رواية اسرار الماضي لبنت ناس الفصل الخامس 5 - بقلم رينا الهادي
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني الفصل الخامس
أسرار الماضي لبنت ناس
يقلم / رينا الهادي
جروح بالقلب (٥)
الحاجة أصرت أن تبعث محمد لنهر ليأخذ إنتصار من المشفي فهي أيضا محروق قلبها علي إبنها و تريد الإنتقام منها وذهب محمد للمشفي دخل غرفة نهر وكانت تحاول أن تنام و عندما دخل تظاهرت بالنوم
محمد : يالاة يا إنتصار علي البيت إحنا عملنا إلي علينا و إبنك دفع حق المستشفي .
إنتصار و هي تعرف أن نهر لم تنم بصوت منخفض : مش هقدر أسيبها يا محمد هي ما غلتطتش إنها عاوزة تاخد حقها لو حد من ولا....
ليقاطعها محمد : نهر خلاص ما بقاش لها كبير ترجع لة ودت أخويا السجن و قضت علي مستقبلة خلت عمر أخوها يتيم زيها من غير ما يرف لها جفن .
إنتصار : إنت مصدق نفسك وأنت بتتكلم يا أبو علي , نهر ياما إتحملت و بدل من نكون معاها عاوز نكون عليها .
محمد : كفاية ولادك حواليها أن مش هخسر أمي وأخويا علشان حد و بلاش عناد يا إنتصار .
فتحت نهر عينها ببطء : روحي معاة تيزة .
محمد و هو ينظر لها بلوم : شكرا يا نهر بس كان ممكن تاخدي رائيي أو حتي رأي علي قبل ما تتصرفي كدة .
نهر بابتسامة : كنت هتعمل إية ؟ هتشد لة ودانة ؟ وتقولة ما تعملش كدة تاني يا أخويا يا حبيبي و لا كنت هتقولة هدي أعصابك شوية يا حبيبي و بلاش تتهور علشان خاطر إبنك مش برضو دة آخرك يا عمو ؟ خد تيرة يا عمو و شكراً علي دفع فاتورة المستشفي هعتبرها دين و هردة ما تقلقش ، بس مش هتنازل عن حقي و رقدتي في المستشفي .
إنتصار : عمك ما يقصدش هو بس متأثرة أن أخوة في ضيقة .
نهر : مع السلامة تيزة إقفلي الباب وراكم .
محمد شد يدة زوجتة و أغلق الباب بعصبية نظرت لة إنتصار بلوم و قالت : تفتكر كدة ربنا ممكن ينجي أخوك اقول إية ربنا معاك يا بنتي و ينجيك .
محمد : إخرسي يا إنتصار انت ما شوفتيش شكل أخويا عامل إزاي نهر جرستة في البلد و القسم علي الأقل هي عيلة و بنت .
إنتصار : عندك حق ما هو أصل البنات مش مهمين و لا ليهم لازمة أفتكر بس إنت وأمك وأخويا هتقولوا إية لرقية لو جت ، إن ماجتش علشان إبنها هتيجي علشان بنتها ، هتفتكرها صدقني عاوزة أشوف هتحط عينك في عينها إزاي .
محمد : قولت إخرسي .
عند نهر بكت بشدة بعد خروج محمد وإنتصار كانت متوقعة ما سيحدث لكن لم تتوقع كسرة قلبها بهذا الشكل وخصوصا بعد ما حاولت أن تتقلب علي سريرها ولم تستطيع لكن أتيت رحمة الله سريعا لتدخل كل من أنهار ورانيا عليها أصدقاء الطفولة والصبا .
أنهار : يا الف سلامة علي القمر بتاعنا إللي باعني و راح علم رياضة .
لتهتف رانيا : أنا خدها من قصرها و روحت ادبي أبقي مدرسة قد الدنيا و أضرب العيال زي أستاذ مصطفي حتي يبقي ليا هيبة في البلد .
