رواية معشوق الروح الفصل السابع 7 - بقلم اية محمد
****آلغاز💣******
هبطت بقلب مرتجف وتقدمت معه لتقف أمام المقبرة التى تحمل أسم مشابه لها بعين من الصدمة ، تأمل نظراتها بسكون ثم أقترب ليقف أمام عيناها قائلا بصوتٍ مؤثر بفعل الصدمة :_ أنتِ مكتوبة ليا أنا يا ليان
كادت ان تتحدث فرفع يديه على مسافة من فمها لتلتزم الصمت ،طافت عيناه بعيناها فسحبها وهو يتوجه للمقبرة ليخرج صوته بجزيئات الآنين :_عبرت بحبي ليها بالجواز كانت أمنيتى أشوف البنت الا حببتنى فى الحياة
إبتسم بحزن لامع :_سعادتى لما بقيت زوجتى متتوصفش وأهمها وهى بترفع النقاب عشان أشوفها عشت معاها أحلى أيام ممكن أرسمها
كانت تنصت له بشعور مريب يختل بين الغيرة والحزن فتطلع لها قائلا بنبرة ساكنة :_كل أحلامى أتحطمت من خمس سنين وجهت الموت وفوقت على حقيقة بشعه حقيقة أتقبلتها وأنا واقف هنا أنها خلاص سابتنى حسيت أن الدنيا واقفت خلاص الأمل زال الحياة الا أتقدملتى من خمس سنين خالتنى عاجز أنى أفكر فيه
قطعت حديثه بهدوء:_طب وأنا علاقتى أيه بكل دا ؟!
طال صمته وهو يتأملها فأقترب منها قائلا وعيناه تتحاشي النظر لها :_أحنا لازم نكون مع بعض
ألتسمت ملامح السخرية على وجهها :_عشان إسمى ليان على أسمها !!
قاطعها بصوتٍ ثابت للغاية :_لا عشان وجودك جامبي بالوقت الا كنت بفارق الحياة وأنتٍ أتبرعتيلى بدمك وقدمتيلى حياة جديدة عشان الزمن يدور وأظهرلك بالوقت الا احتاجتينى فيه وأعمل نفس الا عملتيه..... عشان قلبي الا بيحس بوجودك مش لأن الدم واحد لآنك عشق الروح يا ليان
صدمت من حديثه وتذكرت منذ خمس أعوام حينما كانت بالمشفى مع رفيقتها وعلمت بأن هناك أحداً ما يسارع للحياة وهى تحمل الأكسير له ،كادت أن تنسى الأمر ولكن شعرت بأن دقات قلبها تكاد تتوقف عن الخفقان ، نداء مكبوت مستميت كان يدفعها ..
رفعت عيناها له فأكمل قائلا بزهول :_ليه مع خروج ليان من حياتى تظهرلي ومع خروج البنى أدم ده من حياتك أظهرلك ؟!!
ليه أول ما شوفتينى حسيتى أنك تعرفينى قبل كدا ومتسألنيش عرفت أزاي لأنه كان واضح عليكِ جداً ...بلاش دا ليه دايما بدعى ربي أنك تكونى ليا من غير ما أشوفك أو أعرفك غير مرة واحده !! وليه بنتقابل وقت الأحتياج لو عندك تفسير منطقى للبيحصل دا ساعتها ممكن تفكيرى يهدأ .
وزعت نظراتها بينه وبين المقبرة بخوف من التفكير فالأمر جنونى بعض الشيء ...
أقترب منها قائلا بعين تزيح النظرات عنها :_كل دا يا ليان مؤاشر اننا لبعض
رفعت عيناها له فشعرت بأنها بحاجة للبكاء أو الأبتسامة لا تعلم ما تشعر به سوى الهرب من أمام ذاك الغامض فقالت بهدوء محفور بالرجاء ؛_ممكن أمشى من هنا لو سمحت ؟
مالك بتفهم :_هسيبك تفكري كويس
لم تسنح لها الفرصة بالرد فهرولت للسيارة بخوف أو هرباً من نظراته ولكن لم تستطيع الهرب من محارب كلماته لتعلم هى الأخرى بأن هناك رابط ما يحيل بينهم ...
****************
بالشركة
ولج سيف لمكتبه بعد أن علم بأن الفتاة بأنتظاره بالخارج، خلع جاكيته وتوجه لمقعده ليستمع صوت طرقات فأذن للطارق بالدلوف ..
دلفت تقى للداخل وهى تتأمل المكان بأعجاب وزهول فلاول مرة تأتى لذاك المكان ، أنهت جولتها بصدمة وجود سيف بالغرفة وعلى المقعد المخصص ..
لم تكن صدمته أقل منها فوقف يتأملها بزهول :_أنتِ أيه الا جابك هنا ؟!
أجابته بهدوء ورسميه :_واضح أن يزيد أختارك عشان تدربنى على الشغل
ردد بصدمة :_أنتِ عايزة تشتغلى!
