Ads by Google X

رواية لأجلك انت الفصل الثالث و الثلاثون 33 - بقلم وداد جلول

الصفحة الرئيسية

     

 رواية لأجلك انت الفصل الثالث و الثلاثون 33 -  بقلم وداد جلول

حادث
                                    
                                          
" خُذيني لأني أنا لا أُريدُ الحياة بدونكِ 



لأني أنا لا أرى النور بعدكِ 



لأني أنا لا أعرفُ الحب لغيركِ 



لأني أنا أعيشُ في الظلام في غِيابكِ 



لأني أنا دائماً أدعو الرب لكِ 



لأني أنا أُريدُ الجمال لابنتي 



لأني أنا أراكِ أجملُ مِن القمرِ 



لأني أنا سأعيش مِن أجلكِ أنتِ " 



__________________________ 



صباح اليوم التالي 
كان آسر يجلس في مكتبه برفقة يوسف يتحدثان بأمر ذلك الشاب الذي ذاق المر حتى شبع، تنهد يوسف بقوة ليتحدث بضيق:



"ما الذي ستفعله الآن"



تحدث آسر ببرود:
"سأساعده حتى يخفف الحكم عنه"



امتعض يوسف ليقول:
"كيف لك أن تساعده وقد حرق إنسان بدم بارد يارجل"



تنهد آسر ليقول:
"أجل أعلم ولكن يجب علي مساعدته"



تحدث يوسف بسخرية:
"وما الذي يجبرك على فعل هذا"



آسر بجمود: 
"كل شيء" 



عقد يوسف حاجبيه ليقول: 
"أنا لا أفهمك" 



آسر ببرود: 
"ليس ضرورياً" 



امتعض يوسف وبقي صامت، لا يعلم ما الذي يفكر به آسر، وكيف له أن يعلم وهو لم يذق الذي ذاقه آسر في آخر فترة، أجل يوسف تعذب بسبب شهد، ولكن ليس بمقدار عذاب آسر، طبعاً لن يستطيع أحداً أن يفهم آسر، هو أصلاً لا يفهم نفسه ولا يعلم لماذا سيساعده، ولكنه يعلم بأنه ظلم في حياته كثيراً لذلك سيحاول مساعدته، غير ذلك آسر لن يظل صامت سيسترد ملكه ويأخذ آسيل، لن يتركها أبداً ولن يقف مكتوف الأيدي، سيفعل مابوسعه لكي يسترجعها، فهي من حقه وملكه له هو فقط، هو يعلم جيداً بأنه تعدى على أملاك غيره وسيأخذ آسيل من وائل، فهو يظن بأنها ملكه لإنه يعشقها، ووائل أيضاً يظنها ملكه وسيظل على أمل اللقاء بها يوماً ما، ولكن آسيل تحب آسر، تحبه بمساوئه ومحاسنه، ولكنها بالتأكيد لن تقبل بأن تكون گـ لعبة بيد أحد، خرج يوسف من مكتب آسر ليذهب إلى منزله، بينما آسر ظل في مكتبه يفكر بمحبوبته، اشتاق لها ويريد رؤيتها ولكن كيف سيراها؟ وكيف سيحدثها؟ كبريائه يمنعه من الذهاب إليها، بينما قلبه يطلب صارخاً لرؤيتها، يصارع نفسه كل يوم فقط من أجل أن لا ينزل من كرامته ويحادثها، فهو يمشي على هذا المبدأ، يريدها أن تأتي هي إليه، تنهد آسر بضيق وخرج من مكتبه متجهاً إلى وجهته. 


