رواية بعد فقدان الامل الفصل الحادي و الاربعون 41 - بقلم مروة فتحي
ريتال بصراخ و خوف : ماااااالك حاسب في عربية … نظرت أمامها بخوف وجدت أنهم اقتربوا من الموت اغمضت عيونها و صرخت بقوة : مااااااااالك و اصتد.مت راسها بالسيارة
بسبب انعطاف مالك بسرعة لتفادي الاصطدام بالشاحنه اوقف سيارته و اقترب منها بقلق رفع رأسها إليه ثم إلتقط انفاسه المهدرة ضمها لصدره بارتياح بعدما تأكد من سلامتها ثواني فقط و ارتفعت اصوات بكاءها فضمها اكثر لقلبه و قال
مالك : أنا آسف ماكنتش في وعيي انا آسف انتِ كويسه حاسة بوجع او حاجة تعباكي …
ريتال ببكاء : اوعي ابعد متكلمنيش ارتحت كدا كنا هن.موت بسببك .. فضلت اصوت و اقولك وقف و انت مش سامعني زاد بكاءها عندما تذكرت هول الموقف و رهبته …
قاوم مالك حركاتها لابعاده و لكن رفض ان يبعد و شدد على احضانه لها قام بتهدأت روعها قال و هو يربت بلطف و حنان على راسها ..
مالك : خلاص أهدي انا آسف يا عمري أهدي عدت الحمد الله
انسي اللي حصل تمام …
انتظمت أنفاسها و عادت طبيعية ثم اتجه بسيارته للمستشفى
ليطمئن على ريتال لان رأسها اصطدمت وصل أمام المستشفى فقال : ريتال يلا يا حبيبي انزلي …
ريتال : ليه ..؟!
مالك : عشان اطمن عليكي …
ريتال : أنا كويسة مافيش حاجة فيا روحني انا عاوزة ارتاح بس …
مالك : بعد ما اطمن عليكي الاول .. امسك يدها و دخل بها للمستشفى فحصتها الطبيبة و قامت بعمل الأشعة و الاجراءات اللازمة …
الطبيبة ليليان : الحمد الله يا جماعة الأشعة مفيهاش حاجة و المدام سليمة مفيش حاجة تستدعي القلق الف سلامة على حضرتك يا مدام …
ريتال : الله يسلمك يا دكتورة انا قولته اصلا إني كويسة و مفيش حاجة هي الخبطة وجعتني شوية و خفت …
ليليان بمهنية ابتسمت و قالت : من حقه يطمن لان في حالات كتير ممكن تكون الإصابة داخلية و تعمل نزيف داخلي و دا أخطر لانه مش بيظهر عليهم غير متأخر و يسبب مضاعفات لقدر الله ..
مالك : شكرا يا دكتورة تعبناكي معانا …
ليليان بمهنية : على ايه انا عملت واجبي … قطع حديثهم اقتراب زين زوجها منهم الذي تفاجأ بوجود صديقه فقال ..
زين : مالك بتعمل ايه هنا حصل حاجة و لا ايه ..؟!
ليليان : انتوا تعرفوا بعض …؟!
زين : اه مالك صاحبي و عشرة سنين … خير يا ابني حد عندكم جراله حاجة …
مالك : لا ابداً بس كنت جاي اطمن على المدام و الحمد الله طلعت كويسة … المدام دي صح …
ابتسم زين ثم حاوط كتف ليليان بذراعه يقربه إليه و قال ..
زين : اعرفكم الدكتورة ليليان الحسيني المدام بتاعتي …
مالك : يا راجل اخت ادهم الحسيني تشرفنا بمعرفتك يا دكتورة …
اماءت ليليان برأسها كرد بسيط …
بسطت ريتال يدها لتصافح ليليان و قالت : تشرفت بمعرفتك يا دكتورة …
ابتسمت ليليان و قالت : بلاش دكتورة ممكن تقوليلي ليليان بدون ألقاب …
بادلتها ريتال الابتسامة و قالت : تمام يا ليليان و انا ريتال الادهم … نظرت ليليان لزوجها و ابتسمت …
ريتال : ايه في حاجة و لا ايه الاسم غريب و لا حاجة ..
ليليان : لا بالعكس يا حببتي اسمك حلو بس انا ابتسمت لأن اخويا و ابني اسمهم ادهم …
ريتال : ربنا يخلهملك يا رب ..
ليليان : يا رب يا حبيبتي …
زين : عاوز مساعد او محتاج حاجة يا صاحبي قولي لو حصل حاجة اخوك موجود …
مالك : تسلم يا صاحبي كله تمام الدكتورة عملت الواجب تتردلكم في الأفراح ان شاء الله ..
ودع مالك صديقه و عاد المنزل بدل كلاً منهم ثيابه و ذهب للنوم وجدها تعطيه ظهرها فاقترب و اخذها بأحضانه و قال و هو يربت بحنان على شعرها …
مالك : أنا آسف خلاص مش هيحصل كدا تاني .. ثم قبّل رأسها و خلدا للنوم سوياً …. عاد جميع أفراد العائلة للمنزل
_____________ صلي على محمد♥️____________
في منزل عائلة الدهشان
كاد الجد ان يفرغ خزينة سلا.حه بيوسف الذي وقف مزهول لا يستوعب اي تار هذا لا يفهم كيف تم كشفه ..
وقفت جميلة أمام يوسف و صرخت بانهيار ترفض الابتعاد من أمامه حاول أن يبعدها حسن و لكن قاومته و تمسكت بيوسف الذي حاول هو ايضاً ابعادها حتي لا تتأذي فصرخت بقوة و سقطت مغشي عليها …
ركع يوسف على ركبتيه يحاول افاقتها لكنها لم تتجاوب معه فصرخ بقوة و قال بخوف : دكتوررر .. حد يجيب دكتور بسرعة فنظر في الوجود و صرخ بقوة و قال بعنف : بسرررعه
حد يطلب دكتورررر .
استفاق والد جميلة من صدمته و تذكر ما حدّثه به يوسف عن مرض ابنته فاخرج هاتفه و طلب الطبيب و جلس ارضاً يحاول افاقتها فقال : الدكتور جاي … جميلة .. بنتي …
حملها يوسف بين يديه و توجه بها للداخل ..
محمد : هاتها اهنا يا ابني … وضعها باحدي الغرف … قام ب نثر بعض قطرات المياه على وجهها قامت بفزع نظرت للوجوه حولها فصرخت بقوة و هستيرية حاول والدها ان
يهدأها هو و يوسف و لكن دون فائدة لم تتوقف عن الصراخ رافق كريم الطبيب إلي غرفتها …
و بعد قليل خرج الطبيب من الغرفه بعدما فحصها و معه يوسف الذي يبدو عليه الحزن و الوجع …
محمد : خير يا دكتور بنتي مالها ..؟!
الطبيب : صدمة نفسية انا عطيتها حقنة منوم عشان تنام و تهدي هو حصلها ايه ..
مهران : ما فيش يا دكتور شوية مشاكل …
الطبيب : طيب يا جماعة بلاش تعرضوها للضغط و التوتر على الاقل الفترة دي لان حالتها مش كويسة و ممكن تطول في الصدمة و لو فضلت في حالة الحزن الشديد اللي هي فيها دي هتتعرض لازمة قلبية …
“حقيقة علمية يتجاهلها الجميع ”
الحزن يؤثر على حالة القلب الصحية ، فهو يكسر القلب بشكل فعلي وهي حقيقة علمية وليس استعارة مكنية أو تعبير بلاغي ، الحزن يؤدي لانبعاث عاصفة من هرمونات الحزن والغضب ما يؤدي لإفراز الأدرينالين والنورأدرينالين، الذي يسبب تقلصا شديدا في الشريان التاجي و يترتب عليه حدوث سكتة قلبية ، لاجل هذا راقبوا أفعالكم و لا تجرحوا قلوباً لا ذنب لها سوى أنها أحبتكم بصدق .
و اخيراً المشاعر السلبيه مصيرها التلاشي والزوال ؛ لذا في الوقت الذي تسوء فيه جودة مشاعرك اختر ألا تُقرر ، اختر ألا تُفكر ، اختر ألا تُصدر الأحكام سواءً على نفسك أو على الأشخاص والأحداث والأشياء .. امنح عقلك إجازة وانشغل بما يشغل عقلك عن التفكير فقط .