تهربت من عيناه :_لو معندكش مانع
زفر بغضب فقال بصوتٍ يحمل الهدوء المصطنع :_أتكلمى بأسلوب أحسن من كدا يا تقى
رمقته بنظرة غامضة كأنها تشتاق لسماع إسمها من بين شفتيه ..كأنها بحاجة لسماع صوته حتى ولو ثار عليها بالغضب ..تعشقه بنهاية المطاف فربما علمت الآن لما الهوس أرقى درجات الجنون ..
أخفضت نظرتها سريعاً وتوجهت للخروج فتوقفت حينما صاح بتعجب :_راحة فين ؟!
استدارت بوجهها :_هخلى يزيد يشوف حد يفهمنى طبيعة الشغل واضح أنك مش متقبل فكرة نزولي فمش محتاج تبرر الرفض
جلس على مقعده قائلا بحذم :_أوك يا تقى نتعامل بحدود الشغل أتفضلى
وأشار بيديه على المقعد المقابل له فخطت للداخل بخطى مرتجفه وجلست تنتظره بالبدء ،أخرج اللاب الخاص به وشرع بتوضيح مهامتها ..
***************
وقفت السيارة أمام منزلها فتبقت ساكنة محلها كأنها لم تشعر بأنتهاء الطريق ، رغبة خفقان القلب تزهقها بأن تظل جوار الحمى ودفء الهمس يحاورها بأن تتحلى عن الألم والآنين....
رفع عيناه من على مقبض السيارة يتأمل سكونها بصمت وشعاع منير بعيناه الفريدة من نوعها ..
رفعت عيناه فألتقت بطوفان خاص بسحر العينان لتهرب كلماتها وينثدر العطر الخاص بفنون قرأة لغات العيون ....تخلت الأرواح عن مقاعدها ليعد الجسد للحياة حينما هطلت الأمطار كالصاعقة فشرعت بأسترجاع الروح للجسد مجدداً ..
تأملت ليان الأمطار بضيق ثم فتحت الباب لتهبط سريعاً قبل أن تبتل ولكن شيء ما منعها وجعلها تستدير لتجده مالك يتمسك بمعصمها ...
خرج صوته الساكن :_فاكري يا ليان .
يا الله ليان ...هو أسمها نعم هو فقد أوشكت على نسيانه !! ..أو ربما أوشكت على نسيان حياة بأكملها ..
جذبت يدها سريعاً وولجت مسرعة للمبنى قبل أن تبتل تحت نظراته الساكنة لها ....
غادر مالك بسيارته وهى تتأمله من الأعلى ...غادر وهى تشعر بأن قلبها يتلون بظلام مخيف ، تعالت أصوات الآنين بقلعة النبض لتتمرد على حصونها لتؤكد لها بأن الرابط ليس توحد الدماء ولكن توحد الأرواح ..
صعدت الدرج بأبتسامة خفيفة حينما تذكرت كلماته ونظراته التى جعلتها كالبلهاء أمامه ، أنقلبت السعادة حزن حينما علمت بأن النظر له ليس مصرح لها وتيقنت بأنها تريده الآن لها فربما تصريحه بالزواج منها ليس جنون كما أعتقدت ..
************
وقف محمود أمام القصر فهبطت منار قائلة وعيناها أرضاً :_شكراً يا دكتور
أخفى بسمته على كلمتها وتأمل القصر بأعجاب فهو يتذكر بأن مالك ويزيد كان يسكنون بشقة أقل من المعتاد فكيف لهم بذلك..
أفاق على صوت سيارة تقترب منهم فأعتدلت منار بوقفتها والأبتسامة تزداد حينما رأت يزيد يهبط من سيارته ويقترب منهم قائلا بتعجب لرؤية السيارة الغريبة عن القصر :_فى حاجه يا منار ؟!
إبتسمت قائلة برقة :_دا دكتور محمود صديق مالك
تنغامت كلماتها بتذاكر لأخبار مالك له من قبل فأقترب منه قائلا بعدم تصديق:_طول عمري بقول عليك واطى يعنى جوا البيت ومش عايز تنزل .
سماعه لصوت يزيد جعله يتذكره جيداً فهبط من سيارته قائلا بفرحة هو الأخر :_يزيد نعمان
أحتضنه يزيد وهو يتأمله قائلا بحزن :_كبرنا ياض
تعالت ضحكات محمود قائلا بسخرية :_لا أتكلم عن نفسك أنا لسه شباب حتى لا أتجوزت ولا بفكر الحمد لله .
تعالت ضحكات يزيد بسخرية :_وأحنا يعنى الا بقا عندنا أولاد الحال من بعضه وبعدين هنتكلم هنا تعال تعال
أوشك على الصعود للسيارة فجذبه يزيد قائلا بأبتسامة مرحة :_لا الحرس هيتوالوا الأمر
تعالت ضحكات محمود قائلا بهدوء :_ماشي يا عم ..