 
                
____________________ 



في الجامعة عند آسيل وشهد 
تمشي الفتاتان بأرجاء الجامعة تتحدثان بأمور عدة، تحدثت آسيل بضيق: 



"يا إلهي كم فاتني من الدروس والتصاميم" 



همهمت شهد لتقول: 
"أجل وأنا كذلك" 



تنهدت آسيل لتقول: 
"حسناً سنضغط على أنفسنا في هذه الفترة كي نعوض مافاتنا" 



خرجت آسيل وشهد إلى خارج الجامعة لتقف آسيل مصدومة مما رأت، تجمدت أطرافها عندما رأته يقف بشموخ وبإطلالته المحببة إلى قلبها، توقفت الدنيا من حولها في هذه اللحظة، لا تصدق أنه أتى إلى هنا من أجلها، كيف تنازل بهذه السهولة؟ فهي كما تعلم بأنه لا يتنازل أبداً حتى وإن كان يحبها، شعرت بأنها في حلم، ظلت متجمدة في مكانها ترمش بصدمة، شعرت بأنها ستركض إليه وتحتضنه بقوة ولكن لا، لن تتهاون ولن تستسلم ولن تضعف، ظلت تردد هذه الكلمات في عقلها، لإن قلبها الأحمق سيدمرها ذات مرة، وقفت شهد باستغراب عندما رأت صديقتها متجمدة بمكانها، ظلت تنادي عليها حتى صرخت بها لتفيق آسيل من شرودها وتنتبه لها، تحدثت شهد باستغراب: 



"ما الذي يحدث لكِ ياحمقاء" 



تحدثت آسيل ولكن عيناها ظلت موجهة على آسر: 
"إنه هنا" 



تعجبت شهد لتقول: 
"من هو" 



تحدثت آسيل: 
"آسر" 



جحظت عينان شهد لتقول: 
"أين هو" 



ظلت آسيل تحدق به ولم تزحزح نظرها عنه كحاله هو لتوجه شهد نظرها مكان نظر آسيل وتراه، شهقت شهد بقوة لتقول: 



"أيتها الحمقاء لا تنظري إليه، لا تقولي لي بأنكِ ستذهبين وتحدثينه" 



رمشت آسيل عدة مرات لتقول: 
"لا لا لن أذهب، هيا بنا" 



مشت الفتاتان في طريقهما بينما آسر يتابعهما بنظره، مشى خلفها بسرعة ليلحق بها ويمسكها من معصمها، بينما آسيل عندما شعرت بيد أحدهم تجمدت بمكانها، استدرات لتراه هو، تحدث آسر بجمود: 



"ألم تتعلمي بأن تلقي السلام عندما ترين أحد تعرفينه" 



انتشل آسيل من صدمتها وقد استفزها ببروده لتتحدث ببرود مماثل وتقول: 
"عفواً ومن تكون حتى ألقي السلام عليك يا سيد" 



أحبت شهد أن تتدخل بالأمر لتقول مساندة لصديقتها: 
"معذرة سيدي، ولكن يتهيأ بأنك تشبّه على صديقتي لذلك دعنا نسير في طريقنا" 



ابتسم بسخرية ليقول بتحدي: 
"لا يا آنسة شهد، فصديقتكِ آسيل تعرفني جيداً لذلك لن أذهب" 




        
          
                
همهمت آسيل لتقول: 
"حسناً يا سيد، يا إلهي كم أنسى اسمك لا أعلم لما، المهم ما الذي تريده مني" 



غضب آسر منها أشد الغضب ولكن حاول أن يتماسك قليلاً، فأولاً وآخراً يظل موقفه صعب جداً، تحدث بهدوء مصطنع: 



"أريد أن أتحدث معكِ" 



تحدثت آسيل ببرود: 
"ماذا تريد" 



تحدث آسر بحدة: 
"واللعنة لا تتباردي علي هكذا أتفهمين" 



عقدت حاجبيها لتقول: 
"حقاً لا أفهمك، تأتي إلي وتوقفني بمنتصف الطريق وتقول بأن لا أحدثك ببرود، لماذا؟ هل بيننا شيء لكي تأمرني أو ما شابه" 



هنا ولم يعد يحتمل برودها هذا، نسي الأخلاق ونسي الرقي ليمسكها من خصرها المنحوت ويشدها إليه، أمسك يداها الاثنتين بيد واحدة وثبتهما خلف ظهرها تحت صدمتها ليتحدث ببرود: 



