Ads by Google X

رواية احببت حبيبة ابني الفصل الثالث 3 - بقلم وداد جلول

الصفحة الرئيسية

  

 رواية احببت حبيبة ابني الفصل الثالث 3 - بقلم وداد جلول

لقاء
          
                
نظر له سامح بحدة ليحرك رأسه بتوعد ومن ثم وجه نظره للشاب الآخر ليقول: 
"لما تهجمت عليه ها" 



تحدث الشاب بجمود: 
"لقد كنت أريد افتعال المشاكل وفقط" 



همهم له سامح ببرود ليحرك رأسه موافقاً وببطئ وظل صامتاً، جلس على كرسيه بارتياح وظل ينظر لهما ببرود قاتل مما جعلهما يبتلعان ريقهما بخوف من القادم لإنهما يعلمان جيداً من هو السيد سامح ويعلمان ما الذي يمكنه فعله، وللصراحة لقد ندم أشد الندم ذلك الشاب عندما نطق بكلماته أمامه ولم يعلم كيف نطقها، وجه سامح حديثه للشاب الذي دافع عن نفسه: 



"اذهب أنت وهذا آخر إنذار لك، إن رأيتك مرة أخرى في مكتبي فلا تلوم إلا نفسك" 



حرك رأسه بإيجاب ليخرج من المكتب بعد أن استأذن بينما الشاب الثاني ظل واقفاً مكانه منتظراً كلامه وهو متيقن بأنه سينزل عليه بأشد العقاب، تنهد سامح بقوة ليقول: 



"وبالنسبة لك فأنت محروم من تقديم امتحان هذه السنة هيا انقلع من أمامي" 



نظر له الشاب بصدمة وظل متصنماً في مكانه، حسناً هو كان متوقع بأنه سيعاقبه بشدة ولكن ليس لدرجة أن يحرمه من امتحان السنة، هذا يعني بأنه لن يتخرج هذه السنة وسيظل للسنة القادمة حتى يقدم امتحانه ويتخرج، لم يصدق ما سمعه، أحقاً سيحرمه من الامتحان لأجل مشكلة افتعلها عمداً؟، ابتلع ريقه بصعوبة ليبدأ وينهال عليه بكلمات الاعتذار والتوسلات ولكن سامح لم يقبل منه أي اعتذار ولم يأبه لتوسلاته نهائياً وقد طرده خارجاً، حقاً كان صارم وشديد معه ولم يأبه لحاله أبداً. 
انتبه سامح لدخول ابنه عليه بابتسامة واسعة، ألقى عليه التحية وجلس بكل أريحية، لم يرد عليه التحية وإنما حدق به بكل برود، تعجب إياس من حال أبيه ليقول باستغراب: 



"مابك أبي هل حدث شيء" 



تنهد بقوة ليقول ببرود: 
"لا شأن لك، لماذا أتيت" 



تعجب إياس كثيراً من لكنة أبيه وطريقة كلامه ولكنه لم يحبذ فكرة أن يضغط عليه ليقول: 
"مم لا يوجد شيء أبي، حسناً عندما تعود للمنزل سنتحدث" 



همهم له سامح ليقول: 
"قل ما لديك الآن هيا" 



ابتسم بخفة ليقول: 
"لا أبي، سنتحدث في المنزل والآن سأذهب، وداعاً" 



حرك رأسه بإيجاب بينما إياس نهض وتوجه خارجاً ومن ثم إلى منزله. 



بعد قرابة الثلاث ساعات 
عاد سامح إلى منزله ولكنه كان بمزاج غير جيد، دخل إلى المنزل لتستقبله ماسة كعادتها بالأحضان والقبلات، ابتسم لهل ومن ثم ألقى التحية على زوجته ليتوجه إلى غرفته ويأخذ قسطاً من الراحة. 




        
          
                
على مائدة الغداء 
كان يترأس المائدة السيد سامح وعلى يمينه زوجته وعلى يساره ابنه وبجانبه ابنته، لم يسمع صوت أي أحد منهم، صمت يعم بالمكان، تحدث سامح ببرود موجهاً حديثه لابنه ليقول: 



"بماذا كنت تريد أن تحدثني اليوم إياس" 



انتبه له إياس ليقول: 
"مم كنت أريد أن أفاتحك بموضوع مهم" 



حرك رأسه بمعنى تحدث ليردف إياس: 
"في الحقيقة أنا معجب بفتاة وأريد أن أتقدم لخطبتها" 



نظر له والده بقوة ليبتسم من بعدها ويقول: 
"ومن تكون هذه الفتاة" 



شعر إياس بالحرج ليبتسم بتوتر ويقول: 
"سأعرفكم عليها فيما بعد، تدعى سارة" 



همهم له والده لينظر إلى زوجته بابتسامة لتبادله الابتسامة وتنظر له نظرة ذات مغزى، بينما ماسة كانت تتابع الحديث بحماس لتقول بسعادة: 



"يا إلهي لا أصدق سيتزوج إياس وسيجلب لنا أولاد صغار، هييي كم أنا سعيدة" 



ضحكوا على جملتها جميعاً لتبتسم هي بشغب ومن ثم يقول إياس: 



"إذاً أبي ما رأيك" 



نظر له والده بابتسامة حانية، حقاً لقد كبر ولده وشب ويجب عليه بأن يفرح به ليستقر وينعم بالحياة الهنيئة برفقة زوجته، حرك رأسه بإيجاب ليقول: 



"لا مانع لدي، اجلبها لكي نتعرف عليها ومن ثم سنخطبها لك" 



ابتسم إياس باتساع ليقول بحماس: 
"أجل أجل سأجلبها بالطبع ولكن أريد أن أتأكد من موافقتها أولاً ومن ثم سأجلبها لكم حسناً" 



ضحك سامح ضحكة رنانة وحرك رأسه موافقاً، ليكملوا طعامهم بجو يملؤه السعادة والسرور وبالأخص بالنسبة للأستاذ إياس. 



