Ads by Google X

رواية جعفر البلطجي الجزء (3) الفصل الثلاثون 30 - بقلم بيسو وليد

الصفحة الرئيسية

     


 رواية جعفر البلطجي الجزء (3) الفصل الثلاثون 30 - بقلم بيسو وليد

شيءٌ مؤ.لمٌ حينما يتـ ـحد الجميع ضـ ـدك
أن تشعر فجأ.ة أنك أصبحت منبو.ذٌ بين الجميع
وكما كانت تلك العبرات تتردد دومًا في أذني
غدوتُ كالغر.يب بين الجميع أبحث عن الأ.مان
وهم في الأساس الخطـ ـر بأ.م عينه.
______________________
<“جاءه الغد.ر في ثوب الأحباب ليقوم بطـ ـعنه دون ر.حمة”>
ماذا يحدث حينما يتم الغد.ر بك مِن أقرب الأشخاص إليك، ما الذي يجب عليك أن تفعله حينما ترى شخصك الأقرب إليك مِن نفسك يقوم بطـ ـعنك بالسـ ـكين التي كان يحـ ـميك بها دومًا، الآن قامت مَن تُدعى والدته بطـ ـعنه بكل قسو.ة وهي مِن المفترض أن تكون أكثر الأشخاص وفاءً الآن هي أبعـ ـد مِمَّ يكون عن ذلك.
سقـ ـطت عبراته على صفحة وجهه وهو ينظر إليها ليرى في مُقلتيها القسو.ة التي كانت تتلـ ـبسها في الماضي حينما كان طفلًا صغيرًا، يرى أخرى ليست بوالدته التي كان الحنان يُغلف قلـ ـبها ونقا.ءها باديًا على تفكيرها وأفعالها.
أيعقـ ـل أن يكون أبيه كان مُحقًا حينما أخبره أنها ما.تت ورحلت عن عا.لمهم، أيعقـ ـل أن يكون قد رآها منذ هذه اللحظة مـ ـيتةٌ في ناظريه، أيعقـ ـل أنه اليوم فعل الشيء الصحيح الوحيد في حياته إليه وقام بر.حمته وأبعـ ـدها عنه حتى لا تتأ.ذى نفـ ـسيته ويُصبح ر.جلٌ غير سو.ي نفسـ ـيًا؟.
كلماتها تر.ن في أذنيه كالموسيقى الصا.خبة التي يز.عج موسيقاها صـ ـميم أذنيه، شعر بأ.لم قلبه يعتصـ ـر صد.ره دون ر.حمة، وضع كفيه على وجهه وسمح لعبراته بالسقو.ط على صفحة وجهه وسمح لكل الآ.لم الجـ ـسدي والنفـ ـسي بإحتـ ـلاله، كإحتـ ـلال المغتصب لأرضِ فلـ ـسـ ـطيـ ـن الحبيبة.
_”بـشير” صدقني دا كان ماضي ورا.ح لحاله خلاص، أنا جيت أصلح الوضع زمان وأعوضك عن اللي حصل.
نبرتها المر.تجفة مع إرتعا.شة يديها وإضطـ ـرابها كانوا واضحين وضوح الشمس، حاولت التقرب مِنهُ وإحتو.اءه ولَكِنّ حينما لا.مسته يدها أبعـ ـدها عنه بعـ ـنفٍ وكأن ثمة شـ ـرار كهـ ـربي ضـ ـربه في مقتـ ـلٍ، أبتعـ ـد عنها بجـ ـسده وهو ينظر لها نظراتٍ مـ ـيتة، نظراتٍ تحمـ ـل الإتها.م والكر.اهية.
نظراتٍ ضـ ـربتها هي في مقتـ ـلٍ، فلم تكن تتو.قع أن يكون هذا ردّ الفعل مِنهُ، كانت تتو.قع الإحتو.اء والحنو والإشتيا.ق لها، ولَكِنّ فا.جئها هو تلك المرة وخا.لف توقعاتها بالكامل.
_”بـشير”، عشان خاطري صدقني أنا غـ ـلطت وجيت أهو أصلح غـ ـلطي.
_بس بطـ ـلي كد.ب ونفا.ق!.
صر.خ بها منفعـ ـلًا وهو ينظر إليها بعينان حمـ ـراوتين وصدره يعلـ ـو ويهـ ـبط بعنـ ـفٍ، فيما تفا.جئت هي مِن أفعا.له التي باتت عد.وانية في لمح البـ ـصر نُصـ ـب عينيها، الو.جع والقـ ـهرة والحز.ن والصد.مة والكرا.هية، كل تلك المشاعر صدرت مِنها هي، المرأة المُلقبة بلقب الأم؟.
_يعني هو كان صح طول العمر دا كله؟ هو كان عنده حـ ـق لمَ قالي إنك مو.تي وبعـ ـدك عني عشان خاطر متأ.ثرش أنا بتربيتك وجبـ ـروتك وتطـ ـلعيني إنسان غير سو.ي؟ ليه؟ أنا عملت فيكِ إيه عشان تعملي فيا كدا؟ خبيـ ـتوا ليه إن عندي إخوات، حـ ـرمتوني ليه مِن عزوتي وونسي اللي بقيت عا.يش عشانه دلوقتي.
_هو اللي خبـ ـى عليك مش أنا، أنا الزوجة التانية لِيه…
_بـس، كفاية كد.ب وتحو.ير بقى أنا مش عيل صغير بريا.لة بتضحكي عليه، هو آه خـ ـبى عليا وغـ ـلط زيك بالظبط هو برضوا كان كويس معايا أنا مش هقدر أنكـ ـر دا ومشوفتش مِنُه القسو.ة اللي شافوها أخواتي، بس اللي عمله مؤ.خرًا خلاني قـ ـفلت مِنُه ومبقتش طا.يقه، أنتوا الأتنين د.مرتوني وأنتِ أكتر مِنُه أنتِ جبا.رة سيـ ـبتي عيل صغير وسافرتي، روحتي فين بقى وعملتي إيه خدك مِني كل السنين دي؟.
أنهـ ـى حديثه المنفـ ـعل والغا.ضب وهو ينظر إليها، ينتظر إجابتها التي لربما تر.حم قلبه، أو تضـ ـربه الضـ ـربة الأخيرة، أنتظر الشـ ـفقة أو اللـ ـين مِنها لقـ ـلب طفلٍ صغيرٍ مثله دُ.هِسَ بأبشـ ـع الطرق.
حاولت تما.لُك نفسها فالأمر محتو.م والمو.اجهة حا.سمة لا مفـ ـر للهر.ب، إبتلـ ـعت غصتها بتروٍ وهي تز.يل عبراتها بكفها المر.تعش وهي تُحاول تهيـ ـئة نفسها لإلقا.ء ما في جَبـ ـعتها إليه بكلماتٍ تكسـ ـر ظهر البعيـ ـر.
_أيوه أنا سيبـ ـتك ومشيت ومند.متش وقتها حتى ولا تأ.ثرت بعياطك ورجا.ءك ليا عشان أفضل معاك، أنا قر.فت مِنُه وتـ ـعبت كل شوية خنا.ق وقر.ف وأنا تـ ـعبت، حصلت بينا مشكـ ـلة كبيرة وديتنا للطلا.ق وآه أنا أتطـ ـلقت فـ نفس اليوم اللي سيبـ ـتك ومشيت فيه، سافرت الكويت وإتجوزت وعا.يشة حياتي دلوقتي معاه عادي أهو بقالي سنين.
_بيعاملني أحـ ـسن معاملة وملبسني أحـ ـسن لبس وبيأكلني ويشربني أحلى شرب، العـ ـيشة مع أبوك بقى ولا مع الرا.جل دا؟ أنا لحـ ـقت نفسي بدري أوي عشان العيـ ـشة مع أبوك كانت مستـ ـحيلة.
