رواية جسور و جميله الفصل السادس 6 - بقلم دينا جمال
الفصل السادس
مختار بضيق : عايزة تعرفي جميلة فين ، اقولك جميلة عند جسور السيوفي
اتسعت عيني صفاء بفزع : اننتت بتتقول ايه جميلة عند جسور ، عند ابني
هز مختار رأسه إيجابا بحسرة
صفاء بفزع: طب طب هو يعرف أنها بنت اخوك يعرف انك عمها
مختار: اكيد يعرف دي حاجة مش صعبة علي جسور انه يعرفها
صفاء بفزع: هينتقم مننا فيها أنا عرفاه جسور نسخة من سليم
مختار غاضبا: قسما بربي لو فكر يأذيها لهقلته
صفاء سريعا: لاء يا مختار أحب علي يدك دا ولدي
مختار بحدة : ودي بنت اخويا ، وصاني عليها قبل ما يموت ، كفاية أوي الي رامي عمله فيها مش هيجي جسور دا كمان يكمل عليها
صفاء: طب روح هاتها هنا وابعدها عنه وخلاص
مختار : ما ينفعش ماهر قالي إني متراقب وإن الناس الي قتلوا هشام بيدوروا علي جميلة في كل حتة
صفاء: طب خليني اكلم جسور ، افهمه ان البنت مالهاش ذنب
مختار غاضبا: تاني يا صفاء بقالك كام سنة بتحاولي تتصلي بيه كل مرة يقفل السكة في وشك ، كل مرة يقولك أنا امي ماتت ، آخر مرة فاكرة قالك
انسابت الدموع من عيني صفاء وهي تتذكر آخر مرة كلمت فيها ابنها
" صفاء بلهفة: جسور ، يا حبيبي انا امك
جسور بحدة: انتي ما هتزقيقش قولتلك أنا امي ماتت
صفاء بلهفة: لاء يا ابني اسمعني بس
جسور بحدة: اوعاكي تتصلي اهنه تاني ، أنا امي ماتت يوم ما حطت راسنا فى الطين وهربت من أبوي
ثم أغلق الخط في وجهها لتنهار صفاء باكية من قسوة ابنها
فاقت من شرودها علي يد مختار تربت علي كتفها برفق
مختار برفق: أنا آسف يا صفاء ما كنتش اقصد ازعلك ، أنا بس قلقان أوي علي جميلة ومش عارف جسور ممكن يعمل فيها ايه
صفاء باكية: أنت عارف أنا بحب جميلة اد ايه وعارف اني بعتبرها بنتي الي ربنا عوضني بيها عن سهر عشان كدة بقولك خليني اكلم جسور
مختار : لاء يا صفاء كل مرة بتكلميه بيهينك ويقفل السكة في وشك المرة دي لاء يا صفاء أنا هتصرف
اتسعت ابتسامته الخبيثة وهو يقف خلف الباب
كان يريد فقط أن يطلب من والدته بعض الماء فسمع القصة كاملة عاد ببطئ يتسند علي قطع الاثاث الي أن وصل الي فراشه فتسطح عليه
رامي مبتسما بخبث: دي احلوت أوي ، يعني ماما كانت متجوزة وأنا عندي أخ جسور ، وجميلة عند جسور ، وجسور بيكره ابويا وأمي لسبب ما اعرفوش ومش لازم اعرفه وماما بتقول إن جسور هينتقم منهم في جميلة
حلو أوي يبقي أنا لازم أوصل لجسور في أسرع وقت قبل هما ما يوصلوله وعلي رأي المثل أنا واخويا علي ابن عمي قصدي علي بنت عمي
التقط رامي هاتفه سريعا
هاني بمرح؛ ابو رامي حبيب قلبي يا كبير
رامي : ما هو أنت لو بتسأل يا واطي كنت عرفت اني في المستشفي صحوبية معفنة
هاني: في المستشفي ليه ياض ، أنت مش قولتلي انك رايح للعروسة وفضلت تقولي الليلة ليلتي وهاخد حقي ايه بقي الي وداك المستشفي
رامي بغل: بنت ال××××× ضربتني بالسكينة وهربت
هاني : لا واحدة واحدة عليا يا شقيق وفهمني
قص عليه رامي ما حدث
