Ads by Google X

رواية جوازة ابريل الفصل السابع 7 - بقلم نورهان محسن

الصفحة الرئيسية

  

رواية جوازة ابريل الفصل السابع 7 - بقلم نورهان محسن


الفصل السابع (الرجل الخطأ)
          
                
رمقها باسم بنظرة سريعة منزعجة ، ثم تدحرجت رماديتيه صوب أبريل ، مضيقاً إياها على عينيها الفيروزية ، التي تطالعه بإستهجان استنكره للغاية ، ثم هتف بسخط : معرفش!! دي شكلها مخبو.لة اكيد



تحدت ابريل نظراته النا.رية بمثلها ، فهو صار الآن بين أمواجها الثائرة ، وستلقنه درسًا قا.سياً ، لعل نار غضبها تخمد من كل ما يزعجها ، لتتمتم من بين أسنانها : انا اللي مخبو.لة يا عد.يم الضمير



أضافت أبريل بنبرة هادئة إلى حد ما ، محذرة إياها ، وهي تلف ذراعها حول صدرها تحوطه بالأخرى بيد مرتجفة : لعلمك باين من شكلك انك علي نياتك .. النوعية دي واطـ*ـية وكدابـ*ـة واستـ*ـغلالـية .. هيضحك عليكي بكلمتين لحد مايسحب منك القرشين ويقولك باي باي ويشوفلو واحدة غيرك يرمي شباكه عليها



حدجها باسم بنظرات شر.سة ، مغتاظًا بشدة من جراءتها ، فهذه كانت المرة الأولى التي يتعرض فيها لهذا الموقف المحرج ، حتى لو كان واضحًا أنه سوء تفاهم ، لكن تلك القزمة كان لها لسان لا.ذع مثل الفرس الجا.مح الذي لا يعرف طريقة للوقوف ، ليميل نحوها بجسده ، فتراجعت برأسها قليلاً إلى الوراء ، صائحاً بنفاذ صبر : لحد هنا وكفاية .. انتي مجنو.نة يا بت انتي !! ازاي تتجرأئ وتغلطي فيا .. دا انا هخـ*ـرب بيت اللي جا.بوكي



اتسعت فيروزيتها ، مندهشة من إها.نته ، لترفع سبابتها أمام فمها ، صارخة بصرامة مبحوحة ، تبدو غريبة كونها أصغر حجماً بكثير مقارنةً بارتفاعه المهيب : اخـ*ـرس يا حيـ*ـوان .. ماتغلطش في اهلي اللي ربوني كويس اوي .. مش زي اهلك اللي نسيوا ير.بوك وسايبنك تضحك علي بنات الناس يا خسـ*ـيس



نظر باسم إليها شرزاً ، ولم يشعر بنفسه سوى ، وهو يقبض على معصمها فجأة ، لذا حاولت أن تسحبه من براثنه بحركة دفاعية ، ليضغط عليه بطريقة ألمتها ، فتأوهت أثناء تخبطها فى قبضته ، بينما يجذبها نحوه ، مزمجرًا بشر.اسة : لا دا انتي زودتيها جامد .. انا همر.مط بيكي بلاط المكان دا بالكلمتين الخا.يبين بتوعك .. بس الأول شكلك عايزة قلمين عشان تتربي يا لمـا*مة انتي



ازدردت ابريل ريقها بصعوبة ، وهي تحدق في عينيه الرماديتين القاسيتين ، وتستمع لتهديده الغاضب بقلب يقرع بصخب ، حاولت سحب يدها منه عدة مرات ، لكنها لم تفلح قط ، أما رزان فقد وقفت تراقب شجارهما النا.رى بقلق وحيرة ، لكن إبريل لم تردعه نظراته الحا.رقة طويلاً ، إذ تقوس فمها بابتسامة ساخرة ، وردت بإستخفاف تام : طبعا هنستني ايه من اشكالك القـ*ـذرة .. العادي عندهم يمدوا ايديهم علي البنات ماعندهمش نخـ*ـوة .. مش بقولك انت ماشوفتش بربع جنيه تربية يا وا.طـ...