"هل ستتوقفين عن برودكِ؟ أم أفعل شيئاً بالشارع يجعل وجهك الجميل يتحول إلى مزرعة طماطم" 



ظلت متجمدة تنظر إليه بفاه مفتوح، كحال شهد التي شلت حركتها من فعلته، حاول أن يخفي ابتسامته بصعوبة فقط على منظرها، أردف لها آسر: 



"هيا تفضلي معي" 



استعادت وعيها لتتحدث بحدة: 
"من تكون لتفعل معي هكذا؟ اتركني يا سيد، إذا كنت أنت عديم الأخلاق فأنا لدي أخلاق هيا ابتعد" 



بقي على بروده فقط يتابع حركة شفتيها ليتحدث بجمود: 
"هل تريدين أن أريكِ أخلاقي هنا" 



ابتلعت ريقها لتقول: 
"ابتعد عني يافتى" 



صدم من كلمتها ليردد باستنكار وصدمة: 
"فتى" 



ظلت صامتة ليردف لها بغضب: 
"هل كنا نلعب بالكرة سوياً لتقولي لي فتى" 



ابتسمت باستفزاز لتقول: 
"لا ألعب مع الفتيان الصغار" 



بلغت ذروة غضبه واحتدت ملامحه ليمسك شفتيها بيده ويكز عليها، هبطت دموعها لإنها بموقف لا تحسد عليه أبداً كما أنها تقف بالشارع، بينما شهد شهقت بقوة وصدمت مما رأته، ظلت آسيل تقاومه حتى ابتعد عنها وتركها وهو ينظر لها بحدة بينما هي تبكي، وقف بجمود ولم يتحدث لتقول له آسيل ببكاء: 



"اللعنة عليك أيها الأحمق اللعين، ليتني لم أراك يوماً، ابتعد عني هل تفهم، أنت وغد حقير" 



استفزته كلماتها ليتحدث بحدة: 
"لا تتحدثي معي هكذا وإلا سأريكِ جحيمي يا آسيل" 




        
          
                
دفعته للخلف ونظرت له بسخط وتقول: 
"لن أتحدث لإنني لن أتنازل وأقف معك في المرة القادمة" 



تحدث آسر بغضب: 
"أنتِ من أجبرتني على فعل ذلك" 



همهمت آسيل لتقول: 
"حسناً ابتعد عني ولا تريني وجهك بعد الآن، لا أريد رؤيتك ولن أقف معك أبداً بعد الآن" 



ابتسم بسخرية ليقول بتحدي: 
"سنرى" 



نظرت له بقوة لتشيح بوجهها عنه وتأخذ صديقتها وتمشي متجهة إلى بيتها، بينما آسر ظل واقفاً بجمود، يلعن نفسه مئات المرات على انجراف مشاعره وهذا التصرف الغبي، اعتبرها إهانة له أيضاً عندما وضع نفسه في هذا الموقف، غير ذلك شعر بالإهانة عندما شتمته آسيل، أحس بنيران تأكل صدره، ولكن لن يلومها فهو من وضع نفسه بهذا الموقف، تنهد بغضب وزفر بقوة، الآن قد ساء الوضع أكثر من قبل، كان يريد أن يحدثها بلطف ويطلب منها الذهاب معه للتحدث بكل احترام، ولكن هي من جعلته يغضب واستفزته بكلامها، والآن ما الذي سيفعله؟ وكيف سيبرر موقفه؟ لا يعلم! توجه إلى سيارته والشياطين تتراقص حوله لكي يعود إلى الفرع ويفرغ طاقته السلبية بأي شيء كان. 



-----



بينما آسيل وهي بطريق عودتها ظلت تبكي طوال طريقها، وكانت شهد تحاول تهدأتها، لم يعجبها تصرفه وحقدت عليه بشدة، أقسمت أن تذيقه الويل لإنها تعلم جيداً بأنه لن يكف عن ملاحقتها إلى أن ترضخ له، ولكن ليست آسيل من ترضخ وتتنازل، ستقلب له موازينه وتغير تفكيره بالكامل وسيرى منها ما لايعجبه. 