هاني ضاحكا بشماتة : مش قولتلك أجي اساعد قولتلي لاء أنا هعرف اتصرف لوحدي ، شوفت الي ياكل لوحده يزور وبصراحة بنت عمك دي صاروخ كانت طالعة من عيني ، بس أنت لازم تاخد حقك دي علمت عليك
رامي : عشان كدة أنا اتصلت بيك ، أنا طالب منك خدمة
هاني : رقبتي طبعا بس أنت عارف كله بتمنه
رامي: عارف ما تقلقش ، أنا عايزك تجبلي عنوان جسور السيوفي
هاني : مين دا ياض
رامي : بعدين يا هاني هقولك المهم أنا عايز العنوان في اسرع وقت يا هاني
هاني : آمين ، اديني يومين تلاتة والعنوان يبقي عندك بس ما تنساش الشخاليل
رامي بضيق : يا عم مش ناسي ، ما تتأخرش فاهم
هاني : فاهم ، سلام يا صاحبي
اغلق رامي الخط شردت عينيه بغل وهو يتذكر
Flash back
دخل الي منزله متوترا ببقبض علي تلك الورقة في يده ، تقدم حيث يجلس أبيه
مختار : هاااا ، البيه عمل ايه
رامي بتوتر : اصل انا يعني اصل النتيجة
خطف مختار تلك الورقة من يد رامي
مختار بحدة: وريني
فتح مختار الورقة لتتسع عينيه بصدمة
مختار غاضبا: 60% ، يا فاشل يا صايع بعد كل التعب والفلوس الي اتصرفت في الدروس جايب في الاخر 60% دول يدخلوك ايه ما تنطف
رامي بتوتر: يا بابا أنا قولتلك أنا ما بحبش الفيزيا والكيميا والاحياء وأنت الي اصريت ادخل علمي علوم زي جميلة بنت عمي
صفعه والده علي وجهه بقوة : اخرس يا فاشل أنت فين وجميلة بنت عمك فين ، أنت عارف جميلة جابت كام 98،5 رفعت راسي أنا وابوها ، إنما أنت صايع وفاشل غور من وشي
كان يضع يده على خده الذي صفعه والده ينظر له ودموعه حبيسة في عينيه ، زاد كرهها في قلبه أكثر هو بالأساس يكرهها ويكره حب والده لها ، أقسم في تلك اللحظة علي أن ينتقم منها شر انتقام علي ما يحدث له بسببها
Back
رامي بغل: يا أنت يا انتي يا جميلة ، مش هسيبك لو آخر يوم في عمري هدمرك
____________________________
وقفت في مطبخها الصغير تغسل الاواني بعد رحيله فقد استأذن مباشرة بعدما اتصلت اخته به
تذكرت كلماته بعدما خرج من منزلها
Flash back
جسور: تصبحي على خير
جميلة : وأنت ما اهله متشكرة أوي يا جسور بيه علي مساعدتك
جسور: انا الي متشكر علي العشا الجميل دا
جميلة باحراج: عشا ايه بس دا كان طبق مكرونة
جسور: واااه ومالها المكرونة نعمة ربنا كلها زينة
ابتسمت ابتسامة صغيرة وهزت رأسها إيجابا
جسور: اتلفحي بالغطا زين اهنه الجو بيسفح هوا دلوقيت
قطبت حاجبيها بدهشة فهي لم تفهم حرف واحد مما قال
جميلة: ايه
جسور بضحكة صغيرة: قصدي اتغطي كويس الجو برد في الصعيد عن القاهرة
جميلة بتلقائية : حاضر يا بابا ، أنا آسفة قصدي يا جسور بيه
نظر لها احدي نظراته الغريبة المبهمة ولم يرد علي تلك الجملة
جسور: اقفلي الباب عليكي كويس ويلا خشي تصبحي على خير
جميلة: وأنت من اهله
دخلت جميلة واغلقت الباب خلفها جيدا واستندت بظهرها عليه وعلي شفتيها ابتسامة صغيرة
لمحت عصاه الابنوس السوداء موضوعه بجوار الطاولة
جميلة : ايه دا ، دا نسي عصايته
فتحت الباب سريعا لتنادي عليه
جميلة : جسور بيه
التفت حولها فوجدته بالفعل قد غادر ، فعادت تغلق الباب مرة اخري