عـ ـلَّت الإبتسامة ثغره وهو ينظر إليها، أبتسم وهو ينظر إليها ويستمع إلى حديثها الذي كان أشبه بسيـ ـفٍ حا.د يُغـ ـرز داخل صـ ـدره، إستطاعت إصا.بته في مقتـ ـلٍ لا محا.ل لقد نجحت في تحطـ ـيمه عن جد.ارة واستحـ ـقاق، سقـ ـطت عبراته أكثر وأكثر كونه وثق بها ووضع أ.مله بأكمله فيها لتقوم هي للمرة الثانية على التوالي بتخـ ـييب آما.له بها، وإن كان بداخله ذر.ة أمل نحوها فقد قـ ـضت عليها تمامًا.
أز.ال عبراته بعنـ ـفٍ طفـ ـيف بكفيه عن صفحة وجهه ليقوم بأخذ كوب ز.جاجي شفا.ف أسفـ ـل نا.ظريها بأيـ ـدي جا.مدة ثم نظر إليها مِن جديد لبرهةٍ مِن الوقت فيما كانت هي تتابعه بنظراتها المذ.بذبة تنتظر القادم مِنهُ.
تر.ك الكوب فجأ.ة ليسـ ـقط على الأرض الصـ ـلبة الرخا.مية منكـ ـسرًا إلى أشـ ـلاءٍ صغيرة تنا.ثرت في كل مكان، نظرت هي إلى الكوب المنكـ ـسر بهدوءٍ للحظات ثم عادت تنظر إليه لتسمعه يقول بنبرةٍ ملكو.مة وكأن حز.ن العا.لم بأجمعه تجـ ـمع بهِ:
_قـ ـلبي زي الكوباية اللي أتكـ ـسرت دي دلوقتي وصوت كـ ـسرتها رن فـ المكان، لو جمـ ـعت الكوباية دي دلوقتي وداو.يت كسو.رها بلز.ق طبي هتتكـ ـسر تاني عشان خلاص إتكـ ـسرت، واللي بيتكـ ـسر مبيتدا.ويش للأسف الشـ ـديد، وأنتِ مدورتيش غير على نفسك مش كدا؟ يبقى متر.جعيش تسألي على اللي كان أبنك عشان مبقاش أبنك خلاص.
أصا.بها بحديثه في مقتـ ـلٍ، حديثه ما كان إلا خـ ـط إنذ.ار إليها لتقترب مِنهُ سر.يعًا وهي تحاوطه بكفيها المر.تجفين وهي تقول بنبرةٍ مذ.بذبة ومر.تعبة:
_لا لا، لا إيه اللي بتقوله دا لا مش هينفع، إيه اللي بتقوله دا أنتَ أبني وهتفضل أبني غصـ ـب عنك سامع، أنا لسه ممو.تش عشان تعتبر نفسك يتيـ ـم الأم يا “بـشير”.
نظر إليها في هذه اللحظة نظرةٍ مـ ـليئة بالخيـ ـبة والكسـ ـرة، نظرةٍ لا يتحـ ـملها بشري ولا يتخطا.ها إنسانٍ سو.ي، أبعـ ـد يديها عنه وهو يهتف بنبرةٍ جا.مدة محمـ ـلة بالقسو.ة:
_بس أنتِ فعلًا مـ ـيتة بالنسبة لي، ومبـ ـقتيش تفـ ـرقي معايا مِن اللحظة دي زي ما أنا ما كُنْتش فا.رق معاكِ وأنا عيل صغير بعيط لحد ما صوتي أتنبـ ـح وزو.ري أتجـ ـرح عشان متمـ ـشيش أنا كمان هعمل نفس اللي عملتيه وهشر.بك مِن نفس الكاس عشان تعرفي قد إيه الناس بتتعذ.ب بأفعا.ل اللي زيك ويحـ ـسوا بيهم، الدنيا دوا.رة وربك مبينساش، لو الإنسان بينسى فـ رب السماوات السبع عمره ما نسي.
أنهـ ـى حديثه الذي كان قا.سيًا بكل المعاني وهو ينظر إليها ليراها تنظر إليه بصد.مةٍ شـ ـديدة وقد شعرت هي أن لسا.نها قد شُـ ـل عن الحركة في هذه اللحظة وقد تها.وى قـ ـلبها أرضًا وسقـ ـطت عبراتها أكثر على صفحة وجهها وهي تراه يتر.ك المكان بأكمله ويذهب دون أن يلتفت إليها أو يعيرها أي أهمية.
صفـ ـع الباب خلفه بعنـ ـفٍ ليهـ ـتز جسـ ـدها بعنـ ـفٍ على أثره وتز.داد سقو.ط عبراتها أكثر وهي تراه يبتعـ ـد عنها دون أن تملُـ ـك هي القدرة على منـ ـعه، ر.حل ولربما لا يعود إليها مرةٍ أخرى، وهذه المرة حمّـ ـلها المسئو.لية كاملة وألـ ـقى اللو.م عليها أكثر مِمَّ ألقا.ه على والده.
ظلت تبكي وتنتـ ـحب مكانها وهي تؤ.نب نفسها على ما أقتر.فته بحـ ـقه في صغره ليبدأ الند.م يتأ.كلها مِن الدا.خل وهي تعلم إن غابت شمسها، فلن تعود للشر.وق مرةٍ أخرى مهما تفعـ ـل.
فيما أستلق هو سيارته وبدأ يضـ ـرب بقبضـ ـتيه على مقود السيارة بعـ ـنفٍ وبدأ يصر.خ بقهـ ـرٍ وحز.نٍ على ما أصا.به كان السـ ـبب الر.ئيسي في ذلك والديه للأ.سف الشـ ـديد، صدح رنين هاتفه بجواره يعلنه عن إتصالٍ مِن شقيقته ليتجا.هله هو وهو يشعر بأن رو.حه تنسـ ـحب مِنهُ رويدًا رويدًا.
_حرام عليكِ، حرام عليكِ د.مرتيني، د.مرتيني أقول إيه يا رب، ياريتك ما ر.جعتي ولا ظهـ ـرتي تاني وجـ ـعتيني أكتر ما أنا مو.جوع!.
ظل يبكي ويبكي بقـ ـلبٍ مفتو.رٍ مِن البكاء، تمز.قت رو.حه وأر.هقتها الحياة وأصبح في تلك اللحظة طيـ ـرٌ جر.يح بُتِـ ـرَت جنا.حيه بفـ ـعل صاحبهِ الذي أستأ.من معه وكان أ.منه وأما.نه في إحدى الأيام.
صدح رنين هاتفه مرةٍ أخرى عا.ليًا ليأخذه بعـ ـنفٍ مِن على المقعد المجاور إليه وأغـ ـلق المكالمة ويليها هاتفه كليًا ثم ألقا.ه على المقعد مِن جديد وأجهـ ـش في البكاء مرةٍ أخرى وكأنه طفلٌ صغير حُرِ.مَ مِن والدته وحنانها وعا.قبته بإبتعا.دها عنه وكأنها تقوم بتأ.ديبه هكذا حتى لا يُكرر خطـ ـأه.
أيا بشرٍ تَملُـ ـك في قلوبها الر.حمة
جاءتني أُمي اليوم أمام الجميع تُخبرني
_أنا التي قتـ ـلتكَ حـ ـيًا مرتين، ولا أشعر بالند.م!.
______________________
<“تمر.د الفأ.ر في ساحة عد.وه قد يُكلفه المزيد”>
لطالما كانت دومًا الفئـ ـران تختبـ ـئ في جحو.رهم حتى لا يتم قتـ ـلهم على أيـ ـدي البشر، فلطالما هو كا.ئنٌ سا.م فلا بُد مِن قتـ ـله في الحال حتى لا ينتشـ ـر سُـ ـمه في الحال، خر.ج “يـوسف” مِن بِنْايته رفقة ابن عمه “جـاد” الذي كان كالظـ ـل بالنسبة إليه قد خر.جا للتنزه قليلًا حتى يأتي “بـشير” إليهم وتكتمـ ـل سهرتهم الليلية.