وبالفعل دلف محمود للداخل وجلس مع يزيد بالقاعة يتحدثات بذاكريات مرأت منذ سنوات ليعلم منه محمود كيف كافحوا ليصنعوا تلك الأمبراطورية العريقة ويعلم منه يزيد كيف حارب زوجة أبيه وكيف أنها نقلت كافة الممتلاكات لأسمها فعاش هو ووالدته بمنزل بسيط الحال من دخل عمله ..
خرج صوت يزيد بغضب :_وسكت ليه مرفعتش عليها قضية ؟!!
أجابه ببعض الحزن :_مقدرش يا يزيد مهما كان والدة ليان مرضاش أخليها تشوف والدتها كدا أنا بشوف ليان أختى من دمى مش من والدي الله يرحمه وبس
إبتسم يزيد بأعجاب :_لسه زي مأنت يا صاحبي
إبتسم محمود بسخرية :_أهطل وبيضحك عليا هعمل أيه !
رفع يزيد يديها على قدم محمود قائلا بثقة:_بالعكس فى فرق بين الطيبه والا بتقوله ودا قليل فى زمانا يا محمود الفرق بينك وبينا أنك ساكت خوف على مشاعر أختك لكن أحنا مش بس حقنا أتاخد مننا لا دى قتلت أبويا وعمى بدم بارد وعايزة تكمل المسيرة فينا وأخرهم الا حصل مع طارق أخويا
محمود بستغراب :_أيه الا حصل ؟!!
شرع يزيد بقص ما حدث على مسمع طارق المندهش فكما يقال من يستمع ما يحدث لأناس أخرى يعلم قدر ما به فيحمد الله كثيراً ..
طال الحديث بينهم فعرض يزيد عليه أن يترك عمله وينضم لهم بالشركات فرفض بشدة وأخبره أنه يعشق عمله فبعد عدد من الجدلات أتفقوا على مدولة العمل بعد المحاضرات بالشركات ليصبح محمود المسؤال الأول عن قسم المتعلقات المالية بشركات نعمان ..
**************
بالشركة
انهى سيف ما بيده فأستدار ليجدها تطبق ما أملاه عليها بحرافية نالت أعجابه ..
رفعت الحاسوب قائلة بخوف :_كدا يا سيف
لم تجد رداً عليها فرفعت عيناها لتجده يتأملها بأبتسامة فتكت بها ليكمل بسخرية :_من أول يوم ووشك عمل كدا طب الا جاي !
جذب منها الحاسوب ومازالت تتأمله ألقى نظرة أعجاب قائلا بأبتسامة واسعة :_لا برافو عليكِ بجد يا تقى
رفع عيناه وأكمل :_متوقعتش أنك تفهمى بسرعة كدا و
قطعت كلماته حينما وجدها تتأمله بشرود وعشق يلمع بعيناها قرأ سطور من ريحان تنير بسحاب مكبوتة بعشق سنوات ،ربما الآن يعلم كم كانت تكن له الحب مثلما أخبرته منار ...
أفاقت من شرودها على دموع تهوى من عيناها فألتقطت حقيبتها وهرولت للخارج ببكاء ،نعم علمت بأنها لن تستطيع الصمود بالأيام القادمة اردت العمل لنسيانه ولكنها تجد أن خيوط الغرام والعشق تلحق بها أينما كانت ..
رفع يديه يزيح خصلات شعره بجنون ، أغمض عيناه بألم لشعوره بما يكمن بقلبها ...سؤالا واحد يعاركه بقوة أن كان سيتحمل آنين حبه لأخري حينما يتزوج بها !
**************
خرجت من الجامعه بفرحة كبيرة فأخرجت الهاتف حينما صدح برقم أمل ..
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...دعواتك جيت بفيدة يا أحلى ام فى الدنيا
تعالت ضحكات امل =لا يا قلبي دا تعبك وسهرك فى المذاكرة وربنا سبحانه وتعالى مش بيضيع تعب حد
_الحمد لله قوليلي بقا منار فين ويزيد وأبيه مالك رجعوا
=منار رجعت من الجامعه وطلعت تريح فوق ويزيد رجع تحت مع صديق له أما مالك فلسه مرجعش وبعد التحقيق دا راحه فين ؟
تعالت ضحكات شاهندة :_دايما قافشانى كدا هروح أشوف البت تقى مشفتهاش من زمان
أمل =سلميلي عليها ومتتأخريش يا شاهندة الدنيا قربت تليل
_حاضر لو أتاخرت هخلى سيف أو شريف يوصلنى
=ماشي يا حبيبتى فى رعاية الله
وأغلقت شاهندة الهاتف ثم أعتلت السيارة الاجرة سريعاً من الأمطار ...
*********
توجه للأعلى فصدح هاتفه برقم رفيقه من المغرب فأخرجه قائلا بغضب :_بقيت مكلمنى أكتر من سبع مرات شكلك فاضى
_قولتلك ألف مرة عندى كذا حاجة مينفعش أرجع وأسيبها
_خلاص هشوف كدا لو هرجع فى نفس اليوم اوك
تمام سلام
وأغلق الهاتف ثم دلف للمصعد ليتفاجئ بها
رفعت عيناها حينما ولجت للداخل لتجده يدخل خلفها هو الأخر ، تأملها بتعجب ثم قال بأبتسامة مهلكة :_أنتِ تانى
أخفت بسمتها ووضعت عيناها أرضاً فولج للداخل بعدما أدخل رقم الطابق الخاص به وهى بحالة لا توصف حتى أنها نسيت بأنها بالطابق السابق له .
