Ads by Google X

رواية لأجلك انت الفصل الحادي و الثلاثون 31 - بقلم وداد جلول

الصفحة الرئيسية

    

 رواية لأجلك انت الفصل الحادي و الثلاثون 31 -  بقلم وداد جلول

إدّعاء بالنسيان
          
                
"أعتذر منك جداً، اعذرني فابنتي قد سلبتني عقلي وفرحت جداً برؤيتها، أنا أشكرك كثيراً ياسيد آسر" 



ابتسم له آسر ابتسامة مصطنعة ليحدث نفسه ( ليس أنت وحدك من سلبتك عقلك) 



تحدث آسر ببرود: 
"بالمناسبة تستطيع أن تأخدها متى شئت يا عم" 



ابتسم هشام ابتسامة واسعة ليقول: 
"أجل سأخذها بالتأكيد، هيا حبيبتي اذهبي واجمعي أغراضكِ كي نعود" 



حركت رأسها بإيجاب وهمت بالذهاب ولكن صوت آسر أوقفها ليقول: 
"إذا أحببتي بإمكانكِ المكوث أنتِ ووالدك إلى حين تريدان" 



استدارت له بكامل جسدها لتحدثه بجفاء ونبرة لؤم: 
"شكراً لك، لا أريد البقاء هنا بعد الآن بمفردي، أكاد لا أصدق العودة مع أبي" 



نظر لها وكز على أسنانه من شدة غيظه، آلمه قلبه من نبرتها وبرودها معه، شعرت آسيل بأن هذه الجملة لم تفي بالغرض بعد لاستفزازه لتردف له: 



"أنا شاكرة أفضالك، أنت حقاً إنسان رائع، لقد مددت لي يد العون، حقاً أشكرك يا سيد! ماذا كان اسمك؟ ذكرني لقد نسيت" 



اشتد فكه واحتدت ملامحه عندما نكرت اسمه ونسيته، ألهذه الدرجة قلبها ممتلئ منه؟ هو يعلم بأن قلبها ممتلئ منه ولكن لم يكن يتوقع إلى درجة أن تنسى اسمه وتستفزه بهذا الشكل، زفر بضيق ليقول: 



"آسر، أنسيتي اسمي أيضاً" 



تحدثت بلا مبالاة: 
"أجل، ربما البعد يُنسي" 



همهم بحدة ليقول: 
"ولما لم تنسين اسم والدكِ مثلاً؟ إذا كان البعد يُنسي" 



تحدثت ببرود: 
"لإنه والدي بينما أنت غريب لا أعرفك، عن إذنكما" 



أنهت جملتها وتوجهت للأعلى كي تقوم بجمع أغراضها للعودة مع والدها، بينما آسر كانت الشياطين تتراقص حوله، هشام كان يشعر بأنه كالأبله لم يفهم شيئاً ولم يعرف شيئاً، نظر لآسر ليراه مكور قبضة يده ووجهه غاضب، تملكه الشك بشأنهما ولكنه قرر عدم التحدث إلى أن يعودان للبلاد، لم يستطع آسر كبح غضبه أكثر من ذلك، استأذن هشام ليجيب على هاتفه ليستغل آسر الفرصة ويصعد خلف آسيل ويفتح باب غرفتها ويدخل ويقفل الباب تحت نظرات آسيل المتعجبة والخائفة بعض الشيء، توجه لها بملامح حادة وغاضبة ليمسك بمعصمها ويتحدث بغضب: 



"أنسيتي اسمي؟ لم تتذكريني يا آسيل" 



كانت تتألم من مسكه ليدها بقوة، ارتسمت على ملامح وجهها معالم الألم لتقول بتحدي: 



"وما شأني بك ها؟ هل علي أن أتذكر اسمك وأصلك وفصلك وكل شيء يتعلق بك؟ أليس أنت من اختار رحيلي؟ أليس أنت من لم يقبل بمحادثتي عندما طلبت منك ذلك؟ إذاً لا تلومني على تصرفاتي، اسمعني جيداً يا سيد أنا أشكرك حقاً على وقوفك بجانبي ولكن أنا سأعود مع والدي وسيكون هذا آخر يوم لك تراني به لذلك لا داعي للدراما هذه واتركني رجاءً لإنك تؤلمني" 