_رايحين على فين يا “يـوسف”؟.
نطـ ـق بها “جـاد” بنبرةٍ هادئة ومتسائلة وهو ينظر إلى ابن عمه الذي أجابه بنبرةٍ هادئة وقال:
_هوريك حاجة محدش يعرف عنها حاجة غيرك.
أنهـ ـى “يـوسف” حديثه وهو ينظر إليه بطر.ف عينه ليت.رك الآخر في حيـ ـرةٍ مِن أمره يُفكر في هذا الشيء المجهو.ل حتى الآن بالنسبة إليه، وبعد خمس دقائق سـ ـيرًا على الأقدام وصلا أخيرًا إلى المكان المنشو.د، شقةٍ فا.رغة في الدور الأر.ضي مغـ ـلقة بإحكا.مٍ.
فتـ ـح “يـوسف” الباب بالمفتا.ح بهدوءٍ ليقابله الظلا.م الدا.مس في الد.اخل، ولج بخـ ـطى هادئة وقام بإضا.ءة الأضواء ليقابله شقةٌ ذات جدران بُنية اللو.ن، تعجب “جـاد” كثيرًا ونظر حوله قائلًا:
_إيه الشقة دي يا “يـوسف”؟ هو أنتَ ناوي تبيـ ـع أعضا.ئي بجد ولا إيه أنا كُنْت بهزر على فكرة.
أبتسم “يـوسف” ليترك أغراضه على سطح الطاولة ثم بعدها توجه إلى أحد الصناديق الكبـ ـيرة وأشار إليه نحوه قائلًا بإبتسامة:
_إيه رأيك؟.
نظر “جـاد” إلى ما يُشير إليه ابن عمه ليتعجب كثيرًا مِمَّ يراه أمامه، ولذلك أشار هو الآخر نحوه وقال متسائلًا:
_إيه دا يا “يـوسف”؟ مش فاهم برضوا؟.
أخذ “يـوسف” نفـ ـسًا عميـ ـقًا ثم زفـ ـره بتروٍ وأجابه بنبرةٍ هادئة يفصـ ـح عن أولى أعماله اليدوية بقوله الهادئ:
_أقدملك إختراعي الجديد واللي صد.مني مؤ.خرًا، طرابيزة وكُرسيين مِن بر.ميل كبير كان مر.كون ملهوش أي تلاتة لا.زمة، فكرت كتير أوي بصراحة أعمل إيه بيه مفيد وينفع الناس وأكون إستغـ ـليت حاجة مر.كونة، روحت مـ ـسكته فـ أسبوعين خر.ج مِن تحت إيـ ـدي ترابيزة بـ كُرسيين متنجد.ين كمان، إيه رأيك؟.
كان “جـاد” مصد.ومًا وبشـ ـدة وهو ينظر إلى ذاك الصند.وق كبيـ ـر الحجـ ـم الذي إستطاع ابن عمه إستغـ ـلاله وأخر.ج مِنهُ طاولة ومقعدين، تقدم مِنهُ بهدوءٍ وهو يتفحصه أسفـ ـل نظرات “يـوسف” الهادئة التي كانت تتابعه مشد.وهًا فلَم يرى شيئًا كهذا مِن قبل إنه تخطـ ـى تفكيره بمراحل عِدة.
تذكر حديثه مع العم “رأفت” حينما سأله عن موهبة ابن عمه في إخر.اج إبداعاتٍ مِن الخـ ـردة وحينها كان يجـ ـهل الأمر، الآن قاده ابن عمه بنفسه ليُريه ما صنعه في لحظةٍ لَم تكُن في الحُسبا.ن فكان حينها غا.ضبًا وأراد إفر.اغ غضـ ـبه بشيءٍ بعيـ ـدًا عن البشـ ـر ولذلك ظل يعبـ ـث بذاك الصند.وق حتى أخر.ج مِنهُ أولى إبداعاته.
طاولة متوسطة الحجـ ـم ومقعدين رائعين صُـ ـمما بد.قةٍ وإحترا.فية مَن يراها لا يتو.قع أنها كانت صند.وقًا ليس لهُ فائدة مِن قبل، ألتفت إليه وهو حقًا مدهوشًا ليتحدث بنبرةٍ هادئة يُغلـ ـفها طابع الحما.س:
_”يـوسف” أنتَ بجد صد.متني، أنا مش قا.در لسه أستو.عب إنك عملت كدا بجد، كأني بحلم أزاي بجد قدرت تعمل حاجة زي دي يعني أكيد مكانتش لحظة عابرة والسلام، دا أنتَ عالمي.
أبتسم “يـوسف” أبتسامة هادئة وهو يتطـ ـلع إليه ليقترب مِنهُ “جـاد” بعد أن حاول إزا.حة د.هشته وذهو.له قد.ر المستطا.ع وأكمل بنبرةٍ سعيدة وفخو.رة:
_أنا حـ ـقيقي فخو.ر بيك أوي، أنتَ عملت حاجة برا الصند.وق ممكن تضـ ـرب فـ العا.لي وتكسـ ـر الدنيا، “يـوسف” بجد أنا مِن ساعة ما شوفتك وأنا حاسس إنك هيطلـ ـع مِنك كتير أوي، أنا عارف كويس أوي اللي حصلك فـ حياتك أثـ ـر على نفـ ـسيتك بطريقة سـ ـلبية وخلّاك عد.واني بتفكر بمنظو.رك أنتَ وفِكرَك أنتَ بس لا دا مش صح، ربنا وهبك ذكا.ء وسر.عة بد.يهة مش عند حد آه مش متعلم بس د.ماغك تو.زن بلاد وتحسب الحـ ـسبة صح.
_بس حـ ـقيقي أنتَ جو.اك موهبة نا.درة لسه مش عارف تحـ ـط إيدك عليها بس هتظهر بإذن الله وأول ما تبا.ن للناس حالك هيتبد.ل ويا عالم ربنا شا.يلك إيه بس إسمحلي أصور التُحفة الفنية دي وأنزلها على مواقع السوشيال ميديا، عايز كل الناس تشوف موهبتك وتعرف إن ابن عمي فنان وشخص غر.يب ميتو.قعش مِنُه حاجة، وهوريها لـ بابا، عايزُه يشوف بنفسه وأنا وا.ثق إنك هتتنـ ـقل نا.قلة تانية خالص بس مش دلوقتي وبكرا تقول “جـاد” كان عنده حـ ـق.
كان يستمع إليه مبتسم الوجه، يشعر بعِدة مشاعر لَم يشعر بها قـ ـط، فقد رأى الحُبّ والحنان والد.فء والسعادة حينما عاد إلى عائلته مرةٍ أخرى، رأى نفسه وصورته الصحيحة في أعـ ـينهم جميعًا، رأى الخير والمحبة والتسا.مح مع ذاك الشا.ب الماثـ ـل أمامه يثر.ثر بسعادةٍ طا.غية لأجله مفتخـ ـرًا بهِ وبصناعته، لقد جاءه العوض مِن رب العالمين بعد سنواتٍ كثيرة.
في محل الشقيقين “فـتوح” و “فـتحي”.
كان “فـتوح” جالسًا على المقعد الخشـ ـبي يضع سا.قٍ فوق أخرى وهو يسـ ـحب قدرًا كافيًا مِن السيجارة التي كانت مـ ـلتفة بشكلٍ مر.يب بداخل أوراقها المو.اد المُخـ ـدرة في جو.ف الليل والأُناس نيام، كان تحـ ـت تأ.ثير المُخـ ـدر لا يـ ـعي لِمَ يحدث حوله فقد غـ ـيَبَت الموا.د المُخـ ـدرة عقـ ـله بالكا.مل.