تأملها بتسلية وهو يرى الخجل المتسرب لوجهها ، بداخله خوفاً بأن يتمرد القلب فتصبح الخدعة هلاكه ويقع بسحر عيناها او ربما قد أوقع نفسه بمحطة خاصة بها ..
وقف المصعد فخرج فراس ثم أستدار لها قائلا بأبتسامة سخرية بعدما طبع على اللائحة الخاصة بالمصعد الدور الخاص بها :_مكنش فى داعى أنك تعذبي نفسك وتوصلينى
كادت الحديث بغضب ولكن قاطعها حينما غمز لها بعيناه ثم اغلق باب المصعد ليهبط بها للطابق الاسفل فيجعلها تعود لأرض الواقع بأنها بلهاء أمام هذا الغامض ..
خرجت من المصعد وهى تتأمل الدرج المودي للطابق الخاص به بأبتسامة خجل وردت وجهها الأبيض فجعلته كتلة من النيران ..رددت كلمة خافتة "غبية"...
أتاها الصوت من خلفها :_أول مرة تعرفى !
أستدارت برعب لتجد شريف يقف أمامها بأبتسامة واسعة فصاحت بغضب :_خضتنى يا غبي
تلون وجهه بالغضب المميت :_مين دا يابت الا غبي هو أنا الا واقف أشتم نفسي ؟!
لم تعبئ به وتوجهت لشقة تقى تطرق بقوة فلم تجد الرد ، أقترب منها شريف قائلا بغرور:_تقى مش هنا ومش هقولك فين خالى غبائك يشرحلك الطريق .
وتركها ودلف لشقته تاركاً الباب علي مصراعه .
جلس امام التلفاز ثم حمل تلك الثمرة الضخمة يلتهمها بصورة مقززة كما اعتقدت شاهندة فقالت بعصبية ؛_أيه القرف الا أنت فيه دا
رفع قطعة منها وهو يشير لها بفخر :_تأخدى بطيخ يابت
تلونت عيناها بالغضب :_فى حد يأكل كدا ؟!!
أكمل تناولها قائلا بسخرية :_مدام شوفتينى يبقى في
أقتربت منه وهى بحيرة من أمرها قائلة برجاء مخادع :_طب يا بشمهندس شريف ممكن تقولى تقى فين ؟
اعتدل بجلسته قائلا بسعادة وهيام :_بشمهندس طالعة منك عسل يابت عشان كدا هقولك الا أعرفه
جلست مقابله له قائلة بسعادة :_قول
شريف بغرور بعدما وضع قدماً فوق الأخري :_ تانى يوم بعد المستشفى الصبح أنا نزلت أجيب عيش عشان أفطر معاهم مالقتش البت ولا أمها
شاهندة بستغراب :_رحوا فين يعنى ؟
أجابها بأبتسامة واسعة:_معرفش
تطلعت له بغضب :_نعم !!!
جذب ثمرة فاكهة قائلا بغضب وهو يلتهمها :_قولتلك الا أعرفه من معلومات هامة جداً
لم تشعر بذاتها الا وهى تلقى بوسادة الاريكة على رأسه قائلة بغضب :_كمل أكل يا شريف أنا غلطانه أنى كلمتك
وتركته وغادرت وهى تتفحص الهاتف وتحاول معرفة إلى أين ذهبت تلك الفتاة ولكن الهاتف أصبح مكون من جزيئات صغيرة حينما أصدمت بالمدرعة البشرية من وجهة نظرها لترفع رأسها بغضب شديد فوجدته أمامها بعجلة من أمره ويرتدى الجاكيت وهو يتوجه للخروج سريعاً
تطلع لها بغضب :_لا كدا كتير
وتوجه للخروج فصاحت بغضب :_يعنى غلطت ومتكبر كمان أنك تعتذر
أيتدار فراس وهو يتفحص ساعته قائلا بلا مبالة :_أسف
أنكمشت ملامحها بضيق وهى تلملم الهاتف :_هعمل بيها أيه هترجعلى الفون ؟!
زفر قائلا بهدوء مخادع :_أنا مستعجل جداً
فرفع المال من جيب سرواله قائلا بسرعة كبيرة :_خدى دول وهاتى فون بدل الا أنكسر
زاد غضبها أضعاف مضاعفة قائلة بسخرية :_لا والله كتر خيرك شايفنى ب
قاطعها مخرجاً أحدى الهواتف الخاصة به قائلا بجدية ألتمستها به:_أسف مرة تانيه دا فون جديد بدون أرقام ومن غير شريحة بس بجد أنا متأخر على الطيارة ومش فاضل غير ربع ساعة فأرجوكِ تتقابلى أعتذاري
لم تشعر بيدها التى تناولت منه الهاتف ..لم تشعر بأنقباض قلبها وهو يسرع بالخروج من المبنى ليلحق بالطائرة التى أخبرها بها منذ قليل ...الحزن يخيم على وجهها بعدما أخبرها بالسفر ...هل ستكف عن رؤيته
أنفضت التفكير به ووضعت الهاتف الذي يلمع بمجموعة من الصور الخاصة به بالحقيبة ثم توجهت للخروج لتجد سيف أمامها ..