غادر الطبيب … تحدث يوسف و قال : ارتاحتوا كدا برافو عليكم عزبتوا بنتكم بايديكم و دمرتوها بس لحد هنا و كفاية انا مش مستعد اخسرها احنا ملناش قعاد هنا تاني أنا هاخد مراتي و امشي … كاد يرحل فاوقفه والد جميلة و قال ..
محمد بحزن : تمشي تروحوا فين و بنتي بالحالة دي …
يوسف : حضرتك شوفت الدكتور قال ايه و انا معنديش استعداد اخسر مراتي كنت فاكر إني لما اجيبها وسطيكم هقدر أصلح علاقتكم ببعض بس كنت غلطان إني جبتها اصلا
مهران بحدة : عاوز ايه انت قولي جيت وعشت معانا في قلب دارنا و انت عيلتك يدها متلطخة بدم ولدي و فوقيها ضحكت على بت ولدي و عاوز تاخدها معاك دا لو اخر يوم في عمرك مش هاتاخدها من اهنا ….
يوسف و هو يحاول ان يتحكم بغضبه لانه امام رجل كبير قال : مش عاوز حاجه و التار اللي بتقول عليه انا معرفش عنه حاجة انا لو نيتي وحشة مكنتش جيت و رميت نفسي وسطيكم و قعدت ، على الأقل كنت اذيتكم و هربت كنت
عملت اللي انا عاوزة في بنتكم و سبتها لكن انا حبيتها و اخترت أقف معاها و صدقتها لكن انتوا مصدقتوهاش و انتوا اللي وصلتوها للحالة دي جميلة مراتي على سنة الله و رسوله و اقدر اخدها مكان مانا عاوز …
مهران : وين اللي يثبت وين القسيمة فاكرها لعبة و دخلت دماغي ذي ما كدبت عليا و قولت إنك ولد ولدي فاكرني معارفش ان بت ولدي هي اللي جابتلك الصورة و هي اللي ساعدتك لكن حسابها عندي …
محمد : يا بوي كفايا البت فيها اللي مكفيها حرام اشق خلجاتي كفاية اللي حصل لبتي كفايــــــة …
مهران بحدة : اسكت انت خلينا نشوف اخرتها ايه مع ولد المصري … هز يوسف رأسه و ملامح وجهه تملؤها الجمود
يوسف : تمام عاوز تعرف الحكاية كلها تمام دقيقتين و اوريك القسيمة … و اتصل بمالك ..
يوسف : الوو مالك صورلي قسيمة جوازي من عندك بسرعة
اجاب مالك على الطرف الاخر و قال : ليه في ايه ..؟!
يوسف حصل معاك حاجة قولي انت كويس …
يوسف : تمام ابعتلي الصورة دلوقتي و انا هكلمك تاني يلا سلام … ارسل مالك له صورة عقد الزواج …
امسك يوسف هاتفه و رفعه بوجه مهران و والد جميلة و قال
اتأكدتوا أنها مراتي و بما انكم لسه مكدبين بنتكم و عاوزين تعرفوا الحقيقة اسمعوا بنفسكم الحقيقة عاوزين تعرفوا انتوا عايشين مع مين و انتوا مش عارفين .. عارفين مين مليء قلبكم بالقسوة و الكره لبتكم …
محمد بإدراك عندما تذكر ان يوسف كاد يقول شيء مهم في الصباح و لكن غير حديثه : تقصد ايه يا يوسف
شغل يوسف تسجيل الصوت الذي سجله لرباب زوجة والد جميلة و هي تحدث جميلة بطريقة سيئة ..
فلاش بااااك كان يوسف يمشي من أمام المطبخ و بالصدفة استمع حديث رباب مع جميلة و كان كالآتي …
رباب : فاكرة نفسك فوزتي اكده يا سلمي متقوية بحتت العيل اللي جايباه معاكي ههههه مستحيل اخليكي تعيشي
اهنا و تفضلي في خلقتي و زي ما قدرت اكرههم فيكي زمان هقدر اكرههم فيكي دلوك و اخليهم يرموكي برا البيت عشان يتقطع نسل سلمي فاهم يا بت سلمي …
جميلة : اسمي جميلة محمد الدهشان اذا كان عاجبك أو معاجبكش و دا بيتي و بيت اهلي و مش همشي منه غير و انا ميته يا رباب انا معرفش ليه بتموتي و تتقهري من أمي ليه
ملقتش بسبب يفسرلي اللي بتعمليه دا غير إنك واحدة مريضة و محتاجة تروحي العباسية …
امسكت رباب الملعقة التي كانت في مقلاة الطعام و الزيت يغلي بها و وضعتها بسرعة على يد جميلة التي صرخت بتفاجؤ لأنها لم تتوقع فعلتها تلك فهي ادارت وجهها لتكمل ما كانت تفعله …
جميلة بألم : انتِ اتجننتي ايه اللي عملتيه دا …
رباب بأبتسامة : مش بتقولي عليا أني عيانة و عاوزة اروح السرايا الصفرا ده رد بسيط مني يا بت سلمي و ايكي تغلطي
فيا تاني و لا اشوفك جنب عيالي سامعة شكلك نسيتي اللي عملته فيكي زمان فاكرة و لا افكرك أني .. ثم استندت على الطاولة خلفها واكملت حديثها و قالت
رباب : فاكرة اليوم اياه لما جيتي البيت و كنتي مبهدلة و اتبكي و قولتيلي اللي حصل معاكي عشان اخبيكي قبل ما حد في البيت يعرف حاجة ههههه و انا كملت قطعت كمام
لبسك و جريتك لنص البيت و فضحتك خليتهم يكرهوكي و قولت إنك كنتي هتهربي مع واحد عشقاه و هو اللي عمل فيكي اكده … عادت هذه الذكري المؤلمة لجميلة ..
رباب : أني اللي عملت كل ده من أوله لاخره و أني اللي اتفقت مع الولد أنه يعمل اكده بس طلع حمار معرفش يعمل اللي اني عاوزاه بس أني قدرت اخليهم يصدقوا إنك بوظتي سمعة و شرف العيلة قولت اهو بعد ده كله يرموكي و يتبروا
منك بس لا .. قعدوكي في خلقتي .. حتي بعد ما اتبليت عليكي و قولت انك شتمتيني و ضربتيني برضو خلوكي مالقتش غير التور حسن اقنعتهم يجوزوكي ليه و هو العبيط
حبك معرفاش ليه شايف فيكي ايه بس تعرفي اخترت حسن ليه عشان عارفة انه واعر و هو اللي هيربيكي و يغورك بعيد عني و ارتاح منك يا سلمي .. و نظرت لها بحقد و غل …
جميلة بعدم تصديق للحقد و السواد الذي يملؤها كيف لانسان ان يأذي انسان اخر بهذه الطريقة …
جميلة ببكاء : انتِ ازاي كدا ليه عملتي فيا كدا انا عملتلك ايه .. قوليلي ، حتي بعد اللي عملتيه معايا انا حبيت عيالك و اتعاملت معاهم كويس و انتِ اللي بعدتيني عنهم و عن حضن ابويا ثم صرخت بها و قالت : لييييه … ليه الحقد و الكره دا
اقتربت رباب و قالت : عشان انت شبه امك و عشان امك تبقي سلمي عشان كل ما اشوفك افتكر امك اللي سرقت مني اول حد حبيته سرقته مني سرقت عمري و انا قاعدة منتظرة
ابوكي يتجوزني و يشوف حبي ليه لكن مشافش سابني أني اللي من توبه و بقالي سنين قاعدة معاه و متربين سوا و اتجوزها هي اللي مش من توبه و لا من بلده و لا من مقامه
فضلها هي عليا و خدته و سافرت مصر و بتقوليلي بكرهك انتي و امك ليه .. يا بت ******** وجهت سبّات لوالدة جميلة ..