جميلة : طب وأنا هعمل ايه دلوقتي ، أنا مالي مش هو الي نسيها يبقي يجي ياخدها ، أنا هروح اغسل المواعين احسن
Back
انهت غسيل الاطباق واتجهت الي غرفتها لتنام فوجدت عصاه مكانها ، ذهبت ناحيتها وامسكتها بين يديها
جميلة بضيق: هي مالها تقيلة ليه كدة
ارتسمت ابتسامة عابثة علي شفتيها فانتصبت في وقفتها وامسكت العصاه كما يفعل ورفعت راسها لاعلي بشموخ
جميلة : هو كان بيقول ايه ، ايوة كان بيقول انتي ايه هنا لاء كان بيقول حاجة تانية انتي اهنه ايوة صح اهنه ، احم احم
انتي اهنه في أرض جميلة السيوفي
جميلة ايه أنا بدأت اهيس اسمه جسور ، احم احم كلاكت تاني مرة
انتي اهنه في أرض جسور السيوفي
جدو جسور ههههه شكلوا عجوز اصلا ويقولي أنا عندي 35 سنة دا تلاقي عنده 95 سنة وبيستعبط ، يلا أنا مالي أنا هروح انام
استندت علي عصاه الابنوس تقلده وهو يمشي الي أن وصلت الي غرفتها فوضعت عصاته بجانب فراشها واستقلت علي الفراش لتغط في نوم عميق
________________________________
وصل جسور الي سراياته فوجد اخته مازالت مستيقظة تنتظره
جسور بضيق : كنت خابر انك ما هتنميش
سهر : أنام كيف يا اخوي وأنت برة ، هروح اسخنلك الوكل
جسور: لع أني طالع اتسبح وأنام
سهر : واااه يا اخوي هتنام من غير وكل
جسور بضيق: قولتلك ما عاوزش أكل عاد يا سهر ، يلا روحي نامي جنب ولدك ، تصبحي على خير
سهر ؛ وأنت من اهله يا أخوي ، صحيح يا اخوي
جسور بضيق: ابااي عليكي يا سهر عاوزة ايه
سهر : فينها عصايتك يا اخوي
اتسعت عينيه بصدمة عندما تذكر انه نسيها في منزل جميلة
جسور: هتكون فين يعني يا سهر في العربية
سهر : من ميتا وانت بتتحرك من غيرها من ساعة ما بقيت عمدة البلد كليتها
جسور بضيق: بطلي حديتك الماسخ دا عاد أنا طالع انام
صعد إلي غرفته بعدما اخذ حمامه تسطح علي فراشه يحرك تلك القلادة بين يديه شارد في ذكريات مضت منذ عشرون عاما ليبتسم تارة ويعقد حاجبيه غاضبا تارة وتلمع عينيه بالحنين تارة أخرى
قام من مكانه واخفي القلادة في مكانها ثم عاد يستلقي علي السرير يفكر في القادم الي أن غلبه النعاس
________________________________
صاح صوته غاضبا يرج جدران المكان
وبعدين معاكوا بقالكوا شهر من ساعة ما هشام مات بتدوروا علي المعلومات
رد احد الرجال : يا باشا احنا مش ساكتين احنا قلبنا الدنيا علي بنته فص ملح وداب
يا شوية اغبيا أنا ما قولتكوش دوروا علي بنتوا أنا بقولكوا دوروا علي المعلومات الي هشام خدها مننا دي فيها رقبتنا كلنا
رد رجل آخر: يا باشا رامز باشا هو الي قالنا ندور علي البنت
وكان رده صفعة قوية نزلت علي وجه ذلك الرجل ليصيح في وجهه غاضبا : أنت بتاخدوا اوامركوا مني ولا من رامز يا اغبيا
رد الرجل مرة أخري: يا باشا احنا قلبنا بيته حتة حتة مالقناش اي حاجة
رد زعيهم غاضبا : طب وأخوه
رد الرجل مرة أخري: قلبنا مكتبه حته حته دا حتي جبنا واد من الي بيتفتح الخزن وفتحنا خزنة مكتبه مالقناش فيها اي حاجة ممكن تفدنا
زعيمهم: وشقته
الرجل: لاء يا باشا شقته ما بتضفاش خالص ، دايما حد فيها وأنت قايلنا يا باشا نتفتش وما حدش موجود