____________________ 



في الجامعة الأخرى ومن الجهة الأخرى 
خرجت ماريا من محاضرتها الأخيرة وقد حان وقت عودتها للبيت، كانت تشعر بالملل ولم تحبذ فكرة رجوعها للبيت، تأفأفت بملل وجلست على إحدى المقاعد الموجودة بحديقة الجامعة، تنهدت بضيق وجلست تراقب الطلاب بصمت، لم تعلم كيف مرت بعقلها صورة باسل، لا تعلم لما يرتبك ويتوتر عندما يتحدث معها، كيف ستفسر اهتمامه اللامقصود لها؟ وكيف ستفسر توتره وارتباكه عند حديثه معها؟ هل يعقل بأنه ينجذب لها؟ أم أنه يحبها؟ أم أنه معجب بها؟ هذا ما كان يجول في خاطرها، سألت نفسها هل هي تحبه أم معجبة به؟ أبعدت فكرة الحب من ذهنها نهائياً، هي معجبة به وبشخصيته فقط، فمن هي التي سترى باسل ولا تقع له فوراً؟ امتعضت ماريا بوجهها لتحدث نفسها بصوت مسموع:



( إلهي كم هو جميل وجذاب، ولكنه يكبرني سناً بكثير، هو بعمر أخي، حسناً لا مشكلة فأخي يحب شهد وشهد من عمري لا بأس، ولكن لماذا أتوتر وأخجل عندما يحدثني؟ هل أنا أحبه ياترى؟ لا لا أيتها الحمقاء وهل الحب يأتي في يومان؟ هو هنا منذ ثلاثة أيام فقط، ولكن كيف يحدث معي هكذا؟ سأحدث شهدي وأسألها، ولكن هي حمقاء أكثر مني بالحب، هل أسأل رنيم؟ لا لا رنيم ستشك بي وتقول لأخيها لا أريد، إذاً من؟ يا إلهي رأسي سينفجر، حسناً سأذهب إلى بيت شهد وأسألها، لعلها تفهم قليلاً في هذه الأمور) 
تنهدت ماريا وانتبهت إلى نفسها بأنها كانت تحدث نفسها كالحمقاء، تحدثت بصوت مسموع: 
(إلهي كم أنا حمقاء، حسناً ماريا لا بأس عزيزتي أنتِ مجنونة وتفتخرين بنفسكِ لا بأس، من لم يعجبه فـ للجحيم السابع) 
نهضت ماريا متوجهة إلى بيت شهد وبينما كانت تمشي في طريقها كانت تفكر كيف ستفتح مع شهد الموضوع وتحدثها به ومن أين ستبدأ، بدأ عقلها يتشوش وكانت تسير شاردة الذهن تماماً لتقطع الشارع وإذ بـ سيارة مسرعة تأتي من بعيد وتصطدم بماريا لتقع أرضاً ودمائها تسيل على الأرض، بينما ذاك الشاب الذي كان يخرج من المستشفى ليتوجه إلى سيارته سمع صوت الضجة ورأى الحادث بعينيه ولكنه لم يرى من تكون تلك الفتاة، جحظت عيناه على ذاك المشهد الذي رأه فالحادث كان كبير جداً، لإن السيارة اصطدمت بماريا ومن بعدها أخذت جهة اليمين لتسير وتصطدم بسيارة أخرى والسائق يتضرر أيضاً،  ومن الجهة الأخرى الشاب الذي صدمت سيارته تضرر كذلك، أسرع باسل إلى مكان الحادث والناس متجمعة حولهم لتقع عيناه على محبوبته والدماء تغطي وجهها، لم يصدق بأنها هي، اقترب منها مسرعاً ودموعه تغطي وجهه وهو يصرخ بها بأن تستيقظ، حملها وركض مسرعاً بها إلى المستشفى لكي يعالجها، بينما أتت سيارة الإسعاف التي كانت قريبة من مكات الحادث، لتأخذ الشابان اللذان تضررا، تاركين دماء ماريا في الأرض تغطي المكان وتشهد عليه. 