☆ بااااك ☆ اغلق يوسف هاتفه بعدما انتهي التسجيل الصوتي .. وقال و هو يرى الصدمة على وجوههم …
يوسف : و تخيلوا بعد الأذي و الألم اللي سببتهولها دا جميلة رفضت أني افضحها و اكشفها قدامكم مهانش عليها ان اخوتها يعيشوا زيها و يتحرموا من ابوههم و امهم …
انهار والد جميلة وسقط ارضاً لا يصدق ما حدث لابنته على يد زوجته و هو كان يظلمها و لا يصدقها … صرخ بقوة ينادي
زوجته التي أتت من غرفتها تقدمت منهم و هي متوترة من نظرات الجميع لها الكل ينظر لها باشمئزاز … و قبل أن تنطق بحرف واحد تلقت صفعات متكررة بغضب …
محمد بغضب و عيون حمراء صرخ بها و قال : انتِ طالق .. انتِ طالق بالتلاتة مش عاوز اشوف وشك في البيت ده غوري من قدامي و عيالك مش هتشوفيهم تاني غورررري …
نظرت بصدمة و وجه شاحب … نظر لها يوسف بشماتة و تردد ذهنها حديثه لها بأنه سينهي لعبتها عن قريب و يرد الأذى لكل من أذي زوجته و كان حديثه لها تهديد مبطن لم
تأخذه بعين الاعتبار انه سيأتي هذا اليوم بعد كل هذه السنوات فعلت فعلتها و نسيت وجود الله نسيت ان الله اسمه العدل لا يقبل بالظلم لعباده ، الدنيا دوارة و سيسقي كل ساقٍ بما سقي …
رباب ببكاء : امسكت يده و قالت بعدم تصديق لا ..لاااا متعملش اكده يا امحِمد لا .. حرام عليك عيالك لسه صغيرين
متحرمنيش منهم …
محمد : حرمت عليكي عيشتك و مستحرمتيش ليه اللي عملتيه في بنتي اذتك في ايه عشان تعملي فيها اكده بدل ماتخديها في حضنك و تعوضيها عن امها يلا امشي غورررري …
توجهت لعمها تبكي امسكت يده و قبلتها و هي تقول : عمي
عشان خاطري يا عمي قوله حاجة قوله ما يبعدنيش عن عيالي … لم ينظر لها استند على عكازه بثبات ….
رباب : عمي دا انا بت اخوك … هتسيبه يرميني برا البيت
عشان البت المفعوصة دي هي قالتلكم ايه دي كدابه …
فجأة صفعها بقوة على وجهها فسقطت و هي تضع يدها على وجهها و قال بغضب : اخرسي مسمعش حِسك لمي خلجاتك و امشي متخلنيش انسي انك بت اخوي طول السنين دي كلها
مكرهانا في البت و خلتينا ظلمناها ليه السواد ده ليييييه طلعتي حية و احنا مش دارينين (عارفين) غوري من وشي بدل ما اخد روحك بيدي غورري و ايااكي رجلك تخطي البيت دا تاني سامعه …
نزل محمد من الاعلي و ألقي لها حقيبة جمع بها اشياؤها و ألقاها إليها ثم قال بجمود : يلا برا اللي يعمل في بنتي اكده مليهش الحق أنه يعيش وسطينا كنت غلطان لما فكرت انك
هتحابي على بنتي و تكوني زي امها لكن لو موتي متقدريش تكوني زي امها ابداً …
اخذت الحقيبة و رحلت و هي تنظر للوجوه حولها لا تري اي شفقة او تعاطف حتي ، لم تجد سوا الغضب و الاشمئزاز و الكره …. الآن فقط أدركت مشاعر ان يكرهها الجميع و ينظر لها بنظرات الاشمئزاز هذه ….
يوسف بشماتة : ايه يا مراتي عمي ثم كمل بسخرية : و لا مرات عمي انا مش العيلة دي اصلا شوفتي احساس إنك تكوني مكروهة من الكل و بيحتقروكي بيوجع ازاي بس الفرق أنها كانت مظلومة اما انتِ الظالمة ربنا مش بيسيب حق حد
حسن : اول مرة اتقول حاجة صوح يا ولد البندر ثم نظر لها و قال : كنتي واخداني في صفك عشان تحققي غايتك سممتي عقولنا بكلامك و إفتريتي على بت عمي خليتينا نظنوا فيها
الظن العِفش حرام عليكي اللي حصلها بسببك و كنتي عاوزة تحمليني ذنبها في رقبتي روحي .. روووحي يا شيخة ارحمينا من شرّك …
” كل ما تفعله الآن ستدفع ثمنه لاحقاً ، الحياة تؤجل لك الدفع لكنها لا تتنازل عنه أبداً “.
مرت ساعات و ساعات ينتظرها تستيقظ و بالاخير قرر ان يأخذها بالصباح و يرحل ….
” لا تثق بالوجه الأول لأي إنسان فغالباً خلف كل وجه عدة وجوه يبدأ ظهورها حسب المواقف” .
_______________________________________
و صباح اليوم التالي توجه يوسف للأعلى جهز حقيبته و حقيبة جميلة و نزل توجه لغرفتها و هو بطريقه إليها اوقفه والدها و قال …
محمد : على فين يا يوسف …؟!
يوسف : أنا آسف يا عمي انا لازم امشي عشان مليش قعاد هنا تاني .. دا لو تسمحلي يعني اني اقولك عمي …
محمد : اتقول ايه انت دا انت ولدي يا يوسف كفاية وقوفك مع بنتي في وقت زي دا …
يوسف : دا شرف ليا بس انا لازم اخد جميلة و امشي عشان حالتها متسؤش اكتر …
محمد : عشان خاطري يا ولدي اديني فرصة أصلح علاقتي ب بنتي ساعدني ارجع بنتي لحضني متخلهاش تبعد عني …
اقترب يوسف و احتضنه بتأثر و قال : تمام دي في الاول و الاخير بنتك و انا مقدرش ابعدك عنها …
نظر له محمد بإمتنان و قال متزعلش يا ولدي من حصل اهنا
حقك عليا أني …
يوسف : لا عادي يا عمي انا مقدر اللي حصل و اكيد فيه سوء تفاهم و هيعدي ..
ربت محمد على كتف يوسف و قال : أنا هدخل اشوف جميلة
اماء له يوسف براسه ، دخل محمد وجدها تنكمش على نفسها كطفل صغير يشعر بالبرد غطاها و جلس بجوارها مسح على
شعرها بحنان و نظر لوجهها الذي ذبل و اصبح شاحب تألم قلبه عندما استمع همهمتها و هي تنادي لوالدتها بالأ ترحل و تتركها ثم توترت أنفاسها و اضطربت قالت بصوت ضعيف : لا .. لا سيبوه لا يوسف يوسف لا لااااااا استيقظت وجدت
والدها بوجهها زادت أنفاسها اضطراباً و ارتفعت نبضات قلبها تذكرت كل ما حدث في الأمس نظرت بخوف و هلع و قالت : لا .. لاااا يوسف فين انتوا قتلتوه .. ليه يا بابا ليييه يوسف و
انفجرت في البكاء حاول والدها تهدأت روعها و قال : يوسف كويس محدش لمسه أهدي … أهدي يا حببتي كل حاجة كويسة أهدي …
جميلة بصراخ : لااا انتوا قتلتوه يوووووسف …. و قامت من مكانها تصرخ بهستيرية و تبتعد عن والدها و تنادي باسم يوسف … دخل الجميع و عندما رأت جدها ازداد صراخها و بكاءها …
جميلة : يوسف فين انتوا قتلتوه ..؟! ليه ليييه يوووووسف
أتي يوسف و هو يركض بخوف دخل الغرفة ينظر بفزع حوله فرأها تجلس ارضاً منكمشة على نفسها تضع راسها بين يديها تخبأ وجهها و تبكي توجه إليها ليهدأها …
يوسف : جميلة أهدي .. حصل ايه …
جميلة برفض : لا انتوا كدابين قتلتوا يوسف و عاوزين تقتلوني انا كمان اقتلوني … اقتلوني .
