Ads by Google X

رواية ارهقني عشقها الفصل الرابع 4 - بقلم وداد جلول

الصفحة الرئيسية

  

رواية ارهقني عشقها الفصل الرابع 4 -  بقلم وداد جلول

عصيّان لأوامرهُ
          
                
"اسمعني جيداً الانسة الصغيرة ستخرج بعد قليل من جامعتها للتسوق ، لا أريدها بأن تغفل عنك هل تفهم"



وصله جوابه المطاع ليغلق الهاتف في وجهه ويرجع برأسه للخلف وهو يلجأ لتخيلاته الكثيرة بها ، أجل هو دائماً يفعل ذلك عندما تذهب إلى أي مكان ، ليس لإنه لا يثق بها وإنما حرصاً عليها وعلى سلامتها ، ولإن غيرته العمياء تجاهها تسيطر عليه بالكامل ..



بينما تلك الجميلة كانت تتسوق هي وصديقتها ، تدور في الأسواق والمحلات التجاية بحثاً عن فستان محتشم ولا يلفت النظر ، لم تعثر على طلبها أبداً ، رأت أشكالاً وألواناً من الفساتين ولكنها كلها كانت غير محتشمة تقريباً ، رأت الضيق والواسع ، القصير والطويل ، احتارت جداً ما الذي ستشتريه ، تنهدت بيأس عندما لم تعثر على طلبها ، هاجس الحزن اتاها عندما تخيلت نفسها وهي لم تذهب إلى الحفلة ، جالسة في غرفتها تتحسر على حظها العاثر وحياتها البائسة وقيوده اللعينة ، انتشلها من شرودها صوت صديقتها رهام لتقول :



"ماذا حدث يافتاة ، لما تبدين حزينة هكذا"



تنهدت بحزن لتقول :
"لم أعثر على طلبي ولم يعد لدي الوقت الكافي أريد أن أذهب ، خائفة من أن لا أعثر على فستان محتشم ويمنعني جبل من الذهاب يا إلهي لم أصدق بأنه وافق واقتنع وعندما أتيت لأنتقي فستان اُغلقت كل الأبواب في وجهي"



امتعضت رهام كثيراً لتقول :
"أعانكِ الله عليه ، ولكن صدقيني إنه وسيم وجذاب ولديه رجولة صارخة ، لما لا تدعيه يقع في شباككِ ياحمقاء"



نظرت لها بوجه محتقن لتقول :
"حباً بالله اصمتي ولا تعيدي هذا الكلام ثانية ، يا إلهي أنا لا أصدق متى سأنتهي من قيوده وتحكماته لتأتين أنتِ وتقولين هذا الكلام ، أرجوكِ اصمتي"



ضحكت رهام ضحكة خفيفة لتقول :
"حسناً حسناً ولكن .."



لم تكمل كلمتها لإنها رأت شخصاً جعلها تفتح فاهها من الصدمة وتصمت كلياً ، نظرت لها ليلى باستغراب لتقول :



"ما بكِ أيتها الحمقاء"



تحدثت رهام بصدمة وعيناها مركزة على ذلك الشخص القادم نحوهم لتقول :
"جبل"



عقدت ليلى حاجبيها لتقول :
"تقصدين كابوسي ، أها ما به"



تحدثت رهام ومازالت على حالها :
"إنهُ هنا"



نظرت لها بعدم فهم ولم تستوعب ماقالته ، لينتشلها من شرودها صوته الخشن والرجولي ليقول :
"ألم تعثرين على طلبكِ بعد"



نظرت له بصدمة لتقول :
"جبل ، أنت ، أنت ماذا تفعل هنا"



ابتسم ابتسامة جانبية ليقول :
"فاجئتكِ أليس كذلك"



ابتلعت ريقها ولم تتحدث ، بينما رهام كانت ومازالت على صدمتها ، يا إلهي ماهذا الكائن ، ألهذه الدرجة تصل الأمور معه ، لقد كلف حارس ليحميها دون علمها ولم يكتفي ليأتي هو بنفسه إليها ولن يدعها بدونه أبداً ، نظر لها ببرود وداخله نيران متأججة ، تحدث بجمود :




        
          
                
"ألم تشترين شيئاً بعد"



نفت برأسها ومن ثم أخفضت رأسها بحزن ليهمهم لها ويوجه حديثه إلى صديقتها الواقفة بصمت ليقول :



"حسناً آنسة رهام بإمكانكِ الذهاب ، أنا سأتولى أمر ليلى وداعاً"



لم يترك لها فرصة للرد فقد أمسك بيد ليلى وجرها خلفه ، نظرت لهما كالبلهاء وهما يبتعدان لتهم هي بالرحيل إلى منزلها لكي تجهز نفسها داعية لصديقتها بأن تتوفق باختيار ثوب مناسب لكي تكون معهم بخطبة صديقتهن ..