رمقها بستغراب "_شاهندة !
أجابته بلهفة :_سيف الحمد لله أخوك هيجبلى ذبحة قلبيه
إبتسم قائلا بتأييد :_أقتله ونخلص كلنا
تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية ؛_ياريت بس هو بيعمل جو مرح كدا فى العيلة سيبه وأمرنا لله
:_لا جايه على نفسك اوى يابت
قالها شريف وهو يقترب منها بنظرات توحى بالقتل فقالت بخوف :_دانا بشكر فيك أهو الحق أخوك يا سيف
رمقه بنظرة فهرول للداخل لتكبت ضحكاتها وتتحدث بجدية :_تقى فين؟!!
وضع عيناه أرضاً فى محاولة للهرب قائلا بتصنع اللامبالة :_عند والدتها
اجابته بزهول :_ليه ؟
حاول التهرب من أجابتها قائلا بهدوء:_راحت مع خالتك وهتفضل هناك على طول
طالت صدمتها فخرجت الكلمات مبعثرة :_أيه ؟ أزاي تقى مكنتش حابه ترجع خااالص !!!
ثم لمعت عيناها بشرارة الشك الذي نقل لمفهوم سيف بأنها تعلم هى الأخرى بحبها له فغادرت للمصعد بصمت ليلحق بها قائلا بستغراب :_راحه فين ؟
أجابته بهدوء :_هروح أشوفها عند خالتو
رفع يديه على شعره بتفكير :_طب أستنى هغير هدومى وهجى معاكِ
رفعت يدها قائلة بهدوء :_هات مفاتيح عربيتك أستناك فيها
قدم لها المفتاح بتفهم ودلف ليبدل ثيابه .
***___****
عاد مالك للقصر فولج للداخل ليتفاجئ بمحمود ويزيد ..
أقترب منهم بعدما خلع جاكيته قائلا بأبتسامة هادئة :_ الأجتماع سري ولا أيه ؟
إبتسم محمود قائلا بسخرية :_أجتماع وسرى مع الغول أتجننت أنا عشان أغلط فى كلمة ألقى رقبتى على دراعي
تعالت ضحكات الجميع ، جلس مالك جوار محمود قائلا بصوت منخفض سمعه يزيد :_والله انا إبتديت أخاف على نفسي منه
محمود بنفس النبرة المنخفضه ؛_ الله يكون فى العون دانا بقالى معاه ساعة وحاسس أنى أقعد مع تريبل أيتش
ألتقط يزيد السكين الموضوع على الطاولة يتأمله بنظرات مريبة لهم ثم قال بصوتٍ ثابت :_شمم ريحة أسمى فى الموضوع
محمود بصدمة :_هو كان فى موضوع أصلا !
تعالت ضحكات مالك قائلا بشماته بعدما صفح محمود :_أهلا بك مع عرين الغول
محمود بسخرية :_عرين وغول طب سلام أنا بقا وأسف لدخول حياتكم بعد السنوات دي .
تعالت ضحكاتهم بسعادة لتجمعهم من جديد .
***********_____***
بالمطار
بعثت رسالة من هاتف الطبيب لهاتف فراس بأن المريضة تخبره بأن امر السفر يكون خفى عن نوال والا أنه لن يتمكن من اللاحاق بها فستكون فارقت الحياة على يد أحد رجالها وهذا ما زرع الشك بقلب فراس ليعلم ماذا هناك بعد أن أخبر رفيقه بأنه سيأتى غداً فأذا بالطبيب يخبره بسوء حالته ويجعلها يهرول سريعاً ليعلم ما الأمر الذي يخص نوال وبه .
***************
بمنزل تقى
إستمعت لدقات الباب المرتفعه فأرتدت حجابها وفتحت لتتفاجئ به أمام عيناها ، حل الصمت على تعبيرات وجهها فقط نظرات إمتلأت بالدمع والآنين لرؤياه ..
أفاقت على صوت شاهندة فتراجعت للخلف حتى يتمكنوا من الدلوف ..
أغلقت الباب والتفكير يشغل عقلها ثم جلست على الأريكة تخطف نظراتها له بأرتباك ..
