Ads by Google X

رواية ارهقني عشقها الفصل الخامس 5 - بقلم وداد جلول

الصفحة الرئيسية

  

رواية ارهقني عشقها الفصل الخامس 5 -  بقلم وداد جلول

أنتَ بطلي
                                    
                                          
اقترب منها بهدوء ونظرته لا تنم على خير أبداً ليمسكها من يدها وسط نظرات الحضور ويجرها خلفه بهدوءٍ تام ، لم تنطق بحرف من شدة صدمتها وخوفها الكبير منه ، بدأت دموعها تهبط على وجنتها بغزارة والرعب يدب في قلبها من هدوئه الشديد معها ، بينما حالة جبل لا يمكن وصفها أبداً ، يكاد يجن من تصرفاتها التي أفقدته عقله وأرهقت قلبه بكل معنى الكلمة ، يشد بقبضته على مقود السيارة وعيناه حادة كالصقر ، حاولت ليلى بأن تجمع كلماتها لتقول ببكاء وصوتٍ خافت :



"جبل أنا فقط .."



لم يدعها تكمل جملتها ليصرخ بها بأعلى صوته :
"اصمتيييي"



ضرب على مقود السيارة بقوة لتجفل من صوته وحركته تلك بذعر شديد ليردف لها بصوتٍ خافت وحاد :



"لا أريد أن أسمع صوتكِ اللعين نهائياً"



ابتلعت ريقها بخوف وهي مازالت تبكي ، تدعي بسرها بأن تنجو منه بأي ثمن ، فهي تعلم جيداً كيف يكون عندما يغضب وكيف يتعامل معها عندما يكون غاضب جداً وخصوصاً في عصيان أوامره ..



وصل بها إلى المنزل لترى البيت هادئ وساكن والأضواء منطفئة ، دب الرعب بأوصالها عندما خمنت بأن لا تكون عمتها في المنزل ، ارتجف قلبها عندما سمعت صوته الحاد يقول :



"انزلي"



هبطت من السيارة دون أن تتفوه بحرف لتهم بالركض إلى المنزل ، دخلت فوراً لتتوجه إلى غرفتها بسرعة البرق ، بينما هو كان يلحق بها بخطوات بطيئة وثابتة ونظرته لا تدل على خير أبداً ، نظرت لورائها لتراه يلحق بها ببطئ ليدب الرعب في قلبها ، دخلت إلى غرفتها لتقفل الباب خلفها وقلبها يرتجف من الخوف ، وصل إلى جانب باب غرفتها ليحرك مقبض الباب ولكنه وجده مقفل ، ابتسم ابتسامة شر ليتوجه إلى غرفته ومن ثم يعود وفي يده مفتاح لباب غرفتها ، أدار مقبض الباب ليدخل عليها ويراها جالسة على سريرها تضم ركبتيها وتبكي بخوف ، وقفت بفزع حالما رأته يدخل عليها ليبدأ قلبها بالخفقان ، نهضت بسرعة لتنحصر بزاوية الحائط وهي تبكي لتراه يقترب منها ببطئ ونظرة الشر بعينيه ، قلبها يرتجف وجسدها أيضاً فقط من اقترابه ونظرته لها ، ابتلعت ريقها بخوف لتتحدث بصوتٍ باكي وخوفٍ ظاهر :



"اسمعني جبل ، صدقني أنا لم أكن أريد أن ..."



صمتت حالما وضع يده على فمها ونظراته الشرسة تتفرس ملامحها ليتحدث بصوتٍ شرس :



"لماذا تعصين أوامري ها"



لم تستطع الإجابة ، ظلت تبكي وتنتحب فقط ، هدوءه وصوته الحاد ونظرته الشرسة كفيلة بأن تجعلها ترتجف منه ، ظل منتظر الإجابة ولكنها لم تجب ليصرخ بها بأعلى صوته :



"لماذاااا"



انتفضت بمكانها عندما سمعت صراخه ليحتد بكائها أكثر فأكثر ، دخل بحالة هستيرية ليبدأ بتحطيم كل شيء يراه أمامه محاولاً إخراج قهره وشحنته السلبية بدلاً من أن يحطم رأسها ، قلب الغرفة رأساً على عقب وهو يحطّم ويصرخ بأعلى صوته ، بينما هي تجلس بالزاوية وتصم أذانها مغلقة عيناها كي لا تسمع ولا ترى هذا الجحيم وجسدها يرتجف من الخوف ، التفت لها بنظرة شرسة وأعين حادة ليتوجه لها ويمسكها من ذراعيها ويحركها بعنف وهو يقول :


    
          
                
"لماذا تتعمدين إغضابي ، هذه هي الحرية التي تريدين أن أعطيكِ إياها ، أتريدين أن تقيمين علاقات مع الشبان وتسرحين على مزاجكِ ها أجيبي أيتها اللعينة"



تبكي وتشهق شاعرة بروحها تسحب منها ، تريد أن تستيقظ من هذا الكابوس ، حاولت جمع كلماتها لتتحدث بصوتٍ خافت وباكي :



"صدقني لم أكن أريد أن ..."