أنهار و هي تتجة إلي نهر وتعدل لها المخدة يخربيت لسانك طوب إفتكري حاجة عدلة .
رانيا : آسفة يا نهر أنا كنت بهزر هو مفيش حد معاك خلاص؟
نهر : اعدلوني الأول جانبي واجعني .
أنهار : بقي نهر اللي مش بتبطل حركة يبقي دة وضعها صحيح يا نهر؟ إبتدائي مش بياخد السبت إجازة وقالوا البوليس اخد أستاذ مصطفي الصبح هو إنت بلغني ولا اية ؟
نهر وهي تغير الحديث : إنتم عرفتم ازاي أنا فين وجيتو ازاي ؟
أنهار: أنا قمت الصبح لاقيت أبويا بيحكي لامي أن كان فية لامة بالليل عند بيتك والاسعاف جت اخدتك أنا اقعدت اعيط شوية لكن لاقيت رسالة فيها انت في مستشفي اية ورقم الغرفة كمان اقعت اتحاليل علي ابويا اجي في الاخر بعد محايلة من امي قال ما تروحيش لوحدك روحت لرانيا لاقيتها لابسة هي و أبوها وجلها نفس الرسالة جينا مع عمي وصلنا وراح يعمل مشاوير وهيرجع ياخدنا وطبعا فهمت مين بعت الرسالة بس مافهمتش جاب رقمنا منين .
رانيا : مين يا أنهار .
أنهار : أكيد الي جابها يا اذغكي إخواتك دكتور علي طبعاً.
نهر : أكيد جاب رقمكم من تلفوني لما كنت في العمليات.
أنهار : يالهوي وصلت للعمليات يا نهر .
نهر : الحمد للة يا بنات قدر الله وما شاء فعل لكن حركة جريئة من آبية علي .
أنهار : خايف عليك يا نهر و أكيد هيجري مع أبوة علي جوز أمك.
رانيا : حسني ملافظك يا نيلة ؛ نهر إنت مفيش حد معاك و لا إية ؟
نهر : دلوقتي لأ لكن تيزة إنتصار كانت معايا و عمو محمد جة أخدها .
أنهار : هتصل بأمي أقول آبات معاك النهاردة .
رانيا : وأنا كمان هتصل بأبويا واقول لة .
أنهار :لأ يا هبلة إنت يوم وأنا يوم مش إحنا أصحاب وأخوات من زمان.
نهر : بلاش التفاؤل دة كلة ، مفيش حد من أهلكم هيوافق تباتوا في مستشفي دماغ البلد كدة .
رانيا : هنجرب يا نهر هو إحنا يعني هنبات في كبارية و بعدين أهالينا عارفينك كويس .
في النهاية لم يوافق أهل رانيا وانهار بالمبيت خارج البيت حتي مع رجاء و بكاء بناتهم .
خبط عبد الله علي الحجرة و دخل بعد أن سمع ادخل
ليدخل الحجرة ويري كل من أنهار و رانيا و هم يبكون و نهر تخفف عنهم .
عبد الله : السلام عليكم خير يا نهر دول صحباتك مالهم ؟
نهر : كانوا عاوزين يباتوا معايا و أهلهم ما رضيوش .
عبد الله بتفهم : معليش يا بنات الطبيعي حد كبير هو الي يبات ابقوا باتوا معاها لما تروح بيتها إن شاء الله لان غالبا كدة يا نهر هتروحي بكرة أو بعدة بالكتير.
أنهار : تروح إزاي وهي مش عارفة تتحرك أصلا طب هنا علي الاقل فية ممرضات و دكاترة .
عبد الله :صح بس خلاص عملت عملية وركبت دعامة واطمنوا مبدأيا عليها طبعا محتاجة متابعة هي امي فين ؟
نهر : عمي محمد جة اخدها .
عبد اللة : بصوا يا بنات هنا مستشفي و أهلكم عندهم حق لكن لما تروح بيتها ممكن تباتوا معاها و اهلكم هيوافقوا لأنها لوحدها وفي نفس البلد و محدش معاها و تبقوا تسهروا مع بعض .
