رواية احببت حبيبة ابني الفصل السابع 7 - بقلم وداد جلول
أيتها النكرة
توترت الأجواء كثيراً حالما نطقت سارة بجملتها، لم تستطع أن تتحمل إهانتها لذلك ردت عليها بالكلام الذي يدعها تصمت وتغلق فمها، ولكن خاب ظنها عندما رأت خلود تناظرها بحدة لتنهض وتتوجه لها بخطواتٍ بطيئة بينما الجميع يترقب ما الذي سيحدث ولكن سارة لم يرف لها رمش وظلت باردة، وقفت خلود أمامها بينما سارة مازالت جالسة تراقبها بصمت لتقول خلود باشمئزاز:
"يا لكِ من وقحة يافتاة"
رفعت سارة حاجبها لتنهض وتقف بوجهها وتناظرها بتحدي لتقول:
"تتحدثين وكأنكِ لست وقحة أيضاً"
تحدثت خلود بلؤم:
"حتى وإن كنت وقحة لست بالدرجة التي أنتِ بها"
ابتسمت سارة بسخرية لتقول باستفزاز:
"أجل عزيزتي أنتِ أسوأ بكثير أعلم ذلك"
احتقن وجه خلود بشدة وكزت على أسنانها بينما سارة تناظرها بابتسامة مستفزة، حسناً لقد أُعجب إياس كثيراً بموقف سارة وحديثها وثقتها، كذلك ماسة أعجبها حديثها وسامح أيضاً أعجبه بأنها وقفت بوجه خلود وردت عليها ولكنه حقاً هو الآن يشتعل غضباً من خلود التي تجرأت وتفوهت بمثل هذه الكلمات بوجه سارة، بينما السيدة جيداء وللصراحة لم يعجبها موقف سارة وردها على خلود بهذه الطريقة لإنها تحبها كثيراً ولا تسمح لأحد بأن يحدثها بكلمة تزعجها وكانت دائماً تحذر ماسة من افتعال المشاكل معها، تنهدت جيداء بحنق لتتدخل بالحديث وتقول:
"خلود تعالي واجلسي في مكانكِ وأنتِ ياسارة اجلسي أيضاً ولا تتفوهين بهده الكلمات معها أبداً"
وكأنها لم تتحدث لإنهما هما الاثنتان كانتا تنظران لبعضهما بتحدي واشمئزاز، ظلت حرب العيون قائمة لتجفل الاثنتان من صراخ جيداء وهي تقول:
"ألم تسمعاني هيااا"
تنهدت سارة بقوة وجلست في مكانها دون التفوه بحرف بينما خلود نفخت خديها بغضب لتتوجه وتجلس بجانب خالتها وتقول:
"حسناً خالتي لا تنفعلي والآن بعد إذنكِ هلا أفرغت لي غرفة بجانب غرفة إياس"
كزت سارة على أسنانها لتنظر لها بحدة بينما إياس تدخل في الحديث ليقول:
"لا أيتها الصغيرة فخطيبتي هي من ستأخذ الغرفة التي بجانب غرفتي لذلك لا تتعبين نفسكِ واصمتي"
نظرت له بحدة لتقول:
"لا شأن لك إياس"
نهض إياس بعنف متوجهاً لها وهو يناظرها بحدة فهو لم يعد يستطيع ان يتحمل وقاحتها، أمسكها من معصمها بطريقة عنيفة ومؤلمة وأوقفها ليحدثها بحدة:
"اسمعي أيتها اللعينة لا تتجرأي وتتحدثين معي بهذه الطريقة وإلا أقسم لكِ بأنني سأقطع لسانكِ هل فهمتي"
نهضت جيداء لتصرخ بإبنها:
"إياس ما الذي تفعله أتتحدث مع ابنة خالتك بهذه الطريقة من أجل خطيبتك"
نترها من يده ليصرخ بالمقابل:
"دعيها تغلق فمها اللعين وتحترم نفسها وإلا سترين ما أنا فاعلٌ بها"
مثلت خلود بأنها تبكي لترتمي بأحضان خالتها وتبكي بكاء مصطنع، لم تستطع سارة تحمل هذه الأجواء لذلك نهضت وتحدثت بهدوء:
"يبدو بأنني افتعلت المشاكل من دون أن أقصد ياجيداء هانم، أنا أعتذر والآن اسمحوا لي"
أرادت أن تخطو خطواتها لترحل ولكنها استوقفها صوته ليقول سامح:
"ابقي هنا سارة أنتِ لم تخطئين بشيء"
استدارت لتنظر له بهدوء بينما إياس ابتسم ابتسامة صغيرة لإعجابه بموقف أبيه، نظر سامح لإبنه ليقول:
"هيا خذ خطيبتك ودعها تختار الغرفة التي تريدها وتناسبها وخذوا ماسة معكما أيضاً"
حرك رأسه بإيجاب ليخرج من الصالة متوجهاً إلى الأعلى وبرفقته سارة وماسة، بينما جيداء وخلود التي كانا الشياطين تتراقص حولهما لم يعجبهما موقف سامح ولكنهما لم يتجرأن على التفوه بحرف أمامه، نظر سامح لخلود بحدة ليحرك رأسه بتوعد بينما خلود ابتلعت ريقها بخوف لإنها تعلم بأنها ستتلقى العقاب القاسي منه، تنهد بقوة ليقول:
"ما بكِ ابنتي خلود لما فعلتي كل هذا"
نظرت له بصدمة لتتحدث بتلعثم:
"اا عمي أ"
نظر لها باستغراب ليقول بهدوء:
"أنتِ ماذا مابكِ ما الذي يحدث معكِ"
ابتلعت ريقها بصعوبة وصمتت ليردف لها سامح مبتسماً:
"حسناً تعالي معي إلى غرفة المكتب لنتحدث بهدوء"
نظرت له بخوف وهي تعلم تماماً لما يرمي له سامح، وجه نظره لزوجته ليقول:
"عزيزتي دعي الخادمة أن تصنع لنا القهوة وأنا سأرى ما مشكلة خلود الصغيرة"
ابتسمت جيداء وحركت رأسها موافقة ليبادلها الابتسامة ويتوجه إلى مكتبه وخلود تتوجه ورائه والخوف ينهش بقلبها، دخل إلى مكتبه لينظر للفراغ بحدة وتدخل ورائه خلود وتغلق الباب خلفها، استدار لها ليناظرها بحدة ويقول بهمس مخيف ونظرة الشر ظاهرة في عينيه:
"ما الذي تفوهتي به منذ قليل أيتها اللعينة"
نظرته كفيلة بأن تجعلها تقع أرضاً، ابتلعت ريقها بصعوبة ومثلت الشجاعة وظلت لت ثابتة قول ببرود:
"لم أفعل شيئاً سوى أنني أجبتها وأردت أن أُعلمها مقامها"
كز على أسنانه ونظر لها بطريقة مخيفة ليمسكها من معصمها بقوة ويقول:
"ومن أنتِ أيتها النكرة حتى ترينها مقامها، أتعلمين ما هو مقامكِ ها، مقامكِ أنتِ تحت قدماي هل تسمعين"
نظرت له بأعين دامعة ليترك معصمها ويمسك خصلات شعرها ويقول بهمسٍ حاد:
"أنتِ لا تساوين شيءٍ أمامها أيتها اللعينة، إياكِ أن تفتعلين المشاكل معها مرة أخرى وإلا أقسم لكِ بأني لن اتردد بأن أنهي حياتكِ هل سمعتي"
حركت رأسها ببكاء لينترها من يده ويستدير ليجلس وراء مكتبه، جلس على الكرسي وأراح جسده لينظر لها بجمود ويقول ببرود:
"عدلي من هيئتكِ المبعثرة لإن الخادمة ستأتي أيتها الغبية"
نظرت له والدموع على وجنتيها ليردف لها بلؤم:
"هيا هيا لم يحدث لكِ شيء لا تقولين بأنه يفرق معكِ مافعلته بكِ لإنكِ عديمة الإحساس"
انفعلت منه ومن حديثه لتناظره بحدة وتتوجه لتضع كلتا يديها على المكتب وتقول بلؤم:
"قل لي هي بماذا أحسن مني ها، لماذا اختارها ابنك ولم يتتطلع بي أنا، لماذا أنت أيضاً تحبها وتريدها وتعاملني أنا أسوء المعاملة ها"
نظر لها بشراسة ليقول بحاجب مرفوع:
"لا تقارني نفسكِ اللعينة بها، هي نقية وبريئة بينما أنتِ عاهرة وخبيثة"
تحدثت بحدة:
"لماذا ها لماذا أنا عاهرة خبيثة"
تحدث بلا مبالاة:
"راجعي أفعالكِ الرخيصة وستعلمين لماذا"
احتقن وجهها لتقول بتحدي:
"بالمناسبة أنا أستطيع بأن أنهي الاتفاق ولا أساعدك بشيء هل سمعتني"
نظر لها بسخرية ليقول:
"أجل أعلم ذلك وأيضاً يجب أن تعلمين بأنكِ لن تحصلين على إياس في حياتكِ وسترين ما الذي سأفعله بكِ، ثم أنني إن كنتِ معي أم لا فأنا سأكسب سارة وأجعلها ملكي، يعني وبالمختصر وجودكِ وعدمه بالنسبة لي واحد هذا غير الجحيم الذي سينزل عليكِ"
بدأت تتردد جملته في أذنها وهي تناظره بخوف، هي حقاً تعرفه عز المعرفه وتعرف بأنه لن تفرق معه وسيفعل بها افظع الأفعال، وبهذا ستخسر كل شيء لن تكسب إياس ولن تدخل عائلتهم ولن تكون على اسمه، تنهدت بقوة وتحكمت بنفسها لتحرك رأسها موافقة فهي تعلم بأن عنادها وغضبها لن ينفعها بشيء سوى الخسارة وليس بعيد بأن يكون خسارة روحها أيضاً.
___________________________
بينما من الجهة الأخرى إياس وسارة وماسة الذين كانوا جالسون يضحكون ويمرحون من بعد ما اختارت ماسة غرفة مناسبة لسارة وقريبة من غرفة إياس، بينما خلود أفرغت لها غرفة بجانب غرفة ماسة، أحبت ماسة بأن تخلي الجو لهما قليلاً لتتنهد وتقول:
"أووه سارة عزيزتي سأذهب لكي أذاكر قليلاً، اجلسي قليلاً مع إياس ومن ثم الحقي بي لغرفتي أريد أن أحدثكِ بآخر التطورات"
غمزت في آخر جملتها لتبتسم سارة باتساع وتحرك رأسها موافقة بينما إياس كان يجلس بينهن كالأبله، خرجت ماسة وتركت الباي مفتوح قليلاً ليتنهد إياس وينظر لسارة بابتسامة ويمسك يدها ويقبلها ومن ثم قال:
"حبيبتي لا تزعجين نفسكِ من أجل تلك الفتاة إنها حمقاء"
ابتسمت سارة وحركت رأسها موافقة لتقول:
"لا لم أنزعج ولكن لا أريد من والدتك أن تحزن مني"
ابتسم إياس بخفة ليقول:
"لا اطمئني لن تحزن، لن أكذب عليك هي تحب خلود كثيراً ولكنها لا تميز بينكِ وبينها كلاكما تعتبركما مثل ماسة"
همهمت له وجفلت لوهلة ومن ثم تحدثت:
"هل هي تحبك إياس"
نظر لها بقوة ليتنهد ويقول:
"أجل كانت دائماً تقول لي بأنها تحبني وتطلب مني أن أشعر بها ولكنني أنا حقاً لا احبها ولا أرغبها إنها مغرورة وخبيثة"
حركت رأسها بخفة ولم تتحدث ليبتسم إياس بمكر ويردف لها:
"ما رأيكِ بقبلة صغيرة الآن ياحلوة"
عبست بوجهه لتقول:
"إياس إلزم حدودك، سأذهب الآن إلى ماسة ومن ثم أريد أن أنام، تصبح على خير"
نهضت لتتوجه إلى الخارج ولكن يده منعتها وسحبها ليخاصرها ضد الحائط ويتحدث بهمس ضد شفتيها:
"أريد قبلة وسأخذها غصباً عنكِ لإنها ستكون ألذ"
أرادت أن تعترض وتتحدث ولكنه امتلك وردتيها بقبلة عميقة جعلتهما يذوبان ويقبلان بعضهما بشغف وحب وهما بأعلى مراحل سعادتهما غير عالمان بذلك الذي كان يقف مصدوم متابعاً للموقف بعينان حادة والنيران مشتعلة في صدره، حرك رأسه بحدة وأغمض عيناه ليهدأ نفسه ومن ثم توجه إلى غرفته وهو يتوعد بنفسه بأنه لن يدعهما يكملان هذه العلاقة مهما كلفه الثمن.
صباح اليوم التالي
استيقظ جميع من في المنزل واجتمعوا جميعهم على مائدة الفطور، تناول الجمع فطورهم بجو هادء لا يوجد به أي مشاحنات أو ماشابه، انتهوا جميعهم من تناول فطورهم لينهض كل منهم ويتوجه إلى وجهته التي يريدها.
_________________________
يقف قرب منزلها منتظراً خروجها لكي يحدثها بأمر مهم، لقد أخذ قراره وقرر أن يحدثها ويعترف لها بكل شيء ولن يخاف من شيء، انتظرها وقت طويل حتى هبطت وخرجت من المبنى متوجهة إلى حامعتها سيراً على الأقدام لإن جامعتها قريبة من منزلها نوعاً ما، ما إن رآها ورأى ذلك الجمال حتى تصنم في مكانه ولم يعد يستطيع فعل شيء، كانت بكامل أنوثتها وأناقتها فقد كانت ترتدي فستان طويل يصل إلى كاحلها وبنصف أكمام ولونه وردي ومسدلة شعرها على ظهرها لتبدو بكامل رقتها وأنوثتها، ابتلع ريقه ليتوجه إليها ويلحق بها وهو ينادي عليها، التفتت لمصدر الصوت لتراه أمامها وما إن رأته حتى بدأ قلبه يقرع كالطبول، ابتسمت بخفة عندما رأته ليبادلها الابتسامة ويلقي عليها تحية الصباح ومن ثم قال:
"مم ملاك أريد أن اتحدث معكِ بموضوع هام والموضوع مهم جداً ولا يؤجل أبداً ما رايكِ هل ندهب"
ضحكت ضحكة خافتة لتجعل قلبه يرقص فرحاً لإنه راى ضحكتها وتقول:
"ما بك على عجلة من أمرك"
حك مؤخرة رقبته وابتسم بتوتر لتبتسم هي بدورها وتقول:
"حسناً سأراك بعدما تنتهي محاضرتي، عند الساعة الثانية عشر نلتقي ما رأيك"
نظر لها بابتسامة ليقول رامي:
"مم حسناً موافق رغم أن الموضع هام ولكن لا بأس"
ابتسمت بخفة لتقول:
"أها حسناً هذا يعني بأنك ستنتظرني أليس كذلك"
نظر لعيناها مباشرة بهيام ليقول بشيء من الهمس:
"أنتِ إذا طلبتي أن أنتظركِ العمر كله سأنتظركِ ولن أبالي لشيء"
توترت من جملته وتوردت وجنتيها خجلاً وبداخلها فرحة العالم كله، أخفضت رأسها وابتسمت بخجل بينما هو ابتسم وقال:
"تفضلي لكي أوصلكِ"
نفت برأسها لتقول:
"لا داعي لذلك فجامعتي قريبة"
حرك رأسها رافضاً ليقول:
"لا لا هيا سأوصلكِ تفضلي"
ابتسمت بخفة وحركت رأسها موافقة لتتوجه معها وتركب بسيارته وينطلق بها إلى جامعتها وغير عالمة طبعا بأخيها الذي رأها تركب مع رامي بسيارته وهي مبتسمة، كز على أسنانه بغضب وحرك رأسه بحدة وتوعد ومن ثم انطلق إلى وجهته.
