رواية لأجلك انت الفصل السادس 6 - بقلم وداد جلول
شكوى
-سهيل مازال عند وعده وسوف ينفده عاجلاً أم آجلاً ولكن مايعيق تنفيذ خطته هي آسيل التي تظل ملازمة لشهد طوال الوقت، علماً أن شهد كانت تذهب بمفردها في بعض الأحيان قبل أن يدخل إلى حياتها هذا الشاب وهذا مالاحظه سهيل بأنها خائفة منه وقد أفرحه الأمر كثيراً ولكنه يعمل على فكرة إبعاد آسيل قليلاً فهو لايريدها بأن تفضح أمره وتفشل مخططاته ولكنه أصر على تنفيذ وعده ولكن في الوقت المناسب ويظن بأنه اقترب.
-آسر يعيش حياته بشكل هادئ ويعمل بجد ولا يقصر في عمله ولم يتخلص من كتلة البرود التي يضع نفسه فيها إلا أنه يشعر بالفراغ كثيراً ولكنه لن ولم يستطيع المسامحة أبداً، لينفض أفكاره منهما فوراً ويخرجهما من عقله.
-مازال يوسف في علاقاته المتعددة وغضب أخته الصغيرة منه إلا أنه لاينفك عن فعل مايريد ولاتخلو حياته طبعاً من اللهو والمرح ومشاكسة آسر الذي يفقد عقله منه.
-هشام مازال عند قراره بأخذ آسيل من والدتها ومازال على تواصل مع مالك الذي يأتي له بالاخبار كلها، إلا أنه يكاد يفقد عقله من شدة غضبه وغيظه وغيرته على زوجته التي لم تفارق صورتها خياله منذ عشرون عاماً، والأن شعر بأنه أتى الوقت المناسب ليأخذ ابنته من والدتها.
أحلام أيضاً مازالت على تواصل مع مالك يحدثها بين الحين والآخر ومازالا على تنفيذ خطتهما فور جلب آسيل إلى منزل أبيها.
---------------------
تجلس في غرفتها تلك الجميلة تجهز تصاميمها إلى يوم غد كي تسلمها كاملة دون أي نقصان لتسمع طرقات على باب غرفتها وتجيب:
"أدخل"
كان هذا وسيم دخل عليها بابتسامة لتبادله الابتسامة ويقول لها:
"صغيرتي كيف حالكِ، ماذا تفعلين"
تركت الأوراق من يدها لتجيب:
"كنت أجهز التصاميم إلى يوم غد كي أسلمها للأستاذ"
ابتسم لها واقترب منها ليطبع قبلة على جبينها ويقول:
"إذاً بالتوفيق جميلتي، ولكن أريد أن أسألكِ سؤالاً هل بالإمكان"
هزت رأسها موافقة ليقول:
"أنا أريد أن أعلم هل أنتِ سعيدة بالعيش هنا؟ هل يلزمكِ شيء؟ تحدثي آسيل لاتخجلي مني فا أنا أكن لكِ المحبة ويجب علي أن ألبي كل حاجياتكِ"
ابتسمت له بامتنان، أمسكت يده بين يديها الصغيرة وقالت:
"عمي أنا سعيدة جداً معكما، مجرد أن أمي سعيدة أيضاً فا أنا سأكون سعيدة بالطبع، وأنا أشكرك على اهتمامك فأنا لاينقصني شيء الآن ولكن إذا نقصني أي شيء لن أتردد بالقول لك"
ابتسم لها باتساع وقبل يديها قبلة صغيرة ونظر لها لوهلة وشرد بملامحها الفاتنة، شفتاها الممتلئة، وعيونها التي بلون العسل، وجنتيها الوردية، وجها المدور، وشعرها الحريري الناعم، لم يكن طويل جداً ولا قصير فقط كان يصل إلى أعلى خصرها بقليل، أفاق من شروده هذا على صوتها ويدها التي تلوح بها أمام وجهه لتقول:
"عمي مابك بماذا شردت هل أنت بخير"
انتبه إلى نفسه ونظر إلى يديه التي كانت تحتضن يدها الصغيرة ليترك يدها فوراً ويقف ويقول:
"لا شيء جميلتي فقط شردت في أمر لاتقلقي والآن هيا والدتكِ تحضر العشاء خذي قسطاً من الراحة لتتناولي عشائكِ"