اقترب والدها منها و قال : اهدي يا حبيبتي محدش يقدر يعمل كدا قومي معايا …
ابتعدت بفزع و قالت بصراخ : لاااااا ابعدوا عني …
اقترب يوسف بحزن لسوء حالتها و قال : جميلة اهدي أنا اهو عايش ما موتش انا كويس أهدي …
نظرت له … مد يده لها ليساعدها على القيام من الأرض فاستجابت له اخذها و وضعها بسريرها فتحرك حسن و اخيه
و والده و والدته للخارج لم يتبقي سوا يوسف و والدها و جدها بالغرفة ، سطحها على السرير و ازاح عنها حجابها ثم مسد بحنان على شعرها حتي هدأت و سكنت …
خرج والدها من الغرفة و هو حزين ف ابنته كرهته و تهاب رؤيته لا تشعر بالأمان بوجوده ما اسوء من هكذا شعور ..
لحظه يوسف ملامح الحزن على وجه متفهم حزنه و موقفه
قام يوسف من مكانه فامسكت جميله يده و قالت بحزن : يوسف ما تسبنيش و نظرت لجدها …
يوسف : ما تخافيش انا جنبك ارتاحي انت دلوقتي يلا نامي
نظر الجد لهدوءها و سكونها عندما رأت يوسف و شعورها بالأمان معه ف ادرك انه هو فقط من يستطيع أن يشفي جروحها و يعوضها عن كل ما مرت به …
مهران : خليك جارها ما تهملهاش .. و خرج من الغرفة
جلس يوسف بجورها اخذ يمسد على شعرها بلطف و حنان حتى هدات تماماً و غاصت في النوم و هي تمسك يده و كأنها
تخشي ان يبتعد لمكان بعيد … ابتسم بخفه و هو يراها تتمسك بيده كالطفل الصغير فجلس معها ينظر لها و يتأمل وجهها فتذكر اول مرة رأها بها …
“ثم يأتي شخص يرى كل جروحك ، و رغم أنه لم يتسبب في أي منها لكنه يحاول بكل حب أن يضمد تلك الجروح.”
جلس والد جميلة بالحديقة و هو حزين على ما وصلت ابنته عليه .. ذهب له والده يواسه وضع يده على كتف النه و قال بمؤازة : متزعلش يا امحِمد هطيب (هتخف) يا ولدي متزعلش روحك يا ولدي …
صرخ محمد بوجع و قال بأستنكار : مزعلش روحي و انا كسرت بتي عشان خاطرك مزعلش روحي و بتي مطايقاش تشوفني و اتخاف مني يا ريتني ما سمعت كلامك يا بوي يا
يارتني ما سمعته اديني اتجوزتها بت عمي و في النهاية ايه شوف اذت بتي كيف و عملت فيها ايه ذنبها ايه عشان يحصل فيها اكده و أني كنت ذي الاعمي مصدق كذبها و الاعيبها شوفت يا ابااه القريب ايعمل ايه شوفت …
اقترب أخيه منه يهدأه فقال : اهدي يا خوي مش اكده كل حاجة هتتصلح و بتك ربنا هيشفيها و الدنيا هتروق هدي نفسها بس …
محمد : اطلع من خلجاتي سبوني … سبوني في حالي كفاية اللي جرالي كفايــــــة … ثم تركهم و غادر من المنزل باكمله
جلس مهران يبكي بحزن على حال ابنه و حفيدته و ندم انه في يوم من الايام أجبره على الزواج من ابنة عمه و لم يرضي على زيجته الاولي و لم يتقبلها و ندم على سوء معاملته لحفيدته و قسوته معها …
هاشم : متزعلش منيه يا ابوي زعلان على بته متزعلش شوية و هيروق و ياجي يصالحك …
مهران بكسرة : أنا غلطت في حق اخوك يا هاشم قسيت عليه
لما غضبت و رفضت جوازه من بت البندر كسرت فرحته لما جالي و هو في أول شبابه و قالي أنه حب وحدة زميلته و عاوز يتجوزها بس انا عارضته و غضبت عليه لما اتجوزها
حتي لما جاني و معاه حفيدتي على يده كسرت بخاطره و قولته يخلفله وااد يسنده بدل البت حتي بعد ما مرته اتوفت
بدل ما اكون جاره غصبته يتجوز رباب كنت فاكر إني اكده بسعده مع اللي تستاهله و اهي من لحمه و دمه تربيله بته
على عاداتنا و تقاليدنا و في الأخر حصل ايه الغُرب طلعوا احن على عيالنا منينا اللي من دمنا مصانش و عملت اكده و احنا كنا على عمانا يا هاشم أذت بت اخوك طول السنين اللي
فاتت دي و احنا محاولناش نسمعها حتي كيف ترضي تبص ف وشي دلوك اااااخ يا بت ولدي … سألت دموعه بندم …
___________________________________
في وسط الأراضي الزراعية كان يجلس والد جميلة و الحزن و الألم رفقته تذكر كل ما حدث معه و ذكرياته مع فقيدته
زوجته و حبيبته التي عارض والده و خرج عن طوعه لاجل الزواج بها تذكر قبل وفاتها عندما اوصته بابنتهم صرخ بألم و
قال : سامحيني معرفتش ابقي حنين عليها معرفتش احميها و اكون سندها … تذكر كل ذكرياته معها منذ ألتقي بها لأول مرة حتي لحظة وداعها التي لم تغيب عن باله عندما حملها بين يديه و وضعها أسفل التراب و دفن قلبه معها حينها …
” الحب يمكن أن يكون أكبر نعمة في حياتنا ولكنه يمكن أن يكون أيضًا أعظم لعنة ، عندما نخسر من نحب ، نخسر جزءاً
من أرواحنا لا يمكن تعويضه .”
___________________________________
في نفس اليوم كان علي يجلس مع رفاقه في المدرسه الثانويه فتحدث احمد عندما خرج استاذ اللغه العربيه و هو يدندن ويقول حبيبي ليه غيب و تسيبني لحالي .. حبيبي انا ليك حبيت …
علي : هههههه حبيبي و حبيت والعة معاك يا ابا ثم غمز له
و تابع و قال مووودك رايق يعني …
احمد بأبتسامة : اه و الدنيا وردي وردي ثم وضع يده على كتف صديقه حاتم و قال : ياااه الحب طلع طعمه حلو ثم غني و قال : دا الحب حلو اااه حلو اووي اوي .. الحب حلو اااه حلو اوي اوووي ههههه ….
حاتم بسخرية : تعريف الحب يا عزيزي معروف انه فعل ماضي مبني على كلام فاضي ، مرفوع بالكذب ، منصوب بالخيانة ..
علي : هههههه الله الوااد بقي استاذ في الحب و النحو …
احمد : طب بقولكم ايه خلينا نغير السيرة عشان الاستاذ حِتو هيقلب عيشتنا سواد … ثم تحدث بمرح إلا صحيح قولولي ناوين تدخلوا ايه بعد ما نخلص الثانوية ..؟! انا عن نفسي عاوز ادخل شرطة و انتوا
حاتم بتفكير : اهلي عاويني ابقي مهندس و انا عاوز ابقي لعيب كورة بس مش مقتنعين بيها ….
احمد : طب و انت يا علي عاوز تبقي ايه ؟
علي : محامي … عشان لو في حد ما عجبنيش ألبسه قضيه سنتين ثلاثه اربعه كدا لحد ما يتروق ….
احمد : بتتكلم جد عاوز تدخل حقوق عشان كدا و لا عشان مجموعها قليل يسطا ….
علي : يسطا مش عشان المجموع انا حابب ابقي محامي و عشان انصر المظلوم في زمنّا اللي فيه القوي على الضعيف بيستقوى …
احمد بتصفيق : اوووه جدع يااااد يا علي فنان .. فنان ….
علي : يا ابو مخ تخين مبهزرش انا فعلا عاوز ابقي محامي و إن شاء الله هدخلها الكلية ….
احمد : دا انت بذات نفسك عاوزلك محاميين كل يومين في مصيبة و خناقة يا ابني …..
علي : يسطا انا عالمبدأ ثابت لا اتزحزح و لا اميل انا اصلا مخي اتكيف خلاص أني بقي محامي قد الدنيا ….
حاتم : يا اخي نفسي في نص ثقتك في نفسك دي و هشقلب العالم …
احمد : هههههه حصل بس مش عارف بيحب المرمطة و الصعوبة ليه يا ابني ما كنت دخلت ادبي اسهل كنت هتجيبها برضو كدا كدا الكلية مش قمة و مجموعها مش عالي بدل ما كنت دخلت علمي رياضة يا غبي ..