رن هاتف رانيا
رانيا : دة أبويا .
نهر : إنزلوا لة يا بنات و بلاش تزعلوا أهلكم منكم هبقي كويسة وتبقوا تدعولي .
أنهار : طب عاوزة حاجة نعملها قبل ما نمشي .
نهر : لا يا حبيبتي أنا هنام أصلا .
حضنتها كلا من أنهار ورانيا ونزلوا لوالد رانيا .
عبد الله : باقولك يا نهر في صحبات تانية جايين .
نهر : لا يا عبدو دول صحباتي من إبتدائي بس .
عبد الله بهزار : لية بس كدة إثنين بس أنا أعرف البنات رغايين و بيحبوا يكونوا شلة دي البت ورد كان عندها يجي عشرين بس كلهم خانقين زيها بس دول رقة وحلاوة و...
.قاطعتة نهر : بس يا عم الحاج جاي تزورني ولا تعاكس .
عبد الله : لا يا بنتي أنا غرضي شريف دة أنا عاوزة أتجوز يا بوااااي عايز أتجوز ومادام صحابك يبقي كويسين المرء علي دين خليلة .
نهر : كويسين انت مختارتش يعني مفيش واحدة دخلت قلبك يا دكتور وهتجوز ازاي وانت لسة ما اتخرجتش .
عبد الله : بصي أنا هبات معاك النهاردة وإنت تحكي عنهم بعدين اقرر أنا هخطب مين .
نهر : قوم يا عبدالله روح أنا عاوزة انام .
عبد الله : هو أنا ماسك فيك أنا جايب معايا كنب و مراجع هذاكر نامي و نبقي نكمل كلامنا بالليل .
نهر : يا ابني ما يصحش تبات معايا انت ولد وانا بنت وابوك مش هيرضي تبات وانت هتتعب.
عبد الله : لا هينفع إنت بالنسبة ليا أختي و عارف اني بالنسبة ليك أخوك , وأبويا قولت لة هبات عند صاحبي و مش هتعب دة حتي ممكن إتمرن عليك زي فئران التجارب كدة.
نهر : بتكدب علي أبوك الكدب حرام و أوعي تقول كدب أبيض وأسود دة غير علي لو جة ممكن يزعلك.
عبد الله : أبويا و ستي مش هيدوا فرصة لعلي أو أمي يجوا النهاردة دة أولا و الكذب هبقي أصوم كفارة يا ستي ,نهر أنا مش هسيبك أبويا فاهم إني واخد الحياة هزار وإني معرفش أتحمل مسئولية علشان كدة مش هيشك إني معاك بس انا مش هقدر اسيبك لان لو ورد مكانك والله والله كنت سبتها علشان أرفت امي .
لتضحك نهر وتتالم من الضحك : انت مسخرة .
عبد الله بمسكنة : هتضبطي أخوك بقي مع مزة من إللي طلعوا دول .
نهر : لسة كتير علي ما يتخرجوا إحنا يا دوب ثانية ثانوي أنهار نفسها في طب و رانيا عاوزة تربية يعني أقل حاجة ست سنين .
عبد الله بهيام : انهااااار ورانيااااا ,طب و تربية خالينا في بتاع طب إتجوزها و ادأذاكر لها في البيت .
في البيت الكبير
تذهب الحاجة ذهابا و إيابا بعد أن بعثت بابنها لياتي بزوجتة و قد وصل علي أيضا البيت بعد أن أتصلت بة أحدي المرضي في حالة ولادة حرجة دخل البيت و هو في قمة إرهاقه دخل حجرتة و أخذ ثياب نظيفة و دخل الحمام أخذ دوش و هم بالخروج ليوقفة صوت جدتة
الحاجة : علي قلبي واجعني علي عمك عاوزة أشوفة .