______________________ 



بعد مرور يومان 
كانت سارة في الصيدلية لترى إياس يدخل عليها بابتسامة صغيرة، تعجبت من مجيئه وبدأ قلبها يطرق بعنف ولكنها سعدت برؤيته كثيراً ولمعت عيناها من الفرح، استقبلته بابتسامة واسعة ليقول: 



"لم تسألي عني طوال اليومين اللذان مضيا لذلك جئت إليكِ لأسال عنكِ أيتها الجميلة" 



ضحكت بخجل لتبرر موقفها معتذرة: 
"أنا أسفة حقاً ولكنني انشغلت كثيراً في عملي أعتذر" 



إياس: 
"لا داعي للأعتذار برنسس سارة" 



ابتسمت بخجل ليردف لها بترقب: 
"هذا يعني بأنكِ لم تفكرين في موضوعي إلى الآن أم ماذا" 




        
          
                
حمحمت بتوتر لتقول وهي تفرك بأصابعها: 
"مم أجل فكرت بالموضوع" 



نظر لها بترقب وقلبه يقرع كالطبول، يريد فقط معرفة جوابها ويتمنى كل المنى بأن يكون جوابها يعجبه لإنه حقاً هو يريدها ومن كل قلبه، ابتلع ريقه ليقول: 



"حسناً إذاً" 



نظرت له بتوتر ولم تجب، تملكها الخجل وسيطر عليها لتسمعه يتحدث بنفاذ صبر: 
"سارة أرجوكِ تحدثي لا تتركيني على أعصابي ها ما رأيكِ" 



ابتلعت ريقها بصعوبة لتقول بتوتر: 
"أنا لا مانع لدي" 



ضربت جبهتها بخفة لتردف: 
"أووف أقصد موافقة يعني" 



أنهت سارة كلمتها لتخفض بصرها ليعم الصمت بالمكان، تعجبت سارة لترفع نظرها وترى إياس واقف أمامها يناظرها بتفاجئ وعلى محياه ابتسامة بلهاء، استفاق من صدمته ليقول بسعادة: 



"هذا يعني بأنكِ موافقة حقاً" 



ابتسمت بخفة لتحرك رأسها موافقة بينما إياس لم يتمالك نفسه ليحتضنها بقوة وسعادة الدنيا كلها به، صدمت سارة من ردة فعله بينما هو شعر بنفسه ليحمحم بخجل ويعتذر لها، ابتسمت له ابتسامة صغيرة ليقول إياس: 



"إذاً ستذهبين معي اليوم كي نتناول الغداء في منزلنا، والداي يريدان التعرف عليكِ" 



ابتلعت ريقها وشعرت بالرهبة من مقابلتهما لتقول: 
"لا أستطيع" 



عقد حاجبيه بخفة ليقول: 
"أرجوكِ سارة والداي حقاً ظرفاء وسيحبانكي كثيراً، سأعرفكِ عليهما اليوم وسآتي لخطبتكِ عندما تحددين أنتِ الموعد" 



نظرت له لتراه يمنحها نظرة تشجيع لتبتسم وتحرك رأسها موافقة، اتفقا على الذهاب وتواعدا عند الساعة الثالثة لهذه المقابلة. 



_______________________  



3:00 pm الساعة 



كان سامح يريح بجسده على سريره وفي غرفته، مغمض العينين وساكن، دخلت عليه ابنته لتتوجه إليه بحماس: 



"أبي أبي لقد جاء إياس بتلك الفتاة التي تدعى سارة، إنها جميلة جداً هيا تعال لتتعرف عليها" 



ابتسم لابنته لينهض ويعدل من هيئته وهندامه ويتوجه للأسفل. 



كانت سارة تشعر بالتوتر من نظرات والدة إياس التي تتفحصها بقوة، لقد تعرفت عليها سارة واستقبلتها جيداء أروع استقبال وبابتسامتها اللطيفة، كذلك ماسة استقبلتها بحماس وسعادة وقد أعجبتها سارة جداً وأعجبها ذوق اخيها في الاختيار أيضاً، ارتاح قلب سارة لجيداء ولكنها لم ترتاح لنظراتها المتفحصة، هي أصلاً لا تنظر لها ولكنها تشعر بنظراتها لها تخترقها، بينما إياس نظر لوالدته بابتسامة ليحرك رأسه يمين ويسار بمعنى مارأيكِ لتبتسم له ابتسامة حانية وتحرك رأسها بإيجاب، اتسعت ابتسامته عندما علم بأنها قد أعجبت والدته ليتنهد بارتياح، هبط سامح بشموخه وكبريائه المعهود مرتدي بذلته السوداء وقميصه الأبيض، توجه لصالة الاستقبال لينهض كل من إياس وسارة ليعرفها على والده، وقعت عيناه عليها، تقدم منها وصافحها وهو ينظر لعيناها بعمق، لا يعلم لما تسارعت أنفاسه وظل لمدة يحدق بها وقلبه يقرع كالطبول وكأنه قد رآها من قبل، مجرد فتاة صغيرة جميلة وبريئة لا يعلم ما المميز بها ولكنه سرح بها وجعلته مغيب عن الواقع وعمن حوله، ابتلع ريقه ليقول بصوتٍ حاني وابتسامته تشق وجهه: 



"أهلاً بكِِ". 



"عيناكِ فِتنة والفِتنة أشدُ مِنَ القتل" 



______________________ 











        



google-playkhamsatmostaqltradent