أرادت ابريل أن تجعل غضبه يصل إلى الحد الأقصى ، حتى تستغل رد فعله ضده ، وقد كان فأخذت كل ذرة من دمه تغلي في عروقه بإهتيا.ج ، فور أن سمع كلماتها الهجوميـ*ـة والمسيـ*ـئة دون سبب من وجهة نظره ، فلم يدعها تكمل عبارتها ، إذ رفع يده عازمًا على صفعـ*ـها بالفعل ، فإنكمشت على نفسها ، وأغمضت عينيها بشدة وداخلها يرتعد خوفاً.




        
          
                
: باسم !! عشان خاطري ماتتهور.ش .. الناس بتتفرج علينا .. مش معقولة هتمد ايدك علي بنت!!



تعلقت يده في الهواء قبل أن يصفـ*ـعها ، وأفاق على صوت رزان المذعور ، التى تقدمت نحوهما مسرعة حتى فصلتهما ، وهي تلمس ذراعه ، محاولة تهدئته من نوبة غضبه التي انخرطت فيها ، بعد أن استفز.ته هذه القزمة ، حاول أن يسيطر على أعصابه ، وهو يقبض على راحة يده بقوة ، ويصرف بهذه الحركة شحنة غضبه العنيـ*ـف ، ثم هم بالرد عليها ، لكن قاطعه صوت نداء أنثوي من خلف أبريل : ابريل .. ابريل!!!



جاءت رضوى راكضة نحوهم ، ثم أمسكت يدها ، وهى تلهث كلماتها بتقطع هامس : استني .. ماطلعش هو .. ماطلعش هو .. مش هو



أقبلت أميرة من خلفهما لتقف بجانب الفتاتين ، وفركت يديها معًا ، ورسمت ابتسامة مترددة على فمها ، اتسعت تدريجياً بدهشة ، وهتفت بترحيب حار : ازي حضرتك يا استاذ باسم .. حضرتك اول مرة تشرفنا..!!



أكملت رضوى بلهفة : مش معقول حضرتك مشرف ومنور المطعم كله!!



جحظت عينا أبريل ، وهي تنظر إليهما كأن على رؤوسهن الطير ، ثم تساءلت بتوجس : انتي بتقولي ايه انتي وهي !! مش هو يعني ايه!!؟ اومال حازم دا فين .. وانتو تعرفوه؟



مالت رضوى عليها ، متمتمة من بين شفتيها : شكل الز.فت التاني مشي من شوية من غير مانشوفه والاستاذ قعد علي نفس التربيزة



ارتفع حاجبيها في حالة صدمة ، ولم تمهلها رضوى الوقت للرد ، حيث استدارت ، وقالت بإعجاب كبير ، محدقة فيه بابتسامة بلهاء ، كادت أبريل لكمها حتى تختفى عن وجهها : دا شرف عظيم والله العظيم انك تيجي لحد هنا اهلا وسهلا بيك



هزت أميرة رأسها مؤكدة كلام صديقتها ، والحماس واضح في صوتها الناعم : ايوه احنا محظوظين جدا بوجودك عندنا والله العظيم .. ولو ممكن صورة مع حضرتك لو مافيش ازعاج!؟



فغرت أبريل فاهها ببلاهة من تحول حالة أميرة ، التي ترى ابتسامتها العريضة تكاد تشق وجنتيها بسعادة ، وانقشعت غيمة الحزن عن وجهها تمامًا ، لتفيق من أفكارها على صوته المتهكم ، وهو يتجاهل تمامًا ما قالته الآخرى : ما هو باين من استقبالكم الحار اوي ليا .. بس انا هعملكم فضيـ*ـحة في كل حتة و هقفل المخر.وبة دي



وأضاف باسم بسخرية واضحة ، وهو يميل رأسه إلى الجانب ، ممَ دفعها تحبس أنفاسها سخطاً ، دون أن ترفع نظرها نحوه ، وهي متأكدة من أنها المقصودة بهذا الكلام : ايه ما تسمعينا صوت .. ولا اتقطع لسانك دلوقتي؟!



