Ads by Google X

رواية فجاءته تمشي على استحياء الفصل السابع 7 - بقلم خلود بكري

الصفحة الرئيسية

  

 رواية فجاءته تمشي على استحياء الفصل السابع 7 -  بقلم خلود بكري

"الفصل السابع "
" مرض نفسي سببه كثرة التركمات و هول الصدمات "
____________________
فحصتها الطبيبة بعناية فهتفت بعد مدة قضتها في الصمت الطويل مما أدي قلبه إلى الخوف فقالت بهدوء يصاحبه بعض التوتر :-
ـ المريضة بتعاني من ضغط معين، أو اتعرضت لصدمة قريبًا؟
خفض نظره عنه ثم أردف قائلًا :-
ـ ايوه تعرضت لصدمة وضغط الفترة دي
تنحنحت بهدوء ثم هتفت قائلة :-
ـ للأسف أخت حضرتك اتعرضت لمرض نفسي وهو
« اضطراب ما بعد الصدمة » بجانب أنها بتعاني أيضًا من مرض نفسي آخر ويسمى في الحالة العلمية
« إيذاء النفس غير الانتحاري » ودليله أنها حاولت تأذي نفسها بقطع شرايين يدها
صدمة وراء صدمة وقعت على رأسه فقال بقلق :-
ـ وده علاجه ايه ؟
نظرت له وهي تجيب بهدوء :-
ـ الاضطراب ممكن يقعد علاجه من شهر ل ٦شهور على حسب تقبل الحالة لبروتوكول العلاج ..
ثم تابعت بجدية :-
ـ أما الإيذاء النفسي بيقعد فترة، وليه كذا طريقة للعلاج.
والأفضل في الحالات اللي زي دي أنها تحتجز في مصحة نفسية عشان متأذيش نفسها…
رد عليها بنبرة قَلقة وخوف تجلي على ملامحه :
ـ مصحة لا مستحيل نفسيتها تتعب أكتر وانا معنديش استعداد أخسرها …
وزعت عائشة نظراتُها بين الطبيبة وبين يعقوب فهتفت بألم ممزوج بالقهر :-
ـ أنا موافقة اتحجز في المصحة يا يعقوب يعني مش هيحصل حاجه انا كده كده ميته نفسيًا ..
اقترب يحتضنها بخوفٍ وهو يهمس لها بحنان :-
ـ مستحيل أسمح بكده انتى هتتعلاجي وانتي في بيتك وهتبقي احسن من الاول واكتر..
هتفت الطبيبة حسناء بهدوء :-
ـ ممكن تتعالج في البيت بس هيكون في شروط
طلع بها وهو يقول بجدية :-
وايه هى الشروط دي انا مستعد لاي حاجه ..
قالت الطبية مسترسله حديثُها :-
ـ أولًا العامل النفسي مهم جدًا وممنوع نذكر قدام المريض سبب مرضه أو اي حاجه من اللى كانت سبب في صدمته حاليًا هي كده كده فاكره او عارفه مع الوقت هتتعايش مع كل ده
ـ ثانيًا يا عائشة احكيلي الاعرض اللي بتحسي بيها :
انزوت على حالها ببكاء وهي تنظر لهم بخوف وقلق فخرج صوتها متوتر :-
ـ مش عايزه اشوف حد
تطلع بها بحزنٍ وهو يمسد على كتفيها بحنان :-
ـ متخافيش يا حبيبتي انا معاكي اتكلمي
صمتت قليلًا وهي تحاول الحديث بغير بكاء فخرج صوتها مهزوزٍ :-
انا بشوف كل الناس مؤذية كلهم بلا استثناء حتى ماما معايا في البيت بحس انها عاوزه تأذيني، مش عايزه اكلم حد ولا اشوف حد بحس إن الناس كلها بتكرهني واني وحشه ومش مرغوب بيا ….
استمعت لها الطبيبة باهتمام فقالت بابتسامة حانية :-
ـ كله هيعدي إن شاء الله
دلفت الممريضة إلى غرفة الكشف وبيدها إبرة حقنة مهدئة أشارت لها الطبيبة بصمت وهي تحقنها بهدوء حتى ذهبت بعد مُهله في سُباتٍ عميق..
تعجب يعقوب من هذا الأمر فأردف قائلًا :-
ـ ايه الحقنه دي ؟
ردت عليه معقبةً:-
ـ عشان اقدر اشرحلك مرضها بالضبط
أومأ لها بأن تتحدث فقالت :-
ـ إيذاء النَّفس غير الانتحاري؟
إيذاء النَّفس غير الانتحاريّ هُو محاولة من المريض إن يلحقُ الأذى بنفسه ، عن قصد من دُون مُحاولة قتل النَّفس؛ فعلى سبيل المثال،
لو قام الشخص بجرح جلده بغير بقصد قتل نفسه،
هنا يسمَّى هذا الفعل إيذاء النَّفس غير الانتحاريّ-
أي ليس بقصد انه ينتحر…
ثم استكملت حديثُها قائلة:
ـ اشرح لحضرتك مثال.
ممكن المريض يجرح أو يطعن جلده
بأداةٍ حادَّةٍ (مثل السكِّين أو موس الحلاقة أو إبرة)
حرق الجلد (بسيجارة عادةً)
نظر لها بخوفٍ وهو يقول :-
ـ وده فعلاً اللي عملته عائشة
أكدت حديثه بجدية ثم تابعت :
ليه المريض يعمل كده بقي ! وأنه يحاول يأذي نفسه عن قصد ؟
مفيش سَّبب واضحًا دائمًا،
ولكن قد يكون إيذاء النَّفس طريقةً يستخدمها الأشخاص لمُحاولة:
التقليل من المشاعر التي تُسبِّب الشدَّة أو المشاعر السلبية
أو مُعاقبة الذات بسبب شيء يعتقدون أنَّهم أخطؤوا في فعله
استِجابة لمشاكل في العلاقات يعني ممكن علاقة تدمرت بين شخصين تعمل كده او صدمة في حاجه كانت مفكرها أمان ليها وبقت مصدر خوفها ..