نظر إلى بِنْاية “يـوسف” وتحديدًا إلى سطـ ـحها حيثُ كان “سـراج” واقفًا رفقة زوجته يتحدثان سويًا ويبدو أنه يمازحها ليبتسم هو سا.خرًا ويقول متهـ ـكمًا:
_أنا أترفـ ـض عشان خاطر ***** دا؟ عجب واللهِ أكمنه موظف فـ البنك ومرتبه فـ العا.لي أتجوزتيه، عيلة **** مبتدورش غير على الفلوس والـ***** الكد.ابة، يلا الله لا يصـ ـلح حالكم ولا تد.وقوا طعم الرا.حة طو.ل ما أنتوا مع بعض.
الحقـ ـد والغـ ـل والكرا.هية عوامل مشتركة كا.رثية إن تواجدت في المرء جميعًا فهو بالكاد أمرٌ كا.رثي، يكر.ه الخير للآخرين ويُحبّه لنفسه، يُحبّ أن يكون كل شيءٍ لأجله هو ويرى الأُناس في نا.ظريه أوغا.د عد.يمي المرو.ءة وطما.عين يعشـ ـقون المال كأ.عينهم، إنها الحسـ ـرة بعيـ ـنها فواللهِ ما رأيتُ بني آدم يتمنى الخر.اب والشـ ـر لغيره إلا وقد أستعذتُ بالله ودعوتُ لهُ بالهِداية.
سحـ ـب نفـ ـسًا عميـ ـقًا وزفـ ـره بتروٍ وهو ينظر إليهما بحـ ـقدٍ والغـ ـل يعتـ ـصر صد.ره تجاههما فمنذ زمن وهو يكر.ه “يـوسف” وأصدقائه ودومًا يمقتهم ويُحاول تشو.يه صورتهم في مرئى الجميع، ولَكِنّ كان “يـوسف” دومًا لهُ بالمر.صاد، كان كالشو.كة الحا.دة العا.لقة في حـ ـلقه يسعى لقتـ ـله مختـ ـنقًا وتخـ ـليص البشر.ية مِن أمثاله.
بينما على سطـ ـح البِنْاية خاصتهم.
كان “سـراج” يجاور زوجته يتحدث معها بنبرةٍ خا.فتة لتضحك هي بين الفينة والأخرى على حديثه ليشاركها هو الضحك ويُكمل حديثه.
_يا بـ ـت أسمعي مِني وهتدعيلي واللهِ، أنا عُمري قولتلك على حاجة وحصل عكـ ـسها؟.
_لا يا “سـراج” مش هيحصل أنا عُمري ما عملت اللي بتقول عليه دا، دا كفاية “يـوسف” لو عِرِف هيطـ ـير رقبـ ـتي وشكلك شايفلك شوفة تانية وعايز تخلـ ـص مِني.
أنهـ ـت حديثها وهي تنظر إليه بطر.ف عينها نظرةٍ ذات معنى حا.دة ليأتيها الردّ في الحال حينما أشار إلى نفسه وهو يتصـ ـنع الصد.مة قائلًا:
_أنا يا “مـها”؟ أنا يا بنـ ـت “عدنان” شايفلي شوفة تانية إخص عليكِ مكانش العشـ ـم يا ختي واللهِ يعني، وبعدين يعني هشوف شوفة تانية أزاي هو أنتِ مدياني فرصة دا أنا حيالله بتنـ ـفس بإذن مِنك.
_نعم؟ يعني فـ نيتك واحدة تانية بقى، لا أنتَ محتاجلك وا.قفة بقى عشان شكلها كدا هتسـ ـيب ونخـ ـيب.
صاحت بها في وجهه بغـ ـضبٍ عارم وهي تنظر إليه فيما أشار هو إليها وقال:
_بس بس بس، إيه ما.صورة وفتـ ـحت فـ وشي مش كدا، أنا مفيش حد عشان أبُصله أصلًا مفيش غيرك اللي حلوة فـ الحارة دي، وبعدين أنا ما.ضي على قايمة بقد كدا يعني خربا.نة خربا.نة، المهم فـ ـكك مِن الحوا.رات العبيـ ـطة دي وشوفة تانية وتالتة وركزي معايا عشان مقلـ ـبهاش على د.ماغكم كلكم وأنتم عيلة يعني بتعشـ ـق المشا.كل قد عنيها.
على الجهة الأخرى وبالقرب مِن محل “فـتوح” و “فـتحي”.
كان “يـوسف” يسير رفقة ابن عمه عائدًا إلى منزله مِن جديد بعد أن جلس رفقته قليلًا وأغـ ـلق الشقة وهما يتحدثان سويًا مع بعضهما مارين بالقرب مِن محل “فـتوح” الذي نظر إليهما نظرةٍ ذات معنى.
_متقـ ـلقش هظبـ ـط الدنيا مع بابا وهو مش بعـ ـيد ييجي بنفسه ويشوف والد.نيا بإذن الله تعالى هتظبـ ـط وتبقى لوز اللوز متشيـ ـلش هـ ـم حاجة.
إستطاع “جـاد” طمئـ ـنته قدر المستطا.ع ليتفهم “يـوسف” حديثه ويربت على كتفه برفقٍ مبتسم الوجه، فيما نهض “فـتوح” وأقترب مِنهما بخـ ـطى وا.هنة وهو في حالة سكـ ـرٍ غـ ـير عادية فقـ ـد تغيـ ـب عقـ ـله تمامًا بسـ ـبب المو.اد المُخـ ـدِرة التي تجـ ـرعها منذ وقتٍ قليل وو.قف أمامهما يمـ ـنع طريقهما.
تو.قف “يـوسف” فجأ.ة ور.مقه نظرةٍ قا.تلة وهو يرى السُـ ـكرَ با.ئنًا على معالم وجهه وحالته ير.ثى عليها، فيما تر.نح الآخر في و.قفته وهتف بنبرةٍ غير وا.عية وهو ينظر إليه قائلًا:
_جر.ى إيه يا عم الجيـ ـهة، مش ناوي تصـ ـفي الحسابات بقى وتد.فع اللي عليك ولا هي بقت بجا.حة؟.
_أد.فع اللي عليا؟ ليه قاعد فـ كومباوند اللي جا.بوك وأنا مش واخد بالي.
هكذا جاوبه “يـوسف” سا.خرًا وهو ينظر إليه متهـ ـكمًا، فيما إغتا.ظ “فـتوح” كثيرًا وقال بنبرةٍ نا.قمة:
_ولو جيبت سيرة أبوك الـ*** دلوقتي بقى بالغـ ـلط؟.
أشتـ ـعل “يـوسف” حينما سَمِعَ سُبّا.ب أبيه مِن ذاك السـ ـكير الماثـ ـل أمامه لتترا.قص شيا.طينه أمام عينيه لتحضـ ـر شخصية “جـعفر” الجا.محة في الحال لتبدأ الحـ ـرب الطا.حنة بينهما في الحال.
د.فعه “يـوسف” بعـ ـنفٍ إلى الجدار الماثـ ـل خلفه وقام بإمسا.كه مِن عنـ ـقه وضغـ ـط على قبـ ـضته وهو ينظر إليه وكل ما يتر.دد في صد.ى أذنيه سُبّا.بة أبيه مِن هذا الحقـ ـير وما ز.اده ذاك إلا عنـ ـفًا وشـ ـرًا.