علي و هو يغمض عينية بألم : هو في الملاهي يا ستي دة محبوس علي ذمة قضية إعتداء ولازم نعمل إذن للزيارة واحنا اهو بعد العصر هتشوفية إزاي دلوقتي .
الحاجة : اتصرف يا دكتور ماليش دعوة أنا قلبي هياقف من الصبح ومش هيجي ليا نوم وابني نايم في الحبس منهم لله هيضيعوا إبني مني .
نظر لها علي بإستغراب : بتدعي علي مين يا ستي بس هقول إية دعوت المظلوم حاجة و دعوة الظالم حاجة ثانية لأ و بتزعلي كمان لما يحاولوا ياخدوا جزء من حقهم.
الحاجة بغضب : معليش مراية الحب عامية ما كل البنات بتضرب حد بيبلغ عن إللي رباة.
علي بذهول : هو رباها ؟ ٱتقي الله يا ستي ,ثم ضرب إية دة إللي البنات بتسكت علية ؟ دة كاسر لها ضلع و وشها ملون كل الالوان و بوقها و مناخيرها بينزفوا غير شرخ ركبتها يعني بتقرير من المستشفي مش أقلل من سنتين ثلاثة.
الحاجة وهي تلطم علي صدرها : إنت عاوز تموتي يا علي سنتين ثلاثة إية لية هو قتلها ؟
علي بإستهزاء : لا الحمد لله الناس لحقوها قبل ما يقتلها وكان خد إعدام ساعتها .
ليفتح الباب و تدخل انتصار مع محمد و هي متورمة العينين من البكاء فلم تهن عليها نهر .
ليسرع علي إليها و قد آلمة شكلها : مالك يامة نهر جري ليها حاجة لية سيبتيها لوحدها .
لترفع إنتصار عينيها إلي إبنها : أسأل أبوك إللي صمم ياخدني و هو شايف بنفسة إنها مش قادرة تتحرك .
لترد الحاجة بإستهزاء : إيوة صح مش قادرة تتحرك بس قادرة تحبس إبني معملتش حساب أبو أخوها و لا حساب أننا بنستقبلها زي بنتنا و نعاملها أحسن معاملة .
إنتصار بشهقات و دموع : لا و انبي حوش الحنية و الحب إللي مغرآين الدار دي عايشة في مرار هي و رقية بس إزاي لازم يكسرها أكتر ما هي مكسورة حسبنا الله و نعم الوكيل .
لتنزل صفعة قوية علي خد إنتصار من الحاجة .
وياخذها علي بسرعة لحضنة .
علي بصوت عالي : لولا ٱنك ستي كان هيبقي لي معاك تصرف تاني .
محمد : إنت بتعلي صوتك علي أمي قدامي يا علي .
علي : شايفني عيل ؟ أمي تضرب قدامي ؛ تعالي يا أمة معايا و قسما عظما لو ماديتي إيدك عليها ثاني لأكون واخدها و مآجر أي بيت أسكن معاها فية مش بعد خدمتها فينا كلنا تتضرب في السن دة .
محمد : إنت بتحلف علي مين يا علي ؟
علي وقد فاض بة: علي اي حد يهين أمي إية فاكرينها خالتي رقية و لا نهر تنهشوا فيها و نسكت لأ يا ستي فوقي كدة دي أمي اللي شايلاكم خدمة كلكم و دة جزاءها .
لتقع الحاجة علي الأرض و يسرع إليها محمد .
محمد : لو أمي جري ليها حاجة مش هسامحك ياعلي .
أدخل علي و محمد الحاجة حجرتها ليقيس لها علي الضغط ويخرج سريعاً لياتي بعد قليل و هو يعطي لها حقنة وبعض المحاليل .
محمد : عجبك إللي عملتة في ستك .
علي :.........
محمد : ما ترد ولا كلامي مش عاجبك .
