Ads by Google X

رواية احببت حبيبة ابني الفصل الرابع 4 - بقلم وداد جلول

الصفحة الرئيسية

  

 رواية احببت حبيبة ابني الفصل الرابع 4 - بقلم وداد جلول


شعور غريب
          
                
هالة الحزن أحاطت بها عندما تذكرت والديها ولكنها تحاملت على نفسها وتنهدت بقوة لتقول:
"في الحقيقة والداي متوفيان منذ خمسة سنوات، والدتي أصيبت بمرض خبيث وماتت ومن بعدها مات والدي قهراً عليها وأنا الآن أعيش مع خالتي في منزلها، هي مطلقة ولا يوجد عندها أحد"



همهم لها وابتسم لها بدفئ لتتحدث جيداء:
"ولما تطلقت خالتكِ عزيزتي"



تحدثت سارة:
"لإنها لا تنجب الأولاد فطلقها زوجها"



انكمشت ملامح جيداء لإنها انزعجت لسبب طلاقها، فما ذنبها إن كانت لا تنجب! قضوا وقتهم في الأحاديث العادية والاسئلة الموجهة لسارة، طبعاً سامح لم ينزاح بنظره عن سارة نهائياً وظل يحادثها ليدعها ترتاح لهم ولا يجعلها تخاف أو ترتدع عنهم، وأيضاً لم يخلو الأمر من مشاكسات إياس لشقيقته وتذمرها وحنقها من كلمة "صغيرة" التي يوجهونها لها وضحكهم عليها، تناولوا غدائهم بجو مليئ بالمحبة والنظرات القوية والمشاكسات أيضاً ومن بعدها توجه إياس بسارة لكي يوصلها إلى منزلها في المساء.
صعد سامح متوجهاً إلى غرفته من بعد رحيل سارة، تعجبت جيداء من حال زوجها ومن نظراته القوية لها، طبعاً لن يخطر على بالها بأن زوجها سينظر نظرة جريئة أو محبة لحبيبة ابنه، وقد فسرت نظراته بأنها نظرات بريئة لا تحمل أي نوع من أنواع الجرأة أو غيرها لإنها تعرفه جيداً وتعرف إخلاصه لها، دخل سامح إلى غرفته ليخلع سترته ويستلقي على سريره بعشوائية وصورة سارة لا تفارق مخيلته، يا إلهي ماذا فعلت به، هل هو حب من النظرة الأولى أم ماذا، هذا سؤالنا ولكن السؤال الأهم! هل هو أحبها حقاً ام أنه أعجب بها أم ماذا ؟ تلك الاسئلة تدور في عقله ولا يجد لها جواب، غير ذلك لا يستطيع بأن يفسر سبب تسارع دقات قلبه العنيفة كلما نظر لعيناها لينتهي به المطاف سارحاً بها وبجمالها، تنهد بعمق ونظره موجه للسقف، هذه الفتاة ستكون خطر عليه حقاً، منذ أول لقاء وهي قد سيطرت عليه وجعلته يفكر بها فما باله إن أصبحت زوجة ابنه وعاشت معهم في نفس المنزل، حسناً يجب عليه أن يتحكم في أعصابه ويكون جيد في تصرفاته ولا ينجرف في مشاعره التي حتما أتلفتها هذه الفتاة منذ أول لقاء وأول نظرة بينهما، أغمض عيناه تاركاً نفسه لعل وعسى يستطيع بأن يحظى ببضع ساعات من النوم وهو مصرّ أن يستعلم كل شيء عن سارة وحياتها.



________________________
وصل إياس إلى جانب منزل سارة، ابتسمت له لتقول:
"عائلتك لطيفة جداً لقد أحببتهم كثيراً"



ابتسم لها باتساع ليقول:
"أجل وهم أحبوكي أيضاً صدقيني"



همهمت له بابتسامة لتقول:
"ألا تريد أن تتعرف على خالتي أم ماذا"



ابتسم باستمتاع ليقول:
"ولكنني أعرفها جيداً، أنسيتي عندما كنت آتي إليكِ ونجلس سوياً وندرس وخالتكِ تعد لنا الكعك أم ماذا"




        
          