من الجهة الأخرى تلك المرأة الجميلة بعيناها البنية القاتمة وشعرها البني الفاتح وجسدها الرشيق، دخلت المدعوة لمى إلى المبنى من بعد ما ذهب أحمد لتأذن لها الصدفة وترى هجرس يهبط على الدرج وكأنه على عجلة من أمره، حالما رأته حتى وقفت تنظر له بهدوء بينما هو حالما وقعت عيناه عليها حتى جفل لثواني ونظر لها من رأسها إلى أخمص قدميها ببرود ولكن داخله نيران متأججة من شدة شوقه لها ولحضنها الدافئ، كحالها هي التي كانت النيران تشتعل في صدرها من شدة اشتياقها له ولأيامها معه، نظر لها بعتاب لوهلة ومن ثم عاد لنظرته الباردة وابتسم من أنفه ودحرج عيناه بلؤم وتوجه لخارج المبنى ومن ثم استقل سيارته وتوجه إلى عمله، ظلت لا واقفة تنظر لمكان فراغه بحزن وهي تتذكر أيام عشقهما وسعادتهما مع بعضهما، تنهدت بحزن وهبطت دمعة بريئة على وجنتها لتمسحها وتصعد إلى منزلها بحرقة قلب.
12:00 pm عند الساعة
كان رامي منتظراً ملاك أمام باب الجامعة، دقائق وخرجت إليه بابتسامتها الهادئة ليبادلها الابتسامة ويلقي التحية عليها ومن ثم صعدا سوياً في السيارة وتوجه بها إلى أقرب مقهى لكي يحدثها بكل شيء داخل قلبه الذي يهيم بها، وصلا إلى المقهى ليجلسان وقد بدأن يتحدثان بأمور عادية لكي يكسران الصمت، قلبها الذي يدق بعنف وعيناها المسلطة عليه ولم تستطع إزاحتها أبداً، ليس عدم حياء أو وقاحة وإنما اشتياقها وحبها له جعلها تتجرأ لتطيل النظر إلى عيناه، ابتسم لها وشرد هو أيضا في عيناها ليتنهد ويقول:
"مم ملاك الموضوع الذي أريد أن أحدثكِ به هو."
