه الأيسر مندهشا مما قالته للتو ، بينما اقتربت منه بخطوتين ، مستغلة الأمر كفرصة لها ، ورفعت راحتيها فوق صدره ، ووجهها يكاد يلامس ذقنه ،
مستشعرة نبض قلبه الها.ئج ، لتستأنف بقية حديثها ببرود : أنا كلمتها واقنعتها بالسفر وقولتلها ان دي الفرصة الوحيدة عشان تقدر تتشهر وارتباطها بيك مش هيفيدها بحاجة
يستمع باسم إلى تصريحها جهراً ، بعقل مشتت جراء أنفاسها الساخنة التي تلامس رقبته ، مع همساتها بهذا الصوت المثير فى أذنه ، فإحمر وجهه جراء إرتفاع درجة حرارة جسده ، وهو يعتصر قبضتيه بقوة ، محاولًا إجبار نفسه على عدم الإنسياق وراء رغبته في الإمساك بجسدها الغض بين ذراعيه عليه التحكم في مشاعره ، وتعبيراته ناحية هذه الخبـ*ـيثة ، فى حين أردفت الأخرى بنفس الصوت الخافت ، رافعة رأسها بحركة مثيرة تدفع خصلات شعرها التي كانت تتطاير بسبب نسيم الرياح إلى الخلف : عملت كل ده عشان ابعدها عنك .. واخد مكاني تاني جواك ..
تشابكت عيناها الزرقاوان التائقتان ، مع نظراته المرتكزة بإفتتان على ملامحها فائقة الحسن والجاذبية ، لتمسك براحتيها ذراعيه ، ثم مررتهم فوق انحناءات جسدها المثيرة ، مستمتعة بحالته الذائبة بها ، ثم غمغمت بغنج أنثوي : مش ممكن اصدق انك تنساني بعد ما كنت متيم بيا!!
إلتصقت ريهام بصدره أكثر ، وبجرأ.ة أحاطت رقبته ، مما جعله ينحني رأسه للأسفل ويميل نحوها ، فتلامست مقدمة أنوفهم برفق ، وارتعشت الابتسامة على شفتيها ، وهى تشعر بتأثيرها الواضح عليه ، فقالت بصوت منخفض مغرى : واللي حصل بينا من يومين يشهد علي كدا يا باسم؟
علت وتيرة أنفاسها بجنون ، غير مدركة لعينيه التي أصبحت غائمة بالغيوم الداكنة ، وهو يرآها تنهي آخر ذرة مسافة تفصل بينهما برأسها ببطء ، ليباغتها بنفض ذراعيها من رقبته بسرعة ، كمن لدغته ا.فعى ، وهو ينطق سبابـ*ـاً حاد : انـتـي اتجنـنـتـــي!!
تقهقر باسم خطوتين إلى الوراء ، وهو يلهث بقوة ، فقد كانت كلماتها الأخيرة بمثابة الترياق الذي أيقظه من سحرها الآسر الذى أعاده لرشده ، هدر بصوت يرتجف من قوة المشاعر التى تفور بجسده ، بينما كان يرميها بنظرات ملتمعة بالإحتقـ*ـار : جايبة السفا.لة دي من فين !! هو انتي ايه مابتيأسيش..؟
هاجت زرقاوتيها بالعواصف ، واضعة إحدى يديها على خصرها ، ورفعت إصبعها السبابة ، وأشهرت به في وجهه ، لتهتف باتهام مصحوب بالسخرية : بتتكلم وكأنك ملاك بجناحين .. مش هنمثل علي بعض يا حبيبي .. بأمارة العميلة بتاعت ابوك واللي عملته معاها
لوى باسم شفتيه ساخرًا ، وهو يتمتم ببرودة نقيضة للصواعق الوامضة في عينيه : لا دا مش كفاية قر.فك وعدم الكر.امه اللي عندك .. كمان تنفعي تشتغلي في المبا.حث اهي حاجة تشغلك عني
تغضن وجهها بعدم رضا ، ثم دمدمت بعـ*ـنف من بين أسنانها : هو انت مش كفاياك عـك طول السنين اللي فاتت دي .. دا كله عشان تهرب من حبك ليا وبرده مش قادر تخرجني من هنا
أنهت ريهام جملتها بإلغاء المسافة التي خلقها بينهما ، وعيناها تحدقان فيه بوله مستقرة بيدها على قلبه ، الأمر الذي جعله يغلق رماديتيه ، وجذب نفسًا عميقًا ، محاولاً تهدئة أعصابه ، حيث كان على وشك الجنون من أفعالها معه ، ليهمس بصوت أجش : افهمـــي!!!