        
          
                
___________________ 



في منزل هشام يجلس على الأريكة بكل أريحية، يبتسم ببلاهة فقط لإنه حصل على سمية، جاءت إليه محبوبته بابتسامتها الجميلة لتجلس بقربه وتحدثه: 



"عزيزي مابك" 



أمسك يدها وقبلها ليتحدث بابتسامة: 
"لا شيء حبيبتي" 



همهمت سمية بابتسامة لتقول: 
"أين الأولاد؟ لما لم تبعث بالسائق لكي يجلبهم" 



ابتسم هشام بخفة ليقول: 
"دعكِ منهم سيأتون فيما بعد، لنأخذ راحتنا ونكون بمفردنا" 



ابتسمت بخجل وأخفضت رأسها ليمسك وجهها ويرفعه ويقبلها قبلة سطحية على فمها الصغير، ابتسمت باتساع وبادلها لتقول: 



"بالمناسبة ماذا حدث لأحلام" 



امتعض وجهه وعقد حاجبيه ليتحدث بغضب: 
"لا أريد سماع اسمها حسناً" 



توترت سمية وحاولت أن تخفف عنه لتقول: 
"حسناً عزيزي لا تغضب كما تشاء، هيا تعال معي" 



نظر لها باستغراب ليقول: 
"إلى أين" 



ابتسمت بخجل لتقول: 
"فقط تعال معي هيا" 



ابتسم باتساع ونهض معها ليتوجهان للأعلى ومن بعدها يهيمان بعالمهما الخاص. 



__________________ 



في منزل يوسف 
يجلس بتوتر بالغ، يقضم أظافره ويحرك قدمه بتوتر، بينما آسر وليث ورنيم كانوا يجلسون معه وحالهم كحال يوسف، جو مليء بالتوتر وبعض الخوف، يكاد يجن يريد أن يعلم أين شقيقته، حاول مهاتفتها كثيراً ولكن هاتفها مغلق، سأل عنها في الجامعة وقالوا له صديقاتها بأنها خرجت منذ مدة، كما أنه بعث بعدة دوريات لكي يقومون بالبحث عنها ولكن إلى حد الآن لم يأتيه أحد بالخبر المريح، قلق، خائف، حالة رعب يعيشها من خوفه على شقيقته التي لا يملك غيرها في هذه الدنيا، يكاد يبكي لإنها مفقودة، هاتف شهد وسأل عنها وأجابته بأنها لم تراها، كما أنها أوصته حالما تأتي يطمئنها عنها، تنهد بضيق وخوف ونهض ليأخذ الصالة ذهاباً وإياباً، كحال آسر الذي كان واقفاً والرعب يدب في قلبه، صدح صوت رنين هاتف يوسف ليجيب فوراً: 



"ماذا حدث" 



تحدث العسكري: 
"سيدي لقد بحثنا عنها كثيراً ولم نجدها، ولكن علمنا الآن بأنه حدث حادث سير في الشارع العام ولقد تضررت فتاة وشابان ولكن لم نعلم من يكونوا" 



دب الرعب في أوصال يوسف ليتحدث بحدة: 
"أيها اللعين ابحث عنها في جميع المستشفيات هل تفهم؟ واسأل عن أصحاب هذه الحادثة ومن تكون تلك الفتاة" 




        
          
                
تحدث العسكري بإيجاب: 
"حاضر" 