علي : ما فيش حاجة اسمها كلية قمة و كلية قاع انت اللي بتحدد بمستواك و شطارتك المكان اللي فيه ثم وضع علي قدم فوق الاخري بثقة و قال : و بعدين يا ابني دي كلية البشوات ايش فهمك انت ….
حاتم بمرح : عيني ع الكاريزما عيني ع الثبات …. هبقي اجي عندك ارفع قضية على الكلبة الخاينة اللي سابتني و راحت تمشي مع معاذ اللي شبه المعيز بس تصدق لايقين على بعض لانهم من نفس القطيع …
ضحك احمد و علي الذي قال : الجبهة طارت هههههه لو مدايقك يسطا اظبطهولك من دلوقتي عادي …
حاتم : لا يسطا فكك هعمل راسي براس معيز ….
دخل استاذ الرياضيات و بعدما انتهت الحصة خرج الشباب لفناء المدرسة في وقت الاستراحة فتحدث حاتم بحنق و قال …
حاتم : يا اخي انا مش عارف ايه لازمته الإمتحان دلوقتي ….
مش لسه اللي عاملنا امتحان من يومين و لا هي مرمطة و خلاص ….
علي : اوماال يا حبيبي دول هيمتحنوك و مش بس كدا دول
هيحاولوا يفشلوك ….. و يشيلوك و يسقطوك خليك دايما جامد … اهبد حاول عاند انا ابن مصر و بنام للعصر ..اناا كاشف راسي و داعي عليكم ظهر و عصر هههههه ….
احمد : والله تنفع مغني و بتلحن كمان هههههه …
حاتم : هههههه رايق والله انت … و اثناء حديثه مع رفاقه مر بجانبه نفس الشخص الذي كان يتحدث عنه معاذ و اصتدم بكتفه …
حاتم : ايه يا ابااا ايه يا حبيبي متفتح ايه مش شايف …
ابتسم له الشاب ثم قال ببرود سورري مخدتش بالي …
احمد : ايه اللي مخدتش بالك دي هو كيس لب و مش شايفه …
معاذ : تصدق يمكن ثم ارتدي نظارته و اكمل طريقه هو و رفاقه ..لحق به علي بعدما نظر لاحمد لكي يمسك صديقهم حاتم حتي لا يذهب و يحطم اسنان هذا المسمي معاذ ، صدم
كتفه بعنف و في حركة سريعة منه وضع قدمه امام الشاب فتعثر و سقط امام الجميع الذين ضحكوا على ما حدث ..
نظر الشاب لعلي بغيظ ..
علي ببرود : اووه سورري اصلية مشوفتكش ثم اقترب منه ربت على كتفه بعدما قام من الارض و قال : بلاش شغل العيال دا يسطا و ما تلعبش معانا احنا بالذات فاهم يا كوتش يلا زق عجلك يا حبيبي …
عاد علي لاصدقائه و هو يبتسم وضع ذراعيه على اكتافهم و قال بابتسامة : الشلة اللي مفيهاش صايع حقها ضايع و احنا الثلاتة ما شاء الله علينا صيع هههههه
احمد : شكلنا هنزور القسم النهاردة بعد المدرسة يا حبايبي ههههه ادهم جوز اختي شكلي وحشته و هنورله القسم النهاردة …. ضحك حاتم و علي ..
_____________________________________
في الجامعة
انتهي حازم من محاضرته و توجه لمكتبه و بعد دقائق استمع اصوات طرقات على باب مكتبه فاذن الطارق بالدخول …
طلت ريتال من الباب و هي تقول : دكتور هل يا تري فاضي و لا مشغول ؟!
ابتسم حازم و قام من مكانه يرحب بها ، أشار لها بالجلوس و جلس مقابلها و قال …
حازم : مش مصدق هما اخواتك كويسين و لا حد حصله حاجة …؟!
ريتاج باستغراب : ايه .. اخواتي ليه مالهم …
حازم : مش كانوا عاملين اضراب و مش راضين ينزلوكي الجامعة تقريباً …
ريتاج : ههههه ربنا فرجها و سابوني اخرج …
حازم : يبقي اكيد باعتين معاكي مخبر إلا صحيح فينه ..؟
ريتاج : ههههههه لا المرادي عصام اللي مستنيني برا الجامعة
حازم : ههههههه و ربنا كنت عارف .. يلا سبينا من الكلام دا دلوقتى تشربي ايه ..؟!
ريتاج : اي حاجة ..
حازم : تشربي عصير فراولة … اماءت برأسها بهدوء
طلب لها العصير و عاد جلس مقابلها و قال : اتكلمي ساكته ليه .. ؟! ريتاج اللي انا اعرفها راحة فين ..؟
ريتاج : لا ابدا انا زي ما انا … توترت من نظراته التي تحدثها بحبه لها فقالت بخجل : أنا.. أنا اتاخرت لازم امشي ..
حازم : استني اشربي العصير طيب اقعدي عشان تشوفي نتيجة امتحان الاسبوع اللي فات بالمرة خلصتهم لو عاوزة تعرفي درجتك ….
ريتاج : اي دا بجد جبت كام …
قال و هو يتحرك إلي الباب يأخد العصير من العامل : عندك الورق على المكتب …
نظرت للورق تبحث عن ورقتها و بينما تبحث عنها سقط منها بعض الورق .. جمعته من الأرض و رتبته كما كان لمحة ورقة مطوية بقرب المكتب امسكت بها كانت ستضعها مع بقية
الأوراق ولكن وجدت اسم حازم عليها ف انتابها الفضول لمعرفة ماذا يوجد بهذه الورق و كانت الصدمة جواب غرامي من فتاة لحازم … عاد حازم وضع أمامها اكواب العصير و قال
حازم : اتفضلي … تجمعت الدموع بعيونها و قالت ..
ريتاج : اي دي ..؟! و رفعت الورقة بوجهه …
قرأ حازم الورقة و قال بكل بساطة : معرفش مالها يعني ..
ريتاج : أنا لقيتها عندك هنا … مين بعتها ..؟
حازم : و انا اعرف منين اللي بعتها انا مشوفتها اصلا …
ريتاج بدموع : يعني حضرتك عشان اخواتي مبيخلوناش نتكلم او نخرج سوا تروح تتعرف على بنات تاني و تحبها …
و كادت ترحل فامسك يدها يوقفها نظرت له و عيونها مليئة
بالدموع .. ترك يدها و قال : استني انتِ بتقولي ايه انا معرفش الورقة دي جات مكتبي ازاي اصلا و لا اعرف مين كتبها ….
ريتاج : والله ما اهو مكتوب سما ، لو انا مش عاجباك و مابقاش حاجة بالنسبالك سبني احسن بدل اللي حضرتك
بتعمله دا عشان عيب اوي انك تعمل كدا و انت خاطب يا دكتور … ثم تحركت من مكانها و ذهبت لاخيها الذي ينتظرها أمام الجامعة … لحق بها حازم حاول أن يصل لها و لكنها استقلت سيارت أخيها … فتوجه حازم إلي السيارة …
طرق بخفة على زجاج النافذة ، فانزله عصام و نظر له …
انحني حازم ليبقي قريب منه استند على السيارة و قال :
عيب عليك والله يا ابو نسب بقي تبقي هنا في الجامعة و متجيش عندي اضايفك حاجة تشربها عندي في المكتب …
عصام بأبتسامة مصطنعة : تتعوض مرة تاني …
حازم : يا راجل مكتبي قريب تعالي متبقاش بخيل انزل …
عصام : كفاية انت كريم يا حبيبي ان شاء الله المرة اللي جاية هتلقاني عندك مش هلحق اوحشك عشان هتلقاني هنا كل يوم .. يلا سلام عشان ورايا شغل .. عاوز مني حاجة و ابتسم بالستفزاز لحازم …
استرق حازم النظر لريتاج و لكنها لم تنظر إليه عاد بنظره لعصام دون أن يلاحظ عليه و قال بأبتسامة باردة ..