سألتها رضوى بحيرة : هو انتي عملتي ايه؟



زفرت ابريل الهواء بقوة من حدته ، حدثت إنقباضات في صدرها ، ممَ جعلها تسعل بالاختناق ، لتغمغم بأنفاس متقطعة : بهدلت .. الدنيا 




        
          
                
ربتت رضوى على ظهرها برفق ، وتهامست بجزع : هار اسوح طيب سيبيني احاول اعالج الموقف المهبـ*ـب دا



استدارت رضوى برأسها ، ترسم ابتسامة على وجهها بتوتر ، تجاه باسم الذي كان ينظر إليهما بضجر ، ففركت يديها معًا ، لتتحدث بلهجة حاولت أن تجعلها لبقة : استاذ باسم احنا بنعتذرلك يا فندم والله اللي مايعرفك يجهلك .. اللي حصل دا اقسم بالله كان سوء تفاهم مش اكتر احنا اسفين اوي



إستلمت أميرة دفة الحديث منها بنبرة لطيفة هادئة ، على أمل أن تعالج هذا الموقف أيضاً : حضرتك ابريل دي والله في منتهي الذوق والاحترام اللي في الدنيا .. هي ماكنتش تقصد حضرتك خالص .. هي قصدت حد تاني خالص



همهمت رزان مؤكدة بهدوء : فعلا واضح كدا .. لانها قالت حاجات مش منطقية خالص..



قطع باسم جملتها ، هاتفاً بإستنكار : استني يا روز انتي بتبرريلها بتاع ايه اصلا!!



أشار باسم بإحدى يديه ، لتجلس مكانها ، ثم تتبعها يجلس على كرسيه ، مسلطاً أنظاره عليها ، معقباً بصلابة : هي اللي غلطت وهي للي لازم تعتذر



تلفتت أميرة حولها بقلق خائفة من أن يأتي المدير ، وتحدث عواقب وخيمة لا تحمد عقباها ، ثم أمسكت بمرفق أبريل ، وتمتمت بصوت راجى : معلش يا توته عشان خاطري .. انا كدا هيتقطع عيشي والله .. دا ممكن بكلمة منه صاحب المكان هيطر.دنا انا ورضوى واحنا علينا اقسا.ط انتي عارفة .. 



حثتها رضوى بهمس خافت : ايوه يا ابريل .. اعتذريله مش هيخس عليكي حاجة .. انتي كدا كدا مش هتشتغلي هنا تاني



صرت إبريل على أسنانها ، وهي ترى جانب فمه يرتفع بابتسامة استفزا.زية ، فتمنت إزالتها بسكيـ*ـن حاد ، مشو.هة هذا الوجه الوسيم ، لتطرد تلك الأفكار من رأسها ، مغمغمة بصوت منخفض : هو انتو مش شايفين انه عايش في الدور ومصدق نفسه اوي ازاي ..!!



سعلت ابريل بخفة ، تنقى حلقها ، ورتبت كلامها المبعثر فى عقلها ، ثم عاودت التحديق إليه ، قائلة على مضض : بعتذر عن اللي حصل .. واسفة جدا علي الازعاج عشان اتسرعت في كلامي .. بليز اعذروني حقكو عليا



تنفسوا الصعداء ، كلاً من أميرة ورضوى ، بينما نقلت إبريل نظراتها إلى رزان ، وعضت شفتيها بحرج ، لتقول بأسف شديد : هو تقريبا الاستاذ كان بيتقدم لحضرتك مش كدا!! وانا بغشمـ*ـية خر.بت اللحظة .. والله مش عارفة اقول ايه وازاي اصلح الموقف؟