قطعت جملتها ليصرخ بها :
"لم تريدي ماذا ها ، ماذا أفعل بكِ فقط قولي لي"



ينظر لها بشراسة منتظراً إجابتها بينما هي مخفضة برأسها وتبكي بقهر لتسمع صراخه الذي أرجف قلبها :
"لما لا تتحدثين"



نترها من يده بقوة لتقع أرضاً مغيبة عن الوعي تماماً بسبب اصطدام رأسها بالطاولة ودمائها تسيل على الأرض ..



-----------



جالس في أرض رواق المستشفى جامد وشارد لا يبدي أيُ ردة فعل ، نظرة الندم والخوف بانت في عينيه ، كذلك والدته التي تقف تنتظر من يطمئنها عنها والتي أتت بسرعة البرق حالما علمت من ابنها بأن ليلى في المستشفى ، كاد جبل أن يحطم المستشفى فوق رؤوسهم عندما أتى بها ولم يجد أيُ طبيب يتابع حالتها ، لذلك عندما رؤوا موجة غضبه وعلموا من هو اتصلو فوراً على طبيبٍ مختص ليداويها ، هو لم يقصد إيذائها ويعلم جيداً أنه عندما يغضب لا يرى شيئاً أمامه ، ولكنها أشعلت فتيلة غضبه وحنقه بتصرفها ذاك ولكنه حقاً لم يكن يرد إيذائها ، يكاد يجن يريد فقط من يطمئنه عنها ، الرعب والخوف يسيطران عليه ، سرح قليلاً لترجعهُ ذاكرته ثلاثة عشر سنة إلى الوراء :



Flash back :



عندها كانت ليلى في سنِ السادسة وجبل في سنِ السادسة عشر ، كان والداها متوفيان منذُ تسعةِ أشهر ، لذلك أتت واستقرت عندهم ، أتتهُ راكضة وباكية ، فستانها الوردي تلطخ بالطين وهيئتها مبعثرة ، ركضت إلى جبل وهي تبكي لتناديه بصوتها الطفولي ببكاء :



"جبل"



استدار لها ليراها بهذه الحالة وهي تبكي ، نزل إلى مستواها ليتحدث بقلق :
"مابكِ ليلى من فعل بكِ هكذا"



شهقت بسبب البكاء لتقول بصوتٍ باكي :
"هناك فتاً في عمرك أخذ لي نقودي ودفعني على الطين"



احتدت ملامحه بقوة وقلبه مشتعل على صغيرته ، أمسكها من يدها ليخرج بها خارج محيط المنزل ليقول لها :



"انظري هل هو من بين هؤلاء الفتيان"



تحدثت بصوتٍ عاليٍ نوعاً ما :
"أجل إنه هناك الذي يرتدي قميص أزرق"



حرك رأسه بحدة ليأمرها بانتظاره في مكانها ، تحرك بسرعة البرق إليه ونظرته لا تنم على خير أبداً ، أمسكه من ياقة قميصه ليلكمه على وجهه بقوة ويبدأ بضربه بقسوة ، هو تعدى على صغيرته وجعلها تبكي لذلك لن يرحمه أبداً ، منذ أن أتت ليلى وهو دائماً يحميها ويدافع عنها ويتحكم بها أيضاً ، يحميها من كل شيء ويشتري لها ما تشاء ويدللها ، ولكن عندما شبت وكبرت ازدادت أنوثة وجمال لذلك كان لديه هاجس الخوف الذي يشعره بأن أحداً ما سيأخذ منه صغيرته التي لطالما عشقها وتمناها له طوال حياته ، لذلك جعلها تعتاد على أوامره وإطاعته منذ صغرها وكان دائماً الحصن الحصين لها ، اجتمعت الفتيان ليبعدوه عنه بصعوبة بعد أن أبرحه ضرباً إلى أن أدماه ليتوجه إلى صغيرته التي كانت تتابع الموقف بابتسامة لأنه أخذ لها حقها ، توجه بها إلى الداخل ليبدأ بملاعبتها وإضحاكها بعد أن اشترى لها كل ما تريد ، بينما هي كانت تأكل من الشوكولا التي جلبها لها تحدثت بصوتٍ طفولي :




        
          
                
"جبل أنت بطلي ستدافع عني دائماً أليس كذلك"



قلبه يطرق بعنف من كلماتها البريئة والطفولية التي سمعها منها ، فتاً مراهق في أول عمره يعشق طفلة صغيرة بكل شيءٍ فيها ، ابتسم لها باتساع ليقول :



"أجل صغيرتي سأدافع عنكِ دائماً وأحميكِ من كل أذىً يلحق بكِ"



ضحكت بطفولية ليحملها على ظهره ويركض بها وسط ضحكاته وضحكاتها البريئة والمفعمة بالحياة ..