حازم : تنورني يا ابو نسب يلا معطلكش زمانك مستني من الصبح يلا مع السلامه يا حبيبي …
شغل عصام سيارته و تحرك بها و هو ينظر لحازم الذي ينظر لهم … أشار له بتوديع و قال
حازم : سلام يا عصعص .. و ابتسم .. عندما نظر له عصام بغضب …
_____________________________________
خرج يوسف للحديقة عندما اتصل به مالك … اجاب عليه
مالك : الو ايه يا يوسف في ايه رنيت عليك امبارح و مردتش اي الحكاية …
تنهد يوسف و قال : معلش الدينا كانت بايظة معايا امبارح معرفتش ارد عليك …
مالك : ليه حصل ايه ..؟!
يوسف : اللي حصل أني حظي فقري بعد ما صدقت أننا اتجمعنا انا و هي و بدأت تحن طلع عليا تار … فقري انا صح
مالك : بطل هزار بقي و احكيلي حصل ايه و ليه طلبت اصورك القسيمة اوعي يكونوا كشفوا اللعبة …
يوسف : بتكلم جد عيلتها ليهم تار على عيلتي و عاوزين يخلصوه فيا …
مالك بقلق : تار انت كويس انا جايلك …
يوسف : لا خليك متقلقش أنا كويس .. ثم اكمل له ما حدث
مالك : طب و هتعمل ايه ..؟!
يوسف : يومين و هاجي القاهرة و هاجيبها معايا مش هسيبها
هشوف نكمل علاجها هناك ..
مالك : ربنا يشفيها يارب متقلقش هترجع زي الاول ان شاء الله …
يوسف بحزن : يارب يا صاحبي …
مالك : فك يااد يا جو و متزعلش ان شاء الله كل حاجة هتتظبط …
يوسف : مش شايف حظي المنيل اظبطها من هنا تبوظ من هنا …
مالك : يا ابني دا انت تحمد ربنا و تبوس ايدك وش و ضهر إنك اتجوزتها غيرك بيعافر و بيطلع عنيه عشان يكتب الكتاب و لازم يستني سنتين الخطوبة و بعدين يكتب …
يوسف : مين دا ..؟!
مالك : حازم .. تقولش حد داعي عليه و هو صايم يبتليه بتلات مصايب يصعبوا عليه الجوازة …
يوسف : هو عنده تلات نسايب …
مالك : اه واقفين له عالوحدة …
يوسف ببلاهة : هي اتحققت امتي انا بقيت مستجاب بالسرعة دي ….
مالك : هي ايه دي ..؟! انت بتقول ايه
يوسف : اصلي انا اللي دعيت عليه يتجوز وحدة أخواتها كلهم ولاد و يقرفوه في عيشته بس مكنتش اعرف انه هيتحقق هههههههه …
مالك : بتضحك دا حازم هيحطك في البلاك ليست معاهم ..
يوسف : ههههههه لا خلاص خليني قاعد هنا احسن …
انهي حديث و توجه لغرفة جميلة …
_____________________________________
في المساء كان علي يجلس بغرفته يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي فوجد صديقة حاتم يكتب على الوتس اب “دعواتكم لي بالشفاء العاجل تعبان في دماغه و فاكر كل الناس طيبين” ابتسم علي ثم كتب له
علي ” الجدع مع الجدع شطاره لكن الجدع مع الكل خساره يا اخويا و بعدين قولتلك قبل كدا حاجتين في جسمك مرتبطين ببعض قلبك وقفاك تفتح قلبك تاخذ على قفاك ”
رد حاتم و قال : مش كانوا علمونا في المدرسة ازاي نتعامل مع الناس المنافقة بدل اعرب ما تحته خط ..
اجاب علي و قال : كان يبقي احسن والله بس فكك يااد متقلبهاش مناحة كل دا على وحدة كانت مبتحبكش اصلا …
رد حاتم و قال : للأسف انا حبتها و هي محبتنيش …
اجاب علي و قال : يا ابنـــــي انت لسه مراهق يعني يومين تلاتة بالكتير و تنسي اسمها و لو شوفتها مش هتفتكرها اصلا
انهي علي حديثه و اكمل تصفح هاتفه على الفيسبوك وجد منشور لشاب في جروب عام محتواه فيديو مكتوب عليه مستعد لا مكان هنا لأصحاب القلوب الضعيفة ضغط” علي ” لمشاهدة الفيديو فوجد مكتوب بلاش افتكر إني قولتلك بلاش بدأ الفيديو كانت الخلفية مقابر و ظلام فقط مع
موسيقي رعب تحرك شيء فجاءة بسرعة فاقترب الشخص المصور من المقبرة ببطىء و ازداد الرعب و الحماس في الموسيقي نظر علي للهاتف بدقة و فجاءة خرج شيء من المقبرة بسرعة يقفز في وجه الكاميرا انتفض علي للخلف و
قال بغيظ : ابو شكلك يا اخي .. بعدما وجد الشخص الذي قفز شخصية كرتونية بوجه لطيف يرقص و يغني مين اللي سرق الجزمة اااااااااه مين اللي سرق الجزمة و في نهاية
الفيديو مكتوب مش قولتلك بلاش يا حته و وجه مضحك فكتب علي تعليق على المنشور و قال : يوجد في جسم الانسان من 6.5 لتر من الماء فلا تبخل بتفة على صاحب المنشور و جزاكم الله خيراً ثم ترك الهاتف و توجه لوالدته في المطبخ و قال : ماما انا جعان ….
مديحة : ثواني و الأكل يكون جاهز .. أخذ ثمرة تفاح من الثلاجة و خرج ينتظرها تعد الطعام …
بينما حازم كان بغرفته اتصل بها كثيرا لم تجيب عليه فاتخذ قراره للذهاب إليها اخذ مفاتيح سيارته و خرج من غرفته ليذهب اوقفه والدته و قالت ..
مديحة : رايح فين يا حازم مش هتاكل معانا ..
حازم : لا مليش نفس كلوا انتوا انا نازل عندي مشوار …
مديحة : يا ابني كله الاول و بعدها انزل ..
حازم : معلش يا ماما مستعجل هبقي اكل لما ارجع ثم قبّل رأسها و خرج لوجهته اتصل بها لكن هذه المرة لم تقوم بكتم المكالمة بل فصلتها بوجهه …
حازم : البت دي مخها حجر و هتغلبني معاها ماشي يا ريتاج
فأرسل لها رسالة و قال : ردي يا أستاذة و بطلي تكنسلي في وشي لحسن و ربنا اروح لاخوكي و اقوله اني بحبك و إنك
بتحبيني … أجابت بغيظ على مكالمته و قالت : انت بتقول ايه انت بتهددني انا مبتهددش يا حضرة الدكتور يالي بيتبعتله جوابات غرامية …
اجاب حازم بقلة حيلة : جوابات ايه يا ستي انتِ والله ما اعرف عنه حاجة و بعدين انا لو عاوز اعرف بنات و اصاحبها مكنتش هستنيت لما اخطب حضرتك و اصاحب افهمي يا ترعة المفهومية انتِ أنا بحبك انتِ …
زادت نبضات قلبها و كادت تلين فتذكرت محتوي الرسالة التي وجدتها بمكتبه فقالت …
ريتاج : اومال ايه اللي جابه في مكتبك ، ثم تحدثت ببكاء و قالت انا عارفة انك زهقت من تصرفات اخواتي و يمكن مني لكن لو سمحت يا حازم لو عاوز تبعد متستغفلنيش و تخليني احس إني تقيلة و مليش مكان عندك …
حازم : انتِ بتقولي ايه انا كنت عارف انك هبلة و هتقولي كدا طب اطلعي بصي من البلكونة و انتِ هتعرفي ليكي مكان في قلبي و لا لأ …
ريتاج : قصدك ايه ..؟!
حازم : بصي انا تحت بيتكم …
ريتاج : بتهزر .. خرجت للشرفة تنظر للأسفل وجدته أسفل منزلها يستند على سيارته و ينظر لها بأبتسامة زادته وسامة
فابتسمت و كادت تنسي كل ما حولها لولهة فقالت بتوتر …
ريتاج : أمشي بسرعة لحد يشوفك و تحصل مصيبة امشي ..