توسعت الابتسامة على شفتي رزان ، لتخبرها بلطف : حصل خير .. انتي كنتي فاهمة غلط ودلوقتي فهمتي الصح .. مفيش داعي تقولي حاجة تاني ولا ايه يا باسم؟




        
          
                
تجاهل باسم سؤالها ، ورفع رأسه ، ووجه بصره نحو أبريل بنظرة غامضة ، ليقول بهدوء : افتحي دي



نظرت إبريل إليه بذهول ، وحاجبيها معقودين وعيناها مفتوحتان على وسعهما ، في محاولة لإستيعاب النبرة الآمرة التي نطق بها كلماته ، بينما كان يشير إلى المشروب الغازى ، فسارعت رزان تقول بهدوء متعجب : خلاص يا باسم ماتحرجهاش .. حصل خير



لوح باسم بيده إليها للتوقف عن الكلام ، عازمًا على تلقينها درسًا حتى لا تنسى أبدًا مرة أخرى أنها مجرد نادلة ، ثم غمغم بنبرة ذات مغزى : لو سمحتي يا رزان .. يلا افتحيها



إلتمعت عينا أبريل بحيرة ، وعقدت ذراعيها أمام صدرها ، لتسأل بوجوم : وحضرتك ماتفتحهاش ليه؟



رمقها باسم بنظرات متحدية ، تلاها قوله الساخر : محسساني اني بطلب منك طلب غريب .. دا من ضمن تخصصات شغلك .. ودا الاعتذار الوحيد اللي هقبله غير كدا هيكون في كلام تاني



أخيرًا ، ابريل فهمت مبتغاه من هذه الحركة ، وكانت على وشك الانفجار فى وجهه ، لكن ردعها نظرات أميرة المرجية ، وهي تضع يدها خلف ظهرها تحثها ، لتتحكم فى رد فعلها ، وبالكاد كبحت غضبها من هذا الشخص المتغطر.س ، وأخذت نفسا عميقا ، وهي تخطو خطوتين إلى الأمام ، ثم خفضت عينيها إلى العبوة بنوع من القلق والتوتر ، فهذه هي المرة الأولى التي تفتح فيها زجاجة غازية ، لأنها لم تتذوق طعمه من قبل بسبب مرضها ، ومنذ الصغر كانت تتجنب اشتهاءها حتى لا تتأذى منه ، وتجعل أجدادها يقلقون عليها ، ويهرولون بها إلى المستشفيات.



ازدردت لعابها بصعوبة ، وحملته بين يديها المرتعشتين بتوتر ، وداخلها شتـ*ـمته بأبشـ*ـع الأ.لفاظ ، وشرعت تفتحه لتجد صعوبة في فتحه ، أو بالأحرى كانت تخشى أن تفتحه ، فإختلست نظرة خاطفة عليه ، لتراه يحدق بها وعيناه تتألقان بسخرية ، مم جعل شعور الاغتياظ يعلو فى دمائها ، واندفع الادرينالين فى أوردتها ، فأعادت الكره بقوة أكبر ، فأصدرت العلبة صوتًا أخافها ، لتشهق هلعاً ، وهي تميل إلى الأمام ، ممَ جعل السائل يتطاير بقوة الدفع وانسكب على وجهه ، وقميصه الأزرق الباهت. 



وضعت رزان يديها على فمها ، تكتم شهقتها بصدمة لا تقل عن صدمة باسم ، وذعر أبريل التى كادت تذوب من الحرج ، وتراجعت إلى الخلف ، محاولة إرغام لسانها المعقود على النطق ، لتخرج حروفها متلعثمة : اا انــا .. انـا...



تلألأت رماديتيه بوميض شر.س ، بعد أن جعلته أضحوكة أمام الجميع ، وقاطعها هادراً بغضب من بين أسنانه : انتي فعلا بت غبـ*ـية ومابتفهميش .. ازاي صحاب مطعم محترم زي دا يشغلوا عندهم بهيمـ*ـة زيك انتي!!