صنع باسم تواصل بصريًا ، متزامنًا مع تأوهً مؤلمً ينبثق من فمها ، عندما أطبق بقوة على يدها التي كانت فوق قلبه ، وعصرها داخل كفه ، وزمجرة صدرت من بين أسنانه ، مؤكدًا كلماته بجدية : قولتلك الف مره مش عايزك .. وبالنسبه لحبي ليكي كان زمان وخلص .. بقيتي مجرد ماضي مابيخطرش في بالي
إرتسم الألم داخل مقل عينيها ، محدقة به بوجوم ، تشعر بقبضة حادة تسحـ*ـق قلبها بقوة أكبر من قبضة يده على أصابعها ، فحاولت افلاتهم منه ، وهى تكرر بثقة : مهما حاولت تقنع نفسك باللي بتقوله .. مش هتعرف .. في جواك مكان ليا مستحيل يقدر حد غيري هيملاه .. لأني حبك الاول يا باسم
أفرغت ريهام كل ما في جعبتها ، وهي تنظر إليه مجعداً حاجبيه ، متسائلاً بداخله عن أي حب تتحدث عنه ، وسرعان ما دفع باسم يدها بعيدًا عنه بحركة قا.سية مليئة بالنفور ، تراجعت عدة خطوات للوراء على أثرها ، وهى تشهق بصوت عالى ، وترى الغضب المحموم يكاد يندلع من حدقتاه ، وهناك عرق يبرز من جبهته ، ليهتف بإستنكار تام ممزوجًا بالتعجب : هو انتي مفكراني ايه ..! هستناكي بعد ما بعتيني واتجوزتي غيري!! و ايه كمان جاية بعد ما اطلقتي مفكراني لسه قاعد حاطط ايدي علي خدي .. مستني البرنسيس ريهام لما تحن عليا وترجعلي عشان اجري وراها تاني
زمجر باسم بكلماته الأخيرة بصوت جهورى ، فزع قلبها منه ، خاصة عندما لاحت فى ملامحه العابسة بوادر الانفجا.ر التي أشعلت فتيله بنفسها ، وكلما تكلمت أكثر ، يصبح الأمر أسوأ بالنسبة له ، حيث يخطر بباله شريط من الذكريات السوداء لا يريد العودة إليه ، لأن ذلك يجعله يشعر بالخز.ى أمام الرجل الذي أصبح عليه الآن.
ثبتت باسم عيناه عليها ، وعكست نظراته الغاضبة تجاهها كر.اهية واضحة بعد أن نجحت في استفز.ازه وإثارة أعصابه ، لكنه تمكن من كظمه بأعجوبة ، واضعاً يده في جيبه ، ورفع وجهه بشموخ ، منتصباً في وقفته حتى برزت عضلاته ، مستأنفاً حديثه بنبرة صوته العميقة : لا يا حلوة .. مش أنا اللي يعمل كدا ولا انا اللي اشتري بضاعه حد غيري اشتراها وبعد ما اخد كفايته منها رماها
لمعت عيناها بالدموع ، عندما رأت الابتسامة ترسم خطاً مستقيماً على شفتيه ، وسيل إها.ناته يختر.ق أذنيها ، لذا ضغطت بشدة على حقيبة يدها ، بينما يتابع بقسوة راغباً إيذ.ائها ، وإذلا.لها أكثر بينما تعبيرات وجهه تموج بازدراء يتخلله آسى مزيف : دوري علي مشتري جديد غيري .. للاسف انا ماليش في المستعمل ..