حازم : مش همشي غير لما تسمعيني الاول …
ريتاج و هي تنظر حولها : بعدين .. بعدين مش وقته امشي يلا لاخواتي يعملوا مصيبة …
حازم : تمام لو مش هتسمعيني هفضل قاعد هنا للصبح عادي
و لا اقولك ادخل لاخواتك التيران اللي جوا اصلهم وحشوني
ريتاج : لاااا خلاص اتكلم هسعمك بس بسرعة …
ابتسم حازم بنصر و قال : اولا الورقة اللي شوفتيها دي انا معرفش عنها حاجة و لا اعرف مين اللي بعتها ثانيا انا مزهقتش منك و لا من اخواتك انا لو مش عاوزك في حياتي
كنت سبتك عادي مش اروح اعرف بنات عليكي الكلام دا مش في قاموسي و لا من طبعي و اظن واضحة بالنسبالك أنك اول وحدة في حياتي و عارفة انتِ تبقي ليا ايه ..
ابتسمت و تبخر حزنها .. فتابع حديثه و قال : خلاص خلصنا كدا و كل حاجة وضحت و لا افرش و اقعد تحت بيتكم …
ضحكت بخفة و قالت و هي تنظر له بسعادة : لا وضحت خلاص ..
حازم : طيب همشي انا عشان معملكش مشكله افتحي التليفون و لو كنسلتي و لا فصلتي ف وشي تاني هتلقيني تحت بيتكم ماشي سلام يا جيجي يا ام راس حجر …
فصل المكالمة و لوح لها بيده ثم استقل سيارته و غادر …
استندت بيديها الاثنين على سور الشرفة و استنشق الهواء بسعادة و بصدر رحب واسع ..
” لا تتركوا الخلافات بينكم لتهدأ ، لأنها ستنمو مع التباعد والصمت لا تجعلوا المشاكل أكبر من قدر المحبة
لأن الاشتياق بعد نهاية المطاف قاسي لا يرحم.”
دخلت غرفتها دارت حول نفسها و هي تطير من السعادة و تراجع كلماته داخل عقلها مجدداً تسطحت على سريرها تتصفح هاتفها و كلما تذكرت حديثه ابتسمت …
” قيمتك عند الشخص تعرفها من محاولاته التي يبذلها من أجلك وليس من الكلام فقط “.
و بعد فترة قليل رن هاتفها و هي تمسكه اخذت ترمي الهاتف بين يديها بتوتر ثم اخيراً تغلبت على توترها و أجابت عليه
حازم : الو السلام عليكم في حد هنا ..
أجابت بخجل : و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حازم : المجنونة هديت و لا عاوزة شرح زيادة مني ..
ريتاج بحنق : على فكرة انا بفهم من اول مرة مش هبلة يعني و كمان مش مجنونة …
حازم : هههههههه خلاص يا ستي انا المجنون ..مجنون بيكي
لم تستطع التحدث من الخجل و فضلت الصمت …
ثم غير حديثة و تحدث معها عن دراستها و في نهاية حديثه قال بتعجب : مالك يا ريتاج حاسك متغيرة هو انا قولت حاجة من غير ما اقصد و ضايقتك …
ريتاج : لا ابدا .. انا زي ما انا اهو …
حازم : مش عارف بس احيانا تتكلمي كتير و تضحكي و تهزري و أحيانا تسكتي خالص و متتكلميش معايا …
ريتاج : لا لا مافيش حاجة انا لما بيكون عندي كلام بقوله و لم ميكنش بسكت …
حازم : طيب الحمد الله طمنيني عليكي ، هقفل انا دلوقتي عاوزة حاجة …
ريتاج : لا شكرا .. انت وصلت البيت …
حازم : ااه يلا مع السلامة ..
ريتاج : مع السلامة … ابتسمت .. و قالت تصبح على خير …
حازم : و انتِ من اهلي .. خجلت و ألقت الهاتف على السرير من هزل مشاعرها التي تزداد في قلبها له …
” أخاف أن أحادثك بكثرة فتمل مني وأخاف أن أصمت فتظن أن قلبي لم يعد يهتم بك” .
_____________________________________
في منزل عائلة الدسوقي في المساء
كانت ريتال في شقتها تقوم بغسل الملابس و مالك ينهي عمله على الحاسوب و هو يجلس على الأريكة …
انزلت سلة الملابس إلتقطت أنفاسها و هي تضع يدها على ضهرها الذي ألمها ثم عادت لتحمل الملابس لنشرها … اوقفها مالك و قال …
مالك : تقيل عليكي يا حبيبتي …
ريتال : عادي هعمل ايه يعني .. عشان اخلص …
مالك : لا مش عادي يا روحي مفروض تاخدي بالك و متشليش حاجة تقيلة افرض كنتي حامل هنعمل ايه ساعتها
ريتال بخجل : انت ازاي واخد بالك من الحاجات دي و عرفتها ازاي اصلا ..
مالك : هههههه يا حبيبتي انا جوزك و لازم اخد بالي منك حمل سلة الغسيل و قال : و يا ستي انا اهو معاكي هساعدك عاوزة تحطي سلة الغسيل دي فين …
ريتال بأبتسامة : في البلكونة عشان هنشرهم …
ابتسم لها مالك و ذهب وضعه حيث قالت … نظرت له بابتسامة واسعة فقال …
مالك : لا يا حبيبتي لحد هنا و استوب عشان عقلك ميصورلكش أني هنشر انا الغسيل …
ريتال : هههههه لا طبعاً دا حتي مجرد التفكير في كدا مضحك … كفاية انك شلتيلي السلة ههههه …
جلس مالك مقابلها على المقعد و أمامه الطاولة يتحدث معها و هي تنشر الملابس …
مالك : الجو حلو في البلكونة هروح اعملنا شاي بالنعناع و اجي نكمل كلامنا … وبعد قليل أتي مالك و معه اكواب الشاي
و بعدما انتهت ريتال جلست معه و ارتشفت الشاي ثم قالت
تسلم ايدك …
مالك : بالهنا يا قلبي … ابتسمت ريتال و اكملت احتساء الشاي برفقته في هدوء الليل و سطوع نجوم السماء نظرت للسماء و له ثم وضعت الكوب من يدها و قالت بتساؤل ..
ريتال : مالك هو انت مستعجل على الخلفة …
مالك : لا عادي يا حبيبتي الموضوع دا بإرادة ربنا بس انتِ عارفة اني بحب العيال ف عشان كدا بتكلم عنهم و متحمس أني اشوف عيالنا …
لمعت عيناها و قالت : مالك هو احنا لو مخلفناش هتفضل تحبني و لا هتسبني ..؟ نظر لها بتعجب .. و اخفضت راسها
مالك : اي دا انتِ بتعيطي ..؟! اقترب جلس بجوارها ضم راسها لصدره و ضحك بخفة و هو يقول : يا عبيطة و انا اللي كنت فاكرك كبرتي و عقلتي ، وضع يديه الاثنين على وجهها و نظر بعينيها و قال : مش معني أني بحب الولاد هتخلي عنك
لو ربنا مرزقناش بيهم الحاجات دي بأيد ربنا و بعدين اللي بيني و بينك مش الولاد بس اللي بيني و بينك حب و مودة و رحمة و الولاد هيقوّا الصلة دي و حتي لو ماجوش انا هكتفي ب بنتي الاولي و الوحيدة ثم قبّل جبينها بحنان …
نظرت له و قالت و مازالت الدموع بعيونها : أنا حاسة أني مش هعرف اكون أم كويسة ولا هعرف اتعامل معاهم زي اي ام ..
مالك : يا قلبي مين قال كدا دا انتِ أجمل و احلي ام في الدنيا و على فكرة هتكوني ام حنونة و كيوت اوي و مش عصبية بس ام مفترية و مستبدة ههههههه بتخلي زياد ياكل خضار مسلوق هههههه ضحكت معه ريتال اكمل و قال : مش قادر انسي الحلم دا ابدا و لا الحلم اياه خالص ههههههه …
ريتال : بتضحك ليه و ايه الحلم اياه حكتلي عنه قبل كدا ..
مالك بأبتسامة : لا ، يااه على احلام شرم دي كانت احلام ههههه كنت كل ما اغمض عيني احلم بيكي و كله كوم و الحلم اللي حلمته اول يوم لما وصلنا شرم …
ريتال : دا في شهر العسل ..؟!