ظهرت علاما.ت الإخـ ـتناق على معالم وجهه بشكلٍ وا.ضحٍ حتى بدأت بشـ ـرته تميـ ـل إلى اللو.ن الأزر.ق وتنقـ ـطع أنفا.سه، شعر “يـوسف” بد.فعة قو.ية تقوم بر.دّ جسـ ـده إلى الخلف بعنـ ـفٍ وصوت صرا.خ “جـاد” يفيـ ـقه مِن غيبو.بته تلك.
_فو.ق يا “يـوسف” أنتَ أتجـ ـننت، هتمو.ت واحد *** زي دا وتضـ ـيع مستقبلك عشانه، مش كدا يا أخي!.
ر.مقه “يـوسف” نظراتٍ حا.قدة وصد.ره يعلـ ـو ويهـ ـبط بعـ ـنفٍ ليسمع صوت “جـعفر” بدا.خله يد.فعه للإنتقا.م مِنهُ بأبـ ـشع الطرق ور.دّ الحـ ـق لأصحاب الحـ ـق مِن عد.يمي المر.وءة أمثاله، ولذلك كان صوته في هذه اللحظة يُر.ضيه بشكلٍ كبير ولذلك أطا.عه وهـ ـجم عليه مِن جديد لتعلـ ـو الصر.خات مِن حولهم تز.امنًا مع تدخل “جـاد” و “أكـرم” والشبا.ب لإبعا.ده وفي ذات اللحظة تد.خل أيضًا “فـتحي” و “حـد.يدة” و “عـصفورة” للد.فاع عن “فـتوح”.
كانت “شـاهي” تشعر بالر.عب على و.لدها الذي فقـ ـد عقـ ـله في الحال وفعل ما لَم يتو.قعه عقـ ـلها، بينما كانت تجاورها “مـها” التي كانت بالطبع خا.ئفة على أخيها مِن شـ ـرهم إليه وعلى الجهة الأخرى “بيلا” التي كانت لا تقـ ـل عنهما شيئًا فهي تعلم زوجها جيدًا وما يفعله خا.رج نطا.ق فكرهم.
حاولوا فـ ـك هذا الإشتبا.ك بينهما خصيصًا حينما تمـ ـسك بهِ “فـتوح” ور.فض تركه إلا حينما يثأ.ر، عجبًا لأول مرة أرى متبـ ـجحًا يثأ.ر لنفسه وهو المخـ ـطئ؟ على كلٍ هذا متو.قعًا مِنهُ، بينما حاولوا الشبا.ب كثيرًا إبعا.د صديقهم الذي كان في هذه اللحظة قو.يًا بما فيه الكفاية حتى يثأ.ر لنفسه ولذو.يه فكان كالحجـ ـر الصـ ـلب الكبير الذي يصعـ ـب إبعا.ده عن الطريق.
_يمين بعظيم ما هسـ ـيبك يا “فـتوح”، مش هسـ ـيبك يا *** ****** وهاخد حـ ـقي كله مِنك أنتَ وشويه ******* اللي معاك ومبقا.ش “يـوسف المحمدي” لو ما خـ ـلّيت را.سكم فـ الأر.ض يا ******، أبويا أشـ ـرف مِنك أنتَ وعيلتك الـ**** كلها يا ***.
سُبّا.بٌ لاذ.ع، وعنـ ـفٌ شـ ـديد وو.عيد لمَن أخطـ ـأ في حـ ـقه وحـ ـق أبيه الذي حر.ك بدا.خله الكثير والكثير رغم عد.م تذكره إليه ولَكِنّ لن ولم يسمـ ـح إليه بالتطا.ول على أبيه مهما حد.ث فأبيه بالنسبة إليه خـ ـط أحمـ ـر عر.يض ليس مسمـ ـحٌ لأي شخصٍ مِنهم بالتطا.ول عليه وذِكر أسمه بسو.ءٍ.
وما ز.اد الطيـ ـن بلـ ـة حديث هذا السـ ـكير الذي تحدث مِن جديد بنبرةٍ غير وا.عية وهو يُلـ ـقي حبا.ت المِلح على جر.حه الغا.ئر حينما قال بما أصا.به في مقتـ ـلٍ:
_جرى إيه يا ***، فاكر نفسك مين عشان تفـ ـتح صد.رك أوي كدا وتتحـ ـمق لأبوك، دا أنتَ حيالله معندكش أب يعني مكـ ـسو.ر الضـ ـهر ومعد.وم العا.فية، اللي أنتَ فيه دا حلا.وة رو.ح مش أكتر أنتَ مـ ـيت مِن زمان أوي، أنتَ عيـ ـشت غر.يب وبقيت فـ يوم كبـ ـير منطقة عابدين كلها مش “حارة درويش” بس، إيه يا عم ما تفو.ق لنفسك وتعرف مقا.مك ولا عشان أبوك يا حرا.م ما.ت فهتسو.ق العو.ج على اللي جا.بونا ما إحنا بلطـ ـجية برضوا وبنعرف ناخد حـ ـقنا بالد.راع ولو خدنا حـ ـقنا يا عمي يمين بعظيم ما هيكون فيك رو.ح طالما عايزها بقى تصـ ـفية حسا.بات وا.مك دي هتمو.ت بحسـ ـرتها عليك ودا يبقى الحـ ـق بحـ ـق وحـ ـقيقي.
حديثه سا.مٌ ومؤ.لم كمَن لا يمـ ـلُك الر.حمة في قلو.بهم، كيف لأمثاله أن يكترثوا إلى معرفة الر.حمة والمسا.واة والكلمة الطيبة، أما عن كلماتٍ كتلك تُقال لشا.بٌ مثله يُعا.ير بيُتـ ـمه وهو ليس لهُ ذ.نبٌ في ذلك فلَم يختار أن يكون يتـ ـيم الأب أو الأم أو لا هذا كله بيد الله وحده، ولَكِنّ كيف سيتغير الو.ضع ونمضي قُدُمًا ونحن مازلنا نكر.ه الخير لبعضنا البعض ونُعا.ير بعضنا بما ليس لنا يدٌ فيه؟
الكلمات سقـ ـطت على “يـوسف” كالصا.عقة جعلت جسـ ـده يتها.وى كالر.يشة الخـ ـفيفة التي تُحر.كها نسمات الهواء كيفما تشاء، الجميع أُصـ ـيب بالصد.مة حتى إند.فع “جـاد” إليه كالقـ ـنبلة المو.قوتة يُمسكه مِن تلا.بيبه وهو يصر.خ بهِ بغضـ ـبٍ جا.م يُد.افع عن عمه المتو.فى وابن عمه الذي أصا.بته ضـ ـربة “فـتوح” في مكانها الصحيح:
_أنتَ عارف بتقول إيه يا *****؟ ولو فاكر نفسه مين هيبقى “يـوسف المحمدي” ابن أكبر التجا.ر فـ السوق كله اللي أبوك ساعتها كان بيقوله يا سيدي، يعني تو.قف مظبو.ط وتتكلم عِدِ.ل معاه وبإحترام عشان هو أ.على مِنك بكتير، ومُعا.يرتك لِيه إنه يتيـ ـم فـ لو أبوك لسه عا.يش وربنا مبارك فـ عُمـ ـره مسيرك تعيـ ـش اليُـ ـتم دا فـ يوم وتد.وق الو.جع اللي هو فيه وتعرف الكلمة اللي بتخر.جهاله بتعمل فيه إيه.
_ثم إن عمي أشـ ـرف مِنك ومين عيلتك كلها يعني يوم ما تجيب فـ سيرته تجيبها بالخير ولو مش هتعرف تسكُت تكـ ـتم خالص عشان الكلمة اللي هتخر.ج مِنك عليه أنتَ مش هتبقى قدها ولو فاكر إنك هتعرف تد.وس على “يـوسف” تاني وتيـ ـجي عليه أكمنه ملهو.ش أهل فـ I’m Very Sorry عشان ر.جالة عيلته أ.قل واحد فيهم شغال محا.مي يعني هيلـ ـففك حو.الين نفسك زي الأهـ ـبل.