اقترب باسم منها بوجهه ، ناظرًا إلى حدقتاها بثبات ، واستكمل بصلابة ، رافضًا أن يتأثر بدموعها التي تدفقت على وجنتيها المحمرتين : فهماني !! المستعمل دا اخره معايا ليلة زي العميلة اللي بتقولي عليها وتروح لحالها
رمشت أهدابها عدة مرات متتالية بصدمة ، عندما وصلها مغزي كلامه جيداً ، وهزت رأسها بإنكار ، وأجبرت نفسها بصعوبة على ابتلاع الغصة المر.يرة التي تكونت في حلقها ، حتى تتمكن من التحدث بصوت باكى مملوء بالثقة : انت بتقول كل الكلام دا عشان تجر.حني وتوجعني .. عشان تخلص حقك مني .. بس مهما قولت وعملت .. انت ليا ومن حقي مفيش حاجة هتغير الحقيقة دي ومستحيل افرط فيك لواحده تانية .. افهم كده كويس
أنهت ريهام كلماتها بإلحاح مهوو.س ، فتقلصت تعابير وجهه بدهشة ، وتمركز فى مكانه ، وشعر بحرارة مثيرة تشع في جميع أنحاء جسده عندما تجاوزت المسافة بينهما ، وضغطت بشفتيها على شفتيه بامتلا.ك حار ، مقبلة إياه بشغف يسرى فى عروقها ، بينما تأسر خديه بين كفيها ، لتبث جرعات عشقها له بطريقتها الخاصة.
فصل باسم شفتيهما ، كاسراً هالة الضعف التي أحاطت به للحظة ، وهو يوزع نظراته بالمكان الذي كانوا يقفون فيه ، ودفعها بعيدًا عنه بحدة حتى كادت أن تسقط ، لكنها تمكنت بصعوبة من موازنة نفسها ، بينما يهدر بتجهم : انتي ايه مابتحرميش مصممة تقللي من نفسك!!
تابع باسم بصوت حاد يشير إلى نفاد صبره ، وهو يتنفس بلهاث من تأثير قبلتها المحمومة : احمدي ربنا اني ماحسبتكيش علي اللي افعالك دي .. ولأخر مرة هقولهالك خليكي برا حياتي وماتتدخليش في حاجة تخصني .. وإلا قسما بالله لا اوقفك عند حدك بطريقتي ووقتها هتزعلي أوي
شعرت ريهام بألم حاد يمزق قلبها ، بل ويحطمه إلى شظايا صغيرة ، ثم همست بصوت مختنق بالعبرات ، وهي تضغط على صدرها بإشارة إلى نفسها : انت بترفضني يا باسم .. لا ووصلت كمان انك تهدد.ني ..؟
أسبل باسم أهدابه ولم يرد ، فتوقفت عن الكلام هنيهة تلتقط أنفاسها المضطربة ، بينما رفع عينيه إليها بنظرة باردة ، لتواصل ريهام قائلة بصوت مرتفع : ايه !! فاكرني هخاف واكش في جلدي زي السا.ذجة بتاعتك ..
رأته يدنو منها بتمهل ، ممسكًا خصرها بين ذراعيه ، فأغمضت ريهام عينيها ، وغزت الرائحة القوية لعطره حواسها فأثملـ*ـتها ، بينما ترتكز ذقنه على كتفها ، وأزاح خصلات شعرها خلف أذنها ، ثم همس في أذنها بصوت منخفض رجولي عميق ، جعل قشعريرة قوية تسرى بداخل عمودها الفقري : السا.ذجة دي ماعملتش ربع اللي عملتيه .. مار.خصتش نفسها وقدمتها ليا ببلاش زي مابتعملي؟
تسمرت قسماتها الفاتنة ، وكأنها تمثال من الشمع ، وصدمة قوية غمرت أطرافها ، بينما استقام الأخر بظهره ، وهو يشعر بلذة النصر ، حينما رأى دموعها تنهمر بكسرة قلب بعد سماعها كلماته.