أنهى باسم كلماته ، نظر إليها بنظرات مليئة بالاحتقا.ر ، ففغرت أبريل فاهها بصدمة ، ولم تستطع السيطرة على لسانها ، هاتفة بحدة مهتزة : احترم نفسك وماتغلطش




        
          
                
مدت رزان يدها لسحب عدة مناديل من أمامهم على الطاولة ، ثم أعطتها لباسم ليأخذها منها ، ماسحاً بهم وجهه المبتل ، وهو يضحك مغمغماً بسخرية لاذعة : مشوفتش في بجا.حتك يا شيخة .. ايه هتقولي انك مش قاصدة دا برده!!!



أنهى باسم سؤاله بملامح احتلها التعجب المتهكم ، فأخذت رضوى زمام المبادرة للرد ، محاولة أن تشرح له موقف الآخرى : والله غصب عنها اااصلها..



قاطعتها أبريل على الفور ، قائلة ببرود ، وهي ترفع ذقنها بكبرياء قبل أن تغادر أمامهم : خلاص يا رضوي .. انا ماشية من هنا



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



بعد مرور عشر دقائق



تقف ابريل أمام المرآة فى الحمام داخل المطعم ، وعيناها مغمضتان ، متكئة بمرفقيها على حافة الحوض ، وصدرها يصعد ويهبط ​​بسرعة ، وهى تشعر بصعوبة في السيطرة على دموعها ، لكنها تحاول منعها من الخروج قدر المستطاع.



أخذت شهيقًا بطيئًا حتى تتمكن من تنظيم أنفاسها الصاخبة ، لكنها لم تنجح بسبب توترها المفرط ، وشعرت بالضيق يزداد فى صدرها أكثر ، وبشكل لا إرادي دموعها بدأت بالجريان على وجنتيها المشعتين بالاحمرار ، مستولى عليها الحزن بشدة ، بعد أن تعرضت اليوم لأكثر من حدث محرج ، ومؤلم تجاوز قدرتها على التحمل.



أدخلت قبضتها في جيب زيها العنابي ، لإخراج جهاز الاستنشاق الصغير الذي يرافقها دائمًا ، وصدرها يصدر نشيج حاد في كل مرة تتنفس فيها ، لتبدأ في استخدامه ببطء ، بينما تغلق عينيها بشدة.



بعد دقيقة بدأ تنفسها ينظم ببطء ، وفي خضم تشوش أفكارها وإرهاقها ، لم تشعر بفتح الباب عليها والخطوات التي تقترب منها بهدوء ، ولم تدرك ذلك ، إلا حين شعرت بضغط على كتفها ، لكنها بقيت كما هي ، وبالكاد خرج صوتها ، مختنق بالعبرات بسبب الغصة التي تسد حلقها : دقيقة .. وهبقي كويسة يا أميرة .. ماتزعليش مني كنت عايزة اساعد .. بس خر.بت الدنيا اكتر .. انا هكلم مستر خيرت واعتذرله .. هقوله اني السبب في كل اللي حصل .. انتو مالكوش ذنب



انتفضت إلى الجانب ، كما لو كانت قد لدغتها أ.فعى ، عندما جاءها صوته الساخر من الخلف : عجبتني تضحيتك .. بس مش كل اعتذار بيصلح الموقف زي ما انتي فاكرة



قال باسم ذلك بنبرة ذات مغزى ، لم تنتبه إليه الأخرى ، أما هو أعاد يده إلى جنبه ، متراجعًا عدة خطوات إلى الوراء ، مرتاعًا من صرختها التي أربكته للحظة ، بينما هى سارعت تمسح دموعها ، وهي تحدق به ، وقد تحولت ملامحها المفاجئة إلى غاضبة ، وعيناهما متصلتان ، ثم خرج سؤال مبحوح من شفتيها : انت جاي هنا تعمل ايه .. وازاي تدخل كدا وانا جوا؟!