        
          
                
كان يستمع إلى كل كلمة تقولها، يراقب حركة شفتيها وانفعالاتها، صب كل تركيزه على شفتيها المتنكرزة لتوقظ غريزته، لم يعجبه حديثها، ولم يعجبه عدم اعترافها عليه، ألصقها بالحائط وكور وجهها بيديه ليتحدث بصوت أشبه للهمس: 



"بعدكِ عني سيكون آخر شيء ممكن أن تفعلينه يا آسيل" 



أنهى جملته تحت نظراتها المصدومة ليقترب ويلتقط شفتيها، لم تكن قبلة عادية كانت قبلة تنم على كل أنواع الألم والعذاب الذي قاساه ببعدها، كان يقبلها بوحشية عقاباً على جملتها تلك، لقد لقنها درساً قاسياً بفعلته هذه، بينما هي كانت تتألم بشدة وتأن وتحاول إبعاده ولكن دون جدوى، نزفت شفتيها واستقبل دماء شفتيها برحابة صدر ليلعقها ويعاود تقبيلها بجنون مرة أخرى، ظل بقبلته مدة قصيرة تقريباً ليبتعد عنها وهو يلهث بأنفاس حادة، بينما هي كانت تبكي لإنه آلمها بحق، وضع جبينه على جبينها ليقول بأنفاس لاهثة: 



"ستكونين لي يا آسيل، وهذا وعدٌ مني لكِ" 



قبل جبينها وخرج من الغرفة بالكامل يينما هي ظلت تبكي وتلعنه تحت أنفاسها، هو من أخطأ بحقها، ظنت بأنه سيأتي ليحدثها بروية وهدوء، لا تعلم بأنها قد استفزته وزادت من حدته كثيراً ببرودها هذا، في الواقع هي لن تصمت، هو عذبها كثيراً لذلك ستريه من هي آسيل وستريه العذاب ألوان، تنهدت بحدة وأكملت جمع أغراضها وارتدت ثيابها لتخرج إليهما وتتحدث بجمود: 



"أبي لقد انتهيت" 



ابتسم لها هشام ونهض متوجهاً إليها ليلحق بهما آسر متوجهين للمطار ومن ثم للبلاد. 
___________________ 



هبطت تلك الطائرة معلنة عن وصولها للمطار، هبط جميع الركاب منها، كانوا يقفون بالمطار محملين بأمتعتهم وكلهم اشتياق لبلادهم، توجهوا أربعتهم للسيارة التي ستنقلهم إلى المنزل، وصلوا بعد وقت ليس بطويل ليهبطوا ويدخلون المنزل، دخلت الأم إلى منزلها القديم وكلها شوق وحنين إليه، استرجعت ذكرياتها كلها التي قضتها بهذا المنزل وقد تذكرت زوجها لتنزل دموعها من دون سابق إنذار، بينما ليث ورنيم وباسل دخلوا للصالة وجلسوا وهم فرحين جداً بعودتهم، مسحت الأم دموعها وتوجهت لتنضم إليهم، جلسوا سوياً وهم متعبين من طريق السفر، كان ليث ينظر لرنيم بينما هي لا تعيره أي اهتمام، شعرت بنظراته لها لتنظر له نظرة خاطفة وتشيح بوجهها عنه، بينما باسل كان شيئاً واحداً يشغل باله وهو محبوبته، اشتاق لها ولرؤيتها، يريد أن يراها فوراً كما أنه اشتاق ليوسف وآسر، حمحم باسل ليقول: 



"ما رأيكما أن ندهب إلى منزل يوسف" 



نظرت له رنيم لتتحدث بمكر: 
"ولما منزل يوسف مثلاً؟ لما لا يكون منزل آسر" 



تنهد بحنق وزفر بقوة ليقول بغيظ: 
"اصمتي أيتها الحمقاء، هل تريدان الذهاب أم لا" 



تحدث ليث بملل: 
"أذهب لوحدك يا رجل، لم نرتاح بعد" 




        
          