End flash back ..



دائماً ما كان يحميها ويدافع عنها ، لدرجة أنها عندما كبرت كانت تختنق من حمايته وأوامره وندمت أشد الندم عندما طلبت منه ذلك ، وعدها بأن يحميها من كل أذى ولكن لم يعدها بأنه سيحميها من نفسه ، كان يجب عليه بأن يقطع على نفسه وعد بأنه سيحميها من نفسه قبل أي إنسانٍ كان ، لقد أصبح جبل بالنسبة لها هو الشيء الوحيد الذي تخافه بعد ما كان هو الشيء الوحيد الذي تطمئن بجانبه ..



انتشله من شروده صوت والدته لتقول له :
"بني جبل أنا أحدثك منذ مدة ما بك ، هيا تعال لنرى ليلى لقد استيقظت وقال لي الطبيب بأنها بخير فقط جرحٌ سطحي"



نظر لوالدته وعيناه حمراء ودموعه تغطي وجنتيه ليتنهد بارتياح بعد ما سمع كلماتها المريحة ، نهض بتكاسل ولكن قلبه يقرع كالطبول ، خائف من رؤيتها ومواجهتها من بعد ما حدث كل ذلك ولكنه يريد رؤيتها والاطمئنان عليها لذلك دخل ببروده المعهود وجموده ، تلاقت أعينهما لتنظر له بأسى وعتاب ، بادلها بنظرة ندم ومن ثم أشاح بنظره عنها ، اقترب منها بخطواتٍ بطيئة ليتحدث ببرود :



"كيف حالكِ"



ابتسمت بسخرية وأشاحت بوجهها عنه متجاهلة سؤاله تماماً ، آلمه قلبه من فعلتها ولكنه أعطاها كامل الحق بتجاهلها وعتابها له ، تنهد بقوة ليخرج من الغرفة بصمت تحت نظرات والدته المتعجبة ومن ثم خرج من المستشفى بأكملها متوجهاً إلى أيُ حانةِ شرب يفرغ بها آلامه وأوجاعه من معذبته الصغيرة ...



____________________



مر عشرة أيام وليلى لم ترى وجه جبل أبداً ، كان يأتي من العمل في منتصف الليل ويتوجه فوراً إلى غرفته دون أن يراها ، حتى أنه لم يكن يرى والدته سوى نادراً وكان يتصل بها ليطمئن على ليلى منها ، هو إلى حد الآن لم يستطع بأن يواجهها من بعد ماحدث وما فعله بها ، كما أن ليلى انتهت من إمتحاناتها في الجامعة لتبدأ عطلتها الأسبوعية ، لم تسأل عن جبل ولم تسأل عن غيابه أيضاً ، وحتى وهو غائب عنها تأتيها أوامره وتحكماته التي لا تنتهي منها ...



دخل عليهم ببروده وجموده ليلقي تحية المساء ويجلس بجانب والدته ، لم يعد يستطيع التحمل أكثر من ذلك ، يريد رؤيتها لإنه اشتاق لها كثيراً لذلك أتى هذا اليوم باكراً ليراها ، تلاقت أعينهما لتشيح بنظرها عنه فوراً ، تنهد هو بقوة ليتحدث ببرود :




        
          
                
"كيف أصبح جرحكِ"



نظرت له بقوة لتتحدث بخفوت :
"بخير"



همهم لها ليوجه حديثه إلى والدته ويقول :
"سنذهب غداً باكراً إلى منزل الريف"



ابتسمت له والدته لتقول :
"هذه فكرة ممتازة وأيضاً ليلى سترفه عن نفسها قليلاً أليس كذلك عزيزتي"



ابتسمت لها بتوتر لتقول :
"أجل أمي كما تريدان"



حرك رأسه بإيجاب لينهض وبتوجه إلى غرفته والنيران تشتعل في صدره ..