صمت قليلاً وتلعثم في الكلام بينما هي ابتسمت لتقول:
"هو ماذا رامي"
حمحم ونظر لعيناها مباشرة ومن ثم تحدث بسرعة:
"هو أنني أحبكِ وأريدكِ زوجةً لي هل توافقين"
نظرت له بصدمة وقلبها الأحمق بدأ يدق بعنف، لم تعلم هذه الصدمة بسبب فرحتها باعترافه لها أم بسبب خوفها من أخيها ومن القادم، استسلمت لفرحتها وبانت نظرة الحب في عيناها لتبتسم بخجل وتخفض رأسها، بينما هو كان يتابع ردة فعلها والتي لم تكن سلبية نهائياً، أردف لها بهدوء:
"تحدثي ملاك"
ابتلعت ريقها وهي تحاول كبح دموعها ولكن دموعها خانتها وهبطت على وجنتها لترفع نظرها له وتقول:
"خذني من هنا أريد أن أخرج"
صعق من ردة فعلها وتغير مزاجها، لم يستطع أن يرفض أبداً وتعجب كثيراً من دموعها ليحرك رأسه موافقاً بحزن وينهضان سوياً ليخرجان خارج المقهى، تنهد بقوة ليقول:
"هيا اصعدي لكي أوصلكِ"
حركت رأسها رافضة لتقول:
"أريد ان أمشي"
همهم لها ليقول:
"حسناً إذاً سأمشي معكِ"
مشيا سوياً وكل منهم يفكر في الآخر ولكن بطريقة مختلفة، دقائق ووصل بها إلى منزلها ليودعها بابتسامة باهتة، أراد أن يرحل ولكنها أمسكت بيده وأدارته لها لتذرف دموعها وتقول بصوتٍ باكي:
"أيها الأحمق أنا أيضاً أحبك كثيراً"
نظر لها بصدمة ولم يستوعب ما قالته ولم يبدي ردة فعل سوى الصدمة والصمت، نظرت له بغيظ وأعين دامعة لتضربه على صدره بقبضتها الصغيرة وتتحدث بغضب طفولي:
"لما لا تتحدث ها هل تراجعت عن كلامك، هيا تحدث تحدث"
ابتسم من عيناه ليحملها ويدور بها، انزلها ليحتضنها بقوة ومن ثم ابتسم لها ليقول:
"سآتي اليوم وأتحدث مع أهلكِ بموضوع زواجنا ما رأيكِ"
ابتسمت باتساع لتحرك رأسها موافقة وتعاود احتضانه مستشعرة الأمان والحنان بحضنه الدافئ، ظلا عدة دقائق وهما يتحدثان ويتفقان ومن ثم ودعته لتصعد إلى منزلها والابتسامة لم تفارق ثغرها.
______________________
في المساء
في منزل السيد سامح حيث كان جالساً برفقة خلود في الصالة الكبيرة وهما يتفقان على المصيبة الجديدة.
بينما من الجهة الأخرى إياس الذي عاد منهكاً من العمل كثيراً، رأى سارة وجلس معها قليلاً ومن ثم استأذن منها وصعد إلى غرفته، بينما سارة أيضاً صعدت إلى غرفتها وظلت جالسة فيها.
بعد قرابة الساعتين كان المنزل هادئ جداً لا يسمع به أية حركة، خرجت خلود من غرفتها متسللة إلى غرفة إياس، تعمدت أن تفتعل الضجة أمام غرفة سارة لكي تلفت انتباهها وقد نجحت في ذلك لتركض مسرعة إلى غرفة إياس وتغلق الباب خلفها، توجهت له لتحركه بخفة وتوقظه، فتح عيناه بوهن ونظر لخلود بوهن ومن ثم اتسعت عيناه لينهض بنصف جسده ويقول:
"ما الذي تفعلينه هنا أنتِ"
شهقت بخفة وتحدثت بصوتٍ عال نوعاً ما:
"حبيبي إياس ما بك أنت الذي قلت لي أن آتي لك في مثل هذا الوقت، ااه صحيح سارة غارقة في النوم لا تقلق"
أراد أن يتحدث ولكنها ابتلعت عبراته بقبلة عميقة ليفتح الباب عليهما وتقف أمامهما تلك الفتاة ويجفلان ليبعدها عنه بعنف وتنظر خلود لسارة وتشهق بخوف مصطنع.
"ثمةَ أمرٌ لا تستطيع أن تجتازهُ بسهولة
ثمةَ شعور لا يجديه التغاضي
ثمةَ عتابٌ طويل في صدرك كِتمانهُ صعب وإفصاحهُ إهانة
ثمةَ أشياءٌ لا تكون بتلك البساطة"
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية احببت حبيبة ابني) اسم الرواية