ابتسمت له وهزت رأسها موافقة لتنهض من على كرسيها وتمشي أمامه لينظر لها بطرف عينه وينظر إلى جسدها الرشيق ويقف متصنم ويسرح في خياله، نفض تلك الأفكار اللعينة من رأسه ليقنع نفسه أنها ابنته فقط ويخرج لمائدة الطعام ويتناولوا العشاء سوياً ولكن هذه المرة يختلف حال وسيم جداً، فا وسيم كان كل ما جلس على مائدة الطعام كانت عيونه تراقب سمية ولكن الآن عيونه تراقب آسيل بحركة أكلها وملامحها البريئة وكل شيء فيها، لينتبه على نفسه ويستفيق من ذاك الشعور ويقنع نفسه بانه يحب زوجته فقط ولا يتخلى عنها، لاحظت سمية توتره لذلك حدثته وقالت:
"مابك عزيزي هل أنت بخير"
حمحم بجدية ليقول:
"أجل حبيبتي أنا بخير لاتقلقي فقط كنت أفكر في أمر ما لاتهتمي"
هزت رأسها موافقة وأعادت نظرها إلى طبقها وأكملت طعامها بينما وسيم أعاد نظره إلى آسيل التي كانت تأكل بصمت إلى أن انتبهت إلى نظرته لتبتسم له ويبادلها الابتسامة ويعود بنظره إلى طبقه وهو يشعر بأنه يتصبب عرقاً، استأذن ونهض من على المائدة ليذهب إلى غرفته صافعاً الباب ورائه بقوة ويجول ذهاباً وإياباً في أنحاء الغرفة ويدور بعقله آسيل وملامحها، حاول جاهداً بأن ينفض تلك الأفكار وأن يخرجها من رأسه إلا أن صورتها أبت أن تخرج من رأسه، أمسك رأسه بين يديه وشد على شعره بقوة ليجول بعقله الحوار ويقول:
(لا لا هذا غير ممكن إنها بعمر ابنتي كيف أفكر بها بهذه الطريقة؟ أنا أحب سمية فقط أجل لا بل أنا أعشقها انتهينا، يا إلهي يجب علي أن أتخلص من هذا الأمر لا أستطيع كبح نفسي عنها تلك الفتاة تقودني للجنون، منذ أن جائت إلى هنا وصورتها لاتفارق ذاكرتي، ولكن لماذا يا إلهي، حسناً سوف أتجاهلها لن أجتمع بها سوى على مائدة الطعام فقط لن أحتك بها أبداً، سوف أتحكم في نفسي، هذه أمانة عندي لا يجب علي أن أفكر بها بهذه الطريقة) أنهى حديثه الذي كان يدور في رأسه ليتنهد من أعماق قلبه ويدخل إلى الحمام ويأخذ حماماً يريح به أعصابه.
------
في منتصف الليل الجميع خلد إلى النوم، إلا أن وسيم كان يمثل النوم فقط، لم يغمض له جفن وهو يفكر في تلك الصغيرة، نهض من فراشه واتجه إلى غرفتها ليفتح الباب ويجد ملاكه الصغير نائمة بسلام، اقترب منها حتى أصبح أمامها وجلس بجوارها وبدأ يمسح على شعرها، تجولت يده في أنحاء وجهها إلى أن لمس شفتيها، أحس بكهرباء تصعقه، ظل على هذا الحال مدة ليست بطويلة، بينما آسيل تململت لتفتح عينيها ببطئ وتجده أمامها ينظر لها، نهضت بنصف جسدها لتنظر إليه، بينما هو توتر جداً عندما استيقظت ولكنه كان محترف في إخفاء توتره، نظرت له بإمعان لتقول:
"عمي هل حدث شيء لماذا أنت هنا"
ضحك بخفة وقال:
"جميلتي أنتِ ابنتي جئت كي اطمئن عليكِ وجدتكِ نائمة ولكنني كنت أغطيكي جيداً لإن الجو بارد"
ابتسمت له وقالت:
"شكراً عمي"
أومأ لها بصمت وابتسامة صغيرة نمت على شفتيه لينهض من جانبها ويطفئ الإنارة ويغلق الباب خلفه ليستند بظهره على الباب ويتنهد تنهيدة حارة، اتجه إلى غرفة المعيشة وهو يفكر بزوجته وابنتها، لايستطيع أن يخرجها من عقله ولكنه يستطيع أن يتحكم في تصرفاته ولو كان هذا على حساب النيران التي تشتعل بداخله رغبة بها ولكنه سوف يبقى يذكر نفسه بأنها ابنته، ابنته فقط.