جلست شاهندة جوارها قائلة بأبتسامة واسعه :_واضح أننا خفينا وبقينا عال
إبتسمت بسمة خافته :_الحمد لله طمنينى عنك وعن يزيد ومالك والكل
وضعت شاهندة حقيبتها :_كلنا بخير الحمد لله ...ثم ألقت نظرة متفحصه على المنزل بستغراب :_أمال خالتو فين ؟
أجابتها بملل :_نزلت من بدري أوي ولسه مرجعتش ...ثم وقفت وتوجهت للمطبخ قائلة بأبتسامة هادئة:_هعملكم حاجة تشربوها
صاحت بغضب :_نعمين ياختى عايزين أكل أنا صايمة والمغرب آذن من نص ساعة
رمقتها بغضب :_وأنا مش بعرف أطبخ ولا أعمل حاجه غير القهوة
شاهندة بحزن :_ولا انا
ثم لمعت عيناهم ببريق لامع فتطلعوا له ليعتدل بجلسته قائلا بتحذير :_مطبخ واكل تانى لا
جذبته شاهندة ببراءة مصطنعة :_وتسيب أختك جعانه يا سيفو
رمقهم بنظرة محتقنه قائلا بغضب :_ألبسو أنزلكم نتعشى بمكان لكن طبيخ والكلام دا أنسوا
وبعد دقائق
شاهندة بغضب :_ركز مع الفراخ يا سيف شكلها أتحرقت
أستدار بوجهه والغضب يشكل قسماته :_مدام شايفة نفسك شيف متتوالى شرف المهمة دي
آبتسمت بسخرية :_سيف مين دانا بفك الخط فى الطبخ بالعافية
رمقها بغضب وأكمل ما يفعله بضيق ....أكملت تقى تقطيع الخضروات بشرود وهى تخطف نظراتها له وهو يرأها ويتصنع بأنه غافل عنها .
حملت شاهندة الأطباق للخارج فوضع سيف الطعام بالأطباق ولحق بها ...
جلست تأكل بتلذذ :_أكلك حلو يا سيفو
رمقها بنظر مميته :_متخديش على كدا أنتِ كمان ياختى
تعالت ضحكاتها قائلة بمكر :_أنا داخله على طمع بعد الأكل
قاطعها قائلا بنبرة لا تحتمل اي نقاش :_خلصى الأكل عشان أوصلك وأخلص من أم الليلة دي
جلست تقى على الأريكة تطلع لمن تجلس على المقعد تلتهم الطعام وتكبت ضحكاتها ..
رفع سيف عيناه عليها قائلا بهدوء :_هتيجى الشركة بكرا يا تقى ؟
تلون وجهها بالتوتر لتذكر نظراتها أمامه فقالت بأرتباك ؛_مش عارفه أنا كنت فاكرة أنى لما هشتغل هرتاح نفسياً من القعدة فى البيت بس
قاطعها بسخرية :_هو أنتِ لحقتى دا يوم واحد عموماً الا تحبيه اعمليه
ثم وجه حديثه لشاهندة بعدنا تأمل ساعته :_يالا يا شاهندة أتاخرتى ويزيد ممكن يزعقلك
أجابته بتفهم وهى تلملم أغراضها :_حاضر
جذب مفاتيحه وغادر للأسفل وهو يشعر بالضيق لما فعله بها بدون تعمد ...
*************
غادر محمود القصر وعاد للمنزل فدلف لغرفة ليان ليطمئن عليها بعدما أخبره مالك مع حدث معها ولكنه وجدها تغط بنوماً عميق يرأه بها لأول مرة حتى أنها لا تشعر بوجوده كالعادة ، داثرها بالغطاء وتوجه لغرفته والتفكير للتخلص من ذاك اللعين يشغل باله ...
***********
أوصل سيف شاهندة للداخل وغادر على الفور ليتوقف بسبارته على الشاطئ فوضع رأسه على مقبض السيارة يحاول التحكم بموجة تفكيره ...
*************
بغرفة يزيد ..
أبدل ثيابه لسروال أسود قصير وتيشرت أبيض ضيق للغاية يبرز عضلات جسده المفتول ثم توجه للفراش على أمل النوم ولكن كالعادة خطفت تلك الفتاة نومه الهنيئ فأبتسم بسخرية على ما فعله فهو يرى نفسه أحمق لسهولة أنهيار حصونه أمامها ..
أخرجه من بحوره العميقة دلوف طارق للداخل قائلا بصوت ينقل ما يشعر به من آلآم :_صاحى يا يزيد ؟
أعتدل بفراشه قائلا بتعجب :_فى أيه ؟
ولج للداخل ثم جلس على الفراش يجاهد للحديث فخرج صوته أخيراً قائلا بحزن :_مش عارف أنسى الا حصل دا يا يزيد البنت دي ذنبها أيه يحصلها كدا ؟
اجابه بسخرية :_أنت بتسالنى أنا ؟!
رفع عيناه اللامعة بالدمع :_مش لقى أجابه غير انى حقير أوى
زفر يزيد وأحتضنه بستسلام قائلا بلهجة مختلفة عن طباعه المتعصبة :_كان غصب عنك أكيد بعد المخدر القوى دا مكنتش هتبقى فى واعيك عايزك تنسى الا فات وتركز فى حياتك يا طارق
خرج من أحضانه قائلا بسخرية :_أركز أزاي ؟!! أنا بشوفها أدامى ليل نهار مش قادر أنسى شكلها خالص
رفع يديه على خصلات شعره المتمردة على عيناه قائلا بتفكير "_بعد الجامعه تعال المقر أشتغلك كام ساعة وأوعدك هتتهد خالص من التفكير
إبتسم بفرحة :_بجد ؟!
