رواية صعود امرأة الفصل الرابع 4 - بقلم اية طه
في وسط حديث إبراهيم عن تجديدات الغرفة وكمال منبهر بالكلام اللي بيسمعه، نجاة قربت واحتضنت أخوها بقوة وفرحة.
نجاة: “مبروك عليك يا أخويا، أنا فرحانة ليك والله…”
لكن كمال رد عليها برد قاسي قوي، دفعها بعيد عنه بعنف لحد ما وقعت على الأرض.
كمال: “إوعى كده، هتوسخي هدومي بخلجاتك الوسخة دي.”
سميحة اتعصبت عليه: “إزاي تزق أختك كده؟ متبقاش غبي، هي أختك وملكوش غير بعض.”
إبراهيم عصّب برضه واتجه ناحية سميحة بعدوانية ورفع إيده عليها وبيهم إنه يضربها، لحد ما وقفت نجاة قدامه بعيون مبلولة بالدموع.
نجاة: “خلاص يا بوي، متضربش أمي، أنا آسفة، حقك عليّا أنا. اضربني أنا يا بوي، بس بالله عليك مش تضرب أمي.”
وراحت لحد كمال ورأسها في الأرض: “آسفة يا أبية كمال، حقك عليا. متقلقش، مش هقرب لخلجاتك ولا أجي جنبها تاني. أنا كنت بس فرحانة بيك، مش هعمل كده تاني.”
سميحة كانت بتبص لابنتها وحزينة، قلبها اتكسر. بنتها كبرت قبل الأوان، ومضطرة تحميها من أبوها، لكن كانت منكسره قدام أخوها. أدركت إن اللي جاي أسوأ بكتير. إبراهيم كان بيبص لنجاة بعدم اهتمام، وكأنه فرحان إنها بتتكلم بالطريقة دي. وخرج هو وكمال وعيونهم مليانة حقد.
سميحة مسحت دموعها وقربت من بنتها وقالت: “اللي عملتيه ده مش عايزاكي تعمليه تاني، فاهمة؟ متدخليش بيني وبين أبوكي. وبعدين عندي لك حاجة، بس خليها بيني وبينك، ماشي؟”
نجاة: “حاضر يا أمي. إيه الحاجة دي؟”
سميحة: “هروح أودّيكي عند جدك يومين، وهو هيسجلك في المدرسة هناك وتذاكري من كتب أخوكي، وبعدها تروحي على الامتحانات. بس خلي الموضوع سرّ بيني وبينك، لو حد عرف، هيقتلوني أنا وانتي.”
سميحة حضنت نجاة بقوة وقالت لنفسها: “أنا مش هسمح لبنتي تضيع، حتى لو التمن حياتي.”
وفعلاً، نجاة كانت بتدرس مع أمها بالليل بعد ما كل الناس تنام، وتقوم الصبح تساعد في البيت. وفي وقت الامتحانات، كانت تروح عند جدها بحجة إنها مريضة، وسميحة تاخدها على القرية عشان تكشف عليها وتسيبها هناك لحد الامتحانات. إبراهيم وخيرية وافقوا على الحجة دي، لأن كل اللي كان يهمهم صحة كمال بس.
لكن المرض تمكن من سميحة بسبب الإهمال، وكانت بتأمل إنها تأثر على كمال عشان يهدم الأفكار اللي اتربى عليها من ناحية عيلة أبوه. لكن مع الوقت، اكتشفت إنها مش قادرة تواجه الأفكار دي لوحدها.
**بعد مرور عشر سنين…**
سميحة كانت نايمة على سريرها، مريضة بشدة. ونجاة جنبها بتخدمها.
سميحة بصوت ضعيف: “يا نجاة، أخوكي كمال رجع ولا لسه؟”
نجاة حاولت تخبي الحقيقة: “لا يا أمي، لسه مش رجع. متقلقيش، لما ييجي هيجي يطل عليكي.”
سميحة: “إنتي مبتعرفيش تكذبي، عيونك بتفضحك. أنا سامعة صوته في الدار، دا بجاله أسبوعين مجاش يطل عليا.”
وبكت سميحة، وبدأت تكح بشدة لحد ما نجاة جرت تجيب لها الماية.
نجاة: “اشربي يا أمي، واهدى، أنا جنبك أهو.”
سميحة: “اسمعي يا بنتي… لما أموت وترد الأمانة لصاحبها، تروحي بيت جدك وتكملي تعليمك. متخليش حاجة توقفك، فاهمة؟ متعيشيش زيي، مرمية ملهاش لازمة.”
نجاة بدموعها: “الله يخليكي يا أمي، بلاش الكلام دا. انتي اللي مصبراني.”
سميحة: “متعيطيش يا بنتي، أنا عملت كل حاجة عشان متبقاش زيي. وعديني إنك هتكملي حتى لو أنا مش هنا.”
نجاة: “أوعدك يا أمي، بس ارتاحي.”
بعد شوية، سميحة نامت من التعب. ونجاة خرجت متعصبة راحت لغرفة كمال وفتحت الباب مرة واحدة.
نجاة: “إيه يا أخي، معندكش دم؟ أمك بتموت وأنت ولا هنا!”
كمال رد عليها بصفعة ومسّك شعرها بقوة.
كمال: “لسانك طول يا نجاة، لازم تتربي من جديد. بس عشان أمك تعبانة، مش هعمل مشكلة. بس لو زعلتيني تاني، هقول لأبوي، وانتي عارفة إيه اللي هيحصل.”
ورماها على الأرض، ونجاة قامت من الأرض بصعوبة.
نجاة: “أمك اللي تعبانة، هي مش أمك كمان؟ أبوك علمك القسوة حتى على أمك.”
وطلعت من غرفته وهي بتبصله بتحدي، وده خلاه مصدوم منها، لأنه كان متعود عليها ضعيفة.
وراحت لغرفة أمها.
نجاة: “إيه يا حجة، كل ده نوم؟”
لكن استغربت من صمت أمها. حاولت تصحيها، لكن كانت الصدمة لما لقتها
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية صعود امرأة ) اسم الرواية