رواية قتلني قلبي الفصل السادس 6 - بقلم خلود بكري
لماذا أراك على كل شيءٍ
كأنك في الأرضِ كل البشر
كأنك دربٌ بغير انتهاءٍ
وأني خلقت لهذا السفر..
إذا كنت أهرب منك .. إليك
فقولي بربك.. أين المفر؟!
فاروق جويدة…
سلمت امرها لربها بعد حديث “يامن” معها على أن تعطيه فرصة للدفاع عن نفسه، أولاً وإثبات براءته وصدق حبه لها و ترك لها الخيار الأخير، ورحل لتشرد بعد ذلك فى نوبة تفكير عميقة أجمعت بها ذكرياتهم معا
طرقات خافته علي باب غرفتها جعلتها تفيق من أعماق تفكيرها لتزيل بكف يديها الصغير تلك العبرات التي هبطت على خديها بهدوء لتسمح للطارق بالدخول:
اقترب ببطء منها عيناه تأبّه أن تطلع لها ندمًا وخوفًا حتى جلس على بعد مسافة منها ساد الصمت بضعة من الوقت حتى تحدث أخيرًا:-
مقدرتش استنى اكتر من كده لما يامن قالى انك وافقتى تديني فرصة ثانية ملقتش نفسي غير على باب اوضتك…
صمتت قليلا لتجيب بعد عدة دقائق:
عملت كده ليه يا “مروان” تقدر تقولى انا قصرت معاك في ايه؟
رفع نظره اليها ليجد الحزن احتل معالم وجهها ليردد بندم وقلبه تشتعل فيه الحرائق:
صدقينى مخنتكيش انا بعترف بغلطى اني انجذبت إليها بعض الوقت بسبب قربها منى الغير مفهوم مكنتش اعرف انها بتعمل كده عشان تبعدك عني ويخلي ليها الجو….
واستكمل بهدوء:
جاتلى المكتب كذا مرة تبكى مرة، أصل مرات بابا قصتلى شعرى، ومرة أخويا بيضربنى، صعبت علي كنت بحاول بس اتعامل معاها كأخ لانها يتيمه ومكسورة، بس بعد كده اكتشفت نيتها الدنيئة وقدرت افهم في أول فرصة هى عاوزه ايه، وفجأة لقيتك قدامى معرفش ازاى بس كان باين انها كانت عامله الخطة ومرتبه ليها أوي اتمنى تصدقى كلامى لأنه هو ده اللى حصل…..
التمست مصداقيته وندمه الشديد لكن عليها أن تثقل بعض الوقت لكى لا يعيدها مرة اخرى لتقول بمكر مخادع:
وانا صدقتك بس صعب اسامح علطول كده اتمنى تفهمني…
صوب نظراته اليها بشوق يملئ قلبه علها ترى أن ما يعانيه يضاعف ما تعانيه هى بألاف المرات لتتوه النظرات بينهما فى هدوء حتى قطع الصمت قائلاً:
تفتكرى واحد عاش عمره مستنيكي هيجى بعد العمر ده كله يضيعك من أيده انتى عارفة يا سلمى، انا مستحمل من زمان اليوم اللي هتنكتبي فيه على اسمى ف ياريت متضيعيش فرحتنا ومتقسيش علي اكتر من كده…
التمع الدمع فى عينيها افكارها تقودها للحافة تسامحه وتنسى فعلته، أم تلجأ لخيار البعد؟ لكن مهلاً وماذا عن قلبي هل حقا سيصمد عن البعد والفراق لتقول:
انا محتاجه وقت افوق يا مروان محتاجه ارتب افكارى لسه مفوقتش من الصدمة خايفة اندم بعدين…
نظر الى عينيها بعمق وهو يقول :-
“لم أخونكِ، حتى بأفكاري”
تطلعت له بصمتٍ،وهى تعلم صدق حديثه حتى لو كان هناك ذلةً أوقعته فى ذنبٍ لكنه تائب، معترِفٍ بما أخطأ .
استرسل حديثه بهدوء يصاحبه ألم وخوف من القادم:
خدى كل وقتك، اغضبى ازعلى، اعملى كل اللى نفسك فيه، بس بلاش تبعدى عنى انا محتاجلك، وذهب مسرعًا من أمامها يدارى ضعفه وحاجته الشديدة لقربها….