ابتسم باسم بتشفى ، مولياً لها ظهره ، ليتابع طريقه إلى المرآب ، ينوى الذهاب إلى المطار ، وهو يستنشق نفساً عميقاً ، محاولاً تهدئة نفسه ، ونسيان إحساسه بحرارة جسدها الطرى الذي إلتصق به بجرا.ءة متناهية منها.
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
خلال ذلك الوقت
في الحفلة
تملمت هالة باستياء من سيل المجاملات اللامتناهي ، والأسئلة الجانبية فى مجال الطب الغارق به خطيبها الغارق مع الضيوف ، وهي تقف بجانبه ، محتل الملل تعبيراتها الهادئة.
تهللت أسايرها فوراً وهي تستمع إلى نغمات الأغنية التي ترددت في المكان ، لتجذبه من ذراعه ، وتوجه ابتسامة مجاملة إلى الشخص الذي كان يتحدث معه ، ثم قالت له بعبوس ناعم : حبيبي مش كفاية كلام في الشغل وتركز معايا شوية
ازاح ياسر خصلة هائمة من شعرها خلف أذنها ، وهو يطوف بنظراته على ملامحها النضرة ، ليقول بنبرة حانية : انا معاكي يا روحي عارف انك زهقتي معلش هعوضهالك
ابتسمت هالة له بإتساع ، وهي تمرر أطراف أصابعها على سترته ، وردت بحماس : طيب انا بحب الأغنية دي جدا ممكن نرقص عليها مع بعض؟
بادلها ياسر ابتسامتها ، وربت على راحة يدها فوق قلبه الهادر من جمالها الفاتن : اكيد وانا كمان بحبها اوي .. بس اديني لحظة اشوف يارا راحت فين؟
أجابت هالة مستنكرة سؤاله ، وعينيها تجوب المكان مرددة بدهشة : هتكون راحت فين إتلاقيها هنا ولا هنا ..؟
عقبت هالة مشيرة برأسها إلى باحة الرقص : اهي بترقص هناك!!
أومأ ياسر إليها قائلا بعجلة : طيب ممكن استئذن منك دقيقتين بس .. هروح ارقص معها يا قلبي .. زي ما انتي عارفة ماينفعش اسيبها ترقص مع حد غريب دا مايصحش
تشكلت آثار الصدمة على وجهها ، ولم تقوى على الرد ، فيما تابع ياسر قائلا بعينين تحدقان إلى الأمام : راجع علي طول يا هيوش مش هتأخر عليكي
أنهى ياسر حديثه تاركاً يدها ثم غادر ، ولم يرى ملامح وجهها الباهت بعد ما قاله.
للوصول إلى اعمالى الأخري والمزيد من رواياتي
اكتبو في محركات البحث علي جوجل او الواتباد او فيس بوك روايات بقلم نورهان محسن
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
فى غضون ذلك
عند ريهام
أسدلت ريهام عينيها الضبابيتين من كثافة الدموع داخل مقلتيها نحو حقيبة يدها السوداء ، لتخرج سلا.حًا نار.يًا وتشد أجزائه ، مما جعل صوت الحديد يصطدم ببعضه البعض ، ثم خطت خطوات متباطئة ورائه ، والحـ*ـقد يملأ جنبات قلبها المعذب ، لتهتف بجزع مليء بالقـ*ـهر : بتعمل كدا فيا عشانها..؟
رفع باسم وجهه ، وقلب عينيه فى مقلتيه بيأس منها ، ثم لف رأسه إليها بملامح ساخرة سرعان ما تحولت إلى صدمة مختلطة بالغضب ، هاتفًا بإستياء من بين أسنانه مشيراً إلى ما فى يديها : ايه اللي مسكاه دا..؟ هي هربت منك علي الاخر ولا ايه..!!