علي : آباة بلاش دلوقتي أنا اعصابي خلاص ماعدتش متحمل اي ضغط تاني انا رايح اجيب دكتور متخصص علشان نطمن عليها اكتر خليك جنبها مشي علي وقبل أن يمشي دخل علي أمة أخذها في حضنة و قال معليش يا ست الكل ، عارف إنك خايفة علي نهر أنا بعت لصاحبتها واكيد هيروحوا لها وانا هطمن علي ستي و هروح آبات معاها .
كان محمد يريد أن يشرب القليل من الشاي و راي علي و هو يدخل حجرتة ذهب وراؤة والتمعت عينية بالغضب و هو يسمع آخر كلام علي ليدخل ويقول عليا الطلاق من أمك يا علي لو روحت لها المستشفي تكون أمك طالق .
طبطبت إنتصار علي ظهر إبنها وهي تقول : علشان خاطري يا علي كفاية خناق و روح شوف دكتور لستك و ما تخفش يا إبني ربك كريم و مش هينساها هي في مستشفي يا حبيبي مش في الشارع .
مشي علي بسرعة و أغلق الباب بقوة .
لتنظر إنتصار لمحمد : ربنا يقدركم يا محمد و تكسروا قلوب كل إلاي حواليكم و بالمناسبة أنا مش خايفة من الطلاق لأ أنا عاوزة أطلق أصلي ماعدتش قادرة أتنفس بينكم بس بنتك تكمل سنة جواز و أنا اسيب لكم البيت أنا رايحة أنام في أوضة العيال .
لينظر لها محمد بذهول : إنت بتقولي إية ؟ مش هتباتي مع أمي و هتنامي عند العيال للدرجة دي قلبك أسود .
إنتصار : البركة فيكم أصلي فكرت و لقيت إنك تهتم إنت بامك أصل صراحة مش فاكرة ليها حاجة حلوة معايا وإنت وإبنك كفاية عليها الدور و الباقي علي اليتيمة إلاي إستكترتوا عليها بعد ما كسرتوها حد يبات معاها .
خرجت إنتصار بهدوء عكس ما بها من ألم كيف بة أن يكون بتلك القسوة مع إبنة وكيف أن يهدد بالطلاق و هي التي لم تكسر لة كلمة بل كانت تسهر علي راحتة و تهتم لكل شي بة و لة هان علية كل تلك السنين حتي لو هو حزين علي أخية هل أعمى حبة لأخية عن إبنة و رفيقة دربة , ثم إن إنتصار كان تشك أن الحاجة وقعت عمدا كي تؤثر علي محمد .
محمد في نفسة عارف إني غلطان لما حلفت بالطلاق بس ازاي يا انتصار تقولي في وشي انك عاوزة تتطلقي وازاي تهون عليك رميت امي تعبانة من غير ما تخدميها قلبك علي نهر , لكن أمي وانا ملناش خاطر عندك , قلبك بقي أسود كدة اخدم امي بعيوني واخويا هيخرح إن شاء الله .
عند رقية .
آتي ايمري وسينام إليها لتدخل سينام و تعانقها بشدة و تقول هي دي المفاجئة يا بابا دي احلي مفاجئة لتمتلي عيونها بالدموع و هي تقول أوعي تعملي فيا كدة تاني أنا من الصبح وأنا هموت عليك من القلق آنة .
لتبعدها عائشة عن صدرها : آنة إية يا جحشة انت ؟ دة إنت أكبر مني .
إيمري بضحك : أطول منك آة لكن مش أكبر منك و بعدين إنت الكرة الأرضية كلها أطول منك إلا الأطفال طبعا .
لتنظر لة عائشة بغضب وتقول بالعربي : رخم و سقئل .
ايمري : سمعتك بس مش فاهم هو صحيح انت طولك قد إية ؟ استني هاقول أنت ممكن ما بين ١٤٧ الي ١٤٩ .
لترد سينام : لأ بابا هي١٥٣ وانا ١٩١احنا قسنا أطوالنا الصيف إللي فات .
إيمري : أكيد لا ما تجبش فوق المتر و نصف ابدااا .