بينما جبل كان بإحدى المحلات الفاخرة والفخمة ، تحاول ليلى بأن تجد ثوباً مناسباً وعلى ذوقه ، لقد جربت العديد من الفساتين ولم تعجبه ، كانت تجرب وتريه ينظر نظرة غريبة ومطولاً لها ومن ثم يحرك رأسه نافياً لتتنهد بيأس وتعود إلى غرفة القياس لكي تجرب فستاناً آخر ..



عند كل ثوب ترتديه ليلى يخرج لها ألف عذر كي لا تلبسه ، هذا مكشوف من عند الصدر ، وهذا يجعلك فاتنة وجذابة ، وهذا قصير جداً ، وهذا ضيق ، وهذا فاضح ، وهذا اللون الأحمر يجعلك مثيرة ، واللون الأبيض مناسب مع بشرتك وجميل جداً لا ترتديه ، واللون الزهري مُلفت للأنظار غيريه ، بلغت ذروة غضبها منه ، لم تعد تحتمل تصرفاته ، أدمعت عينيها لتتوجه إلى غرفة القياس وتخلع الفستان الذي كانت تجربه ، والذي كان الفستان الأول بعد المئة ، ارتدت ملابسها وهي مازالت تبكي ، لم تشأ أن تخرج لذلك فضلت البقاء في غرفة القياس ضامة ركبتيها لصدرها وتبكي بصمت ، تعجب جبل من تأخرها كثيراً ، توجه إلى غرفة القياس لكي يتفقدها ، طرق عدة طرقات على الباب ولكن لم يأتيه ردها ، وقع قلبه من مكانه ظناً منهُ بأنهُ حدث لها شيء ، فتح الباب عليها ليراها جالسة على الأرض وهي تبكي ، تعجب من بكائها ليدخل إليها وينحني إلى مستواها ويقول بجمود :



"لماذا تبكين"



لم تجيبه وإنما ظلت تبكي وتنتحب ليعاود سؤاله بقليل من الحدة ولكن بنبرة جامدة :
"لماذا تبكين"



نظرت له بأعين دامعة لتقول بنبرة مهزوزة :
"لقد تعبت ياجبل تعبت منك جداً"



نظر لها بحدة ليقول بغضب :
"ماذا تقصدين ها"



شعرت بنبرته الغاضبة لتتحدث بغضب مماثل :
"لقد تعبت ومللت منك ومن تحكماتك بي ، ماذا أفعل لكي تتركني أعيش كما أريد ، لما لا تدعني على راحتي ، أريد أن أعيش كأي فتاة تعيش حياتها ، اللعنة لقد تعبت منك تعبت"



كان يستمع لها بجمود وبرود ، يعلم بأنه يخنقها بأوامره وقيوده ولكن هذا طبعه تجاهها ولن يتغير ، هو حتى لا يريد للفتيات والنسوة بأن يرونها بجسد مكشوف ، يغارُ عليها من نظرات الفتيات حتى ، أراد بأن يهدأها قليلاً لكي تكف عن البكاء ، يؤلمه قلبه عندما يراها تبكي أو تتألم ، تنهد بقوة ليأخذها بحضنه ويطبطب عليها قليلاً ليقول :




        
          
                
"هشش توقفي عن البكاء أرجوكِ ، حسناً سأفعل لكِ ماتشائين فقط اهدئي"



هدئت بين يديه قليلاً ليبتعد عنها ويقول :
"انتظريني هنا سآتي في الحال"



ظلت تنتظره لمدة قصيرة ، ليأتي إليها وبيده ثوب يخطف الأنظار ، مد يده بالثوب ليقول بجمود :
"جربي هذا"



أخذته منه لتغلق الباب وهو ينتظرها في الخارج ، لم يمضي سوى بضع دقائق حتى جربته وخرجت عليه بذلك الثوب الرائع ، نظر لها مطولاً وابتلع ريقه ، تنهد بقوة ليقترب منها ويقول :



"أيضاً ليس مناسباً ولكن سأسمح لكِ بارتدائه هذه المرة ، سترتدين معطف طويل فوقه ريثما تصلين للحفلة ، هيا اذهبي وغيريه لكي نأخذه"



سعادة لا توصف شعرت بها ليلى عندما وأخيراً وافق على ذلك الثوب ، كان الفستان باللون الأسود ضيق من الأعلى وواسع من الأسفل يصلُ إلى فوق ركبتها بإنشان ، وله فتحة صدر وله أكمام ، انتهت من ارتداء ملابسها لتأخذ الفستان وتذهب برفقته إلى المنزل ..