أغلق يوسف هاتفه، عقد حاجبيه بحزن وأوشك على البكاء، لم يعد يستطيع التحمل، هو يبحث عنها منذ أكثر من ثلاث ساعات ولكن لا وجود لها، لا يعلم بأن شقيقته هي من صدمتها السيارة، ولكن لماذا باسل لم يحدثهم عنها ويطمئنهم؟ هه وكيف له أن يحدثه وهو الذي يحاول معالجة محبوبته الآن من أجل إنقاذها لتعيش ويعيش هو لأجلها، تنهد يوسف بضيق بعد أن حدث الجميع باللذي قاله له العسكري ليصدح صوت رنين هاتفه مرة أخرى ليرى المتصل ويكون باسل، أجاب بسرعة: 



"ماذا هناك" 



زفر بتعب ليقول: 
"أريدك أن تأتي إلى المستشفى" 



هبط قلب يوسف ليقول: 
"ماذا حدث؟ هل ماريا بخير؟ أرجوك أخبرني" 



تحدث باسل بتوتر: 
"لا تقلق هي بخير فقط رضوض بسيطة، تعال للمستشفى هيا" 



تملكه الخوف، هبطت دموعه دون سابق إنذار عندما علم بأن شقيقته بالمستشفى، كحال آسر الذي تملكه الخوف عندما رأى دموع يوسف، وحال ليث ورنيم لا يختلف عنهما، ابتلع آسر ريقه ليقول: 



"ماذا حدث" 



شهق يوسف ليقول: 
"ماريا في المستشفى" 



صدم آسر بينما رنيم بدأت بالبكاء، أما ليث فقد ضرب الحائط بيده، تحدث آسر بسرعة: 



"حسناً هيا بنا للمستشفى" 



خرجوا أربعتهم متوجهين للمستشفى، بينما يوسف طوال طريقه لا يكف عن البكاء كحال رنيم، أما آسر قاد سيارته بأقصى سرعة لكي يصل، لم يمر دقائق حتى وصلوا للمستشفى وصعدوا للطابق الذي متخصص به باسل، التقوا به ورأوه يجلس على إحدى المقاعد في المستشفى، هم يوسف راكضاً إليه ليتحدث بخوف: 



"أين هي ها؟ أين أختي باسل تحدث" 



زفر باسل بقوة ليقول: 
"يوسف اهدأ هي بخير لا تقلق" 



تحدث يوسف بخوف: 
"ولما أنت هنا؟ أليس عليك أن تعالجها، ألم تعالجها باسل؟ ماذا حدث لها" 



تحدث باسل بتعب: 
"أجل أجل لقد عالجتها، صدقني هي بخير، مجرد رضوض بسيطة، لقد كسرت يدها اليسرى كما أنها تعرضت لجرح طفيف في رأسها ولكننا قمنا بخياطته، لقد عرضناها للأشعة وكنا خائفين بأن يكون قد حدث لها نزيف داخلي في رأسها ولكن الحمد لله هي سليمة، فقط رضوض بسيطة وجرح في رأسها، كما أن قدمها اليسرى قد جرحت جرح خفيف وقد عقمنا الجرح وهي الآن بخير، ولكن مازالت مغيبة عن الوعي تحتاج إلى الغد لتستيقظ على الأقل" 




        
          
                
ابتلع يوسف ريقه بخوف، كل هذا تعرضت له شقيقته؟ تمنى لو أنه يأخذ أوجاعها ويضعها فيه هو، ضرب الحائط بيده وتهاوى بجسده على الأرض، بينما آسر تحدث: 



"حسناً ولما أنت جالس هنا" 



تنهد باسل ليقول: 
"يجب أن ترتاح قليلاً، لقد انتظرتكم هنا حتى تأتون واطمئنكم عليها" 



ابتلع آسر ريقه ليتحدث بتوتر: 
"هل ستتعرض لغيبوبة أو ما شابه" 



تحدث باسل بنفي: 
"لا أعتقد، فالجرح الذي برأسها لا يدل على أنها ستغيب عن الوعي لمدة طويلة أنا واثق" 