♡♡♡♡♡
اجتمعت الفتيات بعد انتهاء المحاضرة فى كافيه الجامعه يتبادلون أطراف الحديث تحت ضحك ومرح “روان” المعتادين عليه دائماً
لتقترب فتاة من نفس فرقتهم تردف بغل:
كل اللمة دى عشان روان؟
لترد سمية بحب:
اكيد دى وردة الجامعه وانتى زعلانه ليه؟
لتتكلم فتاة تدعى جودي:
مش فاهمه يعنى انتى مضايقه اوى ليه؟
أجابت ياسمين بغرور:
اصل الصراحة مش شايفه فيها حاجه تستاهل لمتكم حوليها كده!
تحدثت روان بعد صمتها من اول الحوار لترتسم بسمة ثقة ملء شفتيها:
لا حول ولا قوة الا بالله بجد انتى انسانه مش طبيعية ايه يا بنتى الحقد ده كله هو انا اكلت اكلك؟!
أردفت بنفور وهي ترحل:
بيئة بجد وواخده صيت على الفاضى…
نظر الجميع ل روان التى رددت بصدمة:
مش معقول دى انسانه مستفزه بجد ايه كمية الحقد ده والله لأعلمها درس عمرها ما تنساه!
لتنفجر الفتايات فى نوبة ضحك هستيري لتتكلم سمية بغضب:
عيب يا بنات ايه الصوت العالى ده احنا فى جامعة مشتركة…
صمت الجميع فى أسف واستأذنت سمية للذهاب للبيت لأجل والدتها حتى صاحت روان بزعل:
هتمشى دلوقتى طب ملحقتش اشبع منك
أردفت بهدوء:
انتى عارفه ظروفى يا رونا ان شاء الله الايام جايه كتيرهتزهقى منى..
احتضنتها بحب مودعة لها:
تمام يا سو على اتصال بقى انا رايحه ارخم على يامن شويه بالشركة..
♡♡♡♡♡♡♡
فى مقر الشركة وفى مكتب ذالك الوسيم دخل مالك بغضب:
ايه يا استاذ يامن هو ايه الاجتماع المفاجئ ده!؟
أردف الأخر ببرود قاتل:
اجتماع ايه؟ وايه انت داخل وكاله من غير بواب!؟
تطلع له الآخر بنفور:
يا عم ارحمنى روح شوف عمك احمد عامل اجتماع مع الز*فت اللى اسمه فارس وقال ايه لازم كلنا نحضره!
كور كفه بغضب وصق على أسنانه بوعيد حتى سمع الأخر صوت صق اسنانه ليتحدث بهدوء مخادع:
نعم! انت بتتكلم بجد؟ وده من امتى عمك مش ناوى يجيبها لبر وانا لازم اوقف المهزلة دى..
جذبه الآخر بخوف:
اهدى يا يامن متتهورش خلينا بس نشوف الأول هو عامل الأجتماع ده ليه!؟
♡♡♡♡♡♡
فى غرفة صممت خصيصاً لتليق بعائلة السيوفى التف الجميع فى هدوء يتبادلون أطراف الحديث حول تلك الطاولة الضخم يترأسها رأفت وعلى يمينه يجلس احمد و محمود وبالجانب الأخر يجلس الصديق المخادع لأحمد فارس وبرفقته السكرتيره الخاصه به حتى قطع هذا الهدوء دخول يامن ومالك المفاجيء ليجلس فى رئاسة الجهة الأخرى وبجانبه مالك ليدور الحديث في توتر بعد ان تطلع فى هدوء على الأوراق الخاصة بالشركة التي يملكها فارس ليردف ببرود قاتل :
للأسف يا باش مهندس فارس كان نفسنا نشتغل معاك بس الصفقة دى مرفوضة
تطلع له الآخر بغل:
أظن الأوراق قدام حضرتك سليمة ليه الرفض؟!
أردف بتعجب وشك:
انا ليه الحق ارفض او اقبل مليش دعوه بأوراقك بس عرضك معجبنيش ومش هيفيد شركتي بشيء
تحدث احمد بتوتر:
بس انا شايف العرض كويس يا يامن
اعترض موضحاً بهدوء:
انا عن نفسى لاه وده آخر كلام
مالك بنفس النبرة:
وانا كمان لاه وزى ما قال يامن شايف انه مش هيعود على الشركة بنفع لينا
اغلق رأفت الجدال لعدم تطور الأمور للأسوأ أكثر من ذلك:
عرضك مرفوض يا فارس باشا كان يسعدنا التعامل معك بس فرصة سعيدة
تطلع لأحمد بوعيد وذهب يفكر في مخططاته الدنيئة للثأر بهم….
**********
أوقفت سيارتها بهدوء لتهبط منها مهندمة ملابسها فى سكون لا تعلم ان هناك من يراقبها بمشاعر مختلطة بين الرغبة في الأنتقام وبين شيء نبض بداخله لها..