في المساء
كانت ليلى جالسة أمام مرآتها تحدق بنفسها ، تنظر لتفاصيلها وتلك الزينة الخفيفة المزينة هي بها ، ابتسمت باتساع على مظهرها الأنيق ، كما أنها لم تبالغ في شيء وضعت شيء بسيط جداً على وجهها ، أما شعرها فقد أسدلته على ظهرها وأعطته تمويجة محببة وبسيطة تخطف الأنظار ، دخلت عليها عمتها سلمى لتنظر لها بانبهار وتقول :



"حماكِ الله يابنتي ، ماهذا الجمال كله"



ضحكت بخجل لتقول بسعادة :
"أرأيتي يا أمي هذه أول مرة أضع مساحيق تجميل"



حركت رأسها بإيجاب وبابتسامة واسعة لتقول :
"هيا بنيتي ، جبل ينتظركِ في الأسفل كي يوصلكِ"



امتعضت بوجهها وقالت بقليل من الخوف :
"ألم يقل بأن السائق سيوصلني"



همهمت سلمى لتقول :
"أجل ولكن لديه عمل في الشركة لذلك قرر بأن يوصلكِ في طريقه ، هيا قبل أن تتأخري"



نفخت خديها وهاجس الخوف أتاها من حيث لا تعلم ، تنهدت بقلة حيلة لتمسك بمعطفها وتهبط على السلم بخطوات متمايلة بسبب ذلك الحذاء بكعبٍ عالي ، فهي أول مرة ترتدي بقدمها كعبٍ عالي ، كان جبل ينتظرها في الأسفل يريد أن يراها كيف ستبدو ، وقعت عيناه عليها لتسود عيناه من مظهرها ، أصبحت وتيرة أنفاسه سريعة ، ابتلع ريقه ليراها أمام ناظريه مخفضة رأسها وتحدثه بصوتٍ ناعم :



"هل نذهب جبل"



ظل يحدق بها لبرهة ليعود إلى نظرته الجامدة ويقول :
"ارتدي معطفكِ"



ارتدته فوراً ودون التفوه بحرف ليمشي هو وتلحقه هي بخطواتها المائلة ..



لم يمضي وقتاً طويلاً حتى وصل بها إلى مكان الحفلة ، وكالعادة يمطرها بأوامره الكثيرة ، لا ترقصي ، لا تخالطي أحد ، لا أريدكِ بأن تكوّني صداقات مع أياً كان ، والكثير الكثير من الأوامر ، طاوعته لتهبط من السيارة متوجهة إلى الداخل والفرحة تسيطر عليها ، بينما هو ظل يحدق بالفراغ بجمود ، أغمض عيناه بقوة محاولاً إخراج تلك التخيلات اللعينة التي تأتيه من ناحيتها ، قلبه يقرع كالطبول وعيناه واهنة قليلاً ، لم يرد أن يذهب ويتركها لذا فضّل البقاء ريثما تخرج أو بالأصح ريثما يأمرها بالخروج ..



بينما عند ليلى عندما دخلت إلى الصالة ، صعقت من وجود بعض الشبان في الداخل ، أرادت بأن تخرج ولكن يد صديقتها ميساء منعتها عندما رأتها صرخت بسعادة لتقول :



"يا إلهي ليلى لا أصدق أنكِ أتيتي حبيبتي ، هيا تعالي الحفلة جميلة جداً"



ابتلعت ريقها بخوف لتقول :
"ولكن يوجد شبان في الداخل"



ابتسمت ميساء بخفة لتقول :
"أجل ولكنهم قليلون هؤلاء أقرباء صديقتنا ، هيا تعالي"



لم تشأ أن تدخل ولكنها جرتها خلفها واستسلمت لها لتدخل وتشاركهم الحفل ..



لأول مرة ترى ليلى هذه الأجواء ، أعجبتها كثيراً واستمتعت جداً بينهم ، ولكنها لم تكن تعلم ما الذي ينتظرها من ذلك الشخص الذي يجلس بين الحضور في زاوية معينة ولا يراه إلا قلة من الناس ، كانت عيناه حمراء كالدم ، يشد على قبضته لدرجة أن عروق يده برزت ، يراها كيف تضحك وتبتسم ، أليست هي من قالت بأنه لن يكون هناك شبان ؟ أليست هي من تسمع كلامه ولا تتجرأ على عصيانه ؟ كيف فعلت هكذا ولم تخرج فوراً عندما رأت هذا النفر ! سحقاً على الذي سيحدث لها ..



اتجهت ليلى للرقص مع صديقاتها ، كانت الأصوات الصاخبة تعم بالمكان ، الشبان والفتيات يرقصون بسعادة بالغة ، كذلك ليلى كانت تشاركهم وقد أخذت عليهم وبدأت تتعامل معهم بعفوية وترقص معهم غير مبالية لأحد وغير عالمة بالكارثة التي ستحدث بعد قليل ..



إلى هنا ولم يعد يحتمل اكثر من ذلك ، انتفض من مكانه ليقف في المنتصف بين الحضور ، توجهت الأنظار له نوعاً ما ، ولكن تلك الصغيرة لم تنتبه له فهي كانت مشغولة بالرقص ، نظرت له رهام بخوف لتتوجه إلى ليلى وهنا كانت الصاعقة التي نزلت على ليلى عندما رأته واقفاً أمامها يناظرها بحدة وشراسة ، ابتسم لها بحدة عندما تقابلت أعينهما ليتوجه لها بخطوات واثقة و ...



" تكفين ياضيقةُ الصدرِ
فُكي أزرار التعبِ وارحميني "



____________________




        




google-playkhamsatmostaqltradent