                
تحدثت رنيم بتحدي: 
"هيا باسل أريد أن أذهب لأرى ماريا، وأنت يا ليث إذا كنت لا تود الذهاب فا بإمكانك المكوث هنا" 



نظر لها بحدة وتحدث: 
"هل تتعمدين إغاظتي مثلاً" 



تحدثت رنيم باستنكار: 
"هه ولما أضيع وقتي بإغاظتك يا فتى؟ لا شأن لي بك" 



نظر لها بغيظ وبدأ بقضم أظافره بينما باسل كان يحاول كتم ضحكته، وجه ليث نظره لباسل لينظر له بحدة، لم يتمالك باسل نفسه لينفجر بالضحك وتشاركه والدته، بينما ليث يكاد يفقد عقله منهما، تنهد ليث بحنق ليقول بغيظ مكتوم: 



"حسناً يا برنسس رنيم تفضلي سنذهب جميعاً هيا" 



تحدثت رنيم ببرود: 
"باسل ليس لي مزاج للذهاب، خذ صديقك واذهبا بمفردكما" 



عاد باسل للضحك وقد انفجر ضاحكاً أكثر من السابق، بينما ليث يكاد يجن جنونه من هذه المعتوهة ليحدثها بعصبية: 



"أنتِ أيتها الحمقاء، اصمتي وهيا انهضي يا لكِ من خرقاء" 



احتدت ملامح رنيم وأخذت وضعية الهجوم لتنهض وتنقض على ليث وتنهال عليه بالضرب المبرح، بينما هو كان يزعم بأنه يتألم ولكن هو كان يموت من شدة سعادته فقط لإنها تلمسه ولو كان بالضرب المبرح، بينما باسل ووالدته كانا يضحكان عليهما بشدة، لهثت رنيم ونظرت له بحدة لتقول بغضب: 



"اسمع أيها الغبي لا تقل لي خرقاء وحمقاء، لست صديقتك وألعب معك في الشارع لكي ترفع الكلفة هل فهمت" 



كان ليث يتابع انفعالاتها بابتسامة، ليتحدث باستفزاز: 
"أتعلمين شيئاً أنتِ خرقاء وحمقاء وساذجة وبقرة أيضاً، وبالمناسبة هذا لا يسمى ضرباً لإنني شعرت بأن ذبابة تضربني وليست فتاة" 



جن جنونها لتصرخ بانفعال وتنقض عليه وتلكمه وتضربه بشدة بينما هو كان يضحك عليها وهي تكاد تجن منه، نهض باسل وفصل بينهما ليوقف هذه الحرب ويقول بضحك: 



"أيتها الحمقاء اهدئي ما بكِ" 



ظلت صامتة ولم تتحدث، فقط تنظر لـ ليث بحدة وأنفاسها تعلو وتهبط، بينما ليث كان ينظر لها ويضحك على شكلها، تحدث باسل بابتسامة: 



"هيا هيا فلنذهب قم أيها الأحمق" 



نهض ليث وهو يحاول كتم ضحكته تحت نظرات رنيم المشتعلة، استأذنوا ثلاثتهم من والدة باسل وخرجوا متوجهين إلى منزل يوسف وذاك العاشق كله شوق وحنين لرؤية تلك التي سلبت عقله وعذبت فؤاده.



--------- 



كان يوسف وماريا يتعاركان ويبرحان بعضهما بالضرب وهما يضحكان، ظلا يلكمان بعضهما ويلحقان ببعضهما وأصواتهما تعم أرجاء المنزل، بينما باسل وليث ورنيم حالما وصلوا إلى منزل يوسف حتى سمعوا صوت صراخ وضحك من الداخل، تعجبوا ثلاثتهم من تلك الأصوات ولكن باسل تنهد ورن جرس الباب وقلبه يطرق بعنف، سمع يوسف وماريا صوت قرع الجرس وقد تعجبا من الزائر الذي سيأتي بهذا الوقت، توجهت ماريا لتفتح الباب وسبقت أخاها ليلحق بها يوسف بسرعة ويفتحان الباب مع بعضهما، ما إن فتحا الباب حتى تقابلا ببعضهم، ألجمت الصدمة عليهما وقد تفاجئا كثيراً، ولكن ما لبثا حتى استقبلاهم استقبالاً حاراً، انقضت رنيم على ماريا وأخذتها بالأحضان، بينما باسل كان ينظر لها بابتسامة واسعة وقام بمصافحتها وعيناه كلها اشتياق، دخلوا جميعاً للداخل وكان المنزل بحالة فوضى، تحدث ليث موجهاً حديثه ليوسف: 