لتنظر لها عائشة : الصيف إللي فات يعني مش لسة عرفاني من كذا يوم سينام .
سينام : ما إنت عرفتني إني بكلم نهر؛ يا خبر نهر دي مموتة نفسها من العياط الصبح هتصل بيها إطمنها .
عائشة : لأ وإلا والله ما تعرفي لي مكان أهدي كدة و أحكي لي كل إللي تعرفية عني أنا وست نهر .
إيمري : أنا هموت من الجوع هنزل أجيب اكل لينا كلنا واجاي .
سينام : ما تطلب دليفري .
عائشة : هو علشان نحكي مع بعض من غير ما يحرجني اتفضل يا إيمري بك واتاخر علي قد ما تقدر .
ايمري : براحة علي بنتي هاااة دي بسكوتي ماشي يا أوزعة.
لتلتقط عائشة كوب و ترمية علية و هو يتفاداة بحركة سريعة و يقول : دي طلعت مجنونة خالي بالك من نفسك سينام .
لتنصدم سينام من حركت عائشة
عائسة : أحكي قبل ما إتعصب عليك إنت كمان .
سينام : حاضر نبدا منين طيب .
عائشة : من الأول خالص .
عند نهر كان عبد الله يذاكر قليلا ثم ينظر إلي نهر يساعدها علي التقلب و يحاول أن يخفف عنها قليلا ويتجاذبوا أطراف الحديث عند العشاء آتي محمود لينقل نهر لمشفي القاهرة لكنها رفضت بلطف .
نهر : عمو مش هينفع انا دراستي هنا و عمر هنا و صحباتي هنا و كمان هتنازل عن المحضر كمان يومين قبل ما يتحول للنيابة عمو المقدم قال مش هينفع يحتجز عمو مصطفي اكتر من ثلاث أيام .
عبد الله: إنت هتتنازلي يا نهر .
نهر : مش هينفع أحبس أبو أخويا يا عبد الله مش علشانة علشان عمر ما يكبرش وهو كارهني في الاخر اخويا ؛ وما احبش يعيش من غير اب كفاية أنا ؛ و ما تنساش هو حاليا من غير أم .
محمود : ممكن تتنازلي وانت في القاهرة و بعدين لما تخفي هجيبك مدرستك بنفسي أما أخوك ففي موضوع عاوز اكلمك فية لوحدنا لينظر لعبد الله.
عبد الله : أنا هروح اجيب قهوة حد عاوز حاجة.
نهر : عبدو أقعد بس وعد مش هتقول أي كلمة من اللي هتحصل هنا .
عبد اللة : ما فيش داعي أنا برضو من الأعداء .
نهر : عبدو إتنيل اقعد .
محمود : الكلام الي هقولة ما ينفعش يسمعة.
نهر : أنا بثق فية زي حضرتك هو زي عمر بالنسبة ليا .
محمود : أنا هاخد عمر الصبح أو بعد ما يخرج من المدرسة بحيث يبان أن اتخطف هياقعد مع عيالي وهودية مدرسة واجيب لة مدرسين البيت , هنعذب قلب أبوة علية شوية جائز يفهم معزة الضني و طبعا هجيبة قبل نصف السنة علشان السنة ما تضعش علية قرصة ودن يعني .
نهر : مش هيرضي يجي اكيد .
عبد الله : لا أخوك عيل صحيح بس بيحب مصلحتة مدام هيروح مصر ويتفسح وياكل كويس وويشرب كويس هيبيع أيوة اة والله يا أستاذ هيلاقي حد يلعب معاة هناك .
محمود : أنا عايش في كمبوند فية أماكن خضرا كتير وهيتعرف علي اطفال كتير هناك و بخرج الاولاد كل جمعة يعني هيغير جو و ينبسط ما تخافيش علية .
نهر : طالباتة كتير يا عمو .
محمود : هيتعود مع الأولاد و هيسخن لنفسة زيهم هتعامل معاة .
نهر : إفرض عمو مصطفي عرف و بلغ عنك .