رمقه بنظرة مميته فأبتلع باقى جملته وتوجه للخارج بسعادة ولكنه توقف بتذكار وأستدار قائلا بخوف :_هو أنا ممكن أتجوزها يا يزيد ؟
تطلع له يزيد بصدمة فلم يكن بأوسع مخيلاته ان يكبر أخيه بحديثه لدرجة تحمل الزواج وأعبائه ...هناك عقبة أخرى كيف يخبره بأنها الآن زوجته ؟!!!!!
لم تجد الكلمات مخرج منه فعلم طارق بأنه تفوه بشيئاً محال وغادر لغرفته ....ظل يزيد كما هو متخشب محله من التفكير لم يغلق له جفن فكيف له بمعاصية الله!!! ..لا طالما كان ودود إليه يفعل الطاعات ويبتعد عن المعاصى حتى أنه ومالك أنشئوا مسجد بالشركات والمقر مع تصريح بساعة كامله مع آذان الصلوات ليتمكن الجميع من ممارسة الطاعات دون حجة بالعمل ليس فرضٍ منهم للصلاة ولكن لمن أرد ذلك ..
رأى نفسه خاطئ بحقها فوضع بالحسبان أن يرأها ويتحدث معها
**************
وصلت الطائرة للمغرب فخرج فراس ليجد أحد أصدقائه بالخارج فصعد معه بالسيارة التى توجهت للمشفى ...
ولج فراس للغرفة المملوءة بالأجهزة الطبيبه ليجد من قامت بخدمتهم أكثر من ثلاثون عاماً تقطن على فراش الموت ، مزق قلبه فظن أن حالتها ليست كهذا أقترب منها حينما أشارت له بيدها ودموعها تغزو وجهها قائلة بصوت متقطع :_تعال يا فراس
أقترب منها ثم جذب المقعد وجلس على مقربة منها ليتمكن من سماع صوتها الهزيل ، تأملته قليلا ثم قالت بتعب شديد :_أنا بخدم أبوك من أكتر من تلاتين سنة من لما كان فى مصر وسافر المغرب أتجوز مغربية وعاش معاها هناك وأنا كنت بخدمهم على طول بس المشاكل بينهم مكنتش بتخلص .
أشتد تعبها فأسرع فراس بالحديث :_مش مهم أرتاحى وكملى بعدين
أبتسمت قائلة برضا :_معتش فى بعدين يابنى أسمعنى الله يكرمك
لتكمل بتعب ليس له مثيل وهى تنقل الكلمات :_المشاكل كانت بسبب الخلف فأبوك قال أنها مش بتخلف وعمل مشاكل كتيرة اوى ونهايتها أنه اتجوز نوال
قال بستغراب :_بس بابا متجوزش غير أمى ونوال معنى كدا أن الجوازة الأولنية من أمي ؟
اجابته بتعب شديد :_مش امك يا فراس
:_أيه الكلام الا بتقوليه دا
قالها بغضب شديد بعدما تؤك المقعد وهب بالوقوف فجذبته قائلة بتعب يشتد بقوة :_مفيش واحدة هتقابل وجه كريم وهتكدب يابنى سبنى أقولك الباقى
أنصاع لها فراس وجلس وهو بصدمة ليس لها مثيل فأكملت هى بوجع وهى تجاهد للحديث :_ أول لما عرفت أنه أتجوز عليها أنهارت وطلبت الطلاق ابوك مرضاش يطلقها فسبتله البيت ومشيت نوال فضلت عايشه مع أبوك سنة من غير عيال عمري ما هنسى الا حصل فى اليوم دا
أشار بوجهه فأكملت وهى تجاهد للحديث :_كان أبوك مسافر مهو شغله كله سفر نوال اختفت من البيت لمدة أسبوع وكانت منبها عليا أن لو أبوك أتصل أنى أرد وأقول أنها تعبانه مش قادرة تتكلم.....بره ...فى الحمام المهم أنه ميعرفش حاجه عن أختفائها وبعد ما الأسبوع خلص لقيتها رجعه البيت بطفل صغير لسه مولود ويومها دخلتلي المطبخ ونبهت عليا أنى مش أجبله سيرة أنها كانت بره البيت المدة دي وأنى اقول أن مراته الأولى جيت البيت ورمت الطفل دا .