        
          
                
"أيها الأحمق ما كل هذه الفوضى؟ وما هذه الاصوات التي سمعناها من الخارج قبل قليل" 



ضحك يوسف ونظر لماريا التي بادلته النظرة ليقول: 
"لا شيء فقط كنت أمازح شقيقتي قليلاً، لم أشبعها من مزاحي الثقيل اليوم لذلك كنت أعوضها" 



كتم ليث ضحكته بينما باسل ابتسم ليقول: 
"وهل مزاحك يجعل ماريا تصرخ هكذا؟ يا رجل ظننا بأن أحداً يبرحها ضرباً" 



حك يوسف مؤخرة رأسه ليقول بضحكة: 
"أنا أصلاً كنت أبرحها ضرباً وكذلك هي، كنا نتشاجر لا شأن لكم" 



أنهى جملته ووجه نظره لشقيقته التي كانت تحرقه بنظراتها لتتحدث بغيظ: 
"يا لك من أحمق، أكرهك" 



تحدث يوسف باستفزاز: 
"نفس الشعور عزيزتي" 



تنهدت بغيظ لتستدير لرنيم وتتحدثان بأمور عادية وكلهما اشتياق لبعضهما بينما باسل كان ينظر لها بأعين مشتاقة ومتلهفة ولكنها لم تعره اهتمام، شعرت ماريا بنظراته ولكنها لم تلتفت له، لإنها تعلم إذا التفتت إليه سيصطبغ وجهها باللون الأحمر وتخجل لذلك ظل تركيزها مع رنيم، بينما يوسف كان يتحدث مع الشبان بأمور عدة ليقول باسل: 



"أين آسر" 



أجاب يوسف:
"لديه مهمة ولا أعلم إذا عاد أم لا، سأهاتفه" 



طلب رقم آسر ولكن كان مغلق، حاول يوسف عدة مرات ولكن دون جدوى، تنهد يوسف بحنق ليقول: 



"هاتفه مغلق" 



همهم باسل ولم يتحدث، بينما ماريا كانت تتحدث مع رنيم لتنظر لباسل نظرة خاطفة وقد كان ينظر لها لتشيح بنظرها عنه وتخفض رأسها وقد توردت وجنتيها، ابتسم باتساع عندما رأى احمرار وجنتيها وخجلها منه، تمنى لو أن يأخذها بأحضانه ويشم رائحتها ويقبلها، تنهد بقوة وقد انتبه له يوسف ليقول: 



"ما بك يا حثالة الأطباء لما يبدو عليك الكآبة" 



ما إن سمع ليث هذه الجملة حتى انفجر ضاحكاً بينما باسل وجه ليوسف نظرات حارقة وتحدث بغيظ: 



"اصمت أيها الضابط اللعين، أحمق سافل" 



ضحك يوسف ليقول: 
"ولما أنت منغاظ ها؟ ألست حثالة الأطباء" 



تنهد باسل بحنق ليقول: 
"أتمنى أن تكون تحت يدي في عملية ما لأريك الحثالة أيها التافه" 



ضحك يوسف وقد شاركه ليث ولكن ماريا لم تعجبها جملة باسل لتقول بوجه عابس: 
"لا تتحدث عن أخي هكذا يا باسل وإلا أوسعتك ضرباً هل فهمت" 



ابتسم يوسف ابتسامة استفزاز بينما باسل ظل متصنم بمكانه وينظر لها ببلاهة ليقول: 
"ها" 



نظرت له بغباء وهو مازال على بلاهته، بينما يوسف ورنيم وليث انفجروا ضاحكين عليهما، خجلت ماريا وأخفضت رأسها للأسفل، بينما باسل حمحم على انجرافه بمشاعره، هي لم تقل شيئاً فقد تحدثت بشكلٍ عادي ولكن هو يقدسها ويقدس كل شيء تبديه لذلك سرح بها، حاولت رنيم أن تغير الموضوع لتقول: 