عبد الله : هو هيعرف منين حضرتك لا جيت و لا تعرف حاجة بس بقول بلاش تاخدوة بكرة لو اتاخد وهو محبوس هيجبها في نهر و يقول لولا كنت محبوس ما كنتش ابني اتخطف خالي الموضوع دة بعد ما يخرج بدل ما يخرج و يحس أن نهر السبب والله أعلم ممكن يعمل إية إنما لما يخرج و كدة كدة نهر هتكون لسة مش قادرة تخرج من البيت هيعرف أن ملهاش يد لكن لو حضرتك أخدتها مصر هيعرف إنكم عرفتم و جيتوا إخدوها وممكن يربط الدنيا ببعض .
محمود : انت بتحب عمك قوي .
عبد الله : يا لاهوووووواي دة أنا بموت فية و نفسي يعقل علشان كلنا نرتاح و نعيش من غير مشاكل وووجع قلب .
محمود : هو إنت أخو علي .
عبد الله : أة بس علي مؤدب و تقيل أنا متهور وما أحبش النكد بس ما تخافش هعمل إني متأثر من غياب عمر .
محمود : طب روح إنت أنا هبات مع نهر .
نهر : لا يا عمو روح لعيالك و بلاش إنت إللي تاخد عمر وفعلا زي ما عبد الله قال يخرج عمو مصطفي الأول .
محمود : هتصل بأمجد باشا الأول و الباشا الكبير علشان قلقان عليك و أشوفهم هيقولوا اية .
إتصل محمود بهم و بعد جهد كبير من نهر إقتنعوا بكلامها و رجع محمود إلي بيتة .
في المساء الساعة الواحدة تقريبا .
كانت نهر نامت قليلا و فتحت عينها لتجد عبد الله يذاكر علي السرير المقابل نظر إليها عندما أحس إن صحت .
عبد الله : تصدقي أنا ماذاكرتش كدة من زمان كفاية كدة النهاردة .
نهر : هتنام ؟
عبد الله : انام اية إحنا نقعد نحكي مع بعض راجل لراجل .
لتضحك نهر : يا راااااجل بص شوفلي أي مسكن إلهي يسترك أصل جنبي شادد عليا و بعدين نشوف موضوع الحكي دة .
عبد الله : هما جابوا لك دواء و مسكن بس قولت لما تقومي أديك بس عدي الجمايل علشان تاقفي جنبي وإنت بتقولي لصحباتك عن قد إية أنا واد ما يتفوتش حنين و أمور و دكتور و حبة تحابيش من عندك ؛ إفتحي بوقك يالا هديك الدواء .
لتفتح نهر فمها و يسقيها الماء و يقول بشفا إن شاء الله .
عبد الله : يلاة يا نهر الحقنة بقي .
لتعطية نهر يدها.
ليقول عبد الله : لأ دي حقنة وراء .
أحمر وجهها و هي تقول إنت هتستعبط يا عبدو .
عبد الله : دا أنا خليتهم يغيروها مخصوص لأن مفعولها ورا أقوي.
نهر : روح خليهم يغيروها تاني مش هاخد أنا حقن غير في إيدي .
ليضحك عبد الله بشدة : هي نهر بتتكسف ؟ بقي أنا ولا الممرضة .
نهر بغيظ : الممرضة يا خفيف .
عبد الله : طب خلاص كنت بضحك معاك يا حج كامل هتاخديها في الكانيولا إللي في إيدك .
نهر : تعرف هطلعة عليك بس اخف .
عبد الله : خفي بس و إعملي ما بدالك .
بعد قليل
عبد الله : بقولك هتنامي و لا سهرانة شوية .
نهر : لا مش جايلي نوم.
عبد الله : تيجي نتصل بعلي .
نهر : يا ابني أتهد زمانة نام .
عبد الله : مستحيل يكون نام وإنت بعيد عنة و في الظروف دي .
نهر : عبدو بلاش تلميحات و أعقل كدة.