صدمة اعتلت وجه فراس فأكملت بتعب ودموع :_مكنش قدامى الا الكدب يابنى مش عشان أنها هتقطع عيشي زي ما كانت بتقول لا كنت خايفه على بناتى منها نوال ست شرنية
:_وبعدين
قالها بخوف شديد من القادم فأكملت قائلة بتعب شديد :_لما ابوك رجع وأتفاجئ بيك قالتله أن مراته جيت هنا ورميتك وقالت خاليه يطلقنى وأنا هتنزل عن حضانة الطفل أبوك كان طاير من السعادة انها كانت حامل وفوراً نزل طلق مرأته الأولنية وكتبك بأسمه وبأسم طلقيته لأنه راجل عادل مسمعش كلام نوال وكتبك إبنها
وفاتت السنين والسر متغطى لحد ما بقى عندك 18 سنة أبوك كتبلك جزء من أملاكه وجزء لنوال بس بعد الا حصل نقل أملاكه لدار أيتام كأنه كشف حقيقتها
أجابها بلهفة :_حقيقة أيه ؟
أشتد التعب فقالت بتلهف :_معرفش يابنى كل الا أعرفه انه عرف أنه مش بيخلف فلما راح أتهم طليقته بأنها خاينة لقاها متعرفش حاجة عن الطفل فالشكوك راحت لنوال واجهها والغريبة أنه أتقتل تانى يوم بس طبعاً بعد ما اخد الأملاك منها وأنت سابلك شركة واحده فى المغرب الا نوال أخدتها منك معرفش أزاي !.
تعالت ملامح الصدمة وجهه فقال بزهول ؛_يعنى أنا إبن مين ؟!
أجابته بيأس :_مش عارفه يابنى بس الا أعرفه أن بعد موت أبوك لما عرفت أنها على الحديدة نزلت مصر لأهلها لكن انت إبن مين الأجابة عند نوال نفسها لأنها مش هتستفاد حاجه لما تجيب طفل من الملجئ تربيه أعتقد أن الموضوع أكبر من كدا .
أسند ظهره على المقعد بصدمة كبيرة جعلته كالثليج لا يقوى على الحركة... كيف كان كالدمى بين يدها ؟!! ...من هو ومن عائلته سؤالا تردد على مسامعه إلى أن صعد على متن الطائرة للعودة مرة أخرى لمصر .
***********
زف الليل بشواطئ الآنين وشواطر الروح ...زف ببعض الآلم والجراح زف بآنين من حقيقة مؤلمة زف ببسمة تترسم على بعض الوجه ودمعة تغزو البعض الأخر وسطعت شمس يوماً جديد لتنير بضوء ليس له حدود ..
بقصر نعمان
إستيقظ يزيد من نومه فأسرع بتبديل ثيابه ثم توجه للشركة ليرى هل ستأتى أم ستنهى قصة لم تشرع فى التشكل
صعد لمكتبه فوجدها تجلس على المقعد المقابل له لا يعلم لما أحتلت الفرحة ملامح وجهه ، وقفت تتأمله بخجل من نظراته الفتاكة فرفعت الملفات قائلة بعملية مخادعة :_الملفات أترجعت كويس جداً على فكرة
إبتسم قائلا بثباته المعتاد :_ هشوف بنفسي
امتلأ وجهها بالغيظ فجلس على مكتبه ونظراته تطوفها لتتوجه للخارج ولكنها أستدارت قائلة بتذكر :_أه على فكرة أنا جيت هنا عشان أقولك أنك مغرور جداً .
أنهت كلماتها وهرولت للخارج بسعادة طفولية فجلس على مكتبه والأبتسامة تنير وجهه على من غزت قلبه وأعلنت بأنه يحتل قلبها ...
هرولت سريعاً كمن رأت شبحاً فبعدما ألقت بتهمتها على الغول ماذا تنتظر ركضت لتصطدم بطارق بعدما أفاق من الصباح ولحق بأخيه ليستلم العمل الذي أخبره به ..
رفعت عيناها لترى من يقف أمامها ...
**********
بمنزل محمود
إستيقظ محمود على صوت هاتفه فرفعه ليجد رسالة نصية من يزيد تنص على
"الشركة مش زي الجامعه يا دكتور معاك 10 دقايق وألقيك هنا والا أنت الجانى على نفسك "
قرأ رسالته وهرول للحمام متمتم بخفوت:_وأنا كان مالي ومال أم الشركات هو أنا فالح فى الجامعه وطلابها لما أروح الحسابات منك لله
أعدت فاتن الفطور ولكنها حزنت حينما رفض محمود وهرول سريعاً لسيارته لتودعه بدعواتها الدائمة له فدلفت لغرفة ليان تخبرها بأنها ستذهب لترى شقيقتها لمرضها المفاجئ وأنها ستعود ليلا ..
وغادرت فاتن تاركة ليان توجه مصيراً مجهول على يد حسام الذي علم من رجاله بخلو المنزل من الجميع الا تلك التى حركت غرائزه منذ ان رأها من اللقاء الأول وها هى تحاول التخلص منه بعد أن فضت خطبتها فظنت أنها تخلصت من لعين لا يعينه سوى أرضاء غرائزه الوضيعة ...
......ألغاز ربما أنتهت وربما شرعت فى الأبتداء ....مجهول ...وعشق روحى خالد ...أتحاد....قوة ...أنتقام ....حقائق ستكشف عن قريب أنتظرونى بأحداث نارية بالفصل القادم من .
•تابع الفصل التالي "رواية معشوقة الروح" اضغط على اسم الرواية