--------
صباح اليوم التالي استيقظت آسيل بنشاط، فعلت روتينها اليومي واتجهت إلى مائدة الطعام ولكنها استغربت بعدم وجود عمها وسيم، جلست أمام والدتها لتقول:
"صباح الخير أمي"
ابتسمت والدتها وردت:
"صباح الخير عزيزتي هيا تناولي فطورك كي أوصلكِ في طريقي إلى الجامعة لدي عمل مهم في المستشفى"
ابتسمت آسيل لتقول بحماس:
"حسناً أمي ولكن أين عمي وسيم"
ابتسمت سمية لتقول:
"إنه نائم لم يحظى بالنوم الكافي ليلة أمس قال بأنه لديه صداع لذلك لم ينم جيداً البارحة"
تعجبت آسيل وتذكرت ليلة أمس عندما دخل لغرفتها ليطمئن عليها لاحظت بأنه ليس على وجهه أية علامات وجع أو شيء من ذلك القبيل ولكنها تجاهلت الأمر، أكملت فطورها ونهضت مع والدتها لتوصلها في طريقها لجامعتها، تذكرت حال شهد لتشهق بخفة وتوجه حديثها لوالدتها:
"أمي سنمر في طريقنا إلى منزل شهد لنأخذها معنا أرجوكِ"
ابتسمت سمية وهزت رأسها موافقة لتبتسم آسيل بسعادة وتهاتف صديقتها وتخبرها بأن تنتظرها أمام منزلها، وصلت آسيل وسمية إلى منزل شهد لتجدانها بالخارج تنتظرهما وتصعد السيارة وتلقي التحية عليهما ومن ثم توجهت سمية بهما إلى الجامعة.
--------------------
كان آسر يجلس في مكتبه، يرتدي بذلته العسكرية ليدخل عليه أحد الحراس ويقول:
"سيدي هناك فتاتان تريدان أن تقدم شكوى بحق أحد الشبان"
استغرب آسر وعقد حاجبيه ولكنه قال:
"حسناً أدخلهما إلي"
أومأ الحارس بصمت ليسمح للفتاة ومن معها بالدخول، ما إن رأى آسر هذا الجمال واقف أمامه حتى تصنم وسرح في ملامحها، ليقطع شروده صوت أنثوي:
"صباح الخير سيدي هل لنا أن نتحدث معك قليلاً"
أومأ لها بصمت وعاد إلى بروده وأشار لهما بالجلوس لتجلس الفتاتان والتوتر ظاهر عليهما، نظر إليهما مطولاً ليحمحم ويقول:
"إذاً ما الأمر يا آنسة"
تشجعت آسيل وحمحمت بجدية واستدارت بنصف جسدها إلى آسر وقالت بهدوء:
"ممم سيدي جئنا كي نقدم شكوى بشأن شاب ملتوي لا ينفك عن إزعاجنا، نحن نريد فقط أن يتنبه من قبلكم ولا يزعجنا لإنه يقوم بتهديدنا دائماً"
نظر إليها آسر بهدوء ثم قال:
"حسناً ولكن كيف يهددكم؟ أقصد بأية طريقة يهددكما وماذا يقول لكما ومنذ متى وهو يطاردكما"
تحدثت آسيل:
"سيدي هذا الشاب اسمه سهيل رافع وهو كان يطارد صديقتي منذ أكثر من ثلاثة أشهر، هي لم تتحمل مطاردته ووقاحته معها لذلك صفعته ذات مرة ومن يومها ذاك وهو يتوعد لها، ومن بعدها أصبح يتوعد لنا نحن الاثنتان واليوم هددنا بالسلاح أقسم لك بأنه رفع السلاح علينا اليوم"
عقد آسر حاجبيه وأجابها:
"حسناً تكلمي ماذا فعل وماذا قال لكما"
Flash bakc:
عندما وصلت آسيل وشهد إلى الجامعة دخلتا للمحاضرة وسلمتا تصاميمهما كاملة ومن بعدها خرجتا من الجامعة لكي تتنزها قليلاً لإنهما اليوم لم تقضيا وقتهما كله في الجامعة لذلك كان معهما بعض الوقت للتنزه، بينما الفتاتان كانتا تسيران بهدوء وتتحدثان مع بعضهما رأتا سهيل لتتأفأف كل واحدة منهمل وتسيران بخطوات سريعة إلا أن سهيل كان أسرع منهما واعترض طريقهما وعلى وجهه ابتسامة خبيثة ليقول:
"ماذا هل اشتقتما لي"
غضبت شهد منه بشدة على وقاحته لترد عليه:
"فعلاً أنت حشرة"
غضب من جوابها ليرفع عليهما المسدس، لم تنطقا بحرف إلا أنهما ظلتا صامتتان وهذا ما أثار غضب سهيل ليندفع عليهما ويتفاجئ بتلك الضربة التي جاءت على منطقته ليتلوى بألم، بينما الفتاتان ما إن ضربته شهد حتى لاذتا بالفرار من أمامه بسرعة وركبتا سيارة أجرة وقررتا أن تذهبا إلى القسم وتقدمان شكوى بحقه.