همهم آسر وتنهد بارتياح، كحال ليث ورنيم اللذان ما إن سمعا هذا الخبر حتى اطمئنت قلوبهم، طلب يوسف أن يراها ولو لخمسة دقائق وقد سمح له بأن يدخل إليها هو فقط، دخل إليها ليراها نائمة على سريرها بسلام، رأسها لف بالشاش، ويدها اليسرى مجبرة، وقدمها اليسرى أيضاً ملفوفة بالشاش، هبطت دموع يوسف ما إن رآها بهذه الحالة، اقترب منها وأمسك بيدها السليمة ونظر لها بأعين دامعة، شهق بقوة وهو يراها بهذه الحالة، شعر بسكاكين تخترق صدره كونها بهذا الموقف، قبل يدها واقترب ليقبل رأسها مطولاً ويوزع قبلاته على جميع أنحاء وجهها، بينما هي لا تشعر بشيء نائمة أو بالأصح مغيبة عن الوعي، مسح يوسف دموعه وحدثها بضعف: 



"ماريا حبيبتي هيا انهضي، هيا استيقظي سأجلب لكِ مخدراتكِ والكثير منها، لن أضربكِ مرة أخرى ولن أغيظكِ وسأكون مطيعاً لكِ وسأجلب لكِ ماتتمنين فقط انهضي، هيا ماريا أريد أن أرى مشاغباتكِ أريدكِ أن تشاكسيني قليلاً وتنقضي علي لتضربيني هيا حبيبتي، اسمعي سأجلب لكِ شهد، ألم تقولي لي بأنكِ تعلقتي بها كثيراً وأحببتيها؟ حسناً سأجلبها لكِ من أجل أن تجلسين معها وتأكلان الشوكولا، ماريا لاتدعيني أحدث نفسي هيا انهضي ودعيني اطمئن عليكِ" 



لم يرى منها أي ردة فعل ولا أي حركة، شهق بقوة وعاد للبكاء عندما رآها ساكنة لا تستجيب، دخل عليه باسل ليخرجه من عندها لكي ترتاح ليخرج معه وهو يمسح دموعه بظهر كفه، بينما باسل استاذن منهم وذهب إلى مكتبه لكي يفرغ طاقته السلبية التي لم يرد أن يفرغها أمامهم ويفضح حبه لها، ما إن دخل للمكتب حتى بدأ بالبكاء، لقد افتعل الضجة بكل معنى الكلمة، فمكتبه قد أصبح رأساً على عقب من الفوضى والأغراض المتناثرة على الأرض، هبط بجسده على الأرض ليبكي بمرارة، هو خائف عليها كثيراً، يريد فقط أن ينسى منظر وجهها المغطى بالدماء، آلمه قلبه بشكلٍ كبير، لا يمكن وصف شعوره بهذا الموقف، ظل يبكي ويشهق لدرجة أنه أحس بغصة واختناق، احمر وجهه وبلع غصته بصعوبة بالغة ليعاود الشهيق والزفير بحدة وسرعة مماثلة، شعر بالوهن والتعب، لم يحدث معه ذلك الأمر من قبل ولكن من أجلها سيحدث معه الكثير والكثير، بدأت الدنيا تلف به وأصبحت الرؤية عنده غير واضحة، وآخر ما رآه هو دخول آسر وليث عليه ومن بعدها أراح بجسده على الأرض فاقداً للوعي مستسلماً للواقع ليذهب لأحلامه الوردية ويساند محبوبته عل وعس بأن يلتقي بها بأحلامه وهي بأحضانه.




" وأحْسَسْتُ أنكِ حِينَ ذَهبْتِ 



أخْذتِ مِنَ العُمْرِ كُلُ البريقْ 



فلمْ يبْقَ فِي العُمْر غيرُ الصّدأ 



وأنَّ دَمي تاهَ بينَ العروقِ وخاصمَ نَبضيِ 



وماذا سَيفعلُ نَبضٌ غَريقْ 



َفـَ أرجوكِ رُدينْي إليكِ 



أو رُدينْي إليّ 



لاتترُكينْي أقفُ في المُنتصْفِ " 



___________________ 




        

google-playkhamsatmostaqltradent