                
ضحكت برقة وحركت رأسها ولم تتحدث بينما هو تحدث وهو يراقص حاجبيه مردفاً لها:
"اااه لقد نسيت الآن الوضع اختلف ويجب علي بأن أعرفها على نفسي بصفتي خطيبكِ وزوج المستقبل وليس صديقكِ في مسيرتكِ الدراسية أليس كذلك"



أنهى جملته غامزاً لها بينما هي توردت وجنتاها وأخفضت رأسها خجلاً، حمحم ليقول:
"حسناً حسناً لا تخجلي أرجوكِ أنتِ لا تعلمين ما الذي تفعلينه بي عندما أرى الطماطم على وجنتيكِ هذه"



ضحكت بقوة وببرائة على جملته وقد شاركها الضحك، تحدثت من بين ضحكاتها:
"حسناً سأذهب الآن إلى اللقاء"



همهم لها ليقول:
"لا تنسي بأن تحدثين خالتكِ بموضوعنا اتفقنا! وانتبهي جيداً هما يومان فقط سأتحملكِ ومن بعدها سآتي بالمأزون فوراً"



ابتسمت بخجل لتحرك رأسها موافقة بينما هو سرح بابتسامتها العذبة ليمسك يدها ويقبلها مطولاً، توترت من فعلته وحمحمت لتقول:
"حسناً تصبح على خير"



جاءت لتهبط من السيارة ولكن يده التي أمسكتها من معصمها منعتها من ذلك، بحركة سريعة منه أطبق شفتيه على شفتيها وهو سارح بعالم الأحلام برفقتها، لم تكن تلك القبلة الطويلة ولم تبادله هي فقد تفاجئت وانصعقت كثيراً، لقد كانت قبلتها الأولى ومع الذي تعشقه فهذه هي السعادة بأم عينها، ابتعد عنها ولم يفصل بينهما سوى إنشات صغيرة ليتحدث ضد شفتيها بنبرة محبة وهامسة:
"أتمنى أن أصبح أنا على خير وأن تصبحين أنتِ من أهلي"



نظرت له بحب وقلبها يقرع كالطبول، كلماته وهمساته كفيلة بأن تدعها بأعلى مراحل سعادتها وخصوصاً قبلته الدافئة، ارتفعت وتيرة أنفاسها وحمحمت لتقول بهمس:
"إلى اللقاء"



تحركت فوراً وهبطت من السيارة وقلبها يقرع كالطبول، توجهت إلى منزلها بينما هو ظل يتابعها من داخل السيارة وعلى محياه ابتسامة عاشقة ليدير محرك السيارة وينطلق متوجهاً إلى منزله.



دخل إياس إلى منزله ليراه هادء وساكن، تعجب من الوضع لإن الساعة التاسعة الآن وأهله لا ينامون في هذا الوقت، دخل إلى الصالة الصغيرة ليجد ماسة جالسة تتابع التلفاز، توجه لها وجلس بجانبها محتضناً إياها، ابتسمت له باتساع لتنتفض بمكانها وتقول بحماس:
"إياس لقد أحببتها جداً وأمي أحبتها أيضاً متى سنذهب لخطبتها لك ها"



ضحك على حماسها ليقول:
"فقط يومان ومن بعدها سأخطبها لا تقلقي"



همهمت له وصمتت ليردف لها:
"ماذا قالت والدتكِ ووالدكِ عنها ها"



نظرت له بتعجب لتقول:
"لم يقولا شيئ، على العكس لقد أحبوها جداً ووالدتك مدحت بأخلاقها وكانت تتفق مع والدك لكي يذهبان ويخطبانها لك"




        
          
                
لمعت عيناه من الحماس ليقول بشرود:
"هذا يعني بأنهما أحبوها حسناً هذا جيد"



تحدثت بحماس:
"أجل أجل وسندهب لخطبتها لك أيضاً"



نظر لها بتعجب ليقول مستنكراً:
"ولكنكِ لن تذهبين معنا ياحلوة"



عقدت حاجبيها بقوة لتقول:
"لماذا"



همهم لها باستمتاع وهو يبعد يده التي كانت تحيط بكتفها لينهض ويستعد للهرب وهو يقول:
"لإننا لا نأخذ الصغار معنا أيتها الصغيرة"



بصق جملته وفر هارباً منها بينما هي جحظت عيناها وصرخت من حنقها لتلحق به وهي تتوعد له بأفظع الأفعال.