        
          
                
رفع باسم منكبيه للأعلى ثم للأسفل ، ولم يظهر على وجهه أي رد فعل ، وهو يرى حالتها التي لم يرثى لها ، وأجابها باستخفاف : اش عرفني ان حد جوا من اساسه .. قالوا ان الحمام مخصوص لأصحاب المطعم .. يعني انتي للي دخلتي مكان مش مكانك!!



أشار باسم إليها بإصبعه بنظرة ساخرة ، فأطلقت ابريل تنهيدة قوية مصحوبة بسعال خفيف ، ثم ردت بانزعاج : ميخصكش



ارتخت ملامحه ، وهو يدحرج عينيه نحو جهاز الإستنشاق الذي تحمله في راحة يدها ، وقال بنبرة هادئة خالية من السخرية لأول مرة : وشك مصفر .. زميلتك قالت ان عندك حساسية من البيبسي



فور انتهاء عبارته ، وجدها تضعه داخل جيبها بحركة عصبية ، فأخر ما تنتظره هو نظرة شفقة من أحدهم ، فما هو الحال إذ جاءت من شخص فـ*ـظ كالماثل أمامها ، وفي كل الأحوال كانت معتادة على إخفاء آلامها حتى لا تزعج الأخرين ، مرددة ببرود ظاهري : ميخصكش



استقبل باسم برودها بابتسامة متسلية جراء مكابرتها ، فتبين له أنها عنيدة ، وهذا ما دفعه إلى اختبار عنادها ، سيصل إلى أي مدى معه ، متجاهلاً الرد عليها ، أثناء فكه لأزرار قميصه الأزرق ، وبصره ثابتًا عليها ، فجحظت عيناها في حالة صدمة ، وأوقفته بإشارة من يدها ، هاتفة بحدة : ايه السفا.لة بتاعتك دي يا بني ادم .. انت فاكر نفسك في حمام بيتكو..؟



زوى باسم حاجبيه معًا بضيق ، ونظر إليها من أعلى إلى أسفل بابتسامة مستهزئة ، وهو يرآها تشيح ببصرها إلى الأسفل بخجل ، فأشار على نفسه ، وهو يلوى شفتيه ، وأجاب بصوت ساخر : اكيد مش هفضل لابسه وهو ملزق كدا .. وبلاش الشغل القديم المتكرر في كل المشاهد الها.بطة دا .. كأنك مشوفتيش صدر راجل قبل كدا في حياتك وبتكسفي وتحمري



انتهى باسم من فك الزر الأخير فى القميص ، بالتزامن مع دوران أبريل بملامح عبوس تنوي الخروج ، بعد أن إختلست نظرة نحوه ، وداخليًا شعرت بالارتباك بسبب جاذبيته الخاطفة للأنفاس ، حيث رأيتها له هكذا ، جعلتها تشعر بالحرارة تشع فى كامل جسدها ، لكن السؤال الأهم ما الذى تنتظره ، فلا يجب أن تكون معه في هذا المكان أكثر من ذلك.



هزت ابريل رأسها ، تطرد تلك الأفكار الحمقاء من رأسها ، مغمغمة بنبرة حاولت أن تجعلها لامبالية : حاجة مايخصكش



حدق باسم في ظهرها ، وكور قبضة يده ، وهو يزمجر بحنق من بين أسنانه : بلاش ام الكلمة المستفـ*ـزة دي.. 



منعها باسم من المغادرة ، مضيفاً بفظا.ظة ، تزامناً مع قيامه برمي القميص المبلل على رأسها ، الأمر الذي جعلها تشهق متفاجئة من وقا.حته المفرطة : وخدي هنا نضفي القميص اللي بهدلتيه بغبا.ئك .. عارفة دا يساوي كام!! تمن مرتبك لسنة بحالها يا ماما




        
          
                
أغمضت ابريل عينيها لوهلةٍ ، وهي تتنفس بعمق ، ثم تزفر ببطء ، لتنزل القميص عن شعرها بحركة عنيفة ، ممَ جعله أشعثًا وغير مرتب ، ثم صرت على اسنانها ، وقالت بضيق : اللهم طولك ياروح



نظر باسم لها مبتسماً بخبـ*ـث ، ثم غمغم بإستفز.از : وريني مهاراتك في حاجة غير طولة اللسان .. 