اعتلى الألم قسمات وجهه فأردف بحزن:-
ـ طب والمرض ده علاجه إيه ؟
استقامت بوقفتها وهي تجلب إحدى الصور وتشير له قائلة :-
في نوعين من العلاج عن طريق المعالجة النفسية
وهما:
ـ العلاجُ السُّلُوكي الجَدَليّ :-
وده بيكون من خلال جلسات أسبُوعيَّة وفرديَّة لمدَّة عام،
حيث يقوم الطبيب بمُساعدة الشخص على تعلُّم كيفيَّة ضبط الشدَّة..
وتاني طريقة هي العلاج الجماعي لتنظيم المشاعر:
ـ يُساعد هذا العلاجُ الشخصَ على إدراك الانفعالات السلبيَّة وتقُبّلها
وده اللى حضرتك هتعمله معاها في البيت مع بعض الأدوية اللي هوصفها للحالة .ومع الوقت والعلاج المريض يتعافى تمامًا
ولكن مهمّ جدًا الألتزام بمواعيد مُراجعة الطبيب،
وتكون كل شهر تقريبًا عشان أتأكد إن الحالة بتتحسن
أومأ لها بالموافقة وهو يقول :-
شكرًا لحضرتك يا دكتور على المعلومات دي وبإذن الله شهر أحبها لحضرتك …
أخذها وذهب للبيت بعدما شعر إنها ارتاحت قليلًا فهمس لها بحنان وهي تغطُ في نومٍ عميق :-
ـ لو الدنيا كلها رفضتك انا هنا عشان اقبلك بعيوبك وبتعبك لو وقفت الدنيا كلها قدامي.
______________