أنهى باسم كلماته بعينان تحدجها بنظرات حا.رقة ، فابتلعت لعابها بتوتر ، وضغطت بيديها المرتعشتين على المسد.س الذي كانت تشهر فوهته فى وجهه ، لتصرخ بشرا.سة ، وعيناها بلون الدم : علي جثتـ*ـي اسيبك عشان تروحلها
اهتزت رماديتيه ، فاغراً فاهه ، محاولًا الفهم ، وعجز لسانه عن نطق أي حرف من صدمته ، مرتاعًا من جنونها الذي تجاوز جميع الخطوط الحمراء ، ثم تحدث بأهدأ نبرة له ، ربما يجعلها تعود إلى رشدها : اعقلي يا ريهام .. هو انتي مش شايفة واقفة فين!!
إرتسمت ملامح جدية على وجهه ، وهو يمد يده نحوها مردفاً بنبرة لينة : هاتيه دا من ايدك ممكن اي حد يجي ويشوفك بلاش فضايح وتهور عشان خطري ..
تراجعت ريهام خطوتين إلى الوراء في رفض ، وعلى الرغم من إنهمار دموعها بغزارة على خديها ، إلا أنه لم يشعر بالحزن أو الشفقة عليها.
أما باسم تساءل فى عقله ، ماذا يفعل بقلبه الذي تبلد ممَ فعلته به ؟ أصبح يأبى الشعور بقلبها الذي احترق من شدة الجوى ، وتراءت له ذكرى منذ سنوات ، مع إختلاف تبادل الأدوار بينهم الآن.
خرج باسم من أفكاره بصوتها الصارخ الصاخب ، كما لو كانت تعرف ما كان يفكر فيه : هو انت خليت فيا عقل .. مش مكفيك سنة بحالها بتعذب فيا!! ايه عايز توصلهم لعشرة قد المدة اللي بعدت عنك فيهم يعني ولا عايز ايه بالظبط..؟
حدق باسم فيها بعيون ضيقة ، متجهم الملامح ، زافراً الهواء بقوة ، ثم وضع يد فى خصره وبالأخرى أشار نحوها ، مستفسرًا بصبر : تفتكري بتصرفاتك الغبيـ*ـة دي هتقدري تصلحي للي بينا
سارعت ريهام بالقول ، مدافعة عن نفسها ، بنبرة ضعيفة مليئة بالندم : يمكن انا اتأخرت لحد ما فهمت اني بحبك .. بس مش هقدر اتحمل .. عارف انه أهون عليا اني انهي حياتك وماتبقاش لوحدة غيري ..
ابتسم باسم بسخرية ، ولم يشفع تبريرها له ، وهو يومئ برأسه غير مصدق التمثيلية التي تلعب عليه ، ليرد عليها بتحدي واستفزاز : وحياتك عندي ماكنتش ناوي .. بس انتي اقنعتيني اني اروح لها واتمسك بيها .. هي مالهاش ذنب في حاجة يمكن هى طما.عة شوية .. بس أهون من انها تبقي ر.خيصة ..ومش هيهمني كلامك .. اللي عندك اعمليه يا بيبي
إستوحشت ملامحها بشر.اسة من استخفافه بها ، وتوغلت كلماته الجا.رحة في روحها تعر.يها أمام نفسها ، لتتقدم خطوة إلى الأمام ، بينما كانت لا تزال تهدده بالمسد.س ، وقد إرتفع صوت نحيبها ، وهي ترد بهستير.يا ووعيد : ماتتحركش .. هقتـ*ـلك والمصحف .. سامع لو فكرت تعمل كدا هقتـ*ـلك وهمـ*ـوت نفسي..
توقفت ريهام عن الكلام ، وسحبت نفسا طويلا لتهدئة غضبها ، فوجدت الآخر يفك أزرار سترته الرصا.صية ، ثم بسط ذراعيه في الهواء ، ليحثها بصوت قوي ونبرة ازدراء مصحوبة بالرفض : مستنية ايه !! يلا ما تقتلينـ*ـي وتخلصي عشان التهد.يد الكتير مالوش اي تلاتين لازمة انا اهو واقف قدامك .. خلصيني من قر.فك دا يا شيخة .. خلاص مليت منك ..