مالك : لا لما كنا مسافرين عشان الشغل ..
ريتال بفضول : طب احكيلي كنت بتحلم بيا بي ايه ؟!
مالك : بلاش لحسن تفهميني غلط …
ريتال بتعجب : افهمك غلط ليه ..؟! دا حلم يا مالك هو انت اللي هتألفه احكيلي بس و ملكش دعوى …
مالك : حلمتك بتصحيني عشان اقوم افسحك في شرم و انا كنت نعسان و عاوز انام مرضش اصحي روحتي زعلتي مني و كنتي هتمشتي وانا وقفتك وصالحتك … ثم اكمل لها بقية الحلم ..اتسعت اعيون ريتال و قالت : يا قليل الأدب بوستني
مالك : ههههههه ما قولتلك بلاش بس تعرفي حسيت بتأنيب الضمير كنت بقوم مخنوق من نفسي اوي و احاسبها على اي شيء حتي لو مجرد حلم استغفرت كتير لاني كنت بشوفك
في أحلامي بشعرك و عشان بو.ستك و في الوقت دا كنت شايفك اختي و غير كدا كنت بشوفك كل يوم قدامي و خايف إنك تعرفي حلمت بأيه متخيلة صعوبة موقفي …
ريتال : يا لهوووي دا لو انا اللي حلمت مكنتش هقدر اشوفك
تاني يادي الكسوف … عشان كدا كنت متغير معايا و بتتجاهلني وقف صعب الصراحة …
مالك : كانت إشارة إنك هتكوني ليا ثم تنهد و قال : مكنتش اعرف إنك في اليوم اللي دخلتي فيه اوضتي و كسرتي لعبتي هتبقي نفسي اللي بتنفسه …
لمعت عيونها بحب كبير يتضخم في قلبها تجاهه فتذكرت عندما جاءت مع خالها للمنزل بعد حادث والديها فلاش بااااك
محمد : تعالوا يا ولاد سلموا على اختكم …
تحدث مالك و حازم و قالوا : ازاي اختنا مش دي بنت عمتنا نور …
محمد : و بنت عمتكم تبقي ايه يا و لاد تبقي اختكم برضو ..
هتعيش معانا على طول ابتسم حازم و توجه إلي ريتال التي تراجعت تمسكت بخالها نظر لها و قال بحنان : متخافيش يا حببتي دول اخواتك …
مد حازم يده لها ليصافحها و هو يبتسم .. نظرت لخالها ف اماء برأسه لها … صافحت حازم و ابتسمت عندما قال لها : أنا حازم من النهاردة انتِ اختي و هنلعب انا و انتِ بلعبي مع
بعض اي رأيك ، هزت رأسها بموافقة … تقدم” علي” الصغير سلم عليها ايضاً .. و تبقي مالك ينظر لها …
مديحة : اي يا مالك يا حبيبي مش عاوز تسلم على اختك ليه
مالك : لا مش اختي انا معنديش اخوات بنات .. نظر له والده بحدة فقالت مديحة : طب سلم على بنت عمتك …
مالك : مبسلمش على بنات .. ثم تركهم و رحل غرفته …
مال محمد قبّل رأس ابنة شقيقته و قال بحنان : العبي مع حازم و علي و انا شوية و جايلك ماشي يا حبيبتي …
ثم ذهب يتحدث مع مالك فيما فعل …
مديحة : العبوا سوا يا حازم ماشي و انا هروح اعملكم تاكلوا خد بالك منها يا حازم ماشي …
اماء حازم برأسه لها .. جلست على الأريكة بخجل تنتظر خالها نظرت حولها ثم خرجت من الغرفة و سارت تبحت عنه
وجدت نفسها أمام غرفة مضاءة توجهت إليها دخلت الغرفة
فوجدت لعبة على الطاولة تشبه لعبتها التي كانت معها قديماً و كُسرت امسكتها تنظر لها فجأة استمعت صوت خلفها و هو يقول انتِ بتعملي ايه في اوضتي …
فزعت ريتال و سقطت من يدها اللعبة و كُسرت توجه مالك إليها بغضب نظر للعبة التي كُسرت ثم رفع نظره إليها و صرخ بها بغضب و قال : انتِ ايه اللي دخلك اوضتي اي جابك عندي و مسكي ليه حاجة مش بتاعتك …
تساقط دموعها نظرت له بخوف حاولت تبرير موقفها و أنها لم تقصد فعل ذلك لكنه صرخ بوجهها بصوت مرتفع أتي الجميع عليه حدته ..
محمد : في ايه يا مالك بتزعق ليه …
مالك : اسأل الهانم …و نظر لها بحدة فاختبأت ريتال خلف خالها بتوتر و سالت دموعها بقوة و هي تقول : خالو روحني انا عاوزة ماما و بابا أنا عاوزة اروح عندهم مشيني من هنا و انفجرت في البكاء … حتي ساءت حالتها و ضاقت أنفاسها
حملها محمد بسرعة لمستشفى فحصها الطبيب و وضع لها جهاز الأكسجين و شرح له حالتها و عندما عادت وضعها بغرفتها لترتاح طرق مالك الباب و دخل و هو يخفض نظره بحزن رفع نظره إليها ثم اقترب و قال ….
مالك : انا اسف متزعليش مني مقصدش ثم اخرج لها لوح شوكولاتة من جيبه و قدمه لها نظرت لخالها ف اماء لها بالموافقة ، اخذت ريتال منه لوح الشكولاتة و قالت شكراً بنبرة خافتة ….
ابتسم مالك لها و قال يعني مسمحاني خلاص …. اماءت براسها و منذ ذلك اليوم اصبح دائما يحضر لها الحلوي و الشوكولاتة و الالعاب حتي اصبح هو اقرب شخص لديها و
اصبح محامي الدفاع الخاص بها الذي لا يسمح لاحد ان يقترب منها او يحزنها ، اصبحت ابنته التي لطالما اعتبرها كذلك ….☆ باااك ☆
ابتسمت ريتال على هذه الذكري و قالت : ساعتها خوفتني كنت بخاف اجي لمك و لا اعدي من جنب اوضتك اصلا ….
ضحك مالك بخفة و قال : و كنتي بتروحي اوضتك ازاي من غير ماتعدي جنب اوضتي ههههه …
ريتال : ما هو عشان اوضتي جنب اوضتك مكنتش بهوب نحيتها هي كمان كنت افصل قاعدة معاهم برا لحد ما انام و اصحي ألقي خالو وداني اوضتي …
مالك : ههههههه انا اللي كنت بشيلك و اجيبك اوضتك و احطلك الشوكولاته تحت المخدة …
ريتال بتعجب : انت ! مش مصدقة دا انت كنت بالنسبالي وحش الأطفال ساعتها قبل ما نبقي أصحاب …
مالك : ههههه ثم تحدث بجدية و قال مش عارف كنت بتعامل معاكي كدا ليه بس من ساعة اليوم دا و انتِ بقيتي بالنسبالي بنتي و مسؤلة مني رغم اني كنت صغير يومها بس
معرفش ازاي لعبتي في اعداداتي و خلبطيها مع أول حضن حضنتهولي لما دافعت عنك و زعقت لمنال عشان زعلتك ههههههه … ضحكت ريتال ايضاً و تذكرت طفولتها معه
ريتال : بقالنا فترة مقعدناش كدا .. الفترة اللي فاتت كنت مشغول اوي في الشركة و الشغل خدك مني …
مالك : معلش كنت مضغوط في الشركة و القرية اللي في شرم زودت عليها شوية حاجات و اهي قيد التنفيذ … لكن
مهما الشغل ياخدني و يشغلني عنك انتِ في قلبي كفاية بنسي تعبي و همي لما ارجع البيت اخدك في حضني و انام و انا مطمن إنك جنبي و معايا … ابتسمت له بحب …
” وتأخذني الأيام عنك احيانًا ، لكنني دائمًا أحب أن أعود ، بنفس لهفتك التي تسبق لهفتي، ولأستريح بفكرة الأُلفه التي تغمر قلبينا ونحن معًا..”
•تابع الفصل التالي "رواية بعد فقدان الامل" اضغط على اسم الرواية