زعيمهم: ماشي قريب أوي شقة أخوه هتفضي ساعتها تقلبوها حتة حتة ما تسيبوش شبر واحد من غير ما تقلبوه فاااهيمن يا اغبية
رد عليه كل من كان واقفا : فاهمين يا باشا
__________________________________
في صباح اليوم التالي
كان جالسا على كرسي مكتب مدير المستشفى
واضعا قدما فوق اخري
وذلك الرجل يقف امامه يرتجف خوفا
نبيل بخوف: ياااا بيببباشششا ، أنت سيادتك
جسور ضاحكا بسخرية : هتهته زي الحريم اياك
نبيل بخوف: يا باشا افهمني أنا
جسور غاضبا: أنت ايه يا نبيل أنت احقر من انه يتقال عليك راجل ، لما تسيب الحريم لنص الليل في المستشفى وتروح أنت ، قسما بربي يا نبيل لو عملت اكدة تاني لهشيل كلمة ذكر من البطاقة
هز نبيل رأسه إيجابا عدة مرات سريعا من شدة خوفه
نبيل بخوف : حاضر يا باشا حاضر
________________________________
في الخارج
جميلة: عطيات هو في ايه في المستشفى
عطيات بخوف: اسكتي يا داكتورة بيقولوا جسور بيه اهنه وبيقولوا كمان انه هزق مدير الصحة عشان مشي امبارح بدري ، عن إذنك أنا هروح اشوف شغلي قبل ما يجي يطين عيشتنا
هزت جميلة رأسها إيجابا فرحلت عطيات وبقيت جميلة في مكانها شاردة تفكر حتي سمعت صوته خلفها
جسور بضيق: واقفة عندك ليه يا داكتورة
جميلة بعند: it is not of your business
(هذا ليس من شأنك )
جسور ضاحكا في نفسه لم يعرف لما تعتقده جاهل ولن يفهم كلامها : اباااي بتبرطمي تقولي ايه
جميلة في نفسها: احسن دا طلع جاهل ما بيفهمش انجليزي
جميلة بابتسامة صفراء: ما بقولش
اقترب جسور منها خطوتين وهمس بجانب اذنها : it is my main business to your know
( لمعلوماتك دا شغلي الاساسي )
اتسعت عينيها بصدمة: أنت انتتت بتتكلم انجليزي
جسور ضاحكا: وفرنساوي وايطالي والماني وصعيدي
جسور بخبث : Tu es moi
جميلة ببلاهة : هااااا ، يعني ايه
جسور غامزا : في الآخر هتعرف
ثم تركها وغادر هكذا بهدوء
جميلة: مجنون والله مجنون بس يعني ايه الكلمة دي ،وأنا مالي تلاقيه كان بيشتمني اكيد ربنا يسامحه لو كانت شتيمة
___________________________________
في تلك الشقة المطلة علي البحر الابيض المتوسط في احدي العمارات الفخمة في اسكندرية
كانت جالسة على الاريكة تهز قدمها بعصبية عندما صوت الباب يفتح دخل كالعادة يترنح من كثرة المشروب
فقالت ساخرة: حمد لله على السلامة ما لسه بدري يا بيه
رامز بضيق : اووووووف ابتدينا بقي عايزة ايه يا نهي
نهي غاضبة: عايزة اعرف اخرتها يا رامز هتفضل حابسني في الشقة دي لحد امتي
رامز بحدة: انتي ما بتزهيقيش يا نهي اديكي شايفة الزفت الي انا فيه بعد ما خلاص قولنا شغلنا هيتظبط ، طلعلنا الي اسمه هشام دا وخد معظم المعلومات عن الشبكة بتاعتنا ويوم ما خلصنا منه ابن ال××٠٠ خافي المعلومات ومش عارفين نلاقيها
نهي غاضبة: دا مش شغلي أنا صبرت عليك كتير وخلاص زهقت والا والله يا رامز هقلب التطرابيزة علي الكل وهروح لجسور واقوله أن مراته وبنته لسه عايشين وان جوز اخته هو السبب
•تابع الفصل التالي "رواية جسور و جميله" اضغط على اسم الرواية