رمقته ريهام بوجهاً مقتضباً يخفى وراءه بركانًا مهددًا بالانفجا.ر في أي لحظة ، بسبب استفزازه لها دون أن يدرك ذلك ، بينما هو ينفخ بسخط ، وكاد يخطو خطوة تجاهها ، لقد سئم منها حقًا ، لكنه جفل بقوة ، حينما أطلقت رصا.صة في الهواء ، وتلاشى صوتها مع صوت الموسيقى الصاخبة في الحفلة ، لتتسع عيناهما جراء فعلها ، متيبساً جسده للحظة من هول فجعته ، بينما تصرخ الأخرى بتهديد : اللي جاية هتبقى فى قلبك..
تابعت ريهام قائلة بضحكة متلألئة في زرقاوتيها بشكل جنونى ، عندما رأته جافلاً في حالة ر.عب وصدمة أمامها ، والسعير الذى يكوى أعماق قلبها متشكلاً فى هيئة دموع تتدحرج على خديها الحمراوين : شكلك كنت فاكرني بهزر واني مش هعملها بجد صح؟
شعر باسم بضربات قلبه ترتفع فورًا بإرتعاب من حالتها المزرية بعد أن تحولت إلى شخص بائس للغاية ، ليعض شفتيه محاولًا تمالك ذاته ، وقال بنبرة لطيفة مليئة بالتردد يحاول تهدئتها : اهدي يا ريهام .. اهدي يا حبيبتي .. انا مش عايزك تعملي في نفسك كدا .. عشان خاطري نزلي المسد.س من ايدك دي مش لعبة .. احنا مهما يحصل بينا مش هنعمل كدا فى بعض كفاية كدا وخلينا نتفاهم بالعقل
جحظت عيناه على إصبعها المرتعش الذي وضعته على الزناد ، واندلعت نظرات الشك الممزوجة بالاضطراب من حدقتاه ، متأكدًا تمامًا أنه وقع بالفعل في مشكلة خطيرة ، بينما كان الخبـ*ـث يلمع في مقل عينيها ، وقد وصلت إلى مبتغاها من كل هذا وجعلته يتوسل إليها ، فاغتنمت الفرصة لتخويفه أكثر ، لتصرخ عليه بهو.س مبالغ فيه : لا مش انت شايفني مقر.فة ور.خيصة يا باسم كل دا عشان بحبك .. بتجرح فيا عشان خاطر الزبا.لة دي .. يعني ماتلومنيش عشان انت اللي اخترت ان نهايتك تبقي كدا
انتهت ريهام كلماتها بغـ*ـل رهيب ، وهي تصر على أسنانها ، بينما شعر الأخر بالدماء تجف في عروقه ، بمجرد أن رأى يديها ترتفعان مجددًا ، وتوجهان فوهة السلا.ح نحوه بعزم ، لم يشعر بنفسه سوى ، وهو يندفع نحوها ، وفي أقل من ثانية ، دوى صوت إطلاق الرصا.صة بسرعة فائقة ، وهى متجهة تعرف جسد صاحبها ، ليسود بعدها صمت ثقيل في المكان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
✾نهاية الفصل الثانى✾
#رواية_جوازة_ابريل
#نورهان_محسن
باسم شكله يا قاتل يا مقتول الليلة دي ياتري ايه اللي حصل!!
يا احلي متابعين من فضلكم دوسوا علي الڤوت ⭐ قبل ماقلبوا الصفحة دا مهم اوي وتقدير لمجهودي 👇
وطبعا هستني كومنتاتكم وارائكم في الفصل وياريت ترشحوا الرواية في المنشورات اللي بتطلب روايات وشاركوا في جروب وانشروا فيه ميمز و ريڤيوهات عن الرواية هستناكم
اللينك في صندوق الوصف بحسابي الشخصى
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية جوازة ابريل) اسم الرواية