_وكبيـ ـر منطقة عابدين و “حارة درويش” غصـ ـب عن عـ ـين أبو.ك وأنتَ أ.قل مِن إنه يـ ـقل معاك ولا ينز.ل لمستواك ولو هتعرف تلمـ ـس شعره مِنُه يا د.كر وريني عر.ض كتافك ومتهلـ ـفتش كتير عشان أنتَ واحد سكـ ـران دلوقتي ولو إتعا.ملت معاك هكسـ ـرك.
أنهـ ـى حديثه ود.فعه بعنـ ـفٍ وهو ير.مقه بنظراتٍ يملؤ.ها الشر والو.عيد إليه، فيما سقـ ـط الآخر أ.رضًا أ.ثر د.فعة الآخر إليه ليتحرك في السر.يع “حـديدة” الذي وقف أمام “جـاد” بالمر.صاد بعد أن أخر.ج مد.يته ير.فعها في وجهه قائلًا:
_قد الحركة دي يا ابو الر.جولة؟
_قدها بأضعا.ف يا حيـ ـلة أ.مك ولو شايفني واحد ابن ناس فـ دا عندها عشان أنا مِن اللحظة دي واحد تاني خالص هيكسـ ـر اللي يقـ ـف قدام ابن عمي وهيعا.دي اللي يفكر يأ.ذيه وقول على نفسك يا رحمان يا رحيم.
ردّه كان قو.يًا وجا.دًا، لَم يتر.اجع ولَم يشعر بالخو.ف ولو للحظةٍ واحدة بل وقف أمامهم النـ ـد بالنـ ـد منتظرًا صد.ور ردّة فعلهم على حديثه ليثأ.ر لابن عمه، وعلى ذِكره أبعـ ـد أصدقائه عنه وشيـ ـطانه قد تحكـ ـم بهِ وصوت “جـعفر” طغـ ـىٰ على صوت ذاك الطفل البـ ـريء الكا.من بد.اخله ليُعلـ ـن ر.فع را.يات الحـ ـرب على الجميع.
أبتعـ ـد عن الجميع وأتجه إلى صالة الألعاب الرياضية الخاصة بالعم “رأفت” أسفـ ـل أنظار والدته وجميع النسو.ة اللواتي و.قفن في الأ.على يشاهدن ما يحد.ث بترقـ ـبٍ وحذ.ر.
رأى العم “رأفت” “يـوسف” يقترب مِنهُ ليقول بنبرةٍ لـ ـينة يُحاول تهـ ـدئة الآخر بكلماته:
_هتعمل إيه يا “يـوسف” صلِّ على النبي يا ابني وأغـ ـزي الشيـ ـطان وفـ ـكك مِنُه دا عـ ـيل بتاع مشا.كل وحو.ارات وأنتَ عارف كدا.
فشـ ـل في إيقا.فه بالطبع ليراه يسـ ـحب العصـ ـا الخشـ ـبية الكبيرة خا.صته التي يستخدمها في إغلا.قها وكاد أن ير.حل أو.قفه هو حينما و.قف أمامه ير.دع فعـ ـلته تلك بقوله المر.تعب:
_”يـوسف” فو.ق يا ابني متو.ديش نفسك فـ دا.هية هتضـ ـيع مستقبلك عشان خاطر الـ*** دا، فكر فـ أ.مك السـ ـت الغلبا.نة اللي هتمو.ت عليك دي وأختك اللي ملها.ش غيرك ومراتك وبنا.تك اللي أنتَ بالنسبالهم كل حاجة وملهو.مش غيرك، أغـ ـزي الشيـ ـطان يا ابني وأ.هدى.
نظر إليه “يـوسف” وهتف بإنفعا.لٍ كبير وهو يصر.خ بهِ قائلًا:
_وأبويا اللي أتشتـ ـم وإتـ ـقَل مِنُه فـ تُر.بته دا إيه يا عم “رأفت”؟ أبويا أشـ ـرف وأنقـ ـى مِن إن سير.ته تيجي على لسا.ن الـ*** دا، أنا حلفت ما هسـ ـيبه وحلفاني عمره ما نز.ل أبدًا، يا أنا يا عيلة الجـ ـزار الليلة دي قسمًا برب السماوات السبع ما هتعـ ـدي على خير وإن ما خـ ـلّيتهم عِبر.ة فـ عابدين كلها يبقى “عدنان” مخلـ ـفش را.جل.
أنهـ ـى حديثه ثم تركه وخر.ج متو.عدًا إليهم بينما هو.ى قـ ـلب العم “رأفت” أر.ضًا بر.عبٍ عليه وألتفت ينظر لهُ بخو.فٍ وهو يدعوا أن يحفظه رب العالمين وأن يحمـ ـيه مِن شـ ـرور أنفـ ـس الحا.قدين، وحينما رأته “بيلا” يحمـ ـل تلك العصـ ـا الخشـ ـبية ضـ ـربت على خدها وهي تقول بر.عبٍ مِمَّ ينتو.ي عليه زوجها:
_يالهو.ي، يالهو.ي يا لهو.ي هيودي نفسه فـ دا.هية.
هو.ى قـ ـلب “شـاهي” أر.ضًا حينما عَلِمَت ما ينتو.ي عليه و.لدها الذي لن يصمـ ـت إلا بإفتعا.ل كا.رثةٌ كبيرة نها.يتها وضعه خـ ـلف القضبان الحـ ـديدة لسنواتٍ وسنوات، أو لربما يلقـ ـى مصيره الوحيد ألا وهو الإعد.ام إن قتـ ـل الآخر ولذلك حينما رأته يقترب مِنهُ في إستعدادًا لضـ ـربه بها صر.خت بالشبا.ب حتى يمنـ ـعوه مِمَّ ينتو.ي عليه.
بينما أقترب “يـوسف” مِنهم مِن جديد وكل ما يتر.دد في أذنيه سُبّا.ب والده ولذلك لن يد.ع الأمر يمر مرور الكرام على الجميع وأولهم “عائلة الجـ ـزار” التي كانت محطة سو.د.اء في حياته منذ الصغر، وقبل أن ير.فعها عا.ليًا ويُسقـ ـطها على الآخر كان “رمزي” يمنـ ـعه هو و “ولؤي” الذي خـ ـشى على صديقه في هذه اللحظة وليس على الآخر فكل ما يهـ ـمه الآن هو صديقه.
_إ.هدى يا “يـوسف” هتودي نفسك فـ دا.هية مش كدا !.
صر.خ بهِ “رمزي” بعنـ ـفٍ وهو يُحاول إردا.عه عن ما يريد لينظر إليه الآخر ويصر.خ بهِ في المقابل قائلًا:
_همو.ته قسـ….
_متقسمش عشان أنا ولا أي واحد فينا هيستناك تقسم وتنفـ ـذ قسمك، هتروح فـ دا.هية وكلنا هنتمـ ـرمط معاك دا اللي هما عايزينه يا “يـوسف” إنهم يغـ ـلطوك عشان يبعـ ـدوا عنهم الشبو.هات ويطـ ـلعوا مِنها بإصا.بة واحد فيهم ومحضـ ـر عد.م تعـ ـرض وأنتَ مش حِـ ـمل كل دا، فو.ق يا صاحبي وحـ ـقك وحـ ـق والدك را.جع بس مش تر.جعه وتروح أنتَ فـ دا.هية.
_اللي مقو.يه ومخليه يقف قصادك كدا الز.فت اللي شاربُه غير كدا مش هيتجـ ـرأ يقـ ـف قصادك ويقول اللي قاله دا، صلِّ على النبي يا صاحبي ووحد الله وأغـ ـزي الشيـ ـطان وأر.مي العصـ ـايا دي، والدتك مش هتفرح هي وأختك ومراتك وهما شايفينك بتودي نفسك فـ دا.هية عشان واحد زي دا معد.وم الإنسانية.