اليوم هو الموافق الثلاثاء في أيام الأسبوع فات يومين على تلك الأحداث تابعت رونق أيامها بدعوة كل اليوم أن يكون اختيارها هو الصوب،
طلبت من عملها أجازه بضعة أيام لتحضر لهذا اليوم الموعود خرجت من بوابة المصنع وهي تذكر الله على تلك المسبحة التي ترتديها في إحدى أصابع يدها اقتربت من ذلك المحل الذي يعرض ملابس الزي الشرعي، دلفت بهدوء وهي تنظر هنا وهناك وقعت عيناها على إدناء فضفاض من اللون النبيتي الهادئ أخذته بين كفيها تتفحصه بعناية ثم اقتربت من تلك الفتاة وهي تقول لها :-
ـ هشتري الإدناء ده ممكن اقيسه
أشارت لها على مكان البروفات وهي تقول بكل أدب :-
هناك يا فندم تحت أمرك نورتي المحل
ابتسمت لها بخفه وهي تقول :-
ـ شكرًا للطفك الطيب
ثم ذهبت لتلك البروفا وارتدت ذلك الرداء الذي سلب عقلها لشدة براحة وهدوءُ فقالت بابتسامة عذبةٌ:
ـ جميلة جدًا القاصه دي هشتريه
خرجت بهدوء ثم ذهبت لتحاسب الكاشير بعدما انتقت خمار يتماشى معه،
في طريقُها وجدت رجلًا يبيع تسالي الحرنكش فأسرعت إليه مبتسمة وهي تقول بهدوء :-
ـ السلام عليكم يا عمي لو سمحت عاوزه ب ٥٠ج حرنكش
قال الرجل مبتسمًا بمرح :-
"حرنكش حرنكوش واللي ياكله مينسهوش "
ابتسمت في سرها وهي تتذكر أيام الطفولة عندما كانت تُبقي مصروفها لتشتري بهِ هذه الفاكهة المحببة لقلبها ..
مشت بخطى متثاقلة تتذكر تلك الأيام المريرة وكيف مر القحلُ المر عليها، سنين من عمرها قضتها بين حنان الأهل وظلم المجتمع، لكن إيمانها بالله كان قد بني في قلبها حاجزًا متين من إضلال عقلها عن السخط على أمر الله فحمدت الله سرًا وهي تقول
"ولسوف يعطيك ربك فترضي "
_______________
"عند يعقوب "
دلفت نجلاء الي غرفة عائشة بغضب بعدما أخبرها أحد جيرانها عن تلك الصور فقالت بحدة وهي تنزع عنها غطاء التى تندثر خلفه من حدة البرد رغم حرارة الجو في ذلك الوقت :
ـ ايه الصور دي حقيقة
ارتعبت من أثر صوتها العالي فقالت ببكاءٍ:-
ـ والله مظلومه يا ماما
جذبتها من شعرها بغضب وهي تقول :-
ـ بقالي أكتر من شهر مش بتروحي جامعتك وقافله على نفسك طول اليوم ، كنت مفكرها أنه التعب اللي بيجيلك كل سنة بسبب حزنك انك مشوفتيش ابوكي لكن طلعتي عاملة فضيحة ..
دلف يعقوب على أثر الصوت فقال بعتابٍ:-
ـ مش كده يا أمي في ايه لكل ده
ردت عليه معقبةً بغضب :-
ـ في إن أختك عامله فضيحه لينا
فهم مقصدها فقال بثبات:-
ـ عارف يا امي وعائشة مظلومة
نظرت لها بألم وهي تقول :-
ـ دي تربيتي فيكي تكسريني وسط الناس
قبل يعقوب رأسها بحنان وهو يقول بجدية:-
ـ مفيش الكلام ده يا أمي انا جبت ليها حقها وهي ملهاش ذنب في اللي حصل
غضبت منه فقالت بحدة :
ـ أنت كمان بدافع عنها وهي غلطانه وجيبالنا العار
تنفس ببطء شديد وهو يحاول التماسك فقال معقبًا :ـ
ـ كل ده كان مؤامرة من صحبتها وإيمان بنت خالتي يا أمي وانا سكت عشان خاطرك لكن بلاش تجرحيها عشان هي حتى لو غلطانه عرفت غلطها لكن الدور على اللي قتل القتيل ومشى في جنازته..
ثم أخذها للخارج وبهدوء وحكمها فهمها ما تعاني منه عائشة وبعد قرابة الساعة من الرفض والغضب حنا قلبها لفلذة كبدها فدلفت بخطى متألمة إلى غرفتها ثانيًا …..
نظرت لها عائشة بكسرة وهي تنتحب من شدة البكاء :-
ـ والله يا أمي سامحيني أنا غلطانه حقك على راسي
رق قلبها لها فاحتضنتها ببكاءٍ وهي تهمس لها :-
ـ حقك عليا انا من كل أذية يا نور عيني …
ارتفع رنين الهاتف فنظر للاسم وجد إتصالا من « بدر» يخبره بموعد حضوره اليوم فرد يعقوب بهدوء وهو يرحب بهِ :-
ـ تشرف في أي وقت يا شيخ بدر
ابتسم الآخر بمحبة وهو يقول :-
ـ شرفك الله بالنظر لوجهه الكريم يا يعقوب
قفل الهاتف بشرود وهو يفكر حاليًا كيف سيخبره بذلك الأمر المعقد…
ـ دلفت إلى غرفتها بهدوء وهو يقول بمرح :-
الجميل قاعد لوحده ليه لسه زعلانه من كلام ماما
شبه ابتسامة خافية ظهرت على محياها وهي تقول :-
ـ عادي يا يعقوب بحب اقعد لوحدي بقرأ قرآن وسبح الله عشان ربنا يقبل توبتي … وخلاص ماما عندها حق تغضب وانا مش زعلانه منها
قبل مقدمة رأسها بحنان وهو يقول بفخر :-
ـ هيقبلها يا حبيبتي عشان هي من قلب صادق النيه
ثم أردف قائلًا بخوف من رفضها :-
« بدر » جاي النهارده عشان خاطري اطلعي اقعدي معاه ولو رفضتي مش هغصبك
التمست الرجاء في عينيه فقالت بهدوء :-
حاضر يا يعقوب
ربت على كفيها بحنان ثم التفت ليخرج من الغرفة قائلًا :-
ربنا يراضي قلبك يا عائش



google-playkhamsatmostaqltradent