عبد الله بلؤم : تلميحات إية بس مش هو آبية وأنا أخوك طبيعي نقلق عليك بصي أنا هرن علية رنة صاحي هيرد مش صاحي مش هيرد .
نهر : ماشي يا عبدو .
عبدالله : إلهي يريح قلبك وقام بالإتصال و أغلق بعدها بثواني شوفتي ما طولتش أهو علشان معييش صراحة رصيد هو معاة هيتصل .
ليتصل بعد قليل علي
عبد اللة : هفتح الإسبيكر وانت ما تطلعيش نفس ماشي هنتسلي علية شوية .
نهر بإستغراب : ربنا يهديك, و لا يبان عليك طب اقسم بالله .
فتح عبد الله التلفون : ليسمع علي يقول عاوز إية يا زفت .
عبد الله : إية يا عم مالك كنت عاوز أطمن علي نهر أكيد إنت معاها دلوقتي صح .
علي : للأسف لأ و هموت من القلق أبوك راح أخد أمك من عندها و حلف عليا بطلاق أمك لو روحت ليها و ستك ضغطها ٱرتفع هو و السكر و قاعدين بيها أنا و أبوك .
لتشهق نهر فهي لم تتوقع ذلك .
ليقعد عبد الله علي طرف السرير و يقول إنت وأبويا : أومال أمي فين ؟
علي : في أوضتك .
عبد الله : إديها التلفون و أفتح الإسبيكر يا علي .
علي : إنت عبيط زمانها نايمة .
عبد الله : بذمتك امك هتنام و هي زعلانة كدة أكيد زعلت من أبوك لما قال كدة بدليل مش قاعدة مع ستك و.كمان زعلانة علي نهر إديها التلفون وأنا هطمنها .
علي : ازاي يعني .
عبد الله : روح إديها التلفون و ما تخليش أبوك يأفشك بدل ما يغضب علينا كلنا بسرعة .
علي و هو يتوجة للغرقة ما أن فتح الباب حتي قالت إنتصار : ستك كويسة يا علي جاي لية ؟
ليغلق علي الباب و يقول: عبد الله بيقول عاوز يكلمك .
إنتصار : عاوز اية في انصاص الليالي يا عبدو.
عبد الله : عاوز إطمنك علي حبيبة قلبك يا أمة أنا مع نهر .
إنتصار : بفرحة بجد يا عبدو .
عبد الله : اتكغلمي يا نهر علشان يطمنوا .
نهر : أنا آسفة يا تيزة سببت لك المشاكل إنت و آبية .
إنتصار : لأ يا حبيبتي انعت مش سبب أي حاجة خد بالك منها يا عبدو .
علي بغيرة : إية وداك هناك بالليل كدة ؟
عبد الله : أنا هنا من بعد الكلية يا علي خوفت أبوك ياخد أمك و خوفت يمنعك قولت مش هيجي علي بالة أروح أنا , نهر أختي وإنت عارف و مش هنسبها علشان أمها مش موجودة سواء خالتي رقية هنا أو لأ هي أختنا .
ليتنهد علي : أول مرة تعمل حاجة صح خالي بالك منها .
عبد الله : نام لك شوية وإنت يامة إعملي الصبح إللي إتفقنا علية سلام قبل ما أبوك يصحي . أغلق الهاتف
لتهتف إنتصار : الحمد لله يا رب الحمد لله روح نام إنت وأنا هروح لستك .
علي : لأ يامة نامي إنت وأنا هروح عندها مع أبويا (قبل مقدمة رأسها ) اغنت تعبني النهاردة كتير ريحي شوية .
إنتصار : ربنا يريح قلوبكم يا رب يا أولادي .
إية هيحصل نشوف الفصل الجاي
أسرار الماضي لبنت ناس ( بقلم / رينا الهادي )
لو عجبك الفصل لايك او كومنت شكرا
•تابع الفصل التالي "رواية اسرار الماضي لبنت ناس" اضغط على اسم الرواية