ردّ “رمزي” عليه ردّاً قو.يًا كعادته، حديثه معه كان صا.رمًا وبشـ ـدة وتلك كانت طريقته الوحيدة حتى ير.دع الآخر عمَّ كان ينتو.يه، وللـ ـحق إستطاع السيطـ ـرة على صوت “جـعفر” وتفوَ.ق عليه بجد.ارة وأخمـ ـده تمامًا بحـ ـكمته وقو.ة شخصيته التي و.قفت أمام شخصية الآخر بالمر.صاد.
أخذ “سـراج” العصـ ـا مِنهُ وأعادها إلى العم “رأفت” الذي أطمـ ـئن قـ ـلبه وهـ ـدأت رو.حه مِن ما كانت عليه حينما رأى “رمزي” الذي كان بينهم طو.ق النجا.ة إستطاع أخيرًا الوقوف أمامه بالمر.صاد وإيقا.فه عمَّ كان ينتو.ي عليه، فيما شعر “يـوسف” بالتيـ ـه بينهم لينقـ ـذه مِن نفسه حينها “رمزي” الذي ضمه إلى أحضانه يشـ ـدد مِن عناقه إليه.
ذاك الشا.ب الملتزم وحده مَن يستطيع الو.قوف أمامه وإردا.عه عمَّ ينتو.ي عليه فعله، دومًا كان كالغْوثِ بالنسبة إليهم جميعًا، فيما تقدم “مُنصف” مِن الآخرين حتى و.قف في مو.اجهة “فـتحي” ير.فع سبّا.بته في وجهه قائلًا بنبرةٍ تحذ.يرية صا.رمة:
_الكلام اللي هقوله دلوقتي وما ليك عليا حلفان، إن ما لمـ ـيت أخوك السكـ ـير دا وبعد.تم عن سِـ ـكة “يـوسف” ليكون تعا.ملنا معاكم وقتها مش لطيف ولحد دلوقتي مش عايزين نتجه للمحا.كم ولو روحنا فعلًا أنتَ طبعًا عارف “لؤي” محا.مي عقـ ـرب ومش سهـ ـل وهيـ ـلبسها لأخوك يعني هيـ ـلبسها فـ خـ ـف كلام عشان أنتوا خـ ـلَقكم مش و.ش أفعا.ل، آمين؟
ثم حينما أنهـ ـى حديثه ألتفت إلى رفيقه الذي كان دومًا خيرُ صديقٍ لهُ دومًا ليقول بنبرةٍ حا.دة وقو.ية:
_إسمع أنتَ كمان عشان عارفك د.ماغك نا.شفة ود.مك حُـ ـر ومش هتهـ ـدى غير لمَ تعمل اللي ير.ضيك، أي همسة أي نظرة أي كلمة إن شاء الله لو كانت إيه عايزك تقـ ـلبها على د.ماغ اللي جا.بوهم كلهم وأي حد هيفتـ ـح بو.قه ويعا.رض يتحمـ ـل اللي هيجر.اله وطالما “سـراج الدالي” قال كلمة تبقى سيـ ـف على ر.قاب الكل واللي هيتعر.ضله مِنكم ميلو.مش إلا نفسه وقد أعذ.ر مَن أنذ.ر، اللي يتعر.ضلك تاني يا عمي أنطـ ـح فيه وميهمكش ود.كر فيهم يقـ ـف قصادك يمين بعظيم ليكون عِبـ ـرة للكل.
كان الحديث مُر.ضيًا لـ “لؤي” والذي جعله يشعر بالإنتشا.ء، بينما كان “حـسن” يشعر بالغضـ ـب والكرا.هية تجاههم لتجر.أهم على المسا.س بصديقه، فيما كان “جـاد” يتمـ ـسك في ابن عمه يمنـ ـعه عن فعل أي شيءٍ يمكن أن يلحـ ـق بهِ بضـ ـررٍ.
_يلا يا “يـوسف”، يلا متر.كبش نفسك غـ ـلط يلا.
نطـ ـق بها “رمزي” وهو يد.فعه برفقٍ إلى الخـ ـلف حتى ير.دعه عمّ ينتو.يه ليساعده في ذلك “مُنصف” الذي تو.لى المهـ ـمة وأبعـ ـده عن مر.ماهم رفقة “جـاد” الذي أخذه وصـ ـعد بهِ إلى الأ.على مِن جديد، فيما ر.مقوهم نظرةٍ ذات معنى حا.دة قبل أن يتر.كونه ويعودوا كلٌ مِنهم إلى مكانه.
أقتربت “شـاهي” سر.يعًا مِن و.لدها الذي صعـ ـد إليهم مِن جديد رفقة ابن عمه وصديقه وهو يتو.عد بالويلا.ت إلى “فـتوح” لتضمه قائلة بنبرةٍ خا.ئفة:
_”يـوسف” أنتَ كويس يا حبيبي؟ الو.اد دا عملك حاجة؟ قولي.
_متخا.فيش يا مرات عمي “يـوسف” كويس مفيهوش حاجة وزي الفُل أهو.
نطـ ـق بها “جـاد” يطمئـ ـنها على و.لدها لتبـ ـتعد هي عنه وهي تنظر إليه قائلة بنبرةٍ معا.تبة:
_ليه إند.فاعك وتهو.راتك دي يا “يـوسف”؟ ليه مبتفكرش فيا أنا وأختك ومراتك، ليه مش حا.طط فـ .دماغك إننا ملناش غيرك دلوقتي وأنتَ الرا.جل بتاعنا دلوقتي وعا.يشين تحـ ـت ضـ ـلك، مِن غيرك هنتمـ ـرمط صدقني يا حبيبي أنا مـ ـليش غيرك واللهِ ترضى المرمـ ـطة لينا يا “يـوسف”؟ لو ترضاها صدقني أنا مش هتكلم ولا هعا.تبك.
زفـ ـر هو بعمـ ـقٍ ولثم رأسها بحنوٍ ثم أزا.ل عبراتها العا.لقة مِن على أهدا.بها قائلًا:
_أنتِ كُنْتِ عايزاني أعمل إيه معاه؟ أسمع شتيـ ـمة أبويا بوداني وأسكت ومتكلمش؟ طب أزاي، أنا كُنْت همو.ته بجد لولا هما إتد.خلوا ومنـ ـعوني، متحـ ـملتش أقسم بالله د.مي غِـ ـلِي أنا واحد د.ماغه نا.شفة ود.مه حُـ ـر مبسكوتش على حـ ـقي وحـ ـق اللي مِني.
تأ.ثرت بحديثه كثيرًا وألتـ ـمعت عبراتها مِن جديد في مُقلتيها لتضمه مِن جديد إلى أحضانها وهي تتشـ ـبث بهِ وقد شعرت بالفخـ ـر والرا.حة تغمـ ـر قـ ـلبها بعد أن تأكدت أنها أنـ ـجبت ر.جلٌ لا يها.ب أحدًا ولا يخـ ـشى شيء، فيما مسّد هو على ظهرها بحنوٍ ثم ضم شقيقته كذلك إلى د.فئ أحضانه وقد شـ ـرد بعـ ـيدًا وهو يُفكر في كيفية إستر.داد الحـ ـق مِن بر.اثين العد.و.
________________________
<“وجد الضا.ل ضا.لته بعد رحلة بحثٍ طو.يلة”>
لا أحد يعلم ماذا تخـ ـبئ الدنيا للمرء، ولا أحد يعلم ما الذي ينتظره ضغـ ـطة صغيرة تكفي لتحو.يل محو.ر اللعبة بأكملها، صف سيارته على جنب وترجل مِنها بهدوءٍ ثم أغـ ـلق الباب خـ ـلفه وهو ينظر حوله يبحث عن غا.يته رفقة أخيه الآخر، ظل واقفًا مكانه ينظر حوله حتى رآها أمامه تتجه إلى بِنْايتها.