        
          
                
"أين المخدرات أيتها الحمقاء" 



اتسعت ابتسامة ماريا لتتحدث بحماس وهي تصفق بيديها: 
"لدي الكثير منها سأجلبها لكِ" 



قفزت ماريا متوجهة لغرفتها كي تجلب التسالي، بينما باسل يكاد يفقد عقله منها، فهو يدقق على أبسط حركاتها ويكاد يطير ويحلق في السماء من سعادته عندما تبدي أي ردة فعل أو تتحدث حتى، نظر له ليث ليجده شارد ينظر لمكان ماريا التي كانت تجلس به، كتم ضحكته ولم يتحدث بينما يوسف كان يتابع نظراته وحركاته وفهم عليه، هو يعلم بحب باسل لأخته ولا يجد به أي عيب كما أنه صديق طفولته ويعرفه عز المعرفة فلن يجد أحسن وأفضل منه، ولكن لا يستطيع التحدث أو إبداء رأيه إلا عندما تقرر أخته، فهو لن يجبرها على شيء لا تريده، غير ذلك باسل لم يتحدث بهذا الموضوع أبداً لذلك لن يتحدث هو الآخر، عادت ماريا وهي تقفز من حماسها ومازال باسل ينظر لمكانها بشرود، كانت ماريا تتبادل التسالي مع رنيم، تدخل يوسف بينهما ليقول: 



"انظري يارنيم كم سمنت ماريا، ألا ترينها أصبحت كالبقرة من كثرة الشوكولا" 



شهقت ماريا وتحدثت بغيظ: 
"اصمت يا ذيل المعزة أكرهك سأذهب وأتركك سأعيش عند آسر يا أحمق لا أريدك" 



ضحك يوسف عليها وشاركه الجميع بالضحك ليقول: 
"كل هذه الانفعالات لإنني قلت عنكِ بقرة أيتها الحمقاء؟ سأوسعكِ ضرباً سترين" 



تحدثت ماريا بغرور: 
"لا تستطيع، باسل وليث سيدافعان عني أليس كذلك" 



ابتسم باسل ليقول: 
"أجل بالتأكيد" 



بينما ليث تحدث ببرود: 
"لا أنا لن أدافع عنكِ سأتركه يضربكِ، أنا أكرهكِ" 



كزت ماريا على أسنانها وتحدثت بغضب مكتوم: 
"سأضربك أيها الغبي" 



تحدث ليث بعيون جاحظة: 
"لا أرجوكِ، يكفي أن رنيم أوسعتني ضرباً قبل أن نأتي إلى هنا، أرجوكِ لقد اكتفيت" 



شهقت ماريا وابتسمت ابتسامة مكر لرنيم، بينما رنيم جالت بنظرها بأرجاء المكان ولم تتحدث، صدح صوت رنين جرس المنزل لينهض يوسف ويفتح الباب وقد كان آسر، دخل آسر بغضب و حدة ولم يلقي السلام على يوسف حتى، تفاجأ آسر بوجود الرفاق ليبتسم لهم ويبادلونه الابتسامة وقد قام باحتضانهما بشوق ظاهر عليه بينما اكتفى بمصافحة رنيم، جلس بينهم وقد نسي همه من معذبته قليلاً، وجه باسل حديثه لآسر ليقول: 



"أين كنت أيها الغبي" 



نظر له آسر نظرة حارقة جعلت باسل ينظر له بخوف مصطنع، ضحك ليث عليه ليقول: 
"أيها الأحمق مازلت بارد وغاضب كما أنت لم تتغير" 



تحدث آسر ببرود: 
"اخرس" 



تمتم ليث: 
"حسناً" 



ضحك باسل عليه بينما يوسف كان عابس الوجه، انتبه له آسر ليقول: 
"ما بك أيها الأحمق" 



تحدث يوسف بانفعال: 
"جيد بأنك تذكرت أن تسألني ما بي، دخلت علينا وألقيت السلام على الجميع بينما أنا لا، لماذا ها" 