End flash back.
"هذا ماحدث سيدي"
أنهت آسيل حديثها ليتحدث بجدية:
"حسناً، أعيدي لي ما اسمه"
أجابت آسيل:
"اسمه سهيل رافع سيدي"
عقد حاجبيه لينظر إلى للاشيء بشرود وكأنه سمع هذا الاسم من قبل لينظر بانتباه إليهما ويتجه بعدها بنظره إلى الورقة التي أمامه، تلك الورقة التي كانت تحتوي على أسماء الشبان الذين يتاجرون بالسلاح والمخدرات، ليبحث بعينيه عن اسمه ويجده من ضمن تلك الاسماء، أمسك هاتفه بسرعة وتحدث مع يوسف ليأتي إليه بسرعة البرق، تحدث بهدوء:
"حسناً يافتيات الآن سوف يأتي الرسام لكي تعطيانه مواصفات هذا الشاب ويرسمه أمامكما لنتعرف نحن على شخصيته ونقبض عليه لإنه متورط بعدة قضايا"
أومأت الفتيات بصمت ليردف لهما:
"بالمناسبة سوف نكتب ضبط، أريد أن أعلم أسميكما"
تحدثت شهد:
"اسمي شهد عبد الله وهذه ابنة خالي آسيل العمري"
نظر إلى آسيل بطرف عينه وسجل أسميهما على ورقة بجانبه ليسمع طرقات على الباب ويأمر بالدخول، دخل يوسف ببذلته العسكرية أيضاً لينظر إلى الفتيات ويبتسم ابتسامة حاول جاهداً أن يخفيها لينظر نحو آسر ويجده ينظر له بحدة، حمحم يوسف بحرج وقال:
"إذاً ماذا هناك"
أشار آسر له بالجلوس وجلس بجانب شهد ونظر بطرف عينه إليها ليحدث نفسه: (يا إلهي ماهذا الجمال أريد الاثنتان، أرجوك ياربي اجعل آسر يختفي ولو لعشرة دقائق فقط) أفاق من شروده على صوت آسر:
"أنا أحدثك منذ زمن يوسف مابك"
حمحم يوسف وتحدث بجدية:
"مم أنا معك إذاً ما الأمر"
تحدث آسر:
"أريدك أن تجلب لي الرسام كي يعطيانه مواصفات شخص يدعى سهيل"
رفع حاجبه يوسف:
"ما القضية"
حكى آسر له عن كل شيء بينما يوسف كان ينصت له ومن بعدها نهض وجلب الرسام إلى آسر وأعطت الفتاتان ملامح الشاب ليرسم لهم سهيل ذاته، نظر آسر إلى ذاك الشاب ووجه حديثه ليوسف:
"أنا رأيت هذا الشخص ولكن لا أذكر أين رأيته"
هز رأسه يوسف موافقاً ليجيبه:
"وأنا أيضاً رأيته من قبل"
ما إن انتهوا من كتابة الضبط حتى غادرتا الفتاتان تاركتان الشبان شاردين الذهن كل منهما يفكر بشيء ما إلى أن تحدث يوسف بسرعة:
"أجل تذكرت لقد رأيناه في الملهى الليلي، ألا تذكر ذاك الشاب الذي افتعل المشكلة مع حبيب الفتاة القبيحة تلك"
ما إن سمع كلمات يوسف حتى تذكره فوراً، تنهد آسر وقال:
"حسناً إذا رأيناه في الملهى أنا سأتصرف وأقبض عليه ولكن أريدك أن تجلب لي بعض المعلومات عنه وعن حياته وغير ذلك"
أومأ يوسف له ومن بعدها ابتسم ابتسامة ماكرة وقال:
"يارجل ألم ترى كل هذا الجمال ياإلهي كنت أدعو ربي كي يخفيك قليلاً من وجهي"
نظر آسر له بحدة ليقول:
"يوسف أخرج حالاً"
نهض يوسف قائلاً:
"حاضر حبي"
ما إن قال كلمته حتى فر هارباً من أمام آسر ليعود ويفتح الباب ويمد رأسه ويقول:
"ولكنهما جميلتان"
أنهى جملته واغلق الباب ليتنهد آسر بغيظ ويشرد بملامح آسيل وعلى ثغره ابتسامة بسيطة، ولكنه سرعان ما نفض تلك الأفكار من رأسه وعاد ليتابع عمله بجمع المعلومات اللازمة لهؤلاء الشبان.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية لأجلك انت) اسم الرواية