تفا.جئ كثيرًا حينما رآها ليلحـ ـق بها سر.يعًا وهو يشـ ـد خطواته نحوها قبل أن تولج إلى بِنْايتها ليقوم بمناداتها بنبرةٍ عا.لية بعض الشيء:
_”بيلا!”
تو.قفت هي مكانها ونظرت إليه وهي تعقد ما بين حاجبيها خصيصًا حينما رأت شا.بٌ يصغرها في كامل أنا.قته وكأنه شخصيةٌ ها.مة في المجـ ـتمع، بينما و.قف هو أمامها ونظر إليها مبتسم الوجه قائلًا:
_”بيلا فارس عوض” مش كدا؟
إز.داد تعجبها أكثر عن زي قبل لتنظر إليه قائلة بنبرةٍ هادئة:
_أيوه أنا، أنتَ مين ولا تعرفني منين؟
أبتسم هو لها وقال بنبرةٍ هادئة يردّ عليها:
_أعرفك بنفسي، أنا “نادر فارس عوض” أخوكِ مِن الأب، أظن عندك خلفية إنه كان متجوز أربعة مش كدا برضوا.
تفا.جئت هي كثيرًا بحديثه حتى جحـ ـظت عينيها بعد.م إستيعا.ب وهي تحاول إسعا.ف عقـ ـلها وترتيب ما يُقال لها د.اخل رأ.سها لتسمعه يُكمل حديثه قائلًا بنبرةٍ هادئة:
_أنا عارف إنك مش فاهمة حاجة ولا مستو.عبة اللي بيتقالك بس أنا هشـ ـرحلك كل حاجة وجاي كمان أديكِ حـ ـقك، أنتِ ليكِ عندي حـ ـق لازم تاخديه يا “بيلا” بصـ ـرف النظر عن اللي حصل ز.مان واللي صد.ر مِن بابا وتقـ ـسيمه للو.رث بشكل غر.يب جدًا بس أنا حـ ـقاني ومبحبش أ.جي على حد ولا أ.كل حـ ـق حد وعشان كدا أنا جيتلك النهاردة.
وز.عت نظراتها بينهما بالتساوي وهي تشعر بالتشـ ـتت بينهما لترى “يـوسف” يقترب مِنهم حينما رأهما يقفان مع زوجته، شا.بين لا يعلم ما.هيتهما ولأول مرة يراهما في حارتهم ليقف بجوارها وهو ينظر إليهما قائلًا:
_خير يا حضرات أنتوا مين، في حاجة يا “بيلا”؟
نظرت إليه زوجته وهي تشعر بالتشو.ش لتكون نظراتها إليه في هذه اللحظة متر.جية أن ينقـ ـذها مِمَّ حال بها، بينما إستطاع هو تو.لي الأمر ووجه حديثه إلى الشا.بين قائلًا بنبرةٍ جا.مدة:
_أنتوا مين يا حضرات خير في حاجة.
ردّ عليه في هذه اللحظة “أمـير” الأخ الأصغر لـ “نادر” بنبرةٍ جا.دة يقول:
_وأنتَ مالك ومين أنتَ عشان تد.خل بينا إحنا بنكلمها هي.
شعر “يـوسف” بالغضـ ـب مِن توا.قح الآخر عليه ليردّ عليه بوقا.حته المعتادة دومًا بقوله:
_أنا جوزها يا حـ ـيلتها يعني متسألنيش أنا مين وبتد.خل بصفتي إيه أكيد مش عيـ ـل *** مِن الشارع مز.قوق عليها وقبل ما تهـ ـلفط فـ الكلام لازم تبقى عارف أنتَ بتكلم مين كويس عشان أنا مش سهل وأتقـ ـي شـ ـري عشان مينو.لش مِنك وتر.جع تعيـ ـط وتند.ب.
أشتـ ـعل “أمـير” أكثر وصا.ح بوجهه دون أن يكترث لحديثه إليه وقال بإنفعا.لٍ وا.ضحٍ:
_واضح مين فينا هنا اللي شوار.عي، أنتَ تطو.ل ياض تقف تتكلم معايا أنا أ.على مِنك ومِن عيلتك كلها يا جعـ ـان.
_”أمير!”
صا.ح به “نادر” يهـ ـدر بوجهه بعـ ـنفٍ وهو ينظر إليه بغـ ـضبٍ فيما غـ ـضبت “بيلا” أكثر وإتخذت وضـ ـعية الد.فاع عن زوجها قائلة بنبرةٍ حا.دة:
_وأنا ميشر.فنيش أدخَّل واحد زيك بيتي، وياريت تحتر.م نفسك وتعرف أنتَ بتكلم مين كويس أوي عشان لو أنتَ أ.على مِنُه شئنًا فهو أ.على مِنك فـ الأ.صول والضيا.فة وعارف كويس أوي أزاي يبقى محتر.م وأزاي يبقى قـ ـليل الأد.ب مع اللي زيك وإياك تغـ ـلط فـ جوزي تاني عشان أنا وقتها اللي هز.علك ومنصحـ ـكش تقـ ـف قدامي خصوصًا لو دا.يسلي على طر.ف.
شعر “يـوسف” بالرضا والزهو في نفسه وهو يرى امرأته الحبيبة قد كشـ ـرت عن أنيا.بها أمام مَن تطا.ول عليه لتتو.لى هي كيفية الد.فاع عنه حتى ولو لَم يكُن بالشكل الذي كان سيفعله هو، فيكفيه أنها تحدثت، فيما إغتا.ظ “أمـير” مِنها كثيرًا ثم أشار نحوها وهو ينظر إلى أخيه قائلًا:
_بقى دي اللي حا.ربت عشانها شهور عشان توصلها، دي مستـ ـحيل تكون أختي دي واحدة شو.ارعية بإسلوبها دا.
جذ.ب “يـوسف” زوجته نحوه وأوقفها خلفه حتى حـ ـجب عنهما رؤيتها وفي غضو.ن ثوانٍ كان يجذ.ب “أمـير” مِن تلا.بيبه وهو يهـ ـدر بهِ بعنـ ـفٍ قائلًا بوقا.حته:
_يمين بالله ما حد شوا.رعي وقـ ـليل الأد.ب ولسا.نه طو.يل هنا غيرك، ولو كلمة كمان خر.جت هز.عل عيلتك كلها، آمين؟
_فاكرني هخا.ف وأكـ ـش مِنك ولا إيه، لا يا حيـ ـلتها أنتَ لسه متعرفنيش ولو عرَّفتك على نفسي هتز.عل العمر كله.
أبتسم “يـوسف” وقد حضرت في هذه اللحظة شخصية “جـعفر” التي تتحـ ـكم بهِ دومًا وتجعله يفعل ما تريده دون أ.دنى مجهو.د ليقوم بإخر.اج مِد.يته سر.يعًا مِن جيب بِنطاله وقام بفـ ـتحها ووضعها على عنـ ـق الآخر لتجـ ـحظ الأعين وتنحـ ـبس الأنفا.س حينما أستمعوا إليه يقول:
_المطـ ـوة دي آخر مرة فتـ ـحتها كانت مِن ٣ شهور ووعدت نفسي إني مش هفتـ ـحها مهما حصل بس شكلك بتقول يا شـ ـر إشطًّـ ـر وأنا شـ ـري شاطر أوي ولو قالي دلوقتي غُـ ـز اللي جا.بوه هعملها ولو عيلتك فيها د.كر واحد يقـ ـف ويمنـ ـعني.

google-playkhamsatmostaqltradent