رواية وعد في العتمة الفصل السادس 6 - بقلم اسماعيل موسى
أشعل دكتور معاذ السيرنيسى لفافة تبغ، واتكاء بظهرة على المقعد ولاحظ قذارة حذائة الناظر اليه من فوق الطاولة
هى الأمور بتتعقد كدة ليه؟
كل ما احاول اهرب من القضية دى تشدنى ناحيتها اكتر؟
اطلق دفعة من الدخان وأخرج هاتفه، الساعه تعدت الثانية فجرآ، دكتور سعيد مختار تلاقيه نايم فى حضن مراته دلوقتى او على الكنبه، فى كل الحالات لا شك انه سيفزع
تنهد وطلب رقم دكتور سعيد
__خير يا معاذ فيه حاجه حصلت؟
__كنت عايز أسألك سؤال بسيط كده يا سعيد
_انت عارف الساعة كام يا معاذ؟ انا قولت فيه مصيبه حصلت؟
وارتفع صوت انثوى غاضب، بتكلم مين يا سعيد فى نصاص الليالى؟
على الكنبة، ارتاح ضمير معاك بعض الشيء
بكلم دكتور معاذ، فيه مشكله فى الشغل، انطق يا معاذ عايز ايه؟
__ا نت اقدم منى فى المستشفى، تتذكر دكتور اسمه عونى الوردانى؟
صمت سعيد ذهاء نصف دقيقه، مش فاكر اووى، اه دكتور عونى قدم استقالته بعد وصولى بشهر وغادر المستشفى
قدم استقالته ليه تعرف؟
الصراحه دكتور عونى كان غريب شويه، وكان أغرب فى اخر ايامه، دايما كان صامت وشارد وبيقول حجات مش مفهومه
لكن انت بتسأل ليه؟
دكتور عونى هو الى كان طبيب الحاله إلى اتشنقت وكانت نفس ملابسات قضية مدحت
بشك همس سعيد، هو انت رجعت المستشفى؟
ايوه يا سعيد مجنيش نوم كان لازم اراجع ملف الحاله
على فكره القضيه دى هتجننك ذى ما جننت دكتور عونى الوردانى
هو اتجنن يا سعيد؟
صمت سعيد، يا اخى مقصدش كده، اقصد انها كانت سبب فى تركه للشغل وبعدين انا مش فاضى للعب العيال ده دلوقتى سلام يا معاذ
دون دكتور معاذ عنوان وهاتف دكتور عونى الوردانى فى دفتره وغادر المشفى
وصل الشقه قبل الفجر، فتح باب الشقه وولع النور ولاحظ حاجه غريبه
فيه حجات مرميه على الأرض، همس معاذ الشقه انسرقت؟
لكن رغم انه قضى نص ساعه يرتب الشقه ملقيش اى حاجه ضايعه، الشقه اقتحمت فعلا لكن مش بغرض السرقه
اجبر معاذ نفسه على النوم، ومنع نفسه من التفكير فى الاحتمالات، أفاق بصعوبه حدود منتصف النهار
اخذ شاور سريع كان لازم يلحق المستشفى، وقف قدام المرايه يلبس هدومه، ايه ده؟ همس معاذ وهو بيبص على المراية
قراء الكلمه المكتوبة على المرآة باصبع بشرى وفى وضع مقلوب، انت التالى ”
ظل معاذ محدق بالمرآه، مين الى كتب كده ويقصد ايه؟
مسح الكلام واحكم اغلاق الشقه ونزل لحارس العماره الذى اقسم انه لم يرى اى شخص يصعد شقته
بل ولا حتى قط او فأر، تقدر تراجع الكاميرات يا دكتور معاذ
راجع معاذ الكاميرات ولم يرى شخص يصعد شقته سواة
ترك معاذ الحارس الذى راح يبرطم خلف ظهره بكلام جارح ورمى بنفسه داخل سيارة أجرة
فى المشفى كان معاذ شارد، صامت وليس على عادته، حاول أكثر من مره ان يقنع نفسه ان كل مالاحظه تهيؤات واطمئن لتلك الفكره
دا عقلك يا معاذ بيلعب معاك لعبة قذره، ما تسمحش لعقلك يسيطر عليك
وغادر العمل قبل موعد انصرافه، كانت لديه رغبه فى التأكد من ان كل ما رآه وهم خادع
فحص الشقه كلها حته حته، لكنه عندما عاد ووقف صدفه امام المرآه كانت الكلمه التى محاها وحاول نسيانها موجوده فى مكانها
انت التالى
ازاى دا بيحصل معايا، حتى لو كان دا حقيقى انا مسحت الكلمه دى قبل ما اروح الشغل؟؟
شعر معاذ باضطراب وارتباك، ذاد منه الخدوش التى وجدها على طرف سريرة
وعلى أبواب غرق الشقه الداخليه، خمسة خدوش لثلاثة مجموعات
لم يستطع معاذ تحمل التلاعب العقلى الذى راح يعبث بسكينته
لازم اخرج من الشقه للشارع وافكر بهدوء، فى مقهى قريب هقعد فيه شويه
داخل المقهى وجد عقلة يحرضه على فكره واحده، ان عليه ان يستخدم التقدم التقنى الذى يعيشه العالم
اذا كان صاحب الهاتف الذى يصدر ازيز لا يرد عليه
فعليه ان يحدد مكانه عن طريق خدمة GPS، لازم يشوف الشخص ده ويتكلم معاه
بعد أن حدد مكان الهاتف، غادر معاذ المقهى، المكان مكنش بعيد، ساعه واحده ويكون هناك
أوقف سيارة أجرة وسأل السائق ان كان يعرف المكان المدون على الورقه
أكثر من سائق آجاب بالنفى، فى الاخير حضر سائق من الذين يعرفون كل مناطق القاهره ،
ايوه يا ابنى انا عارف العنوان
خدنى عليه والنبى ياحج بسرعه لو سمحت؟
ومستعجل ليه يا ابنى هو الى هناك هيطير يعنى؟
اسف يا حج لكن انا مستعجل، فيه شخص هناك لازم اقابله بسرعه
بص السائق على معاذ بارتياب ثم قال ، اى إلى كان منتظرك هناك فأنا متأكد انه مش هيمشى قبل وصولك اطمن يا استاذ
استغرب معاذ كلام السائق وثقته اللعينه وكلامه الغامض
بس محبش يدخل فى جدال، فظل صامت والسياره تخترق طرقات القاهره
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية وعد في العتمة) اسم الرواية