انفجر الجميع ضاحكاً على يوسف، بينما آسر وجه حديثه لماريا التي كانت مشغولة بأكل الشوكولا ليقول: 



"ألم تكفي عن أكل الشوكولا بعد أيتها الحمقاء" 



عبست ماريا لتقول بطفولية: 
"وما شأنك أنت؟ لن أكتفي عاااا" 



ضحك آسر على جملتها لتردف له ماريا باهتمام: 
"بالمناسبة ماذا فعلتم بقصة تلك الفتاة التي تدعى آسيل؟ هل وجدتموها" 



نظر لها آسر ويوسف بقوة بينما هي كانت تنظر لهما بعدم فهم، وجه آسر نظره ليوسف ونظر له بحدة لينظر له يوسف نظرة بريئة ويرفع يديه وكأنه يستسلم، أعادت سؤالها ماريا ليحمحم يوسف ويتحدث: 



"ماريا ما رأيكِ أن تحركي الخلايا النائمة لديكِ وتتحركين وتقدمين الضيافة أنتِ ورنيم؟ هيا عزيزتي و دعي ليلتنا تمضي على خير" 



نظرت له ماريا بعدم فهم ووجه عابس لتتحدث: 
"لا أريد، أريد أن أعلم ماذا حدث بتلك الفتاة لإن شهدي خائفة عليها كثيراً" 



"ماريااا" 



صدح صوت آسر تعبيراً عن صراخه بوجهها، جفلت من صوته ونظرت له بخوف بينما هو كان ينظر لها بحدة، نهضت مسرعة من أمامه للمطبخ لتلحق بها رنيم تحت نظرات باسل وليث اللذان كانا جالسان بينهم ولا يعلمان بشيء، تنهد آسر بحدة ليقول يوسف: 



"ما بك" 



تحدث آسر ببرود: 
"لا شيء" 



تحدث يوسف: 
"هل كل شيء على مايرام" 



تنهد آسر ليقول: 
"أجل" 



تدخل باسل بالحديث ليقول: 
"ما بكما هل حدث شيء" 



حرك يوسف رأسه تعبيراً عن رفضه ليحمحم ليث ويقول: 
"حبيبي آسر ما رأيك أن نسهر اليوم سوياً ونشرب" 



نظر له آسر وتحدث: 
"لا مانع لدي" 



تحدث يوسف باستنكار: 
"ذكي جداً، وهل سنشرب أمام رنيم وماريا أيها المعتوه" 



نفخ ليث خديه ليقول: 
"لا سنذهب إلى منزل آسر وستظل رنيم عند ماريا" 



همهم يوسف وحرك رأسه موافقاً، بينما آسر كان صامت طوال جلسته، يفكر بها ويكاد يفقد عقله، لا يعلم كيف سيتعامل معها، هو خائف من أن يعود زوجها ويأخذها، عندها سيخسرها للأبد، تنهد بقوة وانتهت جلسة الشبان مع الفتيات ليتوجه الشبان إلى منزل آسر ليفعلوا ما يحلو لهم، بينما آسر أوصى يوسف بأن ينتبه جيداً على حديثه إذا حدث وثمل، كونها تعاملت معه ببرود وعذبت فؤاده، سيضطر للشرب لكي ينسى ولو قليلاً.



" اشتقتُ إلى نوركِ الذي هو كـَ نور الشمسِ دائم 
اشتقتُ إلى كلامُكِ الذي يجعلني مستيقظاً نائم 
أريدُ أن ألمسَ شفتيكِ بيدي 
أريدُ منكِ أن تمشينَ في سبيلي 
أريدكِ أن تشربينَ من كأسي 
الذي وضعتُ فيهِ كُلَ دمائي 
أُحبكِ أتسمعينني ؟ 
هل تفتقدينني ؟ 
هل علمتِ بوجعي ؟ 
إنهُ يقطعُ قلبي 
هل نسيتِ من أنا 
أنا الكونُ بأسرهِ 
أنا الموتُ وعذابهِ 
أنا الحياةُ ومشقاتهِ 
أنا، من أنا ؟ أنا الذي في حُبكِ قتلَ نفسهِ " 



__________________ 




        

google-playkhamsatmostaqltradent