______________________



مر اليومان على خير وطبعاً لم يخلو الأمر من اتصالات إياس الكثيرة لسارة وسهرهما طوال الليل على الهاتف والتحدث مع بعضهما، وأيضاً السيد سامح لم يستطع بأن يخرجها من رأسه نهائياً، صورتها ظلت قابعة برأسه دوماً، لقاء واحد هو لقاء واحد فقط ومن بعدها ظل يفكر بها ليل نهار ولا نعلم ما هي التعويذة أو ما هذا السحر الذي مارسته عليه، ولكنه مؤكد هو سحر جمالها وجاذبيتها وبرائتها.
طبعاً تقدم إياس لخطبة سارة من خالتها وكان برفقته والديه وشقيقته ماسة التي فرحت كثيراً عندما رافقت أهلها لتخطب لأخيها، أحست بأنها فعلت شيء عظيم وكم كانت سعيدة عندما رأت السعادة في عيني أخيها حين تمت الموافقة من قبل سارة وخالتها، وقد حددوا موعد الخطوبة وهو بعد ثلاثة أيام.
وها هي الثلاثة أيام قد مضت بسرعة تحت سعادة البعض وحنق أحدهم من هذه الخطبة وطبعاً السبب من الحنق غير معروف، وها قد حل يوم الخطوبة وقد قرروا من قبل بأن تتم الخطبة في منزل سامح ولم يعارض أحدهم على ذلك، تمت دعوة الكثير من الناس، إن كان من أقرباء سارة وأصدقائها وأقرباء إياس وأصدقائه أيضاً، كان الحفل من النوع الفاخر والطبقة الراقية والملفت للأنظار، نظراً لهيبة السيد سامح وعمله ومنصبه أمام الناس.
كانت سارة تبدو بأبهى طلة لها بفستانها الذهبي والقصير نوعاً ما، مع تسريحة شعرها البسيطة والجميلة، والذي خطف أنظار كل من كان بالحفل تلك البشرة الحنطية التي لديها ومع الكحل المرسوم بعينيها وأحمر شفاهها ذاك زادت جمال وإثارة أكثر وأكثر.



كما أن إياس كان يرتدي بنطال أسود وقميص أسود ولم يرتدي سترة فبدى بأبهى طلة له، يخطف الأنظار بجماله وهيئته، ايضاً ماسة الجميلة بدت بأبهى طلة لها كانت كتلة إثارة بفستانها النيلي وبشعرها الأشقر ومكياجها الهادئ وأحمر شفاهها الصارخ، كحال السيدة جيداء التي كانت ترتدي فستان أسود وطويل، وطبعاً لن ننسى السيد سامح الذي كان يرتدي بدلته السوداء وقميصه الاسود الذي خطفت أنظار الجميع فبدا بجاذبية خاصة ووقار محبب لهم لإن الأسود يليق عليه كثيراً.




        
          
                
كانت هناك عينان تشتعلان غلاً وغيرة وتتابع إياس الذي ذهب لغيرها والتي لم تكن سوى ابنة خالته والتي تدعى (خلود)، كانت ومازالت تحبه وتعشقه بكل تفاصيله، لطالما كانت تتمناه زوجاً لها ومنذ صغرها، كانت تتحدث مع ماسة كثيراً عن إياس وتطلب منها أن تقربها منه ولكن ماسة لم تكن تستمع لها لإنها تعرفها بأنها فتاة متعجرفة ومغرورة وأيضاً تعلم ما هي وجهة نظر أخيها بخلود، نظرت خلود بغضب وغيرة لسارة التي كانت ترقص مع إياس بسعادة، أقسمت على أنها لن تهنأها به وستفتعل المصائب بينهما لكي تفشل هذا الزواج بأي طريقة، حتى وإن لم يكن إياس لها فلن يكون لغيرها، بينما من الجهة الأخرى كانت هناك عينان مسلطة على سارة، تنظر لها بالكثير من المشاعر وأولها هي الرغبة، وهو لم يكن سوى سامح، ذلك الرجل الذي يكاد يقسم بأن هذه الفتاة أوقعته في شباكها وهو الآن في أعلى مراحل جنونه ولكنه مع كل هذا يتحامل على نفسه لأجل سعادة ابنه فقط.