أحكمت حجابها وأغلقت السيارة لتذهب للمصعد حتى سبقتها تلك العيون، وبداخله مخطط للفتك بها وإخماد نار الانتقام.
ضغطت زر المصعد فى انتظار حتى سمح لها بالدخول كان يوليها ظهره، عبثت بأزرار المصعد لتحديد رقم الطابق الذي يمكث به يامن اعتدل فى وقفته مصوبا نظراته اليها فى هدوء مخادع:
مش معقول انتى تانى!؟
نظرت له بتوتر ولم تجيب
اقترب ببطء ليضغط على زر الوقوف ليعلق المصعد حتى صرخت به:
انت اتجننت ايه اللى عملته ده؟
أردف بمكر:
مش هتخرجى من هنا الا لما اصفى حسابى معاكى ولا انتى ناسيه اللى عملتيه؟!
خفق قلبها بجنون خوفاً حتى أردفت بصعوبة:
لا انت مجنون رسمى واقتربت لتعيد تشغيل المصعد فشل حركتها ممسكاً بمعصمها لتنظر له بغضب:
سيب ايدى عشان متندمش على اللى ممكن اعمله فيك؟!
قهقه الأخر بمكر:
ولا تقدرى تعملى حاجه ورينى تقدرى تعملى ايه!؟
شعرت ببعض الدوار يحاصرها حتى حاولت ان تتماسك قليلاً فهتز جسدها لتسقط بين يديه توقفت عقارب الساعة حينها هلع قلبه ليردد بخوف:
هى ماتت ولا ايه؟!
لا بعد ما لقيتك مستحيل اضيعك اقترب من أزرار المصعد حتى اعاد تشغيله ليهبط بسرعة متجها لأقرب غرفة، وجد الممر خالياً فحملها بخوف لسيارته الى اقرب مشفى.
وضعت فى غرفة الطوارئ ليتحدث مع الطبيب بتوتر:
ممكن تطمنى على الحالة اللى جوه دى ممكن اعرف مالها؟!
اردف الطبيب بجدية:
عندها فوبيا من الأماكن المغلقة شكلها قعدت فتره فى مكان مقفول وكانت متوتره وده ادى الى حالة اغماء..
اطمئن قليلا ليتحدث بهدوء:
امتى هتفوق؟
هى حاليا فايقه بس مفيش خروج الا بعد ساعة تحت الملاحظة..
هز رأسه بخفوت ليتجه الى غرفتها طرق الباب حتى سمع صوت خافت يحثه الطارق على الدخول:
اقترب ببطء لتنظر له بصدمة:
انت! انا جيت هنا ازاى؟ عملت ايه فيا يا حقير؟
نظر لها بصدمة:
اهدى بس مفيش حاجه حصلت، كل الحكايه انك وقعتى فجأه اغمى عليكى شيلتك وجيبتك هنا مكنتش اعرف انك جبانه اوى كده.!
اشاحت بوجهها عنه فى خجل وغضب:
وانت ازى تشيلنى كده انت اتهبلت حتى سمحت لنفسها بالبكاء
تطلع لتغير حالتها فى دهشة وطريقة بكائها الغريبة حتى تحدث بأسف:
طب ممكن تهدى انا والله عقلى وقف لما شوفتك وقعتى بس مكنش قدامى حل غير انى اوديكى لأقرب مستشفى؟
حاولت الحديث وسط بكائها لتردف بغضب:
مفيش اى مبرر يغفرلك انك تلمسنى، كنت نادى لأى حد هقول ايه انا دلوقتى ل ربنا ولا ازاى هقدر اقول لزوجى فى يوم من الايام انى وقعت وواحد غريب شالنى حرام عليك بجد وازداد بكائها بحسرة
الجمت الصدمة لسانه صوت بكائها، وسبب تكورها على ذاتها غضبها الشديد من فعلته، خوفها من ربها على شيء خارج ارادتها، واه من خوفها الله فى نفسها وقلبه لماذا يؤلمه عليها هكذا لما يستطيع ان ينطق بحرف أخر ليخرج من الغرفة مسرعاً لأقرب مقعد محاولاً تهدئة ضربات قلبه لقد أعلنت الحرب عليه…
“ماذا فعلتِ بقلبي! ينبض لكي دون علمى كيف لكي ان تكوني بهذا الطهر ستكونينَ لي رغم أنفي ورغمًا عنكِ”
يتبع…
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية قتلني قلبي ) اسم الرواية