تابع باسم بعد اكتراث ممزوج بالسخرية ، وهو يسير باتجاه الحوض ، فاتحاً الصنبور و بدأ ينظف جذعه العلوي وكتفيه بالماء : يمكن اخدك في اعلان .. ما انتي باين عليكي اخترعتي الموقف السخيـ*ـف دا من الاول .. عشان تخليني اخدك في اعلان .. زي البنات المتخـ*ـلفة اللي بيتحدفوا عليا في كل حته



استدارت ابريل ترنو إليه بعينين باردتين رغم النار التي كانت بداخلها ، وضغطت بغـ*ـل على أسنانها ، معتصرة قميصه بيديها معاً ، متخيلة أنها تخنـ*ـقه بقبضتها حتى تغادر تلك الابتسامة العابثة وجهه ، ثم ذهبت على مضض إلى الحوض الآخر ، ووقفت بجواره تنظف القميص ، وهى تتمتم ببغض : منتظرة ايه من انسان جليا.ط زيك منفوخ هوا علي الفاضي ..!!!



التفتت ابريل إليه بملامح مستاءة ، بينما كان يجفف صدره باستخدام المحرمات الورقية ، وأضافت بابتسامة مستهزئة يشوبها الإستها.نة التامة به : بس عارف الحق مش عليك .. الحق علي البنات التا.فهة اللي بتجري وراك وخلتك تصدق ان ليك قيمة



أستشا.ط غضباً من لسانها السليـ*ـط ، وبحركة مباغتة سحبها من مرفقها ، فإنفلت القميص وانزلق في الحوض لتطلق من فمها أنينًا متألمًا من قبضته العنيـ*ـفة على ذراعها ، وتسارعت دقات قلبها خوفا من قربه ، بينما هو صاح بإنفعال مغتاظ : لسان اهلـ*ـك دا متبـ*ـري منك كدا ليه !! 



وزعت ابريل نظراتها المصدومة بين وجهه وقبضته القوية على ذراعها ، ثم حاولت إبعاده عنها ، وعادت نظراتها المستهجنة تستوطن فيروزيتها ، وسألته مستنكرة جرأ.ته : في ايه .. انت استحلتها .. مسكني كدا ليه؟!



ترك ذراعها يفلت من قبضته فجأة ، ليسألها بنبرة عنيـ*ـفة ، وهو يغلي من الغضب ، مصفقاً يديه بقوة ، فأغمضت عينيها بر.عب ، وهي تنكمش على نفسها ، وترتد إلى الوراء سريعاً ، مصدومة من هجو.مه المفاجئ ، واهتزت دواخلها بشكل واضح : عايزاني اصفقلك بعد ما خر.بتيلي اليوم وضيعتي وقتي بتصرفاتك الغبـ*ـية دي وفوق كدا لسه بتغلطي سبحان من صبرني عليكي يا شيخة



زجرته ابريل بنظرات واجمة ، ولا إرادياً أخذت قميصه من الحوض ، وقذفته عليه بقوة ، فأمسكه على الفور يضمه على صدره ، بينما الآخرى تغمغم بمقـ*ـت منفعل : خد قميصك .. البقـ*ـعة خلاص طلعت منه .. بس هتفضل لازقة في عقلك التعبـ*ـان دا



أنهت ابريل جملتها ، وكادت أن تتخطاه ، لكنه تحرك واقفًا أمامها ، يمد ذراعه إلى الجانب لمنعها من المرور.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


 


google-playkhamsatmostaqltradent