صباح اليوم التالي توجهوا ثلاثتهما إلى منزل الريف والذي كان دائماً ما يأخذهما إليه في العطلات ، وطبعاً عطلة ليلى ستقضيها على مزاج جبل وكما يريد هو وليس كما تريد هي ، هبطوا من السيارة ليتوجهوا إلى الداخل وطقم الحراسة منتشر في الأرجاء ، دخلت ليلى إلى غرفتها لتغير ثيابها وتأخذ قيلولة صغيرة ، وإلى حد الآن لم تتحدث مع جبل أو تخاطبه بكلمة ، تشعر بالضيق منه ولا تعلم ما الذي بوسعها فعله ، كل ماتعلمه هو بأنها تريد استنشاق هواء بعض الحرية ولكن طالما جبل فوق رأسها فلن يحدث ما يجول في خاطرها ...



بعد أن استيقظت ليلى من قيلولتها وتناولت غدائها معهم ، لم تعلم كيف ستخرج للتتزه قليلاً ، فـ جبل لا يسمح لها بالتنزه في أي مكان ، كانت تشعر بالملل والضجر كثيراً لذلك قررت المجازفة لتخرج للترفيه عن نفسها بالتنزه والتسلية قليلاً قبل أن يعود جبل الذي استأذن منهم وخرج في عمل ضروري ، تمشي وتتلفت هنا وهناك مبتسمة باتساع لإنها ولأول مرة تخرج بمفردها ، تنظر إلى أرجاء المكان وإلى خارج محيط المزرعة ، ضحكت بسعادة ونسيت نفسها بأنها سارحة بمفردها ، لإن فكرة أنها تتنزه بمفردها فهذا شيءٌ عظيم بالنسبة لها ..



بعد أن شعرت بنفسها بأنها ابتعدت عن محيط المنزل وأيقنت بأنها ضلت الطريق بدأت تبكي بذعر شديد ، ليس من ضياعها وإنما من عقابه الذي مؤكد لن يرحمها أبداً ..



الشمس تغيب وليلى إلى حد الآن لم تجد طريق نجاتها ، تستدير إلى خلفها بين الحين والآخر بخوف ظناً منها بأن أحداً ما ورائها ، وهذه المرة حقاً أحست بأن هناك أحداً ما خلفها ، استدارت بذعر لترى شاب يبدو عليه الثمالة يترنح يمين ويسار ، ابتلعت ريقها بخوف ولكنها شجعت نفسها لتسأله عن مكان المزرعة ولكنه لم يجبها سوى بالابتسام في وجهها بمكر وبوهن ، لم تعلم بأنه ثمل لذلك ظلت تسأله وتحاول استجاوبه إلى أن قال لها :



"أجل أعلم أين تقع تلك المزرعة هيا أمامي لأدلكِ عليها"



حركت رأسها ببطئ وقلبها يقرع كالطبول ، لا تعلم أتصدقه أم لا لإنها علمت من لكنته في الكلام بأنه ليس على مايرام ، ظلت تمشي برفقته وهو يختلس النظر عليها بين الحين والآخر ، يمشيان بصمت وليلى لا تعلم ماهو مصيرها مع ذلك الشاب ، هو نفسه لا يعلم إلى اين ذاهب ولا يعلم إلى أين سيأخذها ، كل مايعلمه بأنها فتاةٌ جميلة وبريئة تائهة في هذا المكان الموحش غير عالمة بوجهتها ويريدها له في الوقت الحالي ..
 

صرخت بذعر عندما شعرت به يمسك يدها بعنف ويجرها خلفه إلى طريق الغابة ليلقيها على الأرض ويعتليها بينما هي تصرخ وتبكي طالبة النجدة من أحد ، أتته تلك اللكمة على وجهه ليترنح ويبتعد عنها ، بدأ ينهال عليه بالضرب المبرح والمميت ، لم يستطيع جبل بأن يستوعب الفكرة هو فقط رأه من بعيد ما الذي يحاول فعله بها وتوقف عقله عند هذه اللحظة ، وهاهو ينهال عليه بالضرب القاسي وهو يصرخ ويشتم به أفظع الشتائم ..
 
نتره من يده عندما أيقن وتأكد بأنه غاب عن الوعي نهائياً ليستدير إلى التي كانت تقف تتابع الموقف بخوف وذعر شديد وهي تبكي ، ابتلعت ريقها عندما رأت هيئته المبعثرة ليمسكها من يدها بعنف ويركبها بسيارته متوجهاً بها إلى المزرعة ومنتظرة هي عقابها الذي حتماً لن تنجو منه بسهولة هذه المرة ...
 

" فـَ أجبني بِربكَ أنقذني
تسمعُني ولستَ تُكلِمُني "

 
google-playkhamsatmostaqltradent