_______________________



مر شهران على حياة أبطالنا ولا شيء جديد سوى محبة إياس وسارة لبعضهما، كل يوم يزداد حبهما لبعضهما أكثر وأكثر، وهما الآن في أعلى مراحل سعادتهما، وإلى حد الآن والحمد الله لم يحدث شيء يعكر صفو مزاجهما وسعادتهما.



طبعاً لم يخلو الأمر من مجيئ سارة لمنزل أهل إياس كل حين وآخر وقد أصبحت صديقة ماسة وتقربت منها كثيراً وهما متفقتان جداً مع بعضهما، أيضاً والدة إياس هي امرأة طيبة كثيراً مع سارة، تعاملها معاملة طيبة وتدعو لها دائماً بالحياة الهنيئة وأن تكون خير زوجة لابنها الوحيد.



السيد سامح يكاد قلبه يقلع من مكانه كلما نظر لها ولعيناها الساحرة، حدث مرة وظل جالساً برفقة سارة لوحدهما بالصالة، لم يخلو الأمر من نظراته المتفحصة لها والقوية وهذا مازاد من شدة تعجبها وريبتها من نظراته لها، كانت في أعلى مراحل خجلها ولم تستطع أن تعطي تفسيراً لنظراته تلك، ولكن مر اليوم على خير في وقتها وقد ساعدها بالهرب من نظراته هو مجيئ ماسة إليها وجرها معها إلى غرفتها لكي تحدثها بآخر التطورات التي حدثت مع ماسة برفقة ذلك الشاب المعجب بها والذي بدأت تميل له هي أيضاً.
_______________________



كان جالس في مكتبه، مرجعاً برأسه للخلف ومغمض عينيه، صورتها لم تفارق ذاكرته منذ أول لقاء، يحاول جمع شتات عقله فقط، تلك العينان الساحرة حقاً تجلب له الهم والأوجاع في قلبه وهو لا يستطيع الحراك، حقاً عندما يراها يمسك نفسه بصعوبة بالغة فقط من أجل أن لا يفعل شيء خاطئ بحقها ويندم عليه فيما بعد، وطبعاً الأمر الأهم عنده هو أنه عندما يكون في أحضان زوجته يحاول دائماً بأن يكون في كامل وعيه خوفاً من أن يحدث ويهدس باسمها عندها لن يستطيع التبرير لزوجته بأي شكلٍ من الأشكال، نهض بعنف ليحمل سترته ويتوجه إلى منزله وهو عازم على فعل ما يجول في خاطره.



وصل إلى منزله ونظرة التصميم ظاهرة عليه، دخل إلى منزله بهدوء ليرى إياس جالس في الصالة برفقة شقيقته، تعجب كل منهما من مجيئ والدهما بهذا الوقت المبكر، صدح صوته البارد ليقول:
"إياس أريد أن أحدثك بموضوعٍ هام، إلحق بي إلى غرفتي"



تعحب إياس من نظرة أبيه وحديثه، لم يشأ أن يعارضه، طاوعه وتوجه ورائه إلى غرفته كما أمره، دخل عليه ليقف وقد كان سامح معطياً ظهره له، تحدث إياس بقلق:
"ما الأمر أبي"



التفت سامح ليتحدث بجملة جعلت إياس يتصنم في مكانه ويصعق منه والتي هي:
"أريدك أن تنهي خطبتك مع سارة".




" ﻫﻴﻬﺎت 
أﻳُّﻬﺎ القلبُ ﺍﻟﻌﻨﻴﺪ فإذﺍ ﻗﻠﺒﻚِ ﺫﺑﺤﻨﻲ ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊُ ﻣُﻔﺎﺭﻗﺘﻚِ ﻭﻷﻥَّ ﻗﻠﺒﻲ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻻ ﻳﻌﺮﻑُ
ﺍﻟﻐﺪﺭ "
  

google-playkhamsatmostaqltradent